في مارس 2020 توقفت كرة القدم في العالم ، فيروس كورونا كان مجهولاً في ذلك الوقت ولم يكن هناك مجالا للاستمرار، العالم قرر أن يتوقف لبرهة من الوقت ثم يعود باجراءات احترازية، لكنه كان كذلك يخطط للمستقبل ، بعض الدول قررت إنهاء مسابقاتها والبعض الآخر قرر استكمالها ، دوري أبطال أوروبا كان يضع نصب عينيه الرزنامة الضيقة و قرر تغيير نظام البطولة ولعبها بشكل مجمع لا مجال للعب مباريات ذهاب وعودة والموسم الجديد لا بد أن ينطلق ثم ينتهي في وقته الطبيعي، الفيفا أقر ببعض الإجراءات الاستثنائية في الانتقالات ووافق عليها الجميع لكن تذكر دائماً كان هناك تخطيط للمستقبل، الخطة نجحت وها نحن الآن على أعتاب نهائي بطولة أوروبا للمنتخبات التي انطلقت بعد نهاية كل الدوريات ، الجمهور سيعود في الملاعب الموسم المقبل و ستعود الحياة كما كانت أو على الأقل قريبة من ذلك ، لكن عندما يعود الموسم الجديد في الدوريات الأوروبية سيكون هناك دوري واحد في قارة أخرى لا يجد معنى لانتظام المسابقة، لا يجد معنى لتكافؤ الفرص لا يجد أي معنى من اقامته أصلا إلا الرغبة في رؤية مشهد نهاية واحد، هذا الدوري الذي اعتاد على اللعب بدون جماهير منذ 10 سنوات و اعتاد على اذاعة مبارياته بكاميرات لم تعد تستخدم في قاعات الأفراح نفسها ولا يهتم اطلاقا بجودة المنتج طالما أن الجميع سيكون سعيدا عند مشهد النهاية .. أهلا بك في الدوري المصري .
ولكن ان كنت لا تعلم كيف وصلنا إلى هنا رغم وضوح الإجابة فدعني آخذك في رحلة من الزمن لما حدث في العام الأخير و الذي سيجعل مصر وحيدة دونا عن غيرها لا تعلم عندما تلعب المباريات في أغسطس و الكأس في سبتمبر في أي موسم نحن 0
والحقيقة أن توقف الدوريات في العالم أعطى مصر فرصة ذهبية لترتيب مسابقاتها، الدوري الماضي كان يتبقى فيه أكثر من نصفه ولا يوجد عاقل يرى أن إكماله تصرف حكيم، ولكن كانت هناك مشكلة وحيدة أن الزمالك قد فاز بلقبين في فبراير والأهلي يتصدر الدوري بفارق مريح ، الجدارة الرياضية كانت في صالح الأهلي دون شك حتى لو دخلنا في جدل أن هناك خمسة دوريات سابقة تم الغاؤها لأسباب مختلفة وتم اعتماد فيها مبدأ null and void كأن لم يكن ، ولكن هذا قرار كان يمكن تطبيقه المشكلة كانت أن هذا حتى لن يشبع رغبة البعض في التتويج داخل الملعب ، لذا عاد دوري القدم والذي كان يتبقى فيه قرابة الـ150 مباراة بما تتكلف من مسحات وإجراءات ولم يعد مثلًا دوري كرة اليد والذي كان يتبقى فيه جولتين فقط يمكن لعبهما في مكان مجمع في نهاية الأسبوع، الأولوية لم تكن مطلقا في استئناف النشاط وانما في استئناف نشاط بطولات معينة.
عاد الدوري وانتهى و تم بدأ الدوري الجديد والذي كتب فصولاً جديدة تحت عنوان يحدث فقط في مصر .
