في نهاية عام 2018، رصدت إذاعة وقناة “إسبورتس سير” وطاقمها بقيادة المحلل “فرمن سواريز” أسلوب لعب بعض من عن الليجا، وخصوا بالذكر توغل طريقة لعب 4-4-2 ومشتقاتها بين أكثر من فريق، وأعطوا مثال عن لاعبي الطائرات، أو أكثر اللاعبين فوزاً بالصراعات الهوائية، حيث جاء ضمن المراكز الأولى، ليس فقط في إسبانيا بل في الدوريات الخمسة الكبرى، إنريتش مهاجم إيبار.
وهذا يدل على طريقة لعب مينديلبار بالكامل، إيبار فريق يلعب برسم 4-4-2 ضغط عالي، مع تطبيق مصيدة الضغط pressing trap ، بمعنى غلق العمق جيداً وترك الأطراف، للانقضاض على ظهير الخصم. وبالكرة، تبدأ مهمة رمي الكرات الطولية تجاه الثنائي الهجومي، إنريتيش قاطرة بشرية في الهواء، يفوز بصراعات هوائية، إذا الفوز بالكرة الثانية أو الـ Second ball على الطريقة الإنجليزية.
برشلونة حينها كان يسيطر على الدوري الإسباني بالطول والعرض، وكان من أكثر الفرق نجاعة فيما يخص الصراعات الهوائية aerial duels، ليسوا الأكثر عددا لكنهم من المؤثرين بقوة، خصوصا بيكيه 57 من أصل 71، بوسكيتس 26 من أصل 43، لونجليه 14 من أصل 27. بيكيه بالأخص وبعده بوسكيتس، تحسن مستواهم مؤخرا جلب أكثر من كلين شيت، لماذا؟ لأن إستراتيجية فالفيردي تغيرت عن الموسم الماضي، مع وجود ضغط أقوى، وسط متقدم، لكن دون دفاع متقدم. ووقتها كان يلعب البارسا برسم 4-3-3 لكنه يتحول إلى 4-4-2، بتواجد ميسي وسواريز بالأمام، وخلفهما بوسكيتس، راكيتتش، فيدال، وغالباً كوتينيو كلاعب وسط إضافي وجناح عند الحاجة.
وفي الشق الدفاعي، كان هناك خيتافي مع خوسي بوردالاس من أصعب الفرق في مواجهتها. فريق يلعب برسم 4-4-2 لكن عكس إيبار على سبيل المثال. النادي الباسكي يلعب بضغط عالي، لكن الفريق المدريدي يلعب بضغط متوسط إلى منخفض. مع وضع أكبر عدد من اللاعبين في نصف ملعبه. لا يعني ذلك ركن “الباص”، ولكن توزيع اللاعبين بشكل منظم في كل شبر بنصف ملعبه، مما يجعل صناعة الفرص مهمة شاقة للغاية أمام أي منافس، والتسجيل عن طريق المرتدات، إما كرات طولية، ضربات ثابتة، أو لعب عمودي مباشر من الخلف إلى قلب الهجوم مباشرة.
في نهاية عام 2018، رصدت إذاعة وقناة “إسبورتس سير” وطاقمها بقيادة المحلل “فرمن سواريز” أسلوب لعب بعض من عن الليجا، وخصوا بالذكر توغل طريقة لعب 4-4-2 ومشتقاتها بين أكثر من فريق، وأعطوا مثال عن لاعبي الطائرات، أو أكثر اللاعبين فوزاً بالصراعات الهوائية، حيث جاء ضمن المراكز الأولى، ليس فقط في إسبانيا بل في الدوريات الخمسة الكبرى، إنريتش مهاجم إيبار.
وهذا يدل على طريقة لعب مينديلبار بالكامل، إيبار فريق يلعب برسم 4-4-2 ضغط عالي، مع تطبيق مصيدة الضغط pressing trap ، بمعنى غلق العمق جيداً وترك الأطراف، للانقضاض على ظهير الخصم. وبالكرة، تبدأ مهمة رمي الكرات الطولية تجاه الثنائي الهجومي، إنريتيش قاطرة بشرية في الهواء، يفوز بصراعات هوائية، إذا الفوز بالكرة الثانية أو الـ Second ball على الطريقة الإنجليزية.
