“العوأهو.. العوأهو..” انفجار مدوي بالهتاف الأشهر في سماء ستاد القاهرة لرؤية حازم إمام ضمن التشكيل الأساسي الذي تقوم بالتسخين لمواجهة الأهلي في الدور الثاني من موسم 2000/2001، جمهور الزمالك يعلم أن الفريق تعاقد مع نجمه العائد من أودينيزي الإيطالي ولكن جرائد الأمس مصدر المعلومات الوحيد في ذلك الوقت قالت أن البطاقة الدولية لم تصل إلى الآن.
حازم إمام نفسه لم يكن يعرف هل سيلعب المباراة أم لا ولكنه دخل المعسكر على أمل بسيط، الزمالك كان يسير بشكل جيد في الدوري ولكنه رغم ذلك لم ينتصر في لقاء الذهاب على الأهلي مباراة تقدم فيها وليد عبداللطيف وتعادل خالد بيبووسط غياب حسام حسن.
أسابيع قليلة على نهاية الدوري وانتصار أمام الأهلي قد يقرب جدا اللقب الغائب منذ 7 سنوات، الألماني اوتوفيستر – المغامر بطبعه – يقرر إدخال حازم إمام في التشكيلة الأساسية، 4 دقائق فقط كانت كافية ليرسل عرضية متقنة على رأس حسام حسن ليودعها الشباك، حازم وحسام الثنائي الهجومي الأبرز الذي بالتأكيد قد سمعت عنه جيدا في بوركينا فاسو(كاس الأمم الافريقية 1998) وعاد ليتشارك السحر من الجديد، الزمالك يفوز 3/1 وسط أداء أسطوري من الإمبراطور والذي ظهر وكأنه لم يودع ميت عقبة مطلقا.
حازم محمد يحيى الحرية إمام، ابن الثعلب الكبير حمادة إمام أحد أهم صانعي شعبية الزمالك في الستينات وحفيد يحيى إمام حارس الزمالك ومنتخب مصر الأساسي في أوليمبياد 1948.
“العوأهو.. العوأهو..” انفجار مدوي بالهتاف الأشهر في سماء ستاد القاهرة لرؤية حازم إمام ضمن التشكيل الأساسي الذي تقوم بالتسخين لمواجهة الأهلي في الدور الثاني من موسم 2000/2001، جمهور الزمالك يعلم أن الفريق تعاقد مع نجمه العائد من أودينيزي الإيطالي ولكن جرائد الأمس مصدر المعلومات الوحيد في ذلك الوقت قالت أن البطاقة الدولية لم تصل إلى الآن.
حازم إمام نفسه لم يكن يعرف هل سيلعب المباراة أم لا ولكنه دخل المعسكر على أمل بسيط، الزمالك كان يسير بشكل جيد في الدوري ولكنه رغم ذلك لم ينتصر في لقاء الذهاب على الأهلي مباراة تقدم فيها وليد عبداللطيف وتعادل خالد بيبووسط غياب حسام حسن.
أسابيع قليلة على نهاية الدوري وانتصار أمام الأهلي قد يقرب جدا اللقب الغائب منذ 7 سنوات، الألماني اوتوفيستر – المغامر بطبعه – يقرر إدخال حازم إمام في التشكيلة الأساسية، 4 دقائق فقط كانت كافية ليرسل عرضية متقنة على رأس حسام حسن ليودعها الشباك، حازم وحسام الثنائي الهجومي الأبرز الذي بالتأكيد قد سمعت عنه جيدا في بوركينا فاسو(كاس الأمم الافريقية 1998) وعاد ليتشارك السحر من الجديد، الزمالك يفوز 3/1 وسط أداء أسطوري من الإمبراطور والذي ظهر وكأنه لم يودع ميت عقبة مطلقا.

حازم محمد يحيى الحرية إمام، ابن الثعلب الكبير حمادة إمام أحد أهم صانعي شعبية الزمالك في الستينات وحفيد يحيى إمام حارس الزمالك ومنتخب مصر الأساسي في أوليمبياد 1948.
