يحقق بطولة كأس الملك بعد مسيرة ماراثونية وفوز لا ينسى على برشلونة، حامل اللقب، وبطل الدوري في نفس الموسم، ولم يكتف بذلك فقط، ليخطف المركز الرابع من فم منافسيه، ويضمن المشاركة في دوري أبطال أوروبا رفقة الكبار. كل هذا رغم قلة الدعم المالي، ووجود مشاكل لا حصر لها مع الإدارة والملاك، من خلال الرغبة في التخلي عن بعض النجوم عكس قرار الجهاز الفني، والضغط الإعلامي والجماهيري الذي لا يتوقف، لكن مارسيلينو جارسيا تورال كان عند قدر المسؤولية. نجح مع فالنسيا بجدارة، وتحدى بيتر ليم، المالك، وخرج فائزاً، حتى إذا تمت إقالته بطريقة غير متوقعة وغير عادلة، مطلع موسم 2019-2020، لأنه أثبت للجميع أن الخلل ليس عنده، وأنه فعل المستحيل مع مجموعة تبحث وتخطط للفشل لا النجاح، والدليل ما حدث للنادي بعد رحيله، حينما تواجد في المركز التاسع بالليجا خلال الموسم الماضي، ويصارع للابتعاد عن شبح الهبوط حالياً.
بينما كان الجيل الجديد للإسبان يخطو أولى خطوات المجد، عند تحقيق الذهب الأوليمبي في برشلونة 92، جيل التلامذة الجديد في أولمبياد برشلونة، بقيادة لويس إنريكي وبيب جوارديولا وميكيل لاسا وكيكو وألفونسو بيريز وكانيزارس وأبيلاردو وبقية الشلة، التي صارت فيما بعد من نجوم الوسط الرياضي الإسباني والأوروبي، سواء كمدربين أو مدراء رياضيين أو محللين أو حتى مثيري للجدل، كان مارسيلينو يقترب من إسدال الستار على مسيرته، ويقرر تعليق الحذاء، بالمشاركة مع فريق إلتشي المغور لمدة موسمين، واعتزال كرة القدم، في عام 1994، بعد مسيرة متواضعة وعادية لأقصى درجة كلاعب.
مجرد لاعب عادي، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، مثله مثل غيره في إسبانيا، قبل ثورة 92 الكروية، تلك الحالة التي قدمت جيلاً جديداً للكرة هناك، بعد تألق يعترف هؤلاء بأنهم حصلوا على شهرة إضافيةـ نتيجة دورهم كلاعبين كبار رفقة فرقهم ومنتخبهم. مارسيلينو على العكس تماماً، لاعب غير معروف للآخرين، متوسط المستوى، لا يملك الشهرة ولا الدعاية الإعلامية، وفي نفس الوقت شارك لبعض الفرق أبرزها سبورتينج خيخون وليفانتي، دون ارتداء قمصان عمالقة الكرة الإسبانية حتى رحيله.
وإذا كنت لا تتمتع بالتاريخ الكبير كغيرك، عليك حفر الصخر والبدأ من تحت الصفر، حتى تحصل على مكان مميز بجوار الخط الجانبي، حيث يقف كل مدرب مطالباً لاعبيه بالتحرك والتمركز والركض وفق رؤيته الخاصة. وجارسيا تورال واحد من هؤلاء الذين صعدوا السلم من أسفل درجة، لأنه لم يترك أي بصمة كلاعب محترف في سنوات الثمانينات، فقط كل ما يذكره الجمهور له أنه شارك في فوز خيخون على ميلان بكأس الاتحاد الأوروبي موسم 87-88، وحصوله على المركز الثاني مع منتخب إسبانيا للشباب، في بطولة العالم تحت 20 سنة.
