25 ديسمبر 2010، الحياة لا تزال هادئة في مصر قبل شهر بالتمام على العاصفة، السخونة الحقيقية نراها في ميادين كرة القدم، الدوري المصري مشتعل ما بين زمالك يقوده حسام حسن ويطمح للتتويج بعد غياب وأهلي في فترة انتقالية ما بين حسام البدري ومانويل جوزيه في ولايته الثالثة، أنت الآن في ملعب الكلية الحربية في مباراة في الأسبوع الرابع عشر من الدوري الممتاز بين المقاولون العرب والأهلي، منتخب مصر للشباب كان لتوه قد فاز على السنغال في بورسعيد بثلاثية نظيفة وتأهل لكأس الأمم الأفريقية، عديد من أفراده بدأت تستشف ملامحهم جيدا وبالتأكيد قد لفتوا نظرك إن كنت متعمقا بعض الشئ في كرة القدم، ثلاثية مصر في السنغال سجلها أحمد حجازي وثنائي المقاولون محمد النني ومحمد صلاح الفتى الذي لم يكمل عامه التاسع عشر بعد، الثلاثي الذي انطلق في رحلات رائعة متفاوتة.
نعود لاستاد الكلية الحربية حيث تقام مباراة الأهلي والمقاولون في حضور جماهيري اعتيادي في تلك المرحلة المثيرة من عمر الدوري المصري، كرة عميقة في ظهردفاع الأهلي المتقدم يستغلها محمد صلاح كالسهم ويسددها قوية لتغالط حارسه محمود أبوالسعود وتكتب نهايته الفعلية كحارس أساسي للأهلي، صلاح يواصل تألقه ويقدم اللمحة المهارية تلوالأخرى، كرة ناحية الراية الركنية يراوغ فيها المخضرم أحمد السيد بطريقة أنيقة وكالعادة أنت تراه ثم فجأة لا تراه سهم منطلق يمتاز بالحيوية الشديدة قادرعلى إظهار كثير من اللمحات المهارية ولكن ميزته الحقيقية هي الإيجابية والقرب دائما من المرمى، تنتهي المباراة بالتعادل بهدف لكل فريق ويترك صلاح أثره في الدوري في فيديوعلى اليوتيوب يتم تداوله بين الحين والآخر عن الأسطورة الذي ظهر لفترات قصيرة في الدوري المصري قبل أن يصبح ما هوعليه الآن.
صلاح الذي أظهر لمدة موسم ونصف في ظروف صعبة شهدت توقف الدوري في أكثر من مرة ما يمكنه فعله محليا ان استمر لسنوات في الملاعب المصرية قرر شق طريقه أوروبيا مبكرا عبر بوابة بازل السويسري والباقي كان تاريخا لازال يدون، هداف الدوري الإنجليزي في موسمين متتاليين، التواجد الدائم بين أفضل لاعبي العالم وبطل أوروبا وانجلترا كل هذا ولازلنا نجد دائما في من يشكك في جودته كلاعب كرة قدم والأدهى أن ذلك يأتي في مقارنات غارقة في المحلية.
شعار مستهلك بأن صلاح ليس “أمهر” لاعب مصري وأن مصر قد أخرجت مواهب أفضل منه بكثير على مر العصور ولكنها فقط العقلية، وبكل تأكيد فصلاح يملك عقلية فذة ولم يكن باستطاعته قط الوصول لما هوعليه الآن سوى بامتلاكها ولكن هل هذا فقط كل مايملك؟ هل تعلم كم لاعب في العالم يملك عقلية مثل صلاح وظروف نجاح أفضل وتأسيس أفضل ولكنه لم يستطع أبدا الوصول لمكانته لأن الأمر من المستحيل أن يتعلق فقط بالاحترافية، مصر نفسها أخرجت لاعبين على قدر عالي من المهنية والتفاني في العمل واستفادوا بـ100% من طاقاتهم ولكن أحدا منهم لم يقترب أبدا لما فعله صلاح لأن الأمر ليس بهذه البساطة.