اسم العائلة وبرغم عظمته مثل حاجزا نفسيا أمام اللاعب والذي كان والده يتقلد مناصب المسئولية في الزمالك الواحد تلوالآخر ولا يعرف عن موهبته إلا القليل لذلك اختار حازم أن يمارس كرة القدم في نادي الصيد النادي الاجتماعي الهاديء الراقي بعيدا عن ضغط الأندية الكبيرة.
مسيرة كانت من الممكن أن تنتهي قبل أن تبدأ ويسير ابن عميدة كلية الإعلام في جامعة القاهرة في دراسته بهدوء ولكن لأن الموهبة كانت طاغية بشكل لا يمكن إخفاءه وجد حازم نفسه يسير إلى قدره المحتوم حاملا لواء عائلة إمام في الزمالك بل ويترك الأثر الأكبر.
صورة نمطية عن ابن النجم المدلل الذي يجد طريقه بسهولة إلى الفريق الأول لنفوذ والده قصة سهلة التصديق وتحدث أحيانا لذلك وجدت طريقها للصحافة بعد أول مباريات حازم مع الفريق الأول عقب تصعيد الجنرال محمود الجوهري له والتي لم يوفق فيها بالقدر المطلوب، حازم يلعب لاسم والده، المقال الذي لم ينساه حازم إمام مطلقا ويذكره بأسى في لقاءاته التليفزيونية.
أقل من عامين بعد ذلك وكانت مصر تعرف جيدا أنها أمام موهبة غير عادية تقود المنتخب الأوليمبي لحصد ذهبية دورة الألعاب الافريقية في هراري 1995 وكانت على بعد شوط من التأهل الاوليمبي، تأهل إن حدث كان سيكون الفضل الأول فيه لحازم والذي سجل في نيجيريا – صاحبة ذهبية الأوليمبياد لاحقاً – ذهاباً إياباً.
التألق الأوليمبي جعل حازم عنصراً رئيسياً في فريق الأحلام للزمالك والذي بدأ موسم 1995/1996 بأحلام بلغت عنان السماء، أداءات رائعة من الزمالك بطلها حازم جعلته ينال الاستدعاء للمنتخب الأول للمرة الأولى قبل كأس الأمم الأفريقية 1996 بشهرين فقط، بطولة لم يكتفي فيها فقط بالاستدعاء بل قدم ما يعتبره البعض أداءه الافضل على الإطلاق مع المنتخب في كأس الأمم الأفريقية، عمالقة الكاميرون يتساقطون أمامه وسوء حظ غريب يواجهه مع رفاقه ولكنه لم يمنعه في آخر مباريات المجموعة من إرسال تمريرة حريرية لأحمد الكأس فازت بها مصر على جنوب أفريقيا وتأهلت لربع النهائي، مغامرة انتهت عند هذا الدور أمام رفاق كالوشا بواليا ولكنها لم تمنع حازم من الدخول في فريق البطولة والفوز بلقب أفضل صانع ألعاب فيها وتفتح أمامه أبواب الاحتراف على مصراعيها.
بعد العودة من أفريقيا لم يقدم حازم المستوى المنتظر مع الزمالك في واحدة من أكثر الدوريات الجدلية في تاريخ مصر، دوري خسره الزمالك عملياً في الأسبوع قبل الأخير بعد الهزيمة من الأهلي في المباراة التي انسحب منها الفريق في الخمسة دقائق الأخيرة وسط ارتياب من أداء الحكم قدري عبدالعظيم.
الأسبوع الأخير خسر الزمالك عصراً في الاسماعيلية من القناة بهدف لسعيد العراقي لتنتهي حظوظه في الدوري رسميا، ليلا وفي نفس اليوم تعادل الاهلي مع الاسماعيلي 2/2 في ستاد القاهرة ولكنك لوأدرت مؤشر القناة في نفس اللحظة ستجد مباراة ألمانيا والتشيك في نهائي كأس الامم الأوروبية 96، حازم لم يكن يملك موبايل انترنت في ذلك التوقيت لمشاهدة المباراة على هاتفه في طريق العودة بالحافلة للقاهرة في مباراته الأخيرة مع الزمالك ولكنه سيعرف لاحقا أن ألمانيا عادت من بعيد لتفوز على التشيك بهدف ذهبي لأوليفر بيرهوف، لاعب يمكن لحازم لقاءه شخصياً في معسكره الإعدادي للكالتشيوبل ومشاركته العشاء لأنه ببساطة زميله في أودينيزي.

