أنت تعرف بيب جوارديولا، تعرف كم أثر الإسباني في كرة القدم العالمية، ليس بألقابه فحسب، بل بأسلوب لعبه الجذاب الذي ألهم الكثيرين لمحاكاته، ربما بمقدورك من دون محرك البحث جوجل أن تذكر لي 3 أسماء أوروبية أولاتينية على الأقل تأثروا بالرجل، لكن هل تعرف أن في مجتمع متحفظ جدا ًكرويا رافض لكل ما هوجديد تسيطر عليه نفس نفس الأسماء في الإعلام والتدريب والإدارة الرياضية لمدة عقدين على الأقل كمصر نجح رجل ما في تحقيق محاكاة جوارديولية لم تنته به مذموماً مدحوراً؟ هل تعرف انها وعلى العكس تمامًا نجحت في صناعة إسم حظى من خلاله باستثناء لم يحظ به غير محمود الجوهري شخصيًا، إليك حكاية الرجل.
بين الحين والآخر وفي خضم الإشادات بمحمود حمدي الونش مدافع الزمالك الصلب والذي افتقده الفريق بشدة في نهائي دوري أبطال أفريقيا الشهر الماضي، يخرج فيديولاعبي الاهلي ساخرين من الونش “اللي بيطلع بالكورة من تحت”.
جاء الفيديوبعد أيام قليلة من مباراة إيهاب جلال الأولى في فترة توليه تدريب الزمالك والتي خسرها بثلاثية من الأهلي وتلقى الزمالك فيها هدف بعد أقل من ثلاثة دقائق لإصرار إيهاب جلال على الخروج بالكرة من الخلف، الفلسفة التي أوصلته لمكانة لا يحلم بها أي مدرب مصري ليس من أبناء الزمالك ووضعته بجوار الجوهري بما له من تاريخ في قائمة صغيرة تشملهما فقط كمدربين محليين مروا على القلعة البيضاء ولم يمثلوها كلاعبين.
ولكن ما الذي أوصل إيهاب جلال ليتم التعاطف معه من لاعبي الأهلي نفسهم ويشعروا أنه ظلم رغم اتخاذه طريق يتمناه الجميع بتدريب الزمالك والاجابة تتمثل في جزئين إيهاب جلال نفسه وحالة الزمالك السيئة للغاية في ذلك الوقت.
أنت تعرف بيب جوارديولا، تعرف كم أثر الإسباني في كرة القدم العالمية، ليس بألقابه فحسب، بل بأسلوب لعبه الجذاب الذي ألهم الكثيرين لمحاكاته، ربما بمقدورك من دون محرك البحث جوجل أن تذكر لي 3 أسماء أوروبية أولاتينية على الأقل تأثروا بالرجل، لكن هل تعرف أن في مجتمع متحفظ جدا ًكرويا رافض لكل ما هوجديد تسيطر عليه نفس نفس الأسماء في الإعلام والتدريب والإدارة الرياضية لمدة عقدين على الأقل كمصر نجح رجل ما في تحقيق محاكاة جوارديولية لم تنته به مذموماً مدحوراً؟ هل تعرف انها وعلى العكس تمامًا نجحت في صناعة إسم حظى من خلاله باستثناء لم يحظ به غير محمود الجوهري شخصيًا، إليك حكاية الرجل.
بين الحين والآخر وفي خضم الإشادات بمحمود حمدي الونش مدافع الزمالك الصلب والذي افتقده الفريق بشدة في نهائي دوري أبطال أفريقيا الشهر الماضي، يخرج فيديولاعبي الاهلي ساخرين من الونش “اللي بيطلع بالكورة من تحت”.
جاء الفيديوبعد أيام قليلة من مباراة إيهاب جلال الأولى في فترة توليه تدريب الزمالك والتي خسرها بثلاثية من الأهلي وتلقى الزمالك فيها هدف بعد أقل من ثلاثة دقائق لإصرار إيهاب جلال على الخروج بالكرة من الخلف، الفلسفة التي أوصلته لمكانة لا يحلم بها أي مدرب مصري ليس من أبناء الزمالك ووضعته بجوار الجوهري بما له من تاريخ في قائمة صغيرة تشملهما فقط كمدربين محليين مروا على القلعة البيضاء ولم يمثلوها كلاعبين.
ولكن ما الذي أوصل إيهاب جلال ليتم التعاطف معه من لاعبي الأهلي نفسهم ويشعروا أنه ظلم رغم اتخاذه طريق يتمناه الجميع بتدريب الزمالك والاجابة تتمثل في جزئين إيهاب جلال نفسه وحالة الزمالك السيئة للغاية في ذلك الوقت.
كان الجمهور المصري يعرف إيهاب جلال كلاعب قديماً في الاسماعيلي وثم في المصري البورسعيدي بقامته الطويلة ورأسياته والتي كادت إحداها ان تحرم الاسماعيلي من لقب دوري 2002 لولا هدف عمروفهيم المتأخر .
ظهر إيهاب جلال المدرب للمرة الأولى في الدوري الممتاز في موسم 2013/2014 مع تليفونات بني سويف، هل تتذكر هدف اوباما في اللحظات الأخيرة أمام التليفونات في لحظة كان يتقدم فيها عبدالواحد السيد نفسه من مرماه في آخر فرصة للزمالك للتأهل من دوري المجموعات؟ ان كنت زملكاوي ستتذكر المشهد بالتأكيد ولكنك قد لا تتذكر أن إيهاب جلال كان هومدرب تليفونات بني سويف في تلك اللحظة، الهدف كان له تأثير سلبي على بقاء التليفونات في الدوري والذي هبط بعد ذلك عقب مباراة فاصلة أمام الرجاء المطروحي، مباراة خسر فيها التليفونات الاستحواذ أمام فريق خالد عيد، تماما كمباراة الزمالك لن تجد الفريق يتدرج بالكرة من الخلف ويصر عليها ولا توجد ملامح لفلسفة معينة مع فريق يصارع للبقاء بالتأكيد، ولكن الفريق كان يضم بضعة أسماء ستظهر بعد ذلك في رحلة إيهاب جلال مع المقاصة أحمد سامي، حسني فتحي، وائل فراج وأهمهم أحمد الشيخ.
عقب الهبوط مع التليفونات تعاقدت إدارة مصر للمقاصة مباشرة مع إيهاب جلال في الولاية الأولى ليخوض مع الفريق الفيومي ثلاثة مواسم ونصف إلى أن انتقل لتدريب الزمالك.

