لم يتوقع أحد نجاحه في هذا المركز”، هكذا عنونت صحيفة “سبورت” الإسبانية بعد تألق فرينكي دي يونج مع برشلونة مؤخراً، أما صحيفة “آس” فأكدت بأن دي الهولندي يعيش أجمل أيامه في كتالونيا، رغم أن الموسم لم يف بالوعود حتى الآن، فيما ذهبت “ماركا” إلى الإشارة بأن لاعب الوسط الشاب يستحق دفع 75 مليوناً من أجله، وهو ما أوضحته أيضاً “موندو ديبورتيفو” التي وصفت حالة فرينكي الحالية بالأفضل منذ قدومه إلى كامب نو.
لأول مرة تتفق صحافة برشلونة ومدريد على شيء واحد. يبدو أن دي يونج نجح في توحيد القطبين، بسبب مستواه المميز وأرقامه الموفقة في ثاني مواسمه مع الفريق الكتالوني، حيث سجل 4 أهداف وصنع مثلهم في 26 مباراة بكل المسابقات هذا الموسم، ليقدم نفسه كأحد أفضل لاعبي الوسط في الليجا وأوروبا بالفترة الراهنة، مع إجبار الجميع على تسليط الضوء عليه من جديد.
“لو حكينا يا حبيبي نبتدي منين الحكاية؟” مع كامل تقديرنا للعندليب، لكننا فقط سنقتبس إحدى مقدمات أغانيه الشهيرة، للبدء في اقتحام مسيرة فرينكي دي يونج، الهولندي الذي بدأ مسيرته الاحترافية بعيداً عن أياكس، بالتحديد مع نادي فيليم، منذ أن كان عمره 7 سنوات حتى رحيله وهو في السابعة عشر، منتقلاً إلى فريق أياكس الرديف، لذلك فإنه لم يتعلم كرة القدم داخل أكاديمية عملاق أمستردام كما يعتقد الكثيرون، بل وصل إلى الفريق شاباً لديه المباديء الرئيسية، التي سرعان ما تحولت إلى نسخة أفضل مع زعيم الكرة الهولندية.
صدق أو لا تصدق، أن دي يونج انتقل إلى أياكس مقابل رسوم بقيمة 1 يورو في العام، نعم 1 يورو وليس 1 مليون يورو، حيث كانت هذه الرسوم رمزية ويقابلها نسبة بيع مستقبلية تصل إلى 10 %. في أياكس أسس نفسه كواحد من أفضل لاعبي الوسط الشباب في أوروبا ، بعد فوزه بالثنائية المحلية والوصول إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، خلال الموسم التاريخي مع إريك تين هاج، لينتقل بعدها إلى البارسا مقابل حوالي 75 مليون يورو، بحسب ما أعلنه الطرفين.
لم يتوقع أحد نجاحه في هذا المركز”، هكذا عنونت صحيفة “سبورت” الإسبانية بعد تألق فرينكي دي يونج مع برشلونة مؤخراً، أما صحيفة “آس” فأكدت بأن دي الهولندي يعيش أجمل أيامه في كتالونيا، رغم أن الموسم لم يف بالوعود حتى الآن، فيما ذهبت “ماركا” إلى الإشارة بأن لاعب الوسط الشاب يستحق دفع 75 مليوناً من أجله، وهو ما أوضحته أيضاً “موندو ديبورتيفو” التي وصفت حالة فرينكي الحالية بالأفضل منذ قدومه إلى كامب نو.
لأول مرة تتفق صحافة برشلونة ومدريد على شيء واحد. يبدو أن دي يونج نجح في توحيد القطبين، بسبب مستواه المميز وأرقامه الموفقة في ثاني مواسمه مع الفريق الكتالوني، حيث سجل 4 أهداف وصنع مثلهم في 26 مباراة بكل المسابقات هذا الموسم، ليقدم نفسه كأحد أفضل لاعبي الوسط في الليجا وأوروبا بالفترة الراهنة، مع إجبار الجميع على تسليط الضوء عليه من جديد.

– نبتدي منين الحكاية؟
“لو حكينا يا حبيبي نبتدي منين الحكاية؟” مع كامل تقديرنا للعندليب، لكننا فقط سنقتبس إحدى مقدمات أغانيه الشهيرة، للبدء في اقتحام مسيرة فرينكي دي يونج، الهولندي الذي بدأ مسيرته الاحترافية بعيداً عن أياكس، بالتحديد مع نادي فيليم، منذ أن كان عمره 7 سنوات حتى رحيله وهو في السابعة عشر، منتقلاً إلى فريق أياكس الرديف، لذلك فإنه لم يتعلم كرة القدم داخل أكاديمية عملاق أمستردام كما يعتقد الكثيرون، بل وصل إلى الفريق شاباً لديه المباديء الرئيسية، التي سرعان ما تحولت إلى نسخة أفضل مع زعيم الكرة الهولندية.
