“إسبانيا مثل مغني الأوبرا الجيد، إنه يضرب النغمات في الوقت المناسب، ولديه نغمة جميلة وبديعة، ولكن عندما يضطر إلى النقر على النغمات العالية، فهو لا يصل إلى هناك”، مقولة عبقرية قالها الإعلامي المعروف جيليم بالاجي، أثناء مشاهدته مباراة إسبانيا والسويد، في يورو 2020، فالماتدور استحوذ، سيطر، مرر، سدد، وصل، وصنع أكثر من فرصة حقيقية، لكنه لم يسجل أبداً، ولم يكن قادراً على الحسم من الدقيقة الأولى حتى صافرة الحكم.
عندما تشاهد إحصاءات المباراة ستجد الآتي:
التمريرات: 917 مقابل 161الاستحواذ: 85 مقابل 15التسديدات: 17 مقابل 4التسديدات داخل الصندوق: 11-2الفرص الكبيرة: 4 مقابل 2نسبة الأهداف المتوقعة: 2.57 مقابل 1.17النتيجة النهائية: 0-0إسبانيا كانت الطرف الأفضل فعلاً، لكنها لم تفز، وكان بمقدور السويد أن تحصد الـ3 نقاط، إن سجل ماركوس بيرج الكرة التي وصلته على طبق من ذهب بعد تمريرة إيزاك، لكن القدر كان رحيماً بالإسبان، لأنهم لم يقدموا مباراة سيئة، ولم يستحقوا أبداً الخسارة في مثل هذه الظروف.
بدأ لويس إنريكي برسم 4-3-3، توريس ولابورت في الدفاع، ألبا ويورينتي على الطرفين كأظهرة، وفي المنتصف رودري بالمركز 6، على يمينه كوكي وعلى يساره بيدري، وفي الهجوم ثلاثية توريس، موراتا، وداني أولمو. أما تشكيلة السويد فكانت أقرب إلى 4-4-2 بالكرة و4-6-0 من دونها، بتواجد رباعي دفاعي صريح ورباعي آخر في المنتصف يقوده الثنائي فورسبيرج ولارسن، وفي العمق أولسن وأوكدال، وبالهجوم إيزاك وبيرج.
“إسبانيا مثل مغني الأوبرا الجيد، إنه يضرب النغمات في الوقت المناسب، ولديه نغمة جميلة وبديعة، ولكن عندما يضطر إلى النقر على النغمات العالية، فهو لا يصل إلى هناك”، مقولة عبقرية قالها الإعلامي المعروف جيليم بالاجي، أثناء مشاهدته مباراة إسبانيا والسويد، في يورو 2020، فالماتدور استحوذ، سيطر، مرر، سدد، وصل، وصنع أكثر من فرصة حقيقية، لكنه لم يسجل أبداً، ولم يكن قادراً على الحسم من الدقيقة الأولى حتى صافرة الحكم.
عندما تشاهد إحصاءات المباراة ستجد الآتي:
- التمريرات: 917 مقابل 161
- الاستحواذ: 85 مقابل 15
- التسديدات: 17 مقابل 4
- التسديدات داخل الصندوق: 11-2
- الفرص الكبيرة: 4 مقابل 2
- نسبة الأهداف المتوقعة: 2.57 مقابل 1.17
- النتيجة النهائية: 0-0
إسبانيا كانت الطرف الأفضل فعلاً، لكنها لم تفز، وكان بمقدور السويد أن تحصد الـ3 نقاط، إن سجل ماركوس بيرج الكرة التي وصلته على طبق من ذهب بعد تمريرة إيزاك، لكن القدر كان رحيماً بالإسبان، لأنهم لم يقدموا مباراة سيئة، ولم يستحقوا أبداً الخسارة في مثل هذه الظروف.
كيف بدأ اللوتشو؟
بدأ لويس إنريكي برسم 4-3-3، توريس ولابورت في الدفاع، ألبا ويورينتي على الطرفين كأظهرة، وفي المنتصف رودري بالمركز 6، على يمينه كوكي وعلى يساره بيدري، وفي الهجوم ثلاثية توريس، موراتا، وداني أولمو. أما تشكيلة السويد فكانت أقرب إلى 4-4-2 بالكرة و4-6-0 من دونها، بتواجد رباعي دفاعي صريح ورباعي آخر في المنتصف يقوده الثنائي فورسبيرج ولارسن، وفي العمق أولسن وأوكدال، وبالهجوم إيزاك وبيرج.

تلعب السويد دائماً مع يان أندرسون بنظام الدفاع المتأخر، وتقليل المساحات بين الخطوط، وإغلاق الفراغات تماماً، لدرجة أنهم يدافعون في أصغر مكان ممكن، ومن دون الكرة تكون المسافة بين دفاعهم وهجومهم لا تزيد عن 20 متر، مما يجعل التنفس صعباً لأقصى معدل ممكن أمام خصمهم.

