“آمل أن أرى برشلونة أكثر تنافسية، مع عقلية فوز شرسة، ونظام هجومي وفريق يضغط بصورة أكبر. لا استرخاء خلال اللحظات الرئيسية من الموسم أيضاً”، هكذا قال جوان لابورتا، رئيس نادي برشلونة، لحظة تجديد الثقة في رونالد كومان، من أجل الاستمرار على رأس الإدارة الفنية للفريق لموسم آخر، وكأنه يهدده بشكل غير مباشر، ويوجه له رسالة واضحة وشديدة الصراحة، كل ما سبق في كفة والقادم في كفة أخرى تماماً، لأن الإدارة الجديدة ستدعمك بلا شك، لكنها لن تقف مكتوفي الأيدي حيال أي فشل أو سقوط أو هزيمة غير متوقعة. بوضوح لابورتا لم يعط كومان “شيكاً على بياض”، بل أعطاه فرصة جديدة لكن بتغيير كامل لكل قواعد اللعبة.
كان لابورتا أكثر المرشحين دعماً لكومان قبل الانتخابات، لم يهدده مثل فيكتور فونت على سبيل المثال، ودعمه بشكل واضح بعد فوزه، بالتأكيد على أن الإدارة بالكامل تقف في صف الهولندي وتهدف إلى إنهاء الموسم بشكل مثالي. الحقيقة أن تقييم موسم برشلونة مع رونالد يبدو معقداً بعض الشيء، لأن الفريق بداية الموسم كان سيئاً بدرجة لا توصف، ولم يتوقع أحد منافسته على لقب الدوري أو حصوله على أي بطولة، حتى إذا كانت كأس الملك.
الأمور أصبحت أفضل منذ بداية 2021، حقاً تحسن الفريق على مستوى الأداء، الحدة، الكثافة، الهجوم، وبالتأكيد النتائج، لينافس بقوة على لقب الليجا، ويخرج من الأبطال أمام باريس سان جيرمان بعد إياب موفق ومحترم، بالإضافة إلى الفوز بكأس الملك على حساب بلباو، والخسارة في نهائي السوبر بصعوبة أمام نفس الفريق.
على مستوى النتائج والأرقام، الفريق فاز بالكأس، ونافس على الدوري، رغم أنه بدأ بشكل سيء، لم يكن لديه رئيس، أجبر بارتوميو على الاستقالة، رحل أكثر من نجم دون تعويض، وفوق كل ذلك مشكلة ميسي الذي أصر على الرحيل قبل بدء الموسم، مما يجعل توقع أي شيء إيجابي أو غير مألوف أمر أقرب إلى المستحيل، وبالتالي فإن أي نتيجة يحققها كومان تبقى جيدة، من وجهة نظر المعطيات السيئة والمقدمات الكارثية هذا الموسم.
“آمل أن أرى برشلونة أكثر تنافسية، مع عقلية فوز شرسة، ونظام هجومي وفريق يضغط بصورة أكبر. لا استرخاء خلال اللحظات الرئيسية من الموسم أيضاً”، هكذا قال جوان لابورتا، رئيس نادي برشلونة، لحظة تجديد الثقة في رونالد كومان، من أجل الاستمرار على رأس الإدارة الفنية للفريق لموسم آخر، وكأنه يهدده بشكل غير مباشر، ويوجه له رسالة واضحة وشديدة الصراحة، كل ما سبق في كفة والقادم في كفة أخرى تماماً، لأن الإدارة الجديدة ستدعمك بلا شك، لكنها لن تقف مكتوفي الأيدي حيال أي فشل أو سقوط أو هزيمة غير متوقعة. بوضوح لابورتا لم يعط كومان “شيكاً على بياض”، بل أعطاه فرصة جديدة لكن بتغيير كامل لكل قواعد اللعبة.