صدق أو لا تصدق، أن دي يونج انتقل إلى أياكس مقابل رسوم بقيمة 1 يورو في العام، نعم 1 يورو وليس 1 مليون يورو، حيث كانت هذه الرسوم رمزية ويقابلها نسبة بيع مستقبلية تصل إلى 10 %. في أياكس أسس نفسه كواحد من أفضل لاعبي الوسط الشباب في أوروبا ، بعد فوزه بالثنائية المحلية والوصول إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، خلال الموسم التاريخي مع إريك تين هاج، لينتقل بعدها إلى البارسا مقابل حوالي 75 مليون يورو، بحسب ما أعلنه الطرفين.
كانت البداية الحقيقة لدي يونج مع أياكس في موسم 2016-2017، وقتها شارك في 15 مباراة بالدوري، وتواجد أكثر في مركز قلب الدفاع الثالث، ولعب بعض المباريات كارتكاز دفاعي. ثم كانت انطلاقته الرئيسية خلال موسم 2017-2018، ليلعب كقلب دفاع صريح بجوار ماتياس دي ليخت، بعد رحيل سانشيز إلى توتنهام، ويشارك في نفس الوقت كلاعب وسط دفاعي صريح في رسم 4-3-3، قبل أن يتحول إلى أحد نجوم أياكس، في موسم 2018-2019، عندما لعب كارتكاز مساند في رسم 4-2-3-1، بجوار زميله لاس شونه، وخلف فان دي بيك، في التشكيلة الشهيرة التي وصلت إلى نصف نهائي دوري الأبطال.
رقمياً، شارك دي يونج في 16 مباراة مع أياكس كلاعب وسط صريح، 19 في خانة المساك، و51 في الارتكاز الدفاعي، والأهم من كل ذلك أنه شارك أيضاً كلاعب وسط هجومي متقدم خلف رأس الحربة، حينما كان يشارك مع فريق الشباب لأياكس، أي أنه تواجد أيضاً في المركز 10 خلال الفئات السنية وليس الفريق الأول.
– مدافع صريح؟
21 يناير 2018، في مثل هذا الوقت منذ 3 أعوام تقريباً، كانت هناك قمة من نار في الكرة الهولندية بين الغريمين أياكس وفينورد في الكلاسيكو الهولندي. وقتها فاز أياكس بهدفي دي بيك وهونتلار، وسط تألق استثنائي لفرينكي دي يونج، الذي بدأ المباراة في مركز قلب الدفاع، الذي يتقدم بالكرة أثناء الاستحواذ ويصعد إلى الوسط كلاعب ارتكاز إضافي، وصانع لعب وهمي.

دخل فريق العاصمة برسم 4-3-3، مع شونه، دي بيك، وزياش في المنتصف، رفقة كلايفرت، نيرس، وهونتلار بالأمام. فينورد في المقابل لعب بطريقة دفاعية بحتة، مع محاولة إغلاق زوايا التمرير أمام حامل الكرة، ليفشل لاعبو الارتكاز في الاستلام بحرية، كذلك كانت حركة الهجوم بطيئة بعض الشيء، ليظهر فرينكي من بعيد، بعد صعوده خطوات للأمام، وقيامه بدور لاعب الوسط “الريجستا” الذي يبني اللعب من الخلف، ويصنع الفرص من أماكن بعيدة عن المرمى، لذلك بدأت تمريرة الهدف الأول عن طريقه، لتصبح المباراة أسهل على صاحب الأرض والجمهور.
المثير للاهتمام أن دي يونج لم يكن صاحب أول براءة اختراع لتواجد لاعب الوسط في الدفاع، لأن تشافي هرنانديز، أسطورة برشلونة وأحد أيقونات خط الوسط تاريخياً، لعب في بداياته أيضاً كقلب دفاع صريح، تحت قيادة الهولندي لويس فان جال. مدرب البارسا في زمن فات دخل برسم 4-3-3، مع رايزيجر، تشافي، أبيلاردو، وسيرجي في الدفاع، وأمامهم بيب جوارديولا، فيليب كوكو، ولويس إنريكي بالمنتصف، وفي المقدمة كل من لويس فيجو، ريفالدو، وكلايفرت.
