في فبراير 2012 سجل عمرو زكي هدفا تعادل به الزمالك أمام يانج أفريكانز التنزاني في ذهاب الدور التمهيدي من دوري أبطال أفريقيا ، ملعب مكتظ على آخره وفرحة خجولة بالهدف من الجانب المصري بعد أكثر من أسبوعين بقليل على كارثة بورسعيد ، بالنسبة للزمالك فالهدف عادي في دور تمهيدي يسهل تخطيه ، أما ما لم يكن عاديا مطلقا فهو ما يحدث في المدرجات ، نصف الملعب ممتلئ عن آخره بجماهير ترتدي الأحمر تمثل الطرف الآخر من ديربي دار السلام ، جماهير سيمبا التي لم تكتفي فقط بالتشجيع ضد خصمها بداخلها أو حتى في الحانات ذهبت للمدرجات للاحتفال والتشجيع ضد فريق بلدها في تصرف كفيل بإحداث كارثة في أي مكان آخر ، يومها كان يجب أن ندرك أن تنزانيا تختلف عن العالم الذي نعرفه .
مارس 2020 بدأت الأحداث الرياضية في الانهيار الواحدة تلو الأخرى ، بعض الدول قررت بعد فترة عودة الجماهير تدريجيا ضاربة عرض الحائط بكل البروتوكولات ، أوروبا الشرقية على سبيل المثال بدأت كذلك ولكنها تراجعت لاحقا أو كان الأمر بين شد وجذب على الأقل ، العالم الأول لا يزال يتخبط ووحدها كانت تنزانيا ، لا تكترث ولا تهتم ولا يوجد عندها ما يسمى بالكوفيد ، وحتى ان حاولت تتبع الأنباء المحلية التنزانية لن تجد أي أخبار متعلقة بالوباء ، لذا فوجود ملعب يمتلئي بأكثر من نصف سعته هو مشهد عادي في دار السلام ، المدينة التي احتضنت الديربي وسط الوباء ب60 ألف متفرج بشكل اعتيادي لكن المشهد كان غريبا هذه المرة ربما لأن الضيف كان الأهلي .
غرابة وجود الجماهير في المدرجات يبدو أنها امتدت إلى بيتسو موسيماني ، المديرالفني الجنوب أفريقي يعود للمرة الأولى إلى أفريقيا السمراء رفقة الأهلي بعد دور تمهيدي لم يعاني فيه أمام سونديب بطل النيجر ، مواجهات بطل الثلاثية الموسم الماضي رفقة الأهلي كانت شمال أفريقية أمام الوداد في المغرب و أمام الزمالك في القاهرة لكن هذه المرة الأهلي ذهب لمواجهة سيمبا في عقر داره .
سيمبا كان قد فاز على الأهلي الموسم قبل الماضي بهدف نظيف في دوري المجموعات بهدف نظيف لكنه كان قد خسر منه أيضا بخماسية ، النتيجة نفسها التي كان قد خسر بها أمام فيتا كلوب في دوري أبطال 2019 ، لذا كانت نتيجته أمام فيتا نفسه في افتتاح دوري المجموعات من هذا الموسم بمثابة جرس إنذار ، سيمبا عاد من ملعب الشهداء بالكونغو بفوز ثمين بهدف نظيف وأصبح ينظر له كمنافس حقيقي على صدارة المجموعة .
في فبراير 2012 سجل عمرو زكي هدفا تعادل به الزمالك أمام يانج أفريكانز التنزاني في ذهاب الدور التمهيدي من دوري أبطال أفريقيا ، ملعب مكتظ على آخره وفرحة خجولة بالهدف من الجانب المصري بعد أكثر من أسبوعين بقليل على كارثة بورسعيد ، بالنسبة للزمالك فالهدف عادي في دور تمهيدي يسهل تخطيه ، أما ما لم يكن عاديا مطلقا فهو ما يحدث في المدرجات ، نصف الملعب ممتلئ عن آخره بجماهير ترتدي الأحمر تمثل الطرف الآخر من ديربي دار السلام ، جماهير سيمبا التي لم تكتفي فقط بالتشجيع ضد خصمها بداخلها أو حتى في الحانات ذهبت للمدرجات للاحتفال والتشجيع ضد فريق بلدها في تصرف كفيل بإحداث كارثة في أي مكان آخر ، يومها كان يجب أن ندرك أن تنزانيا تختلف عن العالم الذي نعرفه .