محلك سر
كان لابورتا أكثر المرشحين دعماً لكومان قبل الانتخابات، لم يهدده مثل فيكتور فونت على سبيل المثال، ودعمه بشكل واضح بعد فوزه، بالتأكيد على أن الإدارة بالكامل تقف في صف الهولندي وتهدف إلى إنهاء الموسم بشكل مثالي. الحقيقة أن تقييم موسم برشلونة مع رونالد يبدو معقداً بعض الشيء، لأن الفريق بداية الموسم كان سيئاً بدرجة لا توصف، ولم يتوقع أحد منافسته على لقب الدوري أو حصوله على أي بطولة، حتى إذا كانت كأس الملك.
الأمور أصبحت أفضل منذ بداية 2021، حقاً تحسن الفريق على مستوى الأداء، الحدة، الكثافة، الهجوم، وبالتأكيد النتائج، لينافس بقوة على لقب الليجا، ويخرج من الأبطال أمام باريس سان جيرمان بعد إياب موفق ومحترم، بالإضافة إلى الفوز بكأس الملك على حساب بلباو، والخسارة في نهائي السوبر بصعوبة أمام نفس الفريق.
على مستوى النتائج والأرقام، الفريق فاز بالكأس، ونافس على الدوري، رغم أنه بدأ بشكل سيء، لم يكن لديه رئيس، أجبر بارتوميو على الاستقالة، رحل أكثر من نجم دون تعويض، وفوق كل ذلك مشكلة ميسي الذي أصر على الرحيل قبل بدء الموسم، مما يجعل توقع أي شيء إيجابي أو غير مألوف أمر أقرب إلى المستحيل، وبالتالي فإن أي نتيجة يحققها كومان تبقى جيدة، من وجهة نظر المعطيات السيئة والمقدمات الكارثية هذا الموسم.

وجهة النظر هذه منطقية على الورق، لكنها ليست كذلك داخل الملعب، أو على الأقل ليست كذلك بنسبة كبيرة، لماذا؟ وهل يبدو الحديث متناقضاً، أنك تعطي الأعذار لكومان قبل بدء الموسم، وترضى بالفتات في سبيل الوضع الحالي الصعب والمعقد، وفي نفس الوقت تنتقده بشدة بل تطالب بمحاسبته وحتى رحيله، بعد أن أضاع الدوري في الأسبوع قبل الأخير، وفاز بالكأس، ووصل إلى نهائي السوبر؟
الحق يقال بأن كومان لديه الأعذار لكنه أيضاً لم يحقق المطلوب منه، ليس على مستوى البطولات فقط، بالفوز بالليجا لأن برشلونة ليس الفريق الذي يرضى بموسم انتقالي دون لقب، ولكن أيضاً لأن الهولندي أنهى الموسم بطريقة سيئة للغاية، بنفس الطريقة التي بدأ بها الموسم، وكأن شيئاً لم يكن، وكأن نظاماً لم يسقط!
وكأنك يا بو زيد
أجبر كومان خصومه قبل محبيه على احترامه خلال بدايات 2021، ليس بسبب سلسلة انتصارات الفريق، ولكن لأن برشلونة لأول مرة منذ فترة لعب بحدة كبيرة وضغط وشراسة في عدة مباريات، مثل باريس الإياب، سوسيداد في الدوري، بلباو في الكأس، إشبيلية في الكأس والدوري، غرناطة في الكأس، ومواجهات أخرى، لكن المثير للاستغراب والحنقة في آن واحد، أن البارسا أنهى الموسم في فترة الحسم، خلال شهري أبريل ومايو، بطريقة كارثية لأقصى درجة، مثل نهاية موسم فالفيردي الثاني، وموسم كيكي سيتيين الوحيد، وكما يقول المثل: “وكأنك يا بو زيد ما غزيت”!
الدوري الإسباني في الموسم الماضي كان لقباً سهلاً. مع كامل الاحترام والتقدير للكلام الإنشائي الخاص ببسالة أتليتكو مدريد وقتالية سيميوني، فإن لقب الليجا لم يحصل عليه أتليتكو نتيجة قوته، ولكن لأن برشلونة والريال فرطا فيه بسذاجة وإهمال في مباريات عديدة. وإذا كان زيدان عانى الأمرين في نهاية الموسم من ضغط الأبطال وكثرة الإصابات، فإن الوضع بالنسبة لكومان كان أفضل، خاصة بعد الفوز ببطولة كأس الملك، وحصول فريقه على فرصة ذهبية بالقفز على الصدارة منفرداً، في حال الفوز بالمباراة المؤجلة ضد غرناطة في كامب نو، لكن أتت الرياح بما لا تشتهي الكتلان.
