11 دقيقة من بداية مباراة مصر وجنوب أفريقيا في نهائي كأس الأمم الأفريقية 1998 في بوركينا فاسو، مصر متقدمة بهدف نظيف بالفعل في بداية كالحلم بعد تسديدة يصر احمد حسن حتى الآن أنها ذهبت مباشرة للمرمى دون أن ترتطم بكتف مارك فيش مدافع جنوب أفريقيا، مصر تتحصل على ركلة حرة على حدود منطقة الجزاء ولكن لا أحد بداخل منطقة الجزاء، هاني رمزي يتولى التنفيذ طارق مصطفى يزاحم حائط جنوب أفريقيا وحسام حسن يظهر في آخر الكادر التليفزيوني يهرول في اتجاه هاني رمزي، أقل من ثانيتين بعد هذا المشهد كان طارق مصطفى قد تسلل من الحائط ليستلم تمريرة حسام حسن وينفرد بمرمى الحارس برايان بالوي ثلاثة لمسات فقط وهدف تاريخي أمنت به مصر لقبها الرابع في كأس الأمم الأفريقية بعد 57،59 و86 لكن نسخة 59 تحديدا كان هدافها من سهر طويلا ليصمم تلك التحفة الفنية في هيئة ركلة حرة ويقود مصر للتتويج القاري كمدرب بعد أن توج معها من قبل كلاعب.. محمود الجوهري.
قبل ذلك التاريخ بـ 10 أعوام كانت مصر قد أتمت أكثر من نصف قرن من عدم التأهل لكأس العالم، الدولة العربية والأفريقية الأولى التي تأهلت للمونديال في 1934 مرت بعديد السيناريوهات ما بين اعتذارات سياسية وهزائم قاسية وأخرى درامية في طريق الصعود للبطولة الأغلى، مصر كانت قد ودعت كأس الأمم الأفريقية في المغرب في بداية العام 1988 من الدور الأول في مجموعة تضم الكاميرون والتي خسرت منها بهدف روجيه ميلا وتعادلت مع نيجيريا سلبيا، مربع ذهبي كان يضم معهم الجزائر والمغرب الثنائي المتأهل عن القارة للمونديال في 86، بقى معطى واحد، مطلوب منك أن تتخطى أحد هذه الفرق على الأقل للتأهل لكأس العالم عن قارة أفريقيا والتي تمتلك مقعدين ليس إلا.
مصر تقرر أن تجرب حظها مع محمود الجوهري، المدرب الذي قاد الأهلي لأول تتويج أفريقي في 1982 قبل أن يخرج من الأهلي بلا رجعة بعد خلافه الشهير مع صالح سليم في صيف 1985.
الجنرال محمود الجوهري، الاسم الذي استمد من خلفيته العسكرية كضابط في الجيش المصري ولكنه أصبح اسما ذا مغزى لانضباطه وقراراته الصارمة مع الأندية والمنتخبات التي قادها.
11 دقيقة من بداية مباراة مصر وجنوب أفريقيا في نهائي كأس الأمم الأفريقية 1998 في بوركينا فاسو، مصر متقدمة بهدف نظيف بالفعل في بداية كالحلم بعد تسديدة يصر احمد حسن حتى الآن أنها ذهبت مباشرة للمرمى دون أن ترتطم بكتف مارك فيش مدافع جنوب أفريقيا، مصر تتحصل على ركلة حرة على حدود منطقة الجزاء ولكن لا أحد بداخل منطقة الجزاء، هاني رمزي يتولى التنفيذ طارق مصطفى يزاحم حائط جنوب أفريقيا وحسام حسن يظهر في آخر الكادر التليفزيوني يهرول في اتجاه هاني رمزي، أقل من ثانيتين بعد هذا المشهد كان طارق مصطفى قد تسلل من الحائط ليستلم تمريرة حسام حسن وينفرد بمرمى الحارس برايان بالوي ثلاثة لمسات فقط وهدف تاريخي أمنت به مصر لقبها الرابع في كأس الأمم الأفريقية بعد 57،59 و86 لكن نسخة 59 تحديدا كان هدافها من سهر طويلا ليصمم تلك التحفة الفنية في هيئة ركلة حرة ويقود مصر للتتويج القاري كمدرب بعد أن توج معها من قبل كلاعب.. محمود الجوهري.

