بعد 56 عاماً من الغياب تأهلت مصر لكأس العالم 90، للمرة الثانية هناك في إيطاليا عزف النشيد الوطني للفراعنة تحت أنظار عديد الجماهير المصرية في باليرمو التي ترى منتخبها بأم عينها أخيرا في المونديال بعدما سمعت فقط أنه قد تأهل لتلك البطولة في الثلاثينات ، وفي مشهد يشبه الحلم وقف رود خوليت بالقميص رقم 10 وعلى ذراعه شارة قيادة منتخب هولندا أمام لاعب مصري يحمل القميص رقم 10 أيضا يتبادل معه الهدايا التذكارية قبل المباراة، لاعب كان من المفترض ألا يتواجد في ذلك المكان على الإطلاق بعدما حدث في منتصف مسيرته، قائد مصر في كأس العالم جمال عبد الحميد.
المشهد يزداد غرابة عندما ينظر جمال عبدالحميد بطرف عينه ليرى الجنرال محمود الجوهري هناك على الخط يوجه التعليمات ويعود بذاكرته إلى نهايات 1982 عندما كان الجوهري نفسه يقود الأهلى نحو اللقب الأفريقي الأول أمام كوتوكو.
تتويج غاب جمال عبد الحميد عن الظهور في مشهده الأخير مجبرا بعدما سقط عليه إكرامي في أحد التمرينات، يتذكر جمال عبدالحميد التاريخ جيدا ويقول أنه كان يوم 10/10/1982 أي قبل شهرين تماما من تتويج الأهلي، الرحلة التي وضع بصمته فيها بهدفين في دور ال16 أمام يانج أفريكانز التنزاني.
أصيب جمال عبدالحميد بكسر مضاعف في الساق ولم يلعب للأهلي مجددا، يصر جمال أن الأهلي أهمل في علاجه وأنه باع سيارته لاجراء عملية مجددا لازالة المسامير من قدمه و رفض الأهلي تحمل تكاليفها إلا إذا قرر الاعتزال، فيما يصر الأهلي أنه تخلى عن اللاعب لأسباب أخلاقية و سلوكية و وقف بجواره طوال فترة الإصابة.
بعد 56 عاماً من الغياب تأهلت مصر لكأس العالم 90، للمرة الثانية هناك في إيطاليا عزف النشيد الوطني للفراعنة تحت أنظار عديد الجماهير المصرية في باليرمو التي ترى منتخبها بأم عينها أخيرا في المونديال بعدما سمعت فقط أنه قد تأهل لتلك البطولة في الثلاثينات ، وفي مشهد يشبه الحلم وقف رود خوليت بالقميص رقم 10 وعلى ذراعه شارة قيادة منتخب هولندا أمام لاعب مصري يحمل القميص رقم 10 أيضا يتبادل معه الهدايا التذكارية قبل المباراة، لاعب كان من المفترض ألا يتواجد في ذلك المكان على الإطلاق بعدما حدث في منتصف مسيرته، قائد مصر في كأس العالم جمال عبد الحميد.
المشهد يزداد غرابة عندما ينظر جمال عبدالحميد بطرف عينه ليرى الجنرال محمود الجوهري هناك على الخط يوجه التعليمات ويعود بذاكرته إلى نهايات 1982 عندما كان الجوهري نفسه يقود الأهلى نحو اللقب الأفريقي الأول أمام كوتوكو.
تتويج غاب جمال عبد الحميد عن الظهور في مشهده الأخير مجبرا بعدما سقط عليه إكرامي في أحد التمرينات، يتذكر جمال عبدالحميد التاريخ جيدا ويقول أنه كان يوم 10/10/1982 أي قبل شهرين تماما من تتويج الأهلي، الرحلة التي وضع بصمته فيها بهدفين في دور ال16 أمام يانج أفريكانز التنزاني.
أصيب جمال عبدالحميد بكسر مضاعف في الساق ولم يلعب للأهلي مجددا، يصر جمال أن الأهلي أهمل في علاجه وأنه باع سيارته لاجراء عملية مجددا لازالة المسامير من قدمه و رفض الأهلي تحمل تكاليفها إلا إذا قرر الاعتزال، فيما يصر الأهلي أنه تخلى عن اللاعب لأسباب أخلاقية و سلوكية و وقف بجواره طوال فترة الإصابة.

