في لا كارتوخا، سنلعب بموراتا و١٠ آخرين، هكذا قال لويس إنريكي قبل مباراة إسبانيا وبولندا، ليظهر بصورة العنيد كعادته، الذي لا يفضل اللون الرمادي، ويصر على الصدام مع الجميع، في سبيل الفوز بالأبيض أو الأسود. هو لوتشو، لاعباً ومدرباً وقائداً، لا يخاف ولا ينافق ولا يوافق على كل شيء، لذلك أصر على ألفارو موراتا رغم الانتقادات الكبيرة الموجهة إليه، وقرر البدء به أساسياً ضد بولندا، رغم أنه كان أحد أسباب التعادل المخيب للآمال ضد السويد في الجولة الأولى.
صحيفة “ماركا” لم تدع التصريح يمر مرور الكرام، لتؤكد في “مانشيت” صريح بأن إسبانيا ستلعب بموراتا و13 ألف آخرين، في إشارة إلى عدد جماهير الملعب الكبير في الأندلس، وكأنها تراوغ إنريكي بكلمات مضادة فقط قبل المواجهة، لكنها سترجمه بل تحكم عليه بالإعداد بدون شك، إذا سقط أو خسر أو تعادل، وبالتأكيد خرج من الدور الأول.
لعبت إسبانيا في المباراة الأولى ضد السويد برسم 4-3-3، توريس ولابورت في قلب الدفاع، ألبا ويورينتي على الطرفين كأظهرة، وفي المنتصف رودري بالمركز 6، على يمينه كوكي وعلى يساره بيدري، وفي الهجوم ثلاثية توريس، موراتا، وداني أولمو. خطة جعلت الفريق يستحوذ ويضغط بقوة ويقطع كرات عديدة في نصف ملعب منافسه، لكنه لم يسجل بسبب إضاعة أكثر من فرصة سهلة، كذلك افتقاده إلى الجناح الهداف الذي يدخل إلى العمق ويصنع ثنائية المقدمة، إضافة لافتقاد لاعب الوسط الذي يقطع من الوسط إلى قلب منطقة الجزاء بالتبادل مع رأس الحربة، بسبب تواجد يورينتي على اليمين، ووضع مورينو على الدكة لصالح أولمو وتوريس، الثنائي المتشابه جداً في مركز الجناحين.
ضد بولندا، حافظ لوتشو على نفس رسمه الخططي، لكنه قرر وضع جيرارد مورينو على اليمين، كجناح وليس مهاجم صريح، مع الحفاظ على موراتا في المقدمة، واللعب بنفس ثلاثي الوسط: رودري، كوكي، وبيدري. أما منتخب بولندا مع باولو سوزا فراهن على رسم 3-4-2-1، بتواجد بيريشنسكي، غليك، بيدناريك بالدفاع أمام الحارس تشيزني. وفي المنتصف كاميل، كليتش، مودر، وتيموتيوش، وبالهجوم سويدرسكي وزيلينسكي خلف روبرت ليفاندوفسكي.
في لا كارتوخا، سنلعب بموراتا و١٠ آخرين، هكذا قال لويس إنريكي قبل مباراة إسبانيا وبولندا، ليظهر بصورة العنيد كعادته، الذي لا يفضل اللون الرمادي، ويصر على الصدام مع الجميع، في سبيل الفوز بالأبيض أو الأسود. هو لوتشو، لاعباً ومدرباً وقائداً، لا يخاف ولا ينافق ولا يوافق على كل شيء، لذلك أصر على ألفارو موراتا رغم الانتقادات الكبيرة الموجهة إليه، وقرر البدء به أساسياً ضد بولندا، رغم أنه كان أحد أسباب التعادل المخيب للآمال ضد السويد في الجولة الأولى.
صحيفة “ماركا” لم تدع التصريح يمر مرور الكرام، لتؤكد في “مانشيت” صريح بأن إسبانيا ستلعب بموراتا و13 ألف آخرين، في إشارة إلى عدد جماهير الملعب الكبير في الأندلس، وكأنها تراوغ إنريكي بكلمات مضادة فقط قبل المواجهة، لكنها سترجمه بل تحكم عليه بالإعداد بدون شك، إذا سقط أو خسر أو تعادل، وبالتأكيد خرج من الدور الأول.
– خضوع أم تصحيح الأخطاء؟

