لم يكن الطريق مفروشاً بالورود بالنسبة لرونالد كومان بعد نهاية الموسم الماضي، لقد عاش الهولندي فترة صعبة من الشد والجذب تخللتها لحظات شك ربطت علاقته بالإدارة الجديدة برئاسة جوان لابورتا. يعلم الجميع أن كومان ليس الخيار المفضل للابورتا، ولم يختاره ولم يحضره من الأساس وحاول الرئيس مطلع الصيف جلب هانز فليك لكن تحركه كان متأخراً بعد اتفاق المدرب مع منتخب ألمانيا. كذلك الحال بالنسبة لناغيلسمان، الشاب الصغير الذي خطفه بايرن قبل البارسا.
ومع صعوبة عودة بيب جوارديولا بل استحالة الأمر، وارتباط لويس إنريكي بمنتخب إسبانيا، وعدم اقتناع لابورتا بقفزة تشافي من قطر إلى كامب نو مباشرة، دون نسيان الوضع المالي السيىء للنادي، والشرط الجزائي في عقد كومان إن تمت إقالته، كل هذه العوامل جعلت “جان” وإدارته يفكرون بدل المرة ألف في التضحية بالمدير الفني الهولندي، حتى قرروا في النهاية استمراره وتكملة عقده، لكن بمجموعة من الشروط والمتطلبات والخطوط العريضة.
اجتمع لابورتا مع كومان عدة مرات قبل تجديد الثقة في استمراره. حينها وجه الرئيس رسالة صريحة إلى المدير الفني بأن طريقة اللعب يجب أن يعاد النظر فيها، خاصة مع إضاعة نقاط سهلة في مراحل الحسم ببطولة الليجا، ولعب البارسا بـ5 مدافعين أمام فرق لا تهاجم من الأساس، مما جعل الأمر غريباً بعض الشيء على المدراء الجدد، خاصة بعد الخسارة من غرناطة بنتيجة 1-2 في الدوري.
لعب كومان خلال النصف الثاني من الموسم برسم قريب من 3-5-2، لكن بالنسبة للابورتا كان الأمر غريباً، خاصة أن الفريق أضاع نقاطاً سهلة في الدوري وكان قريباً من الحسم بسهولة، لولا المشاكل الدفاعية والعقم الهجومي في بعض المباريات. ووفقاً لما نشرته صحيفة “موندو ديبورتيفو” وحتى صحيفة “آس”، فإن كومان مدرب البارسا قرر إجراء تغيير جذري فى طريقة لعب البارسا الموسم المقبل، بالعودة إلى خطة 4-3-3، بطلب من لابورتا نفسه الذي يفضلها.
لم يكن الطريق مفروشاً بالورود بالنسبة لرونالد كومان بعد نهاية الموسم الماضي، لقد عاش الهولندي فترة صعبة من الشد والجذب تخللتها لحظات شك ربطت علاقته بالإدارة الجديدة برئاسة جوان لابورتا. يعلم الجميع أن كومان ليس الخيار المفضل للابورتا، ولم يختاره ولم يحضره من الأساس وحاول الرئيس مطلع الصيف جلب هانز فليك لكن تحركه كان متأخراً بعد اتفاق المدرب مع منتخب ألمانيا. كذلك الحال بالنسبة لناغيلسمان، الشاب الصغير الذي خطفه بايرن قبل البارسا.
ومع صعوبة عودة بيب جوارديولا بل استحالة الأمر، وارتباط لويس إنريكي بمنتخب إسبانيا، وعدم اقتناع لابورتا بقفزة تشافي من قطر إلى كامب نو مباشرة، دون نسيان الوضع المالي السيىء للنادي، والشرط الجزائي في عقد كومان إن تمت إقالته، كل هذه العوامل جعلت “جان” وإدارته يفكرون بدل المرة ألف في التضحية بالمدير الفني الهولندي، حتى قرروا في النهاية استمراره وتكملة عقده، لكن بمجموعة من الشروط والمتطلبات والخطوط العريضة.
