تصلح مباريات برشلونة وإشبيلية هذا الموسم أن تكون بمثابة الكتاب المفتوح لكل من يريد تعلم المواجهات التكتيكية بين المدربين، لأن الفريقين لعبا معاً 3 مباريات في أقل من شهر، وكانت البدايات مختلفة تماماً عن النهاية، وبدرجة غير متوقعة بالمرة، خاصة أن البارسا حصل على صدمته الأولى من إشبيلية في ذهاب نصف نهائي الكأس، قبل أن يُقتل بدم بارد في كامب نو أمام سان جيرمان أوروبياً. ومع توقع الجميع بأن رصاصة الرحمة ستأتيه من إشبيلية، في الدوري والكوبا، جاء رد الفريق الكتالوني مختلفاً بقيادة رونالد كومان، بقلب طاولة المراهنات على الجميع، ورمي حجر حقيقي في المياه الراكدة التي ضربت بيئة برشلونة طوال الموسم الجاري.
– مباراة ذهاب الكأس
صنع جولين لوبيتيجي فريقاً صلباً في الأندلس. إشبيلية خصم صعب المراس على أي منافس، لأنه قوي للغاية دفاعياً، لديه حارس ممتاز، مهاجم سريع وهداف، ووسط قوي جداً في الشق البدني والتحولات السريعة، بالإضافة إلى أظهرة تجيد بشدة البناء من الخلف وتنفيذ الهجمات العكسية، بالإضافة إلى تطبيق الضغط العالي في جميع أرجاء الملعب إذا لزم الأمر، لذلك فإن المدير الفني يهتم كثيراً بما يقدمه لاعبي الأطراف، إسكوديرو، نافاس، أوكامبوس، وحتى سوسو.
في مباراة ذهاب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا، فاز إشبيلية على برشلونة بهدفين مقابل لا شيء. صحيح أن الهدفين من أخطاء شبه مباشرة للفرنسي صامويل أومتيتي، الذي مر منه كوندي بكل سهولة في الهدف الأول، قبل أن يسقط ويكشف مصيدة التسلل للكرواتي راكيتيتش، الذي سجل الهدف الثاني بكل هدوء في شباك شتيجن، لكن بعيداً عن نتيجة المباراة وسوء أخطاء لاعبي البارسا، فإن لوبيتيجي حينها تفوق خططياً على رونالد كومان، على مستوى التحولات، الضغط، والتبديلات.
تصلح مباريات برشلونة وإشبيلية هذا الموسم أن تكون بمثابة الكتاب المفتوح لكل من يريد تعلم المواجهات التكتيكية بين المدربين، لأن الفريقين لعبا معاً 3 مباريات في أقل من شهر، وكانت البدايات مختلفة تماماً عن النهاية، وبدرجة غير متوقعة بالمرة، خاصة أن البارسا حصل على صدمته الأولى من إشبيلية في ذهاب نصف نهائي الكأس، قبل أن يُقتل بدم بارد في كامب نو أمام سان جيرمان أوروبياً. ومع توقع الجميع بأن رصاصة الرحمة ستأتيه من إشبيلية، في الدوري والكوبا، جاء رد الفريق الكتالوني مختلفاً بقيادة رونالد كومان، بقلب طاولة المراهنات على الجميع، ورمي حجر حقيقي في المياه الراكدة التي ضربت بيئة برشلونة طوال الموسم الجاري.
– مباراة ذهاب الكأس
صنع جولين لوبيتيجي فريقاً صلباً في الأندلس. إشبيلية خصم صعب المراس على أي منافس، لأنه قوي للغاية دفاعياً، لديه حارس ممتاز، مهاجم سريع وهداف، ووسط قوي جداً في الشق البدني والتحولات السريعة، بالإضافة إلى أظهرة تجيد بشدة البناء من الخلف وتنفيذ الهجمات العكسية، بالإضافة إلى تطبيق الضغط العالي في جميع أرجاء الملعب إذا لزم الأمر، لذلك فإن المدير الفني يهتم كثيراً بما يقدمه لاعبي الأطراف، إسكوديرو، نافاس، أوكامبوس، وحتى سوسو.
في مباراة ذهاب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا، فاز إشبيلية على برشلونة بهدفين مقابل لا شيء. صحيح أن الهدفين من أخطاء شبه مباشرة للفرنسي صامويل أومتيتي، الذي مر منه كوندي بكل سهولة في الهدف الأول، قبل أن يسقط ويكشف مصيدة التسلل للكرواتي راكيتيتش، الذي سجل الهدف الثاني بكل هدوء في شباك شتيجن، لكن بعيداً عن نتيجة المباراة وسوء أخطاء لاعبي البارسا، فإن لوبيتيجي حينها تفوق خططياً على رونالد كومان، على مستوى التحولات، الضغط، والتبديلات.
