أقالت إدارة أرسنال أوناي إيمري، يوم 29 نوفمبر 2019، حينما كان الفريق يتواجد في المركز الثامن بـ18 نقطة، وتمر الأيام والشهور، ويتراجع أرسنال هذا الموسم حتى الآن إلى المركز 14 برصيد 13 نقطة فقط. حتى على مستوى الفرص والأرقام، فإن أرسنال إيمري كان يصنع فرصاً أكثر من أرسنال الحالي، مع نسبة فوز وصلت إلى 49 % مقارنة بـ 43.3 % حالياً، لذلك فإن الوضع لم يتحسن بل أصبح أسوأ، على صعيد النقاط، الفرص، الأهداف، والإحصاءات، هكذا تقول لغة الأرقام التي لا تكذب ولا تتجمل.
هذه المقدمة لا تعني أبداً حديث عن أرسنال، لأن الموسم لا يزال في أوله، لكنها مهمة من أجل إعطاء أوناي إيمري حقه. الإسباني ليس أفضل مدرب في العالم بالتأكيد، لكنه ليس بهذا السوء الذي عرف عنه، وكان يستحق فرصة أكبر في كل الفرق التي دربها مؤخراً، خاصة باريس سان جيرمان وأرسنال، والدليل ما يفعله هذا الموسم مع فياريال، حيث نجح المدير الفني سريعاً في إعادة الغواصات الصفراء للمنافسة مع الكبار، وربما يختم النصف الأول من الموسم في أحد المراكز المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا.
لندن مدينة باردة، تستحق لقب عاصمة الضباب بالتأكيد. مناخ بعيد كل البعد عن شمس إسبانيا وطبيعتها، وحتى اللغة الإنجليزية التي يتقنها سكانها ولا يعرفها أوناي جيداً، لدرجة أنه كان حديث الجماهير والإعلاميين خلال مؤتمراته الصحفية، بسبب صعوبة نطقه وبطء لسانه، مما جعل الأمور أصعب بالنسبة له في فترته الأولى مع أرسنال، حيث وقف أمامه حاجز اللغة، جنباً لجنب مع كثرة الإصابات والضغط الكبير الذي يواجه لاعبيه، بعد حقبة أرسين فينجر الطويلة.
وصف أوناي موسمه الأول مع أرسنال بالجيد إلى الجيد جداً، فالفريق وصل إلى نهائي الدوري الأوروبي لأول مرة منذ سنوات طويلة، وحقق المركز الخامس في البريمرليج، بفارق نقطة واحدة عن توتنهام، الذي تأهل إلى الشامبيونزليج لحصوله على المركز الرابع في الترتيب. بدءا من باكو، نهائي الدوري الأوروبي موسم 2018-2019، كانت المشاكل تحت السطح ، لكن إيمري يعتقد أن الأمور ربما كانت مختلفة لو فازوا وحققوا اللقب الأوروبي؛ هل تصرفوا بشكل صحيح؟ في أكتوبر 2018، هتف المشجعون: “لقد استعدنا أرسنال”. بحلول نوفمبر 2019، غيروا نغمتهم إلى: “نريد إيمري خارج النادي، وبعدها تم طرده فعلياً”.
أقالت إدارة أرسنال أوناي إيمري، يوم 29 نوفمبر 2019، حينما كان الفريق يتواجد في المركز الثامن بـ18 نقطة، وتمر الأيام والشهور، ويتراجع أرسنال هذا الموسم حتى الآن إلى المركز 14 برصيد 13 نقطة فقط. حتى على مستوى الفرص والأرقام، فإن أرسنال إيمري كان يصنع فرصاً أكثر من أرسنال الحالي، مع نسبة فوز وصلت إلى 49 % مقارنة بـ 43.3 % حالياً، لذلك فإن الوضع لم يتحسن بل أصبح أسوأ، على صعيد النقاط، الفرص، الأهداف، والإحصاءات، هكذا تقول لغة الأرقام التي لا تكذب ولا تتجمل.
هذه المقدمة لا تعني أبداً حديث عن أرسنال، لأن الموسم لا يزال في أوله، لكنها مهمة من أجل إعطاء أوناي إيمري حقه. الإسباني ليس أفضل مدرب في العالم بالتأكيد، لكنه ليس بهذا السوء الذي عرف عنه، وكان يستحق فرصة أكبر في كل الفرق التي دربها مؤخراً، خاصة باريس سان جيرمان وأرسنال، والدليل ما يفعله هذا الموسم مع فياريال، حيث نجح المدير الفني سريعاً في إعادة الغواصات الصفراء للمنافسة مع الكبار، وربما يختم النصف الأول من الموسم في أحد المراكز المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا.

