يقول الكاتب رامون ميرابيتياس في كتابه “الوظيفة السياسية للبارسا”، أن العلاقات داخل هذا النادي متشابكة إلى أقصى درجة ممكنة، لدرجة أن البارسا وكتالونيا لا ينفصلان أبداً، وأن الحرب دائماً داخل النادي بين الانفصاليين والحكوميين، القوميين والماليين، النونيزتا واللابورتيزما، مما يجعل هذا الصراع هو الأساس لفهم أي انتخابات سابقة، حالية، ومستقبلية، لذلك علينا أن ننتظر حتى نعرف الفائز في الانتخابات، والمعسكر الذي سيقود أحد أكبر أندية العالم خلال السنوات القادمة.
كانت هذه كلمات التقرير الذي سبق انتخابات برشلونة بعدة أشهر، عندما اشتد الصراع بين الثلاثي جوان لابورتا، توني فريتشا، وفيكتور فونت، حتى فوز لابورتا باكتساح وتفوقه على جميع منافسيه بفارق كبير جداً من الأصوات، ليقود البارسا خلال أصعب حقبة في تاريخه، بسبب الانكسارات الماضية والأزمة المالية الطاحنة التي ضربت النادي بعد جائحة كورونا مباشرة.
لابورتا يعرفه الجميع بصفته رئيس برشلونة في الفترة ما بين 2003 حتى 2010، وأنجح رئيس في تاريخ النادي خلال القرن الحادي والعشرين، مع ميوله السياسة ونزعته الانفصالية، وتعصبه لكرويف وجوارديولا بشكل واضح وصريح، مع النجاحات الكبيرة في عهده سواء مع ريكارد أو بيب.
لابورتا رجل له ميول سياسة واضحة، رفع شعارات القومية الكتالونية، وقلل كثيراً من نفوذ الهولنديين داخل الفريق، واستبدلهم فيما بعد بالإسبان والكتلان. كذلك نجح في انتشال فريق كرة القدم من السقوط سريعاً، ليحصل على الثقة المطلقة في 2004 مع جيل رونالدينيو وريكارد، ويصبح رئيساً ذو نفوذ داخل النادي، مع نزعته الاستقلالية في الحديث عن أن كتالونيا ليست إسبانيا، وأن البارسا فريق يجب أن يخدم القضية الكتالونية.
يقول الكاتب رامون ميرابيتياس في كتابه “الوظيفة السياسية للبارسا”، أن العلاقات داخل هذا النادي متشابكة إلى أقصى درجة ممكنة، لدرجة أن البارسا وكتالونيا لا ينفصلان أبداً، وأن الحرب دائماً داخل النادي بين الانفصاليين والحكوميين، القوميين والماليين، النونيزتا واللابورتيزما، مما يجعل هذا الصراع هو الأساس لفهم أي انتخابات سابقة، حالية، ومستقبلية، لذلك علينا أن ننتظر حتى نعرف الفائز في الانتخابات، والمعسكر الذي سيقود أحد أكبر أندية العالم خلال السنوات القادمة.
كانت هذه كلمات التقرير الذي سبق انتخابات برشلونة بعدة أشهر، عندما اشتد الصراع بين الثلاثي جوان لابورتا، توني فريتشا، وفيكتور فونت، حتى فوز لابورتا باكتساح وتفوقه على جميع منافسيه بفارق كبير جداً من الأصوات، ليقود البارسا خلال أصعب حقبة في تاريخه، بسبب الانكسارات الماضية والأزمة المالية الطاحنة التي ضربت النادي بعد جائحة كورونا مباشرة.
مستر كاريزماتيك
لابورتا يعرفه الجميع بصفته رئيس برشلونة في الفترة ما بين 2003 حتى 2010، وأنجح رئيس في تاريخ النادي خلال القرن الحادي والعشرين، مع ميوله السياسة ونزعته الانفصالية، وتعصبه لكرويف وجوارديولا بشكل واضح وصريح، مع النجاحات الكبيرة في عهده سواء مع ريكارد أو بيب.
لابورتا رجل له ميول سياسة واضحة، رفع شعارات القومية الكتالونية، وقلل كثيراً من نفوذ الهولنديين داخل الفريق، واستبدلهم فيما بعد بالإسبان والكتلان. كذلك نجح في انتشال فريق كرة القدم من السقوط سريعاً، ليحصل على الثقة المطلقة في 2004 مع جيل رونالدينيو وريكارد، ويصبح رئيساً ذو نفوذ داخل النادي، مع نزعته الاستقلالية في الحديث عن أن كتالونيا ليست إسبانيا، وأن البارسا فريق يجب أن يخدم القضية الكتالونية.
