أحرز مصطفى محمد أول أهداف الزمالك في 2020 في مرمى أسوان من زاوية مغلقة تماماً، اللاعب نفسه الذي غاب عن آخر مباريات الفريق بسبب “إصابة” معلنة ورغبة معروفة أيضاً في الاحتراف، ترك مهمة إحراز آخر أهداف الزمالك في عام الكوفيد لأحمد فتوح الظهيرالأيسر الذي لم يبدأ العام المتقلب من الأساس مع الزمالك.
تعد سنة 2020 هي السنة التي عبثت بالعالم وأحلامه منذ يومه الأول والزمالك لم يكن ببعيد
الزمالك بدأ 2020 بقيادة فنية للفرنسي باتريس كارتيرون، التجربة لم تكن الأولى في مصر، الجماهير كانت قد عرفت كارتيرون بالفعل مع وادي دجلة أولا ثم الأهلي، الفرنسي جاء بديلا للصربي ميتشو الذي كان قد توج بكأس مصر وارتفع بسقف الأحلام لعنان السماء قبل أن يخرج بخطبة غير مفهومة عن إخباره للاعبين عن معاناته من السرطان عقب مباراة مازيمبي في الكونغو أو هكذا ما فهم من حديثه.
اتفاق ضمني بين جماهير الزمالك أن الدوري قد انتهت فيه كل الحظوظ وهو ما مثل جانبين أحدهما سلبي و الآخر إيجابي.
أحرز مصطفى محمد أول أهداف الزمالك في 2020 في مرمى أسوان من زاوية مغلقة تماماً، اللاعب نفسه الذي غاب عن آخر مباريات الفريق بسبب “إصابة” معلنة ورغبة معروفة أيضاً في الاحتراف، ترك مهمة إحراز آخر أهداف الزمالك في عام الكوفيد لأحمد فتوح الظهيرالأيسر الذي لم يبدأ العام المتقلب من الأساس مع الزمالك.
تعد سنة 2020 هي السنة التي عبثت بالعالم وأحلامه منذ يومه الأول والزمالك لم يكن ببعيد
الزمالك بدأ 2020 بقيادة فنية للفرنسي باتريس كارتيرون، التجربة لم تكن الأولى في مصر، الجماهير كانت قد عرفت كارتيرون بالفعل مع وادي دجلة أولا ثم الأهلي، الفرنسي جاء بديلا للصربي ميتشو الذي كان قد توج بكأس مصر وارتفع بسقف الأحلام لعنان السماء قبل أن يخرج بخطبة غير مفهومة عن إخباره للاعبين عن معاناته من السرطان عقب مباراة مازيمبي في الكونغو أو هكذا ما فهم من حديثه.
اتفاق ضمني بين جماهير الزمالك أن الدوري قد انتهت فيه كل الحظوظ وهو ما مثل جانبين أحدهما سلبي و الآخر إيجابي.
السلبي أن الدوري رقمياً كان قد ابتعد بالفعل لكن الزمالك بالغ في إهماله بشكل كان على أعتاب أن يحرمه حتى من فرصة المشاركة في دوري أبطال أفريقيا في النسخة التالية، الأمر الآخر ان الحديث عن ضياع الدوري في ذلك الوقت كان أمراً مبكراً للغاية، الزمالك فرط في نقاط عديدة أمام فرق هبطت أو كانت في النصف الثاني من الجدول، حالة من اللامبالاة وعدم الاكتراث لا تليق بفريق قوامه يسمح له بالمنافسة على كل البطولات.

فقد الزمالك 26 نقطة في دوري الموسم الماضي بعيدا عن مباراة الأهلي الاعتبارية 16 نقطة منها كانت أمام فرق في النصف الأسفل من الجدول، بل وفشل في الفوز على اف سي مصر ذهاباً إياباً و هو الفريق الذي احتل المركز الأخير في نهاية الموسم، في المقابل وللغرابة وبسبب الجودة التي يمتلكها الفريق الزمالك فاز على أصحاب المركز الأول و الثالث في الثلاث مباريات التي لعبها. هذه الآفة يعاني منها الزمالك على مدار تاريخه وهي التفريط في النقاط السهلة. تخبرك الأجيال القديمة عن عقدة المنيا مثلا، ودعني أذكرك أن الزمالك في موسم 2014/2015 ورغم عدم فوزه على الأهلي مطلقا استطاع جمع 28 نقطة من 30 مع الفرق التي هبطت في نهاية موسم استثنائي هبط فيه 5 فرق والتفريط الوحيد كان في نقطتين أمام الجونة نهاراً في ظروف صعبة يعرفها الجميع وتوج في النهاية بالدوري.
