أنت متابع جيد لكرة القدم، حتمًاً تعرف عبدالله السعيد، تابعت بالتأكيد الضجة المصاحبة لكل خطوة خطاهاً اللاعب في السنتين الأخيرتين، سألت نفسك كيف يتعرض شخص ماً لكل هذه الضغوط فلاً تكسره، كيف صمد في وجه الإعصار ولم يقتلعه؟
أسئلة تنم عن معرفتك بلاعب كرة قدم يدعى عبد الله السعيد لكنك لاً تعرف من هوالإنسان خلف الإسم، بماذاً مر وكيف كانت الرحلة، كيف كانت كل خطوة في مشواره من البداية وحتى الآن مكونة لشخصيته ومؤدية لكل ماً وصلناً إليه حتى الآن في الحكاية.. لنرجع بالزمن للوراء ونبداً من حيث بداً ونلقي نظرة اكثر تعمقًاً على خطواته لنفهم رحلته، كل إنسان في النهاية ياً صديقي نتاج رحلته.
عندماً لعبت مصر كأس الأمم الأفريقية 2005 للشباب في بنين بداً الجمهور المصري في التعرف على عبدالله السعيد بشكل أكبر، اللاعب الذي سجل هدفان في التصفيات ضد زامبياً ساهماً في تأهل المنتخب للبطولة.
منتخب يضم أسماء مثل حسام أسامة وعبدالله الشحات وحسام عاشور وأحمد غانم سلطان وأحمد سمير فرج كان معهم السعيد ولكن القيادة الفنية كانت لاسم لامع آخر خاطف لكل الأضواء هومحمود عبدالرازق شيكابالا.
أنت متابع جيد لكرة القدم، حتمًاً تعرف عبدالله السعيد، تابعت بالتأكيد الضجة المصاحبة لكل خطوة خطاهاً اللاعب في السنتين الأخيرتين، سألت نفسك كيف يتعرض شخص ماً لكل هذه الضغوط فلاً تكسره، كيف صمد في وجه الإعصار ولم يقتلعه؟
أسئلة تنم عن معرفتك بلاعب كرة قدم يدعى عبد الله السعيد لكنك لاً تعرف من هوالإنسان خلف الإسم، بماذاً مر وكيف كانت الرحلة، كيف كانت كل خطوة في مشواره من البداية وحتى الآن مكونة لشخصيته ومؤدية لكل ماً وصلناً إليه حتى الآن في الحكاية.. لنرجع بالزمن للوراء ونبداً من حيث بداً ونلقي نظرة اكثر تعمقًاً على خطواته لنفهم رحلته، كل إنسان في النهاية ياً صديقي نتاج رحلته.
عندماً لعبت مصر كأس الأمم الأفريقية 2005 للشباب في بنين بداً الجمهور المصري في التعرف على عبدالله السعيد بشكل أكبر، اللاعب الذي سجل هدفان في التصفيات ضد زامبياً ساهماً في تأهل المنتخب للبطولة.
منتخب يضم أسماء مثل حسام أسامة وعبدالله الشحات وحسام عاشور وأحمد غانم سلطان وأحمد سمير فرج كان معهم السعيد ولكن القيادة الفنية كانت لاسم لامع آخر خاطف لكل الأضواء هومحمود عبدالرازق شيكابالا.
آنذاك لم يكن عبدالله السعيد قد لعب أية مباراة كأساسي في الدوري المصري مع الاسماعيلي، اكتفى فقط بثلاثة مشاركات لدقائق معدودة في الوقت الذي كان شيكابالاً قد لمع مع الزمالك وتوج بالفعل بلقبين للدوري المصري ولقب سوبر أفريقي.
عاد السعيد من البطولة رفقة المنتخب الذي تأهل للمونديال وسيلعب في الصيف في هولندا، فيماً فاجاً باوك اليوناني الجميع بطلبه البطاقة الدولية لشيكابالاً والذي تعاقد معه سراً.