البارسا قبل غرناطة شيء وبعد غرناطة شيء آخر، شيء سيء وجبان ومنهار ومستسلم وهش ولا تحب أن تشاهده ولا تتعاطف معه، ولا تشجعه بالتأكيد. الفريق لم يعد يضغط مثل السابق، لا يهاجم بضراوة، ولا يصل إلى مرمى خصومه إلا عن طريق بعض الفرديات والكرات الثابتة. يتقدم في النتيجة على خصوم أقل منه بفارق هدف وهدفين، ثم يخسر أو يتعادل بطريقة ساذجة. يرتكب لاعبوه هفوات غريبة أمام مرماهم، وفي نفس الوقت يتفنن مدربه في عمل التغييرات الغريبة والتبديلات غير الموفقة على طول الخط.
وبعيداً عن هذه الأمور، كانت إدارة كومان للمباريات الكبيرة كارثية بحق، فأمام الريال الذي يلعب بالمرتدات فقط، قرر الهولندي المغامرة وفتح ملعبه بطريقة ساذجة ليستقبل هدفين في أول نصف ساعة. وضد أتليتكو الذي يملك مهاجماً لا يقدر على الركض في المساحات “سواريز”، يقلب رونالد الآية تماماً ويلعب بدفاع متأخر وتحفظ شديد، ليبدأ المباراة في آخر نصف ساعة، رغم أنه كان في أمس الحاجة للظفر بالثلاث نقاط، أما تبديلاته فحدث ولا حرج، محفوظة ومتأخرة وتقليدية، وتضر الفريق أكثر مما ينفعه، والأمثلة كثيرة على مدار الشوطين.
لذلك نتيجة لهذه الأمور، فإنني أقف في الصف المعاكس لرونالد كومان، وأقول بأن موسمه الأول مع البارسا لم يكن ناجحاً، صحيح أنه لم يكن سيئاً بالشكل المستفز، إلا أنه أيضاً أبعد ما يكون عن الرضا، ولا يستحق أكثر من كلمة “متوسط”، وفي كامب نو هذا التقدير لا يسمن ولا يغني من جوع، خصوصاً مع الإنهاء الضعيف للموسم، والعودة إلى حيث بدأ، بقيادة فريق بلا روح ولا شكل ولا انضباط ولا أداء داخل الملعب أو خارجه.
أحبك أكرهك!
“لا القرب مرتاحله، ولا البعاد أقدر عليه”، عبارة شهيرة لأحدى أغنيات عمرو دياب، تعبر بشدة عن واقع لابورتا مع كومان هذا الصيف. الرئيس غير مقتنع بنتاج عمله، وغاضب بشدة من طريقة إنهاء الموسم، لكنه أيضاً شديد التردد حول إقالته، والأسباب عديدة أهمهما بلا جدال، الشرط الجزائي في عقده والذي ينص على تقاضيه كامل أجره في الموسم المتبقي، بالإضافة إلى الجدولة المتبقية من الموسم الأول، بعد اتفاقه على ذلك مع بارتوميو، لذلك كان على جوان لابورتا توفير 13 مليون يورو على الأقل من أجل الإطاحة بمدرب فريقه.
أما الأمر الثاني فخاص بطريقة إيجاد البديل، وهي العملية التي ضاعفت من فرص بقاء كومان لموسم إضافي، لأن لابورتا كان مقتنعاً بشدة بالمدرسة الألمانية، ولديه إيمان شديد بقدرات ناجلزمان، لكن كل شيء سار عكس الإتجاه، بعد اتفاق بايرن مع المدرب الشاب حتى قبل نهاية الموسم الماضي، وذهاب بديله هانز فليك -الذي يقدره لابورتا بشدة- إلى المنتخب لتدريب المانشافت بشكل رسمي بعد نهاية بطولة يورو 2021، التي تعرف بـ يورو 2020.
