مايو 2008، يوم مثل أيام شهر مايو المليئة بالمباريات الكبيرة وقمم الحسم، جمع بين الريال والبارسا في كلاسيكو الكرة الإسبانية، لكن هذه المباراة بالأخص لم تكن قمة على الإطلاق، لأن برشلونة كان في أسوأ حالاته، ولأن لقب الليجا كان محسوماً منذ فترة طويلة، ولأن الريال فاز بكل سهولة بأربعة أهداف مقابل هدف، خلال واحدة من المباريات التي لا يتذكرها الكثيرون، بسبب ضعف المستوى الفني للدوري الإسباني في ذلك الموسم، وبدء ثورة جديدة في الموسم التالي مباشرة، بعد فوز إسبانيا ببطولة يورو 2008 مع الجد أراجونيس، وانطلاق حقبة برشلونة الذهبية تحت قيادة بيب جوارديولا خلال الفترة ما بين 2008 حتى 2012، ليتغير شكل كرة القدم بالكامل بعد ذلك، داخل الليجا وخارجها.
كان التنافس على أشده في موسم 2006-2007، لدرجة أن الريال والبارسا تساويا في عدد النقاط بـ76 لكل فريق بعد نهاية الجولة 38، ليذهب اللقب إلى الفريق الملكي الذي تفوق فقط على غريمه في المواجهات المباشرة. بطولة كانت غير متوقعة بالمرة، فالريال ضم حينها عدد من اللاعبين الشبان مثل هيجواين وجاجو وآخرين حينها، وكان البارسا مدعماً بالنجوم مثل رونالدينيو، إيتو، ديكو، تورام، بويول، والبقية، لكن نجح فابيو كابيلو، مدرب الميرينجي حينها، في خطف بطولة الدوري بعد استهتار مبالغ فيه من جانب الكتلان، وإضاعتهم لعدة نقاط سهلة في فترة الحسم، كديربي إسبانيول وهدف تامودو الشهير في كامب نو.
رغم فوز كابيلو بلقب الدوري إلا أن إدارة الريال لم تقتنع بعمله وقتها، لتقرر التخلي عنه وإبعاده عن تدريب الفريق، بسبب الخروج المبكر المتكرر من منافسات دوري أبطال أوروبا حينها، حيث خرج من دور الـ16 أمام بايرن ميونخ. قرر مسؤولو الملكي بعدها تولي بيرند شوستر تدريب الريال، وأبقى جوان لابورتا، رئيس برشلونة، على فرانك ريكارد كمدير فني للنادي الكتالوني، ليشهد موسم 2007-2008 سقوطاً مروعاً للبلاوغرانا، بسبب خسارة الدوري بفارق شاسع من النقاط لأول مرة منذ فترة طويلة، والسقوط في الكلاسيكو بهدف مقابل أربعة أمام الريال في البرنابيو، والخروج من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام مانشستر يونايتد.
في مدريد كان الحال أفضل بالتأكيد لكن ليس أفضل كثيراً، الفريق متفوق بشكل واضح محلياً، حصل على الدوري وفاز على البارسا ذهاباً وإياباً، لكنهم يلعبون بشكل عادي جداً وكرتهم بعيدة كل البعد عن الكمال أو حتى المتعة، وأوروبياً حدث ولا حرج، الفريق يعاني ويخرج باستمرار مبكراً، بالخسارة أمام روما ذهاباً وإياباً بنفس النتيجة 2-1، لكن استمر شوستر بعد حصوله على الدوري بسهولة ودون معاناة حقيقية.
مايو 2008، يوم مثل أيام شهر مايو المليئة بالمباريات الكبيرة وقمم الحسم، جمع بين الريال والبارسا في كلاسيكو الكرة الإسبانية، لكن هذه المباراة بالأخص لم تكن قمة على الإطلاق، لأن برشلونة كان في أسوأ حالاته، ولأن لقب الليجا كان محسوماً منذ فترة طويلة، ولأن الريال فاز بكل سهولة بأربعة أهداف مقابل هدف، خلال واحدة من المباريات التي لا يتذكرها الكثيرون، بسبب ضعف المستوى الفني للدوري الإسباني في ذلك الموسم، وبدء ثورة جديدة في الموسم التالي مباشرة، بعد فوز إسبانيا ببطولة يورو 2008 مع الجد أراجونيس، وانطلاق حقبة برشلونة الذهبية تحت قيادة بيب جوارديولا خلال الفترة ما بين 2008 حتى 2012، ليتغير شكل كرة القدم بالكامل بعد ذلك، داخل الليجا وخارجها.