أثناء البناء من الخلف بالنسبة للبارسا، ركز إشبيلية في ضغطه على إغلاق زوايا التمرير في العمق، واستهداف الأظهرة يميناً ويساراً، من أجل محاولة قطع الكرة أو إجهاض الهجمة في البدايات. لوبيتيجي يلعب بطريقة قريبة من 4-2-3-1 أو 4-3-3، بتواجد فرناندو وجوردان في الارتكاز، ومعهما راكيتتش. يركز إشبيلية في ضغطه على أظهرة خصومه، لذلك يتبادل الجناح دوره مع الظهير، أحدهما يصعد إلى الأمام للضغط، بينما زميله يضع نفسه بالقرب من الكرة، على الطرف تقريباً، لغلق زوايا التمرير ومحاولة إجبار المدافع على ارتكاب الخطأ.
وفي حال التحولات السريعة؟ تنطلق الأظهرة أيضاً إلى الأمام سواء على الخط الجانبي مع دخول الأجنحة إلى العمق، أو العكس بتحول الظهير إلى الداخل من أجل فتح الملعب عرضياً بالجناح، لذلك يهتم جولين كثيراً بتمركز سوسو، بابو جوميز، وأوكامبوس سابقاً قبل إصابته الطويلة هذا الموسم.
ومع لعب برشلونة وقتها برسم قريب من 4-3-3، فيربو وألبا أظهرة، ديمبلي وجريزمان في الأجنحة، فإن المساحات كانت شاسعة بين الظهيرين والجناحين، ليستغلها إسكوديرو/ بابو في جهة، وفيدال مع سوسو في الجهة الأخرى، مع تقدم كوندي من اليمين كما حدث في الهدف الأول، ليستغل انشغال لاعبي البارسا بأطراف إشبيلية، ويصعد المدافع في هجمة “عنترية” للتسجيل.
هنا تقدم إشبيلية أولاً، ليفتح برشلونة خطوطه أكثر في الشوط الثاني، ويتجه كومان لصعود لاعبي الوسط إلى الأمام، أملاً في الضغط وقطع الكرات في مناطق بعيدة، لتزيد الفراغات خلف كل من بيدري ودي يونج، ويفشل بوسكيتس بمفرده في التغطية العكسية والعرضية، ليتقدم الأندلسيون من جديد بهدف آخر بعد مرتدة خاطفة، مما أعطاهم تفوقاً واضحاً، سواء في الهجوم السريع أو الضغط على أظهرة برشلونة، أو البناء من الخلف دون أدنى مشاكل، ويبقى السر في أهمية لاعبي الأطراف بالنسبة للمدرب لوبيتيجي، خاصة الظهيرين ومن يعاونهما من لاعبي الأجنحة.
– مباراة الليجا
في مباراة الدوري بين الفريقين على نفس الملعب، تحولت الكفة لصالح برشلونة كأداء ونتيجة. الفريق الكتالوني تفوق بهدفين مقابل لا شيء، وسيطر على اللقاء بالطول والعرض، لأن إشبيلية حافظ على نفس نهجه الخططي 4-3-3، لكن مع عودة القائد نافاس يميناً مكان أليكس فيدال، وفي الجناحين كل من منير الحدادي وبابو جوميز، وبالمقدمة لوك دي يونج بدلاً من النصيري، مع الحفاظ على نفس قوام الوسط والدفاع.

في المقابل، كومان تفاعل مع خصه بذكاء، لأنه لم يراهن على رسم 4-3-3 أو 4-2-3-1، بل تحول تماماً لخطة لعب 3-5-2، بإضافة لاعب دفاعي ثالث مع التضحية بجريزمان من التشكيلة الأساسية، وتعديل بعض المراكز سواء بإشراك مينجويزا أو ديست أساسياً. المهم أن البارسا لعب بالثلاثي بيكيه، مينجويزا، لونجلي بالخلف، وعلى الطرفين ديست وألبا. وفي الوسط ثلاثية فرينكي، بوسكيتس، بيدري، وبالمقدمة ميسي وديمبلي فقط.

