تحفظ مزعج وباعث على النوم، مباراة مؤذية للعين دون مبالغة، 20 تسديدة بين الفريقين ولكن 2 فقط على المرمى، هناك من يقول أن جوردان بيكفورد قد تألق لأنه تصدى للتسديدة الوحيدة التي أتته، لا أحد أشاد بتألق ديفيد مارشال رغم أنه تصدى للتسديدة الوحيدة التي أتته أيضاً.
ربما لأن إنجلترا لم تجتهد بما يكفي لجعله يتألق، ولأن فرصتها الأخطر تبرع القائم بردعها، رغم أن فرصة اسكتلندا الأخطر كان ريس جيمس من أبعدها على خط المرمى، أو ربما لأننا قد نقرأ ما يكتبه الإنجليز، ولكننا لن نبحث عما يكتبه الاسكتلنديين. هذا ما تمثله إنجلترا في العالم مقارنةً باسكتلندا، رغم انتمائهما لنفس “المملكة المتحدة”، وبطبيعة الحال هذا ما يمثله منتخب إنجلترا بين منتخبات المملكة المتحدة.
منتخب إنجلترا هو فتى المملكة المدلل، صاحب الدوري الأقوى وصاحب الأموال الأكبر وصاحب المواهب الأفضل وصاحب الإنجاز العالمي الوحيد بمونديال 1966. منتخب اسكتلندا مثلاً لم يمر من دور مجموعات في أي بطولة رئيسية، وأيرلندا لم تبلغ كأس العالم منذ 1986، أما ويلز فلم تصل إليه منذ 1958، لقد كان تأهل المنتخب الويلزي إلى يورو 2016 إنجازاً يستحق الاحتفاء، صحيح أنه أتى بعد توسع البطولة إلى 24 فريقاً بدلاً من 16، ولكنه أثبت جدارته ووصل إلى نصف نهائي المسابقة.
إما أن يخسر المكافح الذي يلعب اليورو للمرة الثالثة في تاريخه، أمام هذا الفتى المدلل الأقوى، أو تُلحق اسكتلندا بإنجلترا أول خسارة منذ 27 عاماً، نعم منذ 1999 في التصفيات المؤهلة ليورو 2000، ونجح الاسكتلنديون في الفوز إياباً بهدف دون هوتشيلسون، ولكن إنجلترا فازت ذهاباً بهدفي بول سكولز وتأهلت بطبيعة الحال. هذا فوز من آصل اثنين فيما يعترف به “فيفا”، الأول كان في تصفيات يورو 1968، في مجموعة تأهل منها المنتخب الإنجليزي وحده.
تحفظ مزعج وباعث على النوم، مباراة مؤذية للعين دون مبالغة، 20 تسديدة بين الفريقين ولكن 2 فقط على المرمى، هناك من يقول أن جوردان بيكفورد قد تألق لأنه تصدى للتسديدة الوحيدة التي أتته، لا أحد أشاد بتألق ديفيد مارشال رغم أنه تصدى للتسديدة الوحيدة التي أتته أيضاً.
ربما لأن إنجلترا لم تجتهد بما يكفي لجعله يتألق، ولأن فرصتها الأخطر تبرع القائم بردعها، رغم أن فرصة اسكتلندا الأخطر كان ريس جيمس من أبعدها على خط المرمى، أو ربما لأننا قد نقرأ ما يكتبه الإنجليز، ولكننا لن نبحث عما يكتبه الاسكتلنديين. هذا ما تمثله إنجلترا في العالم مقارنةً باسكتلندا، رغم انتمائهما لنفس “المملكة المتحدة”، وبطبيعة الحال هذا ما يمثله منتخب إنجلترا بين منتخبات المملكة المتحدة.
منتخب إنجلترا هو فتى المملكة المدلل، صاحب الدوري الأقوى وصاحب الأموال الأكبر وصاحب المواهب الأفضل وصاحب الإنجاز العالمي الوحيد بمونديال 1966. منتخب اسكتلندا مثلاً لم يمر من دور مجموعات في أي بطولة رئيسية، وأيرلندا لم تبلغ كأس العالم منذ 1986، أما ويلز فلم تصل إليه منذ 1958، لقد كان تأهل المنتخب الويلزي إلى يورو 2016 إنجازاً يستحق الاحتفاء، صحيح أنه أتى بعد توسع البطولة إلى 24 فريقاً بدلاً من 16، ولكنه أثبت جدارته ووصل إلى نصف نهائي المسابقة.