ما أشبه اليوم بالبارحة
كان التنافس على أشده في موسم 2006-2007، لدرجة أن الريال والبارسا تساويا في عدد النقاط بـ76 لكل فريق بعد نهاية الجولة 38، ليذهب اللقب إلى الفريق الملكي الذي تفوق فقط على غريمه في المواجهات المباشرة. بطولة كانت غير متوقعة بالمرة، فالريال ضم حينها عدد من اللاعبين الشبان مثل هيجواين وجاجو وآخرين حينها، وكان البارسا مدعماً بالنجوم مثل رونالدينيو، إيتو، ديكو، تورام، بويول، والبقية، لكن نجح فابيو كابيلو، مدرب الميرينجي حينها، في خطف بطولة الدوري بعد استهتار مبالغ فيه من جانب الكتلان، وإضاعتهم لعدة نقاط سهلة في فترة الحسم، كديربي إسبانيول وهدف تامودو الشهير في كامب نو.

رغم فوز كابيلو بلقب الدوري إلا أن إدارة الريال لم تقتنع بعمله وقتها، لتقرر التخلي عنه وإبعاده عن تدريب الفريق، بسبب الخروج المبكر المتكرر من منافسات دوري أبطال أوروبا حينها، حيث خرج من دور الـ16 أمام بايرن ميونخ. قرر مسؤولو الملكي بعدها تولي بيرند شوستر تدريب الريال، وأبقى جوان لابورتا، رئيس برشلونة، على فرانك ريكارد كمدير فني للنادي الكتالوني، ليشهد موسم 2007-2008 سقوطاً مروعاً للبلاوغرانا، بسبب خسارة الدوري بفارق شاسع من النقاط لأول مرة منذ فترة طويلة، والسقوط في الكلاسيكو بهدف مقابل أربعة أمام الريال في البرنابيو، والخروج من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام مانشستر يونايتد.
في مدريد كان الحال أفضل بالتأكيد لكن ليس أفضل كثيراً، الفريق متفوق بشكل واضح محلياً، حصل على الدوري وفاز على البارسا ذهاباً وإياباً، لكنهم يلعبون بشكل عادي جداً وكرتهم بعيدة كل البعد عن الكمال أو حتى المتعة، وأوروبياً حدث ولا حرج، الفريق يعاني ويخرج باستمرار مبكراً، بالخسارة أمام روما ذهاباً وإياباً بنفس النتيجة 2-1، لكن استمر شوستر بعد حصوله على الدوري بسهولة ودون معاناة حقيقية.
مع البارسا لم تكن الأمور بهذا الهدوء، فجماهير كامب نو رفعت المناديل البيضاء في وجه لابورتا وإدارته، ونجا الرئيس بصعوبة من مشكلة حجب الثقة، لكنه قرر طرد فرانك ريكارد من منصبه والبحث عن مدير فني جديد ينقذه أولاً ويعيد النادي إلى وضعه الطبيعي فيما بعد، وهنا بدأت الخلافات والنقاشات الطويلة بين أعضاء مجلس إدارة برشلونة، هل نأتي بأفضل مدرب في العالم حينها؟ أم نراهن على اسم لا يعرف أحد في عالم التدريب؟ السؤال يبدو سهلاً في الوهلة الأولى، لكن حمل في طياته تفاصيل عديدة ووجهات نظر جديرة بالدراسة والرصد وحتى المذاكرة.
