في نهايات مارس 2009 كانت مصر تستعد لبداية المشوارالأهم لجيلها الذهبي بقيادة حسن شحاتة بمواجهة زامبيا في افتتاح المرحلة النهائية من تصفيات كأس العالم 2010، مباراة لاحقا ستكون سبب رئيسي في فقدان حلم التأهل للمونديال بعد التفريط في نقطتين في ستاد القاهرة، مواجهة شابها الفوضى في المعسكر في وقت كان أفراد المنتخب فيه يعاملون كنجوم هوليوود في المجتمع المصري، لكنها داخل الميدان شهدت حدث فنى هامشي لا يتذكره أحد، محمد بركات بدأ المباراة كظهير أيسر، مركز لخص مسيرة أحد أفضل من أنجبتهم الكرة المصرية تكتيكيا والذي سيضع النجومية دائما جانبا ويلعب في المكان الذي يحتاجه فيه المدرب كما كانت عادته.
9 سنوات قبل ذلك التاريخ كان الاسماعيلي يقدم كرة القدم الأفضل في مصر، بركات “صانع الألعاب” كان قد سجل بالفعل 14 هدفا في الدوري على مدار 3 مواسم بعد انتقاله من السكة الحديد ولكنه كان يحتاج للحظته الخاصة، الاسماعيلي فاز على الأهلي بأربعة أهداف لثلاثة في مباراة سجل فيها بركات هدف الفوز في اللحظات الأخيرة ليكمل ثنائيته، بعدها بأيام قليلة نال بركات الاستدعاء الأول لمنتخب مصر في مواجهة كوريا الودية و من يومها لم يخرج من اختيارات أي مدير فني لاحقا إلا لظروف قهرية.
الاسماعيلي 2000 يفوز بكأس مصر بعد رباعية أخرى ساهم فيها بركات بهدفين في شباك الأهلي ورباعية في النهائي ضد المقاولون، وقدم واحدة من أفضل رحلات الفرق المصرية في بطولات الأندية الأفريقية عندما وصل لنهائي كأس الاتحاد الأفريقي باكتساح كل منافسيه، رحلة توقفت -كعادة الدراويش- عند المباراة النهائية في مواجهة شبيبة القبائل في مباراة كاد بركات نفسه أن يهدي فيها اللقب للاسماعيلي لولا كرته التي اصطدمت بالقائم في آخر لحظات المباراة في الجزائر.
عطاء بركات الذي سجل هدفه الأول لمنتخب مصر بطريقة يتذكرها الجميع في شباك الجزائر نفسها في مباراة 5-2 الشهيرة ثم لاحقا قدم لحازم إمام أسيست هدفه ضد تونس في بطولة أفريقيا 2002 لم يتوقف تجاه الاسماعيلي، اللاعب الذي وجد خالد بيبو أولا وأوتاكا ثانيا يرحلون من جيل الاسماعيلي 2000 أخذ على عاتقه قيادة الفريق للقب في الدوري المصري في منافسة أشبه بالمستحيلة، أهلي مانويل جوزيه كان لتوه فاز بلقب دوري أبطال أفريقيا 2001 و الزمالك كان يملك الجيل الذي سيتوج بلقب دوري أبطال أفريقيا بعدها بشهور قليلة، ولكنه بطريقة ما قاد جيل الدراويش وقدم لحظات لاتنسى في مشوار التتويج، هدف من منتصف الملعب في شباك الزمالك في مباراة أخرجت الزمالك ذهنيا من المنافسة ووضعت الاسماعيلي فعليا فيها و هدف في شباك الاهلي في مباراة 4/4 مهد الطريق للتتويج في مباراة المصري في آخر اللحظات، ليكون الوداع الأخير من بركات لجمهور الإسماعيلية المكان الذي شهد نبوغه.
في نهايات مارس 2009 كانت مصر تستعد لبداية المشوارالأهم لجيلها الذهبي بقيادة حسن شحاتة بمواجهة زامبيا في افتتاح المرحلة النهائية من تصفيات كأس العالم 2010، مباراة لاحقا ستكون سبب رئيسي في فقدان حلم التأهل للمونديال بعد التفريط في نقطتين في ستاد القاهرة، مواجهة شابها الفوضى في المعسكر في وقت كان أفراد المنتخب فيه يعاملون كنجوم هوليوود في المجتمع المصري، لكنها داخل الميدان شهدت حدث فنى هامشي لا يتذكره أحد، محمد بركات بدأ المباراة كظهير أيسر، مركز لخص مسيرة أحد أفضل من أنجبتهم الكرة المصرية تكتيكيا والذي سيضع النجومية دائما جانبا ويلعب في المكان الذي يحتاجه فيه المدرب كما كانت عادته.
