في صيف 95 تجمعت الألاف من الجماهير المصرية لمشاهدة منتخبها الأوليمبي المتوج للتوبذهبية دورة الألعاب الأفريقية في زيمبابوي محاولا تعويض تأخره أمام نيجيريا (بقيادة جاي جاي اوكوشا) ذهاباً بثلاثة أهداف لهدفين في المرحلة الأخيرة من تصفيات أوليمبياد أتلانتا، مشهد جماهيري مهيب وزحام في شوارع القاهرة ألهم المؤلف مدحت العدل والممثل الراحل سامي العدل بالتعاون مع خيري بشارة في وصف الاختناق المروري في شوارع العاصمة في فيلم إشارة مرور والذي يحكي عن الزحام في ليلة المباراة.
في الملعب نفسه أطلق حازم إمام صاروخاً في الربع ساعة الأولى تقدم به لمصر ووضع قدماً في الأولمبياد ولكن تامر مصطفى يمكنه الادعاء أنه قادم من المستقبل ولم يرد أن يحرم نسور نيجيريا بقيادة كانومن عروض مبهرة سيقدمونها أمام البرازيل والأرجنتين في الصيف التالي قبل التتويج بالذهبية الأفريقية الأولى في كرة القدم ليخطئ أمام أفضل لاعب أفريقي فيكتور إكبيبا الذي لم يتوانى في إطلاق صاروخ قد لا يمكنك معه تبين حارس المرمى.
لقاء تليفزيوني في برنامج الكاميرا في الملعب الشهير وبلهجة قروية يتمتم عصام الحضري حارس مرمى دمياط بكلمات الاعتذار للجماهير التي لا تبدومفهومة بينما يربت على كتفه مصطفى كمال حارس مرمى الأهلي والذي كان من المنطقي في ظروف أخرى أن يصبح حارس مرمى المنتخب الأولمبي الأساسي مدفوعاً باسم ناديه، شهور قليلة بعد ذلك وأصبح حارس مرمى دمياط حارساً للأهلي قبل أن يفقد مصطفى كمال وللأبد فرصة خلافة شوبير كحارس أساسي في عرين الأهلي.
كان عصام الحضري يستعد في الأيام الأخيرة من مارس 2008 للعب مباراته الدولية رقم 88 مع منتخب مصر في مواجهة الأرجنتين، سيرجيوأجويرو ينفرد بالمرمى ويودع الكرة الشباك وسط أحداث غير معتادة، الجمهور المصري المنتمي للأهلي يمكنك سماعه بوضوح يحتفل بهدف يدخل مرمى منتخب مصر، مشهد تكرر بعد ذلك في هدف بورديسو الثاني وامتد حتى مباراة تصفيات المونديال الأولى أمام الكونغو والسبب كان عصام الحضري العدوالأول لجماهير الأهلي في ذلك الوقت بعد هروبه لسيون السويسري، مسدلاً الستار على 12 عام من تمثيل الأهلي.
في صيف 95 تجمعت الألاف من الجماهير المصرية لمشاهدة منتخبها الأوليمبي المتوج للتوبذهبية دورة الألعاب الأفريقية في زيمبابوي محاولا تعويض تأخره أمام نيجيريا (بقيادة جاي جاي اوكوشا) ذهاباً بثلاثة أهداف لهدفين في المرحلة الأخيرة من تصفيات أوليمبياد أتلانتا، مشهد جماهيري مهيب وزحام في شوارع القاهرة ألهم المؤلف مدحت العدل والممثل الراحل سامي العدل بالتعاون مع خيري بشارة في وصف الاختناق المروري في شوارع العاصمة في فيلم إشارة مرور والذي يحكي عن الزحام في ليلة المباراة.
في الملعب نفسه أطلق حازم إمام صاروخاً في الربع ساعة الأولى تقدم به لمصر ووضع قدماً في الأولمبياد ولكن تامر مصطفى يمكنه الادعاء أنه قادم من المستقبل ولم يرد أن يحرم نسور نيجيريا بقيادة كانومن عروض مبهرة سيقدمونها أمام البرازيل والأرجنتين في الصيف التالي قبل التتويج بالذهبية الأفريقية الأولى في كرة القدم ليخطئ أمام أفضل لاعب أفريقي فيكتور إكبيبا الذي لم يتوانى في إطلاق صاروخ قد لا يمكنك معه تبين حارس المرمى.
لقاء تليفزيوني في برنامج الكاميرا في الملعب الشهير وبلهجة قروية يتمتم عصام الحضري حارس مرمى دمياط بكلمات الاعتذار للجماهير التي لا تبدومفهومة بينما يربت على كتفه مصطفى كمال حارس مرمى الأهلي والذي كان من المنطقي في ظروف أخرى أن يصبح حارس مرمى المنتخب الأولمبي الأساسي مدفوعاً باسم ناديه، شهور قليلة بعد ذلك وأصبح حارس مرمى دمياط حارساً للأهلي قبل أن يفقد مصطفى كمال وللأبد فرصة خلافة شوبير كحارس أساسي في عرين الأهلي.