لعبت إسبانيا في المباراة الأولى ضد السويد برسم 4-3-3، توريس ولابورت في قلب الدفاع، ألبا ويورينتي على الطرفين كأظهرة، وفي المنتصف رودري بالمركز 6، على يمينه كوكي وعلى يساره بيدري، وفي الهجوم ثلاثية توريس، موراتا، وداني أولمو. خطة جعلت الفريق يستحوذ ويضغط بقوة ويقطع كرات عديدة في نصف ملعب منافسه، لكنه لم يسجل بسبب إضاعة أكثر من فرصة سهلة، كذلك افتقاده إلى الجناح الهداف الذي يدخل إلى العمق ويصنع ثنائية المقدمة، إضافة لافتقاد لاعب الوسط الذي يقطع من الوسط إلى قلب منطقة الجزاء بالتبادل مع رأس الحربة، بسبب تواجد يورينتي على اليمين، ووضع مورينو على الدكة لصالح أولمو وتوريس، الثنائي المتشابه جداً في مركز الجناحين.
ضد بولندا، حافظ لوتشو على نفس رسمه الخططي، لكنه قرر وضع جيرارد مورينو على اليمين، كجناح وليس مهاجم صريح، مع الحفاظ على موراتا في المقدمة، واللعب بنفس ثلاثي الوسط: رودري، كوكي، وبيدري. أما منتخب بولندا مع باولو سوزا فراهن على رسم 3-4-2-1، بتواجد بيريشنسكي، غليك، بيدناريك بالدفاع أمام الحارس تشيزني. وفي المنتصف كاميل، كليتش، مودر، وتيموتيوش، وبالهجوم سويدرسكي وزيلينسكي خلف روبرت ليفاندوفسكي.

لم تسيطر إسبانيا على مجريات اللعب بشكل كامل كما فعلت ضد السويد لكنها كانت أكثر نجاعة، ليس فقط بسبب هدف ألفارو موراتا خلال الشوط الأول، ولكن بسبب العمل الكبير للجبهة اليمنى هجومياً مع الثلاثي “كوكي، يورينتي، وجيرارد مورينو”، وكأن لويس إنريكي يكرر ما فعله مع راكيتيتش في برشلونة 2015 بوضع كوكي على يمين الوسط، ليس من أجل الإضافة الهجومية بل لكي يغطي باستمرار خلف الثنائي الذي يهاجم من مناطق أسفل الأطراف أمامه.
– راكيتيتش Vs كوكي
استخدم لويس إنريكي ميسي كثيراً على الطرف خلال فترته مع البارسا، كصانع لعب مائل في المركز 10، مع انطلاقات مستمرة من الكرواتي راكيتيتش إلى الأمام لصنع الزيادة العددية، أو إلى الخلف للتغطية خلف الظهير البرازيلي، وشارك ألفيش في هذه التكتيكات بنجاح، لأنه أصبح لاعب وسط حقيقي في حالة تحول الكرواتي للرواق ودخول ميسي إلى الثلث الهجومي، لملء الفراغات الشاغرة بجوار بوسكيتس ووقتها لعب البرازيلي دور “الظهير الوهمي” في وسط ملعب الكتلان.
ميسي يستلم على الخط ثم يدخل إلى العمق، بينما ينطلق ألفيش إلى الأمام على الطرف أو في أنصاف المسافات، وهنا يتمركز راكيتيتش بالخلف من أجل التغطية خلفهما والوقوف أمام المرتدات في حال فقدان الكرة، وهذا الدور يقوم به كوكي حالياً في يورو 2020، فلاعب وسط أتليتكو مدريد لا يشارك في الهجوم فحسب، وفي نفس الوقت لا يتمركز على نفس الخط بجوار رودري على سبيل المثال، بل يقترب أكثر باتجاه اليمين بالقرب من ماركوس يورينتي وجيرارد مورينو، حتى يسمح لهما بالتقدم إلى منطقة الجزاء دون مشاكل.