لعب البارسا برجل إضافي، في عالم التكتيك القديم يعرف بـ “الليبرو”، بيكيه كان المدافع الثالث للتغطية خلف مينجويزا ولونجلي. وفي نفس الوقت، يصعد كل من ألبا وديست للأمام بحرية، لماذا؟ لأن هناك لونجلي خلف ألبا، ومينجويزا يساند ديست باستمرار دفاعاً وهجوماً. ومع عودة ميسي خطوات كصانع لعب أكثر منه مهاجم وهمي، فإن وسط برشلونة أصبح شبيهاً بالجوهرة أو “الدياموند”، بوسكيتس بالخلف، ميسي بالأمام، وبينهما دي يونج وبيدري. إذاً أين ديمبلي؟ عثمان لم يلعب أبداً على الطرف كالسابق، بل رأس حربة متحرك، ينطلق في الفراغات المتاحة أمام المرمى.
يركز إشبيلية كما قلنا من قبل على تحركات الظهيرين في الدفاع والهجوم، لذلك قابل البارسا هذا السلاح بحدة، لأن ألبا وديست يضغطان بشكل متقدم للغاية على نافاس وإسكوديرو، وفي نفس الوقت هناك ثلاثي صريح بالخلف للتغطية في حال المرتدات. ومع ضغط إشبيلية المتقدم، فإن لعب البارسا بـ 5 مدافعين أمام مرمى شتيجن، سهل كثيراً من مهمة الحارس في التمرير. كذلك سمح ذلك لفرينكي دي يونج بالتقدم بالكرة دون مشاكل، ومساندة ميسي في عملية الصناعة والحيازة.
ومع نجاح لاعبي البارسا في الضغط على حامل الكرة في نصف ملعب إشبيلية، كان لهم التفوق أيضاً في استغلال المساحات المتاحة خلف ثنائي الدفاع الأندلسي، ليأتي دور ديمبلي الرئيسي، في اللعب معتمداً على سرعته القياسية، كما حدث خلال لقطة الهدف الأول، بعد تفوقه في سباق السرعة وتسجيله في شباك ياسين بونو.
وعلى عكس المواجهات الكبيرة بالسابق، لعب برشلونة مع كومان بشكل متحد سواء بالكرة أو من دونها. ظهر ذلك بوضوح أثناء التغطية من جانب بيكيه خلف ثنائي الدفاع، وأيضاً من جانب لونجلي ومينجويزا خلف ألبا وديست، لتقل خطورة أجنحة إشبيلية تماماً، ويجبر لوبيتيجي على التبديل وإشراك النصيري ثم سوسو وغيرهم، لكن دون جدوى، لأن الكتلان بالكرة أيضاً كانوا متفوقين، مع قدرة بيدري، دي يونج، ميسي، وحتى البديل إلياكس موريبا على التمرير والاستحواذ، بالإضافة إلى انطلاقات الظهيرين يميناً ويساراً، خاصة ديست الأمريكي الذي قدم مباراة كبيرة في نصف ملعب منافسه.
– ليلة الريمونتادا
فعلها برشلونة في المباراة الأهم بين الفريقين هذا الموسم، إياب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا. إشبيلية تقدم في الذهاب بهدفين مقابل لا شيء، لكنه خسر في الليجا بهدفين أيضاً، لذلك كانت مواجهة كامب نو فاصلة بين رونالد كومان وجولين لوبيتيجي. الهولندي إتجه إلى رهانه الذي جعله منتصراً في الدوري، رسم 3-5-2 بدون مهاجم صريح، ومع وضع جريزمان على الدكة، ليبدأ البارسا بالثلاثي مينجويزا، لونجلي، بيكيه بالخلف، وعلى الأطراف كل من ديست وألبا، وفي المنتصف ثلاثية بوسكيتس، بيدري، ودي يونج، وبالمقدمة ليونيل ميسي وعثمان ديمبلي.

في المقابل، قرر لوبيتيجي اللعب بتكتيك مختلف بعض الشيء، صحيح أنه حافظ على رسم 4-3-3 لكن على الورق فقط، لأنه بدأ في كامب نو بكل من النصيري ولوك دي يونج بالهجوم، ومعهما سوسو بين العمق والأطراف، وفي المنتصف فرناندو، جوردان، وأوليفر توريس كلاعب وسط مائل لليسار، وفي الخلف أكونيا، كارلوس، كوندي، وأليكس فيدال. شيء قريب من 4-4-2 بتواجد ثنائي هجومي بالمقدمة وخلفه رباعي متحرك بين العمق والأطراف على طريقة أتليتكو سيميوني.

