خسرت إنجلترا لقب يورو 2020، وفشل منتخب الأسود الثلاثة في تحقيق كأس الأمم الأوروبية طوال تاريخه، رغم أن الفرصة كانت سانحة بقوة هذه المرة، مع تواجد الفريق في المسار السهل بالأدوار الإقصائية، وامتلاك مدربه لكتيبة مميزة من نجوم البريمرليج، وبالطبع لعب معظم مباريات النسخة الحالية على أرضه وبين جماهيره، لكن كالعادة ارتكب الإنجليز أكثر من خطأ وقت الحسم، لتعود ريما إلى عادتها القديمة، وتفشل كرة القدم في العودة إلى وطنها مرة أخرى.
في الأدوار الإقصائية أمام فرق مثل أواكرانيا ثم الدنمارك، لعب ساوثجيت برسم قريب من 4-2-3-1، بتواجد لوك شاو، ماجواير، ستونز، ووالكر بالدفاع، وفي المنتصف ثنائية رايس وفيليبس، خلف الثلاثي ساكا/ سانشو، ستيرلينج وماونت، وبالمقدمة لا خلاف على هاري كين.
لكن أمام إيطاليا قرر العودة للتحفظ والدفاع، ولعب بتكتيك قريب مما بدأ به لقاء الألمان في دور الـ16. المدرب الإنجليزي لعب برسم قريب من 5-3-2، مع ماجواير، والكر، وستونز بالخلف، وعلى الأطراف كل من تريبير ولوك شاو، وفي العمق رايس وفيليبس، أي أن هناك 7 لاعبين تقريباً يدافعون مع حارس المرمى، وفي نفس الوقت لعب ماونت أمامهما، كلاعب وسط هجومي رفقة ثنائي قوي بدنياً في العمق، وفي المقدمة كين وستيرلينج،
اختار ساوثجيت وضع ساكا على مقاعد البدلاء، مع عدم جاهزية فودين البدنية من الأساس، فإن الاعتماد بات واضحاً على ثنائية كين ورحيم هجومياً، ويعاونهما ماسون ماونت، همزة الوصل بين ثنائي الهجوم والـ7 مدافعين بالخلف رفقة بيكفورد حارس المرمى، إنها إستراتيجية تهدف أولاً إلى التأمين، ومحاولة غلق المساحات أمام أطراف إيطاليا، ومن ثم البحث عن التسجيل، هكذا كانت الخطة مطلع المباراة.
خسرت إنجلترا لقب يورو 2020، وفشل منتخب الأسود الثلاثة في تحقيق كأس الأمم الأوروبية طوال تاريخه، رغم أن الفرصة كانت سانحة بقوة هذه المرة، مع تواجد الفريق في المسار السهل بالأدوار الإقصائية، وامتلاك مدربه لكتيبة مميزة من نجوم البريمرليج، وبالطبع لعب معظم مباريات النسخة الحالية على أرضه وبين جماهيره، لكن كالعادة ارتكب الإنجليز أكثر من خطأ وقت الحسم، لتعود ريما إلى عادتها القديمة، وتفشل كرة القدم في العودة إلى وطنها مرة أخرى.
– خطة دفاعية
في الأدوار الإقصائية أمام فرق مثل أواكرانيا ثم الدنمارك، لعب ساوثجيت برسم قريب من 4-2-3-1، بتواجد لوك شاو، ماجواير، ستونز، ووالكر بالدفاع، وفي المنتصف ثنائية رايس وفيليبس، خلف الثلاثي ساكا/ سانشو، ستيرلينج وماونت، وبالمقدمة لا خلاف على هاري كين.

