بعد صرف الأموال من شركة زيت النخيل العملاقة ويلمار، قبل عقد من الزمن، ركز سمسار البورصة السابق بيتر ليم على العقارات والرعاية الصحية والرياضة. بدأ الرجل يدخل مجالات الاستثمار على نطاق واسع، يضرب هنا وهناك، ويحاول صنع اسم كبير له في عالم المال والأعمال. قام ليم بتوحيد أعمال الرعاية الصحية الخاصة به في سنغافورة وماليزيا من خلال شركة “روسليف”، المدرجة في سنغافورة، وأعاد تسميتها إلى مجموعة طومسون الطبية.
يقوم ليم بإعادة تطوير بورصة الأسهم الشمالية التاريخية في مانشستر إلى فندق بوتيكي، مع عدد كبير من الاستثمارات المحلية والآسيوية والعالمية، حتى صار هذا الرجل أحد أغنى الرجال حول العالم. إنه الرجل رقم 17 في قائمة أغنى 50 شخص في سنغافورة، والملياردير رقم 1196 على مستوى العالم خلال عام 2020. يبلغ من العمر 67 سنة، متزوج ولديه طفلين، كل هذا ما يجب أن تعرفه بيتر ليم، إذا كنت من هواة الاقتصاد ومتابعيه، ولديك اشتراك شهري في فوربس أو شيء من هذا القبيل، لكن ما دخل السنغافوري بيتر ليم بكرة القدم والرياضة؟
الحقيقة أن كل هذه المعلومات السابقة ما هي إلا مدخل للحديث عن الرجل الذي حاول الاستثمار في فريق ليفربول، أحد أباطرة البريمرليج، لكن الصفقة لم تكتمل، ليتجه إلى إسبانيا ويشتري نادي فالنسيا، أحد أبرز أندية الليجا، من أجل حلم تحويله إلى نسخة أكثر تنافسية، تناطح العملاقين برشلونة وريال مدريد. كانت هذه الأهداف مجرد أحلام وردية عند جماهير الخفاش وخبراء الليجا، لأن فالنسيا لم ينجح أبداً في منافسة البارسا والريال خلال السنوات الأخيرة، بل زاد الطين بلة ليتحول إلى نسخة رديئة، كلها مشاكل وصراعات وحروب لا تتوقف، بين أنصاره من جهة، وهذا الرجل من جهة آخرى، عن بيتر ليم، العدو الأبدى لجمهور الميستايا.
صيف 2020 كان كارثياً بالنسبة لمعظم أندية أوروبا والعالم. جائحة كورونا وتأثير كوفيد-19 السلبي على الجميع، سواء في لعب المباريات من دون جمهور، إيقاف البطولات لفترة، مع خسائر مالية بالجملة، وشبه إفلاس لعدد كبير من الفرق. كل هذا لا يساوي أبداً ما حدث في فالنسيا، حيث قرر بيتر ليم بشكل نهائي تفريغ الفريق من معظم نجومه، وبيع معظم الأسماء الكبيرة دون تدعيم حقيقي، لدرجة أن الكثيرين اعتقدوا أن الرجل يريد بيع النادي نفسه بالكامل.
بعد صرف الأموال من شركة زيت النخيل العملاقة ويلمار، قبل عقد من الزمن، ركز سمسار البورصة السابق بيتر ليم على العقارات والرعاية الصحية والرياضة. بدأ الرجل يدخل مجالات الاستثمار على نطاق واسع، يضرب هنا وهناك، ويحاول صنع اسم كبير له في عالم المال والأعمال. قام ليم بتوحيد أعمال الرعاية الصحية الخاصة به في سنغافورة وماليزيا من خلال شركة “روسليف”، المدرجة في سنغافورة، وأعاد تسميتها إلى مجموعة طومسون الطبية.