قبل ذلك التاريخ بـ 10 أعوام كانت مصر قد أتمت أكثر من نصف قرن من عدم التأهل لكأس العالم، الدولة العربية والأفريقية الأولى التي تأهلت للمونديال في 1934 مرت بعديد السيناريوهات ما بين اعتذارات سياسية وهزائم قاسية وأخرى درامية في طريق الصعود للبطولة الأغلى، مصر كانت قد ودعت كأس الأمم الأفريقية في المغرب في بداية العام 1988 من الدور الأول في مجموعة تضم الكاميرون والتي خسرت منها بهدف روجيه ميلا وتعادلت مع نيجيريا سلبيا، مربع ذهبي كان يضم معهم الجزائر والمغرب الثنائي المتأهل عن القارة للمونديال في 86، بقى معطى واحد، مطلوب منك أن تتخطى أحد هذه الفرق على الأقل للتأهل لكأس العالم عن قارة أفريقيا والتي تمتلك مقعدين ليس إلا.
مصر تقرر أن تجرب حظها مع محمود الجوهري، المدرب الذي قاد الأهلي لأول تتويج أفريقي في 1982 قبل أن يخرج من الأهلي بلا رجعة بعد خلافه الشهير مع صالح سليم في صيف 1985.
الجنرال محمود الجوهري، الاسم الذي استمد من خلفيته العسكرية كضابط في الجيش المصري ولكنه أصبح اسما ذا مغزى لانضباطه وقراراته الصارمة مع الأندية والمنتخبات التي قادها.
الاسم الذي يستطيع أن يجعل اللاعبون يحاربون من أجل الشعار ولكنهم يبذلون مجهودا مضاعفا لاسعاده هوشخصيا لعلاقتهم القوية به لما لا ولاعبوالأهلى نفسهم تضامنوا معه عندما دب الخلاف بينه وبين صالح سليم.

مع محمود الجوهري ابتسم الحظ قليلاً، قرعة التصفيات التمهيدية لمجموعات كأس العالم أوقعت مصر في مجموعة ضمت مالاوي وليبيريا وكينيا، طرفي نهائي كأس الأمم 1988 نيجيريا والكاميرون وجدا بعضهما وجها لوجه في المجموعة فيما فشلت المغرب في تخطي مجموعة تصدرتها تونس وتلتها زامبيا بقيادة كالوشا بواليا المنتخب الذي تألق في أوليمبياد سول 1988 فيما قبل حادث الطائرة بسنوات، الجزائر كان طريقها أسهل قليلا بتخطي كوتديفوار الثمانينات وليس المنتخب المرعب الذي عرفناه حديثا.
بداية مصر في التصفيات كانت جيدة فوز على ليبيربا بهدفين نظيفين لعلاء ميهوب ومحمد رمضان، ثم تعادل خارج الأرض مع مالاوي بفضل هدف لاعب المنيا هشام عبدالرسول.
التوقف التالي كان أكثر صعوبة على مصر التي عقدت موقفها في التصفيات بتعادل مع كينيا خارج الأرض بدون أهداف ثم هزيمة من ليبيريا بهدف نظيف، النتيجة نفسها – أمام الخصم نفسه – التي كان لها الدور الأكبر في فشل مصر في التأهل لمونديال 1998 ولكن في قصة لاحقة بعد ذلك التاريخ ب8 سنوات أبطالها جورج ويا وعصام الحضري.
مصر الآن تمتلك 4 نقاط، الفوز كان بنقطتين فقط ان كنت تتذكر ذلك ولديها مواجهتين مصيرتين أمام مالاوي ثم كينيا داخل الأرض، مباراة مالاوي كانت عصيبة مصر كانت قد فقدت صدارة المجموعة لصالح ليبيريا التي تمتلك 5 نقاط وتتساوى مع مالاوي ب4 نقاط، لكن أنباء سعيدة أتت من نيروبي بفوز كينيا على ليبيريا أتاحت لمصر تصدر المجموعة بعد الجولة الخامسة بفوز صعب للغاية على مالاوي في ستاد القاهرة بهدف جديد لهشام عبدالرسول.
صدارة لم تفرط فيها مصر في الجولة الأخيرة بالفوز على كينيا في الجولة الأخيرة هشام عبدالرسول يسجل هدفه الثالث في التصفيات وابراهيم حسن يضع نفسه في سجل الهدافين الذي لم يظهر فيه شقيقه حسام حتى اللحظة.
مصر تتأهل للمرحلة الأخيرة لكنها أمام جبل لتعبره، الجيل الذهبي للجزائر الذي تأهل لكأس العالم في مرتين متتاليتين وفاز على أبطال العالم ألمانيا في 82 قبل أن يخرج ضحية مؤامرة بين المانيا والنمسا.
