بعد 6 سنوات عاد كريم بنزيما لمنتخب فرنسا بعد فترة من الاستبعاد بسبب اتهامه في قضية ابتزاز زميله ماتيو فالبوينا، ليشكل ثلاثي هجومي متكامل رفقة أنطوان جريزمان وكيليان مبابي.
بمجرد عودة بنزيما للمنتخب حصل على مركز المهاجم الأساسي ليجلس أوليفيه جيرو على دكة البدلاء بعدما كان المهاجم رقم 1 للمدرب ديديه ديشامب.
قيادة بنزيما لهجوم فرنسا في يورو 2020 حامت حولها بعض الشكوك، نظراً لأنه لم يلعب مع المنتخب منذ فترة ويفتقد للتجانس مع مبابي وجريزمان، لكنه أثبت أنه لا يحتاج لوقت طويل لكي يتفاهم مع زملائه في خط الهجوم وفي المنتخب ككل.
بالقميص رقم 19 وليس 10، لعب بنزيما في عمق الهجوم على أن يتمركز مبابي في الجانب الأيسر وجريزمان في الجانب الأيمن.
بعد 6 سنوات عاد كريم بنزيما لمنتخب فرنسا بعد فترة من الاستبعاد بسبب اتهامه في قضية ابتزاز زميله ماتيو فالبوينا، ليشكل ثلاثي هجومي متكامل رفقة أنطوان جريزمان وكيليان مبابي.
بمجرد عودة بنزيما للمنتخب حصل على مركز المهاجم الأساسي ليجلس أوليفيه جيرو على دكة البدلاء بعدما كان المهاجم رقم 1 للمدرب ديديه ديشامب.
قيادة بنزيما لهجوم فرنسا في يورو 2020 حامت حولها بعض الشكوك، نظراً لأنه لم يلعب مع المنتخب منذ فترة ويفتقد للتجانس مع مبابي وجريزمان، لكنه أثبت أنه لا يحتاج لوقت طويل لكي يتفاهم مع زملائه في خط الهجوم وفي المنتخب ككل.
بالقميص رقم 19 وليس 10، لعب بنزيما في عمق الهجوم على أن يتمركز مبابي في الجانب الأيسر وجريزمان في الجانب الأيمن.

ًلكن على أرض الملعب كانت الأمور تختلف تماما.
لم يكن بنزيما يتمركز في عمق الملعب طوال دقائق المباراة، وكان دائم الحركة وتبادل المراكز مع مبابي وجريزمان.
وجود بنزيما تحديداً بدلاً من جيرو أسهم في أن ينتقل مبابي للعمق كثيراً، لأن كريم يجيد اللعب على اليسار وخلف المهاجم، مما أتاح لفرنسا اللعب بلامركزية في الهجوم.
في اللعبة التالية، تفوق بنزيما على لاعب سويسرا في وسط الملعب، ولعب الكرة لمبابي المتمركز من خلفه.

بعد تبادل الكرة مع مبابي، أصبح بنزيما خلف الثنائي الهجومي حيث ينطلق نجم باريس سان جيرمان نحو المرمى ويتواجد جريزمان في الجانب الأيمن ما يسمح له بالتعامل مع الظهير في موقف 1 ضد 1.

أما قدرة بنزيما في اللعب على الجناح الأيسر مثلما يفعل مع ريال مدريد، كانت تسمح لمبابي بالتمركز في العمق أثناء بداية الهجمة لاستغلال سرعته في الركض خلف المدافعين.
لاحظ هنا ضد سويسرا، يتواجد بنزيمة في الجانب الأيسر وأمامه كينجسلي كومان مع تواجد مبابي في العمق وجريزمان على اليمين.

لكن لأن الدفاع السويسري لم يندفع للضغط على بنزيما واستمر في العودة للخلف، مرر كريم لكومان، لتتغير استراتيجية الهجوم من مرتدة سريعة لتبادل الكرة مع الحركة.
مرر بنزيما لكومان وانطلق للعمق، أما مبابي فعاد للخلف، مع تواجد جريزمان أيضا في الجانب الأيمن.

ثم تبادل كومان الكرة مع بوجبا، وأثناء هذا التبادل، حدثت عدة تحركات. بنزيما اتجه لليمين بدلاً من جريزمان الذي ذهب للجانب الأيسر من منطقة الجزاء مع اتجاه مبابي للعمق على حدود المنطقة.

وبعد لعبة مشتركة بين مبابي وجريزمان انطلق الأخير وسدد من الجانب الأيسر ليتصدى يان سومر للكرة قبل أن تصل لبنزيما الذي حولها في المرمى بنجاح بعد تمركزه بشكل رائع جعله يهرب من الرقابة.
وربما كان على جريزمان التمرير لبنزيما من الأساس بدلاً من التسديد لضمان تسجيل الهدف.