في مارس 2020 توقفت كرة القدم في العالم ، فيروس كورونا كان مجهولاً في ذلك الوقت ولم يكن هناك مجالا للاستمرار، العالم قرر أن يتوقف لبرهة من الوقت ثم يعود باجراءات احترازية، لكنه كان كذلك يخطط للمستقبل ، بعض الدول قررت إنهاء مسابقاتها والبعض الآخر قرر استكمالها ، دوري أبطال أوروبا كان يضع نصب عينيه الرزنامة الضيقة و قرر تغيير نظام البطولة ولعبها بشكل مجمع لا مجال للعب مباريات ذهاب وعودة والموسم الجديد لا بد أن ينطلق ثم ينتهي في وقته الطبيعي، الفيفا أقر ببعض الإجراءات الاستثنائية في الانتقالات ووافق عليها الجميع لكن تذكر دائماً كان هناك تخطيط للمستقبل، الخطة نجحت وها نحن الآن على أعتاب نهائي بطولة أوروبا للمنتخبات التي انطلقت بعد نهاية كل الدوريات ، الجمهور سيعود في الملاعب الموسم المقبل و ستعود الحياة كما كانت أو على الأقل قريبة من ذلك ، لكن عندما يعود الموسم الجديد في الدوريات الأوروبية سيكون هناك دوري واحد في قارة أخرى لا يجد معنى لانتظام المسابقة، لا يجد معنى لتكافؤ الفرص لا يجد أي معنى من اقامته أصلا إلا الرغبة في رؤية مشهد نهاية واحد، هذا الدوري الذي اعتاد على اللعب بدون جماهير منذ 10 سنوات و اعتاد على اذاعة مبارياته بكاميرات لم تعد تستخدم في قاعات الأفراح نفسها ولا يهتم اطلاقا بجودة المنتج طالما أن الجميع سيكون سعيدا عند مشهد النهاية .. أهلا بك في الدوري المصري .
ولكن ان كنت لا تعلم كيف وصلنا إلى هنا رغم وضوح الإجابة فدعني آخذك في رحلة من الزمن لما حدث في العام الأخير و الذي سيجعل مصر وحيدة دونا عن غيرها لا تعلم عندما تلعب المباريات في أغسطس و الكأس في سبتمبر في أي موسم نحن 0
والحقيقة أن توقف الدوريات في العالم أعطى مصر فرصة ذهبية لترتيب مسابقاتها، الدوري الماضي كان يتبقى فيه أكثر من نصفه ولا يوجد عاقل يرى أن إكماله تصرف حكيم، ولكن كانت هناك مشكلة وحيدة أن الزمالك قد فاز بلقبين في فبراير والأهلي يتصدر الدوري بفارق مريح ، الجدارة الرياضية كانت في صالح الأهلي دون شك حتى لو دخلنا في جدل أن هناك خمسة دوريات سابقة تم الغاؤها لأسباب مختلفة وتم اعتماد فيها مبدأ null and void كأن لم يكن ، ولكن هذا قرار كان يمكن تطبيقه المشكلة كانت أن هذا حتى لن يشبع رغبة البعض في التتويج داخل الملعب ، لذا عاد دوري القدم والذي كان يتبقى فيه قرابة الـ150 مباراة بما تتكلف من مسحات وإجراءات ولم يعد مثلًا دوري كرة اليد والذي كان يتبقى فيه جولتين فقط يمكن لعبهما في مكان مجمع في نهاية الأسبوع، الأولوية لم تكن مطلقا في استئناف النشاط وانما في استئناف نشاط بطولات معينة.
عاد الدوري وانتهى و تم بدأ الدوري الجديد والذي كتب فصولاً جديدة تحت عنوان يحدث فقط في مصر .
