الدقائق الأولى من مباراة مصر وكوتديفوار الأخيرة في دوري المجموعات من كأس الأمم الأفريقية 2006، أحمد حسام ميدو نجم توتنهام هوتسبير يُصاب في العضلة الضامة ولا يستطيع إكمال المباراة، مصر لم تكن قد ضمنت بعد التأهل للدور الثاني من البطولة الكبرى التي تقام على أرضها ويلزمها فوز على كوت ديفوار لاقتناص صدارة المجموعة، حسن شحاتة يقرر الدفع بالعجوز صاحب الأربعين عاماً والذي ظن البعض أن مسيرته قد انتهت بدلاً من المرة مرات، حسام حسن يدخل لملعب المباراة ولكن الأمور تتأزم فجأة، أرونا كونيه يتعادل للإيفواريين في نهاية الشوط الأول، هل تجاوز الزمن حسام حسن؟..الجماهير لا تنتظر الكثير على أية حال من اللاعب الذي انضم للمعسكر بمثابة قائد للمجموعة أكثر من كونه لاعب من ضمن لاعبيها ولكنه في قرارة نفسه كان حقاً يريد اللعب، لم يتوقف يوماً عن الايمان بقدرته على اضافة ما ليس بمقدور غيره اضافته، أسيست بلمسة رائعة لأبوتريكة يضع أولى مساهمات العميد في البطولة التي اعتاد التألق فيها عبر 20 عاماً، الكرة الآن تتأرجح أمامه على بعد مترين فقط من المرمى، أبوبكر باري حارس كوت ديفوار على الأرض، كيف سأحتفل الآن بالهدف الذي سيجعلني أكبر لاعبي كأس الأمم عبر التاريخ تسجيلا في النهائيات؟، بالتأكيد كان هذا ما يدور في رأس حسام ولكن مهلاً الكرة لم تدخل المرمى!، متعب سجل الكرة التي مرت بموازاة الخط ويحتفل رفقة 75 ألف متفرج في المدرجات، احتفالات لم يشارك فيها حسام حسن والذي استمر في وضع يده على رأسه غير مصدق ماذا أهدر، مصر سجلت؟ لا يهم حزن حسام على الإهدار أكبر من ذلك، فرصة الخلود وتسجيل الهدف الذي رسمه حسام حسن في خياله مرات ومرات ظن الجميع أنها انتهت لكنه – كالعادة – لم يظن.
أربعة أيام بعد ذلك كانت مصر تواجه الكونغو، بدأ حسام حسن أساسياً، يستلم عمرو زكي كرة طويلة بصدره ويضعها بكل القوة التي لازال يمتلكها في سقف المرمى، الفرصة التي أهدرها أمام كوت ديفوار وظن الجميع أنها الأخيرة لم تكن حقاً الأخيرة – كما ظنوا ولم يظن – هناك فرصة جديدة دائما يؤمن بوجودها، أكثر من آمن بالفرص الجديدة في تاريخ الكرة المصرية.. حسام حسن.
فتى يافع صغير يضغط في كل مكان في الملعب، يتحين أنصاف الفرص وأخطاء المدافعين ولا يكل أويمل هكذا عرف جمهور الأهلي حسام حسن والذي كان بطلاً لمواجهة الاسماعيلي في نصف نهائي بطولة أفريقيا للأندية أبطال الكأس 86، الاسماعيلي والذي كان على أعتاب حرمان الأهلي من الاحتفاظ بالبطولة مدى الحياة وجد رأس حسام حسن تنهي بعضاً من أحلامه التي لم تكتمل على أية حال بعد إهدار عماد سليمان ركلة جزاء في مباراة تألق فيها الراحل محمد حازم.
حسام حسن في هذه المباراة التي تلخص مرحلته، وهوناشئ صغير، طُرد في نهاية الشوط الأول ليكمل القائمة التعريفية للاعب الذي توج مع مصر في بداية العام بلقب بطولة أفريقيا للمنتخبات بعد مشاركة لدقائق امام السنغال في المباراة الافتتاحية التي خسرتها مصر، مشاركة كانت مهمة ليصبح لاحقاً اللاعب الوحيد في تاريخ القارة الذي فاز بلقبين قاريين يفصل بينهما 20 عاماً.