– الكرة الجميلة
اجتمع لابورتا مع كومان عدة مرات قبل تجديد الثقة في استمراره. حينها وجه الرئيس رسالة صريحة إلى المدير الفني بأن طريقة اللعب يجب أن يعاد النظر فيها، خاصة مع إضاعة نقاط سهلة في مراحل الحسم ببطولة الليجا، ولعب البارسا بـ5 مدافعين أمام فرق لا تهاجم من الأساس، مما جعل الأمر غريباً بعض الشيء على المدراء الجدد، خاصة بعد الخسارة من غرناطة بنتيجة 1-2 في الدوري.
لعب كومان خلال النصف الثاني من الموسم برسم قريب من 3-5-2، لكن بالنسبة للابورتا كان الأمر غريباً، خاصة أن الفريق أضاع نقاطاً سهلة في الدوري وكان قريباً من الحسم بسهولة، لولا المشاكل الدفاعية والعقم الهجومي في بعض المباريات. ووفقاً لما نشرته صحيفة “موندو ديبورتيفو” وحتى صحيفة “آس”، فإن كومان مدرب البارسا قرر إجراء تغيير جذري فى طريقة لعب البارسا الموسم المقبل، بالعودة إلى خطة 4-3-3، بطلب من لابورتا نفسه الذي يفضلها.
لم تكن خطة ثلاثي الخلف سيئة، بالعكس فاز برشلونة بكأس الملك وقدم مباراة جيدة في الإياب ضد باريس سان جيرمان في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، وحقق انتصارات متتالية في الليجا، لكنها لم تصنع الكثير في مراحل الحسم، خاصة عندما واجه برشلونة بعض الخصوم الدفاعيين مثل بلد الوليد وغرناطة وغيرهم، لأن تواجد ثنائي هجومي فقط بالأمام لم يكن الخيار الأنسب، على الأقل من وجهة نظر الأداء والنتائج، وحتى جوان لابورتا بالتأكيد.
– التحول إلى ثلاثي الدفاع:
خلال بدايات 2021، لعب برشلونة برسم قريب من 4-3-3، رباعي دفاعي بالخلف، ديمبلي وجريزمان في الأجنحة، لذلك كانت المساحات شاسعة بين الظهيرين والجناحين. وعندنا يفتح برشلونة خطوطه أكثر في الشوط الثاني، ويتجه كومان لصعود لاعبي الوسط إلى الأمام، أملاً في الضغط وقطع الكرات في مناطق بعيدة، لتزيد الفراغات خلف كل من بيدري ودي يونج، ويفشل بوسكيتس بمفرده في التغطية العكسية والعرضية، مما أعطى الخصوم تفوقاً سواء في الهجوم السريع أو الضغط على أظهرة برشلونة، أو البناء من الخلف دون أدنى مشاكل.
خلال مباراة إشبيلية في الدوري، قرر كومان التحول من 4-3-3 إلى 3-5-2. لعب البارسا برجل إضافي، في عالم التكتيك القديم يعرف بـ “الليبرو”، بيكيه كان المدافع الثالث للتغطية خلف مينجويزا ولونجلي. وفي نفس الوقت يصعد كل من ألبا وديست للأمام بحرية، لماذا؟ لأن هناك لونجلي خلف ألبا، ومينجويزا يساند ديست باستمرار دفاعاً وهجوماً، ومع عودة ميسي خطوات كصانع لعب أكثر من مهاجم وهمي، فإن وسط برشلونة أصبح شبيهاً بالجوهرة أو “الدياموند”، بوسكيتس بالخلف وميسي بالأمام، وبينهما دي يونج وبيدري. إذاً أين ديمبلي؟ عثمان لم يلعب أبداً على الطرف كالسابق، بل رأس حربة متحرك، ينطلق في الفراغات المتاحة أمام المرمى، هكذا كتبنا بالنص في تحليلنا للمباراة حينها، ونجح برشلونة في الفوز بأحقية كاملة.

