في أبريل 2007 هناك في ملعب طنطا، احتشدن جماهير الزمالك قبل 3 أسابيع في ستاد القاهرة لمؤازرة فريقها أمام الهلال السوداني في دور الـ 32 من دوري أبطال أفريقيا وعادت خائبة الأمل. لم تمل –كعادتها- من مساندة فريقها، لكن هذه المرة الرحلة لطنطا كانت تشهد شيئاً مختلفاً ودافعاً آخر لقطع المسافات إلى الاستاد أوالجلوس امام شاشات التليفزيون، وهوعودة محمود عبدالرازق شيكابالا للظهور بالقميص الأبيض بعد أكثر من عامين بقليل على تركه البيت الذي تربي بين جدرانه منذ أن كان طفلاً، ذكريات لشيكابالا الناشئ الذي أبهر الجميع بهدفه في المحلة في دقائقه الأولى مع الزمالك وبضعة مقاطع لأهدافه في اليونان جعلت الأمور أكثر تشويقاً.
23 دقيقة كانت كافية ليعلن ” شيكابالا ” عن العودة للكرة المصرية رسمياً بهدف راوغ فيه الحارس، الزمالك فاز بهدفين نظيفين ولكنه لم يكن قريباً من الصدارة، الموقف في جدول الترتيب لم يكن هوما يشغل البال على أية حال، شيكابالا قد عاد ويبدوأن بوابة الأحلام التي أغلقت منذ عامين قد وجدت مفتاحا محتملا لها.
بعد ذلك التاريخ بثلاثة شهور كان الزمالك يستعد لمواجهة الأهلي في نهائي كأس مصر، أهلي قد فاز ببرونزية كأس العالم للأندية ولازال حتى اللحظة بطلا لأفريقيا في آخر مناسبتين، الأهلي نفسه كان قد فاز على الزمالك في نهائي كأس 2006 بثلاثية نظيفة دون مقاومة حقيقية ولكن بعضا من المعطيات قد تغيرت، هناك محمود عبدالرازق شيكابالا.
شيكابالا الذي لم يكن مقيداً في البطولة العربية وشهد توديع الفريق لنصف النهائي امام الفيصلي الأردني في ستاد القاهرة من المدرجات، كان حاضراً في الدوري والكأس لينثر سحره بعد العودة تحت قيادة فنية لهنري ميشيل، في خلال 3 شهور كان شيكابالا قد قاد الزمالك لاحتلال المركز الثاني في دوري أنهاه خلف الأهلي بـ 5 نقاط وانتصار في الديربي للمرة الأولى منذ 3 سنوات تم التقليل من قيمته بسبب حسم الأهلي للقب الدوري مسبقاً وسفر جوزيه للبرتغال ولكن الأجواء قبل نهائي الكأس هذه المرة كانت مختلفة الجميع يعرف أن الزمالك قد ظفر بورقة جديدة في الديربي.
في أبريل 2007 هناك في ملعب طنطا، احتشدن جماهير الزمالك قبل 3 أسابيع في ستاد القاهرة لمؤازرة فريقها أمام الهلال السوداني في دور الـ 32 من دوري أبطال أفريقيا وعادت خائبة الأمل. لم تمل –كعادتها- من مساندة فريقها، لكن هذه المرة الرحلة لطنطا كانت تشهد شيئاً مختلفاً ودافعاً آخر لقطع المسافات إلى الاستاد أوالجلوس امام شاشات التليفزيون، وهوعودة محمود عبدالرازق شيكابالا للظهور بالقميص الأبيض بعد أكثر من عامين بقليل على تركه البيت الذي تربي بين جدرانه منذ أن كان طفلاً، ذكريات لشيكابالا الناشئ الذي أبهر الجميع بهدفه في المحلة في دقائقه الأولى مع الزمالك وبضعة مقاطع لأهدافه في اليونان جعلت الأمور أكثر تشويقاً.
23 دقيقة كانت كافية ليعلن ” شيكابالا ” عن العودة للكرة المصرية رسمياً بهدف راوغ فيه الحارس، الزمالك فاز بهدفين نظيفين ولكنه لم يكن قريباً من الصدارة، الموقف في جدول الترتيب لم يكن هوما يشغل البال على أية حال، شيكابالا قد عاد ويبدوأن بوابة الأحلام التي أغلقت منذ عامين قد وجدت مفتاحا محتملا لها.
بعد ذلك التاريخ بثلاثة شهور كان الزمالك يستعد لمواجهة الأهلي في نهائي كأس مصر، أهلي قد فاز ببرونزية كأس العالم للأندية ولازال حتى اللحظة بطلا لأفريقيا في آخر مناسبتين، الأهلي نفسه كان قد فاز على الزمالك في نهائي كأس 2006 بثلاثية نظيفة دون مقاومة حقيقية ولكن بعضا من المعطيات قد تغيرت، هناك محمود عبدالرازق شيكابالا.

