في 9 مباريات لعبها الفريق خلال شهر يناير 2021، فاز إشبيلية في 7 وتعادل مرة واحدة أمام ريال بيتيس في ديربي الأندلس، وخسر فقط ضد أتليتكو مدريد، متصدر الليجا وفارسها الأول حتى الآن. نتائج مبشرة للغاية وأداء قوي جداً على جميع المستويات الدفاعية والهجومية من كتيبة المدرب جولين لوبيتيجي، الرجل الذي أعاد اكتشاف نفسه مع إشبيلية، وحقق لقب الدوري الأوروبي في الموسم الماضي، بالإضافة إلى منافسته بقوة على مركز مؤهل لدوري الأبطال خلال الموسم القادم، وهذا هو الأقرب حتى الآن، قياساً بمستوى المنافسين والخصوم.
يملك إشبيلية دفاعاً مثالياً هذا الموسم، لأن الفريق استقبلت شباكه فقط 16 هدفاً خلال أول 20 مباراة، كثاني أقوى خط دفاع في بطولة الدوري الإسباني، خلف أتليتكو مدريد بـ10، لكن على مستوى خط الهجوم تهديفياً، فإن كل من برشلونة، أتليتكو، ريال مدريد، ريال سوسيداد، فياريال، ليفانتي، لديهم معدل تهديفي أفضل من الفريق الأندلسي، الذي سجل لاعبوه 28 هدفاً في أول 20 أسبوع من المسابقة.
بابو جوميز.. ضربة معلم
مونشي يضرب من جديد مع إشبيلية. المدير الرياضي لا يتوقف عن العمل الجاد باستمرار، لذلك نجح سريعاً في حسم صفقة التعاقد مع الأرجنتيني بابو جوميز. جميع المصادر أكدت أن النادي الإسباني دفع 5.5 مليون يورو، بالإضافة إلى مجموعة من المتغيرات، مع توقيع اللاعب حتى صيف 2024، بعد رحيله بشكل رسمي عن صفوف ناديه السابق أتالانتا.
في 9 مباريات لعبها الفريق خلال شهر يناير 2021، فاز إشبيلية في 7 وتعادل مرة واحدة أمام ريال بيتيس في ديربي الأندلس، وخسر فقط ضد أتليتكو مدريد، متصدر الليجا وفارسها الأول حتى الآن. نتائج مبشرة للغاية وأداء قوي جداً على جميع المستويات الدفاعية والهجومية من كتيبة المدرب جولين لوبيتيجي، الرجل الذي أعاد اكتشاف نفسه مع إشبيلية، وحقق لقب الدوري الأوروبي في الموسم الماضي، بالإضافة إلى منافسته بقوة على مركز مؤهل لدوري الأبطال خلال الموسم القادم، وهذا هو الأقرب حتى الآن، قياساً بمستوى المنافسين والخصوم.
يملك إشبيلية دفاعاً مثالياً هذا الموسم، لأن الفريق استقبلت شباكه فقط 16 هدفاً خلال أول 20 مباراة، كثاني أقوى خط دفاع في بطولة الدوري الإسباني، خلف أتليتكو مدريد بـ10، لكن على مستوى خط الهجوم تهديفياً، فإن كل من برشلونة، أتليتكو، ريال مدريد، ريال سوسيداد، فياريال، ليفانتي، لديهم معدل تهديفي أفضل من الفريق الأندلسي، الذي سجل لاعبوه 28 هدفاً في أول 20 أسبوع من المسابقة.
– صفقة كبيرة
بابو جوميز.. ضربة معلم
مونشي يضرب من جديد مع إشبيلية. المدير الرياضي لا يتوقف عن العمل الجاد باستمرار، لذلك نجح سريعاً في حسم صفقة التعاقد مع الأرجنتيني بابو جوميز. جميع المصادر أكدت أن النادي الإسباني دفع 5.5 مليون يورو، بالإضافة إلى مجموعة من المتغيرات، مع توقيع اللاعب حتى صيف 2024، بعد رحيله بشكل رسمي عن صفوف ناديه السابق أتالانتا.