مارس 2020 بدأت الأحداث الرياضية في الانهيار الواحدة تلو الأخرى ، بعض الدول قررت بعد فترة عودة الجماهير تدريجيا ضاربة عرض الحائط بكل البروتوكولات ، أوروبا الشرقية على سبيل المثال بدأت كذلك ولكنها تراجعت لاحقا أو كان الأمر بين شد وجذب على الأقل ، العالم الأول لا يزال يتخبط ووحدها كانت تنزانيا ، لا تكترث ولا تهتم ولا يوجد عندها ما يسمى بالكوفيد ، وحتى ان حاولت تتبع الأنباء المحلية التنزانية لن تجد أي أخبار متعلقة بالوباء ، لذا فوجود ملعب يمتلئي بأكثر من نصف سعته هو مشهد عادي في دار السلام ، المدينة التي احتضنت الديربي وسط الوباء ب60 ألف متفرج بشكل اعتيادي لكن المشهد كان غريبا هذه المرة ربما لأن الضيف كان الأهلي .
غرابة وجود الجماهير في المدرجات يبدو أنها امتدت إلى بيتسو موسيماني ، المديرالفني الجنوب أفريقي يعود للمرة الأولى إلى أفريقيا السمراء رفقة الأهلي بعد دور تمهيدي لم يعاني فيه أمام سونديب بطل النيجر ، مواجهات بطل الثلاثية الموسم الماضي رفقة الأهلي كانت شمال أفريقية أمام الوداد في المغرب و أمام الزمالك في القاهرة لكن هذه المرة الأهلي ذهب لمواجهة سيمبا في عقر داره .
سيمبا كان قد فاز على الأهلي الموسم قبل الماضي بهدف نظيف في دوري المجموعات بهدف نظيف لكنه كان قد خسر منه أيضا بخماسية ، النتيجة نفسها التي كان قد خسر بها أمام فيتا كلوب في دوري أبطال 2019 ، لذا كانت نتيجته أمام فيتا نفسه في افتتاح دوري المجموعات من هذا الموسم بمثابة جرس إنذار ، سيمبا عاد من ملعب الشهداء بالكونغو بفوز ثمين بهدف نظيف وأصبح ينظر له كمنافس حقيقي على صدارة المجموعة .
الفريق رفقة ديدي جوميز المدير الفني السابق للإسماعيلي يظهر بنسخة أكثر رشاقة بكثير من تلك التي ظهر عليها من موسمين نسخة مليئة باللاعبين المهاريين اللذين يخطفون الأبصار ويحبون لعب الكرة على الأرض ، من جانبه وضح على بيتسو موسيماني الرغبة في التأمين والعودة بنقطة من دار السلام ، البدأ بالثلاثي الدفاعي حمدي فتحي وأليو ديانج و أكرم توفيق كان بمثابة إشارة مبطنة أنه سيترك الاستحواذ للفريق التنزاني ولن يسعى لفرض سيطرته ، رسالة استلمها جوميز وغذاها بصوت الجماهير وبدأ اللقاء بصورة مبادرة تماما ، استحواذ في الشوط الأول بلغ 58% اجمالا لكنه كان قد وصل لذروته قبل هدف ميكيسوني الصاروخي مباشرة ، أكثر من 60% في نسبة الاستحواذ حققها سيمبا في ربع الساعة الثاني من الشوط الأول الفترة التي انتهت بهدف رائع ظهر فيه أثناء التسديد 9 لاعبين من الأهلي دفعة واحدة حول مسدد الكرة منهم 8 أمامه في مشهد غريب ، موسيماني أراد التأمين فأكسب أشبال سيمبا الثقة والجرأة المطلوبتين لتحقيق المطلوب .

موسيماني هو الآخر عانى من تفكك خطوطه وبرغم لعبه بثلاثي في وسط الميدان لكنه كان غير قادر على السيطرة على مجريات اللعب أو قتل الوقت بالتمرير ، سيمبا أنهى المباراة ممررا عددا أكبر من التمريرات الصحيحة 406 مقابل 365 للأهلي ، والفارق نفسه سيرتفع إن ذهبنا للتمريرات القصيرة فقط والتي اكتفى فيها الأهلي ب346 تمريرة قصيرة صحيحة مقابل 393 للفريق التنزاني .