الدقائق الأولى من مباراة مصر وكوتديفوار الأخيرة في دوري المجموعات من كأس الأمم الأفريقية 2006، أحمد حسام ميدو نجم توتنهام هوتسبير يُصاب في العضلة الضامة ولا يستطيع إكمال المباراة، مصر لم تكن قد ضمنت بعد التأهل للدور الثاني من البطولة الكبرى التي تقام على أرضها ويلزمها فوز على كوت ديفوار لاقتناص صدارة المجموعة، حسن شحاتة يقرر الدفع بالعجوز صاحب الأربعين عاماً والذي ظن البعض أن مسيرته قد انتهت بدلاً من المرة مرات، حسام حسن يدخل لملعب المباراة ولكن الأمور تتأزم فجأة، أرونا كونيه يتعادل للإيفواريين في نهاية الشوط الأول، هل تجاوز الزمن حسام حسن؟..الجماهير لا تنتظر الكثير على أية حال من اللاعب الذي انضم للمعسكر بمثابة قائد للمجموعة أكثر من كونه لاعب من ضمن لاعبيها ولكنه في قرارة نفسه كان حقاً يريد اللعب، لم يتوقف يوماً عن الايمان بقدرته على اضافة ما ليس بمقدور غيره اضافته، أسيست بلمسة رائعة لأبوتريكة يضع أولى مساهمات العميد في البطولة التي اعتاد التألق فيها عبر 20 عاماً، الكرة الآن تتأرجح أمامه على بعد مترين فقط من المرمى، أبوبكر باري حارس كوت ديفوار على الأرض، كيف سأحتفل الآن بالهدف الذي سيجعلني أكبر لاعبي كأس الأمم عبر التاريخ تسجيلا في النهائيات؟، بالتأكيد كان هذا ما يدور في رأس حسام ولكن مهلاً الكرة لم تدخل المرمى!، متعب سجل الكرة التي مرت بموازاة الخط ويحتفل رفقة 75 ألف متفرج في المدرجات، احتفالات لم يشارك فيها حسام حسن والذي استمر في وضع يده على رأسه غير مصدق ماذا أهدر، مصر سجلت؟ لا يهم حزن حسام على الإهدار أكبر من ذلك، فرصة الخلود وتسجيل الهدف الذي رسمه حسام حسن في خياله مرات ومرات ظن الجميع أنها انتهت لكنه – كالعادة – لم يظن.
أربعة أيام بعد ذلك كانت مصر تواجه الكونغو، بدأ حسام حسن أساسياً، يستلم عمرو زكي كرة طويلة بصدره ويضعها بكل القوة التي لازال يمتلكها في سقف المرمى، الفرصة التي أهدرها أمام كوت ديفوار وظن الجميع أنها الأخيرة لم تكن حقاً الأخيرة – كما ظنوا ولم يظن – هناك فرصة جديدة دائما يؤمن بوجودها، أكثر من آمن بالفرص الجديدة في تاريخ الكرة المصرية.. حسام حسن.

فتى يافع صغير يضغط في كل مكان في الملعب، يتحين أنصاف الفرص وأخطاء المدافعين ولا يكل أويمل هكذا عرف جمهور الأهلي حسام حسن والذي كان بطلاً لمواجهة الاسماعيلي في نصف نهائي بطولة أفريقيا للأندية أبطال الكأس 86، الاسماعيلي والذي كان على أعتاب حرمان الأهلي من الاحتفاظ بالبطولة مدى الحياة وجد رأس حسام حسن تنهي بعضاً من أحلامه التي لم تكتمل على أية حال بعد إهدار عماد سليمان ركلة جزاء في مباراة تألق فيها الراحل محمد حازم.
حسام حسن في هذه المباراة التي تلخص مرحلته، وهوناشئ صغير، طُرد في نهاية الشوط الأول ليكمل القائمة التعريفية للاعب الذي توج مع مصر في بداية العام بلقب بطولة أفريقيا للمنتخبات بعد مشاركة لدقائق امام السنغال في المباراة الافتتاحية التي خسرتها مصر، مشاركة كانت مهمة ليصبح لاحقاً اللاعب الوحيد في تاريخ القارة الذي فاز بلقبين قاريين يفصل بينهما 20 عاماً.
أداء جيد في الدوري وضعه رفقة هشام عبد الرسول وأحمد الكأس وجمال عبدالحميد كأوراق هجومية يعتمد عليها الراحل محمود الجوهري في رحلته للصعود لكأس العالم.
17 نوفمبر 1989 أولى محطات خلود حسام حسن، عرضية من الجانب الأيسر وسط طوفان بشري داخل منطقة جزاء الجزائر لينقض حسام برأسه مرسلاً مصر إلى المونديال للمرة الأولى منذ 56 عاماً ويطلق العنان للأفراح في كل بيت مصري.
