هناك قاعدة منتشرة بين مشجعي كرة القدم بلا استثناء تقريبًا، وهي ألا تثق في أن تلك الصفقة تمت أو لم تتم، إلا قبل أن تُعلن على الموقع الرسمي الخاص بالنادي. يضمن لك ذلك تفادي محاولات السبق الصحفي بين عديد الصحفيين، باختلاف مصداقياتهم، والتي قد تضعنا في أوقاتٍ كثيرة أمام آمال ضخمة في صفقات كبيرة، تُصبح جميعها في سواءٍ مع العدم.
لكن إن كنت من مشجعي أرسنال الإنجليزي، فإن حتى هذه القاعدة لن تحميك من تحطم آمالك في كل سوق انتقالات. فإنه النادي الوحيد الذي قد تنتهي كل شروط الصفقة بين كافة أطرافها، ولكنها لا تتم في النهاية لأسباب مُختلفة في كُل مرة.
لكن مع اختلاف الأسباب، يظل الفشل المتلاحق هو الثابت الوحيد في كل سوق انتقالات للنادي الإنجليزي، بداية من الفشل في التعاقد مع لاعب بعينه، ووصولًا إلى الفشل في كل التعاقدات. حتى انتهت أسطورة أرسنال التعاقدية تمامًا. ما يجعل كل مشجع لهذا النادي، يخلق لذاته قاعدة أخرى في عيش أجواء فترة الانتقالات.
قبل حوالي 20 عامًا، وقعت شركة «كونامي» في خطأ الأمل في قدرة أرسنال على إنهاء صفقة، يؤكد الجميع أنها انتهت بكل تأكيد. حيث وضعت الشركة اللاعب التونسي «حاتم الطرابلسي» ضمن قوام فريق المدافع اللندنية لنسخة اللعبة في عام 2004، لكن خبرات هذه الشركة الكبيرة، لم تكن لتقارن بمشجع حقيقي للنادي، استطاع مع الوقت أن يقتل كل آماله في أي صفقة يتحدث عنها النادي إلا بعدما يرتدي اللاعب قميص الـ«غانرز» بالفعل.
هناك قاعدة منتشرة بين مشجعي كرة القدم بلا استثناء تقريبًا، وهي ألا تثق في أن تلك الصفقة تمت أو لم تتم، إلا قبل أن تُعلن على الموقع الرسمي الخاص بالنادي. يضمن لك ذلك تفادي محاولات السبق الصحفي بين عديد الصحفيين، باختلاف مصداقياتهم، والتي قد تضعنا في أوقاتٍ كثيرة أمام آمال ضخمة في صفقات كبيرة، تُصبح جميعها في سواءٍ مع العدم.
لكن إن كنت من مشجعي أرسنال الإنجليزي، فإن حتى هذه القاعدة لن تحميك من تحطم آمالك في كل سوق انتقالات. فإنه النادي الوحيد الذي قد تنتهي كل شروط الصفقة بين كافة أطرافها، ولكنها لا تتم في النهاية لأسباب مُختلفة في كُل مرة.
لكن مع اختلاف الأسباب، يظل الفشل المتلاحق هو الثابت الوحيد في كل سوق انتقالات للنادي الإنجليزي، بداية من الفشل في التعاقد مع لاعب بعينه، ووصولًا إلى الفشل في كل التعاقدات. حتى انتهت أسطورة أرسنال التعاقدية تمامًا. ما يجعل كل مشجع لهذا النادي، يخلق لذاته قاعدة أخرى في عيش أجواء فترة الانتقالات.

سياسة فينغر الفاشلة العظيمة
قبل حوالي 20 عامًا، وقعت شركة «كونامي» في خطأ الأمل في قدرة أرسنال على إنهاء صفقة، يؤكد الجميع أنها انتهت بكل تأكيد. حيث وضعت الشركة اللاعب التونسي «حاتم الطرابلسي» ضمن قوام فريق المدافع اللندنية لنسخة اللعبة في عام 2004، لكن خبرات هذه الشركة الكبيرة، لم تكن لتقارن بمشجع حقيقي للنادي، استطاع مع الوقت أن يقتل كل آماله في أي صفقة يتحدث عنها النادي إلا بعدما يرتدي اللاعب قميص الـ«غانرز» بالفعل.
