إن كنت متابعاً جيداً للدوري السعودي ستعرف من هوجلال الداودي لاعب الرائد، متوسط الميدان صاحب المجهود الوفير والتمريرات المتقنة ومصدر الخطورة الدائم خاصة من الكرات الثابتة، ولكن إن كنت من جماهير الزمالك ستتذكر جلال الداودي بلقطة واحدة فقط هناك في السويس في ربع نهائي كأس الكونفدرالية مع فريقه القديم حسنية أغادير عندما تسبب في إصابة فرجاني ساسي، اللحظة المؤلمة لجماهير الزمالك والتي تلقت أحلامها بالظفر بالألقاب للطمة في الأمتار الأخيرة من الموسم. إصابة أضاعت حتى طعم التأهل لنصف النهائي ولحظة تقدير مباشرة لمكانة وضع فيها الدولي التونسي نفسه مع جماهير الزمالك في أقل من عام.
في صيف 2018 ذهبت تونس لكأس العالم، جماهير الزمالك كانت تهتم بلاعبها حمدي النجاز والذي كان قد توج للتومع الفريق بكأس مصر ولكنها لم تتوقع مطلقاً أن صاحب هدف تونس في إنجلترا سيكون لاعباً جديداً بصفوف الفريق بعد أقل من شهرين من ذلك التاريخ.
علاقة تبادلية بين النادي الناشئ حديثاً بيراميدز والزمالك أسفرت عن انتقال الثنائي الدولي علي جبر وأحمد الشناوي ومعهم أحمد توفيق فيما ظفر الزمالك بنجمي موسمه، كريستيان جروس وفرجاني ساسي.
كان ساسي قد لعب 6 أشهر في نادي النصر منتقلا من الترجي التونسي ولكنه كزميله لاحقاً في الزمالك أشرف بنشرقي والذي مثل الهلال لم يتوهج بالشكل المنتظر، اللعب للفرق السعودية الكبرى تحديداً في غاية الصعوبة في ظل مطالب التأقلم السريع وهو الفخ الذي وقع فيه عديد اللاعبين، ظروف استفاد منها الزمالك على أية حال وظفر بجوهرتيه.
إن كنت متابعاً جيداً للدوري السعودي ستعرف من هوجلال الداودي لاعب الرائد، متوسط الميدان صاحب المجهود الوفير والتمريرات المتقنة ومصدر الخطورة الدائم خاصة من الكرات الثابتة، ولكن إن كنت من جماهير الزمالك ستتذكر جلال الداودي بلقطة واحدة فقط هناك في السويس في ربع نهائي كأس الكونفدرالية مع فريقه القديم حسنية أغادير عندما تسبب في إصابة فرجاني ساسي، اللحظة المؤلمة لجماهير الزمالك والتي تلقت أحلامها بالظفر بالألقاب للطمة في الأمتار الأخيرة من الموسم. إصابة أضاعت حتى طعم التأهل لنصف النهائي ولحظة تقدير مباشرة لمكانة وضع فيها الدولي التونسي نفسه مع جماهير الزمالك في أقل من عام.
في صيف 2018 ذهبت تونس لكأس العالم، جماهير الزمالك كانت تهتم بلاعبها حمدي النجاز والذي كان قد توج للتومع الفريق بكأس مصر ولكنها لم تتوقع مطلقاً أن صاحب هدف تونس في إنجلترا سيكون لاعباً جديداً بصفوف الفريق بعد أقل من شهرين من ذلك التاريخ.
علاقة تبادلية بين النادي الناشئ حديثاً بيراميدز والزمالك أسفرت عن انتقال الثنائي الدولي علي جبر وأحمد الشناوي ومعهم أحمد توفيق فيما ظفر الزمالك بنجمي موسمه، كريستيان جروس وفرجاني ساسي.
كان ساسي قد لعب 6 أشهر في نادي النصر منتقلا من الترجي التونسي ولكنه كزميله لاحقاً في الزمالك أشرف بنشرقي والذي مثل الهلال لم يتوهج بالشكل المنتظر، اللعب للفرق السعودية الكبرى تحديداً في غاية الصعوبة في ظل مطالب التأقلم السريع وهو الفخ الذي وقع فيه عديد اللاعبين، ظروف استفاد منها الزمالك على أية حال وظفر بجوهرتيه.
في وقت انتقاله للزمالك كان فرجاني ساسي بعمر 26 عاماً وقد صنع تاريخاً مميزا لنفسه. بطل الدوري التونسي مع الصفاقسي في 2013 العام نفسه الذي توج فيه بالكونفدرالية تحت قيادة مدرب الزمالك الأسبق رود كرول ورفقة أسماء شابة أصبحت رنانة كعلي معلول وطه ياسين الخنيسي وفخر الدين بن يوسف، وبطل الدوري مع الترجي في مناسبتين بعد تجربة احتراف قصيرة رفقة فخر الدين بن يوسف في صفوف ميتز الفرنسي عادا منها لفريق باب سويقة ومشاركتين في أمم أفريقيا في 2015 و2017 ومشاركة مونديالية سجل فيها هدفا في إنجلترا رابع المونديال.
لكن إن كانت تجربة النصر وضعت بعضاً من الشكوك في مستوى اللاعب فدقائق قليلة مع الزمالك كانت كافية لإزالتها تماماً.
الزمالك قبل ساسي كان أسيرا لطريقة 4/3/3 الطريقة التي أسسها جيسفالدوفيريرا وتوج بها بثنائية الدوري والكأس، الفريق كان دائماً يرغب في اللعب ب 4-2-3-1 ولكنها الخطة التي كان يتراجع عنها دائماً لعدم وجود الشريك المثالي لطارق حامد.
تجارب عديدة حاول فيها الزمالك بداية من إشراك معروف يوسف أواستقطابات كدونجا وروقة وداوودا ومحمود عبدالعزيز وآخرون ولكنك دائما ما كنت تشعر بخلل ما في منتصف الملعب، هناك شيئا ما مفقود على مستوى الربط والقدرة على السيطرة، الأمر الذي قلل من تقييم طارق حامد نفسه والذي كان يجد نفسه مجبرا على القيام بكل مهام خط الوسط الدفاعية التي يجيدها تماما والهجومية التي تتخطى طاقته قبل أن يجد شريكه المثالي.
بثنائيات حالمة مثل جاتوزو وبيرلو مع الفارق ظهر طارق رفقة ساسي كأفضل ثنائي وسط ميدان في السنوات الخمسة عشرة الأخيرة داخل الزمالك، تأثير ظهر منذ الوهلة الأولى عندما بدآ في بسط سيطرتهما على البقعة التي أرقت الزمالك منذ اعتزال تامر عبدالحميد.
بدأ ساسي اللعب مع الزمالك بمشاركة لدقائق أمام مصر المقاصة ثم أمام النجوم في مباراة غاب عنها طارق حامد لللإيقاف قبل أن يبدأ قطار الزمالك في الانطلاق في الدوري بداية من مباراة انبي والتي فاز بها الزمالك برباعية وبدأ فيها ساسي باظهار قدراته.