يقوم ليم بإعادة تطوير بورصة الأسهم الشمالية التاريخية في مانشستر إلى فندق بوتيكي، مع عدد كبير من الاستثمارات المحلية والآسيوية والعالمية، حتى صار هذا الرجل أحد أغنى الرجال حول العالم. إنه الرجل رقم 17 في قائمة أغنى 50 شخص في سنغافورة، والملياردير رقم 1196 على مستوى العالم خلال عام 2020. يبلغ من العمر 67 سنة، متزوج ولديه طفلين، كل هذا ما يجب أن تعرفه بيتر ليم، إذا كنت من هواة الاقتصاد ومتابعيه، ولديك اشتراك شهري في فوربس أو شيء من هذا القبيل، لكن ما دخل السنغافوري بيتر ليم بكرة القدم والرياضة؟
الحقيقة أن كل هذه المعلومات السابقة ما هي إلا مدخل للحديث عن الرجل الذي حاول الاستثمار في فريق ليفربول، أحد أباطرة البريمرليج، لكن الصفقة لم تكتمل، ليتجه إلى إسبانيا ويشتري نادي فالنسيا، أحد أبرز أندية الليجا، من أجل حلم تحويله إلى نسخة أكثر تنافسية، تناطح العملاقين برشلونة وريال مدريد. كانت هذه الأهداف مجرد أحلام وردية عند جماهير الخفاش وخبراء الليجا، لأن فالنسيا لم ينجح أبداً في منافسة البارسا والريال خلال السنوات الأخيرة، بل زاد الطين بلة ليتحول إلى نسخة رديئة، كلها مشاكل وصراعات وحروب لا تتوقف، بين أنصاره من جهة، وهذا الرجل من جهة آخرى، عن بيتر ليم، العدو الأبدى لجمهور الميستايا.

ًصيف ساخن جدا
صيف 2020 كان كارثياً بالنسبة لمعظم أندية أوروبا والعالم. جائحة كورونا وتأثير كوفيد-19 السلبي على الجميع، سواء في لعب المباريات من دون جمهور، إيقاف البطولات لفترة، مع خسائر مالية بالجملة، وشبه إفلاس لعدد كبير من الفرق. كل هذا لا يساوي أبداً ما حدث في فالنسيا، حيث قرر بيتر ليم بشكل نهائي تفريغ الفريق من معظم نجومه، وبيع معظم الأسماء الكبيرة دون تدعيم حقيقي، لدرجة أن الكثيرين اعتقدوا أن الرجل يريد بيع النادي نفسه بالكامل.
يعتقد 86 في المائة من مشجعي فالنسيا أن المالك بيتر ليم يقوم باستعدادات لبيع النادي بعد صيف من التخفيضات الضخمة، هكذا عنونت شبكة “فوتبول إسبانيا” تعليقاً على القرارات الغريبة من جانب الرجل ومساعديه. اتضحت الأمور أكثر مع ستطلاع أجرته صحيفة “ماركا”، والذي شهد مشاركة أكثر من 15000 من مشجعي النادي على سؤال عما إذا كان رجل الأعمال ليم يقوم بعملية بيع أم لا.
بدأ النادي مسيرته في الليجا هذا الموسم بشكل ضعيف لكنه متوقع للغاية، وتضاعفت المخاوف من أن يتدهور الوضع بشكل كبير مع قلة الاستثمار في الفريق. تم تأكيد خروج داني باريجو وفرانسيس كوكلين إلى فياريال، بعد خروج النجم فيران توريس من مانشستر سيتي بينما انضم المهاجم رودريجو مورينو إلى ليدز، علاوة على ذلك ، انضم كريستيانو بيتشيني إلى أتالانتا على سبيل الإعارة، ولم يتم تجديد عقد إيزيكيل غاراي، وانتهت عقود إعارة خاومي كوستا وأليساندرو فلورنزي.
تشير التقارير إلى أن حالة عدم اليقين المالي تعني أن الخفافيش كان عليهم خفض الميزانية الخاصة بالأجور بنسبة تصل إلى 40 %، لكن ما أغضب الجماهير بشكل مبالغ فيه أن الرجل لم يهتم بالمرة بالوضع الكروي، وعامل النادي كأي سلعة يمتلكها، يشتري ما يحب ويبيع فجأة دون مشورة غيره، وكأنه الآمر الناهي لكل ما يحدث بالداخل والخارج.
الرجل الذي جاء ليهز عرش البارسا والريال
هكذا كانت عناوين صحف ومواقع إسبانيا وأوروبا، بعد استحواذ بيتر ليم على نادي فالنسيا في 2014، لقد كانت حملة مالية ضخمة للغاية، ووعود بالثراء والتحول الكامل في مسيرة النادي، ليستعيد أمجاد بداية الألفية، حينما فاز بالليجا وكأس الاتحاد الأوروبي مع رافا بينيتيز، بعد شراء الرجل الآسيوي للأسهم ووعوده بالمنافسة والوقوف أمام برشلونة وريال مدريد دون خوف.

