“مش عارف، جيت ألم البنطلون، الجاكيتة ضربت!”، بالتأكيد تعرفون هذه المقولة التاريخية لأحد عرابي الكوميديا في وطننا العربي، الفنان القدير سمير غانم خلال مسرحية المتزوجون، ودون الدخول في تفاصيل ذلك العرض الذي لا ينسى، فإننا سنستعيرها فقط للدلالة على وضعية أتليتكو مدريد مع سيميوني بالفترة الأخيرة، من 8 انتصارات على التوالي في بطولة الليجا، إلى خسارة وتعادلين في آخر 4 مباريات، حتى الأسبوع الأخير من شهر فبراير، وضياع 7 نقاط من رصيده كانت كفيلة بإنهاء البطولة تماماً لصالحه، لكنها عادت إلى الملعب من جديد، وسط مزاحمة قوية من ريال مدريد، وبرشلونة/ إشبيلية من بعيد.
رغم أن أتليتكو مدريد لا يزال ضمن الدفاع الأقوى في الدوري، استقبل 16 هدفاً في 23 مباراة بالليجا هذا الموسم حتى الآن، ويعتبر الأفضل مع إشبيلية، وبعدهما ريال مدريد، سوسيداد، ثم برشلونة، لكن دفاع سيميوني لم يعد مثل السابق منذ بداية عام 2021، لقد تغير شيئاً واضحاً في استقباله لبعض الأهداف، خاصة عن طريق التحولات السريعة أو الأخطاء المباشرة، منذ مباراة إيبار في الأسبوع رقم 19 من البطولة المحلية.
بدأ سيميوني الموسم برسم 4-4-2 كعادته، مع تريبير، سافيتش، فيليبي/ خيمينيز، ولودي بالخلف، وفي الوسط كاراسكو، كوكي، ساؤول، يورينتي، وفي المقدمة كل من جواو فيليكس ولويس سواريز، لكن مع الإصابات والغيابات وخلافه، وأملاً في خلق نظام هجومي أفضل من أجل الفوز بالليجا، قرر الشولو المغامرة هذه المرة والتحول شيئاً فشيئاً إلى ما يشبه 3-4-1-2 أو 3-4-2-1، بوضع ثلاثي دفاعي بالخلف، وثنائي بالوسط، مع فتح الأطراف بثنائي من الأجنحة، وفي الهجوم ثنائي متنوع خلف المهاجم لويس سواريز.
أدت هذه الطريقة فعلياً إلى زيادة أهداف أتليتكو، ثاني أفضل هجوم في الليجا خلف برشلونة، ومتفوق على الريال وإشبيلية وسوسيداد والبقية في هذا الشق، لكن في المقابل ظهرت عيوب تكتيك ثلاثي الخلف أمام الفرق التي تجيد التحولات السريعة، بسبب وجود مساحات كبيرة بين الثلاثي الدفاعي وأجنحة الأطراف، بالتحديد بين الجناح الأيمن وقلب الدفاع الثالث، والجناح الأيسر وقلب الدفاع الثالث.
“مش عارف، جيت ألم البنطلون، الجاكيتة ضربت!”، بالتأكيد تعرفون هذه المقولة التاريخية لأحد عرابي الكوميديا في وطننا العربي، الفنان القدير سمير غانم خلال مسرحية المتزوجون، ودون الدخول في تفاصيل ذلك العرض الذي لا ينسى، فإننا سنستعيرها فقط للدلالة على وضعية أتليتكو مدريد مع سيميوني بالفترة الأخيرة، من 8 انتصارات على التوالي في بطولة الليجا، إلى خسارة وتعادلين في آخر 4 مباريات، حتى الأسبوع الأخير من شهر فبراير، وضياع 7 نقاط من رصيده كانت كفيلة بإنهاء البطولة تماماً لصالحه، لكنها عادت إلى الملعب من جديد، وسط مزاحمة قوية من ريال مدريد، وبرشلونة/ إشبيلية من بعيد.
دفاع مستباح
رغم أن أتليتكو مدريد لا يزال ضمن الدفاع الأقوى في الدوري، استقبل 16 هدفاً في 23 مباراة بالليجا هذا الموسم حتى الآن، ويعتبر الأفضل مع إشبيلية، وبعدهما ريال مدريد، سوسيداد، ثم برشلونة، لكن دفاع سيميوني لم يعد مثل السابق منذ بداية عام 2021، لقد تغير شيئاً واضحاً في استقباله لبعض الأهداف، خاصة عن طريق التحولات السريعة أو الأخطاء المباشرة، منذ مباراة إيبار في الأسبوع رقم 19 من البطولة المحلية.