هذه الخطة ربما مفيدة أمام الفرق التي تضغط عليك في نصف ملعبك، لكن عندما تواجه خصماً متكتلاً يدافع في نصف ملعبه، فإنك ستعاني حتماً ويصبح الحل بين أقدام الفرديات فقط، لذلك خسر برشلونة أمام غرناطة وسيلتا فيجو وتعادل ضد ليفانتي، وقدم جولات ضعيفة أمام خيتافي وبلد الوليد رغم الفوز، وأضاع ربما أسهل ليجا في السنوات الأخيرة، مما جعل لابورتا يضغط على كومان من أجل تعديل خططه والعودة من جديد إلى الجذور، لكن هل حقاً هناك أمل في نجاح رسم 4-3-3 خلال الموسم الجديد؟!
– اليد قصيرة:
هناك مثل مصري يقول “العين بصيرة والإيد قصيرة”، وهو ينطبق فعلياً على برشلونة بالفترة الحالية، فالفريق يريد المدافع الأرجنتيني روميرو لكنه لا يملك أي أموال لضمه، كذلك حاول التوقيع مع الهولندي فاينالدوم لكن اللاعب فضل الانتقال إلى باريس سان جيرمان من أجل راتب أعلى. وحتى هذه اللحظة فإن النادي غير قادر على خفض سلم الرواتب بشكل كافٍ حتى يمكنه ذلك من تسجيل عقد ليونيل ميسي الجديد، مما يجعل طلب أي صفقات جديدة أمر أشبه بالجنون.
برشلونة يلعب ودياته الحالية برسم 4-3-3 كما تشاور كومان مع لابورتا، وفي المباريات الرسمية سيلعب أيضاً بتكتيك شبيه مع تغيير الأسماء، ويمكن توقع بعض اللاعبين دون عناء، بوسكيتس وبيدري ودي يونج بالوسط، وبالهجوم ميسي وديباي وجريزمان/ أجويرو، وبالخلف ديست/ إيمرسون مع بيكيه/ أراوخو وإريك جارسيا/ لونجلي وجوردي ألبا، وبالمرمى شتيجن.

هذه الخطة تصلح أمام غرناطة، أوساسونا، قادش، وكل الفرق التي تدافع وتعتمد فقط على المرتدة أو التكتل الدفاعي من أجل نقطة، لكن ضد الفرق التي تجيد الضغط في وسط ملعبك، ومميزة في لعبة التحولات السريعة، فإن برشلونة سيعاني بوضوح سواء في المساحات بين الأظهرة والجناحين، أو الفراغات خلف ثنائي الوسط، وبالطبع سباقات السرعة في موقف 1 ضد 1، والتي يفشل فيها بوسكيتس وبيكيه والبقية، مما يجعل الوضع مستحيلاً.
ربما سيتجاوب كومان مع لابورتا في اللعب بتشكيلة هجومية بمباريات الليجا في كامب نو، لكن مواجهات خارج الأرض، لقاءات الشامبيونزليج، القمم الكبيرة في الدوري، كل هذه القصص لن ينفع معها خطة هجومية صريحة، لأن هجومك نفسه لا يضغط، خط وسطك غير مميز في المساحات بدون الكرة، ودفاعك يرتكب هفوات قاتلة ولا يجيد التعامل في المواقف الفردية أمام المهاجمين أصحاب السرعات والانطلاقات.
– منها وإليها يعود:
أحدهم سيقول بأن بوسكيتس وبيدري مع كوكي قدموا بطولة عظيمة في يورو 2020، لذلك لا مانع عند استبدال كوكي ووضع دي يونج، ولعب برشلونة بهذا الثلاثي في رسم 4-3-3 كما فعل لويس إنريكي. هنا سأقول له بأن قوة إسبانيا إنريكي كانت في منظومة الضغط التي يطبقها في كل مكان بالملعب، بدءًا بثلاثي الهجوم الذي لا يتوقف عن الحركة، سواء فيران توريس أو داني أولمو أو موراتا أو أي لاعب آخر، مما يجعل هناك قوة كبيرة في وجود ثلاثي أمامي يدافع من الثلث الهجومي، ويسهل كثيراً من مهمة الوسط والدفاع في آن واحد.