وبالعودة إلى عناوين ومانشيتات الصحف وقتها، سنتذكر أن “بليشر ريبورت” على سبيل المثال كتبت عن تلك الصفقة التالي: “أكمل رجل الأعمال السنغافوري بيتر ليم استيلائه على نادي فالنسيا بعد أن أمضى الجزء الأكبر من 2014 في محاولة للتوصل إلى اتفاق مع النادي. وكشفت “يورو نتورك” العالمية حينها أن ليم سيطر على نسبة 70 % من أسهم النادي بشكل مبدئي، كذلك أكدت صحيفة “ماركا” أن الرجل السنغافوري عاقد العزم على تحويل فالنسيا إلى نسخة أحدث مع إمكانية فذة في كل المجالات.
صحيفة “آس” كانت لها وجهة نظر أكثر عمقاً، حيث زعمت أن ليم حاول أولاً شراء أسهم نادي ميلان، أو الحصول على نسبة 51 % من النادي حينها، ومع ذلك، قيل وقتها أن رئيس النادي الأسبق سيلفيو برلسكوني كان على استعداد فقط للتخلي عن 30 في المائة من الفريق. في النهاية فقد حصل السنغافوري أخيرًا على رغبته في قيادة فريق أوروبي كبير، ومن المتوقع أن يفي بوعده بتسوية ديونه وخلافه، بعد أن فشل أيضاً في الاستحواذ على ليفربول في 2010.
كل ما سبق يؤكد شيء غير قابل للنقاش، أن بيتر ليم لم يكن يركز فقط على فالنسيا، فهو ليس مشجعاً أو محباً للنادي أو حتى للكرة في إسبانيا. القصة وما فيها أنه يريد التواجد على خارطة كرة القدم، كمالك أو رئيس أو حتى ديكتاتور عادل في بعض الأوقات، المهم أن يكون في الصورة، لأن عالم كرة القدم مليئ بالجمهور والمتابعين والصحافة والإعلام. لديه بريق مذهل ولامع وجذاب للغاية، لذلك فأنت تحصل منه على كل ذلك بسعر أقل كثيراً من صفقات المال والأعمال، التي قد تجعلك تكسب أكثر مالياً لكنها لا تعطيك ربع الشهرة الكروية والزخم الإعلامي المحيط بك من كل صوب وإتجاه.
لا أحد يجزم سر ولع بيتر ليم بشراء فالنسيا أو أي فريق كروي آخر، لكن أضواء الشهرة لها دور بالتأكيد، والقصد هنا أنه تعامل مع الخفاش كـ وسيلة للوصول لا غاية، عكس ما أراده أنصار ومحبي ومجاذيب الفريق، بأن يجعلهم مثل برشلونة وريال مدريد، أو أقل بفارق طفيف في أسوأ الأحوال.
خورخي مينديز
انتشر المدربون البرتغاليون في أوروبا بشكل مبالغ فيه خلال السنوات الماضية. بالتأكيد تجربة جوزيه مورينيو الرائدة في السابق فتحت الباب أمام طموحات الكثيرين منهم، لكن أيضاً للتسويق دوراً محورياً في ذلك. كل مدرب برتغالي يقف خلفه مجموعة جبارة، تتكون من فرق تسويق، إدارة أعمال، وبكل تأكيد ترويج إعلامي مضاعف، ورجل في الأغلب يدعى خورخي مينديز، أو لديه صلة من قريب أو بعيد بهذا الداهية، الذي يجيد بشدة إدارة الأعمال للاعبين والمدربين وحتى الأندية بالكامل.

مينديز شخص أقرب إلى إمبراطورية متكاملة، علاقته وطيدة بأسطورة مثل كريستيانو رونالدو، ولديه أفضال كثيرة على اللاعب طوال مسيرته. كذلك ساهم بوضوح في خروج عدد كبير من المدربين البرتغاليين خارج بلاده نحو أوروبا، في إنجلترا وإسبانيا وبلدان أخرى. صحيح ليس هو الوكيل المباشر لمدربين مثل ماركو سيلفا وجارديم وآخرين، لكنه يعمل على مد فرقهما في وقت سابق بعدد كبير من اللاعبين، ومعظم صفقات المدربين الشبان في البرتغال تمر من باب شركات مينديز، أو شركات أخرى تعمل في السوق المحلي البرتغالي.