كان عصام الحضري يستعد في الأيام الأخيرة من مارس 2008 للعب مباراته الدولية رقم 88 مع منتخب مصر في مواجهة الأرجنتين، سيرجيوأجويرو ينفرد بالمرمى ويودع الكرة الشباك وسط أحداث غير معتادة، الجمهور المصري المنتمي للأهلي يمكنك سماعه بوضوح يحتفل بهدف يدخل مرمى منتخب مصر، مشهد تكرر بعد ذلك في هدف بورديسو الثاني وامتد حتى مباراة تصفيات المونديال الأولى أمام الكونغو والسبب كان عصام الحضري العدوالأول لجماهير الأهلي في ذلك الوقت بعد هروبه لسيون السويسري، مسدلاً الستار على 12 عام من تمثيل الأهلي.
بداية الحضري مع الأهلي لم تكن تنبئ بأسطورية الحارس الذي يمكنه الادعاء دون جدال يذكر أنه الأفضل في تاريخ الكرة المصرية، احتياطياً لشوبير قبل التقدم ليصبح الحارس الأساسي للأهلي خطوة لم تكفِ لجعله أساسياً في كأس الأمم الأفريقية 98 في بوركينا فاسووالتي خطف فيها نادر السيد الأضواء، وكيف يكون اساسياً وهولازال يعاني من تبعات واصداء هدف خادع شهير استقبله مرماه من ليبريا في تصفيات كاس العالم 1998؟ لسوء حظ الحضري أن الهدف كان حاسماً وما ما زاد طين الهدف بلة انه من جورج وايا الذي اشار الى رأسه في رسالة أن الهدف تم تسجيله بالعقل قبل القدم فتلقفه الاعلام وترسخت صورة الحضري كضحية لهدف شهير للاسطورة الليبيرية علي صدر الصفحات الأولى.
تلقت شباكه 9 أهداف 9 أهداف في كأس القارات 1999 منها 5 من السعودية عادت به لمقاعد الاحتياط في نسخة كأس الأمم التالية مع جيرار جيلي والتي عاد فيها نادر السيد أساسياً مجدداً.
ارهاصات لما يمكن أن يصل له مستوى الحضري الذي نعرفه اليوم بدأت في الظهور في مشوار تتويج الأهلي بدوري أبطال أفريقيا 2001، تصدي هائل لتسديدة ريناتوأديلتون من ضربة حرة مباشرة في الوقت الضائع من مباراة الترجي في ملعب المنزة حافظ للأهلى على التعادل الإيجابي وبطاقة الصعود للمباراة النهائية ومهد لتتويجه الأول تحت قيادة مانويل جوزيه، المدرب الذي لم يحبه قط وإن ادعى الثنائي عكس ذلك.
تصديات الحضري الأسطورية ظهرت بعدها بشهرين بعدما أنقذ انفراد هائل من الحاج ضيوف في مباراة السنغال في كأس الأمم الأفريقية، لقطة ظلت علامة مضيئة في تاريخه لاحقاً وتم نسيان حتى معها الهدف الذي سكن شباك مصر في نفس المباراة من خطأ من الحضري نفسه عن طريق لامين دياتا.
الهبوط الأكبر في مستوى الحضري جاء بعد ذلك تزامناً مع هبوط مستوى الأهلي ككل، لوب شهير سجله عبدالحليم علي في شباكه قد لا يسأل عنه لعبقرية الفكرة والتنفيذ من هداف الزمالك ولكنه بالتأكيد لن يجد تفسيراً لما فعله امام لوب عبدالحميد حسن في مطلع موسم 2003/2004 والذي شهد خسارة جديدة للأهلي امام انبي – نفس الفريق الذي أضاع منه الدوري قبلها بشهور-، لاحقا شهدنا لقطات أخرى غريبة مثل هدف خالد العدوي في مباراة الاتحاد والذي لم يضطر للمس الكرة حتى قبل أن يجد نفسه متجاوزاً الحضري ويودع الكرة في شباك الاهلي خالية من حارسها في خسارة أخرى للأهلي في نفس الموسم.
مسيرة كانت في طريقها أن تصبح عادية، مشاركات دولية غير مؤثرة، أداء مع الأهلي متذبذب وعمر تخطى الثلاثين ولكن فجأة تحول كل شيء.
هل السبب في التحفيز كان جوزيه الذي سحب منه شارة القيادة أولاً بعد خطأ أمام اتحاد العاصمة ثم تعاقد مع نادر السيد لاحقاً لتهديده، أم حسن شحاتة الذي أعطى تلميحات لامكانية جعله يفقد المكانة الاساسية كحارس أساسي لمنتخب مصر في كأس الأمم الأفريقية 2006.
الإجابة قد لا تكون أكيدة، ولكن الأكيد أن الحارس الذي ساهم خطأ من عبد الواحد السيد في مباراة جنوب أفريقيا الاستعدادية لكأس الأمم 2006 في جعله أساسياً أنهى البطولة وهوأحد اهم أسباب التتويج بها بعد أداء رائع توجه في ركلات الترجيح بالنهائي امام كوتديفوار بتصديه لركلتي جزاء إحداهما من دروجبا.