أول مواسم إيهاب جلال مع المقاصة كانت مبهرة، الفريق احتل المركز الرابع في دوري من الاطول في تاريخ مصر والمكون من 20 فريق، كما حرم الزمالك من التتويج المبكر باللقب في مباراة أثارت جدل تحكيمي كبير وتركت آثارها على انتقالات نجمه أحمد الشيخ إلى الآن.
سجل المقاصة 57 هدف كرابع أقوى هجوم في الدوري وهوما يتناسب مع مركزه، ولكن سكنت شباكه 51 هدف، المراكز الاثنا عشر الاولى في المسابقة لم يكن فيها أي فريق دفاعه أسوأ من مصر المقاصة سوى طلائع الجيش صاحب المركز التاسع.
في الصيف انتقل احمد الشيخ إلى الأهلي وحاول إيهاب جلال تعويضه بميدوجابر ولكن موسم 2015/2016 لم يكن بنفس مستوى الموسم الأول الفريق كذلك شارك في الكونفدرالية وودعها من دور الـ 16.
كان الموسم الثالث الأفضل للمقاصة على الإطلاق، الفريق احتل المركز الثاني وكان قريبا لبعض الأوقات من الصدارة وتأهل لدوري أبطال أفريقيا ليس ذلك فقط الفريق كان صاحب أقوي هجوم في الدوري وسجل أهدافا أكثر من الأهلي البطل، أحمد الشيخ والذي عاد للمقاصة على سبيل الإعارة بعد موسم لم ينجح للأهلي لم يكتفي بالنجاح السابق وأنهى الموسم هدافا للدوري في إنجاز تاريخي للاعب.
خلال الـ 3 سنوات كان إيهاب جلال يحاول من تطوير المنهج الهجومي لفريقه عن طريق الاستحواذ على الكرة وبرغم تراجع ترتيب الفريق في ثاني مواسمه إلا أن معدل الاستحواذ كان في ازديادٍ دائم.

إذاً في الثلاثة مواسم التي خاضها المقاصة تحت إيهاب جلال شاهدنا تطور ملحوظ في الاستحواذ تطور في عدد المحاولات الهجومية، وشاهدنا أيضاً تأثير عدم وجود هداف قوي مع الفريق بعد رحيل أحمد الشيخ لموسم وهوما أثر على ترتيب الفريق في الدوري إيجاباً وسلباً.
ليس ذلك فقط إيهاب جلال كان بمثابة الفرخة التي تبيض ذهبا للمقاصة في خلال ثلاثة مواسم خرج من المقاصة للأندية الكبرى عديد اللاعبين.

