حين كان الجميع يترقب بإثارة وتوتر الركلة الأخيرة والحاسمة بين إيطاليا وإسبانيا، انبرى جورجينيو لتنفيذها ووضعها بدقة وبهدوء أعصاب يُحسد عليهما ليتأهل الأزوري لنهائي يورو 2020 ويصفق أوناي سيمون للاعب تشيلسي بسبب طريقة تنفيذ الركلة.
ردة فعل سيمون وإبداء الاحترام لجورجينيو لا تأتي من خاسر لفائز فحسب ولكن من حارس مرمى مميز للغاية في ركلات الجزاء وكان سبباً رئيسياً في أن تتأهل إسبانيا لنصف النهائي بعدما تصدى لركلتي ترجيح ضد سويسرا وكاد أن يُعيد الكَرّة ضد إيطاليا بعدما تصدى لركلة مانويل لوكاتيلي لكن داني أولمو وألفارو موراتا كان لهما وجهة نظر مختلفة.
احتفال جورجينيو بالتسجيل:
فكيف سدد جورجينيو ركلة الترجيح الحاسمة بهذه الطريقة رغم كل هذا الضغط العصبي الواقع على اللاعبين
حين كان الجميع يترقب بإثارة وتوتر الركلة الأخيرة والحاسمة بين إيطاليا وإسبانيا، انبرى جورجينيو لتنفيذها ووضعها بدقة وبهدوء أعصاب يُحسد عليهما ليتأهل الأزوري لنهائي يورو 2020 ويصفق أوناي سيمون للاعب تشيلسي بسبب طريقة تنفيذ الركلة.
ردة فعل سيمون وإبداء الاحترام لجورجينيو لا تأتي من خاسر لفائز فحسب ولكن من حارس مرمى مميز للغاية في ركلات الجزاء وكان سبباً رئيسياً في أن تتأهل إسبانيا لنصف النهائي بعدما تصدى لركلتي ترجيح ضد سويسرا وكاد أن يُعيد الكَرّة ضد إيطاليا بعدما تصدى لركلة مانويل لوكاتيلي لكن داني أولمو وألفارو موراتا كان لهما وجهة نظر مختلفة.

احتفال جورجينيو بالتسجيل:

فكيف سدد جورجينيو ركلة الترجيح الحاسمة بهذه الطريقة رغم كل هذا الضغط العصبي الواقع على اللاعبين
فسر جورجينيو عقب المباراة، وقال: “حاولت أن أنسَ كل ما يدور حولي وأن أُنفذ ما تدربت عليه دائماً، تنفست بعمق وحاولت أن أكون هادئاً”.
هدوء جورجينيو في تنفيذ ركلات الجزاء عموماً –وليس ركلات الترجيح فقط- لا يظهر في ما فعله ضد إسبانيا فحسب ولكن في نسبة تحويله لها.
سدد جورجينيو 28 ركلة جزاء في مسيرته الكروية –دون احتساب ركلات الترجيح- وسجل 24. ولم يُهدر إلا 4 فقط.

فما سر إتقان جورجينيو لتنفيذ ركلات الجزاء بهذه الطريقة
يعتمد جورجينيو على أسلوب يُسمى بالـ”Hop, Skip and Jump” قبل تسديد أي ركلة.
خصائص هذا الأسلوب تتمثل في تحرك مسدد ركلة جزاء نحو الكرة، ثم التوقف لبرهة والقفز لأعلى ثم التسديد، وعلى الأغلب يكون التسديد بباطن القدم، مع إبقاء النظر نحو الحارس.

ميزة هذا الأسلوب هو أنه يُعطي للمُسدد المزيد من الوقت لمراقبة حركة حارس المرمى ومعرفة أي زاوية سيذهب بها، وبسبب القفزة التي يفعلها اللاعب قبل التسديد، يُسدد اللاعب عكس اتجاه حارس المرمى، ولذلك ينظر نحوه دائماً.

لنشاهد الصور التي ستشرح الأسلوب بشكل أوضح.
هُنا ضد هدرسفيلد قام جورجينيو بخطواته التي شرحناها من قبل، ليكون الوضع التشريحي لبن هامر حارس المرمى كالتالي: ثني ركبته اليمنى مع فرد ركبته اليسرى، مما يعني أن الحارس سيتجه للزاوية اليمنى.

ومع قراءة جورجينيو للوضع التشريحي للحارس قرر تسديد الكرة بباطن قدمه في الزاوية اليسرى لأن من المستحيل أن يصل الحارس للكرة في هذه الزاوية.

لنشرح لعبة أخرى:
هُنا ضد ليفربول، كان ينتظر أدريان، جورجينيو أن يُسدد لكن الإيطالي كان أكثر صبراً وهدوءاً منه، حتى غير الحارس الإسباني من وضعه لهذا الشكل، مع تثبيت كعب قدمه اليمنى في الأرض وثني ركبته اليمنى، ما يكشف عن الزاوية التي سيذهب بها؛ ليسدد لاعب تشيلسي في الزاوية الأخرى.

لكن أحياناً قد لا يتحرك الحارس ولا يُظهر الزاوية التي سيذهب لها، وفي هذه الحالة، يُسدد جورجينيو بقوة في الزاوية اليمنى، لكن ليس بباطن قدمه.
هنا ضد برايتون، لم يختر ماثيو راين أي زاوية للتحرك بها.

