واشتعلت الليجا بعد كلاسيكو مليء بالأحداث والتغيرات والقرارات المثيرة للجدل. تقدم الريال أولاً ولعب شوط أول ممتاز، لكن عاد البارسا في الشوط الثاني ليقلص النتيجة، وكان قريباً من إدراك التعادل وفق نظام الأهداف المتوقعة وفق عدد الفرص وحجمها، لكن في النهاية طارت الطيور بأرزاقها وخطف الملكي نقاط المباراة، ليتقدم فوق غريمه في سلم الترتيب العام، ويصبح منافساً بقوة على لقبي الليجا والشامبيونزليج هذا الموسم.
ألعب بخطة 3-5-2 أم 3-4-2-1؟ من الأفضل البدء بجريزمان وديمبلي مع ميسي؟ أم يجلس أنطوان على الدكة ويعود فرينكي دي يونج إلى الوسط؟ هل الأجدر أن يبدأ بيكيه في مركز الليبرو أم أراوخو؟ أم يلعب دي يونج كمدافع ثالث؟ وفي حال إشراك دي يونج بالخلف، من الأنسب لشغل مركز المدافع الأيمن خلف ديست؟ بيكيه أم أراوخو؟
لو لو لو كنت مكان رونالد كومان لسألت نفسي كل هذه الأسئلة قبل المباراة، ولكن يبقى السؤال الأهم، هل تكون إستراتيجية اللعب ضغط متقدم وهجوم مبكر؟ أم تقارب الخطوط وإغلاق المساحات في نصف الملعب الأقرب؟ وبعدها يأتي السؤال الآخر، ما هي أفضل خطة ممكنة؟ 3-5-2 أم 3-4-2-1 أم 4-3-3؟
الحقيقة أن كومان اختار أولاً الخطة، لذلك لعب برسم 3-5-2، مع أراوخو، مينجيزا، ولونجلي بالخلف، مع دي يونج، بوسكيتس، وبيدري بالوسط، وعلى الأطراف كل من ديست وألبا، وفي الهجوم ميسي وديمبلي. قد نتفق أو نختلف حول هذا الرسم، لكن يجب أن نختلف ونعترض تماماً على إستراتيجية لعب بارسا كومان في البدايات، لأن الفريق لعب بضغط متقدم وتباعد واضح في الخطوط، مع نفس الآفة القديمة الخاصة بتمركز مرتفع للغاية لثنائي الوسط دي يونج وبيدري.
واشتعلت الليجا بعد كلاسيكو مليء بالأحداث والتغيرات والقرارات المثيرة للجدل. تقدم الريال أولاً ولعب شوط أول ممتاز، لكن عاد البارسا في الشوط الثاني ليقلص النتيجة، وكان قريباً من إدراك التعادل وفق نظام الأهداف المتوقعة وفق عدد الفرص وحجمها، لكن في النهاية طارت الطيور بأرزاقها وخطف الملكي نقاط المباراة، ليتقدم فوق غريمه في سلم الترتيب العام، ويصبح منافساً بقوة على لقبي الليجا والشامبيونزليج هذا الموسم.
– خطأ كومان الذي لا يغتفر
ألعب بخطة 3-5-2 أم 3-4-2-1؟ من الأفضل البدء بجريزمان وديمبلي مع ميسي؟ أم يجلس أنطوان على الدكة ويعود فرينكي دي يونج إلى الوسط؟ هل الأجدر أن يبدأ بيكيه في مركز الليبرو أم أراوخو؟ أم يلعب دي يونج كمدافع ثالث؟ وفي حال إشراك دي يونج بالخلف، من الأنسب لشغل مركز المدافع الأيمن خلف ديست؟ بيكيه أم أراوخو؟
لو لو لو كنت مكان رونالد كومان لسألت نفسي كل هذه الأسئلة قبل المباراة، ولكن يبقى السؤال الأهم، هل تكون إستراتيجية اللعب ضغط متقدم وهجوم مبكر؟ أم تقارب الخطوط وإغلاق المساحات في نصف الملعب الأقرب؟ وبعدها يأتي السؤال الآخر، ما هي أفضل خطة ممكنة؟ 3-5-2 أم 3-4-2-1 أم 4-3-3؟
الحقيقة أن كومان اختار أولاً الخطة، لذلك لعب برسم 3-5-2، مع أراوخو، مينجيزا، ولونجلي بالخلف، مع دي يونج، بوسكيتس، وبيدري بالوسط، وعلى الأطراف كل من ديست وألبا، وفي الهجوم ميسي وديمبلي. قد نتفق أو نختلف حول هذا الرسم، لكن يجب أن نختلف ونعترض تماماً على إستراتيجية لعب بارسا كومان في البدايات، لأن الفريق لعب بضغط متقدم وتباعد واضح في الخطوط، مع نفس الآفة القديمة الخاصة بتمركز مرتفع للغاية لثنائي الوسط دي يونج وبيدري.