لاحقاً في الصيف اجتمع السعيد وشيكابالاً مجدداً لقيادة هجوم منتخب مصر للشباب في نسخة كان أبرز ماً فيهاً للثنائي هو الظهور في مباراة ضد أرجنتين ليونيل ميسي ولكنك لوأوقفت الزمن في هذه اللحظة وتساءلت من في هذاً المنتخب من الممكن أن ينضم لأساطير الكرة المصرية في نادي المائة في الدوري المصري بالتأكيد إجابتك لن تذهب لعبدالله السعيد.
…
مشوار السعيد مع الاسماعيلي بداً هادئاً تماماً أول أهدافه في الدوري جاءت في منتصف 2006 في مباراة خسر فيها الاسماعيلي امام الزمالك في الاسماعيلية بهدفين لهدف.
الاسماعيلي ككل كان قد بدأ يدخل في مرحلة الخبوت بعد بداية الألفية النارية، الاسماعيلي قبل تصعيد السعيد، كان قد فاز بكأس مصر في عام 2000 برباعية في شباك المقاولون كانت قد سبقتها رباعية أخرى في شباك الأهلي في نصف النهائي.
بعد ذلك بعامين فاز بالدوري المصري في نسخة شهيرة شهدت فوزاً على الزمالك في ستاد القاهرة بأربعة أهداف لثلاثة وتعادل خالد أمام الأهلي بأربعة أهداف لكل فريق في مباراة صنفت من قبل الكثيرين على أنها الأقوى في تاريخ المسابقة.
وفي نفس الفترة وصل لنهائي كأس الاتحاد الأفريقي ودوري أبطال أفريقيا والبطولة العربية وهي الثلاثة بطولات التي خسرها بسيناريوهات مختلفة.
بعد ذلك انفرط العقد وبدأ يترك الفريق قوامه الأساسي لاعباً تلوالأخر بداية من الليبروعماد النحاس وحتى الأظهرة أولاً إسلام الشاطر مروراً بسيد معوض وأهم لاعبي الفريق محمد بركات وغيرهم.
الاسماعيلي كان ولاداً في هذه الفترة ورغم خروج نجومه تباعاً كان يحتفظ دائماً بالحد الأدنى من الصلابة التي تجعله قريباً من المراكز الأولى ولكن ليس بحدة إسماعيلي بداية الألفية.
بداً عبدالله السعيد في الظهور أكثر مع الاسماعيلي بعد العودة من كأس العالم للشباب، في موسم 2005/2006 السعيد شارك في 13 مباراة وسجل 4 أهداف، لكنه أصبح عنصراً أساسياً في الفريق في 5 مواسم متتالية بداية من 2006/2007 إلى نهاية موسم 2010/2011
مركز الاسماعيلي في الدوري في المواسم التي لعب فيهاً السعيد +15 مباراة

في هذه الفترة احتل الاسماعيلي المركز الثالث مرتين واحتل المركز الثاني مرتين وكان قاب قوسين أوادنى من التتويج بالدوري في موسم 2008/2009 لولا هدف قاتل لأحمد فتحي لاعب الاسماعيلي السابق في مرمى طلائع الجيش سبقه هدف جدلي يتذكره الجميع لمحمد أبوتريكة.
لكن في آخر موسمين لعبدالله السعيد مع الاسماعيلي بات من الواضح أكثر أن الهوة تتسع، الزمالك قد عاد تحت قيادة حسام حسن وعادت المنافسة ثنائية القطب في الدوري المصري.
كانت مصر دولياً تعيش أزهى فتراتها على مستوى المنتخب، ثلاثة ألقاب متتالية لكأس الأمم الأفريقية 2006 -2008 – 2010 في انجاز لم يتحقق أبداً على مستوى القارة، الجيل كان كذلك على بعد هدف وحيد من التأهل لمونديال جنوب أفريقياً وقدم مشاركة لافتة في كأس العالم للقارات 2009.