لعبة أخرى كانت مرتبطة بنزول بنزيما للعمق مع صعود مبابي للأمام نتج عنها هدفاً.
لم يلمس بنزيما أو مبابي الكرة في هذه اللعبة، لكن مثل تأثير الفراشة، ترتب على تحرك بنزيما عدة تحركات أخرى أسفرت عن تسجيل هدفاً في شباك ألمانيا.
لاحظ الصورة التالية بتركيز قبل أن نبدأ بشرحها.

هنا عاد بنزيما للخلف ليسحب معه ماتياس غينتير مدافع ألمانيا الذي تقدم لرقابة مهاجم ريال مدريد والضغط عليه حتى لا يحصل على الكرة بين الخطوط بعدما هرب من إلكاي جوندوجان.
وفي نفس الوقت كان أنطونيو روديجر مدافع ألمانيا (بالدائرة الزرقاء) يتقدم للضغط على بول بوجبا حتى لا يمرر الكرة لبنزيما، مع تحرك ماتس هوميلس للتغطية خلف جينتر الذي ترك مكانه.
عودة بنزيما للخلف جعلت مبابي (بالدائرة الحمراء) ينطلق للعمق ليسحب معه جوشوا كيميتش الجناح الظهير لألمانيا؛ لتظهر مساحة للوكاس هيرنانديز ظهير فرنسا المنطلق من الخلف للأمام ليحصل على تمريرة بوجبا لتنتهي اللعبة بهدف بعدما حول هوميلس العرضية بالخطأ في مرماه.

ولأن ديشامب يلعب بتحفظ دفاعي في المقام الأول مع الاعتماد على الكرات المرتدة ظهر دور بنزيما بشدة في عملية التحولات.
يدافع ديشامب بطريقة أقرب لـ4-4-1-1، بتواجد أدريان رابيو في الجانب الأيسر أمام الظهير، وجريزمان في الجانب الأيمن مع تمركز نجولو كانتي وبوجبا في وسط الملعب.

تواجد بنزيما بجوار أو خلف مبابي في العمق كان يسمح للأخير بالانطلاق للأمام والحصول على التمريرات لتنفيذ الهجمات المرتدة.
ووجود بنزيما حل مشكلة عدم وجود مُمرر جيد وسريع في خط الهجوم الفرنسي، والتي كان يقوم بها بوجبا فيضطر للتقدم للأمام ويترك مكانه في وسط الملعب، ما كان يُحدث ثغرات في الدفاع ووسط الملعب.

ضد ألمانيا، مرر بنزيما تمريرتين لمبابي من خلف المدافعين واستغل طريقة يواكيم لوف الهجومية التي نتج عنها مساحات كبيرة في الدفاع الألماني.

أدوار بنزيما لم تكن متعلقة بالهجوم فقط، بل كان يعود لوسط الملعب لاستلام الكرة من لاعب الارتكاز أيضا ويُسهم في الخروج بالكرة رغم ضغط المنافسين.
هنا ضد البرتغال على سبيل المثال، عاد للخلف لاستلام الكرة من كانتي.

وهنا عاد وتمركز بالقرب من بوجبا.

لكن تلك المهام لم تؤثر على واجبات بنزيما الهجومية، الذي سجل 4 أهداف من إجمالي 7 سجلتها فرنسا في البطولة.
أهداف بنزيما جميعاً، وباستثناء الذي سُجل من ركلة جزاء، جاءت بعدما تحرك خلف المدافعين.
هنا ضد سويسرا، حصل على تمريرة مبابي وانفرد بيان سومر وسجل.

وضد البرتغال استغل تمريرة بوجبا الطولية أفضل استغلال وحولها في شباك روي باتريشيو بنجاح.

لاحظ كيف استعاد للانطلاق خلف المدافعين بمجرد استعداد بوجبا لإرسال الكرة الطولية.

ورغم أن بنزيما كان يتم تكليفه بأدوار في صناعة اللعب والعودة للعب بجوار لاعبي الوسط وترك مكانه لمبابي في بعض الأوقات إلا أنه تفوق في عدد الأهداف.
فبمقارنة أرقام الثلاثي الهجومي، سنجد أن بنزيما تفوق تهديفياً وسجل أكثر من أهدافه المتوقعة.

مما لا شك فيه أن عودة بنزيما كانت مثمرة لمنتخب فرنسا، وشكل ثنائي رائع مع مبابي قد يكون أكثر تفاهما خلال الفترة المقبلة وربما يصل التفاهم والانسجام لذورته في كأس العالم المقبلة ونرى الديوك يحملون لقب المونديال مرة أخرى.