الأهلي عانى بشدة كذلك من غياب أفضل لاعب في التحولات لديه علي معلول ، معلول ليس فقط يستطيع الانطلاق بالكرة ولكنه يستطيع تنفيذ التمريرات الطولية بنجاح والتي كانت منفذ الأهلي الأخير في المباراة ، بديل معلول كان محمود وحيد الذي ظهر بشكل خجول هجوميا وخاصة دفاعيا وكاد سيمبا أن يسجل هدفا ثانيا من اختراق جبهته في أكثر من مناسبة .
ضغط متأخر من الأهلي وكرة طويلة يجيدها فريق موسيماني تماما في العمق نحو أخذ الكرة الثانية ، الاستراتيجية الأكثر تمييزا لفترة موسيماني مع الأهلي كادت أن تسفر عن هدف في الثواني الأخيرة لمحمد شريف بعد التحام ناجح لمروان محسن في الكرة الأولى ، كرة مع توابعها من انقاذ لتسديدة عمرو السولية تركت أكثر من سؤال هل كان الأهلي محقا في تحفظه وهل والتر بواليا أحق بمقعد أساسي عن محمد شريف ؟ إجابات ظلت نهايتها مفتوحة لكن ما نعرفه تماما أن الأهلي الذي دخل المباراة منتشيا بفوز مريح على المريخ السوداني في الجولة الأولى وجد نفسه بعد نهايتها في المركز الثاني و اكتشف أن المريخ ليس بذلك الفريق الصعب بعد فوز فيتا كلوب عليه في الخرطوم بالذات برباعية لتتبعثر الأوراق مجددا ، الأمور لا تزال تحت سيطرة الأهلي لكن المركز الأول من الممكن أن يطير به سيمبا إن استمر في مفاجآته واستثمر لقاءي المريخ القادمين كما هو متوقع .
بعد نهاية لقاء الأهلي تنفست جماهير الزمالك الصعداء قليلا ، حسنا الفريقان في مجموعات منفصلة ولكن كل الأمور في الكرة المصرية متصلة ، انتصار فريق في بطولة يزيد الضغط على غريمه في بطولة منفصلة تماما من جماهيره نفسها واخفاقات الغريم تعطي بعضا من الهدوء و المساحة للخطأ و الأجمل بالطبع إن فزت وحولت دفة الضغط تماما لكن هذا لم يفعله الزمالك ، الزمالك والذي بدأ المجموعات بشكل غريب بعدما أصبح أكثر فريق يسدد على مرمى الخصوم في دوري أبطال أفريقيا دون أن يسجل ولو هدف واحد على الأقل منذ2017 والذي فشل في فك شفرة دفاع المولودية ذهب للسنغال بغية تحقيق الفوز الأول تاريخيا في البلاد التي لم تعرف تاريخيا بقوة أنديتها عكس منتخبها .
في زيارتين سابقتين انهزم الزمالك في السنغال المرة الأولى كانت أمام نديامبور بهدف نظيف في إياب ربع نهائي بطولة أفريقيا للأندية أبطال الكأس لعام 2000 ، هزيمة لم تؤثر إطلاقا في مشوار الفريق نحو اللقب ، والأخرى أمام جينيراسيون العام الماضي ، الفريق الأكاديمي الذي كاد أن يقصي الزمالك كرويا أو حتى إداريا بعد سلسلة من الأحداث الغير مفهومة ، الزمالك وبرغم عدم عودته بتعادل من السنغال لم يحدث سابقا خرج من مباراة الثلاثاء بحزن يعتصر ملامح كل لاعبيه .
كرة إمام عاشور الضائعة في اللحظات الأخيرة زادت من طين الحسرة بلة ، الأمور كانت في المتناول والزمالك بقليل من الإصرار كاد أن ينتصر ، هكذا كانت رؤية عديد من جماهيره والتي تذكرت مباراة أهلي طرابلس الليبي في دوري أبطال أفريقيا 2017 عندما فرط الزمالك في فوز سهل في أرض محايدة وندم على ذلك لاحقا .