مورينيو أم جوارديولا؟
عبر صحيفة “بليزارد”، كتب جوناثان ويلسون قراءة تاريخية قديمة عن سر العداوة الشديدة بين مورينيو وجوارديولا، حيث كتب الآتي: “غادر مورينيو لتحقيق النجاح ونجح لكن عندما اراد العودة أبى النادي عودته. لقد كان مختلفا شيئا ما. لم يكن لاعب بل مترجما تحول الى مدرب. لم يكن واحدا منهم. لم يكن يفكر مثلهم. كان يتطلع للعبة ويتساءل لا عن كيفية الفوز مع اللعب بشكل جيد بل ببساطة عن كيفية الفوز. كان لديه جانب براغماتي منعه من ان يكون مناسبا. عاد في 2008 مكللا بالنجاحات، يريد ان يكون مدربهم لكنهم اختاروا واحدا منهم. لقد اصبح منبوذا، متمردا. و بهذا بدا في اعتبار نفسه معارضا لبرشلونة و لمبادئ كرة القدم السائدة في ذلك الوقت. حيث لن يلعب بقواعدهم وسيبدأ بفعل اشياء هو على دراية بمعارضتها ليثبت انه على حق. وتعهد، مثل الشيطان بنظرة ميلتون، بشن حرب ابدية بقوة المكر لا توافق عدوه الكبير”.
هي نظرة فلسفية بلا شك من جانب ويلسون الذي استعان هنا برائعة “الفردوس المفقود” في شرح أسباب عداوة مورينيو وجوارديولا، لكن هناك جزء من الصعب أبداً الاختلاف عليه، وهو أن جوزيه أراد بقوة تولي منصب المدير الفني للنادي الكتالوني في 2008، بعد أن طرحت الإدارة اسمه لتعويض رحيل ريكارد.
يؤكد المقربون من البيت الكتالوني وقتها أن مارك إنجلا، أحد أعضاء النادي البرشلوني، جلس مع جوزيه مورينيو وحدثه بشكل مباشر عن المنصب المقترح، ورحب البرتغالي بشدة ووافق سريعاً على العرض، ليجهز بعد ذلك شىء أشبه بالـ “بريزنتيشين” ليعرضه على إنجلا الذي سينقله إلى بقية أعضاء مجلس الإدارة، بطرح رؤيته للصفقات، القادمين، الراحلين، وكيفية إدارة المجموعة داخل الملعب وخارجه، مع فتح صفحة جديدة مع الإعلام والجمهور الذي دخل في عداء شديد معه خلال وقت سابق، حينما كان يدرب تشيلسي، بالتحديد في الفترة ما بين 2004 حتى 2006، عندما أقصى برشلونة مرة، وأقصاه البارسا في مرة أخرى.
عاش مورينيو فترة طويلة داخل برشلونة، لكنه أبدا لم يكن واحد منهم، بدأ مترجما ثم مدرب، لم يفكر مثلهم، كان يتساءل باستمرار عن كيفية الفوز فقط، لا عن كيفية الفوز مع اللعب بشكل جيد كما يُعرف داخل هذا الفريق. في 2008، أراد أن يكون مدربهم، رجل معروف بنجاحاته، أشهر وأفضل مدرب في العالم بتلك الحقبة، لكن هذا لم يحدث في النهاية، واختاروا هذا الشاب المتدرب المبتديء، بيب جوارديولا!
كان لابورتا حائراً بين صوتين، صوت العقل المتمثل في أكثر من عضو مجلس إدارة، يخبره بضرورة إحضار مورينيو، لخبرته وتاريخه الطويل، وقدرته على إبعاد الحرب الإعلامية والجماهيرية وتصويبها نحوه هو فقط كما يفعل، مع إعادة فريق كرة القدم إلى الواجهة من جديد، وصوت آخر، عرف وقتها بصوت القلب لكنه كان عين العقل فيما بعد، مع يوهان كرويف، مستشار لابورتا وأسطورة البارسا، وتشيكي، المدير الرياضي للنادي وزميل جوارديولا السابق في فريق الأحلام بالتسعينات. هذا الثنائي بالأخص دعم قدم بيب ورفض بشدة تولي مورينيو المنصب، بسبب كرته الدفاعية أولاً، ولسانه السليط ثانياً، وعدائيته غير المبررة للبارسا دون سابق إنذار من وجهة نظرهم.

