حيلة بسيطة يستخدمها روبرتو مانشيني كانت سبباً في توهج جورجيو كيلليني وليوناردو بونوتشي مع منتخب إيطاليا في يورو 2020.
الشراكة الدفاعية الإيطالية المكونة من قلبي دفاع في الـ36 والـ34 من عمرهما أثبتت نجاحها رغم أن الرسم الخططي لبطل العالم في 2006 تغير عن الماضي ولم يعد يتكون من ثلاثي في الخط الخلفي أثناء الحالات الدفاعية ويحصل على دعم ظهيري الجنب.
إلا أن هذا لم يمنع ثنائي يوفنتوس من التألق والتأثير بشكل إيجابي على المنتخب دفاعياً وهجومياً، كيف؟
على الورق يبدأ مانشيني بطريقة 4-3-3، لكنه لا يهاجم بهذه الطريقة.
حيلة بسيطة يستخدمها روبرتو مانشيني كانت سبباً في توهج جورجيو كيلليني وليوناردو بونوتشي مع منتخب إيطاليا في يورو 2020.
الشراكة الدفاعية الإيطالية المكونة من قلبي دفاع في الـ36 والـ34 من عمرهما أثبتت نجاحها رغم أن الرسم الخططي لبطل العالم في 2006 تغير عن الماضي ولم يعد يتكون من ثلاثي في الخط الخلفي أثناء الحالات الدفاعية ويحصل على دعم ظهيري الجنب.
إلا أن هذا لم يمنع ثنائي يوفنتوس من التألق والتأثير بشكل إيجابي على المنتخب دفاعياً وهجومياً، كيف؟

على الورق يبدأ مانشيني بطريقة 4-3-3، لكنه لا يهاجم بهذه الطريقة.

حين تستحوذ إيطاليا على الكرة وتبدأ في الهجوم، يتحول الرسم الخططي للمنتخب إلى 3-3-4، بتمركز الظهير الأيمن جيوفاني دي لورينزو كقلب دفاع أيمن، وتحرك بونوتشي للعب في عمق الدفاع كليبرو، وعلى يساره كيلليني، مع تقدم ليوناردو سبينازولا الظهير الأيسر للتمركز وكأنه جناح ظهير على الخط.

اللعب بثلاثي في الخط الخلفي أثناء الاستحواذ، يجعل مهمة إيطاليا أسهل في الخروج بالكرة في حال الضغط عليها من المنافس، لقدرة بونوتشي على التمرير تحت الضغط.

لاحظ هنا بونوتشي يمرر الكرة إلى سبينازولا بسرعة

لينقل اللعب للجانب الأيسر ويستغل عدم مراقبة أي لاعب من منتخب بلجيكا لزميله.

وإن لم يضغط المنافس وتكتل في الخلف فإن تقدم سبينازولا مع تمركز الجناح الأيمن على الخط يجعل رُقعة الملعب تتسع وتظهر مساحات أكثر وأنصاف مساحات للاعبي إيطاليا للتحرك بها خصوصاً مع دخول الجناح الأيسر (لورينزو إنسيني) للعمق بجوار المهاجم ما يخلق عدد كافي في منطقة جزاء المنافس.
وفي هذه الحالة يظهر دور بونوتشي من الخلف للعب تمريرة تكسر الخطوط وتوفر على إيطاليا عناء التمرير الأرضي القصير المتتالي للخروج بالكرة من الخلف للأمام.

هُنا ومع تمركز بلجيكا في وسط ملعبها يمرر بونوتشي كرة طولية لتشيرو إيموبيلي لكنه لا يشترك في الصراع الهوائي للحصول عليها.

وهنا يختار بونوتشي لعب تمريرة أرضية طولية من منتصف ملعب إيطاليا

وحتى الثلث الأخير لملعب بلجيكا.

فوجود بونوتشي في الخلف لا يكون من أجل الدفاع وقطع الكرات فحسب ولكنه يعد أول صانع ألعاب للمنتخب الإيطالي.
لكن مانشيني لا يعتمد على فرديات بونوتشي ودقة تمريراته للخروج بالكرة من الخلف للأمام، ويعطي دوراً للعمل الجماعي.
مع تراجع بلجيكا للخلف وضغط إيطاليا، صعد خط الدفاع للأمام لكي يقلل المساحات المتواجدة بين الخطوط.
شاهد أين يتمركز بونوتشي وكيلليني.

لكن بعد تدوير الكرة وصعود بلجيكا لتطبيق الضغط العالي على إيطاليا، عاد بونوتشي وكيلليني للخلف تلقائياً، للابتعاد عن الثنائي كيفن دي بروين ولوكاكو الذي يضغط بقوة وللحصول على وقت أطول ومساحة أكبر قبل تمرير الكرة، خصوصاً وأن دوكو كان يضغط على دي لورينزو.

العودة للخلف جعلت إيطاليا تتفوق على ضغط بلجيكا وتخرج بالكرة بعد تمريرة كيلليني لإنسيني، في لعبة انتهت بعرضية خطيرة للغاية من سبيانزولا لإيموبيلي في منطقة الـ6 ياردات الخاصة بمرمى تيبو كورتوا.
أما على المستوى الدفاعي، فتلعب إيطاليا برباعي في الخط الخلفي بعودة سبينازولا كظهير أيسر وحول دي لورينزو للجانب الأيمن مع تمركز بونوتشي وكيلليني كقلبي دفاع.