وبالنسبة لبقية البدائل المتاحة، مايكل أرتيتا غير مقنع بالمرة مع أرسنال حتى الآن، جارسيا بيمنتا لم ينجح بشكل كامل مع بارسا ب مما يجعل تصعيده إلى الفريق الأول خطوة متسرعة، أما تشافي هرنانديز فيعيش في عالمه الخاص، يريد القفز من قطر مباشرة إلى كتالونيا، والانتقال المباشر من السد إلى برشلونة، معتقداً بأن إعادة رحلة جوارديولا الأولى مع البارسا ستنجح معه، ومصمم على لعب نفس الأدوار، رغم أن سيناريو الفيلمين مختلفاً.
ما قبل 2008، كان فريق برشلونة سيئاً لكنه حقق دوري الأبطال في 2006، وخرج بصعوبة من نصف نهائي شامبيونزليج 2008، مع منافسته بشراسة على لقب الليجا في أحد الموسمين. لكن ما قبل 2021، يبدو برشلونة فريقاً محطماً، يضم مجموعة من النجوم الكبار التي أنهكتهم الهزايم وتحولوا إلى أشباح لمستوياتهم القديمة، وأصبحوا متأثرين نفسياً مما يحدث حولهم. كذلك الضغط الجماهيري والإعلامي تضاعف عدة مرات، مع توحش غول “السوشال ميديا” والتطرف الواضح في ردود الأفعال سواء بالسلب أو الإيجاب.
هذا أولأً أما ثانياً فيرتبط بشكل وثيق بجوارديولا نفسه، فالكتالوني درب أولاً الفريق الرديف، نجح معه بوضوح، كانت له طريقة لعب واضحة وناجحة، ويدعمه في نفس الوقت يوهان كرويف، عراب النادي وأسطورته، جنباً لجنب مع لابورتا الذي كان يعيش آخر فترته الانتخابية، لذلك سار على مبدأ: “يا صابت يا اتنين عور”، بمعنى أنه سيأخذ المغامرة، فإذا نجحت فسينهي فترته بطريقة فوق العظمة كما يقال، وإن فشل يكفيه شرف المحاولة، وسيعطي الجمل بما حمل للرئيس الجديد بعده، لكن حالياً لابورتا في بداية فترته الرئاسية الجديدة، لذلك أي قرار سيتخذه سيحاسب عليه وسيتحمل عقباته أمام الجماهير واللاعبين والصحافيين، لذلك قرر تأجيل الرهان على تشافي، لأن الوضع الحالي لا يحتمل أي صدمات، ولأن مدرب السد لم يقدم السبت حتى يجد الأحد في انتظاره، بتدريبه في أوروبا أو الفريق الثاني، قبل الحصول على شرف قيادة برشلونة.
الموسم أمامكم ولابورتا خلفكم
لم يكن لابورتا ساذجاً عندما صرح عبر وسائل الإعلام بأنه يدرس موسم كومان، ولم يتخذ بعد قراراً سواء باستمراره أو رحيله، وأن كل السيناريوهات متاحة، ليشعل غضب المدرب ووكيله، وتبدأ القصص الصحفية التي انتشرت لتؤكد بأن الرئيس يحاول إيجاد البديل أولاً قبل إقالة الهولندي، أو حتى محاولة توفير قيمة الشرط الجزائي كاملاً قبل اتخاذ القرار الرسمي، لكن هذه التوقعات لم تكن عملية بالمرة، لأن إدارة النادي الكتالوني لم تتفاوض من قريب أو بعيد مع أنطونيو كونتي مثلاً، بعد رحيله عن تدريب إنتر، ولم تصر على تشافي أو تقابله أو حتى تلمح حوله بعد قدومه إلى كتالونيا في عطلة صيفية، لذلك فإن التأخير في اتخاذ القرار باستمرار المدرب الحالي، كان فقط لإرسال رسالة صريحة له، ولوضع النقاط فوق الحروف قبل بدء الموسم الثاني.