نتيجة لذلك ربما لم يوفق لوتشو في اختياراته ومداورته، لأنك عندما تواجه دفاعاً متكتلاً بهذا الشكل فأنت في أشد الحاجة إلى ثنائي هجومي، مع أظهرة تجيد بشدة اللعب في موقف 1 ضد 1، وهذا لم يحدث بالمرة. على اليسار ألبا ضعيف أمام الدفاعات المتكتلة، وفي الهجوم موراتا وحده لا يفيد، مع ابتعاد توريس وأولمو على الرواقين وليس في العمق.
باركينج ذا باص!
طريقة لعب السويد أقرب في اليورو ذكرتني بمباراة قديمة بين نيوكاسل ومانشستر سيتي في موسم 2018-2019، دفاع ركن الأوتوبيس أو “باركينج ذا باص”. نيوكاسل فريق يدافع بخطة 5-4-1، لذلك كان الأفضل فعلا البدأ بمحرز لأنه مهاري في المساحات الضيقة، ورحيم لأنه أكثر نجاعة وحسم، من الألماني المميز أكثر في المساحات والصناعة والمراوغة.

- 3 لاعبين بين دفاع نيوكاسل ووسطه، جيسوس أجويرو سيلفا.
- محرز ستيرلينج على الخط تماما.
- والكر ميندي بالداخل للتحكم في المرتدات.
- لابورت ستونز للصعود، وتقليل ديفوهات فرناندينيو.

بالمقارنة مع إسبانيا، فإن ثنائي الدفاع قدما مباراة عظيمة سواء لابورت أو باو توريس، وحتى طريقة ضغط الفريق كانت مثالية في تطبيق الضغط العكسي، وافتكاك الكرات سريعاً في نصف ملعب السويد، لكن افتقد الفريق فعلياً إلى ثنائي مهاري على الخط في موقف 1 ضد 1، ومهاجم صريح يتحرك باستمرار وآخر خلفه من أجل القطع المفاجىء في العمق، أو فيما يعرف بالـ Runners أو القادمين من الخلف.
رهانات خاطئة
في الشوط الأول سيطر الإسبان بشكل واضح، في أول 35 دقيقة على سبيل المثال، لم يلمس أي لاعب سويدي الكرة في منطقة جزاء منافسهم، ولم يكن لهم أي حضور ممكن، وكان بمقدور موراتا إنهاء الأمور بسهولة بعد إضاعته واحدة من أسهل فرص البطولة حتى الآن، لذلك كان إنريكي في حاجة إلى ترجمة الفرص، وهو أمر لا يتوفر في معظم لاعبيه، لكن على الأقل كان أولى به البدء بـ جيرارد مورينو بدلاً من موراتا، بما إن معدلات تهديفه أفضل وأكثر دقة.

أيضاً كان يورينتي أحد نجوم إسبانيا على مدار الشوطين، لكن كان الأفضل تواجده في عمق الوسط وليس على الطرف، لأنه أكثر لاعبي الفريق قدرة على القطع من الوسط إلى الهجوم، والقيام بدور المهاجم غير التقليدي كما يفعل مع أتليتكو مدريد، حتى إذا اكتفى إنريكي بوضع جناح صريح على الخط كـ “وينج باك” مثل توريس أو البديل أداما تراوي.
جايا أفضل من ألبا أمام الدفاعات المتأخرة، ويورينتي كان الأحق بالتواجد في عمق الهجوم خلف مورينو وليس موراتا، بينما يمكن البدء بـ كوكي أو رودري وليس الثنائي، خاصة مع عودة السويد للدفاع بشكل مبالغ فيه، لكن مع كل هذه الرهانات الخاطئة، كان بمقدور الماتدور تحقيق الانتصار على مدار الـ 90 دقيقة.
رغم ذلك، أبدع الإسبان في قطع كرات عديدة وتطبيق الضغط العكسي المثالي، لكنهم افتقدوا كما قلنا إلى الهداف، واللاعب السريع الذي يقطع خلف المهاجم، والمراوغات على الخط، وبالطبع التمريرات الكاسرة للخطوط، وحده بيدري من كان يحاول في هذا الشق، لذلك حصل ألبا على كرات عديدة ومساحات واضحة، بفضل تميز لاعب الوسط الشاب وجرأته في اللعب دون خوف، عكس كوكي ورودري وبالتأكيد الثنائي أولمو وتوريس.
الشوط الثاني وتغييرات متباينة
لم يلمس إيزاك الكرة سوى 14 مرة تقريباً، لكنه كاد أن يسجل في الشوط الأول، وصنع فرصة خطيرة لزميله بيرج في الشوط الثاني. ورغم غياب زلاتان إبراهيموفيتش عن التشكيلة، إلا أن هذا اللاعب الشاب ربما يقدم مستوى أفضل، لأنه سريع وقوي ويدافع ويضغط ومميز في التحولات، لذلك يعتمد عليه المدرب بشكل واضح في الاستلام بظهره، اللعب بلمسة واحدة، الحيازة تحت الضغط، والفوز في الصراعات الثنائية. وإذا كان أندرسون موفقاً بشدة في استخدام لاعبه إيزاك، فإنه كان مخطئاً على طول الخط عندما قام بتغييره في الشوط الثاني دون أي أعذار، لتغيب السويد دائماً في الشق الهجومي وتكتفي بالدفاع حتى صافرة الحكم.