بدأ سيميوني الموسم برسم 4-4-2 كعادته، مع تريبير، سافيتش، فيليبي/ خيمينيز، ولودي بالخلف، وفي الوسط كاراسكو، كوكي، ساؤول، يورينتي، وفي المقدمة كل من جواو فيليكس ولويس سواريز، لكن مع الإصابات والغيابات وخلافه، وأملاً في خلق نظام هجومي أفضل من أجل الفوز بالليجا، قرر الشولو المغامرة هذه المرة والتحول شيئاً فشيئاً إلى ما يشبه 3-4-1-2 أو 3-4-2-1، بوضع ثلاثي دفاعي بالخلف، وثنائي بالوسط، مع فتح الأطراف بثنائي من الأجنحة، وفي الهجوم ثنائي متنوع خلف المهاجم لويس سواريز.

أدت هذه الطريقة فعلياً إلى زيادة أهداف أتليتكو، ثاني أفضل هجوم في الليجا خلف برشلونة، ومتفوق على الريال وإشبيلية وسوسيداد والبقية في هذا الشق، لكن في المقابل ظهرت عيوب تكتيك ثلاثي الخلف أمام الفرق التي تجيد التحولات السريعة، بسبب وجود مساحات كبيرة بين الثلاثي الدفاعي وأجنحة الأطراف، بالتحديد بين الجناح الأيمن وقلب الدفاع الثالث، والجناح الأيسر وقلب الدفاع الثالث.
مع تقدم لودي على اليسار، وفيرساليكو/تريبير على اليمين، فإن المنافسين بدأوا في استغلال مناطق أسفل الأطراف جيداً، وأصبح الطريق إلى مرمى أوبلاك واضحاً وصريحاً عكس السابق، لأن المساحات في رسم 3-4-2-1 أوضح بكثير من رسم 4-4-2، الذي كان قليل الفراغات في وبين الخطوط، مقابل جودة أقل بالثلث الهجومي الأخير، لكن في الخطة الجديدة أصبح أتليتكو يصل أكثر لمرمى الخصوم “لم البنطلون فعلياً”، لكن أيضاً الخصوم باتوا يعرفون الطريق إلى مرماه جيداً نتيجة الاندفاع واللعب بعدد كبير من الأسماء في الأمام “ضربت الجاكيتة للأسف الشديد”.

ثقافة كرة السلة الأمريكية
يشبه الموسم الكروي الحالي بعد جائحة كورونا ما يحدث من ضغط مباريات في كرة السلة الأمريكية، كل يومين مباراة، وسفر متواصل، إصابات وإرهاق، وعدد كبير جداً من الدقائق للنجوم. ما بعد كورونا أجبر جميع الاتحادات على ضغط جداول البطولات ولعب مباراتين كل أسبوع، ومحاولة تعويض ما فات من فترات توقف، من أجل تقليل الخسائر الاقتصادية الفادحة وإعادة صناعة الرياضة إلى وضعها الطبيعي، لكن في المقابل تسبب ذلك في مزيد من الإصابات والتخبطات للفرق.
لنرى ما يحدث في إنجلترا على سبيل المثال، بنهاية عام 2020 كان الليفر متصدراً وأقرب الفرق للبطولة، والسيتي يصارع على مقعد مؤهل للأبطال، وبعد مرور شهرين بالضبط من عام 2021، أصبح ليفربول في المركز السادس وربما السابع، ومانشستر سيتي يتصدر جدول الترتيب بفارق 10 نقاط عن أقرب منافسيه. لا توقعات ولا معادلات ولا ثوابت على الإطلاق.
بالطبع في إسبانيا الوضع ليس مثل إنجلترا، لعدم وجود أي فريق بجودة السيتي أو مدربه، لكن هناك عامل مشترك في عدم التوقع وصعوبة الاستمرارية واستحالة اللعب بوتيرة ثابتة، لذلك كانت المنافسة ثنائية بين البارسا والريال أولاً، ثم دخل أتليتكو على الخط وانفرد بالصدارة، وبعد ذلك اقترب الريال من جديد كما يحدث الآن، لأن هناك عدد كبير من المواجهات وفي نفس الوقت غيابات بالجملة، والسبب كوفيد 19 وسره الباتع.