الجزائر كانت تملك لاعبين أفذاذ على رأسهم بطل أوروبا مع بورتوفي 87 بهدفه الخالد بالكعب رابح ماجر والأخضر بلومي وغيرهم.
مصر تذهب للجزائر وتقدم مباراة أفضل حتى من التي قدمتها في استاد القاهرة وتعود بتعادل سلبي بدون أهداف، هذه المرة الحلم يقترب والشحن على أشده، 17 نوفمبر 1989 مصر كلها تترقب الوصول لكأس العالم انتظار وشوق للحدث الذي اعتاد المصريون مشاهدته كل أربعة أعوام في التليفزيون فقط دون سماع نشيدهم الوطني، الانتظار لم يدم طويلا 4 دقائق فقط وكان حسام حسن يقتحم منطقة جزاء الجزائر ويسجل هدف التأهل لمصر تلتها ما يقارب ال90 دقيقة من الدعوات حتى عبرت مصر بسلام وتأهلت للمونديال.
محمود الجوهري كان البطل المتوج، كل ما يأمر به سيستجاب، مصر قررت الغاء الدوري للاستعداد لكأس العالم، طبقت الاحتراف بل وذهبت للجزائر نفسها لخوض منافسات كأس الأمم الأفريقية بالمنتخب الثاني.

قرارات قد تبدوغريبة ولكن الجوهري أقنع المسئولين بتطبيقها للاستعداد الأمثل لمونديال 90، مصر وقعت في مجموعة نارية تضم هولندا بطل اوروبا وانجلترا وأيرلندا.
مصر خاضت بعد التأهل 9 وديات أمام منتخبات جيدة بداية من الدانمارك نهاية بكولومبيا وبينهم مباريات تاريخية مثل الفوز على اسكتلندا في جلاسكو بثلاثية.
المنتخب ظهر بشكل رائع بالفعل في كأس العالم تعادل مع هولندا أبطال أوروبا في مباراة مصر كانت أفضل فيها، في نفس الوقت الذي فازت فيه الكاميرون على الأرجنتين حامل اللقب في الافتتاح الامر الذي وجه الأنظار بشدة للمنتخبات الأفريقية، رحلة مصر انتهت برأسية مارك رايت في شباك شوبير في منتصف الشوط الثاني من الجولة الأخيرة أمام انجلترا وبينهما مباراة من الأسوأ في التاريخ على مستوى المتعة أمام أيرلندا، بينما أكملت الكاميرون مشوارها حتى ربع النهائي قبل خروج درامي من انجلترا نفسها، غزاة العالم قديما لم يسمحوا للعالم الجديد بالذهاب بعيدا.
مصر خرجت من الدور الأول بالفعل ولكنها كانت خصما لا يستهان به وعادت محملة بذكريات أبرزها ركلة جزاء مجدي عبدالغني والتي لا يزال يطاردنا بها حتى الآن.
مونديال 90 كان من المفترض ان يكون نواة للتحضير لما هوقادم ولكن كل هذا تغير في العامصة اليونانية أثينا، مصر تواجه اليونان في مباراة ودية هادئة النتيجة تشير لتقدم اليونان بهدفين لهدف مع تبقي أقل من نصف الشوط الثاني وفجأة تحدث أمور غريبة، تم طرد إبراهيم حسن واحتسب الحكم ثلاثة ركلات جزاء متتالية لليونان لتنهار مصر وتخسر بسداسية.
خسارة قد تبدوعادية نظرا لسيناريوالمباراة وكونها مباراة ودية بعد 4 أشهر فقط من أداء جيد في المونديال ولكنها لم تشفع للجوهري الذي تمت اقالته.
اقالة استمرت لمدة عام قبل أن يعود الجوهري مجددا لقيادة منتخب مصر، المنتخب يودع كأس الأمم الأفريقية 92 بأداء سيئ لكن هذه المرة الجوهري يستكمل مشواره نحوالهدف الاهم وهوالتأهل للمونديال رحلة كانت في طريقها الطبيعي قبل أن توقفها طوبة قادمة من المدرجات في مباراة زيمبابوي الشهيرة ومن ثم الفشل في الفوز على زيمبابوي في مباراة فاصلة في ليون بعدما ذهب مجدي طلبة للعب الكرة المرتدة من قائم حارس ليفربول بروس جروبيلار برأسه بدلا من إيداعها المرمى بسهولة بقدمه.
الفشل الذي فتح أمام الجوهري بابا جديدا من المجد في أغرب الأماكن التي من الممكن أن يتواجد فيها.. “الزمالك”.