فترة ذهبية لم يكن عبدالله السعيد مشاركاً فيها بأي شكل من الأشكال لاكتظاظ المنتخب بنجوم أكثر خبرة في كل المراكز التي قد يلعب فيها، نحن نتكلم عن منتخب ضم أحمد حسن ومحمد أبوتريكة ومحمد زيدان ومحمد بركات وغيرهم من الأسماء، 21 دقيقة خارج الأرض في مباراة مالاوي في التصفيات التمهيدية لكأس العالم 2010 كانت هي كل مشاركات عبدالله السعيد في تلك الفترة، مباراة غاب عنها محمد أبوتريكة ومحمد زيدان ومحمد بركات وخسرت مصر بهدف نظيف ليقرر حسن شحاتة عدم استدعاء صانع ألعاب الاسماعيلي مجدداً سوى في مباراة ودية وحيدة أمام كينياً لعب فيهاً دقائق محدودة أيضاً.
في صيف 2011 عبدالله السعيد كان أمام القرار الصعب الأول في مسيرته، الأزمات الاقتصادية تضرب الأندية المصرية عقب ثورة يناير، بُعد تام عن المنتخب الوطني، والاسماعيلي بدأ في الانحدار، هنا تواجد الأهلي والذي عرف عنه دائماً استقطاب نجوم الاسماعيلي سواء بشكل مباشر اوغير مباشر بإخراجهم للاحتراف ثم العودة إليه لتفادي الغضب الجماهيري، السعيد وهو ابن الاسماعيلي كنادٍ والاسماعيلية كمدينة اختار القرار الصعب وقرر الوقوف في وجه جماهير الاسماعيلي التي هاجمته بشدة في التدريبات وخرج إلى الأهلي بصورة مباشرة، قراراً سيكون له مدلول مستقبلاً على مسيرة اللاعب وتحولاتها.
في 14 سبتمبر 2011 بداً عبدالله السعيد فصلاً جديداً في حياته بالانتقال للأهلي والذي ودع دوري أبطال أفريقيا بعدها بيومين فقط أمام الترجي التونسي في ستاد القاهرة، سوق انتقالات انضم فيه وليد سليمان أيضاً للفريق في صفقتين من العيار الثقيل استقطبهم الأهلي في محاولة لإعادة إنتاج ثنائية أبوتريكة وبركات سعياً للاستمرار في السيطرة على الكرة المصرية والتي بدأها منذ 2005.
ولكن الأقدار لم تجري كماً أراد السعيد في البداية، ثلاثة شهور فقط بعد انطلاق الموسم وحدثت كارثة بورسعيد والتي راح ضحيتهاً 72 شهيداً ورحل على إثرها مانويل جوزيه عن الفريق الأحمر وتوقف بعدهاً النشاط لالغاء الدوري.
السعيد منذ انضمامه للأهلي وحتى مباراة المصري كان ثاني أكثر اللاعبين مشاركة في الدوري تحت قيادة مانويل جوزيه.
جوزيه كان يستخدم عبدالله السعيد أحياناً كصانع ألعاب مع تقليل محدود لدور محمد أبوتريكة وفي أوقات أخرى كان يلعب بأبوتريكة كصانع ألعاب وبجواره جناحين هم السعيد ووليد سليمان.

السعيد كان ثاني هدافي الأهلي في هذه الفترة خلف عماد متعب والذي سجل 5 أهداف ثم السعيد بالتساوي مع أبوتريكة وجدوولكل منهماً 4 أهداف، بداية كانت جيدة لصاحب ال26 عاماً في ذلك الوقت.
عقب كارثة بورسعيد رحل مانويل جوزيه عن تدريب الأهلي وتولى حسام البدري مسؤولية الفريق وكان بوب برادلي المدير الفني الأمريكي يستعد هوالآخر لبداية مرحلة جديدة لمنتخب مصر.
عبدالله السعيد لاعب مناسب تماماً لأسلوب حسام البدري الذي يعتمد على اللاعبين التكتيكيين مع قدر كبير من الالتزام لذلك انفجار عبدالله في الأهلي كان محتوماً بتواجد البدري.