في كل العالم الفريق الذي يلعب بطولة قارية يتم ضغطه في الدوري ، هكذا مثلاً قام الانتر بعمل سلسلة من الفوز المتتالي في الدوري الإيطالي عادت به لمنصات التتويج، الفريق خرج من دوري أبطال أوروبا وفي المركز الرابع لم يذهب لمباريات أكثر في اليوروبا ليج وكان يلعب كل أسبوع مباراة، في المقابل فمنافسيه كانوا يلعبون على أكثر من جبهة فتم تشتيتهم، مبدأ غير متكرر بطبيعة الحال ولا يوجد شرط مكتوب لفوز الفريق الذي يرتاح أكثر ويلعب جدول أقل ضغطاً بلقب الدوري ، لكن المبدأ المتكرر دائماً والذي لا يتغير أن في نفس المدة الزمنية التي يلعب فيها فريق في بطولتين يلعب الفريق الذي ينافس في بطولة واحدة مباريات أقل فماذا حدث ؟
في مصر كان الزمالك والأهلي يشاركان حتى اللحظة الأخيرة في منافسات الموسم الماضي وبدأ الفريقان مشاركتيهما في دوري أبطال أفريقيا من الموسم الجديد، حتى الأسبوع التاسع والذي كان بنهاية يناير كان الأمر يسير على ما يرام كل من الفريقين لعب 9 مباريات ثم جاءت اللحظة الأولى التي احتاج فيها الأهلي لشيء استثنائي، الفريق كان سيتوجه للعب مبارياته في كأس العالم للأندية، مباراة الأهلي الأولى في المسابقة كانت يوم 4 فبراير و مباراته الأخيرة في الدوري كانت يوم 26 يناير، أي أن الأهلي الذي كان سيسافر للعاصمة القطرية الدوحة، والقريبة جداً من مصر، أخذ راحة تقدر ب9 أيام لكن متى كانت آخر مباراة لكل مشارك في البطولة قبل بدأ مشواره ؟

*الدحيل بدأ مشاركته بمواجهة الأهلى لكن قرعة البطولة كانت تنص على مواجهة أوكلاند في الدور الأول قبل انسحابه يوم 1 فبراير ، الدوري القطري ككل انتهى في ابريل
*فريقا بالميراس وتيجريس اللذان أتيا من نصف الكرة الأرضية الآخر لم يحصلا على راحة أكثر من أسبوع، بالميراس لعب نهائي كأس الليبرتادوريس من الأساس يوم 30 يناير قبل أن يخوض مباراة في الدوري البرازيلي يوم 2 فبراير ويأتي للدوحة بعد قطع آلاف الأميال .
أي أن الاهلي هو أكثر فريق أعطاه اتحاده المحلي راحة بين كل الفرق التي تخوض منافسات متوازية مع كأس العالم للأندية .
في تلك الفترة كان الزمالك قد لعب مباراتين أكثر وعاد الفريقان للمشاركة في دوري أبطال أفريقيا، اتحاد الكرة لم يحاول أبدا ضغط مباريات الأهلي لتعويض الفارق، الفريق عاد من كأس العالم للأندية لمواجهة المريخ السوداني يوم 16 فبراير ثم كان سيواجه سيمبا يوم 23، في هذا الأسبوع لم يلعب الأهلي أية مباراة محلية عكس كل المنطق ولتعويض راحته قبل كأس العالم ، بعد مباراة سيمبا لعب الأهلي أمام الجيش بعد 5 أيام ثم كانت هناك فترة راحة 10 أيام بين يومي 6 مارس و 16 مارس من الممكن أن تلعب فيهم مباراتين، عزيزي اتحاد الكرة هناك مباريات يجب تعويضها ولكن لا حياة لمن تنادي الأهلي لعب أمام الاسماعيلي ثم أخذ 6 أيام قبل مواجهة فيتا كلوب قبل أن نذهب للتوقف الدولي .
الأهلي عاد من التوقف الدولي في مارس ليلعب مباراتين في دوري أبطال أفريقيا ومباراة في الكأس ويظهر في الديربي يوم 18 أبريل أمام الزمالك
اذا بمراجعة بسيطة للتواريخ ففي الفترة بين 26 يناير إلى 18 أبريل أي 80 يوما تقريبا خاض الأهلي مباراتين فقط في الدوري المصري هل سبق وأن رأيت ذلك في العالم ككل ؟
الأكثر غرابة أن الأهلي لم يكن يعترض إطلاقاً على جدول المباريات في ذلك الوقت هو كان يعلم أنه يأخذ أحقية غير منطقية، ولكنه كان يعلم تماماً أين و متى سيؤجج الإعلام و يقنعك أنت شخصياً أنه مضغوط وذلك في الفترة من 18 أبريل وحتى 10 مايو ما بين لقائي الزمالك والأهلي في الدور الأول والثاني .