في لقطة الهدف على سبيل المثال، لم يلمس كوكي الكرة، بل تحرك إلى الأمام تجاه مرمى بولندا، حتى يفتح الطريق أمام استلام مورينو وتحوله إلى العمق داخل منطقة الجزاء، فيما وقف يورينتي في أنصاف المسافات على حافة الصندوق كخيار تمرير إضافي، ليتوغل مهاجم فياريال ويسدد كرة قوية يقابلها ألفارو موراتا داخل الشباك. لعبة أنهاها مهاجم منتخب إسبانيا لكن من قام بها ثلاثي اليمين، كوكي، مورينو، وماركوس يورينتي.
– لا جديد يذكر
عادت بولندا في الشوط الثاني، رغم أنها ليست في أفضل حالاتها، لأن إسبانيا تعيش فترة صعبة للغاية، فالفريق يعاني على مستوى تسجيل الأهداف، هدف واحد فقط في مباراتين، وبنفس الوقت يعاني الدفاع من فقدان التركيز تحت الضغط، لذلك خسر جوردي ألبا كرة سهلة في الشوط الأول، كاد بسببها أن يسجل ليفاندوفسكي هدف التعادل، لولا سوء الإنهاء من مهاجم بايرن. وخلال مطلع الشوط الثاني، تصرف لابورت بغرابة شديدة داخل منطقة الجزاء، ليفشل في الارتقاء مع ليفا، الذي سجل هذه المرة برأسية مقتنة داخل الشباك.

أي فريق يمكنه أن يعاني دفاعياً في بعض الفترات، بسبب فقدان التركيز أو ارتكاب هفوة قاتلة، لكن في المقابل إسبانيا مشكلتها أكبر بمراحل من استقبال الأهداف، لأنها أكثر فريق في البطولة استحوذ على الكرة، خامس أعلى الفرق تسديداً، أعلى الفرق تمريراً، رابع أكثر الفرق تسديداً على المرمى بين القائمين، وفي النهاية سجل هدف واحد فقط، ولم يفز في أول مباراتين.
دع نصب عينيك هذه الإحصاءات الصادمة أولاً، قبل أن نتحدث عن أسبابها:

– موراتا وشركاه
تصنع إسبانيا فرص للتسجيل لكنها لا تناسب أبداً كم الاستحواذ الرهيب وعدد التمريرات الكبير، بسبب افتقاد خط الوسط إلى اللاعب القادر على الاختراق والمراوغة جنباً لجنب مع لعب يورينتي على اليمين بدلاً من تواجده خلف المهاجم الصريح كما يفعل رفقة أتليتكو، لكن المنتخب يصنع ويصل إلى مرمى المنافسين على الأقل في بعض المناسبات.
نعيد ونكرر بأن الدفاع بالكرة أفضل من الدفاع بدونها، وأن الهجوم يحتاج تمريرات وتحركات، لكن بدون خلق الفراغ اللازم للتفوق النوعي سيكون اللعب سلبي. وتبقى الفكرة في خلق التفوق، يمكنك مواجهة فريق يضغط بقوة أو يراقب أظهرتك، بالتالي عندما تضع الظهير في العمق، فإنك تكسب لاعب إضافي اثناء البناء، وفي حالة ذهاب الجناح لرقابته كالعادة، فأنت تحصل على زاوية تمرير مفتوحة تجاه الأطراف.
لا يوجد إنييستا أو تشافي أو حتى دافيد سيلفا، لذلك تتحول عملية الاستحواذ إلى نسخة سلبية في بعض الأحيان، خاصة مع ضعف كوكي في لعب التمريرات الكاسرة للخطوط، وقلة خبرة بيدري في بعض المناسبات، لكن مشكلة إسبانيا حالياً أعمق بمراحل من ثنائي أو ثلاثي الوسط، لأن الهجوم بالكامل يعاني على مستوى التسجيل والحسم وترجمة الفرص إلى أهداف.