أودينيزي نادي ليس بذلك الصيت حاليا ولكنه في تلك الحقبة كان أكبر بكثير مما هوعليه الآن، خط هجوم ناري يقوده أموروزووأوليفر بيرهوف في فريق تواجد به توماس هيلفيج أنهى الدوري خامسا ثم ثالثا في موسمين على التوالي شارك فيهما حازم لدقائق معدودة تحت قيادة ألبيرتوزاكروني.
فترة احترافية تخللتها بصمة حازم الأبرز مع المنتخب في كأس الأمم الأفريقية 98، مراوغة ثم لوب في مباراة موزمبيق الأولى لم يدعي حازم كثيرا أنها هدف باسمه بعد متابعة حسام حسن للكرة ليودعها الشباك، نهم حسام للأهداف لا يمكن الإدعاء امامه بالأحقية على أية حال.
ركلة جزاء أخيرة مسجلة في شباك كوتديفوار عبرت بمصر حاجز ربع النهائي للمرة الأولى منذ 1986، حلم كبر مع الوقت لمنتخب ذهب بآمال ضئيلة وتوقعات بمغادرة البطولة من الدور الاول في مجموعة ضمت زامبيا وأحد أفضل منتخبات المغرب عبر العصور.
كعب دون الاضطرار للنظر مهد هدف حسام حسن الثاني في بوركينا فاسوصاحبة الأرض وأكد فوز مصر وأوصلها للمباراة النهائية، فرصة لم يفرط فيها المنتخب ولم يحتاج سوى ربع ساعة للتقدم على جنوب أفريقيا بهدفين حافظ عليهما للنهاية لتنال مصر كأس الأمم الأفريقية الرابعة في تاريخها ، بطولة عنوانها حازم وحسام.
أداء رائع لم يشفع لحازم اللعب أساسياً في أودينيزي أيضا ليجد نفسه مضطرا للذهاب إلى جرافشاب الهولندي، الفريق الذي قدم معه أداءات رائعة على مدار عام ونصف لفتت إليه أنظار كبار هولندا لولا تعنت أودينيزي.
فترة شهدت أداء خيالي من حازم في كأس القارات البطولة التي قدم فيها سحر خالص في مباراتي بوليفيا والمكسيك قبل ان يجد نفسه مطرودا أمام السعودية هوورفيقه عبدالستار صبري في الشوط الأول من المباراة التي خسرتها مصر بشكل مفاجئ بخماسية، هزيمة وطرد أنسيا البعض قليلا من سحر حازم الذي قدمه حتى في المباريات الودية التي سبقتها أمام بلغاريا والمكسيك.
عودة من جديد لهولندا ثم إيطاليا لفترة بسيطة قبل أن يقرر حازم إمام اتخاذ القرار الصعب وبعمر 26 عاما فقط وهوالعودة للزمالك.
العوأهو.. العوأهو
هتاف تسمعه مجدداً، لكن هذه المرة يضاف إليه تيشيرت كبير برقم 14 يجوب ملاعب مصر ويغطي وحده مدرج بالكامل أوحتى تحمله الجماهير بكل فخر في المباريات التي يمتلئ فيها الاستاد، ثقافة الرقم 14 التي غزت مصر وتوجت حازم إمبراطورا فيها، وجه وسيم وأدب جم ومهارة خالصة جعلت من حازم معشوقا لكل الطبقات، ألبومات عمرودياب التي كانت ملاذا لهواة صنع الفيديوهات لتركيب لقطات لحازم عليها وتجدها بطريقة ما على كل جهاز كمبيوتر في مصر، عمرودياب نفسه الذي اعترف أنه لم يستطع ترك فرح حازم إمام يمر دون الذهاب إليه حتى وبدون دعوة، 4 سنوات من الهيمنة والإبداع لصاحب القدمين اليمنى واليسرى على حد سواء، صنعت تاريخا لحازم يرفع يديه دائما للموهوبين وينسى دون اعتذار أنصاف اللاعبين كما وصفه ميمي الشربيني عقب مراوغته لمدافع الوداد على خط المرمى في السوبر الأفريقي.