لكن أمام إيطاليا قرر العودة للتحفظ والدفاع، ولعب بتكتيك قريب مما بدأ به لقاء الألمان في دور الـ16. المدرب الإنجليزي لعب برسم قريب من 5-3-2، مع ماجواير، والكر، وستونز بالخلف، وعلى الأطراف كل من تريبير ولوك شاو، وفي العمق رايس وفيليبس، أي أن هناك 7 لاعبين تقريباً يدافعون مع حارس المرمى، وفي نفس الوقت لعب ماونت أمامهما، كلاعب وسط هجومي رفقة ثنائي قوي بدنياً في العمق، وفي المقدمة كين وستيرلينج،
اختار ساوثجيت وضع ساكا على مقاعد البدلاء، مع عدم جاهزية فودين البدنية من الأساس، فإن الاعتماد بات واضحاً على ثنائية كين ورحيم هجومياً، ويعاونهما ماسون ماونت، همزة الوصل بين ثنائي الهجوم والـ7 مدافعين بالخلف رفقة بيكفورد حارس المرمى، إنها إستراتيجية تهدف أولاً إلى التأمين، ومحاولة غلق المساحات أمام أطراف إيطاليا، ومن ثم البحث عن التسجيل، هكذا كانت الخطة مطلع المباراة.
– سيناريو ولا في الأحلام
بدأت إنجلترا المباراة فائزة، هذا حدث فعلاً، لأن أصحاب الأرض تقدموا في النتيجة بعد دقيقتين فقط، بعد لعبة اشترك فيها ثنائي الأظهرة الأجنحة أو فيما يعرف بالـ “وينج باك”، بعد أن فتح الفريق الملعب من اليمين عن طريق تريبير، قبل أن يلعب كرة عرضية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار داخل منطقة الجزاء، ليستلمها لوك شاو من أول لمسة، ويسددها رائعة في شباك دوناروما.

مدرب يلعب بخطة دفاعية صريحة قبل اللقاء، وفي أول دقيقتين يسجل هدف التقدم، ويقام النهائي على أرضه وبين جماهيره، ويفترض أن لياقة لاعبيه البدنية أفضل، من حيث صغر سنهم وتواجدهم في المسار الأسهل، مقارنة بالطليان الذين واجهوا إسبانيا وبلجيكا، ولعبوا مرتين أشواطاً إضافية، عكس إنجلترا التي لعبت مرة واحدة، أظن أنه سيناريو ولا في الأحلام بالنسبة لجاريث ساوثجيت، لكن بعد أول دقيقتين لم يكن السيناريو حالماً بالمرة، لأن مدرب إنجلترا فعل كل شيء لكي يخسر فريقه المباراة، وكأنه يجهز برنامج من عدة خطوات لكيفية هزيمة نفسك بنفسك!
– الخطوة الأولى.. دفاع بلا تحولات
لا مشكلة إطلاقاً في الدفاع، منتخبات عديدة فازت بفضل التحفظ وعدم المبادرة، ولنا عبرة بالبرتغال 2016 وحتى فرنسا 2018 التي لم تهاجم على طول الخط، لكن لكي تدافع بشكل جيد عليك بـ شقين، أولاً أن تقلل الفراغات قدر المستطاع أسفل الأطراف وبين الخطوط، وثانياً أن توفر الانطلاقات العمودية من الخلف إلى الأمام، من أجل إيذاء خصمك بالتحولات السريعة والمرتدات الخاطفة.
خلال أول 45 دقيقة، سددت إنجلترا كرة واحدة على المرمى، هي كرة الهدف، وبعد ذلك الفريق يدافع من منطقته، خاصة تجاه مناطق الأطراف، بتواجد والكر وتريبير ويساندهما ستيرلينج، من أجل إيقاف جبهة إنسيني، إيمرسون، وفيراتي على اليسار، ونجح الإنجليز فعلياً في ذلك خلال الشوط الأول، لكنهم في نفس الوقت لم يفكروا أبداً في إجبار الطليان على التراجع، إما بالحيازة وتدوير الكرات أو استغلال تواجد مهاجم بقيمة كين في الأمام.
يبدو أن ساوثجيت شاهد إنريكي وفكرته في نصف النهائي، بوضع أولمو كمهاجم حر بعيداً عن الدفاعات، لذلك أمر هاري كين بفعل ذلك، خاصة أن قائد إنجلترا له تجارب رائدة في هذا المجال مع توتنهام، لكن ما لم يلحظه المدرب الإنجليزي أن إسبانيا لم تكتف أبداً بتواجد أولمو خلف جورجينيو وأمام كل من كيلليني وبونوتشي، بل كانت هناك انطلاقات مستمرة من الوسط إلى قلب منطقة الجزاء، إما عن طريق أولمو نفسه، أو أويارازبال الذي يقطع من الجناح إلى العمق، وبالتأكيد موراتا بعد نزوله الذي استلم في الوسط حرفياً، لكنه أنهى الهجمة داخل منطقة الجزاء.