أيام لندن الباردة
لندن مدينة باردة، تستحق لقب عاصمة الضباب بالتأكيد. مناخ بعيد كل البعد عن شمس إسبانيا وطبيعتها، وحتى اللغة الإنجليزية التي يتقنها سكانها ولا يعرفها أوناي جيداً، لدرجة أنه كان حديث الجماهير والإعلاميين خلال مؤتمراته الصحفية، بسبب صعوبة نطقه وبطء لسانه، مما جعل الأمور أصعب بالنسبة له في فترته الأولى مع أرسنال، حيث وقف أمامه حاجز اللغة، جنباً لجنب مع كثرة الإصابات والضغط الكبير الذي يواجه لاعبيه، بعد حقبة أرسين فينجر الطويلة.
وصف أوناي موسمه الأول مع أرسنال بالجيد إلى الجيد جداً، فالفريق وصل إلى نهائي الدوري الأوروبي لأول مرة منذ سنوات طويلة، وحقق المركز الخامس في البريمرليج، بفارق نقطة واحدة عن توتنهام، الذي تأهل إلى الشامبيونزليج لحصوله على المركز الرابع في الترتيب. بدءا من باكو، نهائي الدوري الأوروبي موسم 2018-2019، كانت المشاكل تحت السطح ، لكن إيمري يعتقد أن الأمور ربما كانت مختلفة لو فازوا وحققوا اللقب الأوروبي؛ هل تصرفوا بشكل صحيح؟ في أكتوبر 2018، هتف المشجعون: “لقد استعدنا أرسنال”. بحلول نوفمبر 2019، غيروا نغمتهم إلى: “نريد إيمري خارج النادي، وبعدها تم طرده فعلياً”.
بهذه الكلمات بدأ إيمري مقابلته مع صحيفة “جارديان”، والتي قال فيها: “في الموسم الأول قدمنا أداءً جيداً. كانت هناك روح، حيوية، كثافة، وحدة، وصنعنا مستويات مميزة أمام فرق توتنهام، تشيلسي، اليونايتد. ووصلنا إلى أول [ نهائي أوروبي] في 13 عاماً، ولعب جيدًا ضد نابولي وفالنسيا. المركز الثالث بالبريمرليج في متناول اليد لكننا فقدنا أربع نقاط حاسمة أمام كريستال بالاس وبرايتون”.
يكمل أوناي حديثه: “لعبنا جيداً وكنا قريبين من الأبطال، ونسير بشكل ممتاز في الدوري الأوروبي، حتى إصابة أرون رامسي وغيابه في أبريل. لقد افتقدنا إلى روحه ومرونته وأهدافه، وزاد الإرهاق في نهاية الموسم، حتى مباراة النهائي الأوروبي ضد تشيلسي في باكو عاصمة أذربيجان. في باكو تشيلسي كان أفضل، صنع إيدين هازارد الفارق في الشوط الثاني. كانت الاستعدادات جيدة والتزم الجميع. لكن كان لدى بعض اللاعبين عقلية تقول في يوم من الأيام “نعم”، وفي يوم من الأيام “لا”، بينما في كرة القدم يجب أن تكون “نعم” ، “نعم” ، “نعم” كل يوم. لقد افتقرنا إلى هذا الجهد لنخوض الكثير من المباريات في تلك الأسابيع الأخيرة. إذا انخفض طلبك والتزامك عن 100٪، فقد تخسر، وهذا ما حدث”.
إيمري تكتيكياً
مدرب الغواصات الصفراء يعتبر مشجعاً قديماً لريال سوسيداد، حيث أنه من منطقة سان سباستيان التي ينتمي إليها النادي الباسكي، ولعب في صفوف الفريق لفترة، قبل تنقله بين عدد من الأندية الإسبانية الصغيرة والمتوسطة، حتى اعتزاله في نادي لوركا ديبورتيفو، أحد الفرق التي لم تشارك في بطولة الليجا، ليقرر بعدها التوجه إلى التدريب مع نفس النادي، الذي أتاح له فرصة التعلم لينطلق بعدها بلا توقف، رفقة ألميريا، فالنسيا، سبارتاك موسكو، إشبيلية، باريس سان جيرمان، أرسنال، وأخيراً فياريال.