نظرة على المنافسين
من 2006 إلى 2008، كانت الكرة الإسبانية تسير وفق وتيرة ثابتة، البارسا فاز في الأبطال صيف 2006، ثم نافس بقوة في 2008، مع حضور ضعيف إلى عادي في الليجا خلال موسمين على التوالي. والريال في المقابل يقدم مستويات كارثية في دوري الأبطال، لكنه ينافس حتى آخر جولة في الليجا، يفوز أولاً بفارق المواجهات المباشرة، ثم يكتسح في الموسم الثاني بفارق كبير من النقاط، ويأتي من بعيد إشبيلية أو أي فريق آخر، كمنافس “صوري” على اللقب حتى جولات الحسم. منتخب إسبانيا هو الآخر يعيش دور “التمثيل المشرف”، فهو منتخب شاب يقدم مباريات عظيمة في مرحلة المجموعات، ثم يسقط أمام أول فريق قوي في الأدوار الإقصائية كما حدث في مونديال 2006 على سبيل المثال.
نتيجة لذلك كان لا بد من التغيير، تغيير في الأسماء، وفي الفكر، وحتى في اللاعبين. لابورتا كان يجب أن يتخذ هذه الخطوة في صيف 2007، لكنه تراجع بسبب أصوات مساعديه، الذين قالوا له بأن ريكارد يحتاج إلى فرصة أخرى، لأنه فاز بلقب “الشامبيونزليج” في 2006، وخسر لقب الدوري في 2007 بفارق اعتباري ناتج عن المواجهات المباشرة فقط، مع تساويه في النقاط مع الريال، فوافق جوان على ما قيل له، وهنا حدثت الكارثة في تقديم موسم سىء في كل المستويات خلال 2008، ليتم طرد الهولندي ثم الاستعانة بجوارديولا بعد تفضيله على مورينيو.
في منتخب إسبانيا، واصل أراجونيس فلسفته الهجومية لكن بإضافة مجموعة من الأسماء القادرة على إضافة الشقين البدني والفني، مثل ماركوس سينا على سبيل المثال، رفقة عدد من المواهب التي لن تتكرر بسهولة كـ تشافي هرنانديز، أندريس إنييستا، دافيد سيلفا، وفابريجاس، مع ثنائية فيا وتوريس هجومياً، ليحصد الماتدور الثمار في 2008 ويحقق بطولة اليورو، وينطلق بعدها إلى قمة كرة القدم منفرداً حتى سقوطه في 2014 وما بعدها.

أما ريال مدريد ففضلت إدارته الإبقاء على نفس المدرسة تقريباً، صحيح أنهم أقالوا فابيو كابيو رغم فوزه بالدوري إلا أنهم اختاروا أهل الثقة أيضاً بقدوم أسطورتهم السابقة شوستر لتولي منصب المدير الفني، مع الحفاظ على نفس كوكبة اللاعبين واستقدام مجموعة من المواهب الشابة والصغيرة، من الأرجنتين والبرازيل، كجاجو، هيجواين، روبينيو، وآخرين.
في نهاية موسم 2007-2008، حقق الريال لقب الدوري برصيد 85 نقطة، وخرج مبكراً من دوري الأبطال، بينما جاء البارسا ثالثاً في الليجا بـ67 نقطة وخرج من نصف نهائي الأبطال أمام مانشستر يونايتد. لم يكن الفريقان في حالة جيدة، لا محلياً ولا قارياً، لكن الفارق أن الريال كان أفضل السيئيين في بطولة الدوري ليفوز بها، ليس بفضل قوة تكتيك شوستر أو براعة نجومه، ولكن لأنها كانت بطولة “العيان الذي يواجه الميت”، ولعب البارسا حينها دور المتوفي بنجاح. انتصار مدريد الخادع أدى إلى استمرار شوستر، قبل أن تتم إقالته فيما بعد، بينما سقوط برشلونة الحر أجبر لابورتا على التغيير الجذري، الذي رفضه قبل عام واحد فقط بسبب الضغوطات التي تعرف بصوت العقل دون وجه حق.

أما بعد؟
عاد لابورتا لقيادة برشلونة في 2021، إستلم النادي في أسوأ حالة ممكنة وهو الذي تركه على قمة العالم في 2010 وما قبلها وما بعدها، لكنه بالتأكيد قرر أولاً تجديد الثقة في رونالد كومان وجهازه من أجل تكملة الموسم، مع محاولة الإبقاء على ميسي بأي شكل، قبل ضم أي صفقة جديدة، وبالتأكيد المنافسة بقوة على لقبي الكأس والدوري. البارسا فاز أولاً ببطولة الكأس، لكنه فرط في فرصة ذهبية لتصدر الليجا بعد الخسارة من غرناطة، دون أن يفقد الفرصة بشكل كامل.