25 ديسمبر 2010، الحياة لا تزال هادئة في مصر قبل شهر بالتمام على العاصفة، السخونة الحقيقية نراها في ميادين كرة القدم، الدوري المصري مشتعل ما بين زمالك يقوده حسام حسن ويطمح للتتويج بعد غياب وأهلي في فترة انتقالية ما بين حسام البدري ومانويل جوزيه في ولايته الثالثة، أنت الآن في ملعب الكلية الحربية في مباراة في الأسبوع الرابع عشر من الدوري الممتاز بين المقاولون العرب والأهلي، منتخب مصر للشباب كان لتوه قد فاز على السنغال في بورسعيد بثلاثية نظيفة وتأهل لكأس الأمم الأفريقية، عديد من أفراده بدأت تستشف ملامحهم جيدا وبالتأكيد قد لفتوا نظرك إن كنت متعمقا بعض الشئ في كرة القدم، ثلاثية مصر في السنغال سجلها أحمد حجازي وثنائي المقاولون محمد النني ومحمد صلاح الفتى الذي لم يكمل عامه التاسع عشر بعد، الثلاثي الذي انطلق في رحلات رائعة متفاوتة.
نعود لاستاد الكلية الحربية حيث تقام مباراة الأهلي والمقاولون في حضور جماهيري اعتيادي في تلك المرحلة المثيرة من عمر الدوري المصري، كرة عميقة في ظهردفاع الأهلي المتقدم يستغلها محمد صلاح كالسهم ويسددها قوية لتغالط حارسه محمود أبوالسعود وتكتب نهايته الفعلية كحارس أساسي للأهلي، صلاح يواصل تألقه ويقدم اللمحة المهارية تلوالأخرى، كرة ناحية الراية الركنية يراوغ فيها المخضرم أحمد السيد بطريقة أنيقة وكالعادة أنت تراه ثم فجأة لا تراه سهم منطلق يمتاز بالحيوية الشديدة قادرعلى إظهار كثير من اللمحات المهارية ولكن ميزته الحقيقية هي الإيجابية والقرب دائما من المرمى، تنتهي المباراة بالتعادل بهدف لكل فريق ويترك صلاح أثره في الدوري في فيديوعلى اليوتيوب يتم تداوله بين الحين والآخر عن الأسطورة الذي ظهر لفترات قصيرة في الدوري المصري قبل أن يصبح ما هوعليه الآن.
صلاح الذي أظهر لمدة موسم ونصف في ظروف صعبة شهدت توقف الدوري في أكثر من مرة ما يمكنه فعله محليا ان استمر لسنوات في الملاعب المصرية قرر شق طريقه أوروبيا مبكرا عبر بوابة بازل السويسري والباقي كان تاريخا لازال يدون، هداف الدوري الإنجليزي في موسمين متتاليين، التواجد الدائم بين أفضل لاعبي العالم وبطل أوروبا وانجلترا كل هذا ولازلنا نجد دائما في من يشكك في جودته كلاعب كرة قدم والأدهى أن ذلك يأتي في مقارنات غارقة في المحلية.
شعار مستهلك بأن صلاح ليس “أمهر” لاعب مصري وأن مصر قد أخرجت مواهب أفضل منه بكثير على مر العصور ولكنها فقط العقلية، وبكل تأكيد فصلاح يملك عقلية فذة ولم يكن باستطاعته قط الوصول لما هوعليه الآن سوى بامتلاكها ولكن هل هذا فقط كل مايملك؟ هل تعلم كم لاعب في العالم يملك عقلية مثل صلاح وظروف نجاح أفضل وتأسيس أفضل ولكنه لم يستطع أبدا الوصول لمكانته لأن الأمر من المستحيل أن يتعلق فقط بالاحترافية، مصر نفسها أخرجت لاعبين على قدر عالي من المهنية والتفاني في العمل واستفادوا بـ100% من طاقاتهم ولكن أحدا منهم لم يقترب أبدا لما فعله صلاح لأن الأمر ليس بهذه البساطة.