شيكابالا الذي لم يكن مقيداً في البطولة العربية وشهد توديع الفريق لنصف النهائي امام الفيصلي الأردني في ستاد القاهرة من المدرجات، كان حاضراً في الدوري والكأس لينثر سحره بعد العودة تحت قيادة فنية لهنري ميشيل، في خلال 3 شهور كان شيكابالا قد قاد الزمالك لاحتلال المركز الثاني في دوري أنهاه خلف الأهلي بـ 5 نقاط وانتصار في الديربي للمرة الأولى منذ 3 سنوات تم التقليل من قيمته بسبب حسم الأهلي للقب الدوري مسبقاً وسفر جوزيه للبرتغال ولكن الأجواء قبل نهائي الكأس هذه المرة كانت مختلفة الجميع يعرف أن الزمالك قد ظفر بورقة جديدة في الديربي.
فاجأ هنري ميشيل الجميع وأجلس شيكابالا على دكة البدلاء لكن الشوط الأول والذي بدأه حازم إمام بدلاً منه كان قد انتهى بالتعادل السلبي. شارك شيكابالا في الشوط الثاني ليسجل هدفًا رائعًا في شباك أمير عبدالحميد، هدف تم الرد عليه قبل النهاية بدقائق ليعود من جديد ويصنع هدفًا لجمال حمزة في الوقت الإضافي، والجميع يعرف نهاية المباراة بخسارة الزمالك بأربعة أهداف لثلاثة. خسر الزمالك حينها ولكنك صرت الآن تعرف الفارق بين الأمل واللا أمل.
البطل الشعبي
ان كنت حاضرًا لهذه الفترة من تاريخ الكرة المصرية ستدرك جيدًا ما فعله شيكابالا للحفاظ على هوية الزمالك وجماهيريته في عصر هيمنة الأهلي، الزمالك كان قد وجد بطله حتى ولوكان عمره 22 عامًا وغير مستعد نفسيًا لتلك المهمة الصعبة ولكنه كان “المنتظر” الذي نريده لنلتف حوله، العنقاء التي تخرج من الرماد، مهمة مستحيلة ولكن جماهير الزمالك كانت تراها ممكنة، جماهير الأهلي كذلك عرفت مصدر الخطر.
في ليلة رمضانية في 17 سبتمبر 2007، تجاوز الزمالك صدمة رحيل هنري ميشيل عن معسكر الفريق الإعدادي قبل انطلاق الدوري وخسارة الاسماعيلي لاحقًا في أولى جولاته وفاز بثلاثة مباريات متتالية ويبدوأنه يستطيع القتال على لقب الدوري. هدف شيكابالا في انبي في ستاد الجبل الأخضر في نفس اليوم الذي تعادل فيه الأهلي امام المقاولون جعل لديربي الدوري قيمة خاصة، الزمالك في صدارة الجدول ويواجه الأهلي ولكن كما قلنا جمهور الأهلي كان يعرف مصدر الخطر وبدأ سبابًا متواصلًا للاعب، سباب ظل يطارده طيلة مسيرته في الملاعب دون رادع، وصراع مفتوح بين جماهير تتجاوز كل الخطوط الحمراء وفرد واحد فقط بلا دعم إعلامي يقرر الرد فيعاقب في كل مرة لأنه كما نعلم لا نستطيع الرد على الجماهير مهما أخطأت أوهكذا قيل لنا.
خسر الزمالك من الأهلي بهدف شهير لأبوتريكة وعرفت جماهير الأهلي من أين تؤكل الكتف مع شيكابالا الذي يبدوأنه يسهل استفزازه، لاحقًا تم إيقاف شيكابالا محليًا ثم عوقب بالإيقاف 6 شهور بسبب باوك اليوناني ليفوت بطولة أفريقيا 2008.
غاب شيكابالا وغاب الزمالك مجددًا، اللاعب عاد بعدما تم استئناف القرار ليقود الزمالك للفوز بكأس مصر والتأهل لربع نهائي دوري أبطال أفريقيا قبل أن يستأنف إيقافه ليودع الفريق البطولة، جدول زمني مع وفي غياب شيكابالا يشرح قيمته من دون حتى الحاجة للاستشهاد بالأرقام، كان الزمالك مختلفًا تمامًا في وجود ساحره.
عودة أخرى من الإيقاف في نهايات 2008، لنجد زمالك آخر، مفككًا للغاية يصارع في منطقة لا تمت لتاريخه بصلة، أنهى الزمالك الدوري في المركز السادس ودخل نفقًا مظلمًا عميقًا.

نفق استمر فيه وبدأت حتى بعض الجماهير المدسوسة أحيانًا والغيورة أحيانًا تصب جام غضبها على نجوم الفريق وعلى رأسهم شيكابالا، نفق كان طويلًا ولكن في نهايته كان هناك بصيص من الضوء اسمه حسام حسن.