9 سنوات قبل ذلك التاريخ كان الاسماعيلي يقدم كرة القدم الأفضل في مصر، بركات “صانع الألعاب” كان قد سجل بالفعل 14 هدفا في الدوري على مدار 3 مواسم بعد انتقاله من السكة الحديد ولكنه كان يحتاج للحظته الخاصة، الاسماعيلي فاز على الأهلي بأربعة أهداف لثلاثة في مباراة سجل فيها بركات هدف الفوز في اللحظات الأخيرة ليكمل ثنائيته، بعدها بأيام قليلة نال بركات الاستدعاء الأول لمنتخب مصر في مواجهة كوريا الودية و من يومها لم يخرج من اختيارات أي مدير فني لاحقا إلا لظروف قهرية.

الاسماعيلي 2000 يفوز بكأس مصر بعد رباعية أخرى ساهم فيها بركات بهدفين في شباك الأهلي ورباعية في النهائي ضد المقاولون، وقدم واحدة من أفضل رحلات الفرق المصرية في بطولات الأندية الأفريقية عندما وصل لنهائي كأس الاتحاد الأفريقي باكتساح كل منافسيه، رحلة توقفت -كعادة الدراويش- عند المباراة النهائية في مواجهة شبيبة القبائل في مباراة كاد بركات نفسه أن يهدي فيها اللقب للاسماعيلي لولا كرته التي اصطدمت بالقائم في آخر لحظات المباراة في الجزائر.
عطاء بركات الذي سجل هدفه الأول لمنتخب مصر بطريقة يتذكرها الجميع في شباك الجزائر نفسها في مباراة 5-2 الشهيرة ثم لاحقا قدم لحازم إمام أسيست هدفه ضد تونس في بطولة أفريقيا 2002 لم يتوقف تجاه الاسماعيلي، اللاعب الذي وجد خالد بيبو أولا وأوتاكا ثانيا يرحلون من جيل الاسماعيلي 2000 أخذ على عاتقه قيادة الفريق للقب في الدوري المصري في منافسة أشبه بالمستحيلة، أهلي مانويل جوزيه كان لتوه فاز بلقب دوري أبطال أفريقيا 2001 و الزمالك كان يملك الجيل الذي سيتوج بلقب دوري أبطال أفريقيا بعدها بشهور قليلة، ولكنه بطريقة ما قاد جيل الدراويش وقدم لحظات لاتنسى في مشوار التتويج، هدف من منتصف الملعب في شباك الزمالك في مباراة أخرجت الزمالك ذهنيا من المنافسة ووضعت الاسماعيلي فعليا فيها و هدف في شباك الاهلي في مباراة 4/4 مهد الطريق للتتويج في مباراة المصري في آخر اللحظات، ليكون الوداع الأخير من بركات لجمهور الإسماعيلية المكان الذي شهد نبوغه.
مع انطلاق موسم 2002/2003 ذهب بركات إلى الأراضي السعودية الجزء المنسي من قصته عند الجمهور المصري، بركات تألق بشكل لافت مع قلعة الكؤوس وفاز بلقب البطولة العربية على حساب الأفريقي التونسي بهدف سجله بنفسه في ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة.
بركات مع أهلى جدة كان على بعد 10 دقائق فقط من التتويج بالدوري السعودي في المباراة النهائية أمام الاتحاد ولكن هدفين متأخرين لمناف أبو شقير وهدف قاتل لأسامة المولد حولا تأخر الاتحاد بهدفين لهدف لفوز بثلاثة أهداف لهدفين و حطما حلمه وحلم الأهلي ككل والذي كان مبتعدا عن التتويج بلقب الدوري لقرابة ال20 عاما في ذلك الوقت –عقدة تم فكها بعد ذلك على يد عمر السومة وجروس في وجود مصري آخر هو محمد عبدالشافي في 2016 -، خسارة الأهلي للقب بشكل درامي لم تمنع بركات من الحصول على جائزة أفضل محترف أجنبي في الدوري، الأهلي كذلك وصل لنهائي كأس ولي العهد وخسر امام الهلال بهدف الشلهوب خسائر هزت أركان الإدارة الاهلاوية والتي تخلت عن بركات للعربي القطري و تفكك فريق كان يضم أسماء بحجم خالد بدرة وبركات وبوشعيب لمباركي.