وبمقارنة ذلك بما فعلته إنجلترا، سنجد أن هاري كين اكتفى فقط بالاستلام والتسليم خارج الصندوق، دون أن يلمس أي كرة داخله، ونكرر بأن كين لم يلمس أي كرة داخل منطقة جزاء إيطاليا طوال المباراة. ومع لعب إنجلترا برسم 5-3-2، بعودة ماونت لمساندة الوسط وميله باستمرار إلى اليسار، وتأخر ستيرلينج للخلف من أجل المساندة الدفاعية، فإن كين أصبح معدوم الخيارات تقريباً، سواء بالتمرير أو عمل الـ 1-2، مما قلل تماماً من إمكانية تنفيذ أي هجمة عكسية على مرمى الأزوري.
– الخطوة الثانية.. ثنائية رايس-فيليبس
قد يستغرب الكثيرون أنني أصف هذه الثنائية بالضعيفة أو الخاطئة، لكن فعلياً لم تطبق ما يفترض أن يطلب منها خلال النهائي، لأن الثنائي بالغ في الدفاع والتمركز من دون الكرة، مع عمل الافتكاكات ومحاولة قطع الكرات، وهذا شيء لا يحسب ضدهما ولكن ضد المدير الفني وأفكاره، لأن منتخب إنجلترا لم يعرف أبداً كيف يخرج بالكرة من الخلف إلى الأمام، بسبب تواجد ثنائي الارتكاز باستمرار على خط واحد، واقترابهما من الدفاع بصورة أكبر من لاعبي الهجوم، مما جعلنا نشاهد فريقين داخل الملعب لإنجلترا، فريق يدافع من 8 لاعبين وحارس، وفريق يهاجم بإثنين فقط، هما رحيم وكين.

يمتاز الثنائي فيليبس ورايس بالقوة البدنية الرهيبة، لكنهما أيضاً مطالبان بنقل الهجمة إلى لاعبي الهجوم، بالتعاون مع ماسون ماونت، الذي ترك العمق تماماً ومال إلى الأطراف للتغطية رفقة لوك شاو، لذلك فإن وسط إنجلترا سقط أمام ثلاثي ارتكاز الأزوري، حتى وهم أبعد ما يكون عن أفضل حالاتهم، وأخص بالذكر فيراتي وباريلا.

تمركز فيليبس ورايس على خط واحد، ووجود مساحات خلفهما لاستلام كييزا وإنسيني.. المصدر bbc
هذا ليس العيب الوحيد في ثنائي محور إنجلترا، لأن المساحات أيضاً كانت متواجدة بوضوح خلفهما، لكن دون استغلال واضح من جانب الطليان في الشوط الأول، إلا أن تبديلات مانشيني في الشوط الثاني كشفت الثغرة بوضوح.