في الزمالك كان الفريق يسيطر على الكرة المحلية بالتتويج بلقبين للدوري متتاليين تحت قيادة الاسكتلندي ديف مكاي، الزمالك كان يقدم كرة قدم رائعة وجذابة لكن صيف 93 شهد أحداث متسارعة داخل البيت الأبيض، أشرف قاسم ذهب للاحتراف في الهلال السعودي وانتقل رضا عبدالعال للأهلي في صفقة مدوية كانت الأغلى في تاريخ مصر في ذلك الوقت.
الزمالك يواجه الاهلي في ديربي الدور الأول ويقرر الحكم السوري جمال الشريف طرد نبيل محمود بعد صافرة البداية بدقائق قليلة، الزمالك انهزم 3/0 ليودع ماكاي بطل الدوري الإنجليزي مع توتنهام كلاعب وديربي كاونتي كمدرب الملاعب المصرية على أعتاب نصف نهائي دوري ابطال أفريقيا أمام ستيشنري النيجيري.
الزمالك قرر تعيين محمود الجوهري في فترة عصيبة من تاريخه، القرار الصعب الذي تحول لنجاح مدوي، الزمالك رفقة الجوهري توج بدوري أبطال أفريقيا بعد الفوز على كوتوكوبركلات الترجيح ثم فاز على الأهلي في السوبر الأفريقي في جوهانسبرج وعاد للفوز على الأهلي في الدوري في الدور الثاني بثنائية إيمانويل والناشئ محمد صبري، في مباراة ظهر فيها معتمد جمال، مدحت عبدالهادي، أسامة نبيه وفترة صعد فيها حازم إمام للفريق الاول للمرة الأولى.
الزمالك فقد لقب الدوري في الأمتار الأخيرة ولكن النجاح الذي حققه الجوهري كان كفيلاً لضرورة تكليفه بمشروع طويل الأمد مع الزمالك وهوما لم يحدث لينفصل عن الزمالك، قصة كانت من الممكن أن تكون أكثر وردية بكثير مما انتهت عليه.
عاد الجوهري لتولى تدريب منتخب مصر مجدداً بعد الخسارة من تونس في ثاني جولات تصفيات كأس العالم 1998، لكنه سقط مجددا أمام ليبيريا جورج ويا تتذكر تلك القصة التي ذكرناها في السطور الماضية ولكن عكس 90 لم يكن هناك مجالا للتعويض تونس كانت قد طارت وخطفت بطاقة المونديال للمرة الأولى منذ جيل طارق ذياب التاريخي في 78.
الاستعداد لكأس الأمم الأفريقية 1998 كان ملئ بالكآبة مصر خسرت مباريات ودية أمام الجزائر في أسوان قبل أن تذهب في رحلة لتايلاند لخوض بطولة ودية مع منتخبها المحلي وكوريا مع تصريحات لتقليل الضغط تقول أن المنتخب سيحصل على المركز الثالث عشر.
الجوهري ضم للمنتخب مهاجم مبيجيبش اجوال في الدوري.. هكذا قالوا.. يقصدون بالمهاجم حسام حسن.
مصر فازت في المباراة الاولى أمام موزمبيق بثنائية حسام حسن ثم بدأ المنتخب يأخذ حيزاً كبيراً من الاهتمام بعد اكتساح زامبيا برباعية بظيفة في مباراة كان بطلها مجددا حسام حسن بهاتريك، هزيمة من المغرب بمقصية حاجي دفعت بمصر إلى طريق كوت ديفوار في ربع النهائي، المغرب نفسها اصطدمت بجنوب أفريقيا لتودع البطولة بينما مصر أجلت لقاء حاملي اللقب حتى المباراة النهائية بعدما تخطت كوتديفوار بركلات الترجيح ثم بوركينا فاسوأصحاب الأرض ومجددا حسام حسن يعاونه حازم إمام.
عاد الجوهري متوجاً بكأس الامم الأفريقية في انجاز تاريخي مهد لمشاركة مصر في كأس القارات 99 هناك في المكسيك.
هل تتذكر ما حدث بعد هزيمة اليونان في 90؟ ظروف غير طبيعية أقيل الجوهري ثم عين من جديد هذه المرة الكارثة كانت رسمية لكن بظروف غريبة أيضا، مصر التي تعادلت مع بوليفيا 2/2 ثم المكسيك بطلة البطولة لاحقا 2/2 أيضا كان يكفيها التعادل فقط أمام السعودية للتأهل ولكنها وجدت نفسها تنهي المباراة ب8 لاعبين فقط في مباراة طرد فيها الحكم حازم إمام وعبدالستار صبري من الشوط الأول لتخسر مصر بخماسية!