مطلع فبراير الحالي، قبل سقوط أتليتكو الحر، قال النادي عبر موقعه الإلكتروني: “خضع اللاعبون والجهاز الفني لاختبارات فيروس كورونا بالأمس على النحو الموصى به من رابطة الليجا، وظهرت نتيجة فحص موسى ديمبلي إيجابية. وانضم ديمبلي لقائمة المصابين بالفيروس في صفوف الروخيبلانكوس، بجانب جواو فيليكس وماريو هيرموسو ويانيك كاراسكو”. جنباً لجنب مع كورونا، تعرض تريبير، الظهير الأيمن، لغياب طويل للغاية بسبب كارثة المراهنات أثناء فترة تواجده في إنجلترا، مما جعل هناك ثغرة حقيقية في طريقة لعب سيميوني، خاصة الثلاثي جواو فيليكس، تريبير، وكاراسكو.

كاراسكو هو “الدليفري مان” في خطط سيميوني، اللاعب الوحيد مع ليمار القادر على نقل الهجمة من الثلث الأول إلى الأخير، وهو في نفس الوقت لديه خبرة وثبات أعلى من زميله الفرنسي، لذلك تلعب مهارته دوراً محورياً في نقل الكرات من الدفاع إلى ثلاثية سواريز، جواو، ويورينتي بالهجوم، ومع غيابه افتقد أتليتكو إلى هذه الميزة. أما زميله البرتغالي الشاب فرغم عودته من كورونا إلا أنه فقد الكثير من رونقه ليصبح سواريز وحيداً بالهجوم دون دعم أو مساندة، فيما كان غياب تريبير أشبه بالكارثة.
معضلة الجبهة اليمنى ومتلازمة سيسك فابريجاس
مع غياب تريبير، عدم جاهزية فيرساليكو، إتجه سيميوني إلى حل مجنون بعض الشيء، بوضع يورينتي كـ “وينج باك” على اليمين، وبالخلف ثلاثية خيمينيز، فيليبي، وهيرموسو، وبالوسط كل من كوندوبيا وكوكي، لكن زاد الطين بلة إصابة خيمينيز وخروجه من الملعب، لتصبح الجبهة اليمنى دفاعياً بمثابة الكابوس لأتليتكو مدريد، لا ظهير/ جناح حقيقي على الخط، ولا مدافع ثالث مميز في التغطية خلف يورينتي، مما أدى ذلك إلى اهتزاز توازن الفريق أمام الفرق التي تجيد التحولات الخاطفة والمرتدات السريعة، ولنا في ليفانتي مثالاً.
هذا على مستوى الدفاع، عدم وجود ظهير أو جناح أيمن، الترقيع المبالغ فيه باستخدام يورينتي على الطرف، وإصابة بعض العناصر الأساسية في عمق الخط الخلفي، لكن ماذا عن الهجوم وما علاقة ذلك بسيسك فابريجاس؟

هنا يجب العودة بعض الشيء لمسيرة فابريجاس الأخيرة مع برشلونة وتشيلسي بالأخص، الإسباني كان يبدأ بأقصى قوة ويضغط على نفسه، ويحرق البنزين على الرابع والخامس كما يقولون، خلال النصف الأول من الموسم، وفي الدور الثاني أثناء فترات الحسم، تنخفض لياقة لاعب الوسط ويقل مردوده ويصبح أقرب إلى الشبح. حدث ذلك طوال مسيرته مع البارسا وحتى خلال أيامه الأولى والأخيرة رفقة تشيلسي، وهذا ما نشاهده الآن في خط هجوم أتليتكو مدريد.
جواو فيليكس، الفتي الذهبي الذي بدأ الموسم بصورة خيالية، سجل 5 أهداف وصنع هدفين خلال بدايات الدوري، لكنه في آخر 10 مباريات شارك فيها بالليجا، سجل هدف واحد فقط وصنع هدفين، في دلالة كارثية على انخفاض مردوده ونقص لياقته وتأثره حتى الآن بالغياب السابق نتيجة الفيروس، وكأنه يعيد أيام سيسك في الدوري الإسباني من جديد، بالبداية القوية جداً ثم الانخفاض الحاد في الأداء والنتائج.