يقول لويس فان جال في حوار قديم عبر “فيفا”: “تعود الخصائص إلى وجهة نظري فيما يتعلق بالرؤية. عليك أن تلعب كفريق وليس كأفراد. لهذا السبب أعود دائمًا إلى الرؤية، ثم الفريق، ثم أي لاعبين مناسبين لنظامي. -4-3-3 على سبيل المثال، لأنني ألعب ذلك دائماً، إذا كان بإمكان لاعب شاب القيام بذلك، فأنا أختاره. إذا كان لاعبًا أكبر سنًا، فلن يزعجني؛ إنه ليس العامل الأكثر أهمية. العمر هو غير مهم”.
الرؤية، الكلمة التي كررها فان جال لوصف قيمة اللاعبين الشبان أيامه، مثل تشافي على سبيل المثال، وهي النقطة التي بنى عليها أياكس فريقه الجامح، خلال الفترة من 2016 حتى 2019، حيث أن اللاعب الذكي ذو الرؤية الثاقبة يمكنه التكيف مع أي مركز، طالما وفرت له البنية التكتيكية المناسبة والإطار الخططي الصحيح، لذلك نجح دي يونج في هولندا كقلب دفاع، ولاعب ارتكاز، وأعاد اكتشاف نفسه مع برشلونة هذا الموسم في مكان مغاير تماماً، لاعب الوسط المتقدم الأقرب إلى “البوكس”.
– ألفريد شرودر وسره الباتع
ألفريد شرودر، مساعد رونالد كومان في جهاز برشلونة، والذراع الأيمن السابق لإريك تين هاج مع أياكس، لديه اهتمام مضاعف بثقافة تحليل الفيديو، لدرجة أنه يستخدم أحد الأجهزة التكنولوجية خلال مباريات البارسا، لملاحظة تمركز كل لاعب وكيفية تحركه، مع اكتشاف الفراغات التي يتركها المنافس في الحالة الدفاعية. المهم أن هذا الرجل ينفذ في النهاية ما يطلبه كومان، المدير الفني الذي يفضل باستمرار لاعبي الوسط الهدافين في تشكيلته، ويحاول جذبهم إلى فريقه بأي طريقة.

خلال تجربة كومان الأخيرة مع هولندا، استخدم المدرب لاعبه فينالدوم في هذا المركز، لاعب الوسط المتقدم الذي يتحرك في الفراغ ويسجل الأهداف، لذلك فضله في مباريات عديدة على دوني فان دي بيك على سبيل المثال، ليلعب نجم ليفربول أمام دي يونج في تشكيلة الطواحين، ويسجل أهدافاً غزيرة مع المنتخب، لذلك لا غرابة أبداً في إصرار كومان على ضم فينالدوم إلى برشلونة، ومحاولته مراراً وتكراراً خلال الصيف الماضي، حتى فشله في تحقيق ذلك بسبب الأزمة المالية الخانقة التي يمر بها النادي.
استسلم رونالد في عدم ضم فينالدوم، لكنه لم يستسلم أبداً في الاستعانة بأحد لاعبي الوسط المهاجمين في تشكيلته، لذلك جرب مراراً وتكراراً في بداية الموسم كل التوليفات المنطقية وغير المنطقية، سواء بتواجد دي يونج وبوسكيتس، دي يونج وبيدري، دي يونج وبيانيتش، دي يونج وبوسكيتس وكوتينيو، حتى ثلاثية بوسكيتس، دي يونج، وبيدري، الذي يستخدمها مؤخراً وأثبتت نجاحاً قياساً بالتجارب الأخرى.
بعيداً عن علاقة كومان بريكارد بوج، التي بدأت تتحسن مؤخراً، فإن الرجل لم يخطيء إطلاقاً في اختياراته الأخيرة. من المنطقي تفضيل بوسكيتس على بيانيتش في مركز الارتكاز المدافع، لأن البوسني لا يدافع بشكل جيد ولا يتمركز من دون الكرة، ولم يلعب في هذا المكان من قبل كثيراً، وكل تجاربه مع يوفنتوس كـ “ريجستا” باءت بالفشل الذريع حتى رحيله، وفي الوسط المتقدم أو لاعب الارتكاز الثالث، يقدم بيدري جونزاليس مستويات أفضل كثيراً من فيليبي كوتينيو، وإذا قررنا عدم الخوض في معترك بوج، فإن دي يونج هو الأميز في مركز لاعب الوسط المائل لليمين والذي يصعد إلى الهجوم، لذلك فإن توليفة ثلاثي الوسط “بوسكيتس-بيدري-دي يونج” الأفضل في رسم 4-3-3 الذي يتبعه البارسا حالياً.