تألق حسام رفقة الجوهري امتد إلى المونديال والذي شهد غياب هشام عبدالرسول بعد تعرضه لحادث بالسيارة، كرة طويلة من هشام يكن في ظهر الدفاع الهولندي ينطلق بها حسام نجوالمرمى ليحاول أحد أفضل المدافعين في التاريخ رونالد كومان عرقلته قبل دخوله منطقة الجزاء ولكن بإصرار وذكاء طالما عرف عنه استمر حسام في الركض بضعة أمتار ليقنع الحكم الأسباني إيميليوسوريانوبالإشارة لنقطة الجزاء، لقطة نال فيها الجزء الأكبر من الخلود مجدي عبدالغني بعد كرته الزاحفة على يمين بطل أوروبا مع هولندا وأيندهوفن فان بروكلين لقطة لم تكن لولا إصرار حسام.
رحلة احترافية بعد المونديال بدأت في اليونان في صفوف باوك رفقة توأمه إبراهيم ثم انتقال لنيوشاتل السويسري الفريق الذي كان يضم بين صفوفه هاني رمزي ليرسم الثنائي لقطات مضيئة في تاريخهم، إبراهيم حسن بتسجيله هدف فوز نيوشاتل على ريال مدريد في ذهاب ثمن نهائي كأس الاتحاد الأوروبي وحسام بتسجيله سوبر هاتريك في شباك سيلتيك في دور المجموعات من نفس البطولة.
تألق لم يمنعهما من العودة لمصر من بوابة الأهلي عندما طلبهم لمحاولة انهاء تفوق زمالك ديف ماكاي، هاني رمزي لم يعد وأكمل مشواره ليصبح أحد أهم المحترفين في تاريخ الكرة المصرية لكن التوأم لم يحسبها كذلك أمام نداء القلب، موقف ضد المنطق يستطيع التوأم الجدال به في تاريخه الطويل مع الأهلي ولا يمكنك التشكيك فيه على الإطلاق.
عودة حسام لم تكن بمفعول السحر المباشر, الزمالك فاز بالدورى مرة أخرى في موسم 1992/1993 وتوج بدوري أبطال أفريقيا ثم السوبر على حساب الأهلي نفسه.
تألق حسام مع المنتخب استمر حتى في هذه الفترة هدف في زيمبابوي كان من المفترض ان يقود مصر من جديد للمرحلة الأخيرة من تصفيات كأس العالم لولا الطوبة الشهيرة وهدف آخر قاد به الفراعنة للقب كأس العرب في سوريا على حساب المنتخب السعودي.
لذلك كان إيقاف شقيقه وابتعاده عن كأس الامم الأفريقية في تونس 1994 بمثابة الصدمة للثنائي الذي أصبح محسوبا على المنتخب اكثر من أي شئ آخر، أجواء مشتعلة في الأهلي بعد السوبر ومباراة مشتعلة أيضا بين الأهلي والمصري ليشتبك حسام الحزين على إيقاف شقيقه مع ناصر التليس ويرمي قميص الأهلي في الأرض ليتم إيقافه 6 شهور قبل شهر واحد من كأس الأمم عقوبة طورها صالح سليم رئيس الأهلي آنذاك لإيقاف على المستوى الدولي ليبتعد حسام عن المنتخب.

إيقاف صالح سليم لحسام حسن كان بمثابة البركان الخامد في عقله والذي لم ينسى الموقف مطلقا حتى بعد وفاته مذكرا جماهير الأهلي أنه جلب بطولات للنادي أكثر من “صالح سليم اللي مات “، بحسب تعبير حسام نفسه في تصريح سيندم عليه كثيرا بعدها.
التسعينات غاب فيها حسام عن بطولتين لكأس الأمم الأفريقية 94 بسبب الإيقاف و96 بسبب عدم قناعة رود كرول به واعتماده الأكبر على لاعبي المنتخب الأوليمبي، مع الأهلي كان حسام يصول ويجول وقاد الفريق للتتويج بلقب الدوري لـ7 مواسم متتالية والسيطرة على الكرة المحلية مخلدا واحدة من أفضل الثنائيات الهجومية في الكرة المصرية رفقة أحمد فيليكس.
لكن قبل بطولة 98 لم يكن مستوى حسام في أفضل حالاته هدفين فقط في الدوري لصاحب ال32 عاما جعلت من انضمامه لصفوف المنتخب في ذلك الوقت قضية مثيرة للجدل، جدل انتهى تماما في الشوط الأول من المباراة الأولى أمام موزمبيق بعد تسجيله هدفين في نسخة سجلت فيها مصر 10 أهداف ككل سجل منها حسام وحده 7 ليصبح هدافا للبطولة رفقي بيني مكارثي، الجوهري وحسام حسن الرهان الذي لم يفشل قط.
حسام حسن عاد من البطولة بأفضل فورمة ممكنة وتوج مع الأهلي بلقب هداف الدوري في الموسم التالي ولكن نهاية عقده كانت تقترب، الأهلي أعاره لفترة للعين الإماراتي قبل أن يقرر التخلص منه هو وشقيقه في نهاية موسم 99/2000، 34 عاماً لحسام لن تكون بالخسارة الكبرى على أية حال أيا كانت وجهته أوهكذا ظنت إدارة الأهلي.