أيام 4-4-2 ومشتقاتها
برشلونة حينها كان يسيطر على الدوري الإسباني بالطول والعرض، وكان من أكثر الفرق نجاعة فيما يخص الصراعات الهوائية aerial duels، ليسوا الأكثر عددا لكنهم من المؤثرين بقوة، خصوصا بيكيه 57 من أصل 71، بوسكيتس 26 من أصل 43، لونجليه 14 من أصل 27. بيكيه بالأخص وبعده بوسكيتس، تحسن مستواهم مؤخرا جلب أكثر من كلين شيت، لماذا؟ لأن إستراتيجية فالفيردي تغيرت عن الموسم الماضي، مع وجود ضغط أقوى، وسط متقدم، لكن دون دفاع متقدم. ووقتها كان يلعب البارسا برسم 4-3-3 لكنه يتحول إلى 4-4-2، بتواجد ميسي وسواريز بالأمام، وخلفهما بوسكيتس، راكيتتش، فيدال، وغالباً كوتينيو كلاعب وسط إضافي وجناح عند الحاجة.
وفي الشق الدفاعي، كان هناك خيتافي مع خوسي بوردالاس من أصعب الفرق في مواجهتها. فريق يلعب برسم 4-4-2 لكن عكس إيبار على سبيل المثال. النادي الباسكي يلعب بضغط عالي، لكن الفريق المدريدي يلعب بضغط متوسط إلى منخفض. مع وضع أكبر عدد من اللاعبين في نصف ملعبه. لا يعني ذلك ركن “الباص”، ولكن توزيع اللاعبين بشكل منظم في كل شبر بنصف ملعبه، مما يجعل صناعة الفرص مهمة شاقة للغاية أمام أي منافس، والتسجيل عن طريق المرتدات، إما كرات طولية، ضربات ثابتة، أو لعب عمودي مباشر من الخلف إلى قلب الهجوم مباشرة.
وتطرق التقرير إلى فرق أخرى مثل بيتيس وإشبيلية وريال مدريد، لكن تغير الكثير من نهاية 2018 إلى بداية 2021، ليس فقط على مستوى التنافس أو حتى فرق القاع، ولكن أيضاً مع تواري رسم 4-4-2 وغيره من الخطط الأساسية لعدة فرق إسبانية مع تحولهم إلى خيارات ومسارات أخرى، وكأن هذا الموسم أقرب إلى خطط الطواريء والحلول غير التقليدية، من أجل محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
ريال مدريد.. ثلاثي الخلف؟
يؤخذ على زيدان دائماً أنه لا يملك بنية خططية قوية، صحيح أنه واحد من أفضل المدراء على الإطلاق، ويجيد بشدة إدارة المباريات الكبيرة، والوصول بفريقه إلى بر الأمان تحت الضغوطات، لكنه يعاني تكتيكياً في بعض الأحيان. ومع إصراره على خطة لعب 4-3-3 في النصف الأول من الموسم، رحل لوكا يوفيتش ثم أوديجارد بسبب عدم تواجد مكان لهما في هذا الرسم، كذلك رحل من قبلهما أشرف حكيمي وريجيلون وآخرين.

وبعد إضاعة عدة نقاط سهلة هذا الموسم، وابتعاد الملكي بعض الشيء عن الصدارة، لم يتغير أسلوب زيدان، حتى بعد أن خسر في نصف نهائي كأس السوبر الإسباني، وخرج من كأس الملك أمام فريق درجة ثالثة، لكن بدأ الفرنسي يتراجع ويحاول البحث في أوراقه القديمة، بسبب الإصابات القوية التي ضربت معظم خطوطه، بداية من راموس إلى فالفيردي ونهاية بهازارد وحتى رودريجو.
خسر الريال أمام ليفانتي باستحقاق، وقدم أحد أسوأ عروضه ضد هويسكا رغم الفوز المتأخر، إلا أنه جمع بين الإقناع والثلاث نقاط أمام خيتافي، عندما قرر زيدان التحول من 4-3-3 إلى 3-4-2-1، لدرجة أن “زونال ماركينج” كتب عن هذه الخطة مع إشادته الكبيرة بدور مارسيلو، كجناح أو “وينج باك” على اليسار للاستفادة من انطلاقاته الهجومية، وقدرته في نفس الوقت على القيام بدور لاعب الوسط الإضافي في العمق، من أجل الكثافة العددية والسيطرة أثناء الاستحواذ.