وأدى اقتران أداء جواو بمتلازمة فابريجاس إلى إهلاك لويس سواريز وضغطه أكثر من الطبيعي. لويزتو تخطى الثلاثين، لم تعد لياقته مثل السابق، ومع انخفاض مستوى جواو فيليكس، وكثرة غيابات موسى ديمبلي، ورحيل دييجو كوستا، لم يعد هناك أي لاعب قادر على التسجيل في أتليتكو سوى سواريز -مع كامل الاحترام للأرجنتيني كوريا- وبالتالي بات أداء النادي يرتبط بشكل رئيسي بمردود لويس. عندما يسجل فإن أتليتكو يسجل، وعندما لا يسجل فإن الفريق يعاني، كما حدث ضد غرناطة -رغم الفوز-، ليفانتي في مباراتين.
يحتاج سواريز إلى معاملة خاصة، الراحة في بعض المباريات، عدم الركض طوال التسعين دقيقة، حتى تأتي له الفرصة ويسجلها لك أمام المرمى، لكن مع نقص الكرات التي تصل إليه فإنه يعود للخلف، ويصبح مطلوباً منه الصناعة والتمرير والتسجيل والدخول في خلافات مع الخصم والحكم وكل من بالملعب، مما يؤثر عليه بالسلب ويجعله في حالة صراع مستمر طوال التسعين دقيقة، وهو الفخ الذي وقع فيه أتليتكو خلال شهر فبراير حتى الآن، كثير من الاعتماد على سواريز، قليل من التسجيل بواسطة الغير، وكأنه فريق فردي بحت على غير العادة.
اختبار ناري
تؤكد لغة الأرقام بعد مرور 23 مباراة لأتليتكو مدريد في الليجا، أن سواريز وبعده ماركوس يورينتي في كفة، والبقية في كفة أخرى تماماً. الأوروجوياني سجل 16 وصنع 2 “ساهم في 18″، الإسباني سجل 8 وصنع 7 “ساهم في 15″، فيليكس سجل 6 وصنع 4 “ساهم في 10″، وأنخيل كوريا سجل 4 وصنع 6 “ساهم في 10″، لكن بعد هؤلاء سنجد دييجو كوستا الذي رحل منذ شهرين تقريباً، وهذا يدل على مضاعفة التركيز على ثنائي فقط، ورمي كل العمل التهديفي عليهما، ليزداد الأمر سوءاً بعد حالة جواو فيليكس المحيرة، وعدم ثبات مستوى أنخيل كوريا.
وينتظر أتليتكو مدريد جدولاً مزدحماً خلال الفترة القادمة، مع مباريات مثيرة وقوية أمام ريال مدريد وأتليتك بلباو، ومباراة الإياب ضد تشيلسي، حتى نهاية شهر مارس الجاري، لذلك يحتاج الفريق إلى عدم تقليل الفارق أكثر من ذلك مع الريال على الأقل، حتى يستطيع المنافسة بقوة في شهري أبريل ومايو، فترات الحسم في الموسم الجاري.
وبالنظر إلى “سكواد” أتليتكو الحالي وطريقة إدارة سيميوني للموسم، فإن هذا الفريق أمامه مسارين لا ثالث لهما، إما التركيز في بطولة الليجا أو المنافسة في دوري الأبطال، لكن في البطولتين معاً فإن الأمر أقرب إلى المستحيل، نتيجة انخفاض مستوى بعض العناصر، وعدد من الغيابات المهمة سواء للإصابة أو الفيروس، بالإضافة إلى كبر سن لويس سواريز وصعوبة الاعتماد عليه في البطولتين معاً، خاصة مع نقص خبرات جواو فيليكس وعدم ظهوره بشكل جيد منذ بداية عام 2021.
وبالنسبة للمنافسين، فإن برشلونة ليس أفضل حالاً، فالفريق الكتالوني يعاني وسيستمر على هذا النسق حتى نهاية الموسم، بينما لا يتمتع ريال مدريد بثبات في المستوى أو الأداء، لكنه يبقى منافساً شرساً مع قوة دفاعه وخبرة خط وسطه بقيادة الثلاثي كاسيميرو، كروس، مودريتش، مما يجعلهم أقرب إلى منافسة أتليتكو مدريد وتشديد الخناق عليه خلال الفترة القادمة، مع التركيز على ديربي مدريد القادم، لأنه قد يكون حاسماً في شكل الصراع على لقب الليجا، فدعونا نترقب ونرصد وننتظر.