لا زلت عند رأيي بأن الفريق الذي سيفوز بلقب الليجا في النهاية سيحصل عليها لأنه كان أميز “الوحشين” وليس أفضل المميزين، فالكل يعاني بشكل واضح وصريح. أتليتكو خرج مبكراً من دوري الأبطال بعد خسارة ذهاباً وإياباً ضد تشيلسي، وفرط في فارق كبير جداً من النقاط دورياً دون أي سبب وجيه. الريال خرج أوروبياً من تشيلسي بعد أن واجه فريقاً منظماً وسريعاً لأول مرة في دوري الأبطال هذا الموسم، ولا تزال مسيرته متقلبة في الدوري ما بين صعود وهبوط. كذلك البارسا الذي خرج أمام سان جيرمان، وفاز ببطولة الكأس، وخسر الكلاسيكو رايح جاي على الصعيد المحلي.
لذلك هناك وجه للشبه بين 2021 و2008، لأن كل المنافسين بلا استثناء ليسوا في أفضل حالاتهم، بل يعانون بشكل واضح محلياً وأوروبياً. وفي نفس الوقت يقود الكبار مجموعة من المدربين الكبار المعروفين سابقاً، مثل زيدان، كومان، وسيميوني، وهم من المدرسة التي تعتمد على التعامل مع النجوم، باستثناء الشولو الدفاعي الذي لم نعرف له أي وجه آخر حتى الآن. عكس إنجلترا على سبيل المثال، دوري يعج بالمدربين الخططيين مثل جوارديولا وتوخيل وحتى كلوب، أو ألمانيا مثلاً التي تراهن باستمرار على الشبان أو المغمورين، مثل ناجلزمان حالياً وفليك سابقاً مع بايرن.
نتيجة لكل ما سبق فإن التغيير قادم لا محالة ومطلوب بقوة في بطولة مثل الدوري، لأن الثورة التي حدثت في 2008 وحركت المياه الراكدة وصلت إلى نهايتها منذ سنوات، مما يجعل هناك أهمية مضاعفة لإعادة صياغة قوانين اللعبة من جديد ومحاولة الوصول إلى أبعاد جديدة في القادم، لكن يبقى السؤال، من سيتجرأ ويتخذ القرار أولاً؟ فـ لابورتا على سبيل المثال قد يتجه إلى ذلك في حال خسارة الليجا، لكنه لن يجرؤ أبداً على فعلها في حال الفوز بالدوري والكأس، كما خاف سابقاً في 2007 وأجبر على فعلها في 2008، بينما بيريز يبدو منشغلاً بالأزمة الاقتصادية وفشل مشروعه السوبر ليج، ويبتعد تماماً بفكره عن زيدان، الرجل الذي يفضل اللعب مع النجوم بينما الرئيس يهاديه سنوياً بالشبان والصغار من البرازيل وحواري أوروبا، أما أتليتكو فقصتهم مع سيميوني قاربت على النهاية، سواء فازوا بالدوري أم لا، لأن المشروع يقل كل عام سواء كلاعبين أو طريقة لعب أو حتى قوة دفاعية. في 2008 جاء بيب جوارديولا، المجدف المجدد السائر عكس التيار، وكان برشلونة محظوظاً بخسارة الليجا مرتين في 2007 و2008، حتى أجبرت الإدارة على التغيير، بينما انتظر الريال لفترة بسبب الفوز بالدوري حتى أدى بيريز من جديد وقرر هدم كل ما سبقوه وإعادة بناء البيت من الداخل، أولاً بالنجوم مثل رونالدو وغيره، وثانياً بالمدربين كمورينيو فأنشيلوتي وأخيراً زيدان، أما سيميوني فحمل أتليتكو على عاتقه بمفرده، لكنه بدا مرهقاً وعجوزاً الآن، لذلك سأقولها وأعيدها وأكررها، التغيير قادم قادم لا محالة، فقط مسألة وقت، انتصارات خادعة، قرارات مترددة، وضغوطات جماهيرية وإعلامية.