أليخاندرو “بابو” جوميز كان مثل الملك المتوج في بيرجامو الإيطالية، لكنه دخل في خلاف حاد مع جاسبريني، مدرب الفريق، والرجل صاحب الفضل الأكبر في تحويله إلى نسخة أفضل، وجعله أحد أفضل لاعبي الكالتشيو بالسنوات الأخيرة، إذا لم يكن صانع اللعب الأميز على الإطلاق في بلاد الباستا، بسبب قدرته على الصناعة والتسجيل، وتوزيع الهدايا على المهاجمين ولاعبي الأجنحة بالثلث الهجومي الأخير دون توقف.
البابو سابقاً صانع لعب على الطريقة اللاتينية، الرقم 10 الذي يلعب خلف المهاجم، يصنع الفرص ويمرر في كل مكان، ويصعد بنفسه لتسجيل الأهداف عند الحاجة، مع تمتعه بقوة المراوغة والاختراق، لكن هل حقاً يريده إشبيلية؟ وهل فعلاً السبب الرئيسي في اتخاذ هذه الخطوة يرتبط بضعف الغلة التهديفية خلال بطولة الليجا هذا الموسم رغم مركز الفريق المتقدم بالترتيب؟
الحقيقة أن الأمر أكبر من ذلك، مونشي دائماً له وجهة نظر فنية وأخرى اقتصادية. بابو جوميز نجم معروف في أمريكا الجنوبية، لديه شعبية كبيرة في أوروبا، سعره السوقي ليس بالكبير، وفي نفس الوقت لن يحصل على مرتب مرتفع للغاية، ومن السهل فيما بعد تسويقه لأندية الخليج عندما يكبر في السن، أو حتى مبادلته بلاعب آخر في إيطاليا أو إسبانيا أو إنجلترا، كما يفعل إشبيلية أحياناً، لذلك تعتبر هذه الصفقة مضمونة على الصعيد الاقتصادي والمالي.
كذلك فإن جماهير إشبيلية تسعى دائماً للحصول على أفضل اللاعبين اللاتينيين، وبابو جوميز يشبه إيفر بانيجا بعض الشيء. بانيجا الذي قدم موسم للذكرى مع الفريق الأندلسي قبل رحيله إلى الشباب، ترك فراغاً محورياً داخل الملعب وخارجه، لم يعوضه حتى إيفان راكيتيتش، رغم قوة الكرواتي بدنياً وقيامه بمجهود دفاعي كبير، لكن هذا لم يشفع له هجومياً في بعض الأحيان.
– ما قبل وما بعد بانيجا
خلال الموسم الماضي، فاز إشبيلية بلقب الدوري الأوروبي بعد مسيرة استثنائية أمام فرق بقيمة وحجم وتاريخ مانشستر يونايتد وإنتر وغيرهم. في رسم 4-3-3 لجولين لوبيتيجي، تمت حماية بانيجا جيداً بواسطة ثنائي محوري قوي بدنياً، مثل فرناندو الذي يدافع بشكل مميز، وخوان جوردان، أحد أهم اكتشافات الموسم الماضي، كـ “بوكس تو بوكس” بين الدفاع والهجوم. ونتيجة لذلك، حصل زميله الأرجنتيني على الأريحية المطلوبة والحرية المنشودة، كارتكاز مساند وصانع لعب متأخر، ولاعب وسط هجومي صريح، كلما تحول إلى الطرف، لخلق جبهة هجومية فعالة رفقة نافاس وسوسو.
بانيجا لم يكن مجرد لاعب وسط ثالث، بل كان أقرب إلى صانع اللعب الحر عند تحول الرسم من 4-3-3 إلى 4-2-3-1، لأنه محاط بثنائي محوري قوي بدنياً، وبين جناحين أحدهما سريع مثل أوكامبوس والآخر مهاري كسوسو. الأرجنتيني كان بمثابة همزة الوصل، بين جوردان وفرناندو بالوسط، بين الظهير والجناح على الطرف، وبالعمق خلف النصيري وبالقرب من لوكاس أوكامبوس، لذلك كان فعلياً أقرب إلى مهندس طريقة لعب إشبيلية تحت قيادة لوبيتيجي.
وبعد رحيله إلى صفوف الشباب، لعب إشبيلية بخطة 4-3-3 لكن مع وضع فرناندو في الخلف، أمامه كل من راكيتيتش على اليمين وجوردان على اليسار، وفي الهجوم لوكاس أوكامبوس، يوسف النصيري، وسوسو، مع تواجد أكونيا، دييجو كارلوس، كوندي، ونافاس، أمام حارس المرمى ياسين بونو.
