إنها سرقة”، هكذا قالت وسائل الإعلام بعد تألق شتيجن في الفترة ما بين 2015 حتى 2018 مع برشلونة، بعد قدومه من ألمانيا إلى كامب نو. لم يعرف الكثيرون هذا الحارس الشباب الذي جلس على الدكة في البداية لصالح كلاوديو برافو، قبل تألقه بشدة في دوري الأبطال، وإصراره على اللعب أساسياً حتى نال ذلك في 2017، بقرار من المدرب لويس إنريكي، ليرحل برافو بعدها إلى إنجلترا، ويحصل الألماني على المقعد الأساسي حتى الآن.
واصل تير تألقه في أول مواسم فالفيردي ليقدم مستويات نالت استحسان الجميع، لكنه وقف عند هذا الحد ولم يتطور، وكرر أخطائه ومشاكله، ولم يحل أبداً نقاط ضعفه، بل بالغ في ثقته بنفسه وتقديره المبالغ فيه لذاته، حتى شاهدنا مؤخراً نسخة سيئة ورديئة لحاس المرمى، كلما رأينا شتيجن يحرس مرمى البارسا مؤخراً.
تعرض فيكتور فالديس، حارس برشلونة القديم، إلى انتقادات قوية وصلت إلى حد التنمر في بعض الفترات، لكنه كان حارساً خلق ليلعب في البارسا. ربما ليس أفضل حارس في العالم ولن يكون كذلك، لكنه يمتلك فعلياً كل المقومات التي تجعله ناجحاً في كامب نو، أو كما يقول المثل في كتالونيا: إنه يمتلك DNA برشلونة، هكذا كان فعلياً فالديس، الذي رحل في صيف 2014 بعد خلاف قوي مع الإدارة، وتعرض قبلها لإصابة قوية بقطع في الرباط الصليبي للركبة، أنهت على مسيرته رغم انتقاله بعدها إلى موناكو، اليونايتد، ميدلسبره، دون أي بصمة تذكر.
حارس برشلونة يلعب دائماً أمام دفاع متقدم، هكذا طبيعة هذا النادي حتى في أسوأ حالاته، تجده يلعب بدفاع متقدم وخط وسط لا يدافع كثيراً، ويُضرب بالتحولات والمرتدات بشكل كبير، باستثناء بعض الفترات مؤخراً تحت الضغط، منذ قدوم إرنستو فالفيردي بالأخص وحتى يومنا هذا، لذلك يحتاج الحارس إلى أن يكون حارس مرمى جيد وليبرو ممتاز، يجيد بشدة التغطية العكسية والقطرية، يصعد من مرماه باستمرار، يتقدم خطوات إلى الأمام وكأنه مدافع إضافي، وبالطبع يلعب بقدميه بشكل مميز، حتى يبدأ الهجمات من الخلف.
إنها سرقة”، هكذا قالت وسائل الإعلام بعد تألق شتيجن في الفترة ما بين 2015 حتى 2018 مع برشلونة، بعد قدومه من ألمانيا إلى كامب نو. لم يعرف الكثيرون هذا الحارس الشباب الذي جلس على الدكة في البداية لصالح كلاوديو برافو، قبل تألقه بشدة في دوري الأبطال، وإصراره على اللعب أساسياً حتى نال ذلك في 2017، بقرار من المدرب لويس إنريكي، ليرحل برافو بعدها إلى إنجلترا، ويحصل الألماني على المقعد الأساسي حتى الآن.
واصل تير تألقه في أول مواسم فالفيردي ليقدم مستويات نالت استحسان الجميع، لكنه وقف عند هذا الحد ولم يتطور، وكرر أخطائه ومشاكله، ولم يحل أبداً نقاط ضعفه، بل بالغ في ثقته بنفسه وتقديره المبالغ فيه لذاته، حتى شاهدنا مؤخراً نسخة سيئة ورديئة لحاس المرمى، كلما رأينا شتيجن يحرس مرمى البارسا مؤخراً.