ليخرج جمال من الأهلي رسميا، لاعب آخر مبارياته الدولية كانت في السبعينات , أحرز 28 هدفا في الدوري على مدار 6 مواسم و نصف و بقدم قد لا يلعب بها كرة القدم مجددا وبعمر ال27 عام , خسارة لا تبدو كبيرة للأهلي على أية حال.
ولكن هل شاهدت وثائقي الرقصة الأخيرة لأسطورة كرة السلة الأمريكية مايكل جوردان ؟ ان كنت شاهدته ستدرك كيف كان يحفز جوردان نفسه بجملة أصبحت أيقونية أحيانا و عنوانا للكوميكس في أحيانا أخرى ” الآن أصبح الأمر شخصيا “، جمال عبدالحميد خلق دوافع لنفسه من رحم المعاناة حولته من لاعب جيد إلى أسطورة حية في الملاعب المصرية
يحكي جمال عبدالحميد أنه لم يعبأ مطلقا بأية أموال تعرض عليه من الزمالك كل ما أراده هو حذاء للعب و قميص و فرصة.
بدأ جمال عبدالحميد مسيرته مع الزمالك في نهاية موسم 1983/1984، موسم فاز فيه الزمالك بلقب الدوري في نهاية المطاف وكان نجمه الأول الغاني كوارشي، جمال لم يلعب رأس حربة صريح وانما بدأ على الجناح ووضع بصمته في رحلة التتويج بهدفين في شباك الأوليمبي و المصري.
ولكن بروزه الأكبر كان في أفريقيا، الزمالك كان يبحث عن تتويجه الأول هو الآخر في البطولة الأفريقية لأبطال الدوري والتي سبقه الى الفوز بها الاسماعيلي و الأهلي، حتى المقاولون كان قد فاز ببطولة أفريقيا أبطال الكأس.
آمال تتعقد في مواجهة خصم كان يضم عديد اللاعبين في منتخب الجزائر , جيت تيزي أوزو أو شبيبة القبائل حاليا، الزمالك خسر في لقاء الذهاب بثلاثة أهداف لكنه سجل هدفا عن طريق الراحل ابراهيم يوسف مهد الطريق أمام الريمونتادا الأكبر في تاريخه أمام 100 ألف في ستاد القاهرة، الزمالك تحصل على ركلة جزاء في ظروف صعبة تقدم لها رجل الظروف الصعبة جمال عبدالحميد و تحمل المسئولية ليحرز هدف التقدم قبل أن يرسل من على الجناح دوره الأساسي في بداياته مع الزمالك عرضية لكوارشي محرزا الهدف الثالث.
اسهامات جمال في تتويج الزمالك الأول لم تتوقف و في أجواء ممطرة أمام شوتنج ستارز وعندما كانت الامور في طريقها للتعقيد ظهرت رأس جمال الذهبية لتخطف هدف التقدم للزمالك هدف اتبعه بآخر من ركلة جزاء ليحرز أول ثنائية للاعب من الزمالك في نهائي بطولة قارية، رقم حققه بعد ذلك أيمن يونس في 86 وانتظر الزمالك 34 عاما ليكرره عندما سجل له اشرف بنشرقي ثنائية في الترجي في السوبر الأفريقي 2020.
التتويج الذي لم يحظى به في الأهلي إلا على الورق حظى به و بتأثير يفوق الخيال مع الزمالك بعد كسر وابتعاد واستغناء وتحدي جديد كل ذلك في عامين فقط.
حياة جمال عبد الحميد بعد ذلك لم تكن وردية مطلقا، بعيدا عن أن الحياة داخل جدران الزمالك صعبة على أية حال فما حدث في مواجهة المغرب في تصفيات كأس العالم 1986 كان السقطة التي انتظرها الجميع لجمال.
مصر كانت تواجه المغرب في تصفيات المونديال في الجولة قبل الأخيرة، الفائز سيواجه ليبيا في الجولة الأخيرة، على الورق هي بمثابة مباراة التأهل للمونديال، المغرب قدمت مباراة كبيرة في مصر وتعادلت سلبا و ذهبت مصر إلى الرباط في محاولة لخلق ما يشبه المعجزة.
أحلام تضخمت عندما احتسب الحكم ركلة جزاء لصالح منتخب مصر، تتذكر جمال عبدالحميد كان قد سجل ركلتي جزاء أمام ألاف المشجعين في نصف نهائي ونهائي بطولة افريقيا لأبطال الدوري مع الزمالك ولكن قدمه خانته أمام مرمى بادو الزاكي ليضع الكرة في العارضة و تخسر مصر بعد ذلك بهدفين نظيفين وتودع حلم المونديال.