لكن تطور مفاجئ في الأحداث غير هذه الخطة قليلاً، هل تتذكر مباراة الملعب المالي في دوري أبطال أفريقيا، الأهلي وقتها كان يلعب أفريقياً فقط وسط توقف للنشاط ومنهزم في مالي بهدف نظيف، ومتأخر في ستاد الكلية الحربية بهدف نظيف أيضاً وكان يحتاج ثلاثة أهداف كاملة للتأهل، السعيد وأبوتريكة شاركا في الشوط الثاني ولكن اسم واحد خطف الأضواء وهوأبوتريكة بتسجيله هاتريك كان مفتاح انتصار الأهلي وتأهله لدوري المجموعات.
مستوى أبوتريكة المرتفع أعاده للواجهة بقوة، منتخب مصر في هذه اللحظة كان يملك شاباً يافعاً سيصبح أسطورة فيماً بعد اسمه محمد صلاح، ثنائية أبو تريكة وصلاح أصبحت عنواناً للمنتخب الأوليمبي أولاً في أوليمبياد لندن والمنتخب الأول في رحلة تصفيات كأس العالم وأثرت على تواجد السعيد في المنتخب.
في الأهلي حسام البدري ظل على إيمانه بالسعيد، اللاعب لم يغادر الملعب مطلقاً في آخر 6 مباريات في رحلة الأهلي للتتويج بلقب دوري أبطال أفريقياً 2012، مباراة رادس التاريخية للأهلي بدأهاً السعيد ولم يبدأهاً أبو تريكة على سبيل المثال.
كان 2013 عاماً آخر فيه أبوتريكة نجماً للشباك في الأهلي وقاد الفريق للتتويج بلقبهم الأخير في دوري أبطال أفريقيا على حساب أورلاندوبيراتس، أبوتريكة كذلك احتفظ بمقعد صانع الألعاب في منتخب مصر حتى السقوط أمام غانا في المرحلة الأخيرة من تصفيات مونديال 2014، ليقرر اللاعب تعليق حذاءه عقب مشاركة الأهلي في مونديال الأندية في المغرب ويترك ارثاً ثقيلاً خلفه.
في هذه الفترة كان السعيد دائماً عنصراً مهماً في الأهلي ومثل نسخة 2012 في دوري الأبطال شارك السعيد في اكثر من 90% من دقائق مرحلة الحسم في 2013 ولكنه لم يقترب من مكانته التي كان يريدها.
في نهاية موسم 2013/2014 تولى محمود طاهر رئاسة النادي الأهلي ونجح في التجديد لعبدالله السعيد قبل شهرين فقط من نهاية الموسم، في نفس الوقت كان أحمد فتحي قد رحل إلى قطر، الثنائي سيكون شريك رحلة التجديد المثيرة للجدل لاحقاً، لاحظ هنا أن السعيد لم يجدد تعاقده سوى في اللحظات الأخيرة أيضاً في ملف كان شائك للغاية في ذلك التوقيت، تفاصيل صغيرة لكنها كانت أيضاً مؤشرات مهمة.
موسم هادئ بعد ذلك للسعيد رفقة جاريدو خسر فيه الأهلي الدوري للمرة الأولى منذ 2005، وسجل فيه 6 أهداف فقط كان بهماً رابع هدافي الأهلي.
نحن الآن في بداية موسم 2015/2016 عبدالله السعيد كان قد أكمل للتو عامه الثلاثين، مصر تعاقدت مع هيكتور كوبر لترميم المنتخب الذي لم يتأهل لأمم أفريقياً في ثلاثة مناسبات متتالية والأهلي تعاقد مع مارتن يول كأحد أكبر الأسماء التي دربت في الدوري المصري عبر تاريخه، وبداً السعيد مرحلة النضوج، المرحلة الاهم في مشواره الكروي.

السعيد بداية من موسم 2015/2016 أصبح لاعباً آخر تماماً ولا غنى عنه في صفوف المنتخب المصري والأهلي، نضج تكتيكي مع تغيير قليل في طريقة اللعب، مراوغات أقل أوشبه معدومة مع تغطية مساحات أكبر بكثير.