يحقق بطولة كأس الملك بعد مسيرة ماراثونية وفوز لا ينسى على برشلونة، حامل اللقب، وبطل الدوري في نفس الموسم، ولم يكتف بذلك فقط، ليخطف المركز الرابع من فم منافسيه، ويضمن المشاركة في دوري أبطال أوروبا رفقة الكبار. كل هذا رغم قلة الدعم المالي، ووجود مشاكل لا حصر لها مع الإدارة والملاك، من خلال الرغبة في التخلي عن بعض النجوم عكس قرار الجهاز الفني، والضغط الإعلامي والجماهيري الذي لا يتوقف، لكن مارسيلينو جارسيا تورال كان عند قدر المسؤولية. نجح مع فالنسيا بجدارة، وتحدى بيتر ليم، المالك، وخرج فائزاً، حتى إذا تمت إقالته بطريقة غير متوقعة وغير عادلة، مطلع موسم 2019-2020، لأنه أثبت للجميع أن الخلل ليس عنده، وأنه فعل المستحيل مع مجموعة تبحث وتخطط للفشل لا النجاح، والدليل ما حدث للنادي بعد رحيله، حينما تواجد في المركز التاسع بالليجا خلال الموسم الماضي، ويصارع للابتعاد عن شبح الهبوط حالياً.
في عشق العادي
بينما كان الجيل الجديد للإسبان يخطو أولى خطوات المجد، عند تحقيق الذهب الأوليمبي في برشلونة 92، جيل التلامذة الجديد في أولمبياد برشلونة، بقيادة لويس إنريكي وبيب جوارديولا وميكيل لاسا وكيكو وألفونسو بيريز وكانيزارس وأبيلاردو وبقية الشلة، التي صارت فيما بعد من نجوم الوسط الرياضي الإسباني والأوروبي، سواء كمدربين أو مدراء رياضيين أو محللين أو حتى مثيري للجدل، كان مارسيلينو يقترب من إسدال الستار على مسيرته، ويقرر تعليق الحذاء، بالمشاركة مع فريق إلتشي المغور لمدة موسمين، واعتزال كرة القدم، في عام 1994، بعد مسيرة متواضعة وعادية لأقصى درجة كلاعب.

مجرد لاعب عادي، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، مثله مثل غيره في إسبانيا، قبل ثورة 92 الكروية، تلك الحالة التي قدمت جيلاً جديداً للكرة هناك، بعد تألق يعترف هؤلاء بأنهم حصلوا على شهرة إضافيةـ نتيجة دورهم كلاعبين كبار رفقة فرقهم ومنتخبهم. مارسيلينو على العكس تماماً، لاعب غير معروف للآخرين، متوسط المستوى، لا يملك الشهرة ولا الدعاية الإعلامية، وفي نفس الوقت شارك لبعض الفرق أبرزها سبورتينج خيخون وليفانتي، دون ارتداء قمصان عمالقة الكرة الإسبانية حتى رحيله.
وإذا كنت لا تتمتع بالتاريخ الكبير كغيرك، عليك حفر الصخر والبدأ من تحت الصفر، حتى تحصل على مكان مميز بجوار الخط الجانبي، حيث يقف كل مدرب مطالباً لاعبيه بالتحرك والتمركز والركض وفق رؤيته الخاصة. وجارسيا تورال واحد من هؤلاء الذين صعدوا السلم من أسفل درجة، لأنه لم يترك أي بصمة كلاعب محترف في سنوات الثمانينات، فقط كل ما يذكره الجمهور له أنه شارك في فوز خيخون على ميلان بكأس الاتحاد الأوروبي موسم 87-88، وحصوله على المركز الثاني مع منتخب إسبانيا للشباب، في بطولة العالم تحت 20 سنة.
لم يحصل مارسيلينو على البريق كلاعب، واعتزل مبكراً بسبب الإصابة اللعينة، لدرجة أنه قرر الابتعاد في سن 28 فقط، لكن ربما تسبب حظه العاثر كلاعب في تعلمه كمدرب، حيث حصل على فرصة التدريب مبكراً، واستغل فرصة إصابته ليحصل على دورات فنية، ويقود فريق ليلتاد المغور في الدرجة الثانية ب، وبعدها خيخون الرديف ثم الفريق الأول، ثم ريكرياتيو، محطته الأولى المهمة، لأنه فاز بدوري الدرجة الثانية معهم ليعرفه الآخرين، ويقود راسينج ثم سرقسطة فيما بعد ويقترب أكثر من كبار الليجا.
تم تعيين مارسيلينو في إشبيلية خلال موسم 2011-2012، لكنه أقيل من منصبه منتصف الموسم، بعد سبع مباريات دون فوز، ومع احتلال الأندلسيين المرتبة 11، تم إعفاؤه من مهامه، ليوقع بعدها مع فياريال، محطته الأهم على الإطلاق، حيث قاد الفريق للصعود إلى دوري الدرجة الأولى، ثم احتلال المركز السادس والرابع في موسمين على التوالي، والوصول إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي، في موسم 2015-2016.