انتقل حسام وابراهيم للزمالك وسط جيل كان معد سلفاً لبداية حصد البطولات ولكنه كان ينقصه قطعة الإصرار التي نقلها حسام معه، الإصرار على عدم التفريط مهما كانت الفرص تبدو ضئيلة.
في الصيف كانت جماهير الزمالك تذهب للتدريب لمشاهدة حسام، تملأ جنبات الاستاد في التصفيات التمهيدية للبطولة العربية في مباريات أمام المريخ السوداني والنصر السعودي للتأكد من حقيقة أن التوأم يرتدي اللون الأبيض، القرار الذي بدا مجنونا منذ شهور أصبح واقعاً وخطوة أكبر للخلود الآن.
نسخة حسام حسن مع الزمالك كانت متغيرة تماماً جهد أقل عقل أكبر ومهارة قد يبدواكتسابها غريبا في الثلاثينات ولكن هذا ما حدث بالفعل، حسام حسن قدم مع الزمالك أحد أنضج نسخه التهديفية بمعدل تهديف في الدوري 0.62 هدف في المباراة هو الأعلى في تاريخه، مع الأهلي كان معدل حسام 0.47. ثلاثة ألقاب فقط في الدوري مع الحصول على الهداف في موسم 2001/2002، لقب في دوري أبطال أفريقيا بعد روائع تهديفية في الترجي ومازيمبي وعديد من الألقاب الأخرى زينت فترة ذهبية للعميد مع الزمالك لم تخلومن المشكلات والدموع مع كابرال أولا ثم المشكلة الاكبر مع فينجادا والتي دعت الجماهير لتهتف لبطلها “حسام يلعب، فينجادا يروح” نداء رد عليه حسام بهدفين في حرس الحدود ثم المحلة وأخيراً الاسماعيلي ليضمن الزمالك التتويج بلقب الدوري الثالث له في أربعة مواسم ويفشل الأهلي في الفوز بلقب الدوري في أي موسم تواجد فيه حسام بالتيشيرت الأبيض.

انتقال للمصري بعد عدم التجديد وتألق مجددا خاصة في مباريات الزمالك – كأنه يعاقب دائما من يتركه – يقودنا لمشهد البداية وهويرفع كأس الأمم في ستاد القاهرة في 2006 مشهد استحقه بكل تأكيد.
فترة بسيطة في الترسانة بعد ذلك أظهرت جانب حسام في التعلق بالملعب ورغبته العميقة في عدم تركه، لكنها لم تكن بالشكل المنتظر ليعلق أخيرا حذائه بانجازات لا تعد ولا تحصى مع الأندية والمنتخب المصري وجودة تجعله المهاجم الأفضل في تاريخ الكرة المصرية بلا شك.
بداية تدريبية مع المصري ثم الخطوة الأكبر في مسيرته بالانتقال لتدريب الزمالك، الجسد الذي كانت قواه قد بدأت تخور ووجدت في روح حسام العلاج، الزمالك عاد مع حسام حسن النادي الكبير الذي كان عليه طوال تاريخه، الامور لم تتعلق بالفنيات ولكن بإدراك قيمة النادي رسائل كان يبثها حسام بروحه في اللاعبين وسط دعم جماهيري غير مسبوق ليعود الزمالك منافسا شرسا على البطولات، فنيا قد تتفق اوتختلف حسام لم يظهر قدرات فنية خارقة عبر تاريخه التدريبي ولكن لوأن لتاريخ الزمالك نقاط تحول فتولى حسام حسن تدريبه كانت واحدة منها.
علاقة عشق امتدت بين جماهير الزمالك وحسام وسط هواجس دائمة بداخله تحن لناديه القديم، هواجس كانت مكتومة ولكنها بدأت تظهر على السطح في تصريح تلوالتصريح حتى رفع قميص لونه أحمر في مواجهة الزمالك والمصري ليخسر السواد الأعظم من الداعمين له.
حسام خسر الزمالك وخسر الأهلي ان استمرت المعطيات الحالية، الرهان على تغير الظروف قد يصبح رهان حسام الخاسر الأول الرجل الذي لم يعتد أن يخسر رهانا وهولاعبا قط. ربما لن يتسع مقالاً واحدا لسرد تفصيلي لتاريخ رجل آمن طوال حياته بالفرصة الثانية فآمنت به، راهن عليها قانتصرت له، يحبه البعض ولا يحبه بعض آخر لكن لا يمكن لأشد الكارهين ان يشككوا للحظة في اسطوريته.