4 هزائم وتعادلين في 10 مباريات، ماذا يحدث في برشلونة؟ إنها أسوأ بداية ممكنة في بطولة الليجا. الفريق يفصله عن مراكز الهبوط 3 نقاط فقط، ويبتعد عن المتصدر أتليتكو بـ12 نقطة، ونحن لا زلنا في ديسمبر، وكأن كل شيء انتهى في 3 أشهر فقط، ليضع رونالد كومان نفسه في خانة اليك، هو وميسي وجريزمان وكوتينيو، وحتى كارليس توسكيت، الرئيس المؤقت. كل هؤلاء وأكثر في مرمى نيران الجماهير والأنصار، لأن النادي الكتالوني أصبح شبيهاً بالبركان الذي ينتظر حركة واحدة حتى ينفجر ويدمر كل من بداخله. إنها النبوءة التي توقعها المقربين من البيت، لأن كل شيء كان واضحاً، فـ بارتوميو يلعب بالنار، وعندما حرقته قرر الهروب وترك الجمل بما حمل لمن يأتي بعده، ليواجه التركة الثقيلة التي بها كم هائل من الثقوب والعيوب، حتى ميسي نفسه لم يقدر على حملها بمفرده كما كان يفعل سابقاً.
موسم 2020-2021 شبيه بالبارحة، لكن ما هي البارحة يا ترى؟ يجب أن نعود إلى الماضي حتى نفهم الحاضر ونقرأ المستقبل، فالبارسا مر بظروف قريبة لما يحدث الآن، بل أشد صعوبة وأكثر سوداً، لأن ميسي حينها لم يكن متاحاً على الأقل، حيث موسم 2002-2003 الذي شهد أسوأ نتائج ممكنة على المستويات كافة، ليتراجع مركز الفريق في بطولة الدوري ويبتعد عن المنافسة في مختلف البطولات، وينادي الجمهور بالتغيير في غضب وانتفاضت فاقت التفوقات لتصل إلى حد الثورة، لتتم الإطاحة بالإدارة وكل ما يمت لها بصلة، ويبدأ النادي عهداً جديداً بانتخابات رئاسية طارئة وجيل مختلف من الإداريين واللاعبين والمدربين، وحتى العشاق والمتابعين.
في 2002-2003، حصل ريال مدريد على لقب الدوري، أمر قد يحدث لأن برشلونة لن يفوز باستمرار. وجاء سوسيداد في المركز الثاني، أيضاً مفاجأة ممكنة وقد تأتي، وبعدهما ديبورتيفو لاكرونيا وسيلتا فيجو في المركزين الثالث والرابع، ثم فالنسيا خامساً، والمفاجأة أن برشلونة تواجد في المركز السادس بترتيب الليجا، وبفارق 22 نقطة كاملة عن البطل ريال مدريد، في حادثة لا تتكرر بسهولة، أشعلت الوضع داخل كامب نو وخارجه.
كل ما سبق قد يحدث، من باب لا فائز مستمر ولا خاسر دائم، لكن لنتذكر أيضاً أن البرازيلي القدير ريفالدو رحل عن صفوف البارسا في صيف 2002، قبل فترة بسيطة من هذا الموسم، رغم أنه عاد إلى كتالونيا كبطل لكأس العالم 2002 مع منتخب بلاده، ولكن بسبب مشاكله التي لا تعد ولا تحصى مع لويس فان جال، قرر اللاتيني الهروب من جحيم الهولندي والانتقال إلى ميلان. وبعده بموسم واحد، لم يقدر خوان رومان ريكلمي على القيام بدور الموظف ليظل على عهد الهواة، ويقرر قضاء بقية مسيرته الأوروبية مع فياريال، بعيداً عن الضجيج والضغوطات.
4 هزائم وتعادلين في 10 مباريات، ماذا يحدث في برشلونة؟ إنها أسوأ بداية ممكنة في بطولة الليجا. الفريق يفصله عن مراكز الهبوط 3 نقاط فقط، ويبتعد عن المتصدر أتليتكو بـ12 نقطة، ونحن لا زلنا في ديسمبر، وكأن كل شيء انتهى في 3 أشهر فقط، ليضع رونالد كومان نفسه في خانة اليك، هو وميسي وجريزمان وكوتينيو، وحتى كارليس توسكيت، الرئيس المؤقت. كل هؤلاء وأكثر في مرمى نيران الجماهير والأنصار، لأن النادي الكتالوني أصبح شبيهاً بالبركان الذي ينتظر حركة واحدة حتى ينفجر ويدمر كل من بداخله. إنها النبوءة التي توقعها المقربين من البيت، لأن كل شيء كان واضحاً، فـ بارتوميو يلعب بالنار، وعندما حرقته قرر الهروب وترك الجمل بما حمل لمن يأتي بعده، ليواجه التركة الثقيلة التي بها كم هائل من الثقوب والعيوب، حتى ميسي نفسه لم يقدر على حملها بمفرده كما كان يفعل سابقاً.