وعند الحديث عن فالنسيا وبيتر ليم، يجب أن نتطرق إلى العلاقة القوية التي جمعت الثنائي في وقت سابق، عند شراء النادي والاستثمار فيه، خلال عام 2014 وما بعده. أمضى رئيس النادي السابق أماديو سالفو شهورًا في البحث عن مستثمر كبير في نادي فالنسيا لكرة القدم ويبدو أنه وجد واحدًا في النهاية مع مينديز، الذي اقترب منه وساهم في إتمام عملية التفاوض بين الطرفين، حتى حصول بيتر ليم على الصفقة.
في نهاية 2013، عانى فالنسيا من مشاكل مالية كبيرة وديون قوية. وقتها كتبت “ماركا” عن هذه القصة بكلمات واضحة: “قبل أيام، أعلن بانكيا، الوسط بين فالنسيا وديونه، عن طرح النادي للبيع”. بحلول ذلك الوقت، كان أماديو سالفو قد بدأ بالفعل في البحث عن مستثمرين حتى يمكن استكمال الاستاد الجديد، هذا عامل رئيسي في حل مشاكل النادي.
دفع بيتر ليم الديون، أنهى أزمات فالنسيا، واستعان بمحامي الشيطان، خورخي مينديز، لبناء فريق جديد لكرة القدم، ليستعين البرتغالي سريعاً بأحد شركاه وأعوانه، المدير الفني نونو سانتو الذي عمل مع الرجل في إسبانيا، ثم رحل إلى إنجلترا مع وولفرهامبتون فيما بعد بوصاية مباشرة من وكيل الأعمال أيضاً.
فالنسيا وولفرهامبتون.. ما العلاقة؟
تحدث الصحافة العالمية عن العلاقة القوية بين نونو سانتو مدرب فالنسيا وجورجي مينديز وكيل أعمال اللاعبين، لدرجة أن الفريق الإسباني صار الملجأ الأول لمعظم أصدقاء مينديز، في تعاون واضح بين الجانبين، تحت موافقة مالك النادي بيتر ليم، الملياردير الآسيوي الذي يثق في البرتغالي أكثر من نفسه.
أندريا جوميز، دانيلو، ثنائي يرتبط بمنيديز على صعيد الإدارة الرياضية، مع تواجد رودريجو مورينو، سانتوس، وأسماء أخرى قادمة من الدوري البرتغالي، تعمل مع شركات تسويقية أخرى، وكل هؤلاء جاءوا إلى فالنسيا بعد قدوم نونو سانتو، ومباركة من مينديز وشركات التسويق التي تعمل بشكل رئيسي في البرتغال.
في صيف 2014-2015 وما بعده على سبيل المثال، جاء إلى الميستايا كل من جواو كانسيلو، نيكو أوتاميندي، فيليبي أوجوستو، رودريجو مورينو، أندريه جوميز، إنزو بيريز. كل هؤلاء من الدوري البرتغالي لكرة القدم، في إشارة واضحة إلى التناغم بين بيتر ليم وخورخي مينديز، حيث أن الرجل يسير على خطاه في كل كبيرة وصغيرة بالصفقات وخلافه.
المهم أن مينديز فعل شيء شبيه مع وولفرهامبتون فيما بعد، حيث جاء معه نونو سانتو، وأحضر سوياً كل من روبين نيفيز وجواو موتينيو وعدد آخر من اللاعبين البرتغاليين، في تجربة شبيهة بما فعلوه في فالنسيا، لكن الفارق أن الضغوطات مع وولفر أقل بكثير، فالنادي بدأ من تحت الصفر، بالصعود من الشامبيونشيب إلى البريمرليج، ومنافسة الكبار دون هدف حقيقي، جنباً لجنب مع العوائد التليفزيونية الكبيرة والعقود الإعلانية الجبارة في إنجلترا مقارنة بإسبانيا، التي يسيطر فيها برشلونة وريال مدريد على معظم الصفقات المالية.
