في كأس العالم 2018 سجلت إنجلترا 12 هدفاً خلال البطولة، 9 أهداف منها كانت من كرات ثابتة، لتستغل هذا السلاح في الوصول لنصف نهائي المونديال لأول مرة منذ عام 1990، وفي يورو 2020 يواصل منتخب الأسود الثلاثة الاعتماد على نفس الفكرة لكن بفاعلية أقل.
8 أهداف سجلها منتخب إنجلترا في يورو 2020 كان منها هدفين فقط من كرات ثابتة.
قلة الأهداف من الكرات الثابتة جعلت جاريث ساوثجيت مدرب المنتخب يقول قبل لقاء ألمانيا في دور الـ16: “عملية إرسال العرضيات (من كرات ثابتة) لم تكن جيدة”.
“(جون) ستونز ضرب العارضة (ضد اسكتلندا) وعرضيات (كيران) تريبييه كانت جيدة في اللقاء الأول (ضد كرواتيا) لكننا لم نفعلها منذ هذه المباراة وهذا أمر نادر بالنسبة لنا”.
في كأس العالم 2018 سجلت إنجلترا 12 هدفاً خلال البطولة، 9 أهداف منها كانت من كرات ثابتة، لتستغل هذا السلاح في الوصول لنصف نهائي المونديال لأول مرة منذ عام 1990، وفي يورو 2020 يواصل منتخب الأسود الثلاثة الاعتماد على نفس الفكرة لكن بفاعلية أقل.
8 أهداف سجلها منتخب إنجلترا في يورو 2020 كان منها هدفين فقط من كرات ثابتة.
قلة الأهداف من الكرات الثابتة جعلت جاريث ساوثجيت مدرب المنتخب يقول قبل لقاء ألمانيا في دور الـ16: “عملية إرسال العرضيات (من كرات ثابتة) لم تكن جيدة”.
“(جون) ستونز ضرب العارضة (ضد اسكتلندا) وعرضيات (كيران) تريبييه كانت جيدة في اللقاء الأول (ضد كرواتيا) لكننا لم نفعلها منذ هذه المباراة وهذا أمر نادر بالنسبة لنا”.
“لقد مضت عدة مباريات دون أن نُسجل من كرات ثابتة لكن يمكننا أن نُطور هذا المجال”.
حديث ساوثجيت كان بعدما سجلت إنجلترا هدفين فقط في دور المجموعات، لكنها لم تسجل ضد ألمانيا من كرات ثابتة أيضاً، ومع ذلك كان تنفيذها ينم عن تطبيق جيد لأفكار مدرب المنتخب لكن مع غياب التوفيق.
وضد أوكرانيا نجحت أخيراً إنجلترا في التسجيل من الركلات الثابتة ليعود السلاح الإنجليزي مجددا للعمل.
فما هي أفكار ساوثجيت في تنفيذ الكرات الثابتة وما هو سر نجاحها؟
لا تدور فكرة تنفيذ الكرات الثابتة حول تمركز اللاعبين في منطقة جزاء المنافس ووجود عناصر تجيد ضربات الرأس فحسب، بل تدور حول وجود لاعب قادر على تنفيذ المخالفة أو الركلة الركنية بشكل دقيق.
ولا يعتمد ساوثجيت إلا على ميسون ماونت ولوك شاو في تنفيذ الركنيات مع إسهامات بسيطة من تريبييه وكالفين فيليبس.

العامل المشترك في أغلب الكرات الثابتة للمنتخب الإنجليزي هو طريقة تمركز اللاعبين قبل تنفيذها على حدود منطقة الجزاء.
فدائماً يقف لاعب خلف زميله في محاولة منه للبحث عن مساحة والهروب من الرقابة الدفاعية.
مثلما حدث ضد اسكتلندا على سبيل المثال.
بملاحظة كيف يتمركز لاعبو المنتخب الإنجليزي على حدود منطقة الجزاء، ستجد جون ستونز يقف خلف زميله تيرون مينجيز أثناء إرسال ماونت للركنية.

هذا التمركز هو سمة المنتخب الإنجليزي في الركلات الثابتة، وظهر بوضوح في مونديال 2018 وكان حديث العالم أجمع.
فاعلية هذا التمركز تأتي لسببين: الأول هو دقة مُنفذ الركلة والثاني هو كيفية تحرك كل لاعب في منطقة الجزاء.
بالعودة للصورة السابقة، ستجد أيضا أن فيل فودين يتمركز في منطقة الـ6 ياردات أمام حارس المرمى الاسكتلندي ومراقب من قبل مدافع المنافس.
وفي الصورة التالية، يتحرك فودين تجاه القائم القريب ويسحب أنظار المدافعين

وفي نفس الوقت، تحرك مينجيز لليسار وسحب من يراقبه لينطلق ستونز للعمق دون رقابة.