أعلن حينها مسؤول في نادي أياكس أن كل شروط انتقال الطرابلسي قد تم الاتفاق عليها مع مسؤولي النادي الإنجليزي، وهو ما قد يعني أن الصفقة انتهت بشكلٍ شبه رسمي، لكن بعد ذلك تدخل «أرسن فينغر» بمماطلة معتادة من أجل محاولة إعادة صياغة العقد مع النادي الهولندي، النتيجة الأخيرة تعرفها بالطبع، حتى لو لم تكن تعرف الواقعة ذاتها.
حكى مدير التعاقدات السابق بنادي أرسنال، «ديك لو» لشبكة «ذا أثيلتيك»، عن عدة صفقات قد تمت خسارتها في فترة عمله بالنادي، والتي استغرقت حوالي 13 عامًا، منذ 2005 وحتى 2018، ويظهر من كل هذه القصص أن فينغر قد أضاع على نفسه وعلى فريقه تشكيلة رائعة من اللاعبين بسبب شروط معينة في عقله، ربما تختلف من آن لآخر، فتارة يعتقد أن المقابل المادي أعلى مما يتوقع هو شخصيًا، وتارة يعيد صياغة شروط التعاقد بعدما تم الاتفاق عليها مع كل المعنيين.
واقعة كونامي المذكورة سابقًا لم تكن أصعب ما يمكن وصفه عن فترة المدفع اللندني التعاقدية من بعد موسم اللاهزيمة التاريخي، حيث كان هناك واقعة أخرى تنسف قاعدة «عدم الثقة في أن تلك الصفقة قد تمت قبل الإعلان الرسمي على موقع النادي». وهي واقعة الحارس «يرزي دوديك».
ظهرت صورة الحارس البولندي على الموقع الرسمي للنادي ضمن قوام الفريق للموسم الجديد في عام 2001. كان ذلك بعد أن سافر حارس فينورد السابق إلى إنجلترا من أجل إجراء مباحثات حول شروطه الشخصية مع المسؤول الأهم عن النادي، أرسن فينغر، ولكن بعد عودة دوديك إلى هولندا من أجل انتظار إنهاء الاتفاق بين ناديه وبين فينغر، اكتشف أن المدرب الفرنسي قد طلب بألا يدفع أكثر من 7 ملايين جنيه إسترليني، في حين رغبت إدارة فينورد في رفع المبلغ 3 ملايين فقط.
كان الغريب أن دوديك انتقل فيما بعد إلى ليفربول برقم أقل مما طلبه فينغر. لكن لم يكن ذلك غريبًا عما جرى خلال فترة فينجر التعاقدية طوال أعوام بقائه على رأس القيادة في لندن.
اتجاهات أرسنال «الـ-فينغر-ية»
لا يمكن إحصاء عدد الصفقات التي فشلت في ختامها وذلك بسبب سياسة مدربه الأسبق، والذي كان يتحكم في كل شيء يخص التعاقدات والإدارة المالية. وهو شيء لم يكن ليخفى عن أي ممن يتابع أحوال أرسنال ولو من بعيد، لكن برغم كل ذلك الفشل في التعاقد، والذي جعل الكثير يصف فينغر في أحيانٍ كثيرة بأنه يسعى لأغراض اقتصادية ولا يسعى لنجاح كروي، تظل فائدة واضحة جلية في هذه السياسة.
في البيان المالي للنادي اللندني بعد موسم فيروس كورونا الصعب على الجميع، موسم 2019/2020، أظهرت حسابات النادي خسارة في مجمل الكشوف للمرة الأولى منذ عام 2002. (2) وكذلك أظهرت تلك الحسابات أولى خسائر النادي الواضحة من تغيير المدرب التاريخي للنادي، فإن عملية تغييره إلى «أوناي إيمري» ومن ثم إلى «ميكيل أرتيتا» قد كلفت النادي حوالي 31 مليون جنيه إسترليني.