في تقرير تم نشره في “ذا أثليتيك” عن طريق سبورت لوجيك المتخصصين في جمع بيانات العدو للرياضيين في الدوريات الكبرى، أظهرت الإحصائيات أن محمود حسن تريزيجيه اللاعب المميز للغاية والذي يلعب في صفوف أستون فيلا هوأكثر لاعبي الدوري الإنجليزي ككل تفانيا وحركة مستمرة عندما تم مزج عدد السبرينتات التي يقطعها اللاعب مضافة إلى حدة العدو، تريزيجيه لا ينقص تفانيا وهوبالتأكيد لاعب موهوب ولكنه ليس صلاح لأن الأمر أكبر بكثير من ذلك إنك هنا تتحدث عن الفلتات التي قلما تجود بها الأرض.
ثم ما هي المهارة؟ هل المهارة هي القدرة على المراوغة فقط؟ هل تتذكر دينيلسون وقدرته على المراوغة وأين ذهبت مسيرته بعد ذلك؟ ثم ما هي المعايير التي يتم بها الحكم على قدرة لاعب ما على المراوغة، هل مواجهة دفاعات في المستويات العالية في انجلترا وإيطاليا كتلك التي يتم مواجهتها في مصر؟ هل تتذكر اللقطة التي تحدثنا عنها في بداية المقال ومراوغة صلاح لأحمد السيد هل صلاح بما يملكه من سرعة وقدرة على التحكم بالكرة كان عصيا عليه التألق في الدوري المصري مهاريا؟
واجه الأهلي بايرن ميونيخ الألماني في نصف نهائي كأس العالم للأندية، مواجهة الأهلى الأولى ضد فريق أوروبي في تاريخ مشاركاته في البطولة والتي جاءت منطقية للغاية، فارق هائل ما بين الفريقين قبل المباراة وبين الكرة الأوروبية والأفريقية عموما تم ترجمته على أرضية الميدان،فوز سهل لبايرن ميونيخ بهدفين نظيفين في مباراة بذل فيها لاعبوالأهلي كل ما يملكون ولكن كل ما يملكون لم يكن كافي لمجرد تشكيل خطورة ولوبسيطة على مرمى مانويل نوير.
الصراعات البدنية وفارق السرعات والتكوين البدني والوعي التكتيكي تلاحظه في كل كرة تقريبا أنت تتحدث عن مستويين مختلفين للغاية وهنا انقسم الجمع، الجزء الأول من الحشد يعيش بداخل فقاعة يطالب موسيماني بفتح الملعب طولا وعرضا ومجاراة بايرن ميونيخ وأن يبتعد عن التحفظ الدفاعي المبالغ فيه لأنه “الأهلي” وهم بنسبة كبيرة لا يدركون حجم بايرن ميونيخ من الأساس ولا يشاهدون كرة أوروبية على الأغلب حتى أن بعضهم تمادي في وصف البيلد أب لأحد هجمات الأهلي من ضربة مرمى بالرعب بسبب وقوف بدر بانون وياسر إبراهيم بجوار الشناوي وهوالأمر المعتاد في كل ملاعب العالم كأن الثنائي سوف يرتدي قفازات ويحرس المرمى، أما الجزء الآخر فكان أكثر واقعية يتحدث عن فارق مستوى موجود ومقر به ولكنه كان يرى أن بعض التصرفات الفردية عندما يستحوذ الأهلى على الكرة كان بالإمكان فيها أكثر مما كان ولكنه مقر بفارق الجودة المهول الذي ظهر في بديهيات كرة القدم في أشياء مثل التمرير والاستلام والتسلم ناهيك عن القرارات وجودة تنفيذها.
مباراة بايرن ميونيخ أتت كاشفة لفارق مهول بين دولة هي بطلة العالم في 4 مناسبات ودولة تأهلت لكأس العالم من الأساس في ثلاثة مناسبات فقط، بين بطل أوروبا وبطل أفريقيا ولكنها جاءت كذلك لتعطي بعضا من الثناء لرجل عبر الجسر وتجاوز فارق التاريخ وقارع وتفوق على أقرانه رجل المستحيل محمد صلاح.