أوناي إيمري مدرب يعمل كثيرا على الجانب التكتيكي، من النوعية التي تضع وقت كبير من التدريبات بالتركيز على الفيديو وخلافه، لإعادة بعض اللقطات خططيا، لذلك يهتم جدا بالضغط العالي، ويحاول دائما تطبيقه وفق مزيج بين بين 4-3-3 و 4-4-2. يقول عنه “زونال ماركينج”: “أوناي مدرب استراتيجي لا فيلسوف، بمعنى أنه يعدل من خططه وفق الخصم، لا يلعب على الفعل في الغالب، وعلى لاعبيه فهم ذلك جيدا، لأن كل مباراة قد تكون لها رسمها الخاص، الذي يختلف عن المباراة السابقة، وسيختلف عن المباراة التالية”.

إيمري يختلف أيضاً عن المدربين القدامي أو المدراء، فيما يخص التعديلات التكتيكية والمرونة الخططية، في كونه يعمل بالساعات يوميا على هذا الشق، لذلك قد يتعب الفرق الكبيرة التي تلعب بالاستحواذ ويرهقها، لأنه يهتم بالضغط العالي، ويغير من خططه لإيقاف مفاتيح الخصم جيدا، مما يجعل فرقه بمثابة الخيار الصعب أمام الفرق الهجومية التي تفضل الهجوم وترك مساحات بالخلف.
يعتز إيمري بمهنته كمدير فني لأكثر لعبة عشقها منذ صغره. ورغم أنه لم يلعب في أندية عملاقة أو يكون له باع طويل داخل الملعب، إلا أنه حصل على شهادات التدريب أثناء فترة لعبه، لأنه أراد فهم كرة القدم من منظور مختلف وخلال وقت مبكر، لذلك حينما ترك الكرة واعتزل، لم يبتعد عن المستديرة كثيراً، وانشغل سريعاً بمهنة الإدارة الفنية خارج الخطوط.
هو بالتأكيد ليس أفضل مدرب ممكن، ولا يقارن بجوارديولا وكلوب وزيدان ومورينيو وهؤلاء، لكنه أيضاً ليس بالمدرب السيء، خاصة على الصعيدين التكتيكي والخططي، لأن هذا الإسباني يجيد بشدة هذين العنصرين، لكنه يسقط تحت الضغط الشديد من الإعلام والجماهير وخلافه، وبالتالي فهو يفضل التواجد بعيداً عن دائرة الضوء، ولا غرابة في أن أكبر نجاحاته في فرق فالنسيا، إشبيلية، وربما فياريال.
من الليجا وإليها يعود
كانت لإيمري تجارب خارج إسبانيا، أشهرها باريس سان جيرمان وأرسنال. في فرنسا صنع فريقاً تنافسياً، فاز بالدوري والكأس والسوبر وكل شيء محلي ممكن، لكنه فشل في دوري الأبطال بعد خروجه مرتين على يد ثنائي عريق للغاية، برشلونة في ليلة الريمونتادا الشهيرة، ثم ريال مدريد بعد ذلك، وكأن هذا الرجل ذو حظ سيء مع مواجهة الفرق المتمرسة خلال رحلته مع الباريسيين.
لعب سان جيرمان مع إيمري بطريقة مميزة هجومياً، وكانت له مباريات كبيرة، لكنه اصطدم بالواقع الصعب في فرنسا، حيث أن الدوري بلا أي منافسة، لذلك يبقى التقييم بالنسبة لأي مدرب يقود باريس سان جيرمان هو الفوز بدوري أبطال أوروبا، ومع ظروف هذه المباريات وقلة خبرة بعض اللاعبين، وعامل التوفيق بالتأكيد، فإن كل مدربي هذا النادي لم يحصلوا على الثقة المطلوبة، بسبب فشلهم حتى الآن في تحقيق ذات الأذنين، سواء قبل أو بعد إيمري.
مع أرسنال، التجربة لم تكن طويلة، وهو نفسه فسرها بكلمات صريحة وواضحة: “في كل ناد، كنت محميًا: لوركا، ألميريا، فالنسيا، باريس سان جيرمان. في إشبيلية كان لدي مونشي. في باريس سان جيرمان قام ناصر الخليفي بحمايتي في غرفة خلع الملابس وبشكل علني. في آرسنال لم يكونوا قادرين على ذلك، ربما لأنهم أتوا بي بعد فينجر، الذي فعل كل شيء. كانوا يقولون: “نحن معكم” لكن أمام المشجعين وغرفة الملابس لم يتمكنوا من حمايتي. الحقيقة هي أنني شعرت بالوحدة”.