كانت هذه النقطة هي الشرارة الأولى لهزيمة البارسا ذهاباً ضد باريس سان جيرمان، حيث يتقدم دي يونج وبيدري كثيراً في نصف ملعب الخصم، ومع ضعف منظومة الضغط فإن وسط برشلونة يضرب بسهولة، ويصبح الطريق إلى مرماه متاحاً. تعلم المدرب الهولندي جزء من الدرس بتخليه عن رسم 4-3-3 إلى 3-5-2 ومشتقاتها، لكنه لا يزال يلعب بخط وسط متقدم أمام الفرق التي تضرب بالتحولات السريعة، كما حدث في أول نصف ساعة بالكلاسيكو.

وفي الجهة الأخرى من الإجابة، ظل برشلونة بدون خطوط متقاربة، وسط بعيد في نصف ملعب الخصم، وأظهرة تتقدم باستمرار، وثنائي هجومي لا يضغط بقوة، مما جعل ثلاثي الخلف وبوسكيتس غير قادرين بالمرة على تغطية كل هذه الفراغات من دون الكرة. هكذا كان الخطأ الأول من كومان الذي لا يغتفر أبداً، أما الخطأ الثاني فحقاً له ما له وعليه ما عليه.
بيدري لاعب ممتاز في التمركز والحيازة والقراءة والرؤية، لكنه لا يزال ضعيفاً بوضوح في التحولات الدفاعية، خاصة أمام الفرق السريعة بالمرتدات. حدث ذلك في مباريات سابقة وتكرر في الكلاسيكو. كذلك لم يصل بعد أراوخو إلى كامل جاهزيته البدنية بعد الإصابة الطويلة، لذلك كان من الأفضل البدء بأنطوان جريزمان، الفرنسي الذي لا يسجل بغزارة لكنه تعلم وتتلمذ تحت يد سيميوني في أتليتكو، حيث الافتكاك وقنص الكرة الثانية ومساعدة لاعبي الوسط، مع الارتداد السريع من دون الكرة للتغطية رفقة الأظهرة، وهذا ما افتقده البارسا بوضوح في عدم تواجد أنطوان بالتشكيلة الأساسية من البداية، لكن هنا من الصعب لوم كومان بنسبة 100 % لأن هناك أصوات أيضاً طالبت بوضع دي يونج في الوسط لا الدفاع،
لكن من حيث إستراتيجية اللعب، تباعد الخطوط، التمركز السيء من دون الكرة، يسأل عليها وفيها المدرب ومساعديه، خاصة أن هذه العيوب والمشاكل ظهرت بقوة منذ بداية المباراة حتى أول نصف ساعة، دون أي حلول أو استجابة أو تعديل، ليستقبل البارسا هدفين بشكل متوقع
– ريال أم أتليتكو مدريد؟
في المقابل، لعب زيدان بذكاء شديد في البدايات، وكأنه استحضر روح جاره اللدود أتليتكو مدريد. صحيح أن زيدان فعلياً ليس مدرب ذو أسلوب تكتيكي واضح، ولديه مشاكل في البنية الخططية مع مرور الوقت، لكن ربما هذه الأمور تشكل نقاط قوته أيضاً، لأنك من الصعب توقعه، بالإضافة إلى أنه يتلون بكل أريحية من مباراة لأخرى دون مشاكل، وهذا ما ضمن له التفوق على ليفربول ثم برشلونة بنفس الطريقة تقريباً، ألا وهي الدفاع المتأخر ومن ثم الضرب بالتحولات السريعة.
في مباراة ليفربول بالأبطال، لعب الريال بنظام صبور للغاية، ألا وهو الانتظار في مناطقه لأطول فترة، ومن ثم إيجاد الثغرات في دفاع كلوب المتقدم، لذلك أبدع بقوة توني كروس في مثل هذه اللحظات، وكأنه يشبه الـ “كوارترباك” في لعبة “الأمريكان فوتبول” باستلامه الكرات في مناطق عميقة، ومن ثم إيجاد الثغرة المناسبة واتخاذ القرار الصحيح في التوقيت المحدد، بلعب الكرات الطولية والقطرية من الخلف إلى قلب الهجوم أو تجاه الأطراف، ناحية الثلاثي بنزيما، أسينسيو، وفينسيوس.
بالكلاسيكو، لم يظهر توني كروس بنفس الأهمية، ربما لأن برشلونة لعب بثلاثي خلفي صريح، من أجل تقليل الفراغات أمام انطلاقات فينسيوس، وتواجد لاعب إضافي خلف الظهيرين، لكن تضاعفت قيمة لاعب مثل فالفيردي، القوي جداً في التحولات السريعة، والمميز في الركض والجري باستمرار، وهو ما يفتقده بشدة وسط برشلونة من دون الكرة، مما يجعلهم يعانون باستمرار كلما واجهوا خصماً بهذه الطريقة.
إستراتيجية الريال كانت أكثر نجاعة ووضوحاً من نظيرتها في البارسا، باللعب بدفاع متأخر، ترك الكرة في معظم فترات المباراة، ومن ثم لعب التحولات السريعة، إما بالمراوغة والركض أو الطوليات، من أجل استغلال الثغرات خلف أظهرة البارسا وبالتحديد أكثر خلف خط وسطه في مناطق أنصاف المسافات، خلف دي يونج وبيدري يميناً ويساراً.
على مستوى خطة اللعب، كان رسم 4-4-2 هو الأنسب على الإطلاق وكأن البارسا واجه أتليتكو مدريد وليس الريال، من خلال البدء بميندي، ميليتاو، ناتشو، وفاسكيز بالدفاع، وفي الوسط رباعي صريح: كروس، مودريتش، كاسيميرو، وفالفيردي، وبالمقدمة كل من بنزيما وفينسيوس.