مواصفات حارس برشلونة
تعرض فيكتور فالديس، حارس برشلونة القديم، إلى انتقادات قوية وصلت إلى حد التنمر في بعض الفترات، لكنه كان حارساً خلق ليلعب في البارسا. ربما ليس أفضل حارس في العالم ولن يكون كذلك، لكنه يمتلك فعلياً كل المقومات التي تجعله ناجحاً في كامب نو، أو كما يقول المثل في كتالونيا: إنه يمتلك DNA برشلونة، هكذا كان فعلياً فالديس، الذي رحل في صيف 2014 بعد خلاف قوي مع الإدارة، وتعرض قبلها لإصابة قوية بقطع في الرباط الصليبي للركبة، أنهت على مسيرته رغم انتقاله بعدها إلى موناكو، اليونايتد، ميدلسبره، دون أي بصمة تذكر.

حارس برشلونة يلعب دائماً أمام دفاع متقدم، هكذا طبيعة هذا النادي حتى في أسوأ حالاته، تجده يلعب بدفاع متقدم وخط وسط لا يدافع كثيراً، ويُضرب بالتحولات والمرتدات بشكل كبير، باستثناء بعض الفترات مؤخراً تحت الضغط، منذ قدوم إرنستو فالفيردي بالأخص وحتى يومنا هذا، لذلك يحتاج الحارس إلى أن يكون حارس مرمى جيد وليبرو ممتاز، يجيد بشدة التغطية العكسية والقطرية، يصعد من مرماه باستمرار، يتقدم خطوات إلى الأمام وكأنه مدافع إضافي، وبالطبع يلعب بقدميه بشكل مميز، حتى يبدأ الهجمات من الخلف.
إذا كنت مميزاً في التمرير من الخلف، الصعود للتغطية خلف الدفاع المتقدم، التصدي للانفردات والتميز في موقف 1 ضد 1، فأنت بلا شك ستكون حارساً ممتازاً لبرشلونة. ورغم أن فالديس لديه بعض العيوب التقنية كحارس، إلا أنه كان متفوقاً بحق في هذه المهارات، لذلك تألق بشكل واضح وصريح في نهائي دوري الأبطال 2006 ضد أرسنال، بعد تأخر البارسا في النتيجة ولعبه بدفاع متقدم، ليحصل هنري على أكثر من فرصة، كان بمقدوره حينها إنهاء المباراة تماماً لولا تصديات فالديس، وعودة البلاوجرانا فيما بعد عن طريق صامويل إيتو وجوليان بيليتي.
في 2009 على سبيل المثال، يتذكر الجميع “غدارة” إنييستا، لكنهم ينسون أو يتناسون التصديات المذهلة لفالديس في تلك المباراة، بعد تصديه لأكثر من انفراد صريح من جانب ديروجبا ومعظم لاعبي البلوز، ليتعادل برشلونة ويصل إلى النهائي في روما، قبل انتصاره على اليونايتد بهدفين دون رد.
وحتى لا نطيل عليكم، حارس برشلونة يجب أن يكون ذو شخصية قوية في الانفرادات، يجيد التعامل مع موقف 1 ضد 1، ذو رد فعل سريع داخل منطقة الجزاء بالكامل وليس فقط منطقة الست ياردات، وبالتأكيد لديه ميزة التمرير واللعب بالقدمين، وكل هذه الأمور جعلت فالديس حارساً لا ينسى في تاريخ الكتلان، رغم كل ما قيل وسيقال في حقه، ظلماً وعدواناً!
حارس الفوتسال
نأتي إلى شتيجن ونبدأ في عمل مقارنة بينه وبين فالديس، وقبل أن يطعنني أحدهم من الخلف أو حتى الأمام، وتذكيري بأن شتيجن أفضل “مييييت مرة” من فالديس، سأوافقه في هذه العبارة حتى وإن كنت غير مقتنع بها، لأن المقارنة ستكون حول المهارات التي يحتاجها حارس برشلونة، أي أنه ليس تقييم في المطلق، لأنني لست مختصاً في تحليل الحراس بشكل مفصل بالتأكيد.