وحده ضد الجميع
جماهير الزمالك لا تحب حسام حسن الآن، الرصيد الذي تركه حسام في الملاعب بالقميص الأبيض لاعبًا ومدربًا قد انتهى تقريبًا بعد قراره بمعاداة جماهير الزمالك علنا في لقاء المصري، لكن سيكون من الجحود التام أن ينكر دوره في انتشال الزمالك من نفقه المظلم، كتأثير فراشة في التاريخ تولى حسام حسن تدريب الزمالك، فريق مفكك مهلهل سيخسر في أولى المواجهات أمام حرس الحدود بهدفين لهدف، شيكابالا سينطلق كالفهد لكن كرته ستصطدم بعارضة كاميني وسيخسر الزمالك وسيقف حسام في دائرة المنتصف يقول للاعبين في خطابه الشهير ” هنكسب اللي جاي “، وعد لم يخلفه حسام حسن والذي تعادل مع الأهلي في ديربي كان الأقرب للفوز به لولا فرص ميدوالمهدرة ثم 9 انتصارات متتالية أعادت الزمالك للمنافسة بشكل درامي والأهم أن شيكابالا قد نفض الغبار عن نفسه.
وحده ضد الجميع قاد شيكابالا فريقًا من متوسطي الموهبة للوقوف ندًا بند أمام فريق يضم أغلب عناصر منتخب مصر، وحده ومعه جماهيره فقط كان شيكابالا قريبًا للغاية من الفوز بلقب الدوري، دوري أنهاه في صدارة الهدافين وحرم منه بفعل فاعل، دوري عندما جاء مانويل جوزيه لمصر في ولاية متأخرة لإنقاذه من بين أيدي الزمالك كان تصريحه أن الفرق عليها فقط أن تراقب شيكابالا وسنفوز بالدوري، هكذا كانت قيمة شيكابالا في هذا العصر، صانع الشعبية وصانع الأحلام.
رجل القرارات الخاطئة
في مايو 2012 والنشاط الرياضي المصري متوقف عقب كارثة بورسعيد، استطاع الزمالك بشكل ما الفوز على المغرب الفاسي بطل الكونفدرالية والسوبر الأفريقي في ذلك الوقت بثنائية نظيفة في المغرب، مباراة العودة هي الأخيرة في الموسم، الجميع سيذهب لراحة سلبية في انتظار المجموعات الأفريقية ومصير النشاط الرياضي. تقدم الزمالك بهدفين نظيفين وتأكد من بلوغه لربع النهائي وفجأة يقرر حسن شحاتة تبديل شيكابالا لينفجر الأخير في وجهه ويكتب شهادة النهاية مع الزمالك على الأقل في ذلك الوقت، قرار خاطئ كعديد القرارات الخاطئة في مسيرة شيكابالا والذي ترك نفسه كثيرًا لنصائح غير أمينة ولم يدر موهبته كما تستحق. لم يعد شيكابالا مطلقًا لما كان عليه بعد ذلك اليوم، صاحب الموهبة الطاغية بالتأكيد لن ينهار مستواه ولكنه لم يعد شيكابالا الذي عهدناه شيئا ما كان ينقصه، قرار خاطئ آخر بالاحتراف في البرتغال ثم العودة أضاع سنينًا ذهبية لشيكابالا.

8 أعوام قدم فيها شيكابالا لمحات تليق بموهبته الضخمة، أيام رائعة قضاها مع الوصل الإماراتي والرائد السعودي، وقيادة للزمالك للتتويج بكأس مصر في 2016 بسحر خالص في الصناعة كرره في 2019 في الكأس أيضا ومشاركة في نهائي دوري أبطال أفريقيا مرتين سجل في أحدهما هدفًا أسطوريًا ولكن يبدوأن شيكابالا انتظر لبداية الموسم الحالي ليقدم لنا نسخة انتظرناها كثيرًا.
شيكابالا باتشيكو.. المفاجأة الأخيرة في مارس القادم سيتمم شيكابالا عامه الخامس بعد الثلاثين، اللاعب الذي رأيناه للمرة الاولى بقميص الزمالك منذ 18 عامًا أي ما يزيد على نصف عمره تعرض بشكل ممنهج لاغتيال معنوي وتنمر بسبب التقدم في العمر، هدف في نهائي دوري أبطال أفريقيا رفض القدر أن يجعله نقطة فاصلة في مسيرته كان يستحقها لكن صاحب الرقم 10 لم ييأس، شيكابالا في نسخة باتشيكو قرر أن يزيد من الحسرة على ما ضيعه أحيانًا في سنوات لعبه الرائعة والتي كانت ستزداد روعة ان قام بما يقوم به الآن، شيكابالا القائد الذي يحتضن أشرف بنشرقي وينزع فتيل أزمة قبل أن تبدأ، شيكابالا المقاتل الذي يرفض أن يكون ثغرة دفاعية في فريقه ويعود في كل مرة للمساندة دون كلل أوملل وشيكابالا الإنسان الذي تعرض لإهانات لا يتحملها بشر ولكنه يرد في الملعب، شيكابالا الذي أحببناه دائما قرر أن يعطينا في هذا العمر سببًا آخر لحبه، ولأن الأحلام لا تتوقف إلا عندما نقرر التوقف عن إغماض العينين فما زال في العمر بقية وما زال شيكابالا بنسخته الحالية قادرًا على كتابة فصول جديدة في مسيرته قد تكون الأكثر إشراقًا على الإطلاق.