في إنجلترا ضغط أقل مقارنة بفالنسيا، وفي إسبانيا مال أقل مقارنة بوولفرهامبتون، كل هذه الأمور أبعدت مينديز عن بيتر ليم، وقربته من ملاك الوولفز، حيث يرتبط معهم بصلات مع مجموعة فوسون انترناشيونال الصينية المالكة لولفرهامبتون منذ عام 2015 وهو الذي نصحهم بشراء النادي، لذلك فإن بيتر ليم ربما اكتشف متأخراً أن الاستثمار في إسبانيا ليس بالشيء الكبير، وأنه لن يستطيع منافسة البارسا والريال كروياً، كذلك مع الأوضاع المالية السيئة قبل وبعد جائحة كورونا، وصعوبة توزيع حقوق النقل التليفزيوني بالتساوي، جعلت الرجل يعيد حساباته من جديد، يبتعد عن شراء الأسماء المميزة، ويصر على تفريغ الفريق من نجومه، تمهيداً لبيع منتظر أو شيء من هذا القبيل.
نيرون لديه ابنة
لمن لا يعرف نيرون، فهو أحد أشهر الأشخاص الذين دخلوا التاريخ من الباب العكسي، بعد أن قام بحريق روما سنة 64 ميلادية، لكن ما جعلني أتذكره في هذا التقرير دون ربطه أو مقارنته ببيتر ليم، هو أن مالك فالنسيا تصرف وكأنه يريد حرق كل شيء في فالنسيا قبل رحيله أو بيعه، من خلال ما قام به في صيف 2020، حيث لا يمكن وصف كل ما حدث بشيء غير الجريمة الكروية مكتملة الأركان.
الأمر بدأ قبل ذلك، بعد رحيل مارسيلينو بطريقة مهينة، ثم قدوم سيلادس، سلفادور جونزاليس، وأخيراً خافي جراسيا. تغيير كبير للمدربين ثم رحيل 11 لاعباً بقيمة تقترب من 60 مليون يورو وقدوم لاعبين بقيمة صفر يورو، حيث رحل كل من رودريجو مورينو إلى ليدز، فيران توريس إلى مانشستر سيتي، كوكلين وباريخو إلى فياريال، بالإضافة إلى أسماء أخرى بعد إنهاء أو انتهاء عقودهم، وحتى كتابة هذه السطور فإن كوندوبيا في طريقه إلى أتليتكو مدريد، دون دعم النادي بأي اسم.
بيتر ليم ليس بمفرده الذي يستفز فالنسيا، فابنته كيم ليم لديها رصيد حافل من الحروب الكلامية مع جمهور النادي الإسباني. كتبت الابنة من قبل عبر حسابها: “مجدداً، بعض مشجعي فالنسيا ينتقدون ويشتمون عائلتي. النادي لنا ويمكننا أن نفعل به ما نريد، ولا يمكن لأحد أن يسألنا عن السبب”. ما كتبته ابنة الملياردير الآسيوي ليس أول حالة، حيث سبق وكتبت أيضاً في 2016: “هناك مجموعة من جماهير فالنسيا تتمتع بقدر كبير من الجنون أو الغباء، لكنها لا تقدر على نصيحتنا بما تريد”، في إشارة إلى الانتقادات الموجهة إلى والدها بشأن الانتقالات حينها.
الخلاصة أن بيتر ليم لم ينجح أبداً فيما جاء من أجله، على الأقل من وجهة نظر جماهير فالنسيا، لأن ناديهم لم يتحسن كروياً وتكتيكياً، لم ينافس الكبار، وابتعد تماماً في الوقت الراهن حتى عن الفرق المميزة. ومع بيع أكبر عدد ممكن من اللاعبين، والتغيير المستمر للمدربين، فإن مستقبل الخفاش يبدو مظلماً لدرجة أن أنصاره دعوا إلى احتجاجات واسعة وتظاهرات ضد المالك وعائلته، من أجل رحيله بشكل نهائي عن إسبانيا.
في النهاية، ربما حصل ليم على الشهرة التي يريدها، ونال الصيت المنتظر، بعد دخوله مجال الاستثمار الرياضي الكروي، لكنه لم يصل إلى مبتغاه في النهاية، لأن الوضع الكروي في أوروبا والعالم لم يعد كالسابق، وحتى النجاح في إسبانيا لديه معايير مغايرة تماماً عما يحدث على سبيل المثال في إنجلترا، مما يجعله يعيد النظر بالكامل في القصة، حيث أنه ينظر إلى فالنسيا مثل أي صفقة أو سلعة يشتريها، كما وصفت ابنته، يريد الاستفادة القصوى منها حتى يحافظ عليها من أجل إعادة بيعها لكي يكسب، أو حتى لكي لا يخسر أكثر من ذلك، لكن الخاسر الحقيقي في هذه المعادلة هو الجمهور فقط، وللأسف الشديد.