هنا يمكن القول أن شتيجن يتصدى للكرات بشكل أفضل، تألق بوضوح في بداياته مع الفريق، وصل إلى القمة سريعاً ومبكراً، ولديه “ستايل” خاص في التصديات خاصة في التسديدات والكرات الرأسية وخلافه، لكنه يحتاج إلى المزيد في شقين: الشق الأول خاص بتردده المبالغ فيه أثناء خروجه من مرماه، ومبالغته الشديدة في الوقوف على خط المرمى عند العرضيات، مما يجعله معرضاً لاستقبال الأهداف بهذه الطريقة مراراً وتكراراً، بينما الشق الثاني يتعلق بطريقة تمركزه ووقوفه أثناء الانفرادات وحتى بعض التسديدات، حيث أنه يقوم بـ “فرد” جسمه دون حتى أن ينظر إلى الكرة، وكأنه حارس كرة صالات أو ما يعرف بلعبة الـ “فوتسال”.

مع الفارق طبعاً، شتيجن يستخدم أسلوباً قريباً بشدة من طريقة تصدي حراس الفوستال واليد، لأنه يرمي نفسه على الأرض ويفرد قدميه، دون حتى أن ينظر إلى الكرة، وفي نفس الوقت تجده متردداً بشدة في الخروج من مرماه أثناء الانفرادات، وهذا يعطي المهاجم فرصة النظر والتعديل والتسديد حتى إذا استلم الكرة بشكل خاطىء أو صحيح.
أمثلة سريعة على ذلك:

في تعريف “الأوفرريتد”
يطلق مصطلح “الأوفرريتد” على الشخص الذي يحصل على أكثر من حجمه، باختصار شديد أن يكون لاعب جيد وتقول عنه جيد جداً، لاعب مميز وتطلق عليه لقب الأسطورة، وهكذا. شتيجن يندرج تحت مسمى “الأوفرريتد” في حراسة المرمى، ليس بسبب قدراته إطلاقاً، لأنه حارس يملك قدرات تقنية فذة، ولديه بنية جسدية تؤهله للقمة، وقدم مواسم لا تنسى مع البارسا منذ قدومه، لكنه يعاني بشدة في آخر 3 أعوام، بالتحديد في 2019، 2020، و2021 بالتأكيد، ولكنه يعامل معاملة سنواته الأولى من جانب الجماهير والإعلام، وكأنه لا يزال في القمة، وهو عكس ذلك تماماً.
سيقول أحدهم أن البارسا في تلك السنوات انخفض مستواه كثيراً ولم يعد كالسابق، وبالتالي من الطبيعي أن ينخفض مستوى شتيجن. أرد هنا وأقول بأن مركز حراسة المرمى بالأخص يجب أن ينفصل تماماً عن مستوى بقية أفراد الفريق، لأن دوره الرئيسي في التصدي للكرات، سواء كان الفريق رائعاً أم سيئاً، أما الجزء الآخر من إجابتي -وهو الأهم بالمناسبة- فإنه يختص بأن شتيجن يعيش دوراً ليس دوره، ويحصل على مكانة لا يستحقها بالمرة، لأن الجميع يضعه في منزلة النجم الثاني بعد ميسي، وهو أبعد ما يكون عن ذلك، بسبب تراجع مستواه مثل غيره، ولا أبالغ إذا قلت أنه يجب أن ينال نفس الانتقادات التي يحصل عليها الحرس القديم مثل بيكيه، بوسكيتس، روبرتو، وألبا.
شتيجن تلقى 4 أهداف في أنفيلد، الهدف الثاني على سبيل المثال يتحمل جزء منه، والرائع كذلك، ولم يتصد لأي كرة خطيرة في هذه المباراة. تلقى 8 أهداف في مباراة البايرن أيضاَ، وقدم مستويات ولا أسوأ هذا الموسم وحتى الموسم الماضي في الليجا، ولا يزال يُعامل وكأنه أفضل حارس في العالم، أو ضمن الـ TOP3، وهو ليس كذلك أبداً، وهنا مربط الفرس وأس المشكلة، فالألماني على سبيل المثال أراد راتباً فلكياً قبل أزمة كورونا، ليكون ثاني أعلى اللاعبين أجراً بعد ميسي داخل غرفة الملابس، والحارس الأعلى أجراً في العالم على الإطلاق. بالتأكيد الرقم الذي طلبه لم يحصل عليه حتى الآن بسبب جائحة كورونا وأزمة البارسا المالية، لكنه كان سيتقاضاه فعلياً إذا لم تحدث هذه الكارثة غير المتوقعة.