هذه المرة لم يرحل الجوهري وحده وانما رحل معه سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة لامتصاص غضب الجماهير، المباراة التي أقيمت فجرا وكانت مشفرة في وقت لم تكن قد انتشرت بعض الاشتراكات في المنازل المصرية كانت صادمة للشارع المصري ولكن بقليل من التفكير كنت ستدرك أنها منطقية بسبب ما حدث أوعلى الأقل تذكر مباراة اليونان.
الجوهري عاد لقيادة المنتخب في مرة رابعة أخيرة في رحلة تصفيات كأس العالم 2002، التصفيات التي ابتسمت له في 90 عاملته بقسوة في كل مرة بعد ذلك مجموعة تضم المغرب والجزائر والسنغال التي ستتأهل لربع نهائي المونديال ونهائي كأس الأمم بعد ذلك وفريق ضعيف وحيد هوناميبيا.
فرص مصر كانت عديدة في التصفيات رأسية ميدوصاحب الـ 18 عاماً والذي وثق الجوهري في امكانياته لقيادة هجوم منتخب مصر ترتطم بعارضة المغربي بن ذكري ونادر السيد يصطدم بأحمد حسن في مباراة ناميبيا لتفشل مصر في اخذ فارق مريح من الاهداف وتعادل مع ناميبيا خارج الأرض قبل أن يكمل محمد عمارة سوء الطالع بضياع الفرصة الاسهل في مباراة الجزائر الأخيرة وسط أجواء مشحونة ضد المدرب الذي حرم جيل 90 في الجزائر من التأهل للمونديال، تصفيات 2002 واحدة من أفضل التصفيات التي خاضها المنتخب المصري على المستوى الفني ولكنها حملت دراما حزينة أكثر من اللازم.
الجوهري ذهب مع المنتخب لكأس الأمم 2002 فوزان على تونس وزامبيا ولكن عرضا باهتا أمام الكاميرون في ربع النهائي ظهر فيه منتخب مصر عاجزا قبل أن يخسر برأسية مبوما عجل برحيله النهائي عن مصر للأبد لتنتهي قصة المدرب الوحيد في تاريخ الكرة المصرية الذي توج بكأس الأمم الأفريقية وتأهل للمونديال.
هناك في الأردن كانت كرة القدم بدأت تأخذ حيزاً كبيراً من اهتمام الشعب بداية من الملك الذي اعتاد الظهور في المدرجات بقميص المنتخب، وكانوا يحتاجون للجوهري لالهام صحوة النشامى.
تأهلت الأردن تحت قيادة الجوهري لكأس الأمم الآسيوية للمرة الأولى في تاريخها ولكنها لم تكتفي بذلك وقررت أن تجعلها نسخة للتاريخ، اليابان حاملة اللقب في نسخة 2000 أمام مدرجات خالية في لبنان، ذهبت للصين للفوز بلقبها الثاني على التوالي ولكنها لم تتوقع أن تسبب الأردن لها كل هذه المتاعب.
ربع النهائي بين الأردن واليابان والذي ذهب لركلات الترجيح تسبب في إسالة العرق البارد على جبين اليابانيين وأيضا حادثة نادرة في تاريخ كرة القدم، اليابان تقدمت لتسديد اول ركلتي جزاء على المرمى الأيسر لتطيح بكراتها فوق العارضة لتعترض لدى الحكم وتطلب تغيير المرمى وهوالطلب الغريب الذي وافق عليه الحكم بالفعل.

الأردن في ثلاثة مرات كانت تسدد ان دخلت كرتها للمرمى ستتأهل لنصف النهائي ولكنها أضاعت في كل مرة لتتاهل اليابان بسيناريودرامي وتكمل مشوارها بعد ذلك حتى الفوز باللقب على حساب الصين في النهائي بثلاثية ويخرج الجوهري من الملعب أسطورة في مكان جديد وهوالأردن.
رحلة مع الاردن استمرت حتى 2007 قبل ان يترك الجوهري التدريب وينتقل للعمل كمستشار فني في مصر أولا ثم الأردن قبل أن يتوفى في سبتمبر 2012 تاركا خلفه إرثا وعمل فني يحتاج لمجلدات لكتابته وقصصا من اللاعبين الذين لعبوا تحت إدارته لا تحمل سوى شيئاً واحد فقط التقدير لعمله الذي احترمه وانهمك بكل تفاصيله بداخله لينال الخلود داخل القلوب.