أعتقد أن أهم ما عاشه جمهور آرسنال من أحداث سعيدة خلال الأعوام الخمسة الأخيرة لا يجب أن يغيب عنه حدثي تجديد “بيير إيمريك أوباميانج” ومن قبله “مسعود أوزيل”، لكن كعادة الأحداث السعيدة في أرسنال لا تدوم طويلًا. فلم يكن أوزيل كما كان بعد تجديد تعاقده مع الفريق، وكانت أول طرق النهاية، ومن بعده جاء أوباميانج بأحد أسوأ مواسمه على الإطلاق.
سجل الجابوني 15 هدف وصنع 4 آخرين خلال مباريات موسم 2020/2021، فيما يوصف بأقل موسم رقمي لمهاجم الجانرز خلال 10 سنوات متتالية. يعتقد لاعب أرسنال السابق، “بول ميرسون”، والمحلل بشبكات Sky Sports أن هناك تشابه آخر بين كُل من أوبا وأوزيل، وهو أن كلاهما بدون تسجيل أهداف لا يقدم شيئًا على الإطلاق.
أوباميانج بدون أهداف
يظن ميرسون أن عدم مشاركة أوبا في الأجزاء الدفاعية، تمامًا مثلما كان يفعل أوزيل، تزيد من قيمة مشاركته في تسجيل الأهداف، وفي حالة كانت مشاركته في تسجيل الأهداف بنسبة قليلة فإنه لا يقدم للفريق ما يكفي.
أعتقد أن أهم ما عاشه جمهور آرسنال من أحداث سعيدة خلال الأعوام الخمسة الأخيرة لا يجب أن يغيب عنه حدثي تجديد “بيير إيمريك أوباميانج” ومن قبله “مسعود أوزيل”، لكن كعادة الأحداث السعيدة في أرسنال لا تدوم طويلًا. فلم يكن أوزيل كما كان بعد تجديد تعاقده مع الفريق، وكانت أول طرق النهاية، ومن بعده جاء أوباميانج بأحد أسوأ مواسمه على الإطلاق.
سجل الجابوني 15 هدف وصنع 4 آخرين خلال مباريات موسم 2020/2021، فيما يوصف بأقل موسم رقمي لمهاجم الجانرز خلال 10 سنوات متتالية. يعتقد لاعب أرسنال السابق، “بول ميرسون”، والمحلل بشبكات Sky Sports أن هناك تشابه آخر بين كُل من أوبا وأوزيل، وهو أن كلاهما بدون تسجيل أهداف لا يقدم شيئًا على الإطلاق.
أوباميانج بدون أهداف
يظن ميرسون أن عدم مشاركة أوبا في الأجزاء الدفاعية، تمامًا مثلما كان يفعل أوزيل، تزيد من قيمة مشاركته في تسجيل الأهداف، وفي حالة كانت مشاركته في تسجيل الأهداف بنسبة قليلة فإنه لا يقدم للفريق ما يكفي.
يشير هذا التصريح إلى إجمالي ما قد يحصل عليه أوبا من راتب داخل لندن، كأحد أعلى لاعبي الدوري الإنجليزي في الرواتب الأسبوعية، وأعلى لاعب في النادي اللندني، قد يكون زائدًا جدًا عما يقدمه مع الفريق طالما نسبة الأهداف قليلة. لكن من خلال متابعة ما قضاه الجابوني في إنجلترا من وقت، فإنه على الأغلب لم يحصل على هذا الراتب نظير ما يقوم به على أرض الملعب، أو للدقة، ليس لما يقوم به في الملعب فقط.
قبل انطلاق موسم 2021/2022 ظهرت شائعات تفيد بأن أرسنال يسعى للتخلص من أوباميانج من أجل إفساح مساحة في ميزانية الرواتب من أجل ضم صفقة جديدة لا تتعارض في مراكزها مع أحد أهم اللاعبين في الفريق. ربما يعيد ذلك إلى أذهاننا ما حدث في مطلع موسم 2020/2021 حين استغنى أرسنال عن حارسه الأرجنتيني “مارتينيز”، من أجل الحفاظ على “لينو”.