موسم 2020-2021 شبيه بالبارحة، لكن ما هي البارحة يا ترى؟ يجب أن نعود إلى الماضي حتى نفهم الحاضر ونقرأ المستقبل، فالبارسا مر بظروف قريبة لما يحدث الآن، بل أشد صعوبة وأكثر سوداً، لأن ميسي حينها لم يكن متاحاً على الأقل، حيث موسم 2002-2003 الذي شهد أسوأ نتائج ممكنة على المستويات كافة، ليتراجع مركز الفريق في بطولة الدوري ويبتعد عن المنافسة في مختلف البطولات، وينادي الجمهور بالتغيير في غضب وانتفاضت فاقت التفوقات لتصل إلى حد الثورة، لتتم الإطاحة بالإدارة وكل ما يمت لها بصلة، ويبدأ النادي عهداً جديداً بانتخابات رئاسية طارئة وجيل مختلف من الإداريين واللاعبين والمدربين، وحتى العشاق والمتابعين.

موسم للنسيان
في 2002-2003، حصل ريال مدريد على لقب الدوري، أمر قد يحدث لأن برشلونة لن يفوز باستمرار. وجاء سوسيداد في المركز الثاني، أيضاً مفاجأة ممكنة وقد تأتي، وبعدهما ديبورتيفو لاكرونيا وسيلتا فيجو في المركزين الثالث والرابع، ثم فالنسيا خامساً، والمفاجأة أن برشلونة تواجد في المركز السادس بترتيب الليجا، وبفارق 22 نقطة كاملة عن البطل ريال مدريد، في حادثة لا تتكرر بسهولة، أشعلت الوضع داخل كامب نو وخارجه.
كل ما سبق قد يحدث، من باب لا فائز مستمر ولا خاسر دائم، لكن لنتذكر أيضاً أن البرازيلي القدير ريفالدو رحل عن صفوف البارسا في صيف 2002، قبل فترة بسيطة من هذا الموسم، رغم أنه عاد إلى كتالونيا كبطل لكأس العالم 2002 مع منتخب بلاده، ولكن بسبب مشاكله التي لا تعد ولا تحصى مع لويس فان جال، قرر اللاتيني الهروب من جحيم الهولندي والانتقال إلى ميلان. وبعده بموسم واحد، لم يقدر خوان رومان ريكلمي على القيام بدور الموظف ليظل على عهد الهواة، ويقرر قضاء بقية مسيرته الأوروبية مع فياريال، بعيداً عن الضجيج والضغوطات.
رحل ريفالدو بعد مشاكل عصيبة مع الإدارة ولويس فان جال، وكاد أن يفعلها ميسي في صيف 2020، بعد أن ضاق ذرعاً بجوسيب ماريا بارتوميو وشركاه، ولم يتأقلم مع اجتماع رونالد كومان، المدير الفني الجديد، مفضلاً الرحيل على طريقة “ريفو” إلى فريق آخر، لكن الإدارة رفضت ذلك جملة وتفصيلاً، ليرفض هو الآخر الوقوف ضد ناديه في المحاكم، ويقرر الاستمرار لموسم آخر، بجسده لا روحه حتى كتابة هذه السطور.
عاد فان جال إلى برشلونة في بداية موسم 2002-2003 بعقد حتى يونيو 2005، لكن النتائج كانت غير مبشرة بالمرة، كما تشرح موسوعة “ويكيبديا”. حقق النادي رقماً قياسياً في عشر مباريات متتالية في دوري أبطال أوروبا لكنه عانى في الدوري الإسباني. وبعد 4 انتصارات و4 تعادلات و3 هزائم في أول 11 مباراة بالدوري، خسر برشلونة 3 مباريات متتالية أمام ريال سوسيداد ورايو فاليكانو واشبيلية المهدد بالهبوط. أدى انتصاران وتعادل إلى تحسين الأمور ولكن بعد الهزائم المتتالية أمام فالنسيا وسيلتا فيجو، غادر الهولندي بالتراضي في 28 يناير 2003، وكان النادي حينها بفارق ثلاث نقاط فقط عن منطقة الهبوط، و 20 نقطة خلف المتصدر ريال سوسيداد.