هذا بالكرة لكن من دونها كانت خطة الريال أقرب إلى 5-4-1، بعودة كاسيميرو خطوات وكأنه مدافع ثالث، وتحول فينسيوس إلى مركز الجناح الأيسر وفالفيردي بالجناح الأيمن، وفي العمق كروس ومودريتش، وأمام كل هؤلاء كريم بنزيما بمفرده. وبمجرد قطع الكرة من لاعبي البارسا تبدأ المرتدة العكسية بأقل عدد من التمريرات.

– شوط أول مدريدي
بدأت المباراة بشكل متوقع للغاية، الكل تقريباً توقعه إلا الجهاز الفني للبارسا، حيث أن الريال لعب في مناطقه الخلفية واستغل فقط تقدم البارسا المبالغ فيه، خاصة من جهة بيدري وألبا، لذلك تقدم فالفيردي بالكرة وتفوق على بيدري في سباقات السرعة، ثم غلب ألبا بمراوغة خاطفة، مما جعل الريال في زيادة عددية واضحة بنصف ملعب البارسا، وبتمريرة من فالفيردي إلى لوكاس فاسكيز المنطلق وحيداً على اليمين، حصل الريال على فرصته الأولى وهدفه الأول أيضاً، بعد أسيست من فاسكيز وإنهاء ولا أفضل من كريم بنزيما.
حصل الريال على ما يريد بفضل استغلال أخطاء البارسا وتباعد خطوطه، فالفريق المدريدي لم يسيطر أو يستحوذ كثيراً لكنه كان يركز بوضوح على نقل الهجمة بأسرع شكل ممكن من الخلف إلى الأمام، ومحاولة إيجاد بنزيما وفينسيوس أثناء التحولات السريعة، وهذا ما حدث نصاً في لقطة الهدف الأول، فكريم هرب من رقابة أراوخو، ووضع تمريرة فاسكيز في الشباك بمهارة، بعد مجهود وافر من فالفيردي، الذي تفوق على بيدري وألبا في سباق السرعة.
لم يتوقف الريال عند هذا الحد، ترك الكرة للبارسا أكثر وفضل العودة إلى مناطقه، ومن ثم محاولة خلق موقف 1 ضد 1 أسفل الأطراف أو في العمق، خلف وسط برشلونة وأمام دفاعه. في اللقطة الأولى هرب بنزيما من أراوخو، وفي لقطة أخرى حصل فينسيوس على مخالفة صريحة من نفس المدافع، لأن دفاع الفريق الكتالوني صار مكشوفاً بوضوح، بسبب الاندفاع المبالغ فيه والتباعد الشديد في الخطوط، مما جعل السيطرة على الموقف يبدو خياراً صعباً.
في لقطة الهدف الثاني، لم يكن توني كروس هو السبب، ولا حتى ديست أو ألبا، بعد تغيير مسار الكرة مرتين، لكن الأصل في هذه اللعبة هي المساحة التي حصل عليها فينسيوس نتيجة اندفاع البارسا، ليساعده ذلك في الحصول على مخالفة في مكان خطير للغاية. هكذا كان التفوق المدريدي الواضح بالشوط الأول، من خلال الانتظار وتقارب الخطوط والتحولات السريعة، وبالتأكيد خلخلة نقاط ضعف برشلونة ودفاعه.
– الخطة ب
إذا كنت يا كومان تريد الدفاع فخطة 3-5-2 كانت صحيحة، لكن بإستراتيجية خاطئة تماماً لأن وسط برشلونة وأظهرته كانوا متقدمين بشكل مبالغ فيه. وإذا كان الهولندي يريد اللعب بضغط قوي وتخليص الكرات في منتصف الملعب، فإن جريزمان كان لا بد أن يشارك من البدايات، لأنه الأفضل في اقتناص الكرة الثانية أو ما يعرف بالـ Second ball.
في الشوط الثاني، قرر كومان اللجوء للخطة البديلة وتصحيح جزء من الخطاً، بدخول جريزمان مكان ديست، وتحول مينجيزا إلى مركز الظهير الأيمن، واللعب برسم 4-3-3 بدلاً من 3-5-2، وكان برشلونة أخطر منذ الدقيقة 46 وحتى صافرة الحكم، لأن الفريق أصبح لديه عمق هجومي واضح، وفي نفس الوقت يملك لاعب إضافي في عملية الضغط والافتكاك، هو جريزمان المائل لليسار من أجل التغطية رفقة بيدري وألبا، وسد أكبر نقطة ضعف للبارسا في الشوط الأول.
نجح البارسا في تسجيل الهدف الأول بعد عرضية ألبا وتسديدة مينجيزا، لكن الأهم من كل ذلك هو تمركز جريزمان داخل الصندوق، ونجاحه في عمل قلق لدفاعات الريال. وفي الدقيقة 64 قرر كومان الدفع بروبرتو مكان بوسكيتس، وبعدها بدقائق موريبا بدلاً من أراوخو، ليحافظ على رسم 4-3-3 لكن مع موريبا كلاعب وسط إضافي ودي يونج في الارتكاز، وروبرتو على اليمين.