رحل تورال من قيادة فياريال بنفس الطريقة التي غادر فيها فالنسيا، خلافات مع الإدارة واختلافات حادة في وجهات النظر. هو رجل عصبي بعض الشيء، ولا يقبل بالحلول الوسط، لذلك يدخل في مشاكل قوية، ويفكر في الأمر أكثر من مرة، لذلك جلس في منزله لمدة تزيد عن العام، حتى تولى قيادة أسود الباسك، أتليتك بلباو، مؤخراً.
في ميزان التكتيك
من هو المدير الفني الأقرب لك؟ أريجو ساكي، رافا بينيتيز، وبيب جوارديولا. يشتركون جميعاً في هاجس التدقيق، والاهتمام الشديد بالتفاصيل الصغيرة، وهذا ما يطمح له هو الآخر، ويقتنع بأهميته في صناعة فريق تنافسي دفاعاً وهجوماً، هكذا قال مارسيلينو عند حديثه عن أفضل المدربين في بداية مسيرته مع الكبار.

جارسيا تورال مدح مورينيو أيضاً في 2011، لكنه اعترف بأن عقلية جوارديولا وبينيتيز هي الأقرب لعقله وقلبه، حيث أنه يفضل الشق التكتيكي المفصل، والتفاصيل المؤثرة التي تشمل كل صغيرة وكبيرة، لذلك فإنه يركز على الخطط والتكتيكات، بجانب تدريبه اللاعبين وإبداء النصائح لهم، داخل الملعب وخارجه.
فلسفة تورال هي التنظيم الحقيقي بالكرة ومن دونها، حتى يستطيع خلق التفوق النوعي خلف دفاعات خصومه. ويرى المدير الفني بأن التحركات المستمرة هي الأساس لنقل الهجمة من الدفاع إلى الهجوم في غمضة عين، والجماعية بمثابة السلاح الرسمي لأي فريق يقوم بتدريبه. هو أستاذ اللعب من لمسة واحدة، فنادي فياريال عرف عبر تاريخه القصير بأنه فريق هجومي بامتياز، يعتمد على تناقل الكرة من قدم لقدم، وتدوير اللعب من جانب إلى آخر، مع خلق المثلثات القصيرة في وبين الخطوط، هكذا كان الحال مع مانويل بليغريني ثم خوان كارلوس جاريدو، لدرجة أن البعض قارنهم ببرشلونة، من حيث متعة اللعب وجمالية الأداء. لم يختلف الأمر مع مارسيلينو بالنسبة للشخصية والإطار العام، لكن الفريق صار أقوى بالشق الدفاعي، وأصبح يعتمد أكثر على التحولات السريعة، والوصول إلى المرمى بأقل عدد ممكن من اللعبات، في إتجاه عمودي صريح نحو الأمام، فيما يعرف خططياً بأسلوب اللعب المباشر، كما كتبت عنهم في وقت سابق بعد عام 2016.

يؤكد موقع “كوتشيز فويس” في تحليل قديم، أن مارسيلينو يفضل هيكل 4-4-2، حيث يعطى الأولوية للعروض الدفاعية القوية والانتقالات القوية والهجوم إلى الأمام. تعتبر كرة القدم العمودية – حيث ينظر اللاعبون ويركضون ويلعبون إلى الأمام – ذات أهمية قصوى، لكن فرق المدرب لا تزال تعتمد أيضاً على الصيحة الإسبانية في التمرير القصير عندما يتطلب الأمر. اللياقة البدنية والقدرة على التحمل أمران أساسيان أيضًا في منهج تدريب مارسيلينو، ليتم إدخال إصلاح شامل للنظام الغذائي للنادي عند وصوله”.
تجارب سابقة
إذا تحدثنا بالأخص عن آخر تجربتين، رفقة فياريال وفالنسيا، هي فرق متوازنة إلى حد كبير، لا تسجل أهداف أكثر من غيرها، لكنها تمتاز بصلابة دفاعية مطلوبة، وتعرف كيف تفوز على الخصم الأقل قوة، وتجيد التعامل مع ضغط الكبار، لذلك تحقق بعض المفاجآت وتفرض شخصيتها على الجميع محلياً وقارياً، وهذا يحسب للقائد التكتيكي بكل تأكيد.