ما أشبه اليوم بالأمس
إذا قرأت الفقرة السابقة ستصاب فوراً بالرعب، هذا ما حدث لي بالنص، لأن كل شيء يحدث الآن في موسم 2020-2021 تكرر بنفس تفاصيله في موسم 2002-2003. برشلونة جيد في الأبطال كارثي بالليجا، لويس فان جال يعاني مثل كومان الآن، وريفالدو رحل وميسي كان قريباً من الرحيل حتى آخر يوم، والفريق قريب من مراكز الهبوط أكثر من مراكز المنافسة، حتى التخبط الإداري والصراع على الكرسي كان حاضراً لا محالة في كل زمن.
انتفضت الجماهير وطالبت برحيل الجميع، ودون رجعة. وكانت مباراة إشبيلية هي الفاصلة. انتهت 2002 مع مشاكل لا تعد ولا تحصى، ليأتي يناير 2003 ويرحل لويس فان جال بعد أن تسبب في مزيد من المشاكل التي أسهمت في “تطفيش” ريفالدو، الأيقونة الأهم للجيل القديم.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل تم إجبار الرئيس غاسبارت على الاستقالة، مع وعد بإقامة انتخابات في مايو 2003، مع تحول كل المهام إلى نائبه، إنريك رينا مارتينيز، لكن الضغط واصل صحوته، ليرحل مندوب الإدارة مع استمرار الطوفان الجماهيري، حتى تولي خوان ترايتر مسؤولية تسيير أمور النادي حتى انعقاد الانتخابات في يونيو من العام ذاته، لتفوز جماعة الفيل الأزرق بقيادة لابورتا وروسيل، ودعم كامل من يوهان كرويف.
في 2020، حدثت حملة توقيعات ضد جوسيب ماريا بارتوميو، أجبروه على الاستقالة قبل الإقالة، وحاول الرجل إقامة الانتخابات أولاً في صيف 2021، لكن مع الثورة الجماهيرية والإعلامية، ورغبة ميسي في الرحيل، تنازل عن مقعده إلى توسكيت، الرئيس المؤقت، والذي قرر عقد انتخابات رئاسية مبكرة في يناير 2021، بدلاً من الصيف القادم، لكن مع استمرار النتائج السيئة والضعيفة كما حدث فعلياً منذ نحو 17 سنة ماضية.

جماعة الفيل الأزرق
نادي برشلونة هو أكبر نادي كرة قدم في العالم. يمتلك ملعب يتسع لنحو 102 ألف مقعدًا في كامب نو، أكبر ملعب في أوروبا، والحق ، كل أربع سنوات، -أصبحت ست- لانتخاب رئيس النادي، الوظيفة التي يحلم بها الآلاف من الكتالونيين الطموحين والوطنيين. في عام 2003، وبفضل الأداء المحلي الضعيف والديون المتصاعدة، غرق النادي في أسوأ أزمة في تاريخه الذي يبلغ 100 عام. مع الوعد بإصلاح الجذور والفروع، بدأ نظام جديد تحت قيادة الشخصية الكاريزمية جوان لابورتا. مع وصول غير مسبوق وحصري، أمضى المخرجان ويبستر وهرنانديز عامًا في برشلونة لتوثيق جهود المجالس الجديدة، لتحويل علاقة عائلية كاتالونية قديمة إلى شركة عالمية لكرة القدم.
بهذه الكلمات كتب موقع “IMDB” الشهير للأفلام عن رائعة “BARCA THE INSIDE STORY”، للحديث عن انتخابات 2003 وعملية الصعود الرهيبة لجماعة الفيل الأزرق، حتى وصولهم إلى كرسي رئاسة برشلونة، وتحويل النادي في فترة قليلة إلى الأيقونة الأهم والأشهر في كرة القدم العالمية، خلال السنوات الأولى من الألفية الجديدة.