يظل هناك جانب خفي قد لا يظهر في الكشوفات المالية، أو قد لا يظهر بوضوح كافي، وربما يكون هو ذاته الفائدة التي كان يتمتع بها أرسنال مع فينغر خلال فترات التعاقدات طوال هذه المدة الطويلة مما يمكن أن نسميه بسياسة فينغر في التعاقدات، وعل هذه الفائدة هي أن يكن للنادي سياسة أصلًا.

يقول المدير الرياضي الأشهر في الأوساط الأوروبي، «رامون مونشي»، أن أهم ما يجب أن يظهر على أي نادي في أوروبا، مما قد يطلق عليهم الأندية الكبيرة، هو أن يكون لهم اتجاه واضح في كل سوق انتقالات. (3) حيث يعمل المدرب مع الإدارة مع فريق الكشافين وفريق الإحصائيات نحو هدف واحد للجميع. لا تحتاج هنا لأي إثبات لتتأكد أن ذلك الاتجاه أو الهدف غير موجود في أرسنال تمامًا، وليس فقط على مستوى التعاقدات.
في فترة فينغر، كان هناك اتجاه واضح في كل مرة، حتى لو كان اتجاه خاطئ، لكنه اتجاه واحد يسير عليه الجميع خلف قائد واحد وهو المدرب. لنسهل الأمر علينا جميعًا، أغلب فترات فينغر كان يسعى خلالها للبيع بشكلٍ أفضل، لم ينصب تركيزه على الشراء بقدر ما تركز على البيع، وهو سبب تعاظمت قيمته فيما بعد.
كيف تفقد هوية البيع؟
بالعودة إلى البيان المالي عن عام 2019/2020، فإن الرئيس التنفيذي السابق، «شيبس كيسويك» قد أكد أن العمليات السيئة في بيع اللاعبين تتحمل جزء لا يستهان به من الخسارة الأولى في كشوف النادي منذ عام 2002. لا شك أن عمليات الشراء في حال كانت ناجحة تعود بالنفع على النادي ككل، على الأقل على المستوى الكروي وهو ما تراه الجماهير بسهولة، لكن لعملية البيع تأثير غير ضعيف على كل ذلك.
لم يستطع أرسنال الاستفادة من خروج 14 لاعب خلال أسواق الانتقالات الصيفية والشتوية عن عام 2020/2021، حيث أدخلت تلك الصفقات المُباعة نحو 18 مليون يورو فقط. الآن علينا تذكر اثنتين من أشهر أساطير البيع في إنجلترا، هما عملية بيع «كوتينيو» و«هازارد»، حيث تردد جماهير تشيلسي وليفربول أن قيمة البيع الخاصة بالاسمين قد تسببت في انتعاشة كبيرة في خزائن النادي.
دعنا نأخذ ليفربول كمثال للتطبيق لنوضح كيف خسر أرسنال هويته الحقيقية، والتي باتت هي الأهم في العالم في الوقت الحالي، وهي هوية الربح من وراء البيع.

قام أرسنال بشراء «دايفيد لويز» من تشيلسي بمقابل يساوي 10 مليون جنيه إسترليني تقريبًا وبعقدٍ لمدة عام واحد. وبإضافة راتبه خلال هذا العام، تصل تكلفة الشراء تلك إلى حوالي 24 مليون جنيه إسترليني، وهو لاعب تخطى الـ 30 من عمره بفارق مُريح. والأهم، أنه لم يقدم الإضافة الجيدة للنادي.