وهنا يبقى السؤال الأهم، هل الحارس الذي يتلقى 4 و8 ويتراجع بشدة في آخر بطولتين للدوري الإسباني -دون نسف ما قدمه في ليجا 2018، وشامبيونزليج 2015، وعدد من المباريات التي لا تنسى في فترة لويس إنريكي وأول مواسم فالفيردي- يستحق أن يحصل على كل هذا التقدير المالي والمعنوي؟
الأرقام لا تكذب ولا تتجمل
لنلقي نظرة سريعة على إحصاءات وأرقام فرق الدوري الإسباني هذا الموسم، عبر موقع “آندر ستات” المتخصص، ولنتعرض جميعاً لنفس الصدمة عندما نعرف بأن برشلونة كان يجب أن ينال بطولة هذا الموسم وفق النقاط المتوقعة، بناء على عدد الفرص والأهداف والمستويات التي قدمها في معظم المباريات، لكنه تعرض إلى سقطات غير متوقعة بالمرة، أمام فرق أقل منه أو تساويه، بسبب الأخطاء الفردية الصريحة أمام مرماه. لخط الدفاع السىء دور رئيسي في ذلك بالتأكيد، أخطاء لونجلي، بيكيه، روبرتو، وحتى أراوخو ومينجيويزا، وفي نفس الوقت تغييرات كومان السيئة وقراءته الكارثية للمباريات، لكن أيضاً مستوى شتيجن الضعيف يتحمل جزء رئيسي مما يحدث.

تؤكد عملية الأهداف المتوقعة “بناء على عدد وحجم وكم الفرص” أن برشلونة كان يجب أن يستقبل مرماه 38 هدفاً هذا الموسم، لكنه استقبل حتى الآن 36 في 36 مباراة، مما يعني أنه تلقى الأهداف التي يستحقها وفق الفرص التي استقبلها مرماه. في المقابل منافسيه، أتليتكو مدريد مثلاً كان يجب أن يستقبل 34 هدفاً لكنه استقبل فقط 23، وريال مدريد أيضاً كان يجب أن يستقبل 37 لكنه استقبل 27 فقط، وهنا الدليل على مشاكل دفاع البارسا أولاً، وسوء مستوى تير شتيجن ثانياً وثالثاً ورابعاً.
عندما تتابع مباريات أتليتكو والريال، فإنك تلاحظ سريعاً انخفاض مستوى الفريقين، وقلة قوتهما الهجومية، وحتى سهولة الوصول إلى مرماهم في عدة مباريات، لكن الفارق أن كل من أوبلاك وكورتوا يتصديان لكرات خطيرة بشكل متكرر، كما حدث حتى في دوري الأبطال، فكورتوا أنقذ ريال مدريد من فضيحة أمام تشيلسي رغم خروجه، وهكذا يفعل أوبلاك في كل مباراة محلية وقارية بالنسبة لفريق سيميوني، لكن شتيجن في المقابل يحدث العكس، والدليل أن البارسا فعلياً استقبل نفس عدد الأهداف التي احتسبها نظام الأهداف المتوقعة وفق عدد الفرص التي وصلته وحجمها.
تقدم البارسا في مباريات عديدة هذا الموسم لكنه تعادل أو خسر، لأنه يحتاج إلى التقدم بفارق 3 أهداف على الأقل، مع منع الخصم من صنع أكثر من فرصة واحدة، لأنه باختصار يعاني من دفاع ضعيف فردياً وجماعياً، ومدرب يعاني في التبديلات، وحارس مرمى لا يتصدى تقريباً لأي فرصة غير متوقعة، إلا في أضيق الأحوال حتى لا نظلمه أو نتجنى عليه.
لذلك رقمياً، استقبل البارسا 36 هدفاً وكان يستحق 37 أو 38، وهذا يؤكد حقيقة واحدة فقط، أن شتيجن مثله مثل غيره، لا يستحق أبداً كل هذه الضجة وهذا الصيت المبالغ فيه، لأنه كما هو منذ سنوات، مشروع حارس كبير وليس حارسا كبيراً بعد، وللأسف لا يتعلم من أخطائه ويصر على الوقوع فيها باستمرار، لأنه غير مقتنع بالأساس بأنه يحتاج إلى التطوير، ولأنه محمي باستمرار من جانب كتلة جماهيرية وإعلامية كبيرة للغاية.