خوسيه لويس نونيز، المقاول الديكتاتور الذي تولى رئاسة برشلونة سنة 1978 ليبقى في المنصب حتى عام 2000، ولمدة 22 سنة، محققاً إنجازات كبيرة في مختلف الألعاب، وفي نفس الوقت انكسارات لا تنسى في بعض الأحيان، وبين الشقين عداوات مستمرة من كل شكل ولون، حتى نهاية حقبة التسعينات التي أعلن خلالها العداء الصريح ليوهان كرويف، أسطورة البارسا لاعباً ومدرباً، والذي هاجمه بشراسة عبر وسائل الإعلام، واصفاً رئيس البارسا بالكاذب والمنافق الذي لن يسامحه الرب أبداً على أفعاله بحق خصومه.
أسس نونيز مبدأ جديد في عالم الإدارة الرياضية، عرف أتباعه فيما بعد بالـ “نونزيتا” نسبة إليه في واقعيته وبراجماتيه واستخدامه برشلونة للوصول إلى أعلى المستويات، ضارباً بالسياسة والقومية الكتالونية عرض الحائط، لدرجة خلافاته الكبيرة مع دعاة الانفصال في أوقات كثيرة، نهاية بأتباعه الذين تولوا رئاسة النادي بعده، مثل جاسبارت، وحتى بارتوميو الذي يمكن تصنيفه بالـ “نونيزتا” الذي يلعب على الأوتار كافة، وليس لديه أي فاتورة سياسية، ويضع المال والأعمال والفلوس قبل مباديء النادي وحتى قوميته التي تعبر عن كتالونيا، أرضاً وشعباً وحكومة.
المهم أن نونيز أصبح عدواً لكرويف، وبالتالي عدواً لعدد لا بأس به من أنصار برشلونة. ومع التخبط والانكسار في نهاية التسعينات، خرجت مجموعة شباب لا تنتمي لأيدلوجية ثابتة، ولديهم اختلافات كبيرة في جميع المراحل، إلا أنهم اتفقوا على شيء واحد فقط، إدارة برشلونة بطريقة جديدة، وإبعاد النونيزتا الكبير من النادي، أو طرد الكاهن من بيته بعد سنوات طويلة من الحكم.
العام 2000 عندما قدم استقالته في ذلك العام ودعى إلى انتخابات رئاسية مبكرة للنادي، جاء جاسبارت الذي لم يستمر طويلاً، وشكلت جماعة الفيل الأزرق اتحادها الخاص من أجل الدخول في الانتخابات والفوز بها، بقيادة المحامي الطموح جوان لابورتا “الرئيس” ونائبه رجل التسويق ساندرو روسيل، ومجموعة من الأشخاص الذين أصبحوا يديرون كرة القدم في أماكن عديدة بالسنوات الحالية.
صيف 2003
لابورتا رياضي بدرجة زعيم سياسي، قومي كتالوني من الدرجة الأولى، ورجل دخل في صراعات قوية مع “البوتشيوس نيوس” أو رابطة جماهير البارسا مبكراً، لدرجة أنهم هددوه شخصياً بالقتل على باب منزله، ليمنعهم من دخول ملعب كامب نو طوال فترة رئاسته، ويؤكد أنه سيفوز على ريال مدريد في البرنابيو ويحتفل في قلب ملعبهم دون مشاكل، مع إعادته الهوية الكتالونية واهتمامه بأكاديمية الشبان على حساب إحضار اللاعبين الهولنديين، كما كان يحدث في الفترة التي سبقت ولايته.
صرح جوان لابورتا بعد فوزه بالرئاسة: “قلت إننا سنقود برشلونة إلى طليعة عالم كرة القدم، ولكي يحدث ذلك، كان علينا التعاقد مع أحد هؤلاء اللاعبين الثلاثة ، ديفيد بيكهام ، تييري هنري أو رونالدينيو”.

بقي هنري مع أرسنال، ووعد لابورتا بعد ذلك بإحضار بيكهام إلى النادي، ولكن بعد انتقاله إلى ريال مدريد. دخل برشلونة في سباق رونالدينيو وفاز بمانشستر يونايتد مقابل توقيعه في صفقة بقيمة 30 مليون يورو.