في المقابل، كان إنريكي موفقاً في تبديلاته وإن كانت متأخرة بعض الشيء، خاصة الثنائي ميكيل أويارازبال وجيرارد مورينو، لأن اللعب بثنائي هجومي في العمق هو الأفضل في هذه المباريات، وهذا كان واضحاً بشدة في الدقائق الأخيرة، عندما تواجد كل منهما بالثلث الأخير، رفقة بابلو سارابيا على اليمين مما حرر يورينتي وبيدري كثيراً.
ينطلق يورينتي من دون الكرة بذكاء خاصة على اليمين، لكنه تأثر باللعب على الطرف كظهير، لذلك فإن تواجده في العمق سيحرره بعض الشيء، خاصة في انطلاقاته بأنصاف المسافات عندما يلعب بالقرب من جناح مهاري مثل سارابيا، وخلفهما لاعب يربط معهما ويغطي باستمرار، سواء كوكي أو تياجو ألكانترا عندما شارك، بينما في الجهة الأخرى أجاد بيدري في الاستلام والتمرير وبناء اللعب، لكنه افتقد إلى الظهير القادر على الاختراق، والجناح الذي يتسلم في وبين الخطوط، حتى دخول أويارازبال بدلاً من غير الموفق أولمو.

يستحق روبين أولسن أن يكون أحد نجوم المباراة، فحارس السويد تصدى لـ5 فرص على مرماه، من بينهم 3 فرص داخل منطقة الجزاء، ولعب 6 كرات طولية بشكل صحيح، مع قيادته الخط الخلفي دون مشاكل. وفي إسبانيا أجاد يورينتي أيضاً، مع 111 لمسة و3 عرضيات صحيحة مع صناعته فرصة كبيرة داخل منطقة الجزاء.

أما بعد
“القصة ليست أبدا في تبادل المراكز بين اللاعبين، ولكن في كيفية فهم اللعبة”، لذلك أصف تشافي هيرنانديز دوما بأنه يشبه لاعب الشطرنج، يفكر في كل لعبة على حدة، لكن كل لعبة ترتبط باللعبة الأخرى، لذلك قد لا يظهر على الأفيش، أو تجده قريبا من الهدف أو الأسيست، لكن من دون، لن يحدث كل هذا. تشافي هو النواة بالنسبة للخلية، البروسيسور لجهاز الكمبيوتر، مهندس البوزيشنال بلاي لبرشلونة وإسبانيا في سنوات سابقة.
ومع اعتزال تشافي وغياب إنييستا وألونسو وبقية العصابة، فإن مشكلة إسبانيا لا تزال مستمرة منذ سنوات وحتى يومنا هذا. بالتأكيد غياب المهاجم جزء رئيسي منها، لكن أيضاً افتقاد الوسط إلى التوليفة المثالية، الخلطة القادرة على التحكم في نسق المباريات، وفي نفس الوقت صناعة الفرص وفك شيفرة الدفاعات المتكتلة، خاصة مع انخفاض مستوى فابيان رويز وتياجو، وعدم قدرة رودري وكوكي على القيام بهذه الأمور، وبالطبع صغر سن بيدري.
سواء غاب بوسكيتس أو حتى تواجد، يجب أن يفكر إنريكي في حلول أخرى، سواء بالتحول من 4-3-3 إلى 4-2-3-1، واللعب بثنائي محوري هما بوسكيتس في حال تعافيه وبجواره كوكي، أما في حال غيابه فإن أفضل ثنائية ستكون رودري وكوكي، وأمامهما تياجو بالمركز 10، وعلى الطرفين كل من داني أولمو وفيران توريس، وبالمقدمة جيرارد مورينو أو أي مهاجم آخر. أما في حال الاستمرار بخطة 4-3-3، فإن بوسكيتس سيكون في حاجة لمساندة مستمرة من ثنائي الوسط المتقدم، وفي حال غيابه والبدء بـ رودري، فإن لاعب مانشستر سيتي ليس الأفضل في لعب التمريرات البينية الكاسرة للخطوط، وفي الحالتين يعاني رويز بوضوح في فرض شخصيته واستعادة مستواه الكبير،
أو حتى البدء بما أنهى به مباراة السويد في القادم، بتواجد أويارازبال ومورينو في الأمام، وعلى الطرف سارابيا أو أداما تراوري، لكن مع إشراك يورينتي في عمق الوسط، رفقة بيدري ولاعب ارتكاز إضافي هو كوكي للتغطية على اليمين بالأخص، وفي اليسار جايا لا ألبا، من أجل ضمان أفضل توليفة ممكنة، وتقليل مشاكل الافتقاد إلى رأس حربة هداف، لكن علينا أن ننتظر لأن كل شيء سيتغير حتماً في قادم المواعيد.