ولاحظ أيضا أن هاري كين (بالقميص رقم 9) استمر في الركض خلف ستونز لكي يُشتت انتباه عناصر اسكتلندا.

تنفيذ الفكرة كان صحيحاً بنسبة 100% لكن غاب التوفيق عن إنجلترا في اللمسة الأخيرة لأن رأسية ستونز اصطدمت بالعارضة.
الفكرة الثانية لساوثجيت قريبة من الأولى، لكن مع اختلاف بسيط في الأدوار وتم تطبيقها ضد أوكرانيا بنجاح وسجل منها جوردان هندرسون.
في الصورة التالية يستعد ماونت لتنفيذ الركلة الركنية ويرفع ذراعه بإشارة متفق عليها مسبقاً لتوضح طريقة التنفيذ وأين ستصل الكرة، مع تمركز العناصر الإنجليزية خارج منطقة الجزاء.
والاختلاف يكمن في عدم وجود لاعب يقف بجوار القائم القريب، بل يتمركز في قلب منطقة الـ6 ياردات.

تمركز سترلينج في العمق كان ذكياً، لأنه لا يجيد ضربات الرأس فلن يتمركز رفقة المجموعة المتمركزة خارج منطقة الجزاء وتستعد للانطلاق نحو المرمى، وفي نفس الوقت لا يمتلك دقة ماونت فلن يُنفذ الركنية، وأيضاً وجوده في منطقة العمليات قد يساعد في متابعة الكرة بالشباك.
أيضاً وقوف سترلينج كان لكي يُعطل مدافع أوكرانيا عن الحركة ويمنعه من الوصول للكرة.
لاحظ أيضا بقاء هاري ماجواير خلف زملائه دون رقابة لكي يتعامل مع الكرة إذا أخطأ ماونت في إرسالها للمكان المحدد.

تمركز سترلينج ساعد بالطبع في وصول الكرة لهندرسون بعدما منع ثنائي الدفاع الأوكراني من التحرك نحو الكرة لكن ما ساعد في حصول لاعب ليفربول على الكرة هو تحركه أثناء تنفيذ الركنية.
هنا يقف هندرسون أمام مدافع أوكراني في النصف الأيسر لمنطقة الجزاء.

لكن بمجرد إرسال الكرة من ماونت بدأ هندرسون في التحرك نحو الجانب الأيمن وقام بخداع المدافع وأقنعه بأنه سيذهب للخارج

قبل أن يتجه نحو العمق لتصل له الكرة دون رقابة.

فكرة أخرى ظهرت في تنفيذ الركنيات لكنها لم تكن فعالة.
ضد كرواتيا، تمركزت العناصر الإنجليزية داخل منطقة الـ6 ياردات.

هذا التمركز كان لخداع كرواتيا، لأن الكرة لم تُلعب باتجاه اللاعبين بل لُعبت على القائم البعيد للمرمى للاعب إنجلترا.

ولأن الركنية تُلعب بعيداً عن المرمى يضع ساوثجيت ثنائي على حدود منطقة الجزاء للحصول على الكرة الثانية وهو ما حدث وسدد فيليبس كرة قوية أبعدها حارس كرواتيا.

أما بالنسبة للهدف الذي سجلته إنجلترا من ركلة حرة مباشرة ضد أوكرانيا، فجاء من لعبة نُفذت بدقة ومكر.
هنا يقف شاو ويرفع يده ليُخبر اللاعبين بأنه من سيقوم بالتنفيذ، مع تواجد سترلينج قبل لاعبي أوكرانيا، وتمركز هاري ماجواير على القائم البعيد مستغلاً عدم وقوعه في التسلل بسبب كين الذي لا يظهر في الصورة بوضوح لكنه مُراقب من قِبل لاعب أوكراني يقوم بتغطية التسلل.

أثناء التنفيذ ترك ستونز العمق واتجه للجانب الأيمن خلف ماجواير على القائم البعيد، مع تحرك ديكلان رايس (المُشار إليه بالسهم الأسود) للقائم القريب.

تحرك رايس للأمام سحب أعين لاعبي أوكرانيا بدلاً من الكرة التي لُعبت لماجواير على القائم البعيد ليسجل لاعب إنجلترا الهدف الثاني في اللقاء.

رغم تكرار الأفكار إلا أنها لا تزال محتفظة بقدرتها على حسم المباريات وربما نجد إنجلترا تحمل لقب يورو 2020 بفضل الكرات الثابتة التي لا تستطيع المنتخبات التعامل معها حتى الآن.