الحضري بعد البطولة بأيام كان بطلاً من جديد لتتويج الاهلي بلقب قاري (السوبر الأفريقي) على حساب الجيش الملكي بركلات الترجيح، عام بعد ذلك كان حاسماً في تصدي لركلة جزاء من عمرو زكي في الديربي ثم ذهب لأديس ابابا مجددا ليجلب للأهلي سوبر آخر بركلات الترجيح أمام النجم الساحلي في فترة وجيزة توج الأهلي فيها بلقب دوري أبطال أفريقيا آخر وحصل على برونزية كأس العالم للأندية.

مشهد الحضري الأبرز ظهر في مباراة نصف نهائي كأس الأمم الأفريقية 2008 أمام كوتديفوار، تصديات مذهلة أبرزها رأسية دروجبا مجدداً حرمت اللاعب من التتويج مع جيل تاريخي لبلاده بكأس الأمم، عقدة لازمته مدى الحياة وربما يدعي البعض ان سببها الرئيسي كان الحضري.
لكن بداخل الحارس كانت هناك أفكار أخرى تدور برأسه ما بين حلم الاحتراف والثراء وهوس التدريب المستمر والاحساس بالظلم من مدربه كانت تبنى شخصية تصادمية قررت بعد أقل من 10 أيام على تتويج مصر بكأس الأمم الأفريقية 2008 أن تنتقل بشكل غير شرعي لسيون السويسري مقررة نهاية رحلتها مع الأهلي.
شخصية لم تهتز أمام محاولات منعه من الاستمرار كلاعب كرة أصلاً لأن يكون الحارس الأساسي لمنتخب مصر لأعوام عديدة بعد ذلك، رحلة بدأت بصافرات في مباراة الأرجنتين ولكنها خفتت وخفتت حتى انتهت تماماً، اوبالأحرى خضعت لأسطورية الرجل.
يمكنك القول بكل أريحية أن مستوى عصام الحضري مع منتخب مصر في الفترة من 2006 حتى 2010 مروراً بكأس القارات ومباراة إيطاليا الشهيرة وتصفيات كأس العالم هوالأعظم لأي حارس مصري على الإطلاق، الحضري في ذلك الوقت كان بين أفضل 10 حراس مرمى في العالم ولم يكن حارس مباريات كبيرة فقط، مباريات الاهلي في الدوري قبل ذلك والذي كان يحسمه الأهلي بسهولة لم تشهد أي علامة لهبوط المستوى.
في 2010 توج الحضري مجددا بلقب كأس الأمم الافريقية مع مصر مع لقب أفضل حارس في القارة، ولكنه في الصيف التالي كان مضطرا لمشاهدة منتخب الجزائر ممثلا وحيدا للعرب في المونديال، حلم اغتاله عنتر يحيى بهدفه في أم درمان، عبر الحضري عن مشاعره تجاهه بالذهاب للكاميرا في أنجولا مشيراً لقميص منتخب مصر أنه رقم 1 بعد رباعية في نصف نهائي كأس الأمم ضد الجزائر نفسها ولكن هذا لم يمنع أن الحلم نفسه كان قد أجهض بالفعل.
تجربة فاشلة مع الزمالك ثم التنقل بين أندية عديدة مثل المريخ السوداني ووادي دجلة والاسماعيلي والاتحاد لم يترك فيها بصمة واضحة لكن كل ذلك لم يمنعه من ان يكون ضمن قائمة الحراس التي توجهت للجابون للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية 2017 كحارس ثالث على الورق تحول ليصبح حارس أول بعد دقائق معدودة لاصابة أحمد الشناوي وشريف اكرامي، وكالعادة قدم الحضري أداء رائع قاد به منتخب مصر للنهائي في عمر ال44 زينته ركلات الترجيح ضد بوركينا فاسوفي نصف النهائي في لمحة من أسطوريته المعهودة.

الحلم الباقي كان المونديال، هناك في برج العرب كان الحضري أساسياً في مواجهة الكونغوالتاريخية والتي قام فيها بتصدي خرافي مهد لأن يتصدر محمد صلاح والذي كان يبلغ من العمر 3 أعوام ونصف فقط عندما لعب الحضري مباراته الدولية الأولى مشهد الصعود.
حتى في المونديال نفسه وبعمر 45 عاماً ونصف- الرقم الذي يبدوغريباً حتى عند كتابته للاعب كرة-، ظهر الحضري بشكل رائع في مباراة السعودية الأخيرة وتصدى لركلة جزاء من فهد المولد ليكتب باسمه رقما سيظل خالداً لوقت طويل في تاريخ كرة القدم كأكبر لاعب يظهر في كئوس العالم، ظهور تأخر كثيراً لواحد من أكثر من استحقوا الظهور لمرات في المونديال في تاريخ الكرة المصرية.
إن استقر في وعيك يوماً ان اللحظات القاسية تقتل دوما صاحبها فأنت لم تعرف بعد الكثيرعن قاتلها.. عصام الحضري الحارس الأفضل في تاريخ مصر.