الآن تنظر جماهير النادي الإنجليزي للمقارنة بين أوباميانج ولاكازيت من أجل تشابه مراكز كل منهما كرأس حربة من قلب الملعب ليكون اختيار مُكلف فيما يخص الفرصة البديلة، بمعنى أن اختيار أحدهم على حساب الآخر سيكلف جدًا في خسارة ذلك الآخر.
لكن الأمر ليس على هذه الشاكلة داخل غرف ملابس النادي الإنجليزي. فلا يخفَ على أحد قيمة أوبا لكل اللاعبين في الفريق، سواء كانوا كبارًا في العمر والقيمة أو مازالوا شبانًا، تحدث المهاجم البرازيلي الشاب “مارتينلي” أن في غدائه الأول مع النادي الإنجليزي، تفاجأ بأن الجابوني يجلس بجواره على نفس الطاولة، ليتحدث معه بالبرتغالية كي يقلل شعوره بالغربة عن دياره.
يتفق الإنجليزي الشاب، وأمل مشجعي أرسنال في المستقبل، “باكايو ساكا”، مع زميله مارتينلي في التعلق بحب أوبا، حيث يرتدي دائمًا قلادة أهداها له المهاجم المخضرم بها “حبة فلفل صغيرة” وهو كناية عن اللقب الذي أطلقه عليه “Little Chill”. يعترف ساكا في كل مرة يتحدث بها عن هذه السلسلة أنه يحب أوباميانج ويحب التعامل الذي يقوم به معه ومع لاعبي الفريق الآخرين.
تبدو تكلفة خسارة أوبا الفنية غير قابلة للمقارنة كونها تمثل خسارة أحد أهم قادة الفريق في الوقت الحالي، وأحد أهم الأسباب لأن يستمر مشروع أرسنال في المستقبل، ما إذا كانت إدارة النادي تسعى لمشروع من الأساس. حيث يُعطي أوبا دائمًا الدفعة للوافدين الجدد أو لاعبي الفريق لأن يشعروا بأن الفريق يملك نوعية مميزة من اللاعبين.
بالطبع لن نحتاج لأن نذكر كيف يتعامل أوباميانج مع لاكازيت، الأمر أوضح في صورته عن أي شرح، لكن تظل صعوبة الأمر في عملية تمركز كل من أوبا ولاكا معًا داخل الملعب وليس خارجه.
أوباميانج غير المهاجم
عملية الاختيار بين أوبا ولاكا كرأسي حربة لشغل مركز واحد أكثر تعقيدًا مما تبدو. لكل منهما مميزاته التي يحتاجها فريق أرسنال باختلاف طباعه الهجومية، ولكل منهما قدراته التي تضيف حينما لا يكون الفريق في حالته الأمثل. ربما وجد أرتيتا الحل الوحيد للخروج من هذه المعضلة، وهي أن يشارك كلاهما التواجد في الملعب بأدوار مختلفة.
دعنا نبدأ من البداية لنشرح لماذا يتواجد أوبا على الطرف الأيسر من الملعب. بداية، عليك أن تعرف أنه في مرحلة بناء اللعب من عند ضربة المرمى، فإن أرسنال يتحول إلى شكل أقرب إلى 4-4-2. وذلك يحدث أغلب الوقت سواء كانت تشكيلة أرسنال في ذلك الوقت 4-2-3-1 أو 3-4-3.

يسعى أرسنال للتمركز على هذا الوضع في عملية تحضير اللعب من عند حارس المرمى إلى كسر أول خطين من الضغط يقوم بهم الخصم من أجل تفريغ مساحة لرباعي خط الهجوم بزيادة عددية. ففي حالة وصول الكرة لأحد قلبي الدفاع فإنهم يخلقون مثلث يمتلك قلب دفاع وظهير وأحد ثنائي الارتكاز من أجل استفزاز ظهير الخصم للمشاركة في عملية الضغط.