لا يزال إشبيلية من أفضل فرق إسبانيا وأصعبها في المواجهة، مع قوة كوندي وكارلوس دفاعياً، والمجهود البدني المذهل لجوردان، ومهارة سوسو بالقرب من انطلاقات أوكامبوس، دون نسيان أهداف يوسف النصيري المؤثرة، لكن هناك شيء ما مفقوداً في العمق، يظهر عندما يواجه الفريق منافسين يغلقون مناطقهم بشكل جيد، ويعتمدون على المرتدات أو التحولات السريعة، كما حدث ضد أتليتكو مدريد في الدوري، وحتى ليجانيس في الكأس رغم الفوز بشق الأنفس.
خططياً وتكتيكياً، يعتمد الفريق الأندلسي في طريقة لعبه على الهجوم من الأطراف أكثر من العمق. يهاجم إشبيلية من اليسار بنسبة 34 %، ومن اليمين بنسبة 42 %، مع تقدم الظهيرين وانطلاقات الجناحين بين العمق والخط، بالتبادل مع يوسف النصيري المتحرك باستمرار، بينما كانت نسبة الهجوم من العمق 24 % فقط، أي أقل من الربع تقريباً.

رقمياً، سجل لاعبو إشبيلية 16 هدفاً من اللعب المنظم المفتوح، 4 من المرتدات السريعة، 4 ركلات جزاء، 3 كرات ثابتة، وهدف عكسي من النيران الصديقة، أي أن نسبة 57 % من أهداف إشبيلية جاءت بفضل الهجوم المنظم فقط، حتى مطلع فبراير 2021. وبالنظر إلى الأهداف والأسيست، سنجد أن النصيري سجل 12، أوكامبوس 4، سوسو 3. وعلى مستوى الصناعة والأسيست، نافاس صنع 4، أوكامبوس 4، جوردان 3، فرناندو 2، وراكيتتش هدف، أي أن عملية التسجيل والصناعة تزيد بالنسبة للاعبي الأجنحة عن ارتكازات الوسط، خلال أكثر من نصف الموسم الجاري محلياً أو دورياً.
– بابو جوميز
أليخاندرو جوميز صانع لعب على الطريقة اللاتينية في أمريكا الجنوبية، الرقم 10 الذي يلعب خلف المهاجم، يصنع الفرص ويمرر في كل مكان، ويصعد بنفسه لتسجيل الأهداف عند الحاجة، مع تمتعه بقوة المراوغة والاختراق، هو لاعب الوسط المتقدم خلف المهاجمين مباشرة في رسم 4-3-1-2 على طريقة الأرجنتين قديماً.
يؤكد جوناثان ويلسون في رائعة “قلب الهرم” أن صانع اللعب اللاتيني أو الرجل الكبير هو اللاعب الذي يهاجم فقط، يلعب للأمام، يصنع الأهداف ويسجلها. يفعل كل شيء في الثلث الأخير وليس له علاقة بالدفاع. في أمريكا اللاتينية، هناك اللاعب الذي يتألق في طريقة لعب 4-3-1-2 التي تصبح 4-4-2. ثلاثي الوسط أمامه ثنائي هجومي وبينهما صانع اللعب الذي يربط الجميع في وحدة واحدة، ولنا مثال بخوان رومان ريكلمي على سبيل الذكر والتقدير.

بابو جوميز ليس مثل ريكلمي، ربما بسبب تدربه تحت قيادة جيان بييرو جاسبريني، الرجل الذي طوره كثيراً على الصعيدين الخططي واللياقي، ليصبح أفضل على مستوى الركض، التمركز، الضغط، والدفاع من دون الكرة. لم يعد البابو صانع لعب كلاسيكي هجومي فقط، بل يضغط مع زملائه، ويغلق زوايا التمرير أمام حامل الكرة في نصف ملعب الخصوم، ويساند لاعبي الوسط ويصعد حتى لأداء دور المهاجم الإضافي عند الحاجة.