بالتأكيد جمال عبد الحميد كان كبش الفداء لخروج المنتخب من التصفيات ضربة جديدة للاعب، لكنه تعود أن يتغذى على الضربات.
بعد ذلك وفي بداية 86 استضافت مصر كأس الأمم الأفريقية على أرضها وبدأت البطولة بأسوأ شكل ممكن عندما خسرت من السنغال في الافتتاح، شبح الخروج من المجموعة كان كبيرا
خاصة مع مضي الدقائق في مواجهة كوتديفوار والتعادل السلبي قائما، معضلة حلها أولا شوقي غريب بتوغل رائع قبل أن يؤكد جمال عبدالحميد نفسه فوز مصر التي استمرت في البطولة وتوجت بها بعد ذلك ليضيف جمال اللقب القاري على مستوى المنتخبات بجوار اللقب القاري على مستوى الأندية.
في نهاية العام كان جمال نجما لرحلة الزمالك للتتويج بلقب جديد في دوري أبطال أفريقيا، هذه المرة كانت المباراة نصف النهائية مسرحا لتألقه 3 أهداف امام كانون ياوندي ذهابا إيابا أهلت الزمالك للنهائي للمرة الثانية، الدور نصف النهائي كان المحطة التي خرج منها الزمالك في النسخة السابقة أمام الجيش الملكي ونجمه التيمومي بركلات الترجيح، كمين تخطاه الفريق هذه المرة بفضل جمال ليتوج الزمالك باللقب الأفريقي الثاني.
استمر جمال في رحلته مع الزمالك ليتوج في 88 بلقب الدوري في موسم كان هدافا فيه للمسابقة و كأس مصر ويضع صاروخا برأسه في شباك فوروكاوا الياباني كواحدة من أفضل ضربات الرأس في تاريخ كرة القدم المصرية ليتوج الزمالك بلقبه الاول في كأس الأفرو آسيوي، 88 نفسها شهدت تتويجه بلقب الهداف في كأس الامم الأفريقية بهدفيه في شباك كينيا رغم خروج مصر من الدور الأول.
مع نهاية الثمانينات تحولت الكرة المصرية لحالة تشبه الهوس بفكرة وصول مصر لكأس العالم تحت قيادة الجوهري، تصفيات صعبة ومرهقة سجلت فيها مصر 7 أهداف فقط في 8 مباريات 3 منها كانت لهشام عبدالرسول ولكنها كانت كفيلة بتأهل مصر للمونديال أخيرا بهدف خالد لحسام حسن في ستاد القاهرة، رحلة شارك فيها جمال عبدالحميد في 7 مباريات من أصل 8 ولم يسبقه في الظهور سوى الثلاثي شوبير و أحمد الكاس وابراهيم حسن.
المونديال جاء في وقت توهج جمال المحلي، جمال كان قد سجل 8 أهداف في موسم 1989/1990 رغم الغاءه بعد 12 جولة فقط، وفي رحلة مصر الاستعدادية للمونديال كذلك سجل أهدافا رائعة في شباك تشيلي و تونس و سكتلندا ولكن ندمه الأكبر جاء في المونديال نفسه عندما أهدر فرصة سهلة أمام انجلترا كادت تصنع المفاجأة وتتأهل بمصر للدور الثاني في مجموعة تضم بطل أوروبا، المونديال لم يمر دون وضع جمال عبدالحميد لقطة خالدة له أمام رايكارد تذكر فيها شبابه بعد مراوغته لأكثر من مرة على الجناح.
عاد جمال عبدالحميد من كأس العالم ليبدأ الفصل الأخير في مسيرته مع الزمالك، 3 مواسم كان فيهم أمام رحلة لتخليد مكانته في الكرة المصرية والوصول لنادئ المائة، قبل المونديال كان جمال يملك في جعبته 77 هدف في الدوري المصري.
رحلة نجحت بالفعل بتسجيل 24 هدف في 3 مواسم و التتويج بالدوري في مناسبتين مع تقديم كرة القدم الأمتع في تاريخ الزمالك مع الأسطورة ديف ماكاي.
ليعلق جمال عبدالحميد حذاءه في نهاية موسم 1992/1993 ويبتعد بصورة نهائية عن كرة القدم من على قمة المجد، رحلة بدأها مع الزمالك بقدم مليئة بالندبات مشكوك في قدرتها على الوقوف و أنهاها بجسد كامل ملئ بالانجازات.