مع لابورتا أصبحت السياسة حاضرة بلا شك، جنباً لجنب مع نجاحات فريق كرة القدم والسلة، مع المدرب الطموح والظاهرة حينها بيب جوارديولا، الرجل الذي أنقذ لابورتا نفسه من فخ الإقالة أو الإجبار على الاستقالة، بعد الخلافات القوية بينه وبين نائبه ساندرو روسيل، ومطالبات حملة حجب الثقة ضده، والتي فلت منها بأعجوبة، ليقامر على جوارديولا بفضل نصيحة مرشده الكروي يوهان كرويف، وتتحول الكفة إلى صالحه من جديد، حتى نهاية فترته في صيف 2010.
بعيداً عن النشاط الرياضي والإنجازات الكروية، فإن ميزة لابورتا الأساسية تكمن في تمتعه بـ “كاريزما” كبيرة، تؤهله للقيام بدور الرئيس، سواء من خلال قربه من اللاعبين أو المدربين، وبالتأكيد علاقته القوية جداً مع عدد كبير من وكلاء اللاعبين، لذلك فإنه حصل على أصوات “الكرويفستا” نسبة إلى يوهان كرويف ومريديه، وحتى جزء من أصوات “النونيزتا” الذين خافوا على ضياع هيبة النادي، بعد فشل بارتوميو، المحسوب عليهم، وضعف أسهم فريتشا الذي ينتمي لهم، لذلك اتفق الغالبية العظمى على جوان لابورتا، ليس حباً فيه ولكن خوفاً من المصير المجهول.
ربما أبسط مثال على ذلك، دخول برشلونة بقوة في صفقات مثل إيرلينج هالاند ودافيد ألابا. ليس بالضرورة أن يحصل الفريق على خدمات هذا الثنائي بسبب أزمته المالية، لكنه بالتأكيد لن يكون خصماً سهلاً في الصيف، إذا نجح بالمقابل في تسويق وبيع بعض لاعبيه، مثل جريزمان، كوتينيو، أومتيتي، وبريثويت على سبيل المثال، والأهم من كل ذلك تزايد أسهم بقاء ليونيل ميسي مع توقعات بعقد اجتماع بين والده ولابورتا خلال الأيام القادمة.
ومع كامل الاحترام والتقدير لـ “كاريزما” وخبرة وشخصية وقيمة ونجاحات جوان لابورتا السابقة، وعلاقته المميزة بالنجوم داخل النادي وخارجه، يبقى السؤال الأهم على الإطلاق، كيف سيكون الهيكل الإداري والرياضي لإدارته؟ وهل سيكون بمقدوره ضبط الشق الاقتصادي؟ وما هو السيناريو المثالي للنادي رياضياً في القادم؟
ماتيو أليماني.. المدير العام
ماتيو أليماني، أولى اختيارات لابورتا، والرجل الذي ساند جوان طوال الفترة الماضية وعمل معه عن قرب، ليتولى منصب المدير العام للنادي الكتالوني والمسؤول الأول عن قطاع كرة القدم خلال الفترة القادمة. أليماني رجل غير معروف أوروبياً مقارنة بمارك أوفر مارس أو رالف رانجنيك “الثنائي الذي كان مرشحاً لتولي منصبه” على سبيل المثال، لكنه معروف لأقصى درجة داخل الأوساط الكروية الإسبانية، من خلال تجارب مهمة ومحورية مع فريقي مايوركا وفالنسيا خلال فترات سابقة.
عمل أليماني مع مايوركا خلال الفترة من 1990 حتى عام 2000، أولاً كنائب مدير الإدارة ثم الرئيس التنفيذي للنادي. وبعدها تولى رئاسة النادي فعلياً من عام 2000 حتى عام 2005، ليبتعد تماماً عن الأوساط الرياضية لفترة، حتى عاد من جديد عام لرئاسة مايوركا من 2009 حتى 2010، ليختفي مرة أخرى ويعود مع فالنسيا، في منصب مدير النادي من 2017 حتى نوفمبر 2019، ليرحل بعد رحيل مارسيلينو ويبتعد حتى يعود مع لابورتا.

استحوذ أليماني على مايوركا منذ فترة طويلة، لدرجة أن فلورنتينو بيريز أعجب بعمله، ووعده بدور في حال فوزه بالانتخابات عام 2000، لكن أليماني رفض العرض وفضل الاستمرار في مايوركا، واستمر مع الفريق ليحصل على بطولة كأس الملك عام 2003، ويصنع الجيل التاريخي للنادي بقيادة صامويل إيتو، والمدرب القدير غريغوريو مانزانو، قبل رحيل الكاميروني إلى ريال مدريد ثم انتقاله إلى برشلونة وتحوله إلى أيقونة للنادي الكتالوني فيما بعد.