في حالة خروج الظهير بالفعل يعني أن قلب الدفاع في فريق الخصم أصبح في موقف 1 ضد 2 أو في أفضل الأحوال سيكون 2 ضد 2 في حال تراجع متوسط الميدان إلى عمق الملعب، لكن في الوقت نفسه سيكون الضغط على الطرف الثاني الهجومي في حالة 1 ضد 2 أيضًا.
في الوضع الأول، والكرة مازالت في حوزة الحارس، يقوم رأس الحربة الوحيد، في هذه الحالة هو ليس أوباميانج، بالنزول لمشاركة أحد لاعبي وسط الملعب في ربط أو منع ارتكاز الخصم من المشاركة في الضغط، أو حتى العودة لقلبي الدفاع من أجل عدم ترك مساحة حركة كبيرة لثنائي أرسنال. بالتالي يقوم رأس الحربة هنا بدور بدني في الضغط والالتحام وكذلك يواجه الملعب وظهره لمرمى الخصم، أدوار لن يحبها أوبا أبدًا بالتالي لم يكن المفضل للقيام بها.
في الجهة المقابلة، سيتم الاعتماد على جناحي الطرف، اللذين سيكون أوبا أحدهما من الجهة اليسار، بمواجهة مرمى الخصم بوجههما وبسرعة، بالتالي كان أغلب الوقت يعتمد ميكيل أرتيتا على أوباميانج وساكا باعتبارهما أحد أسرع ثنائي في الفريق.

وهو الدور الذي سيحب أوبا أن يقوم به بكل أريحية لأنه في هذه الحالة سيكون أقرب لتسجيل الأهداف من عمليات التحول الهجومي السريع بعد تحضير اللعب من أول ثلث في الملعب. مما يعني أن الجابوني لا يتم الاعتماد عليه كجناح بمعناه الكامل، بينما يأخذ صفات مختلفة للمهاجم من طرف الملعب في مرحلة بناء اللعب.
لكن ماذا عن الوضع الهجومي، هل سيظل أوباميانج على الطرف أيضًا؟
أجنحة أرتيتا التي لا تشبه غوارديولا
يرى غالبية النقاد أن تواجد أوبا على طرف الملعب هو السبب الذي جعله يتراجع في معدل تسجيل الأهداف للموسم الماضي، وكأن أدواره الجديدة رفقة أرتيتا تجعله يبتعد أكثر عن منطقة الجزاء. تمامًا مثلما يُطلب من الجناح الأيمن، أو يُطلب من أجنحة بيب غوارديولا جميعًا.
حين وصل أرتيتا إلى لندن حاول تطبيق نفس طريقة بيب الهجومية بتواجد 5 لاعبين في الوضع الهجومي للفريق، بوجود ثنائي يفتح طرفي الملعب، ويستغل ثنائي آخر المساحات الصغيرة بين قلبي الدفاع والظهيرين، أو ما يُسمى بالـ Half-Spaces. وهو بالفعل ما تم جزء كبير منه لكن بتعديل بسيط.
يعتمد الإسباني المخضرم، مدرب مانشستر سيتي، في فتح طرفي الملعب على الجناحين في حين يستغل ثنائي وسط الملعب المساحات الصغيرة البينية، ويدخل الظهيرين إلى وسط الملعب كثنائي ارتكاز.
في الوقت الحالي لا يملك أرسنال جودة لاعبين في الأظهرة ووسط الملعب للقيام بهذه الأدوار لكن على العكس يملك لاعب وسط ملعب يمكنه القيام بدور المدافع الأيسر بجودة مقبولة، وكذلك أكثر من لاعب يمكنه التقدم كظهير طرف هجومي أقرب إلى جناح، أهمهم الأسكتلندي تيرني.

وعليه عدل مدرب الجانرز الخطة قليلًا، فطُلب من أوباميانج أن يقوم بدور أحد ثنائي الوسط في خطة السيتي، ليكون هو ومتوسط ميدان آخر من يُعول عليهم في اختراق المساحات البينية بين خط دفاع الخصم، وينضم الظهير الأيمن كوسط ملعب ثالث ومن ثم يتقدم الظهير الأيسر ليصبح جناحاً على الطرف.