الجانب الإيجابي من الاتفاق الضمني بين الجماهير أنه لا توجد مشكلة في ضياع نقاط في الدوري تمثل في اتضاح الهدف، الزمالك كان يلعب من أجل بطولات مجمعة السوبر المصري و الأفريقي والذهاب لأبعد مدى في دوري أبطال أفريقيا، دعم متواصل للفريق في الأهم مهما تذبذبت النتائج.
بدأ عام الزمالك الفعلي في الإسماعيلية، كان الفريق متأخراً بهدف في ملعب لم ينتصر فيه منذ 2007 برغم “زياراته المتعددة لسماح الامن دائما بذلك” قلب تأخره بهدف لفوز بهدفين ومنه خلق بعضاً من الهدوء قبل الرحلات الخارجية للعب مباراتي السوبر مع العلم أن قرعة دوري أبطال أفريقيا كانت قد أوقعته بالفعل أمام الترجي وهو ما كان ينبئ بشهر ناري.
نسخة كارتيرون الأفضل للزمالك على الإطلاق ظهرت في مباراة الترجي في السوبر الأفريقي، استقبال للعب، محاولة لغلق المساحات ومرتدات و لا مانع من بعض الدقائق من تدوير الكرة سواء لكسب الوقت أو محاولة خلق الفرص على فترات، المباراة كانت كذلك النقلة الحقيقية لأشرف بن شرقي وتقديره لدى الجماهير.
الرحلة الأولى انتهت بالانتصار 3/1 والتتويج بكأس السوبر للمرة الأولى منذ 2003 عندما فاز الفريق على الوداد بنفس النتيجة ومن ثم الانتقال للإمارات لمواجهة الأهلي.
كان الأهلي أفضل فنياً في مباراة السوبر و لكن زمالك كارتيرون كان قد بدأ يعرف ان هناك طرقاً أخرى للفوز أحياناً، الزمالك و على مدار تاريخه كان من الصعب إقناع لاعبيه لجذور تاريخية بفكرة استقبال اللعب و توجبه المباراة لهدف معين، الفريق كان يواجه أهلي مانويل جوزيه نفسه باندفاع هجومي لكن كارتيرون و من قبله جروس في الكونفدرالية زرع في الجيل فكرة أن المباريات تلعب ولكن الأهم أن تكسب.
توج الزمالك بلقبي السوبر وهو ما أغضب الكثيرين خاصة مع أحداث نهاية مباراة الأهلي ولذلك تجنب في موقف جدلي خوض مواجهة الأهلي في الدوري وهو الأمر الذي بكل حالة الجدل التي شابته ساعدت الفريق على تخطي الترجي وهو الخصم الآخر الذي كان يرغب في الانتقام بعد السوبر.
نجح الزمالك بالفعل بإزاحة بطل أفريقيا لموسمين متتاليين و استطاع بشكل ما الخروج من رادس رغم تأخره بهدف في اول 5 دقائق مع مدرب يملك ذكريات غير جيدة في نفس الملعب دون تهديد مرماه سوى مرة واحدة طوال 85 دقيقة.
عند مساء 6 مارس 2020 وجه الحياة المبتسم ظهر للحظات في ميت عقبة، من مجهول بدأنا به العام لمعلوم و واقع حقيقي فرضه فريق متكامل تعرف أفراده الـ 11 الأساسيين، متوج بلقبين و متأهل لنصف نهائي دوري أبطال أفريقيا بتشكيلة لديها كل الحظوظ في التتويج.