راهنت الإدارة على مشروع ريكارد ورونالدينيو، وجاءت النتائج في النصف الثاني من الموسم بعد بداية كارثية. صحيح أن الفريق لم يفز في الموسم الأول بالدوري أو الكأس، لكنه عاد مرة أخرى إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا، وقدم نفسه كأحد الفرق الواعدة بقوة في إسبانيا وأوروبا بقيادة النجم البرازيلي الذي زامله فيما بعد خيرة اللاعبين في تلك الحقبة، مثل أندرسون ديكو، لودفيك جولي، صامويل إيتو، وهنريك لارسون، وآخرين، حتى فاز هذا الجيل بالدوري مرتين مع لقب دوري أبطال أوروبا، بعد 3 سنوات فقط من انتخاب جوان لابورتا وفريقه.
المشاكل ظهرت بدون شك خاصة بين لابورتا ونائبه روسيل، الرجل الذي أراد بيع رونالدينيو إلى تشيلسي حتى يحصل على رقم كبير، ومع رفض الرئيس، قرر نائبه إعلان الحرب ثم الرحيل وتركه بمفرده. كان قراراً متوقعاً بشدة، لأن روسيل عكس لابورتا تماماً، هو رجل أقرب إلى النونيزتا البراجماتيين منه إلى السياسيين القوميين مثل جوان، لكن في 2003، اتحد اليمين واليسار في قالب واحد، وهذا كان حقاً سر عظمة برشلونة وانتخاباتها حينها.
المصالح تحكم
لابورتا الرئيس، ساندرو روسيل رجل التسويق وشركة نايكي في أمريكا اللاتينية نائباً ثم رئيساً فيما بعد في 2010. فيران سوريانو، عضو مجلس إدارة ومسؤول الشق الاقتصادي، ثم حالياً يعتبر أشهر مدراء مشروع مانشستر سيتي. تشيكي بجرستين، المدير الرياضي لبرشلونة في الفترة ما بين 2003-2010، والرجل الأول في كرة القدم بالسيتي حالياً. مارك أنجلا، عضو مجلس إدارة، والرئيس التنفيذي السابق لنادي ليل الفرنسي. سالا مارتن، نائب لابورتا الاقتصادي وأحد أهم الاقتصاديين في إسبانيا. وحتى جوسيب ماريا بارتوميو، مسؤول كرة السلة في فريق لابورتا، ورئيس النادي من 2015 حتى 2020.

كل هؤلاء اتحدوا معاً ضد نونيز وجاسبارت في 2003، لأن وضع النادي الكتالوني حينها كان في أمس الحاجة إلى تحالف قوي، حتى وإذا كانت الاختلافات الأيدولوجية حاضرة. ورغم أن الحال في 2020 ليس أفضل حالاً، بل قد يكون أسوأ في حال رحيل ميسي المتوقع، لكن دون أي تحالفات حتى الآن، فـ لابورتا ضد فونت، وفونت لا يتحالف مع فريتشا، والجميع في حالة صراع حاد من أجل الكرسي.
مجموعة الفيل الأزرق الشابة بمساعدة نجم خارق قادم من سواحل الكوبا كابانا، رونالدينيو الذي أبهر الجميع بسحره، وبدعم استشاري من يوهان كرويف، نجحوا في نقل البارسا إلى مرحلة أفضل، وسلموا الشعلة إلى جوارديولا الذي وضع التاج على رأس النادي، لكن في الوقت الراهن من الصعب الرهان على أي سيناريو، لكن علينا أن نتفق أن فساد السمكة البرشلونية يكمن أولاً وثانياً وثالثاُ في رأسها، لذلك يجب حدوث تغيير إدراي شمولي وراديكالي، حتى يستطيع الجدد البناء من الصفر، بل من تحته هذه المرة!
ميسي سيرحل في الأغلب، لابورتا أو فونت هما الأقرب في الوقت الرهان، لكن على الفائز الاستعانة بأفكار الخاسر، والتعاون معاً في مشروع رياضي واحد على المدى القصير، في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، سواء بتعديل الوضع المالي الكارثي، أو إعادة إحياء فريق الكرة، أو ترميم مدرسة “لا ماسيا” وأكاديمية الشبان الصغار، والأهم من كل ذلك اختيار النجم الجديد للمشروع، ووضع حبة الكرز التي يختارها المدير الفني الجديد، في مرحلة ما بعد إقالة رونالد كومان.
كل هذه الأمور لا تبدو مجرد أمنيات أو أفكار مستقبلية، بل يجب أن يتم تحديدها كأهداف صغيرة تتكاتف من أجل الوصول إلى الهدف المنشود، بعودة برشلونة إلى الواجهة من جديد، بعد عامين من الانكسارات والصدمات والكوابيس.