هناك في القاهرة كان الزمالك يفوز بالدوري المصري بدراما لم تشهدها الكرة المصرية من قبل تحت قيادة المدير الفني البرازيلي كارلوس كابرال، والذي خرج من الزمالك بعدها ليتقاطع مصيره مع مصير بركات في العربي القطري , فريق كذلك شهد تواجد اسم بحجم جابرييل باتيستوتا ليكونوا مجموعة كان من المفترض أن تسيطر على الكرة القطرية.
ولكن ما حدث كان عكس المتوقع تماما، الفريق تلقى 4 هزائم من أول 5 مباريات في الدوري كانت بينهم هزيمة كارثية من السد بسبعة أهداف نظيفة لتتم إقالة كابرال بعد شهر واحد فقط من بداية الدوري.
الفريق تدارك نفسه لاحقا وأنهى الدوري في المركز الثالث لكن بركات نفسه لم يقدم المستوى المأمول وسط هجوم شرس عليه في الإعلام خاصة مع خروج منتخب مصر خالي الوفاض من كأس الأمم الأفريقية 2004 تحت قيادة محسن صالح والذي صنع بركات برفقته أمجاد في الإسماعيلي، بنهاية الموسم كان الجميع يعتقد أن بركات بدأ مرحلة الانطفاء في عمر 28 عاماً خاصة مع ظهور مشاكل الغدة الدرقية لديه.
قبل ذلك بشهور قليلة كان الأهلي قد أعاد مانويل جوزيه في ولايته الثانية وتعاقد مع محمد أبو تريكة من الترسانة ولكنه خسر الدوري والكأس وودع بطولة أفريقيا ليقرر القيام بميركاتو ناري جلب فيه بركات من قطر و اسلام الشاطر من اتحاد جدة بعد قضية مع الزمالك و عماد النحاس وآخرين لينضموا لكتيبة ستسيطر على الكرة الأفريقية لاحقا.
صفقة بركات نفسها شهدت شكوك حول إمكانية رجوع اللاعب لمستواه من عدمه ولكن إصرار مانويل جوزيه والذي يعرفه جيدا كمنافس من ولايته الأولى على ضمه كان عامل الحسم.
ولكن المفاجأة لم تكن في رجوع بركات في حد ذاته وانما في توظيف مانويل جوزيه له، المدير الفني البرتغالي كان ملتزما تماما بخطة 3/5/2 وبدأ مشواره بثنائي هجومي يضم أسامة حسني و عماد متعب وخلفهم أبو تريكة، ولكنه كان يرغب في ذلك الوقت من الاستفادة بخدمات بركات في الملعب فقرر أن يشركه كظهير أيمن على حساب اسلام الشاطر.
بركات وللمفاجأة تألق بشدة في هذا المركز و كان وراء انتصارين صعبين للغاية في بداية مشوار الدوري أمام الاتحاد بثلاثة أهداف لهدفين بعد التأخر بهدفين وأمام طلائع الجيش بهدف سجله بنفسه في آخر الدقائق.
بركات صانع الألعاب دائما لم يجد غضاضة في تغيير مركزه مع الأهلي على الإطلاق لافساح المجال لأبوتريكة للعب كصانع ألعاب وحيد خلف رأسي حربة عندما طلب منه ذلك في بداية المشوار بل وتألق للغاية.
النسخة الأكثر توهجا من بركات ظهرت بعد ذلك في دوري أبطال أفريقيا، مانويل جوزيه كان يحتاج ظهير أيمن أقوى دفاعيا في مباريات أفريقيا فبدأ إسلام الشاطر في الظهور كأساسي و عاد أسامة حسني لمقاعد البدلاء و تحولت الطريقة ل3-4-3 التي أنتجت ثلاثية بركات أبو تريكة متعب احد أقوى الخطوط الهجومية في تاريخ مصر.
بركات كان النجم الأبرز في رحلة دوري أبطال 2005، سبعة أهداف كاملة بينها ثلاثة في الديربي في نصف النهائي أمام الزمالك وهدف في النهائي أمام النجم الساحلي ختم به البطولة.