فياريال فريق إسباني بنكهة لاتينية بحتة، مع رسم 4-4-2 الذي لا يغيره أبداً، لكنه كان يعاني دفاعياً بسبب وجود مساحات شاسعة بين الخطوط، ومع مارسيلينو تغير الأمر للأفضل، بسبب اهتمامه بالشق الدفاعي وميله إلى الاعتماد على التحولات الخاطفة في بعض المباريات.
فياريال مارسيلينو حافظ على نسق للفريق، لكن مع قوة أكبر في الشق الدفاعي، لذلك تحولت 4-4-2 إلى 4-6-0 من دون الكرة، لتكون مصدر قلق مستمر للفرق الهجومية. حينما يعود فياريال للخلف، ولا يهاجم، ويعتمد فقط على التحولات كما يفعل دائماً أمام برشلونة وريال مدريد، ويخنق فرق سيميوني في الداخل والخارج، لدرجة أن الشولو يجد صعوبة دائمة في الفوز عليه، لأنه يطبع طريقته المتحفظة في تقليل المساحات، لكن مع سرعة في التحولات، وقدرة على نقل الكرات في أضيق الأماكن وخلف خطوط الضغط.

ومع فالنسيا لم يتغير الأمر إطلاقاً، لأنه ركز أيضاً على رسم 4-4-2، مع استخدام الأجنحة على الطريقة الإسبانية فيما يعرف بالـ “إنتريور”، أي اللاعب الذي يتواجد كنصف جناح على الخط ونصف لاعب وسط إضافي في العمق، لإتاحة الفرصة أمام صعود الظهيرين يميناً ويساراً، ويتمحور الشق الهجومي في تحركات الثنائي الأمامي، حيث يلعب أحد المهاجمين بشكل عمودي تجاه مرمى الخصم، بينما يتحرك الآخر بحرية إلى الأطراف، لخلق الزيادة العددية المطلوبة وضرب الخصم أثناء المرتدات.

رفقة الخفاش، رودريجو هو المهاجم الحر الأقرب إلى صانع اللعب، بينما جاميرو هو رأس الحربة الصريح، كما كان باكامبو/لوسيانو فييتو وسولدادو رفقة الغواصات سابقاً. كذلك يتحرك الثنائي جيديش وسولير بين الطرف والعمق، على طريقة سامو كاستاييخو ودينيس سواريز مع فياريال 2016. وبالطبع لا غنى عن انطلاقات الأظهرة تجاه الثلث الهجومي، لذلك اعتمد المدرب على ماريو جاسبار مع فياريال على اليمين، وفي المقابل لويس جايا يساراً في الميستايا، وفي الفريقين هناك برونو وتريجيوس كثنائي محوري ثابت، أمام كوكلين وباريخو في الجهة الأخرى. كلها عوامل تشترك في البنية الخططية، التمركز، التحرك، التحولات السريعة، اللعب في المساحات الضيقة، والأهم من كل ذلك رؤية المدرب مارسيلينو واختياراته.
أتليتك بلباو
مارسيلينو ليس مدرب هجومي على طول الخط أو دفاعي فقط، هو مزيج بين الأمرين على حد سواء. رجل يعشق الرمادي، ولديه انضباط تكتيكي واضح، يعتمد على التحولات واللعب العمودي، لكن على الطريقة الإسبانية التي تجيد التصرف في الفراغات الضيقة والمساحات القصيرة أيضاً. ونتيجة لذلك فإنه يختار باستمرار الفرق التي تناسب أسلوبه، القادرة على مجابهة الكبار، والظفر ببطولة أو إثنتين، مع الحصول على مركز متقدم في ترتيب الدوري، ومحاولة المنافسة في المباريات الإقصائية التي تعتمد على خروج المغلوب.

أتليتك بلباو فريق باسكي على الطريقة الإنجليزية، يعشق الركض والجري باستمرار، يملك مجموعة لاعبين أقوياء بدنياً، لديهم ميزة التحكم في ألعاب الهواء، ويمتازون بالضغط العالي في نصف ملعب منافسهم، أي أنهم يملكون اللياقة التي تساعدهم على تنفيذ أوامر مدربهم، وهذا ما يحتاجه المدير الفني الجديد، العاشق للانضباط والقادر على صناعة فريق أفضل على مختلف المستويات، سواء الدفاعية أو الهجومية.