وعاد ماتيو للظهور رفقة مارسيلينو في فالنسيا، ليصنع جيلاً مميزاً حصل على المركز الرابع في بطولة الليجا، وفاز بكأس الملك لعام 2019، بعد ابتعاد مينديز عن مفاتيح النادي، وإعطاء الصلاحية للمدير الفني مارسيلينو ومدير النادي أليماني، قبل الخلاف الكبير مع بيتر ليم، مالك النادي، ورحيلهما فيما بعد بالتدريج.
الفكرة هنا أن أليماني يدير كرة القدم بمفهوم رجل الأعمال، أي أنه يضع حسابات الربح والخسارة دائماً في مخيلته، ولديه معرفة كبيرة بالسوق الإسباني على مستوى بيع وشراء اللاعبين، ويملك خبرة عريضة في التفاوض مع الوكلاء والإدارات، لذلك ربما كان هذا السبب الرئيسي في تفضيل لابورتا له على حساب أسماء أخرى تفوقه شهرة مثل أوفرمارس، وخبرة كالألماني رانجنيك، لأن الوضع المالي للنادي الكتالوني لم يعد كالسابق، ويحتاج إلى رجل قوي في المفاوضات والضرب من تحت الطاولة، لذلك كان ماتيو أليماني هو المفضل بالنسبة للرئيس.
جوردي كرويف.. السكرتير التقني
بعد ماتيو أليماني، جاء الدور على جوردي كرويف في منصب السكرتير التقني المختص بكرة القدم، ليعمل مباشرة تحت إدارة أليماني، ويختص أكثر بكرة القدم وأمور التعاقدات وخلافه. جوردي إسم معروف بالتأكيد، هو ابن أسطورة أساطير برشلونة، يوهان كرويف، الأب الروحي للنادي لاعباً ومدرباً ومستشاراً، لكن هل هذا الأمر كافياً لتولي منصب مثل هذا؟ أم أن الهولندي لديه باع طويل في مجال كرة القدم بعيداً عن البارسا؟
عمل كرويف بعد اعتزاله في مجال كرة القدم لكن بعيداً عن برشلونة، ليتولى منصب المدير الرياضي لنادي أيك لارنكا القبرصي، من 2010 حتى 2012. وبعدها إتجه إلى نفس المنصب مع مكابي تل أبيب، من 2012 حتى 2017، ثم المدير الفني للفريق لمدة موسم واحد، وبعدها تولى قيادة منتخب الإكوادور كمدير فني لكنه لم يستمر طويلاً بسبب جائحة كورونا وتوقف اللعب، ليتجه إلى الصين، حيث تولى منصب المدير الفني لفريق شونجكينج ليفان قبل الإكوادور، وبعدها المدير الفني لفريق شنجن الصيني، ولا يزال في منصبه حتى الآن، لكنه في الأغلب سيرحل متجهاً إلى برشلونة في أقرب وقت.

جوردي ليس والده بالتأكيد، سواء كلاعب أو كمدرب. ولم يعمل إطلاقاً في فرق أوروبية كبيرة، حيث كانت معظم تجاربه الناجحة في مكابي، ليستقطب عدة مدربين مميزين مثل أوسكار جارسيا، بيتر بوس، وباولو سوزا. ويبدو كرويف من الأشخاص المهتمين لأقصى درجة بكرة القدم، حيث أنه عمل كمدير رياضي، مدير لكرة القدم، ومدير فني، لكنه لم يوضع أبداً تحت المجهر، سواء في برشلونة أو أياكس أو أي نادي أوروبي آخر كبير.
من المتوقع أن يعمل جوردي بشكل مباشر مع أليماني، الهولندي سيكون بمثابة همزة الوصل بين الإدارة والجهاز الفني للفريق، بصفته مدير فني سابق ولديه معرفة كبيرة بالجوانب التكتيكية والخططية، بينما سيتولى أليماني قطاع التعامل المباشر مع الوكلاء والإدارات ومجلس إدارة النادي مباشرة، من خلال عمليات البيع والشرتء بالأخص، مع الأزمة الاقتصادية الحالية التي تضرب معظم فرق أوروبا بلا جدال.
وتحت كل من ماتيو أليماني وجوردي كرويف، سيتواجد شخص ثالث أقرب إلى سكرتير الإدارة داخل غرفة ملابس الفريق، من أجل التواصل مع النجوم واللاعبين وحتى الإعلاميين، ويبدو أن كارليس بويول، كابتن برشلونة التاريخي، هو الأقرب لتولي هذا المنصب، والعمل مباشرة تحت إدارة أليماني وجوردي كرويف، وفق ما أشارت إليه مصادر “راديو كتالونيا” مؤخراً.