بداية من أحمد الشيخ، دونجا، حسني فتحي، محمد مسعد، ميدوجابر، عمروبركات، هشام محمد، أحمد داوودا، حسين الشحات وحتى وهوذاهب للزمالك أخذ معه نانا بوكووعماد فتحي وهي قائمة طويلة من اللاعبين ظهرت معه بشكل زاد من قيمتها التسويقية بشكل كبير ولم تترك بصمة كبيرة خارج المقاصة باستثناء فترة حسين الشحات في العين الإماراتي وظروف انتقاله للأهلي لاحقاً.
إذا في ثلاثة مواسم فقط كان إيهاب جلال قد بنى فلسفته الخاصة ووضع نفسه كأحد أهم مدربي الكرة المصرية، وكان هناك تطور ملحوظ رقميا وعلى مستوى النتائج، هل كان ذلك كافي للظفر بفرصة تدريب الزمالك؟
لم يكن لدى الزمالك ما يسخره في بدايات 2018، الجيل الذي فاز بثنائية الدوري والكأس ووصل لنهائي دوري أبطال أفريقيا في 2016 كان قد تفكك وفشل حتى في الحصول على المركز الثاني في موسم 2016/2017 وخسر الكأس في نهايته وهي البطولة التي كان الزمالك قد فاز بها لأربع مرات متتالية في ذلك الوقت.
كان الفريق قد بدأ الموسم بشكل سيئ تحت قيادة الصربي نيبوشا وخسر من إيهاب جلال نفسه في مباراة الدوري، مباراة تعادل فيها مؤيد العجان للزمالك واحتفل بشدة قبل ن يخسر الزمالك بثلاثية في مشهد كان يمثل ما أصبح عليه الفريق في ذلك الوقت.
فترة إيهاب جلال في الزمالك بدون تجميل كانت فاشلة تماما ولولم تشهد سوى خسارة ولايتا ديتشا في الكونفدرالية لكفت، ولكن الفريق قدم أداء سيئ لدرجة أن آخر مباريات الزمالك امام الاتحاد كانت تقام في نفس توقيت مباراة هامة في بطولة أفريقيا لكرة اليد للزمالك وتقريبا لم يكن أحد يهتم بمباراة كرة القدم، أوباما ظهير أيمن واسلام عيسى أقصر أجنحة الدوري يسجل من فوقه برأسيه، حمدي النجاز مدافع ثالث ناحية اليمين وأشياء أخرى غريبة أثبت خالد جلال بعدها ان الفريق لم يكن بهذا السوء كما تخيل الجميع عندما فاز به بالكأس وفاز على الاهلي في نهاية الموسم.
ولكن مباراة ولايتا ديتشا بقدر أيقونيتها هي تمثل سلسلة طويلة من الإخفاقات لإيهاب جلال في البطولات القارية وبطولات الكؤوس سواء مع الزمالك اوالمقاصة أوالمصري أوحتى أهلي طرابلس وهي الفرق كلها التي كان يودع معها من أدوار مبكرة أولا يكمل معها المسيرة.
بعد تجربة الزمالك لم يعود إيهاب جلال نفسه سوى مع المقاصة مجددا والذي أنهى معه الموسم الماضي بشكل جيد وأنقذه من شبح الهبوط قبل أن يتركه لأسباب مالية ويعود هذا الموسم بعد حلها.
المقاصة والذي تعرض لأزمة مالية غير جلده بشكل كبير هذا الموسم، الفريق تخلى عن عديد اللاعبين على رأسهم محمد إبراهيم وميدوجابر اللذان رحلا لسيراميكا كليوباترا في صفقة سداسية ولكن وبرغم الجودة التي قلت في الفريق استمر ايهاب جلال في منهجه أمام الأهلي .في افتتاح مباريات الموسم

بعض من تكتيكات إيهاب جلال لا يتغير محاولة البناء من الخلف حتى لوكلف الفريق فقدان الكرة في أماكن مؤثرة.


وهو ما نجح فيه في الشوط الأول بشكل كبير مع امتلاك الفريق لمخزون جيد من اللياقة البدنية ومع عدم نزول قفشة لخط المنتصف للربط بين الخطوط.
مشكلة عالجها موسيماني في الشوط الثاني بنزول ناصر ماهر بديلا مع التركيز على زيادة الاستحواذ والتمريرات على الأرض وتقليل الكرات العالية من مسافات بعيدة ليحسم المباراة في نهايتها لصالح الأهلي، استحواذ الاهلي في الشوط الأول والذي تساوى مع المقاصة 50% لكل فريق، زاد في الشوط الثاني ل56% مقابل 44% للمقاصة الذي انهار بدنياً.
مباراة الأهلي تغيرت فيها معطيات فريق إيهاب جلال والأوراق التي تعمل تحت يده والتي ظهرت بشكل رئيسي في عدد الكرات التي فقدها الفريق دون ضغط حتى، المقاصة فقد 39 كرة مقابل 21 فقط للأهلي، ولكن ظهرت بعض من ملامح موسمه والذي من جديد سيتمسك فيه بفلسفته الخاصة وسيحاول التكيف مع واقع فريقه فهل ينجح في استنساخ النجاحات القديمة؟
بنظرة على التجربة من بعيد، ألا ترى ان مخاطرة الرجل بمحاكاته لجوارديولا والتي يمكن اعتبارها في وقتها الطريق الأسرع للإتهام بالجنون قد آتت أكلها في النهاية؟