أمام ريال مدريد على سبيل المثال، استخدم مارسيلينو إستراتيجيتين مختلفتين تماماً، الأولى خلال الشوط الأول بالضغط المتقدم وحصار الفريق الملكي، ومحاولة قطع الكرة في مناطق قريبة من المرمى، مع تطبيق المرتدة العكسية بأقل عدد ممكن من التمريرات، فيما يعرف خططياً بالـ “كونتر بريسنج”، ليسجل الفريق هدفين ويضيع هدف ثالث كان كفيلاً بقتل اللقاء تماماً منذ مطلع الشوط الثاني.
وفي آخر 45 دقيقة، انخفض المعدل اللياقي مع ضغط المباريات، وعاد الريال إلى اللقاء مع التبديلات، وحتى الحافز النفسي للفريق الكبير والعريق، لذلك لجأ بلباو ومدربه إلى الإستراتيجية الأخرى التي تتعلق بالعودة إلى الخلف، الدفاع في مناطق ضيقة، ومحاولة ضرب المنافس بالتحولات الخاطفة والمرتدات. صحيح أن الفريق استقبل هدفاً وعدة فرص، لكنه صنع أيضاً ووصل إلى المرمى، وكان قريباً من تسجيل الثالث لولا تألق البلجيكي كورتوا.
القصد من ذلك أن مارسيلينو رجل بألف وجه، يعرف الهجوم بالضغط وخنق الخصم، وفي نفس الوقت لا يخجل من الدفاع وحتى ركن الباص في بعض الأوقات، لأنه أيضاً يمتلك الأدوات التي تسمح له باللعب العمودي السريع، من خلال أسماء مثل إيكر مونيايين، إنياكي ويليامز، دي ماركوس، وأندير كابا، مع ميزة اللاعب الرائع في الحسم واستغلال ألعاب الهواء، مثل الخبير راؤول جارسيا، دون نسيان ثنائي الدفاع إنيجو مارتينيز وأوناي نونيز، وخلفهما حارس المرمى أوناي سيمون.
وفي نهائي السوبر الإسباني، كرر مارسيلينو ما فعله ضد برشلونة، في 2019، حينما فاز عليه في نهائي كأس الملك مع فالنسيا، بهدفين مقابل هدف، ليحقق انتصاراً جديداً هذه المرة بنتيجة 3-2 لكن مع أتليتك بلباو، بعد تفوقه على غريمه الكتالوني في أمرين، الأول خاص بالضغط المتقدم وحرمانه من البناء المنظم للهجمات، والثاني في استغلال الكرات الثابتة وإتقان ألعاب الهواء بشكل أفضل من مدافعي الغريم.
يتمحور انتصار بلباو على برشلونة حول أسس وإستراتيجيات طريقة لعب مدربهم مارسيلينو تورال، فالرجل ليس لديه أيدولوجية ثابتة، سواء في الدفاع المستميت أو الهجوم المندفع. بالعكس، يستخدم كلا الطريقتين حسب سيناريو المباراة، وهذا ما حدث نصاً في النهائي، لأن الفريق الباسكي بدأ المباراة بهدوء، ليسجل هدف التعادل الأول مستغلاً المساحات خلف أظهرة برشلونة، ثم يتحول في الشوط الثاني إلى الضغط والكرات الثابتة، حتى تفوقه الكامل في الأوقات الإضافية بفضل اللياقة البدنية المرتفعة للاعبيه.
“لاعبو بلباو يستحقون الثناء بعد الفوز على ريال مدريد وبرشلونة”، هكذا قال مارسيلينو بعد التتويج ببطولة السوبر الإسباني، لكنه أيضاً يستحق الثناء والتقدير والاحترام، نظراً لما قدمه طوال مسيرته التكتيكية، بالإضافة إلى شخصيته التي حولت أسود الباسك إلى نسخة أفضل في الدفاع والهجوم، وأعادته من جديد كوحش حقيقي أمام كبار الكرة الإسبانية، في سوبر أوفى بالوعود من الألف إلى الياء.