هنا سنحاول أن نتغاضى عن أي سبب قد قام أرسنال على أساسه بشرائه، حيث لم تكن عملية الشراء ذاتها هي الكارثة، بقدر ما كانت عملية التجديد هي الأكثر كارثية، بعد موسم سيء للغاية من اللاعب، وموسم صعب جدًا ماديًا على النادي. الأدهى، أن النادي قد ألحق ذلك بتجديد تعاقد «سيدريك سواريز»، التابع لنفس الوكيل، بعقدٍ طويل الأجل، بالرغم من أن اللاعب لم يظهر أي بوادر على أحقيته في البقاء بالنادي خلال هذه الفترة.
هناك 4 مصادر للدخل يعتمد عليهم أي فريق، هم: إيرادات البث التليفزيوني وتذاكر المباريات والإيرادات الناتجة عن الأرباح التجارية ومبيعات اللاعبين. بحسبة معقدة بعض الشيء، يتساوى أرسنال وليفربول في عوائد البث وتذاكر المباريات، وقد لا تجد فوارق ضخمة في الأرباح التجارية لكن يظهر الفارق واضح جليًا في عملية بيع اللاعبين. وهو ما يتيح للريدز حرية أكبر في التحرك في أسواق الانتقالات.
هل الفشل في البيع أزمة ما بعد فينغر؟
قد لا تتفق كمتابع لأرسنال مع سياسة الشراء والبيع التي اتبعها فينغر، حيث لم يكن النادي ذكيًا في البيع من البداية، وعليك بالنظر إلى قيمة خروج كل من هنري وفان بيرسي، وقيمة ما أضافه كلاهما لأنديتهما فيما بعد، لتعرف أن المقابل لم يتماشى أبدًا مع تلك القيمة. لكن الأكيد، أنك لا تشك إطلاقًا في قدرة الفرنسي في اختيار المواهب.
بتغيير سياسة النادي من الاعتماد على شخص واحد، كان لابد أن يمر بأزمة تستمر لأعوام من أجل خلق السياسة الجديدة للفريق، وربما يكون السقوط في فخ وكلاء اللاعبين مثل كيا جورباشيان وغيره، هي أحد الأخطاء الطبيعية لتغيير نظام استمر لسنوات، لكن تعديل سياسة البيع بالتحديد هي أمل الإدارة الحالية في إيجاد حرية أكبر في الخطأ في عملية الشراء.
كسر النادي الرقم القياسي في صفقة شراء نيكولاس بيبي بأكثر من 70 مليون إسترليني، ولم يقدم للنادي مردودًا يساوي أحد خريجي أكاديمية النادي، مثل إميلي سميث-روي مثلًا، بالتالي نحن أمام فترة ليست قصيرة ليتعلم النادي كيف يقوم بشراء لاعبيه، وحتى حدوث ذلك، عليه القيام بالجانب الأهم وهو تعلم كيفية بيع لاعبيه.
كان الخطأ الذي يقع فيه فينغر، ومازال من بعده يستمر على نفس خطاه، هي الانتظار حتى الشهور الأخيرة من عقود لاعبيهم من أجل فتح مفاوضات التجديد أو إقناعه بالخروج من النادي، وهنا يقع النادي تحت معضلة من اثنتين، إما رفع الراتب بشكلٍ باهظ من أجل إقناعه بالتجديد، أو محاولة التخلص منه بأول طلب يُقدمه أي نادٍ آخر. نظرة بسيطة على الفارق في الرواتب بين أرسنال وليفربول تظهر لك كم ينفق النادي اللندني على لاعبين غير جيدين بالمرة، أرقام باهظة في كل مرة. (199 مليون إسترليني و210 مليون إسترليني على الترتيب).
هل اسودت الرؤية تمامًا؟ الحقيقة أنه ليس الأمر بهذا السوء، فإن ما قد أتى من الصحفيين الموثوقين عن أرسنال خلال موسم التعاقدات الحالي يؤكد أن النادي قد يسعى لتصحيح خطاه في عمليات البيع تحديدًا، وربما يتضح ذلك جليًا بالتخلص من دافيد لويز أخيرًا، لكن علينا أن ننتظر حتى نتأكد من تلك المساعي، لأننا ببساطة نتحدث عن أرسنال.