إما أن يخسر المكافح الذي يلعب اليورو للمرة الثالثة في تاريخه، أمام هذا الفتى المدلل الأقوى، أو تُلحق اسكتلندا بإنجلترا أول خسارة منذ 27 عاماً، نعم منذ 1999 في التصفيات المؤهلة ليورو 2000، ونجح الاسكتلنديون في الفوز إياباً بهدف دون هوتشيلسون، ولكن إنجلترا فازت ذهاباً بهدفي بول سكولز وتأهلت بطبيعة الحال. هذا فوز من آصل اثنين فيما يعترف به “فيفا”، الأول كان في تصفيات يورو 1968، في مجموعة تأهل منها المنتخب الإنجليزي وحده.
هذا هو الفارق الذي لا تخطئه العين بين إنجلترا وسائر أقرانها من “الأمم الأم” في شتى المجالات، سواء الاقتصادية أو العسكرية وحتى الرياضية، قبل 3 أعوام كانت اسكتلندا تحتفل بأول فوز في التاريخ على إنجلترا في الكريكت مثلاً، فلماذا لم تنجح ترسانة إنجلترا المدججة بنجوم البريميرليج أمام روبرتسون وتيرني ومكجين ومجموعة من الأقل حظاً في ذكر أسمائها؟
“شيء ما لا يعمل”، هذه هي مشكلة إنجلترا التي يتحدث عنها الجميع، وللأمانة.. هناك أشياء لا تعمل. هاري كين لا يعمل، رحيم سترلينج لا يعمل، ديكلان رايس لم يعمل، والأسوأ من كل ذلك، أن جاريث ساوثجيت لم يعمل على الإطلاق.
ربما كانت مواجهة كرواتيا التي تمتاز بقوة خط الوسط، تتطلب ثلاثية مثل رايس وفيليبس وماونت. يرتكز الثلاثي على رايس فيما يتولى فيليبس وماونت الاختراق من اليمين واليسار لإحداث الخطورة، وبالفعل كُلَّل هذا بصناعة فيليبس لهدف سترلينج، أو بالأحرى هدف إنجلترا الوحيد في 180 دقيقة من عمر يورو 2020.
في مواجهة مودريتش وكوفاسيتش يحتاج الإنجليز إلى قدرات رايس الدفاعية، ولكن هل كانت ضرورية أمام جيلمور ومكجريجور ومكجين؟ النتيجة كانت ظهور الوجه الآخر للاعب الوسط المدافع قليل الابتكار، وبالتالي تفقد إنجلترا بعض الثواني في عدد من اللحظات الحاسمة لخلخلة خماسي اسكتلنندا الدفاعي مرتفع الصلابة، لأن الكرة التي يجب أن تُلعب بموقع حاسم في الأمام تحولت إلى تمريرة عرضية قصيرة، أو قطرية للجناح خارج نطاق الخطورة.
هنا كان يجب الاستعانة بفيليبس ليدز وطولياته ورؤيته المميزة على رأس المثلث المقلوب مع زيادة الانطلاقات الهجومية، وإن لم يكن جوردان هندرسون مقنعاً بما فيه الكفاية، فكان من الممكن أن يعود فودين إلى ثلاثي الوسط، وهو خيار أفضل من إخراجه والحد من مصادر الإبداع في هذا الفريق، وفي صالح خيار آخر سنتطرق إليه لاحقاً..
رغم كل ذلك أظهرت إنجلترا بعض الخطورة في الشوط الأول، وأظهرت حسن استغلال الضربات الثابتة بركنية وصلت مبكراً إلى ستونز، ليتحرك بصورة رائعة ناحية الكرة ويهرب من كافة أشكال الرقابة، ولولا القائم لاختبأت الكثير من مشاكل الأسود الثلاثة.. حتى سترلينج خلق فرصته في هذا الشوط بتمريرة أساء ماونت تسديدها وسط الزحام.
هاري كين كان أزمة حقيقية، لم يكن هذا يومه على الإطلاق بمجرد تسديدتين، ولكننا مبدئياً نتحدث عن هداف البريميرليج وأكثر من صنع الأهداف به في نفس الموسم أيضاً، لم تصله سوى كرتين سانحتين للتسديد طوال 90 دقيقة. صحيح أن إنجلترا لجأت إلى الضغط ومحاولة استغلال الأخطاء الفردية، مثل نجاح سترلينج في استغلال خطأ مكتوميناي تمهيداً لصناعة الفرصة السالف ذكرها.