موسم عبدالله السعيد مع مارتن يول كان ناجحاً تماماً، اللاعب تخطى للمرة الأولى حاجز ال10 أهداف في الموسم الواحد واستعاد لقب الدوري رفقة الأهلي واقتنص مكانه الأساسي في منتخب مصر الذي تخطى نيجيرياً في طريقه لبطولة أفريقياً للمرة الأولى منذ 2010.
يول رحل وتولى بدلاً منه حسام البدري بداية من موسم 2016 /2017، اللحظة ذاتهاً التي بدأت مصر فيهاً مشوار تصفيات مونديال 2018، محاولة التأهل الأولى منذ 1990.
وضع السعيد نفسه محلياً تحت قيادة حسام البدري في مكانة اللاعب الأفضل في مصر على مدار موسمين متتاليين بلاً منافس.
قدم الأهلي تحت قيادة البدري النسخة الأكثر انضباطاً في العشرة سنوات الأخيرة على الأقل، وفضل كبير منهاً يعود لقيادة السعيد لخط الوسط، الأهلي ورغم عدم وجود تنافس حقيقي في الدوري لم يظهر أية علامة من علامات التراخي أوالتكاسل في المباريات، البدري بشخصيته الصارمة خلق للاهلي تحديات مستمرة كعدد الانتصارات وعدد النقاط لاستمرار الفوز,
كان السعيد دولياً يدرك أنه بالفعل اللاعب الأبرز داخل الدوري المصري ولكنه بداخل منظومة هيكتور كوبر سيلعب في منتخب لقبه الشعب بمنتخب صلاح.

كان السعيد بمثابة لاعب الوسط الثالث أو حتى أحياناً الجناح اليمين الذي يقوم بدور مركب مع منتخب مصر دفاعياً للتغطية على عدم عودة محمد صلاح لأداء واجباته الدفاعية.
دور قبله السعيد بكل ذكاء وأصبح ثاني أكثر لاعبي المنتخب تأثيراً في رحلة الصعود لكأس العالم وكأس أمم أفريقياً 2017.
هدافي مصر في كأس الأمم الأفريقية 2017 بالجابون

محلياً واصل السعيد وللموسم الثالث على التوالي تسجيل 10 أهداف على الأقل في الدوري ووصل الفريق لنهائي دوري أبطال أفريقياً 2017 للمرة الأولى منذ 2013 قبل أن يخسر من الوداداً البيضاوي رغم تفوقه فنياً بداخل الملعب.

كان السعيد لموسمين متتاليين ثاني هدافي الأهلي في الدوري خلف المهاجم الأفريقي، في الموسم الاول أنطوي والثاني أزارو، كان دائماً أكثر من يصنع أهداف وأكثر من يصنع فرص برغم قلة دقائقه في الموسم الثاني عن الأول بأكثر من 600 دقيقة.

في نهاية موسم 2017/2018 وبعد فوز محمود الخطيب برئاسة النادي وجد الأهلي نفسه أمام ملف شائك وهوالتجديد للخماسي الكبير، وليد سليمان، شريف إكرامي، حسام عاشور، أحمد فتحي وعبدالله السعيد تجديد كان على الورق هوالأخير للاعبين.
حاول الاهلي التجديد للخماسي بنفس المبلغ برغم تفاوت المستوى في ذلك الوقت، السعيد وفتحي كاناً على بعد أشهر قليلة من المشاركة كأساسيين في كأس العالم، السعيد تحديداً بأرقامه وأداءه كان اللاعب الأفضل في مصر.
منذ أيام قليلة خرجت أحد التقارير الصحفية والتي سربت عقود الأهلي، عقد حسام عاشور في 2018 كان ب4 ملايين جنيه في الموسم لمدة موسمين أي 8 ملايين جنيه فقط وهوالعقد الذي وقعه شريف إكرامي ووليد سليمان وعاشور.

تتذكر في 2014 عندما رفض فتحي التجديد وأخر السعيد تجديده حتى الرمق الأخير؟
تتذكر أيضاً عندماً قرر السعيد الرحيل عن الاسماعيلية في 2011 لأن هذا هوالقرار الصحيح في ذلك التوقيت من وجهة نظره البراغماتية؟
قرر السعيد الموافقة على عرض الزمالك ب40 مليون جنيه على موسمين كاش ومن دون تردد، خمسة أضعاف العقد الرسمي الذي كان سيحصل عليه مع الأهلي، فتحي كذلك كاد أن يلحق به لولا تدخل المستشار تركى آل الشيخ فيما بعد.