وهنا دعنا نضع بعض النقاط على الحروف، الأهلي هو من أخذ راحة ليست من حقه ، الأهلي أيضاً هو من سيكمل المشوار في دوري أبطال أفريقيا ، الأهلي له مباريات لاحقا إذا لماذا تضغط باقي الفرق معه ؟

هل تتذكر تلك الفترة ؟ الحديث عن الإجهاد الشديد والاصابات والكلام الذي تم ترديده في كل مكان ؟ هل تعلم أن الاهلي لعب مباراة واحدة أكثر في تلك الفترة ؟ وأتى ذلك بعد لعب مباراتين فقط في الدوري في 80 يوم ؟
هل الأهلي لايعلم ذلك ؟ بالتأكيد يعلم ولكنه يدرك متى يصنع قضيته ليأخذ حق جديد كأنه ظلم في فترات سابقة، بعد يوم 10/5 فعل الأهلي ما يريد تماماً ، الفريق الذي كان مقبلا على مواجهات في أفريقيا ودع المسابقات المحلية ككل، في الفترة ما بين 10 مايو و 1 يوليو لعب الأهلي 5 مباريات كلها أفريقية ، 51 يوم لم يرَ الأهلي المسابقات المحلية اطلاقا وتأجلت له كل المباريات التي يريدها وكان يلعب مباراة بمعدل كل 10 أيام في المقابل من تم ضغطه ؟ المنافس وهو الزمالك والذي بشكل ما وجد نفسه مضطراً للعب ثلاثة مباريات في ثلاثة محافظات مختلفة يفصل بين المباراة و الأخرى 48 ساعة و في مسابقات محلية بين كأس ودوري لا لشئ فقط إلا لإجباره على فقد نقاط وضغطه كما ادعى الأهلي انه يضغط في فترة 22 يوم لعب فيها مباراة واحدة أكثر من الزمالك .
الأمر نجح تماماً بالتأكيد الزمالك خسر نقاطاً أمام الجونة حيث كان من المتوقع جدا فقدانها وسط ضغط المباريات ووسط ايقاف ثلاثة من أهم لاعبيه وكل هذا كان يندرج تحت بند أن لا تأجيل ، خطأ اشتركت فيه ادارة الزمالك القديمة نفسها والتي وافقت بكل سذاجة على الوقوع في الفخ .
الفصل الاخير من القصة هو تأجيل مباراة الزمالك وغزل المحلة المباراة الوحيدة تقريباً التي كان سيخوضها الزمالك دون ضغط مباريات وفي ستاد القاهرة ومع سلسلة نتائج سلبية للمحلة في آخر 7 مباريات، التأجيل الذي جاء قبل المباراة ب24 ساعة فقط نفس التأجيل الذي كان محرما قبل ذلك.
المحصلة بعد ذلك ككل أن الأهلي سيلعب الآن مبارياته المؤجلة بصورة طبيعية و بدون ضغط و سيلعب منقوصاً في مباراتين فقط في وقت الأولمبياد من لاعبيه الذين لن يتخلى عنهم للمنتخب إلا في اليابان ومنهم مباراة مع سيراميكا كليوباترا بدون هداف الدوري أحمد ياسر ريان، الزمالك كالعادة أصبح الآن يواجه خطر لعب مباراة المحلة بدون محمود حمدي الونش مدافعه الأول بسبب الأولمبياد مضافاً لغيابات أخرى وسيضغط مجددا وبدون داعي في أغسطس.
الآن وبعد تلك الرحلة لماذا كان يعاقب الزمالك وتُضغط مبارياته؟ لماذا كان يرتاح الأهلي؟ لماذا بدأ الدوري المصري متأخراً من الأساس ولماذا تخلفنا عن ركب العالم ككل و أعتقد أن ما سبق قد أجاب على هذا السؤال بالفعل