زيدان في المقابل أجرى تغييراًَ إجبارياً في نهاية الشوط الأول بدخول أودريوزولا مكان فاسكيز المصاب، لذلك كان من الأفضل لكومان أن يشرك ترينكاو وبريثويت في آخر 20 دقيقة وليس فقط 10 دقائق، لاستغلال نقص لياقة لاعبي ريال مدريد، وضرب الثغرة الكبيرة أسفل الطرف اليمين، لذلك في الدقائق الأخيرة تحول البارسا إلى 4-2-3-1، بتواجد ترينكاو وجريزمان على الأطراف، وفي العمق ميسي وبريثويت، وخلفهما موريبا ودي يونج.

ضعف لياقة الريال أجبرت زيدان على الدفع بإيسكو وماريانو ومارسيلو مكان كروس وبنزيما وفينسيوس، مع الحفاظ على رسم 4-4-2 لكن بأدوات دفاعية أكثر، باللعب بمارسيلو وميندي على اليسار، مع أسينسيو “الذي لعب مكان فالفيردي” وأوديورزولا على اليمين، والدفاع أكثر من الهجوم.
إذا كانت خطة لعب 4-3-3 للبارسا ضمنت للفريق تواجد أكثر داخل منطقة الجزاء، خاصة مع لعب الريال بدفاع متأخر، وساعدت ألبا كثيراً على الصعود للأمام، بسبب تواجد جريزمان أمامه كجناح أيسر داخلي مائل للعمق، فإن التحول إلى 4-2-3-1 في الدقائق الأخيرة أعطى الكتلان القوة البدنية في عمق الملعب، خاصة مع تواجد موريبا المميز في ألعاب الهواء، وقيام بريثويت ببعض القلق داخل الصندوق رغم ضعفه الفني، مما أعطى الضيوف فرصتين للتسجيل، الأولى عن طريق ألبا والأخرى بفضل موريبا، لكن لم يكن التوفيق حليفهم في الدقائق الأخيرة.

في النهاية، وبعيداً عن أي قرارات تحكيمية مثيرة للجدل من جانب الحكم خيل مانزانو، فإن الريال حصل على الأفضلية بسبب تفوقه الواضح في الشوط الأول، مع خطأ كومان في إستراتيجية لعبه التي أبعدت خطوطه بشكل واضح، لكن بمجرد عودة الهولندي إلى قواعده واستعانته بالخطة البديلة، كان البارسا هو الطرف الأميز في الشوط الثاني، من حيث تسجيله هدف تقليص الفارق وإضاعته بعض الفرص التي كانت كفيلة بإنهاء الكلاسيكو بالتعادل، لكن في النهاية تفاصيل صغيرة جداً حسمت الأمور لأصحاب الأرض، وأعطتهم أفضلية واضحة في سباق الليجا بعد هذه الجولة النارية.