على مستوى المراوغات، فريق إسبانيا خلال مباراة السويد قام بعمل 3 مراوغات فقط سليمة بالثلث الأخير، أمام بولندا مراوغتين فقط، مما يؤكد وجود خلل حقيقي على مستوى لاعب الوسط بالمركز 8 والأجنحة الصريحة بالمقدمة، حيث لا يوجد أي لاعب قادر على التفوق في موقف 1 ضد 1، مما يؤكد عدم جدوى الاستحواذ في بعض الحالات.

خلال الشوط الثاني على سبيل المثال، أضاع مورينو ركلة جزاء، ثم أضاع موراتا كرة سهلة في المتابعة، وكرر المهاجم نفس أفعاله بإضاعة فرصة سهلة للغاية قبل خروجه، بينما أضاع سارابيا فرصة أخرى بعد صناعة من جوردي ألبا، 3 فرص بـ3 أهداف كانت كفيلة تقريباً بجعل النتيجة 4-1 بدلاً من 1-1، مما يؤكد بأن الهجوم الإسباني قد يطيح بآمال الفريق مبكراً، وبالتأكيد سينسف كل محاولات الوسط والأظهرة في صناعة اللعب كما يحدث بالنص في أول مباراتين.

– الأهم من ناتشو
انفجرت الأوساط الرياضية في إسبانيا بعد استبعاد ناتشو من قائمة المنتخب، لكن يبدو الأمر أعمق من ذلك، لأن هناك أسماء أخرى كان يجب على لويس إنريكي وضعها في الحسبان، خاصة الثنائي كاناليس وياجو أسباس، الثنائي الذي يفتقده الماتدور بشدة في مثل هذه المباريات، أمام الفرق التي تدافع من الخلف وتحتاج إلى أسماء حاسمة بالثلث الأخير.
كاناليس كان أحد نجوم الليجا في الموسم الماضي، أصبح أكثر خبرة داخل الملعب وأقوى بدنياً في تعامله مع الإصابات، وفي نفس الوقت شديد التكيف مع أي مدير فني ويجيد اللعب في مختلف مراكز الوسط والهجوم. أما ياجو أسباس فنقل سيلتا فيجو نقلة أخرى تماماً في النصف الثاني من المسابقة، يكفي أنه سجل 14 هدفاً وصنع 13 في 33 مباراة، لذلك كان يجب وضعه في القائمة تحسباً لما يحدث الآن.
ربما سيخرج الإسبان من المجموعات إذا خسروا أمام سلوفاكيا في المباراة الحاسمة، أو حتى سينتظرون مصيرهم في حال التعادل، وتبدو الأمور صعبة ومعقدة وغير مبشرة حتى الآن، فالقصة ليست سوء حظ أو قلة توفيق، لأننا جميعاً نعلم موراتا ونحفظه عن ظهر قلب، وندرك تماماً أن مستواه الحالي هو ما يقدمه منذ عدة سنوات مع كل الفرق التي ارتدي ألوانها، كذلك مع قلة خبرة أولمو وتوريس، وانخفاض مستوى سارابيا، وعدم الاعتماد على أداما تراوري، وحبس يورينتي على اليمين، فإن تصريح لوتشو الشهير: “موراتا و10 لاعبين”، قد يكون بمثابة الدابة التي قتلت صاحبها، لكن علينا الانتظار لمعرفة نتيجة التحدي الأخير، الذي يعرف باسم: لويس إنريكي يواجه العالم في يورو 2020!