تمركز ثنائي ارتكاز إنجلترا فيليبس ورايس في نصف ملعبها بشكل مبالغ فيه
– الخطوة الثالثة.. تغييرات متأخرة
يكمن الفارق بين مانشيني وساوثجيت في الفعل ورد الفعل. لقد اتخذ المدرب الإنجليزي دور رد الفعل من البداية حتى النهاية، دون أن يضغط في الشوط الثاني أو يشرك بعض من عناصره الهجومية مثل جاك جريليش، اللاعب القادر على ربط خط الوسط بالهجوم، ولديه ميزة تنفيذ التحولات السريعة، وإيصال هاري كين ورحيم ستيرلينج إلى منطقة جزاء الخصم. وفي المقابل قرر مانشيني إجراء التغييرات سريعاً بعد أول 10 دقائق من الشوط الثاني.
ما دامت الأطراف مغلقة بالضبة والمفتاح بسبب غياب سبينازولا وضعف دي لورينزو الهجومي، فإن أفضل حل وضع الأجنحة السريعة القادرة على المراوغة في موقف 1 ضد 1 على الخط، ووضع أكثر اللاعبين مهارة في العمق، لذلك أشرك بيرادري وكريستانتي مكان إيموبلي وباريلا، لكي يضع إنسيني كمهاجم وهمي في العمق، ويضرب على الأطراف بكييزا يساراً وبيراردي يميناً، مع استغلال الثغرة الكامنة خلف ثنائية فيليبس ورايس، بتحركات كريستانتي العمودية المباشرة.

الخطوة الرابعة.. أن تترك جريليش بجوارك
كل هذا وساوثجيت يشاهد مثلنا تماماً ما يحدث، لم يتحرك لإغلاق العمق بلاعب وسط ثالث مثل جريليش، ولم يدفع بجناح سريع ومهاري على الخط، من أجل تقليل الضغط على أظهرته الدفاعية، ولم يحاول صناعة أي فرصة أو حتى مجرد الاستحواذ على الكرة، لتنفتض إيطاليا وتتعادل، بعد أن أضاعت أكثر من فرصة حقيقية.
صدق أو لا تصدق، لدي إنجلترا لاعب مثل جاك جريليش، قوي بدنياً وسريع ولديه من الرؤية التي تساعده على لعب التمريرات وصناعة الفرص، وحتى الاختراق بنفسه معتمداً على مهارته، ومدربه ساوثجيت يقرر وضعه على الدكة حتى الدقيقة 99، رغم أن ماسون ماونت لم يكن في أفضل حالاته.
يمكن القول أن إنجلترا كانت أفضل فقط لمدة 10 إلى 15 دقيقة في الأشواط الإضافية، بسبب دخول جاك جريليش، الذي تأخر أكثر من 40 دقيقة على الأقل.
– الخطوة الخامسة.. ارمي لاعبيك تحت القطار
استقبلت إنجلترا هدف التعادل في الدقيقة 68، ليقرر ساوثجيت أخيراً تعديل خطته والتحول من 5-3-2 إلى ما يشبه 4-3-3، بدخول ساكا مكان تريبير، ثم هندرسون بدلاً من رايس، من أجل فتح الملعب أكثر على الأطراف بجناح سريع مثل ساكا، ومن ثم إغلاق الثغرة خلف الارتكاز بتواجد هندرسون بجوار فيليبس، ومحاولة ضخ دماء جديدة في هذا المكان أمام رباعي الدفاع. وبعد 10 دقائق، تعرض كييزا، أفضل لاعبي إيطاليا لإصابة، لتصبح المباراة رتيبة ومتوقعة وهادئة في الأشواط الإضافية بلا فرص حقيقية بين الطرفين.
هنا قرر ساوثجيت التدخل أيضاً بإشراك سانشو وراشفورد، في الدقيقة 119، لكي يسددوا فقط ضربات الجزاء الترجيحية، مما وضعهم تحت ضغط إضافي، خاصة أن الثنائي شارك لمدة دقائق معدودة طوال البطولة، وهذا ما حدث بالنص بعد ذلك، حيث أضاع راشفورد الضربة الثالثة، وبعده أضاع سانشو برعونة الرابعة، ليأتي أغرب قرار على الإطلاق بوضع الشاب الصغير ساكا ليسدد الخامسة الحاسمة، التي توقع الجميع إضاعتها قبل حتى أن يدخل، لتخسر إنجلترا بفضل الإدارة غير الموفقة من جهازها الفني، ونقص التركيز من معظم نجومها، ويحقق الأزوري لقباً مستحقاً.