إنه الضغط وسره الباتع، ضغط الأندية الجماهيرية العملاقة التي تريد الفوز وجمع المال، مما يجعلها تضحي بالمدربين بدلأً من اللاعبين، مع إجبار الملاك والمسؤولين على وضع المدير الفني أمام الجمهور، حتى يتم حمايتهم من البطش والغضب في حالة الخسائر، لذلك لم يتحمل إيمري أبداً الضغط، ولا غرابة أبداً في أن أنجح فتراته كانت في إسبانيا، مع أندية كبيرة لكنها ليست عملاقة، مثل فالنسيا وإشبيلية، ثم نادي متوسط مثل فياريال، يمكن معه فعل شيء كبير بدلاً من الضجيج والإثارة التي لا يفضلها المدرب.
من دون ميسي
يؤكد إيمري في أكثر من مقابلة قديمة أنه كان يحلم بتدريب فريق يلعب له ميسي، لكنه يعرف أن هذه الفكرة لم تتحقق، لذلك فهو يعمل ليلاً ونهاراً من أجل صناعة نظام تكتيكي رفيع المقام، يجعله قادراً على الفوز في المواجهات المعقدة، دون الحاجة إلى لاعب بأسطورية الأرجنتيني. وإذا تابعنا عن قرب أداء إشبيلية، وقبله فالنسيا، والآن فياريال، سندرك على الفور أن المدير الفني الشاب يحاول بشكل جدي الوصول إلى أفضل صيغة جماعية لفريق لا يضم لاعب كبير.
فياريال فريق يلعب دائماً برسم قريب من 4-4-2، منذ أيام مانويل بليجريني وحتى الآن. جاريدو على سبيل المثال، الغواصات معه كان فريقاً هجومياً، ينقل الكرات بشكل سريع، يلعب أكثر للأمام، تمريرات ذكية ومهارات راقية، صنعوا هذا الرسم على الطريقة البرازيلية والـ Samba Style، لكن كان عندهم بعض المشاكل في الارتداد على مستوى الدفاع، وزادت هذه العيوب حتى رحل خوان كارلوس جاريدو في النهاية.
فياريال مارسيلينو فيما بعد حافظ على النسق الممتع للفريق، لكن مع قوة أكبر في الشق الدفاعي، لذلك أصبحت 4-4-2 التي تتحول إلى 4-4-1-1 مصدر قلق مستمر للفرق الهجومية، خاصة حينما يعود الفريق للخلف، ولا يهاجم، ويعتمد فقط على التحولات كما يفعل دائماً أمام الفرق الكبيرة. خطة تبدأ بأربعة خطوط كاملة 4 Band في مسافة لا تزيد عن 30 ياردة وربما أقل، خطوط متحدة تماماً، ومساحات قليلة جداً في وبين الخطوط، مع غلق الاطراف والعمق تماماً، وعند قطع الكرة، تمريرات عمودية ولعب مباشر من المرمى للمرمى الآخر.
لم يتغير أسلوب لعب فياريال بعد رحيل بليجريني وجاريدو ومارسيلينو وسكريبا وكاييخا، 4-4-2 خطة شبه ثابتة، مع قوة أو ضعف الدفاع حسب شخصية كل مدرب والأسماء التي يمتلكها الفريق، لكن المتابع الجيد لأوناي إيمري يدرك جيداً أنه من أتباع مدرسة 4-2-3-1، لذلك كيف كانت عملية الدمج بين 4-4-2 فياريال و4-2-3-1 إيمري في موسم 2020-2021 بالليجا؟
فياريال هذا الموسم
قرر إيمري أن يكون أكثر مرونة هذا الموسم، صحيح أنه يبدأ معظم مبارياته برباعي دفاعي، ورباعي وسط، وثنائي هجومي، خلال رسم 4-4-2، لكنه يستخدم تبديلاته بذكاء وحدة بين الشوطين أو خلال الشوط الثاني، ليسحب أحد المهاجمين ويضيف لاعب وسط آخر أو جناح صريح، لكي يتحول إلى 4-2-3-1، من أجل الاستحواذ والسيطرة على منطقة المنتصف، أو ضرب خصمه بالتحولات السريعة إذا كان متقدماً في النتيجة.

رقمياً، يعتبر فياريال أحد أفضل الفرق هجومياً هذا الموسم، فهو يتواجد خلف سوسيداد، أتليتكو، برشلونة، فالنسيا، ريال مدريد، على مستوى عدد الأهداف المسجلة حتى نهاية نوفمبر، لكنه يقبع في المركز الثالث بالترتيب حسب النقاط، متقدماً على فرق بقيمة برشلونة وريال مدريد حتى الآن.