أمام خيتافي، عرف الريال أخيراً كيف يستفيد من ميندي ومارسيلو في تشكيلة واحدة. الفرنسي جيد جداً في الدفاع لكنه قليل الحيلة هجومياً، سواء في صناعة الفرص أو التصرف أمام المرمى، بينما البرازيلي سيء لأقصى درجة دفاعياً وفي نفس الوقت لديه كل الإمكانات التي تؤهله لصنع الخطورة بالثلث الهجومي الأخير، نظراً لمهارته وخبرته العريضة في مواسم سابقة.
مع إصابة راموس وعدم جاهزيته، إتجه زيزو إلى فاران، ناتشو، وميندي كمدافع ثالث مائل لليسار، وفي الوسط ثنائية مودريتش وكروس، وعلى الأطراف كل من بارك ومارسيلو، وفي المقدمة فينسيوس، أسينسيو، وكريم بنزيما. وأعطى هذا الرسم فريق الريال أفضلية على مدار الشوطين، خاصة مع خلق عدد من الفرص وتسجيل هدفين بكل أريحية، نتيجة حصول مارسيلو على الفراغ المطلوب على اليسار، وفي نفس الوقت حمايته بواسطة ميندي أثناء التحولات، مما أعطاه ما يفتقده خلال الموسم الجاري وحتى السابق.

أيضاً انطلاقات مارسيلو على الطرف سمحت لفينسيوس بالدخول إلى العمق والاقتراب أكثر من بنزيما، مما ساهم في زيادة الربط الهجومي بين الثنائي. وحتى إذا تحول جونيور للطرف فإن مارسيلو يدخل إلى العمق سريعاً، للاستفادة من رؤيته وقدرته على اللعب في المساحات الضيقة، ليحصل الريال على الأفضلية ويسمح له بتنوع اللعب بين العمق والطرفين.
حتى بعد إصابة مارسيلو وغيابه عن مباراة فالنسيا، فإن زيدان لعب بمزيج بين 4-3-3 و3-4-2-1، مع عودة كاسيميرو إلى التشكيلة ولعبه بين قلبي الدفاع أثناء الاستحواذ، ليسمح بصعود ميندي وكارفخال على اليسار واليمين كأجنحة حقيقية، مع دخول فينسيوس وأسينسيو في العمق على مقربة من بنزيما وكل من لوكا مودريتش وتوني كروس. وفي الحالة الدفاعية يعود الرسم إلى تكتيك رباعي الخلف، بصعود كاسيميرو إلى الارتكاز وعودة الظهيرين إلى الخلف بجوار فاران وناتشو، ليفوز ريال مدريد بهدفين أيضاً على فالنسيا.
خيتافي.. وداعاً 4-4-2؟
خيتافي في المقابل فريق لا يبحث عن المراوغات واللعب الاستعراضي، بل يركز فقط على تقليل المساحات بين الخطوط، إغلاق الفراغات أمام مناطقه، والضغط القوي في نصف ملعب الخصم، مع التحولات السريعة واستغلال الكرات الثابتة، والأهم من كل ذلك أنهم يرتكبون مخالفات بالجملة، مع حرصهم الشديد على اللعب بخطة 4-4-2 منذ تولي بيبي بوردالاس تدريب الفريق المدريدي.
يملأ خيتافي الفراغات، ويجيد لاعبوه إجبار منافسهم على التمرير للخلف، نتيجة قلة الخيارات والرقابة القوية بطول وعرض الملعب، ويعتمد المدرب المميز بوردالاس على فكرة مميزة أثناء الاستحواذ، بلعب الكرات الطولية من الخلف تجاه عمق الهجوم مباشرة، والتفوق في الهواء لنيل الكرة الثانية على الأرض. هذه الطريقة نجحت مراراً وتكراراً في السابق لكنها عانت الكثير هذا الموسم، لأن الفريق لم يعد مثل السابق، لدرجة أنه اقترب بشدة من مراكز الهبوط.