مع أتالانتا، اشتهر جاسبريني برسم 3-4-1-2، ليحصل جوميز على الحرية الكاملة في المركز 10 بالملعب، أمامه ثنائي هجومي، أحدهما قوي بدنياً والآخر متحرك أقرب إلى التسعة ونصف، مثل زاباتا وجوسيب إيليشيش. جنباً لجنب مع فتح الملعب عرضياً بواسطة ثنائي من الأجنحة الأظهرة أو فيما يعرف خططياً بالـ “وينج باك”، وخلف كل هؤلاء ثنائي محوري يدافع أكثر مما يهاجم، وتكون مهمته الأولى تغطية المساحات طولاً وعرضاً، لذلك نجح المدير الفني في توفير الإطار الخططي اللازم لتألق صانع لعبه.
نجح جوميز في بيرجامو وحوله ثنائي من الأطراف التي تجيد الانطلاقات الهجومية، مع ثنائي محوري قوي في الافتكاك والعرقلة، وثنائي هجومي لا يتوقف عن الركض والحركة، مما جعل الأرجنتيني مرتاحاً في طريقة لعبه، واستلامه للكرة والنظر إلى الأمام، لكنه أيضاً كان مجتهداً في التدريبات وداخل الملعب، ولديه النظرة الثاقبة والمهارة الطبيعية التي مكنته من لعب التمريرات الحريرية، واحتلاله المكانة الأولى كأفضل صانع لعب حر في الدوري الإيطالي. منذ موسم 2014-2015، بابو جوميز الأكثر صناعة في الكالتشيو بـ58 أسيست.

– إشبيلية الجديد
نجح جاسبريني في تطوير أليخاندرو على مستوى اللياقة والتمركز، مما يجعله قادراً على القيام بدور لاعب الوسط الثالث بالمركز 8 خلال رسم 4-3-3، إذا حافظ جولين لوبيتيجي على أفكاره في إشبيلية، لكن هذا اللاعب بالأخص سينتج بشكل مضاعف عندما يتحول إلى المركز 10 في خطة أخرى، إنها طبيعته التي تجعله أقرب إلى دور صانع اللعب والمهاجم الإضافي عند الحاجة، كما فعل من قبل في إيطاليا وفريقها ممثل منطقة بيرجامو.
قد يحافظ لوبيتيجي على خطته وقد يتحول إلى رسم 4-2-3-1، وهو الأفضل بالنسبة لبابو جوميز، سواء هذا الرسم أو 3-4-1-2 كما كان يلعب في إيطاليا، لكن لأن إشبيلية لا يعتمد على تكتيك ثلاثي الخلف كثيراً، فإن الإسبان يفضلون خطة رباعي الدفاع وثنائي المحور، وأمامهم ثلاثي الهجوم ورأس الحربة، كما كان يفعل فيسنتي ديل بوسكي خلال مونديال جنوب أفريقيا 2010.

فرناندو أسفل دائرة المنتصف وبجواره جوردان، وأمامهما أليخاندرو جوميز، أو راكيتتش بجوار فرناندو/جوردان، وأمامهما الأرجنتيني، وفي الثلث الأخير لا خلاف على سوسو يساراً وأوكامبوس يميناً، وبالمقدمة يوسف النصيري، هكذا قد يكون خيار إشبيلية القادم، أو حتى التحول إلى ما يشبه 4-4-2 بتواجد أوكامبوس بالأمام على مقربة من أسد الأطلس، والاستحواذ على منطقة الوسط والمناورات بالرباعي بابو، راكي، فرناندو، وجوردان، وإعطاء الفرصة أمام تقدم الظهيرين نافاس وأكونيا يميناً ويساراً. كل ما سبق يعني أن أليخاندو سيعطي إشبيلية أكثر من خيار خططي، والأهم من كل ذلك أنه سيزيد من قوتهم الهجومية في منطقة العمق، وهي نقطة الضعف الوحيدة تهديفياً بالنسبة لهم هذا الموسم، مما يجعل فريق لوبيتيجي مميزاً سواء في المركز أو على الأطراف، وهذا يقودنا حتماً إلى الصفة الأهم في امتلاكك لصانع لعب ذكي وسريع البديهة، ألا وهي خاصية عدم التوقع عند السيطرة وامتلاك الكرة، وهي القطعة الناقصة في تكتيك جولين منذ قدومه إلى الأندلس، حيث يمكن اعتبار فريقه قوياً وصلباً لكن دون لمسة سحرية، أو لمحة جمالية، لذلك كان لزاماً الاستعانة بالساحر الأرجنتيني القادم من بيرجامو.