قرر السعيد وبكل برودة دم عرف بها داخل الملعب وخارجه أن يذهب للمنطق ويأخذ العرض البالغ 5 أضعاف لأنه يعرف قيمته جيداً كلاعب كرة، تماماً عندما قرر الخروج من الاسماعيلية في 2011 رغم أن العاطفة التي تربطه بها كابن من أبناء المدينة ومشجع للفريق منذ الصغر أكبر من العاطفة التي تربطه بالأهلي.
بعد ذلك تراجع السعيد عن التوقيع للزمالك ووقع للأهلي ولكن بالمبلغ الذي يريده وأكثر قبل أن يقرر الأهلي الاستغناء عنه بعد ما تأكد من حرمان الزمالك من خدماته.
لاحقاً وبعد انتقال السعيد لأهلي جدة وجه الإعلامي مدحت شلبي سؤالاً عاطفياً للاعب، هل لوعاد بك الزمن ستسلك نفس الطريق؟
وجاءت اجابة عبدالله سريعة وتلقائية ” أه كنت هاخد نفس الطريق، أنا لاعب كورة ودي شغلتي والحمد لله في كل مكان كنت بلعب فيه كنت بخلص لصالح الفريق أكتر من شهرتي، بس ده من حقي دي شغلتي أنا طالبت بحاجات بدون مشاكل أو تمارض وبدون ضغط، لكن من حق ولادي وأسرتي اني مقصرش معاهم في حاجة، أنا بتعب في شغلي عشان أستفيد منه مادياً ومعنوياً”.

لخصت إجابة السعيد مسيرة اللاعب وتفكيره وقراراته التي التزم بها طوال مسيرته، لاعب تكتيكي رائع يحبه المدربون لا يبخل بجهد ولا يلعب على العواطف.
ذهب السعيد لكأس العالم وعاد منه إلى أهلي جدة لشهور قليلة، قبل أن يفاجئ الجميع مجدداً بالعودة لمصر من بوابة بيراميدز ويوم مباراة الأهلي تحديداً.
كانت الأجواء في مصر مشتعلة لكن عقل السعيد كعادته كان بارداً تماماً صناعة هدف وتسجيل آخر ضد فريقه القديمة كانت بمثابة تأكيد جديد وممتد على الشخصية التي يمتلكهاً اللاعب الغير مهتم بكراهية قادمة من الأجواء. فمن ناحيته هو يعرف أن قدميه قادرة على الرد وهو ما كرره ضد الأهلي في ثلاثة مناسبات متتالية.
رحلة السعيد كأحد أبرز لاعبي الألفية في الدوري المصري كانت ينقصها شيئين تتويجه بلقب الهداف، ومجاورته للأساطير في نادي المئة.
الهدف الثاني تحقق بالفعل، السعيد سجل 17 هدفاً هذا الموسم الحصيلة الأكبر له ووصل ل108 هدف على بعد هدف وحيد من معادلة رقم الخطيب.
وعلى بعد أمتار قليلة كذلك من الحصول على لقب الهداف، رقم كان ببساطة من الممكن أن يعمقه بشكل أكبر لولا اصابته في منتصف الموسم.
يقدم السعيد الكثير من كل شئ في هذا الموسم، أكثر من صنع فرص في الدوري المصري ب73 فرصة، هداف الدوري ب17 هدف وأكثر من صنع أهدافاً لنادي بيراميدز ب8 أهداف.
أصبح السعيد في عمر الـ 35 واحداً من أفضل إن لم يكن أفضل لاعبي الدوري المصري على الإطلاق، الدوري الذي خرج منه في 2018 منبوذاً من الأغلبية وعاد إليه مجدداً بعد 6 أشهر لينال الاحترام والاعتراف حتى لوشابه بعض الكراهية فعقل السعيد لا يهتم.