لاحظ هنا عزيز القارىء أن لابورتا غير مقتنع بكومان بنسبة 100 %، لكنه لم يبعده بسبب الشق المالي وعدم اقتناعه بأي بديل، لكنه فضل عدم حسم الأمور إلا بعد أسبوعين من نهاية الموسم، لغرض في نفس يعقوب، أن يضع الضغوطات على المدير الفني، ويشعره بعدم الأمان، بل يستفزه عن عمد، حتى يبلغه بصراحة أن طريقة حساب الرئيس السابق بارتوميو انتهت بلا رجعة، وأن القادم يعني مزيداً من الاجتماعات والمقابلات ودراسة الأوضاع، والجلوس معك من جديد في حال تعثر النتائج، وحتى إقالتك في أي وقت خلال الموسم، إذا لم تسر الأمور بشكل صحيح.
بدأ كومان الموسم الماضي وكأنه مدرب البارسا ورئيسه، لا يلوم نفسه أبداً، ودائماً يضع الأعذار على الحكام، الخصوم، وحتى لاعبيه، ولا يعترف إطلاقاً بأنه مخطىء، رغم أنه يتحمل ذنب هزايم عديدة، سواء في الدوري أو الأبطال، بسبب اختياراته وخططه وتبديلاته، لكنه لم يكن معرضاً للتهديد أو المحاسبة، أولاً لأن بارتوميو شخص ضعيف جداً في هذه الأمور، وكان مشغولاً بصراعه مع ميسي وبمشاكله المالية، وثانياً لأن الفريق نفسه كان ينقصه عدد من الأسماء التي طلبها كومان، ويضم أيضاً عدد من اللاعبين الذي لم يخترها بنفسه، مما جعله يراوغ في هذا الجانب بقوله أنه يملك فريقاً أقل من مستوى طموح برشلونة، عندما أنهى الموسم بصورة كارثية.
أحضر لابورتا لكومان ما طلبه، اتفق مع فينالدوم وديباي، ضم مهاجم صريح بدلاً من بريثويت، وجلب مدافع جديد، وربما سيضم قلب دفاع آخر بعد اليورو، وفق المقربين منه، لذلك حتى وإذا كانت هذه الصفقات أقل من الطموحات، إلا أنها ستزيد من عمق “السكواد”، وترضي قدر من مطالب المدرب، خاصة على مستوى التدعيمات الهولندية الجديدة، مما يجعله مطالباً بتحقيق نتائج في المقابل، حتى لا يتعرض هو الآخر للانتقاد والمحاسبة، بل والعقاب من جانب إدارة ناديه.

القصد هنا أن لابورتا وإدارته وضعوا لكومان دستور الحساب والعقاب، إذا أجاد سيستمر لموسم آخر مع مزيد من الحوافز والمتغيرات في عقده، وإذا فشل سيرحل بلا رجعة، وفي المنتصف هناك جلسات واجتماعات ونقاشات مستمرة، للوقوف على الوضع، ومحاولة تحسينه، وحتى تغييره. المهم أن الرئيس وضع نفسه في مكان مثالي للوقوف خلف ظهر المدير الفني، ليس فقط من أجل تدعيمه، ولكن أيضاً لتقويمه إذا لزم الأمر.
القادم أهم
وبعد تأكيد بقاء كومان وحتى إن رحل، هناك ما هو أهم في الوقت الراهن من اختيار المدرب أو إقالته. سيتفاجىء البعض من حديثي وربما يستنكر ويعترض، لكنها الحقيقة المرة في وضعية برشلونة الحالي، لأن ضبط الشق المالي ربما أهم كثيراً من ضبط الشق الفني حالياً، لأن بدون مال وسيولة واقتصاد لن يستطيع أي رئيس جلب صفقات جديدة أو التعاقد مع أسماء مميزة أو صنع فريق تنافسي، لذلك على لابورتا وفريقه أولاً إيجاد حل لسقف الرواتب المرتفع للغاية، مع محاولة التخلي عن بعض النجوم التي لا تشارك كثيراً، وفي نفس الوقت تقليل نفوذ بعض القادة، إما بإجبارهم على الرحيل أو بتقليل رواتبهم وشراء البدائل التي تساعد المدرب على وضعهم بالدكة.