في مباراة الليجا الأخيرة، اكتفى لوبيتيجي بدي يونج في المقدمة، ومعه بابو جوميز ومنير الحدادي، ثلاثي لا يضغط بشكل قوي لذلك خسر النادي الأندلسي معركة التحولات بسهولة، وسجل برشلونة الهدف الأول بفضل المرتدة السريعة، لذلك حاول الفريق الإسباني في إياب الكأس تطبيق الضغط العالي باستخدام ثنائي من المهاجمين، ويعاونهما ثنائي آخر من لاعبي الوسط والأطراف، لمحاولة تطبيق الضغط العكسي في نصف ملعب برشلونة.
الحقيقة أن خطة البارسا هي من نجحت مرة أخرى، ليس بسبب الفوز أو الريونتادا، ولكن لوجود ثلاثي صريح بالخلف مع شتيجن، أدى ذلك إلى الخروج بالكرة من الخلف بسهولة، خاصة من جهة مينجويزا وديست، بينما لعب ألبا دور الجناح الحر الهارب من الرقابة على الطرف الآخر، ليصنع أكثر من فرصة لزملائه.
وجود لاعب إضافي في دفاع البارسا سمح لأظهرته بالتقدم للأمام، وأعطى دي يونج وبيدري رفاهية الصعود لمساندة ميسي في عملية صناعة اللعب، ليحصل صاحب الأرض على ما يريد في الشوط الأول من سيطرة مطلقة، وتسجيل هدف مبكر، وإضاعة هدفين على الأقل مع فرص ميسي وديمبلي على المرمى، بينما لم يفعل إشبيلية شيء لأنه بكل بساطة لم يقطع الكرات عندما كان يضغط أمام مرمى خصمه، مما أدى إلى نسف خطة لوبيتيجي حتى قبل أن تبدأ.
من الدقيقة 50 حتى التسعين
قرر لوبيتيجي قلب خطته بالكامل لعدم نجاعتها، راكيتتش مكان دي يونج، نافاس بدلاً من فيدال، رقيق محل أكونيا، وأوكامبوس بديلاً لأوليفر توريس، ليتحول إلى 4-3-3 بشكل صريح ومباشر، بتواجد سوسو ثم بابو جوميز وأوكامبوس على الأطراف وفي العمق النصيري، وخلفهم ثلاثية راكيتتش، جوردان، وفرناندو.
كومان في المقابل بدأ يغامر خاصة أنه يحتاج لهدف آخر، لذلك أشرك جريزمان بدلاً من ديست، وجعل مينجويزا في مركز الظهير الأيمن، ليتحول إلى رسمه القديم 4-3-3، ثم بعد ذلك أشرك موريبا مكان بوسكيتس، وجونيور فيربو بدلاً من مينجويزا، من أجل مزيد من المغامرة أملاً في تسجيل هدف التعادل.
الحقيقة أن تغييرات لوبيتيجي جعلت إشبيلية أفضل في الشوط الثاني، وحصلوا على ركلة جزاء بفضل التحول السريع للثلاثي الهجومي، لكن تصدي شتيجن لركلة أوكامبوس أعاد فريقه من جديد إلى المباراة، ليقرر كومان اللعب بخطة الكل في الكل، إما تسجيل هدف آخر أو استقبال هدف في المقابل، لأن في النهاية المغامرة مطلوبة في مثل هذه اللحظات، حتى قرر جيرارد بيكيه إنهاء الجدل الدائر، وتسجيل الهدف القاتل في الدقيقة الأخيرة من اللقاء.
في الوقت الإضافي، ومع طرد فرناندو، كانت الكفة بوضوح لصالح برشلونة، نفسياً وتكتيكياً وعناصرياً بالتأكيد، لذلك كان هدف بريثويت متوقعاً بشدة، وكان بمقدور الكتلان إضافة الرابع إن أرادوا لأن المباراة أصبحت في إتجاه واحد، حتى صافرة الحكم التي أعلنت صعود البارسا إلى نهائي كأس ملك إسبانيا لعام 2021.

وبعيداً عن نتيجة المباراة، قد تكون خطة 3-5-2 هي الرهان بالنسبة لبرشلونة خلال المباريات الكبيرة، حيث لن يصمد دفاع الفريق في رسم 4-3-3 كما حدث أمام باريس سان جيرمان ذهاباً، كذلك فإن موافقة جريزمان على اللعب كورقة رابحة في مثل هذه الظروف قد ساعد كومان حتماً على الاكتفاء بثنائية ميسي وديمبلي بالمقدمة، على أمل الظفر بأي شيء خلال هذا الموسم الغريب جداً، من بدايته وحتى الآن.