ولكن.. شخصاً ما في الصين كان قد قرر أن يأكل شيئاً مبهماً ليخلق كابوساً ما زال العالم يعيش داخل جدرانه، ولأن الزمالك أحياناً يشعر مهووسوه أنه محرك الأحداث في الكون فكان لا بد له أن يتأثر بشكل سلبي.
عند عودة كرة القدم لاحقا بعد 5 شهور كان الزمالك قد علم أنه سيواجه الرجاء في سبتمبر في نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا ومدربه كارتيرون و تشكيلته الأساسية تضم 11 لاعباً معروفين بالاسم ولكن كل هذا تغير.
عاد الزمالك بعدة مباريات في الدوري أهمها الانتصار على الأهلي بثلاثية في مباراة زادت من الثقة في المدير الفني الفرنسي و في النهج الذي يستطيع أن ينتصر به، مباراة فقد فيها الزمالك محمد عبد الشافي والذي لم يكن قد يتدرب جماعياً حتى اللحظة.
فقد الزمالك كارتيرون نفسه لاحقاً وذلك على بعد أيام من مواجهة الرجاء التي تأجلت لمرات عديدة وهو ما سبب ارتباكاً غير مسبوق في الفريق، المدرب لم يكن يحظ بالتقدير الذي حظي به جروس أو فيريرا مثلا تكتيكياً، ولكنه كان العنصر المثالي تماماً في ذلك التوقيت، المدرب الدفاعي الذي حضر فريقه و جعله يعتنق منهج واضح.

متوسط أهداف التعاون هو 1.6 هدف في المباراة في دوري متوسط أهدافه 2.81 هدف في المباراة. يملك الهجوم الأضعفـ لكن دفاعه يعتبر الأقوى ولا يفصله سوى هدف وحيد عن الهلال، وهي أرقام تعبر عن فلسفة المدرب المتحفظ تماماً.
لكن عموماً خسر الزمالك كارتيرون و اضطر لاستبداله بمدرب يملك مدرسة شبيهة يعرف الفريق بالفعل بعد أن دربه في موسم 2014/2015 لشهور.
فاز الزمالك على الرجاء ذهاباً وإياباً وسط ظروف غريبة من فقدان للاعبين بسبب الكورونا و الإصابات و ضرب موعداً مع الأهلي في نهائي دوري أبطال أفريقيا.
27 نوفمبر اليوم الذي لم تعد الحياة بعده كما كانت
دخل الزمالك المباراة منقوصاً من ثلاثة أوراق لا غنى هنا في التشكيل و طريقة اللعب. خسر المباراة بسيناريو يجعلك تسأل كثيراً، لماذا حدث هذا ؟ و الأسوأ أنك كنت تعرف عواقب الخسارة، شريط من الأحداث المتتالية بذكريات قديمة مر أمام عينيك لزمالك يملك فريقا ممتازاً استطاع تكوينه و لكنك تعرف أن المباراة مثل تأثير الدومينو تأثيرها سيكون مهولاً على مستقبل الفريق.
رحلت إدارة الزمالك السابقة وسط تأكيدات أنه لا مساس بفريق كرة القدم و أن التعصب قد انتهى ونرحب بالمنافسة الشريفة لكن الواقع لا يبدو بتلك الوردية مطلقاً، الزمالك مهدد بفقدان أبرز عناصر قوامه الأساسي والإعلام لم يغير من التعامل مطلقاً، الفارق الوحيد أنه لا يوجد هدف واضح تهاجم الزمالك في اسمه ولكن الهجوم أصبح متشعب على مصدر الخطر الحقيقي وهو اللاعبين.
من مجهول بدأنا به لمعلوم قد عشناه ها نحن نعود للمجهول مجدداً، الزمالك الذي جمع 7 نقاط من أول ثلاثة مباريات في الدوري ويبدو أنه يملك عمقاً جيداً من اللاعبين لا أحد يستطيع المراهنة على تشكيلته بعد أسبوع، فهل تكون الأقدار رحيمة هذه المرة أم تنحاز لمنطق طلقة خرجت من داخل السلاح بالفعل و كل ما نأمله ألا تسبب الضرر القاتل؟