يملك خيتافي 24 نقطة حتى منتصف فبراير ويبتعد فقط 3 نقاط عن المراكز التي تقوده إلى السيجوندا، لذلك قرر بوردالاس ولو على سبيل التغيير التحول إلى رسم قريب من 4-2-3-1 في عدة مباريات، خاصة بعد التعاقد مع كارليس ألينا والياباني كوبو، خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية.

أمام هويسكا، لعب خيتافي بثنائية ماكسيموفيتش وأرامباري في محور الارتكاز، وفي الخلف رباعي دفاعي صريح، وعلى الطرفين هجومياً كل من كوبو وكوكوريلا، وكارليس ألينا في المركز 10 خلف المهاجم ماتا، وفاز الفريق بنتيجة هدف مقابل لا شيء مع أداء هجومي محترم، لكنه عندما حافظ على نفس الرسم خلال مباراة بلباو، انهزم بخماسية رغم تقدمه بهدف في بداية المباراة.
ليس من السهل أبداً على خيتافي تقبل طريقة لعب جديدة بعد كل هذه السنوات، والأمر لا يتعلق أبداً برسم 4-4-2 أو 4-2-3-1 أو حتى 4-1-4-1، لأن هذا الفريق اعتمد مع بوردالاس على طريقة لعب دفاعية 100 % وقوة بدنية تصل إلى حد الخشونة غير المشروعة، لكن بتعاقدات مثل كوبو وألينا، فإن مدربه يحاول إضافة عنصر هجومي جمالي إلى تشكيلته، قد تفيده في تطوير الأداء وتحسين مركزه بالجدول، لكن حتى هذه اللحظة يبدو أن الأمر يحتاج إلى وقت أطول، خاصة مع عدم تحسن النتائج بالشكل المنشود.
ماذا بعد؟
الحقيقة أن ريال مدريد وخيتافي وحتى أتليتكو مدريد بعد تحوله إلى 3-4-2-1 في بعض المباريات، ليسوا الفريق الوحيدة التي قررت تغيير جلدهم بعض الشيء، حيث قرر أوناي إيمري أيضاً التخلي عن رسم 4-4-2 الذي عرف عن فياريال تاريخياً، خلال الدور الثاني من الموسم، ليراهن أكثر على رسم 4-3-3، مع الثلاثي فويث، باريخو، وكوكلين في منطقة الوسط، وأمامهم مورينو وجوميز على الأجنحة، وفي العمق الهجومي باكو ألكاسير، مع فتح الملعب عرضياً بثنائي الأظهرة بيدرازا وبينا في الأغلب.

الفكرة أن كل مدرب يحاول الوصول إلى أفضل صيغة تناسب لاعبيه، ومع تداعيات وتأثير جائحة كورونا الكبير، وزيادة الإصابات والغيابات بين اللاعبين، مع الجدول المزدحم بالمواجهات المحلية والقارية، فإن الفرق بدأت جدياً في التكيف مع الوضع الحالي المعقد، سواء بتغيير طريقة اللعب مثل ريال مدريد وفياريال، بسبب كثرة الغيابات وتوافر عدد من لاعبي الوسط القادرين على التكيف مع أكثر من خطة، أو حتى محاولة تعديل إستراتيجية وأسلوب اللعب نفسه مثل أتليتكو مدريد الذي إتجه إلى الهجوم وزيادة عدد الفرص “ثاني أقوى هجوم في الليجا بعد برشلونة”، أو خيتافي الذي تعاقد مع لاعبين شبان بـ “بروفايل” مختلف تماماً عن السابق، خاصة أن الفريق يعتبر أسوأ خط هجوم في الدوري حتى الآن.
ونتيجة لكل ما سبق، فلا غرابة أبداً من تباين جدول الترتيب كل فترة في إسبانيا، لكن مع صدارة دائمة لأتليتكو منذ فترة ليست بالقصيرة، عكس ما يحدث في مراكز الوسط والمؤخرة من صعود وهبوط دون أي ثبات، في انتظار مفاجآت أخرى خلال قادم المواعيد.