إبراهيم حسن الجناح المنطلق كان أول من تلقى هدايا ساسي في مباراتي انبي كرتين تسببا في فوز رباعي للزمالك وبداية سلسلة من النتائج الرائعة للفريق.

ثقة اللاعبين في ساسي بدأت تتضح مع كل لمسة له، هناك لاعب يطلب الكرة في مساحة وهناك ساسي الذي سيستطيع بطريقة ما إيصالها له في الوقت المناسب، شريكه في المنتخب حمدي النجاز كان من أكثر المستفيدين من بينيات ساسي العميقة والتي ظهرت دلالاتها الأولى في كرة مثل تمريرته لابراهيم حسن تماماً أمام انبي تخطى بها الزمالك القادسية الكويتي في البطولة العربية.

مجهود ساسي لم يتوقف فقط عند خلق الفرص لزملائه ولكنه كان من أبرز المسجلين للزمالك في الدوري في أول مواسمه مع الفريق.
ساسي سجل 7 أهداف للزمالك في الدوري وكان رابع هدافي الفريق كما كان ثاني أكثر اللاعبين في التسجيل بضربات الرأس بعد محمود علاء.
ومنذ مشاركته سويا مع طارق حامد في مباراة انبي الزمالك لم يخسر أية مباراة في الدوري شارك فيها فرجاني حتى إصابته في مباراة نهضة بركان.