خلال هذه الوثيقة غير الرسمية، تظهر الرواتب الأسبوعية والسنوية التي يتقاضاها لاعبو برشلونة، ميسي 60 مليون، جريزمان 35، كوتينيو 24، بيانيتش 16، بوسكيتس 16، أومتيتي وألبا 12، ديمبلي 12، روبرتو 10، شتيجن 9، ترينكاو 8. واااااااااااااااااااااااو ما هذه الأرقام الخزعبلية؟! حتى ميسي نفسه يجب أن يخفض راتبه ليناسب الوضع الحالي للفريق، ما بالك بأسماء مثل جريزمان، ديمبلي، بوسكيتس، وألبا، حيث أنهم لا يقدمون أبداً المستوى الذي يسمح لهم بتقاضي هذه الأجور، أما أومتيتي وترينكاو وروبرتو فما يحصلون عليه يمثل المصيبة التي وضعها بارتوميو ورحل، فلاعب مثل أومتيتي لا يشارك أبداً ويحصل على راتب أعلى مما يتقاضاه معظم لاعبي العالم، والأمر بالمثل بالنسبة لترينكاو، أما روبرتو فيحصل على مرتب كبير ولا يمثل وجوده أي إضافة للفريق داخل الملعب.
نتيجة لذلك فإن لابورتا يجب أن يجبر روبرتو وأومتيتي على الرحيل بأي شكل، إما بفسخ العقد أو بالتراضي، أو محاولة إعارتهم لأحد الأندية مجاناً مقابل أن يتكفل النادي الآخر بدفع رواتبهم. أما بيانيتش فيجب توجيه الشكر له وبيعه بأي مقابل مادي هذا الصيف، مع إعارة لاعب مثل ترينكاو حتى يشارك بشكل أساسي في فريق آخر، ثم يعاد بيعه أو إعادته براتب أقل مما وقع معه بارتوميو. وبالنسبة لبوسكيتس وألبا، فيجب خفض رواتبهم بطريقة أو بأخرى، كما سيفعل لابورتا أيضاً مع ميسي، بالإضافة إلى محاولة بيع جريزمان أو ديمبلي، للتخلص من راتب أحدهما الكبير واستغلال تألقهما أو حتى أدائهما المقبول خلال الموسم المنصرم، أما بيكيه فعطفاً على راتبه المتوسط فإن أفضل شيء يحدث معه وضعه على الدكة بمحاولة ضم مدافع إضافي رفقة جارسيا، أراوخو، ومينجيزا.


أسماء مثل بريثويت، فيربو، ماتياس، يجب أن يتم بيعهم أيضاً، خاصة مع قدوم أجويرو، إريك جارسيا، وقريباً فينالدوم، مما يعني سهولة التخلص من بريثويت، أومتيتي، وبيانيتش، أما قدوم ديباي وعودة فاتي فيجب أن تقود الإدارة الرياضية لإعارة ترينكاو وبيع ديمبلي أو جريزمان “أيهما أسهل وأكثر قيمة” هذا الصيف، أي سيحاول لابورتا تقليل الرواتب والمصروفات والمدفوعات، مقابل الحفاظ على جودة الفريق فنياً، أو إضافة جزء بسيط إليها، بمحاولة ضم مدافع مميز “لابورت على سبيل المثال أو باو توريس”، مع عودة لاعب مثل فاتي وتجهيزه بشكل كبير، مما يعني ذلك تقوية الدفاع والهجوم معاً، مع تقليل سقف الرواتب والتخلي عن الأسماء التي لا تشارك كثيراً وتحصل على رواتب فلكية. وفي حال نجاح لابورتا، جوردي كرويف، وماتيو أليماني، في ضبط الوضع المالي للنادي وتقليل سقف الرواتب، ومحاولة التخلص من اسم أو إثنين من الكبار، مع بيع/ طرد/ إنهاء عقد الأسماء التي لا تشارك أبداً، فإن برشلونة وقتها سيكون جاهزاً لتقديم ميركاتو أفضل في صيف 2022، وربما جلب اسم كبير مثل إيرلينج هالاند، لكن كل شيء يتوقف على ما سيفعله المدراء هذا الصيف، فدعونا ننتظر