في تحليل قديم لموقع “سيتي وواتش” عن دي يونج، نقلت عنهم هذا الشق سابقاً، وأعيده الآن خاصة في نقطة التشبيه بالبلجيكي كيفين دي بروين، نجم مانشستر سيتي، علماً بأن هذا التقرير كتب منذ أكثر من 3 سنوات: “الهولندي يجمع بين العديد من الأدوار التي يحتاجها لاعب خط الوسط الحديث، لأنه لديه القدرة على الظهور حرفيا في أي مكان على أرض الملعب، سواء كان ذلك عميقا أو في مواقع أكثر تقدماً. يطلب الكرة في أي وضع على أرض الملعب، ولا يهاب الضغط، مع تمتعه بالقوة البدنية التي تساعده على إجادة لعبة التحولات، بالقطع السريع والركض المتواصل”.

– التوليفة الجديدة
شرودر، مساعد كومان، يهتم كثيراً بالمساحات والفراغات، وينقل صورة الملعب إلى المدير الفني، الذي قرر بعد محاولات طويلة الرهان على دي يونج في هذا المكان، كلاعب وسط متقدم، يبدأ في العمق وينتقل إلى قلب منطقة الجزاء، بالتبادل مع المهاجم الصريح أو الوهمي، من أجل استلام قطريات ميسي وعرضيات ألبا، كما تم ضد سوسيداد وبلباو في الدوري، أو حتى إنهاء الفرص في حال غيابه، كما حدث ضد سوسيداد بالسوبر وإليتشي محلياً.
من دون الكرة، مشاكل البارسا لن تحل في يوم وليلة، هناك أزمة حقيقية في عملية الضغط، تبدأ من قلب الهجوم، حيث لم ينجح كومان بعد في تنفيذ إستراتيجية ضغط حقيقية، قائمة على تبادل المراكز والدفاع من الهجوم أولاً، ثم حالة الوسط، مع انخفاض لياقة بوسكيتس تحت ضغط المباريات، وتقدم بيدري ودي يونج بشكل مبالغ فيه في نصف ملعب الخصوم، نهاية بسوء الحالة الفردية للمدافعين سواء لونجلي أو جوردي ألبا أو أومتيتي، مما يجعل حل هذه المعضلة تحتاج إلى تعاقدين في خانة الظهير وقلب الدفاع، قبل البدء في تحسين عملية الضغط عن طريق تبادل المراكز بين لاعبي الوسط والهجوم، وسرعة الارتداد من الأمام إلى الخلف.
لكن بالكرة، تتمحور مشاكل البارسا في سهولة توقع مصادر خطورة الفريق، فميسي يفعل كل شيء، يصنع ويراوغ ويمرر ويسجل، وعندما لا يكون في يومه أو يغيب لأي سبب فإن الفريق يعاني ولا يسجل. الحق يقال بأن هذه السلبية قلت بعض الشيء خلال الآونة الأخيرة، مع تحسن مستوى جريزمان وتسجيله 5 أهداف في الليجا، بالإضافة إلى تألقه اللافت في منافسات السوبر، مع “فورمة” دي يونج المثالية بالثلث الهجومي الأخير.
مع تواجد ميسي في الملعب، فإن الأرجنتيني لا يكتفي أبداً بمركز المهاجم الوهمي، بل يعود باستمرار إلى الوسط، من أجل الربط في العمق مع بيدري، وعلى الطرف رفقة جوردي ألبا. بيدري جونزاليز أشبه بإنييستا في بداياته، لاعب يكسر تركيز المنافس مع ليو، ويقترب منه من أجل القيام بدور الصانع الوهمي. أشبه بالـ “طُعم” الذي يستخدمه الصياد، فهو اللاعب الذي يقترب بشدة من ميسي، حتى يحرره ويربط معه ويقلل بعض الشيء من الحصار المفروض حوله، أما جريزمان فيلعب على اليسار في الدفاع، لكن أثناء الهجوم يتحول إلى العمق حتى يترك ألبا بمفرده على الخط الجانبي من الملعب، فيما يعرف بالـ “أوفرلاب”.