مجهود ساسي الهجومي قد يغفل واجبه الدفاعي وقدرته على غلق مساحات التمرير دون حتى الاضطرار للضغط، ساسي يقوم بمجهودات بدنية كبرى للقيام بواجباته كمتوسط ميدان بوكس توبوكس كما يستطيع بكل براعة القيام بواجبات مركز 6 ان تطلب الأمر ذلك وهوما حدث أحياناً عندما غاب شريكه طارق حامد.
أظهرت التدخلات الدفاعية في موسم 2018/2019 قدرة ساسي على استعادة الاستحواذ للزمالك ولم يسبقه في الترتيب سوى طارق حامد.

نقطة أخرى تظهر الذكاء التكتيكي لساسي في الملعب وهي الأخطاء في الثلث الدفاعي للزمالك، ساسي كان ثاني اكثر لاعبي الزمالك ارتكابا للأخطاء بعد طارق حامد ولكنه لم يرتكب سوى خطأ وحيد فقط في الثلث الدفاعي للزمالك، رقم تظهر قيمته بصورة أكبر إذا وضعت في الاعتبار ان طارق حامد اضطر لارتكاب 10 أخطاء في الثلث الدفاعي للزمالك ويوسف أوباما لاعب مركز 10 ارتكب ثلاثة أخطاء.
انتهى موسم فرجاني ساسي الأول مع الزمالك بتتويجه بلقب الكونفدرالية والسوبر المصري السعودي، واصابته ساهمت في ضياع دوري كان مستحقاً للزمالك. لكن ساسي قدم أداءاً رائعاً بالفعل استحق عليه تحية جماهيرية غير مسبوقة عندما ذهب لمؤازرة الزمالك في نهائي الكونفدرالية في برج العرب من دون القدرة على المشاركة، تحية كبرى من جماهير الزمالك لنجمها الأول في الموسم تبعتها مساندة لمنتخب تونس في كأس الأمم الأفريقية في اظهار الامتنان لما قدمه ساسي مع الفريق.
في موسمه الثاني وبعد العودة من الإصابة توج ساسي مع الزمالك بلقب كأس مصر في بداية موفقة، لكنه لم يستعد مستواه سريعاً، الزمالك ككل قدم بداية دوري سيئة وابتعد عن المنافسة مبكراً ليتفرغ للكؤوس، المباريات الكبرى التي ظهر فيها ساسي كلها بأداء مميز بداية من فبراير.
هل تتذكر وضع الزمالك قبل فبراير الماضي وسط كل الشكوك التي تحيط بالفريق وخسارة بطولة السوبر المحلي والبداية السيئة في الدوري وحتى تخطي جينيراسيون بصعوبة والهزيمة من مازيمبي في افتتاح دوري المجموعات؟ شكوك كبرى تجاوزها الزمالك بداية من مباراة الاسماعيلي والتي كان متأخراً فيها بهدف نظيف حتى أرسل ساسي إحدى كراته المعتادة لأوناجم من خلف الدفاع ليلعبها عرضية لاوباما مسجلا للزمالك.
قبل المباراة كانت تحوم حول أداء ساسي بعض الشكوك لكنها الجودة الواضح أنه يمتلكها ظهرت.

استمر أداء ساسي الممتاز مع الزمالك في مباريات السوبر الأفريقي والمحلي ودوري أبطال أفريقيا وهي البطولة التي أظهر فيها قدراته الرائعة في المباريات الدفاعية المغلقة.
أظهر ساسي في مباراتي الترجي في دوري أبطال أفريقيا أسلحة أخرى من جعبته أولها القدرة على تطوير الهجمة، في هدف بن شرقي الثاني والذي فتح طريق الزمالك للتأهل، مرر الزمالك أكثر من 25 مرة دون القدرة على الاختراق لكن لمسة واحدة من ساسي صنعت موقف اثنان على واحد على الجانب الأيسر وسجل الزمالك الهدف.