يفضل أوناي اللعب بضغط صريح أمام الفرق التي تهاجم وتستحوذ، مما يجعله قادراً على حرمانهم من البناء المنظم للهجمات، ومستفيداً من تواجد أكثر من خيار هجومي بجعبته، مثل جيرارد مورينو، باكو ألكاسير، وحتى كارلوس باكا. كذلك فإن فياريال لديه قدرة على التمرير الخلفي دون مشاكل، مع تواجد مدافع دولي بقيمة باو توريس، رفقة أطراف تتقدم باستمرار إلى الأمام مثل ماريو جاسبار وستوبينان على اليمين واليسار من الملعب.
يعيب فياريال إيمري فقط هشاشة دفاعه في بعض الأحيان، خاصة في حال فشل منظومة الضغط، كما حدث ضد برشلونة، أو بسبب وجود ثنائي محوري فقط بالوسط، مما يجعل الخصم قادراً على التسديد في المنطقة الواقعة بين الدفاع والارتكاز، بالإضافة إلى بعض الأخطاء الفردية خلال تغطية التسلل أو ارتكاب المخالفات الخطيرة أمام مرمى الحارس سيرجيو أسينخيو.

خططياً، لعب إيمري بخطط 4-4-2، 4-4-1-1، 4-2-3-1، 4-1-4-1 هذا الموسم حتى الآن، مع تفوقه أكثر في الشوط الثاني، شوط المدربين، بسبب لياقة لاعبيه وقدرتهم على التسجيل، لذلك فإن فياريال بالشوط الثاني حتى نهاية نوفمبر، سجل 7 أهداف في الدقيقة 61 إلى 75، مع استقباله هدف واحد فقط في آخر 45 دقيقة مقارنة بـ 10 في الشوط الأول، لأن المدير الفني يستخدم تبديلاته بطريقة موفقة، خاصة سامويل شوكويزي، كوبو، وستوبينان، الثلاثي الذي يجيد بشدة اللعب على الأطراف، في مراكز الأظهرة والجناحين، مما يجعل الفريق قادراً على فتح الملعب بالعرض، وإتاحة الفرصة أمام تسجيل مورينو، هداف الفريق ونجمه الأول.
أبرز النجوم
يعتبر جيرارد مورينو أبرز لاعبي فياريال، وأحد أفضل مهاجمي الليجا في السنوات الأخيرة، للدرجة التي أجبرت لويس إنريكي، مدرب المنتخب الإسباني، على الاستعانة بخدماته كلاعب أساسي أو بديل، فهو يجيد ترجمة الفرص إلى أهداف وتسجيل ضربات الجزاء، بالإضافة إلى قوته على الأرض وفي ألعاب الهواء، مما يساعد إيمري كثيراً في قنص الكرة الثانية عن طريق لاعبي الوسط، بمجرد لمس مورينو الكرة أثناء الكرات الطولية أو القصيرة.

باريخو أيضاً لاعب لا غنى عنه رغم كبر سنه، فنجم فالنسيا السابق يواصل تألقه مع فياريال. لاعب الوسط الذي لم يعد كالسابق على مستوى الحركة والركض، يستخدم ذكائه الحاد وخبرته العريضة في ملأ الفراغات بالكرة ومن دونها، من قيامه بدور صانع اللعب الخلفي في التشكيلة، ويعاونه في ذلك إيبورا، لاعب الارتكاز القوي بدنياً، ومعهما مانو تريجيروس، النصف جناح والنصف لاعب وسط، على طريقة “الإنتريور” في كرة القدم الإسبانية.
أما بالنسبة للمواهب والنجوم القادمين بقوة، هناك باو توريس، المدافع الذي يجيد التمرير، قراءة اللعب، التغطية العكسية، والنيجيري شيكويزي، صاحب السرعة والمهارة على الخط، والذي يستخدمه إيمري جيداً عند التحول من 4-4-2 إلى 4-2-3-1 ومشتقاتها، رفقة الظهير الأيسر بيرفس إستوبينان الذي ينقل الضغط إلى الجهة الأخرى، بينما يشارك الياباني كوبو، المعار من صفوف ريال مدريد، كورقة رابحة في الشوط الثاني بشكل أكبر. في النهاية، من المبكر جداً الحكم على تجربة إيمري مع فياريال، لأن الموسم لا يزال في بداياته، لكن عطفاً على تاريخ المدرب مع فرق فالنسيا وإشبيلية بالأخص، كذلك الغواصات الذين يجيدون بشدة منافسة الكبار والتقليل من خطورتهم، لذلك فإن هذه الشراكة قد تفي بالوعود، سواء على مستوى التكتيك أو النقاط أو طموحات المتابعين بالتأكيد.