التحول للعب برباعي أثناء الدفاع يحدث دائما مع تراجع المنتخب الإيطالي للخلف مع تقليل المساحات بين الخطوط حتى لا يضطر بونوتشي وكيلليني للدفاع في مساحات واسعة ما يعرضهم للخطر.

لاحظ هنا بونوتشي بجوار كيلليني، ودي لورينزو يقف على حدود منطقة الجزاء من الجانب الأيمن مع غلق لاعبي الوسط أي زاوية للتمرير.

مع استمرار غلق المساحات قرر المنتخب البلجيكي تحويل مسار الهجمة من اليسار لليمين، ومعها عاد ماركو فيراتي لرقابة دي بروين (بالدائرة السوداء) على أن يتولى سبينازولا أمر الجناح الأيمن لبلجيكا الذي لا يظهر في الصورة، مع رقابة قلبي الدفاع للوكاكو.

استمرار الوضع الدفاعي بهذه الطريقة جعل لوكاكو يتحرك لليسار أملا في أن يسحب بونوتشي معه لكي يخلق مساحة للجناح أو لأي لاعب بلجيكي قادم من الخلف، لكن بونوتشي (بالدائرة الزرقاء) لم يذهب معه واستمر في منطقة الجزاء.
لاحظ بونوتشي لا ينظر للكرة لكنه يتأكد أن كيلليني يراقب جيدا لاعب وسط بلجيكا المتقدم لمنطقة الجزاء، مع ترك لوكاكو لدي لورينزو.

تواجد منتخب إيطاليا بأكلمه في وسط ملعبه أثناء الدفاع يسمح لقلبي الدفاع بالاعتماد على الرقابة الفردية رجل لرجل لمهاجم الخصم خصوصا إذا كان يلعب بمهاجم وحيد.
في الصورة التالية يتواجد كل لاعبي إيطاليا في منتصف ملعب فريقهم، مع رقابة كيلليني للوكاكو.

ومع تحول الكرة للجانب الأيمن، تولى بونوتشي رقابة لوكاكو فردية، ليكون كيلليني حراً وهو ما يتيح له التعامل مع الكرة دون القلق من المهاجم.

فيما يظهر عنصر الخبرة بوضوح في الملعب ما يجعلهما يتفوقان في المواقف التي تستدعي التدخل العاجل لإبطال بوادر أي خطورة.
هنا تقدم ثورجان هازارد الجناح الظهير للأمام دون أن يعود جناح إيطاليا معه لرقابته، مع دخول دوكو للعمق في أنصاف المساحات، ليشكل الثنائي البلجيكي موقف 2 ضد 1 في مواجهة دي لورينزو.

لكن بونوتشي قرأ الموقف سريعا، وتحرك للانقضاض على دوكو لمنعه من الحصول على الكرة بأريحية.

تحرك بونوتشي الذي كان يراقب لوكاكو ترتب عليه تحرك كيلليني خلف مهاجم إنتر لتعطيله والوقوف أمامه إذا حصل على الكرة.

انقضاض بونوتشي على دوكو جعله يمرر للخلف، ليعطي الفرصة لمنتخب إيطاليا لتنظيم صفوفه الدفاعية من جديد بعودة الأجنحة لأماكنها في وسط الملعب.

لكن تفوق كيلليني وبونوتشي لا يستمر على مدار المباراة، بسبب قلة لياقتهما البدنية لكبر سنهم ولأن وجود أي مساحات في وسط الملعب يعني أن الدفاع الإيطالي في خطر شديد.
بمجرد ظهور مساحات في الدفاع، هددت بلجيكا المرمى ولولا غياب التوفيق لنجحت في تسجيل هدف على الأقل.
هنا دوكو يركض بحرية في الجانب الأيسر، وكيلليني وبونوتشي يركضان ووضعية جسدهما في اتجاه المرمى، وهو ما يفعله جورجينيو أيضا الذي لم يضغط على جناح بلجيكا.

ولأن الجميع كان يركض نحو المرمى وهو ينظر للكرة، لم ينتبهوا لانطلاقة دي بروين الذي حصل على الكرة من خلفهم وأرسل عرضية أرضية سددها لوكاكو لكن سبيانزولا أبعدها عن الشباك بأعجوبة.

وهنا أيضا تكرر الموقف، بونوتشي وكيلليني يركضان باتجاه المرمى لتقليل المساحة التي سيدافعان بها

مع غياب تام للاعبي الوسط من أمامهم.

ركض لاعب بلجيكا استمر حتى وصلت الكرة لناصر الشاذلي الخالي من الرقابة والذي استفاد من أن لوكاكو حصل على انتباه دي لورينزو، ليرسل صاحب القميص رقم 22 عرضية فشل لوكاكو في تحويلها لهدف.

لكن الثغرات الدفاعية لن تكون أزمة إذا قام مانشيني بعلاجها وبذلت عناصر الوسط مجهود دفاعي أكبر لتغطية بونوتشي وكيلليني، وإذا حدث ذلك ربما نرى إيطاليا ترفع كأس البطولة للمرة الثانية في تاريخها بعد تتويجها الوحيد ببطولة أوروبا عام 1968.