ليس من المؤكد حتى الآن، هل سيتواجد شخص ثالث بين أليماني “المدير العام الذي يفاوض الإدارات واللاعبين” وجوردي كرويف “السكرتير التقني الذي يقترح اللاعبين والصفقات” في منصب المدير الرياضي “الذي يختار بشكل دقيق مدة العقود وأهم الصفقات والأسماء النهائية في قائمة البيع والشراء”، أم سيكتفي لابورتا بهذا الثنائي، ومعهما كارليس بويول.

فران ريفرتير.. المدير التنفيذي
وقع لابورتا مع فران ريفرتير، الرئيس التنفيذي لشركة “ميديا ماركت ساتورن، كرئيس تنفيذي لبرشلونة. وتعتبر هذه المجموعة واحدة من الشركات التجارية الرائدة بأوروبا في مجال الإلكترونيات الاستهلاكية فيران ريفرتر هو كاتالوني طور حياته المهنية بالكامل في الشركة. وسيحل محل أوسكار جراو اعتبارًا من الأول من يوليو، وفق ما أشار إليه حساب 2Playbook على تويتر.
فران يملك شهادة في الاقتصاد من جامعة بومبيو فابرا، انضم إلى “ميديا ماركت” في 2005 كمدير متجر، ثم أصبح فيما بعد المدير التنفيذي للمجموعة. في عام 2013 ، تولى إدارة الأعمال بالكامل في شبه الجزيرة الأيبيرية “إسبانيا والبرتغال وغيرها”، كمدير لعمليات الاستحواذ والعمليات، ليتدرج في المناصب حتى قيادة الشركة بالكامل في أوروبا، ليحقق صافي ربح يصل إلى أكثر من 20 مليون يورو، خلال السنة المالية 2019-2020.
ريفرتير رجل لديه باع كبير في عالم الإدارة والمال، ومع أصوله الكتالونية ومعرفته بطبيعة نادي برشلونة، فإن هذا الرجل سيتولى منصب المدير التنفيذي للنادي.
في المقابل، خسر لابورتا خاومي جيرو، الرجل الذي يعتبر من أكثر المهنيين احتراماً في قطاع اتصالات الشركات وإدارة الأعمال، ولديه سجل حافل لأكثر من 30 عاماً في الشركات الكبيرة التي تؤيده كأحد الخبراء الرائدين في مجال الاتصالات، العلامة التجارية والسمعة والعلاقات المؤسسية. حتى ديسمبر 2019 ، كان الرئيس التنفيذي لمؤسسة La Caixa Banking Foundation ، وهي أول مؤسسة خاصة في إسبانيا وواحدة من أهم خمس مؤسسات في العالم بمجالها.
لقد تقرر في الساعات القليلة الماضية أن جاومي جيرو، الذي كان في البداية سيكون نائب الرئيس الاقتصادي في ظل رئاسة جوان لابورتا ، لن يكون جزءًا من مجلس الإدارة الجديد. وتتعلق الأسباب بأنه أراد دوراً أكبر من نائب الرئيس الاقتصادي، حيث كان يطمح في وضعه كنائب عام للنادي، وهو ما رفضه لابورتا بشكل قاطع حتى كتابة هذا التقرير.
مع لابورتا كرئيس، يوستي كنائب أول للرئيس، يأتي بعدهم ماتيو أليماني في منصب المدير العام، وفران ريفرتير في منصب الرئيس التنفيذي، مع عودة أليكسانكو للإشراف على أكاديمية الشبان وتطوير “لا ماسيا” والفئات السنية، بالإضافة إلى الاستعانة بالنجوم الكبار مثل فيكتور فالديس وكارليس بويول، لفرض مزيد من الصرامة داخل غرفة ملابس الفريق الأول لكرة القدم. وفي كرة اليد هناك الأسطورة إنريتش ماسيب، أحد أفضل النجوم الإسبان في تاريخ هذه اللعبة، وبالسلة هناك أيضاً خوان كارلوس نافارو، نجم نجوم فريق السلة البرشلوني خلال فترة سابقة.
يبقى فقط علامة استفهام حول خبرة جوردي كرويف في منصب السكرتير التقني، صحيح أن الهولندي يفهم كرة القدم بشكل مغاير، ولديه خلفية كروية عملاقة، إلا أنه لم يعمل من قبل داخل إسبانيا أو برشلونة، كذلك هل سيكون هناك مدير رياضي إضافي أم يكتفي لابورتا بثنائية أليماني وجوردي؟ دعونا ننتظر القادم أولاً.