نقطة قوة أخرى لساسي في مباريات الزمالك خارج الأرض تحديداً وهي القدرة على اللعب تحت ضغط لفترات طويلة والقدرة على كسر الرتم بالتمريرات السلبية، مباراة الترجي في رادس والتي تلقى فيها الزمالك هدفاً في اللحظات الأولى ومع ضغط جماهيري كبير.
لم يتعرض الزمالك تقريباً بعدها لأية هجمة خطيرة سوى كرة حمدو الهوني. ثنائي وسط الميدان ساسي وطارق كان لهما الدور الاكبر في كسر الرتم وكسب الوقت والاحتفاظ بالكرة لأطول فترة ممكنة.
لاحظ هنا في الدقيقة الـ 90 الكرة مع طارق حامد في منطقة الجزاء التصرف المنطقي انه سيشتت الكرة ويعطي الهجمة للترجي مجدداً ولكن نضجمها تكتيكياً كثنائي جعله يمرر لساسي أولاً، ساسي قطع لاحقاً منتصف الملعب بالكرة وتحصل على خطأ في نصف ملعب الترجي ليكسر الريتم ويضيع الدقائق المتبقية الثمينة، أشياء لم تكن تحدث مطلقاً مع أجيال الزمالك في المستقبل القريب والتي كانت شخصيتها تنهار خارج الميدان.

قدم ساسي بطولة أفريقية رائعة مع الزمالك وأنهاها بمستوى أكثر من رائع أمام الأهلي لولا سوء التوفيق كان سيتوج بواحد من أفضل أسيستات لاعبي الوسط في الزمالك على الإطلاق، لقطة جمعت بين كل المهارات المطلوبة من لاعب خط الوسط ما بين قدرة على التعامل تحت ضغط، ثم المراوغة وأخيراً صناعة فرصة محققة.

صنع ساسي في اللطقة السابقة كل شئ استلم الكرة وأمامه خطين دفاعيين ولاعب يضغط عليه بشكل مباشر وهوعمرو السولية، بمجهود فردي خالص تخلص من رقيبه بمراوغة وأخرجه خارج اللعب تماماً واستدعى خط الضغط الأخير وأرسل مصطفى محمد في لمح البصر لينفرد، أعلم أن المباراة لا يوجد أحد من جماهير الزمالك يريد أن يتذكرها ولكنها لقطة تختصر امكانيات ساسي الهجومية الرائعة.
ولكن ماذا عن الدفاعية كيف كان ساسي يقطع الكرات بشكل رائع معتمد على التوقع الممتاز في المقام الأول وساهم في سيطرة الزمالك.

كان من الممكن أن يضغط ساسي في اللقطة الماضية على الشحات ويترك السولية المنطلق في ظهره أمام خط وسط سيتم كشف ولكنه بذكاء ملعب قطع خط تمرير الشحات لبلسولية ونجح في قطع الكرة بالفعل وبداية هجمة جديدة للزمالك.
قدم ساسي في دوري أبطال أفريقيا نسخة مميزة جداً له مع الزمالك كان فيها ثالث أكثر مراوغ في البطولة ككل بـ 27 مراوغة ولا يسبقه سوى الثنائي أشرف بنشرقي وحسين الشحات، كما صنع 13 فرصة تسجيل لزملائه ودفاعياً قدم أداء مذهل مع طارق حامد وكان الأكثر في كسب الالتحامات أكثر من طارق نفسه بالاضافة لكونه أكثر لاعبي الزمالك مشاركة في دقائق في البطولة بجانب محمود علاء.
كان أداء من المفترض أن يتوجه الزمالك بطلا للمسابقة الغائبة منذ 2002 لولا القدر.
صنع فرجاني ساسي لنفسه مكانة فنية لن تخطؤها عين شاهدت مباراة واحدة للتونسي الدولي مع الزمالك، كما لن تخطئ نفس العين الشعبية الجارفة التي حظي بها اللاعب والتي ذهبت بجماهير الزمالك في عز الصيف لمباريات منتخب تونس في كأس الأمم الإفريقية 2019 المقامة في معظم الأوقات عصراً، وبالمكانتين يمكن القول بأن التونسي نال جنة كروية على الأرض المصرية.
فهل يسكنها أم ستُخرجه تفاحة ما؟