(في الصورة الأولى: سترلينج ينتظر حتى يصبح خيار التمرير الوحيد أمام هارلي هو مكتوميناي، وقبل إرسال التمريرة ينطلق باتجاه لاعب مانشستر يونايتد – في الصورة الثانية: سترلينج يغلق الخيارات أمام مكتوميناي ليجبره على محاولة المراوغة ثم يفتك الكرة)
من هنا تحولت مباراة سترلينج وصار أكثر لاعبي المباراة فقداً للاستحواذ، فيما قضى هاري كين على ما تبقى من زخم الإنجليز في الشوط الأول، بإهداره للفرصة الوحيدة التي تسلم خلالها الكرة بموقع مريح للتسجيل، رغم ذلك لم يكن من الحكمة التفريط به، فوسط كل هذا، لا يزال هو اللاعب الوحيد الأكثر حيازة للثقة حين يتعلق الأمر بالتسجيل، الحل كان في المزيد من صناعة الفرص، وفي المزيد ممن يستغل تحركات كين للخلف لسحب الدفاع المتراص، والتي لم يحاول استثمارها وضرب المساحات النادرة في عمق ثلاثي قلوب الدفاع سوى فودين.

(هاري كين أضاع من هذا الموقف)
حال تبدل في الشوط الثاني، فلم يعُد منتخب إنجلترا يجيد التهديد بالضربات الثابتة، الأمر ليس فقط أن منتخب اسكتلندا صار أكثر تأقلماً على منتخب إنجلترا شبه المحفوظ وقليل الإبداع، بل لأن مستوى جودة القرار والتنفيذ قد انخفضا بصورة مروعة، مع تزايد واضح في معدل اتخاذ القرار الخاطئ بأغلب العمليات الهجومية.

(في منطقة الجزاء يوجد تايرون مينجز (196 سم) وجون ستونز (188 سم) وهاري كين (188 سم) وديكلان رايس (185)، ولكن لسبب ما وصلت هذه الكرة إلى فيل فودين (171 سم) على القائم الأقرب.)

(ريس جيمس في هذا الموقف قرر أن الخيار الأفضل هو التسديد.. الخيار الأفضل واضح للغاية)
شاهد جاريث ساوثجيت هذا الوضع لمدة 63 دقيقة، فكان قراره هو الاحتفاظ بسترلينج وخط الوسط بالكامل وسحب فودين لصالح جاك جريليش، وإحقاقاً للحق فقد ساهم جريليش كثيراً في تحريك المياه الراكدة، لأن المشكلة لم تكن إشراكه على الإطلاق. واحدة من هذه المشاكل أن خط الوسط لا يقدم المطلوب في هذه المباراة، والأسوأ أن الزائد الدفاعي لا يقدم هذا المطلوب بتدخله اليتيم طوال المباراة، فأكثر من ربح التدخلات في المباراة كان ميسون ماونت (6) وأكثر من فاز بالصراعات الهوائية في خط الوسط كان فيليبس (4).
ورغم أن منتخب اسكتلندا يملك إحصائياً عدد التسديدات الأكثر (11)، إلا أن خطورته الفعلية كان يسهل حصرها، سواء في انطلاقات روبرتسون التي تناوب جيمس وفيليبس وفودين التصدي لها، أو قاطرته الأمامية ليندون دايكس الفائز بـ9 صراعات هوائية هجومية من أصل 14.
هاري كين كان يقدم مباراة سيئة للغاية، وهذا صحيح، ولكن محاولة الاعتماد عليه كرأس حربة وسط هذا الزحام وإمداده بالمزيد من الكرات لم يكن حلاً لهذه الأزمة، تغييره بالطبع هو الحل وإشراك ماركوس راشفورد، الذي حظي بأقل من ثلث ساعة لعب، فلمس الكرة 10 مرات وبات ثاني أكثر من فقد الاستحواذ في منتخب إنجلترا.
هل تذكر حين تحدثنا عن إمكانية سحب فودين لمركزه الأصلي بالوسط وإفساح المجال بالأمام لأحد الأوراق غير المستخدمة؟ جريليش لم يكن العقبة أمام المشار إليه، بل سترلينج. منذ 2018-2019، هناك لاعب أكمل بينيات وتمريرات في الثلث الأخير وتمريرات تسبق التمريرة الحاسمة أكثر من أي لاعب آخر في الدوري الألماني، إنه جادون سانشو. أزمة الفريق كانت واضحة للغاية فيما يخص الشق الإبداعي ولكن ساوثجيت لسبب ما لم يرَه، لتبقى ثلاثية الوسط على حالها إلى يوم يبعثون.
باختصار، اسكتلندا نجحت في إحراج فتى المملكة المدلل الذي وقف عاجزاً لوقت أطول مما يلزم، وتبقى الآن أمام “مهد كرة القدم” مباراة وحيدة ضد التشيك لتحديد كيفية الصعود، وإن كان ساوثجيت بحاجة لتقييد فريقه بهذا الشكل حتى لا يتلقى الأهداف أمام منتخبات أقل منه بهذه المسافة، فلا شك بأنه سيعاني أمام الأكبر. كالعادة يرفع منتخب إنجلترا آمالك في الذهاب بعيداً بشكل قائمته، ولكنه سرعان ما يقودها إلى القاع.