سواء تواجد ميسي بالعمق أو الطرف، صعد ألبا أم لم يصعد، تطور بيدري بشكل واضح، تحسنت حالة جريزمان في الأسيست والهدف، فإن الفريق يحتاج إلى عنصر المفاجأة، ويكون في أشد الحاجة إلى لاعب إضافي داخل الصندوق وخارجه، يكون بمثابة السند لجريزمان، الرابط مع بيدري، والمستقبل “الأوتليت” لتمريرات ميسي، عرضيات ألبا وديست، لمسات أنطوان، وهو ما يفعله الهولندي الشاب بالنص، لذلك سجل ضد سوسيداد في الدوري بعد عرضية ألبا، أمام نفس الفريق في السوبر بفضل تمريرة جريزمان، تألق ضد بلباو بعد قطرية ميسي، وسجل الهدف في شباك إلتشي بعد دخوله الصندوق كمهاجم وليس لاعب منتصف، لكن حقاً هل هذا يكفي!؟
– ماذا ينقص فرينكي؟
هل هذا يكفي حقاً؟ تسجيل 3 أهداف وصناعة مثلهم في الليجا، وتقديم نفسه كأحد أفضل لاعبي الوسط بالدوري؟ أتصور بأن برشلونة لم يدفع 75 مليوناً في دي يونج من أجل ذلك فقط، حتى جمهور النادي نفسه ينتظر من اللاعب أكثر من ذلك، لكن ما القصد بأكثر من تسجيل الأهداف وصناعتها؟ هل هذا نوع من الفلسفة الزائدة أو “التحنيك” المضاعف؟ الحقيقة أن الإجابة ستكون لا وألف لا، لأن فرينكي فعلاً يحتاج إلى ما هو أكثر من الهدف أو الأسيست.
يقول عراب التكتيك، أريجو ساكي، في حوار سابق: “الجمود التكتيكي هو السائد في السنوات الأخيرة وأكبر دليل على ذلك، زيادة المناقشات حول ما إذا كان هذا اللاعب جناح أم لاعب وسط صريح أم إرتكاز دفاعي، ليؤكد أن هذه الأسئلة هي أساس البلاء للكرة الحديثة. عندما تشاهد تدريبات الناشئين الصغار في الكرة الإيطالية يشعر بالحسرة والحزن، شباب صغار في سن 14 و 15 سنة يلعبون كرة القدم بمباديء العصور القديمة، المدافع يراقب المهاجم، والمهاجم يتحرك في الصندوق، ولاعب الوسط يجري في الإطار المحدد له، وكل هذه الخطوات تسير بالكرة نحو التخصص مع أن اللعبة بعيدة كل البعد عن التخصص في المهام لأن اللعبة ليست شيئاً واحداً مهما كانت المعوقات”.

دي يونج لديه الرؤية والفهم الجيد للكرة، لكن ينقصه كيفية التحكم في نسق و”ريتم” المباريات الكبيرة، متى يبطء الهجمة ومتى يقوم بتسريعها؟ كيف يصعد بالكرة وأين يقف عليها؟ لماذا ينطلق بأقصى سرعة أحياناً ثم يقف ويدور حول نفسه وحتى يعود إلى الخلف في بعض الأوقات؟ والأهم من كل ذلك أين يتمركز عندما تكون الكرة بحوزة زميله؟ ولماذا يجب ألا ينظر فقط نحو “الكرة” وكأنها نهاية المباراة، حيث توجد هناك أمور أخرى ليست أقل قيمة بل تزيد، مثل المساحة، الخصم، والزميل. كل جزئية تحدد أين يجب أن يتحرك اللاعب في الحالة الدفاعية، وأين يمرر في الحالة الهجومية، وهي الأمور التي تحتاج إلى عمل مضاعف من لاعب الوسط.
يحتاج فرينكي إلى مزيد من التطور واللعب والتجربة وارتكاب الأخطاء والتعلم منها، حتى يفهم دور لاعب الوسط الذي يتحكم في نسق مباريات الكرة، ويقود فريقه أثناء المباريات الحاسمة، بتسريع اللعب تارة وتهدئته في أوقات أخرى، مع نقل الهجمة من جانب إلى آخر في جزء من الثانية، إنه القائد الأقرب إلى مفهوم الـ “PAUSA” في أمريكا اللاتينية، إنه ذلك النجم الذي يحدد لحظة الهجوم وتوقيته، مع الإجابة على كل هذه الأسئلة، متى وأين وكيف يتم تمرير الكرة.
يستطيع لاعب برشلونة الوصول إلى هذا المستوى لكنه سيحتاج للوقت والجهد، فتشافي على سبيل المثال لم يولد كلاعب وسط قائد، كذلك الحال بالنسبة لمودريتش وكيفين دي بروين وغيرهم، بالتالي فإنه يملك الأدوات كافة لتحقيق هذا الهدف، لكن المهم أن يواصل اللعب والتألق وعدم الاكتفاء بما وصل إليه، أو الوقوع في فخ الإحصاءات وكم سجل وصنع، وما إلى ذلك من الآفات التي باتت تسطير على مواقع الكرة وشبكات التواصل الاجتماعي.