بوسكيتس على سبيل المثال لم يعد كالسابق بدنياً ولياقياً، لكن عندما يكون محاطاً بهجوم قوي في الضغط ووسط مساند، فإنه يقدم مباريات كبيرة كما حدث في اليورو بالضبط، لذلك فإن إعادة ذلك أو استنساخه مع البارسا سيكون صعباً، لأن الهجوم لا يضغط مثل الإسبان، سواء ميسي أو ديباي أو حتى أجويرو إذا شارك أساسياً، فقط جريزمان من لديه ميزة الضغط والدفاع في أماكن بعيدة من الملعب دون أي مشكلة.
لذلك مهما فعل كومان دون التوقيع مع مدافع مثل روميرو أو لاعب وسط كـ ساؤول نيجويز أو ميكيل ميرينو أو بروفايل شبيه، فإن اللعب بـ4-3-3 في المواجهات الكبيرة سيكون انتحاراً، ولا بد من التحول إلى شيء مزيج بين 4-3-3 و3-5-2، لذلك قد يعود الفريق إلى رسم 3-4-2-1 الذي لعب به في مباريات قليلة خلال الموسم الماضي، أهمهما بلا شك مباراة الـ6-1 ضد سوسيداد في الباسك وبعض المواجهات الأخرى.

– جريزمان الجديد:
ونظراً للأوضاع الحالية فإن برشلونة لن يجد مفراً من اللعب بخطة 4-4-2 أو 3-4-2-1 في معظم مبارياته الكبيرة، لكن الخطة الأولى لن تكتمل سوى بضم لاعب وسط جديد، ومع استحالة حدوث ذلك في حال استمرار جريزمان، فلماذا لا يتم استخدام الفرنسي في المركز 8 كلاعب وسط متقدم بدلاً من كونه صانع لعب أو مهاجم ثان!؟
يعتبر قدوم ديباي مؤثراً بالنسبة لجريزمان بالثلث الهجومي، فالهولندي يستطيع اللعب كمهاجم في المركز 9 أفضل من الفرنسي، وبالتأكيد هو في الأساس جناح أيسر مما يمكنه من القيام بهذا الدور أيضاً، لكن أنطوان يتفوق عليه بوضوح في التحرك، التمركز بدون الكرة، وبالتأكيد المجهود الدفاعي الكبير في الضغط والافتكاك والمساندة، لذلك من الممكن أن يلعب كومان بمزيج بين رسمي 4-4-2 و3-4-2-1 بفضل جريزمان.

وحتى يمكن وضع جريزمان على يمين الوسط وبيدري على يساره، وفي الارتكاز كل من بوسكيتس ودي يونج، مع اللعب برباعي خلفي بدلاً من ثلاثي، يبدأ بإيمرسون أو ديست وينتهي بألبا وفي العمق بيكيه/ جارسيا رفقة مينجيويزا/ أراوخو، وفي هذه الحالة ستكون الخطة أقرب إلى 4-4-2 من أجل ضمان السيطرة على الوسط، وحماية الهشاشة الدفاعية من التحولات السريعة، وإحاطة بوسكيتس بثلاثي قادر على الافتكاك والقيام بالشق البدني.
يبقى كل ما سبق مجرد تكهنات وقراءة لمستقبل برشلونة القريب، لكن الشيء المؤكد أن الفريق لن ينجح برسم 4-3-3 الهجومي، إذا لم يتعاقد مع مدافع آخر سريع أو لاعب وسط قوي بدنياً، لاستحالة تطبيق استراتيجية لعب إسبانيا إنريكي في يورو 2020 مع خط الهجوم البرشلوني الحالي والتركيبة الدفاعية للفريق بالكامل.