وجه إعلاني كان سفيراً لمصر في مسابقة المهارات التي نظمتها بيبسي وعاد منها حازم متوجا باللقب ليجد الفيديوالخاص بها نفسه مجاورا للكليبات في نفس الفولدر الذي يتناقله المصريون.
3 دوريات وبطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري والسوبر الأفريقي وبطولة كأس وأخرى عربية كانت مجرد تتويج لجيل استحق أكثر من ذلك ولكن ما يذكره البعض جليا هوالمتعة الخالصة متعة أن تمتلك في فريقك حازم إمام.
السنوات العجاف وهبوط المستوى
السنوات السمان مرت لتأتي السنوات العجاف، هبوط مستوى مفاجئ لحازم تزامنا مع انهيار النادي في كل المستويات، صراعات إدارية لم تمنع حازم من التذكير كل فترة بمدى الجودة التي يمتلكها صاحب الرقم 14.
دخول كبديل أمام الترجي في المنزة لم يحتاج معه سوى أقل من 10 دقائق حتى يسجل ويصنع ويقود الزمالك لنصف نهائي دوري أبطال أفريقيا 2005 في أسوأ أجياله، هدف بعد ذلك أمام الأهلي جعل الجمهور يأمل في عودة مستحيلة لم تحدث على أية حال ولكنها ذكرتنا مجددا ببعض مما كنا نمتلك.
استبعاد من القائمة النهائية لكأس الأمم الأفريقية 2006 في القاهرة وهي البطولة التي اعتاد التألق فيها لخمسة نسخ متتالية كانت بمثابة ضربة قاسمة لحازم والذي كان يأمل فقط في قليلا من المساعدة استحقها بتاريخه.
صحوة كبيرة تحت قيادة الفرنسي هنري ميشيل في دور ثاني رائع قدمه الزمالك وكاد أن يتوجه بالكأس كانت فخا لم يتوقعه حازم بعد هرب ميشيل في الصيف لقيادة منتخب المغرب، شحن جماهيري ضد حازم والذي ادعت الصحافة أنه السبب في رحيل ميشيل سكب عليها مصطفى كريم مهاجم الأسماعيلي البنزين بهدفه في مباراة الزمالك والاسماعيلي في افتتاح الدوري، حازم إمام ينزل للملعب ويمرر تمريرة خاطئة واحدة ليهاجمه الجمهور في الملعب للمرة الاولى والأخيرة ولكنها كانت قاسية بالفعل لحظة لم يستحقها حازم مطلقا.
حاولت جماهير الزمالك تعويض نجمها بكل ما أوتيت من قوة، استاد طنطا الذي شهد مباراة الزمالك وبلدية المحلة في الأسبوع الثاني كان مليئا بلافتات الحب للنجم الكبير، نهائي الكأس والذي لم يشترك فيه حازم أمام انبي كان حفلة وداعية تليق بالامبراطور والذي ذهبت جماهير الزمالك للاحتفال بالكأس في المقام الأول واظهار الحب له مع تيشيرتات يرتديها اللاعبون تقول لا للاعتزال، محاولة تعويض حقيقية قامت بها الجماهير تجاه نجمها ولكن مباراة الاسماعيلي تركت جرحا عميقا بداخله ولم يعد حازم مجددا بذهنه للملعب حتى وان ظهرت قدماه لبعض الوقت.
اعتزل حازم إمام وكرمته الجمعية العمومية للزمالك في أول انتخابات اكتسح فيها سباق العضوية بعيدا عن صراع مرتضى عباس على الرئاسة كمحاولة تعويض وامتنان تجاه نجمها الأكبر في العصر الحديث لتمر الأعوام وتتبدل الأجيال ويبدأ في الظهور جيل جديد لم يرى حازم إمام بنفسه في الملعب وينبهر بفيديوهات تخرج من الأرشيف وسط تعليق واحد متكرر تراه دائماً “أنا كان نفسي أعيش وقت حازم في الملعب”، جملة أراها وأبتسم لأنني بالفعل كنت من المحظوظين الذين رأوا وعاصروا فنان الشعب.