يسمح هذا الوضع لأرتيتا استغلال دخول أوبا بسرعته إلى قلب منطقة الجزاء، مُستغلًا قدراته في اختيار أفضل مساحة للاختراق، وهي أحد أفضل مميزاته، وكذلك يستفيد من تواجد ثنائي رأس الحربة وهما ألكسندر لاكازيت وأوباميانج داخل منطقة الجزاء مع كل هجمة تقريبًا.
يعطينا ذلك الوضع انطباعًا على أن ذلك الشكل هو الأمثل والأقرب لكي يستفيد الجانرز من الثنائي المميز في خط الهجوم، لكن مع ذلك كان هناك سوء مستوى واضح للجابوني خاصة في التأثير التهديفي، فما السبب؟
ترمومتر الأداء وأول المتأثرين
في الموسم الأول لأوباميانج مع الجانرز كان هو ترمومتر أداء الفريق، فكلما ارتفع أداءه ارتفع أداء الفريق ككل والعكس، بينما في موسم 2020/2021 لم يكن كذلك، بل كان أول المتأثرين بكل انخفاض في المستوى يطرأ على الفريق.
بدأ أوبا حياته على طرف ملعب في فرنسا وفي ألمانيا، قبل أن يختار المدرب الألماني يورجن كلوب أن يعتمد عليه في قلب الهجوم وهو ما يبدو أنه كان السبب في انفجاره تهديفيًا بداية من موسم 2014/2015، تملك تلك الحقيقة جزء كبير من السبب الذي يدفع الكثير للضغط على أرتيتا من أجل إعادة أوبا لقلب الملعب إذا ما كان مصممًا على الاستفادة منه.
لكن لا أعتقد أن رفض الإسباني يعود اطلاقًا إلى تعند أو ما شابه، لكن ببساطة لأنه يرى أن الأزمة لا تكمن في موقع أوبا بل في انخفاض الإمداد الهجومي من وسط الملعب، فبعدما كان يرى خطة السيتي تعتمد على أحد أفضل صناع اللعب في العالم، كيفين دي بروين، يبحث الآن عن أي صانع لعب شاب، سواء أوديغارد أو سميث رو، من أجل زيادة نسبة الفرص المصنوعة.
وفقًا لإحصاء موقع FBREF فإن أرسنال هو أقل الفرق الذين أنهوا الدوري في المراكز العشرة الأولى، من حيث معدل الأهداف المتوقعة بـ 53.5 هدف متوقع عن مجمل الموسم بالدوري الإنجليزي الممتاز. أحد أقل الفرق صناعة للفرص وفقًا لمعدل التمريرات المفتاحية، حيث يتواجدون في المركز الـ 12 في هذا المعدل بـ 323 تمريرة مفتاحية فقط، وبفارق 121 تمريرة مفتاحية عن المتصدر ليفربول.
إذًا افتقاد أرسنال لصانع لعب حقيقي أو ممرر جيد في وسط الملعب دفع الفريق للبحث عن خلق فرص أكثر باستغلال الوضع الجديد لأوباميانج، أو بالأحرى الوضع المستحدث، في حين يبدو أن هذا المكان الذي يتطلب جهدًا أقل في خطة أرتيتا، هو الأنسب من أجل الجابوني الذي تخطى عامه الـ 31 ولم يعد بالجودة البدنية المعهودة.
مازال أرسنال يبحث عن شكله الخططي بعد، ولا يمكن بأي حال أن نعتقد أن الأزمة في انخفاض معدل تسجيل الأهداف في ظل أن الفريق مازال يبحث حتى الآن عن ثنائي وسط ملعب يمكنهم التأثير في أي شكل للفريق، سواء هجوميًا أو دفاعيًا، خاصة في ظل افتقاده لصانع لعب حقيقي مثلما كان الوضع مع أوزيل.