لكن هناك هدف منسى آخر قد يكون الأغلى لبركات أمام اتحاد العاصمة الجزائري في ملعب صعب و بتسديدة مميزة من خارج منطقة الجزاء، الاهلي تعادل في الفاهرة بهدفين لكل فريق وللحظات واجه شبح الخروج في مباراة فقد فيها عصام الحضري شارة قيادة الاهلي من على ذراعه للأبد ولولا هدف بركات في مباراة العودة كان من الممكن ان تنتهي رحلة الأهلي قبل ان تبدأ.
انتهى دوري أبطال أفريقيا، بركات فاز بجائزة أفضل لاعب داخل القارة من الكاف وبشكل مفاجئ وقبل توهج محمد أبوتريكة فاز بجائزة الBBC لأفضل لاعب أفريقي وهي الجائزة التي تحسم بالتصويت.
تألق لم يمنع حسن شحاتة المدير الفني للفراعنة من الاستعانة به في المكان الذي تألق فيه في بدايته مع الأهلي وهو الظهير الأيمن.
بركات قدم أداءا كبيرا مع منتخب مصر في كأس أمم افريقيا 2006 بأدوار دفاعية أكبر وتسبب في ركلة جزاء كادت أن تحسم اللقب لولا إهدار أحمد حسن لها في الأوقات الإضافية من المباراة النهائية أمام كوتديفوار.. لقب توجت به مصر بعد ذلك بضربات الترجيح على أية حال ليذهب مشهد البطولة لعصام الحضري.
رحلة بركات مع الأهلي استمرت بعد ذلك ل7 سنوات، حقق فيها الفريق لقب دوري أبطال أفريقيا 3 مرات أخرى، وسيطر على الدوري تماما ولكن أسهم اللاعب بدأت تخفت قليلا مع تكرر الإصابات بالتزامن مع ارتفاع شعبية أبوتريكة الجارفة في أعقاب مباراة الصفاقسي والتي غاب عنها بركات، و كأس العالم للأندية 2006 وأخيراً هدف التتويج بكأس الأمم الأفريقية 2008.
شعبية قابلها بركات كأفضل ما يكون ورضى بدور النجم الثاني في الأهلى مع تأثير مهول على مدار السنين.

ولكنه في لحظة ما كانت تنقصه الحدة، النصف ياردة الزائدة التي قطعها أبوتريكة، بركات رضى أكثر من اللازم قليلا لم يكن لديه الحماس الدائم للانضمام للمنتخب، كان يعتذر عن المباريات التي تقام على أراضي عشب صناعي أحيانا ولم يكن يحب السفر الكثير
:بركات ظهر في أحد البرامج التليفزيونية قريباً وقال
“كنت بعتذر عن الانضمام للمنتخب عشان مشكلة ركبتي وإني مبقدرش ألعب على الأراضي الترتان، وبعدها بأسبوعين الأهلي يلعب ماتش في إفريقيا على ملعب ترتان ونكسب 1-0 وأجيب أنا الجول، كنت ببقى مكسوف جدا “
“لكن فعلا كان بيجيلي ارتهاب في ركبتي من الملاعب الترتان، لكن النادي عكس المنتخب ودايرة المنتخب هناك أوسع فكنت بعتذر لكابتن حسن وعشان كده افتكرني بهرب من كلام الناس اللي حواليه”.

بركات لم يكن عضوا في منتخب مصر في 2008 و اعتزل دوليا بعد مباراة الجزائر الشهيرة في أم درمان، المباراة التي كان بمقدوره أن يجعل مصر تتجنبها لولا إهداره فرصة الهدف أمام الجزائر في القاهرة في آخر لحظات المباراة , الفرصة التي ندم عليها بركات أكثر من أي شئ .آخر
في الأهلي وحتى اعتزاله في 2013 قدم بركات نسخته المتنوعة كأحد إن لم يكن أذكى لاعب مصري على الإطلاق، كان كابوسا للخصوم في أفريقيا و مباريات الديربي وحقق للأهلي التفوق النفسي الدائم والذي بدأت تنكسر حدته مع اعتزال الجيل الذهبي في 2013.
ب73 هدف في و8 ألقاب في الدوري و 4 ألقاب في دوري أبطال أفريقيا ولقبا لكأس الأمم اعتزل بركات تاركا وراءه إرث للاعب قد يختف البعض على تقدير مكانته لكن لن يختلف أحد أبدا على عظمته وتأثيره منذ أن كان شابا في الإسماعيلي وحتى اعتزاله مع الأهلي.