ليسدد جورجينيو بقوة على يمنيه، وما منع راين من التحرك نحو الكرة هو أن كعب قدمه كان ثابتاً في الأرض أيضا مع اتساع المسافة بين قدميه وهو ما جعل تحركه نحو الكرة من الأساس مستحيلاً.

وضد أدريان مرة أخرى لكن في ركلات الترجيح، انتظر الإسباني لكن جورجينيو كان حاسماً وسدد بقوة.

إلا أن جورجينيو لا يقرأ دائما الوضع التشريحي للحارس بشكل صحيح.

حين كان لاعباً لنابولي، أهدر ركلة جزاء ضد أودينيزي بهذه الطريقة.
لم يُظهر الحارس في أي زاوية سيتجه قبل أن يُسدد جورجينيو.

لكن مع تسديد جورجينيو للكرة بباطن قدمه، قرر سيموني سكوفيت الذهاب لليسار والتصدي لها إلا أنها عادت لجورجينيو الذي وضعها بالمرمى.
تسرع جورجينيو في اختيار زاوية التسديد كان سبباً في أن تُهدر الركلة، لأنه بالرغم من أن سكوفيت لم يتحرك قبل التسديد إلا أن وضعه التشريحي كشف عن الزاوية التي سيذهب بها ومع ذلك لم يستطع لاعب نابولي وقتها في اختيار الزاوية الأخرى.

كانت هذه الركلة الوحيدة المهدرة لجورجينيو مع نابولي.
أسلوب جورجينيو المميز في التسديد يجعل إنقاذ أي ركلة جزاء منه في غاية الصعوبة.
فما الذي يجب على حارس المرمى فعله لمنعه من التسجيل؟
يقول جاستيناس جاسيوناس مدرب حراس المرمى بنادي برايتون لـsports360plus: “هناك طريقتين للتصدي لركلات جزاء جورجينيو”.
ويشرح “الأولى هي أن يتحرك الحارس لليمين واليسار باستمرار على خط المرمى، وهو ما يفعله أوناي سيمون مع إسبانيا عموماً، هذا التحرك سيصعب من مهمة اللاعب في معرفة الزاوية التي سيرتمي نحوها الحارس”.
وتابع “التحرك سيجعل من عضلات الحارس نشطة وهو ما سيمنحه قوة أكبر حين يرتمي على الكرة. فالحركة أفضل من الوقوف بثبات”.
أما الطريقة الثانية فهي: “أن يقف الحارس ويحافظ على وضعه لفترة ثم يختار زاوية للوقوف بها قبل التسديد، على أن يرتمي في الزاوية العكسية للتي يقف بها، لأن هذا يُربك المهاجم ويؤثر على تسديدته”.
وشدد “لكني أُفضل الطريقة الأولى”.
وواصل “هو يقرأ الوضع التشريحي للحارس دائماً، لذلك إذا تحرك الحارس على الخط فسيكون من الصعب على جورجينيو توقع الزاوية، بالإضافة لأن التحرك يجعل الحارس يذهب للكرة بقوة أكبر بسبب الاندفاع من الحركة وليس الثبات”.
وبالعودة لركلات الجزاء التي أُهدرت من جانب جورجينيو سنجد عاملاً مشتركا بين الـ3 ركلات.
أهدر جورجينيو ضد إديرسون حارس مانشستر سيتي وأليسون حارس ليفربول وبيرند لينو حارس أرسنال، والثلاثي استخدم نفس التكنيك.
تمركز الثلاثي كان في منتصف المرمى، دون تفضيل زاوية على أخرى.
لاحظ كيف يتمركز إديرسون.

كما أن إديرسون لم يتحرك على الإطلاق حتى مع اقتراب جورجينيو للتسديد ولم يُظهر الزاوية التي سيذهب إليها.

بقاء إديرسون في مكانه أجبر جورجينيو على التسديد بباطن قدمه في الزاوية اليمنى لأنه لم ينطلق لكي يسدد بقوة لكنه استخدم التكنيك الخاص به وانتظر اختيار الحارس للزاوية.
لذلك لم يمتلك إلا التسديد على يسار الحارس البرازيلي لأن وضع جسده لن يسمح له بالتسديد في زاوية أخرى أو حتى بقوة.

لاحظ فرد إديرسون لركبتيه مع عدم تثبيت كعب قدميه في الأرض ليتحرك بسرعة نحو الكرة.

لكن المسافة بين قدمي إديرسون كانت واسعة للغاية، وعن ذلك يقول جاسيوناس: “اتساع المسافة بين القدمين يُقلل من سرعة الارتماء للحارس”.
مما يعني أن الكرة كانت لتسجل لو سدد جورجينيو بقوة أكبر ووضعها في أقصى الزاوية اليسرى لإديرسون.

أما أليسون ففعل ما فعله إديرسون، مع تقليل المسافة الموجودة بين قدميه لكي يذهب للكرة بسرعة وبقوة.

وبالنسبة للينو فانتظر حتى سدد جورجينيو، وذهب نحو الكرة.

لاحظ ثني حارس أرسنال لركبته اليسرى مع فرد اليمنى ما يجعله يصل للكرة بقوة وفي التوقيت المناسب.

يمتلك جورجينيو أسلوب خاص في تسديد ركلات الترجيح يجعله ينجح دائماً في التسجيل، لكن هذا الأسلوب لا ينجح ضد أي حارس مرمى لا يُعطي جورجينيو إشارة لمكان الذي سيذهب إليه وينتظر خروج الكرة من قدمه للانقضاض عليها.