باتشيكو كانت لديه عديد المفاجأت في المباراة ، الأولى كانت باشراك محمود عبدالرحيم جنش بديلا لأبو جبل ، أبوحبل يمر بمرحلة انخفاض في المستوى ظهرت جليا في مباراة الاسماعيلي بعيدا حتى عن الهدف الذي سكن مرماه من شكري نجيب ، لكن الدفع بجنش في مباراة خارج الأرض كانت مخاطرة ولكنها نجحت على أية حال ، تونجيث لم يسدد أي كرة على مرمى جنش سوى رأسية تهادت بسهولة من رأس الحادجي عمر فال، المفاجأة الثانية كانت في البدأ بأسامة فيصل ، والمفاجأة هنا ليست في مستوى أسامة وهو الذي طالب باشراكه العديدون بعد رحيل مصطفى محمد وانما أيضا في التوقيت ، فيصل كذلك قدم مباراة ليست رائعة وليست بالسيئة ولكنها جيدة من مهاجم مميز ينتظره مستقبل باهر ، باتشيكو كذلك لم يبدأ بإمام عاشور للمرة الأولى منذ أن أصبح متاحا لدخوله تشكيلة المدير الفني البرتغالي ، ثنائية طارق وفرجاني حافظت للزمالك على صلابة وسط الميدان لكن هذه المباراة تحديدا كانت تريد حيوية إمام عاشور وقربه من المرمى ، عاشور في الدقائق القليلة التي اشترك فيها كان مصدر خطورة دائم في التحولات وكاد أن يسجل هدفا واحدا على الأقل لولا سوء الحظ .
المباراة شهدت كذلك مشاركة إيجابية من الظهير الأيمن التونسي حمزة المثلوثي والذي بدأ يستعيد سرعته ولياقته ، عرضيات متقنة في بداية المباراة رغم غياب مساندة أحمد سيد زيزو والذي لا يجيد اللعب مع الظهير الذي يلعب خلفه وتمركزات جيدة للاعب الدولي التونسي ، المثلوثي ليس بخفة حازم عندما يكون بمستواه وليس بالمفتاح الهجومي المميز مثل حمدي النجاز مثلا ولكنه ظهير أيمن عصري قد يفيد الزمالك بشدة على المدى البعيد شئ ما يشبه محمد عبد الشافي ولكن بالقدم اليمني ، المثلوثي كان أكثر لاعبي الزمالك إرسالا للعرضيات في 9 مناسبات أكثر من ضعف أي لاعب يليه في الفريق .
اجمالا فقد الزمالك عنصرا هجوميا قادر على إنهاء عديد المباريات وهو مصطفى محمد ولكن مايزيد الأمر صعوبة على الزمالك من ناحية التسجيل هو البعد التام لزيزو و أشرف بنشرقي عن التهديف ، صفر تسديدة حقيقية بين الثنائي حتى إن قررت الإحصائيات وضع ارتطام الكرة بساق بنشرقي في خانة التسديدات وكذلك ضعف في القرار قديم من زيزو و جديد من بنشرقي ، أشرف بدأ الموسم بشكل جيد على فترات أمام سموحة والمقاصة وحتى عندما لعب في مركز المهاجم على غير هواه قرر باتشيكو إراحته وإعادته للجانب الأيسر ولكنه لم يستعيد مستوى الموسم الماضي المميز إلى الآن .
الزمالك حتى الآن هو الفريق الوحيد في كل مجموعات دوري أبطال أفريقيا والذي لم يسجل أي هدف في البطولة بعد اعفاءه من دور ال32 وفشله في تحويل 34 تسديدة في مباراتين إلى رقم يظهر على يسار الشاشة ، كل المؤشرات تدلل على سيطرة للزمالك على معظم مبارياته سواء التي فاز فيها أو تعثر ولكن كما قال جيمي كاراجر عن برايتون الفريق الإنجليزي الذي يشتهر دائما بندرة أهدافه مقارنة بالأهداف المتوقعة أنه إن تكرر الأمر فلسوء الحظ جانب ولكن الأمر يتخطى ذلك ، الزمالك لديه عدو جديد يسمى نقص الفاعلية وسوء انهاء الهجمات ، عدو يزرع الشك في وقت لا يتحمل الزمالك فيه أبدا زراعة الشك .