مش هتلعب تاني يابا صحيح ؟! –
خلاص يابكر … زمن اللعب راح –
الحريف 1983
لم يكن هناك صوتاً أعلى من صوت ميسي في الصيف الماضي، صحيح حدثت أموراً عديدة هنا وهناك، لكن جمهور كرة القدم وإعلامه ومريديه انشغلوا طويلاً بعد إعلان الأرجنتيني عن رغبته في الرحيل عن صفوف برشلونة، ليرمي حجراً في المياه الراكدة، ويشعل الأمور من جديد داخل النادي الكتالوني، بعد أن ظن الكثيرون أن الأحداث داخل هذا الفريق انتهت وبلا رجعة، بعد الهزيمة الكارثية أمام بايرن بالثمانية في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
مش هتلعب تاني يابا صحيح ؟! –
خلاص يابكر … زمن اللعب راح –
الحريف 1983
لم يكن هناك صوتاً أعلى من صوت ميسي في الصيف الماضي، صحيح حدثت أموراً عديدة هنا وهناك، لكن جمهور كرة القدم وإعلامه ومريديه انشغلوا طويلاً بعد إعلان الأرجنتيني عن رغبته في الرحيل عن صفوف برشلونة، ليرمي حجراً في المياه الراكدة، ويشعل الأمور من جديد داخل النادي الكتالوني، بعد أن ظن الكثيرون أن الأحداث داخل هذا الفريق انتهت وبلا رجعة، بعد الهزيمة الكارثية أمام بايرن بالثمانية في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
رحيل ميسي ربما كان أو سيكون الحدث لأسوأ في تاريخ برشلونة الحديث، بالتأكيد أصعب من رباعية الأنفيلد، وأكثر ضرراً من ثمانية لشبونة، لأن رحيل ميسي يعني نهاية حقبة كاملة للنادي وإعلان بدء مرحلة مغايرة تماماً، يحاول فيها مسؤولوه البناء من الصفر بل تحته، لاستعادة الأمجاد وتعويض رحيل أعظم لاعب في تاريخهم بل في تاريخ كرة القدم، من وجهة نظر عدد لا بأس به من عشاق الساحرة المستديرة.
لقد سئمت
“لقد سئمت، كل شيء يحدث لهذا النادي أتحمل سببه وأكون أنا المذنب”، هكذا قال ميسي في كلمات غاضبة، بعد وصوله من الأرجنتين عند إجابته على سؤال أحد الصحفيين، حول تعليقه عن كلمات أحد المقربين من أنطوان جريزمان، والذي اتهمه فيه بأنه السبب وراء تراجع مستوى الفرنسي وانخفاض مردوده، بسبب نفوذه وديكتاتوريته وغضبه من زميله. الحقيقة أن كلمة ميسي تلخص كل شيء، لقد سئم، أصيب بالملل، لم يعد يملك نفس الشغف، ويدرك بداخله أن القادم لن يكون أفضل أبداً من السابق، لذلك قرر بشكل قوي المغادرة وحزم حقائبه بالصيف الماضي.
ميسي كان يريد الرحيل منذ بداية عام 2020، كان هذا حديثه أثناء المقابلة التي أدلى بها في سبتمبر 2020، حينما قال نصاً: “أخبرت الرئيس والإدارة طوال العام بأنني أريد الرحيل وأرفض التجديد. وبعد الهزيمة أمام بايرن قررت أن أخرج للجميع وأظهر رغبتي، حيث أنني رأيت ضرورة التغيير وإتاحة الفرصة أمام جيل جديد لمساعدة هذا النادي، بعد أن ظهرنا جميعاً بشكل فقير وسيء في دوري أبطال أوروبا”.

أدرك ليو بحكنته وخبرته أن الوضع الرياضي في برشلونة وصل إلى حد النهاية، لم يعد بمقدوره مساعدة الفريق أو حمله بمفرده، وفي نفس الوقت يريد الخلاص من إلصاق جميع التهم والمشاكل به. الفريق يحصل على رواتب كبيرة، ميسي هو السبب. سواريز يلعب باستمرار بسبب ميسي. فالفيردي يستمر لأجل ميسي، سيتيين يرحل لعدم حب ميسي له. كل هذه الأمور قيلت وستقال خلال الفترة القادمة، لأن إدارة برشلونة السابقة رمت كل المصائب والسلبيات على الأرجنتيني وحده، إنه سبب كل البلاء الذي يحدث من تدهور في النتائج، انخفاض في مستوى اللاعبين، وتغيير المدربين مؤخراً، مما أجبره على الخروج والحديث وطلب الرحيل.
تأجيل مؤقت أم نهائي؟
يقول ميسي أيضاً أثناء حديثه في الصيف: “مسؤولو برشلونة أبلغوني بأنني أستطيع الرحيل في أي وقت، لكن عندما طلبت ذلك، تناسوا حديثهم وطلبوا الحصول على قيمة الشرط الجزائي كاملاً، 700 مليون يورو. لم أفضل الوقوف في المحاكم ضد النادي الخاص بحياتي، لذلك قررت التأجيل والاستمرار مع الفريق حتى نهاية عقدي الرسمي في صيف 2021”.
كلمات ميسي واضحة، هو لم يستمر لأنه يرغب في ذلك، بل اضطر إلى هذا الفعل حتى لا يرفع دعوى قضائية ضد المحاكم، قد تطول وقد لا، وفي كل الأحوال سيخسر جزء من شعبيته وتاريخه عند الجمهور، لأنه في النهاية سيرفع الشكوى ضد البارسا، لا بارتوميو أو مساعديه بشكل مباشر. نتيجة لذلك، فضل الأرجنتيني الاستمرار وتأجيل فكرة الرحيل حتى نهاية الموسم الجاري.
خرجت بعض التقارير عند إعلان ميسي طلبه الرحيل في أغسطس، بأن جوسيب بارتوميو سيوافق مع الوقت، وأن هذا الأمر سيكون بمثابة طوق النجاة للرئيس وإدارته، بسبب مشاكل برشلونة المالية، وتأثر النادي بجائحة كورونا، ووجود ديون كبيرة للغاية قد تؤدي إلى إعلان إفلاسه مستقبلاً، لذلك فإن من مصلحة بارتوميو الموافقة على رحيل ميسي، في حال وصول عرض رسمي من أجله تبلغ قيمته 100 إلى 150 مليون يورو، هذا الرقم سيحل جزء كبير من مشاكل خزينة البارسا.
بارتوميو لم يفعل ذلك، على الأقل عبر وسائل الإعلام، لأن ما يدور في الغرف المغلقة له احترامه بالتأكيد. الرئيس السابق أصر على استمرار ميسي أو رحيله مقابل دفع الشرط الجزائي كاملاً. هكذا كانت وجهة نظره، تصريحاته، وتسريباته لوسائل الإعلام المقربة منه. البعض يقول أنه فعل ذلك حتى لا يظهر بصورة الرجل السيء ويقلب المعركة على ميسي، فهو الذي يريد المغادرة بينما ترفض الإدارة بشدة، والبعض الآخر قال بأن برشلونة لم يصل له أي عرض رسمي من أندية أوروبا لشراء السنة المتبقية في عقد القائد، مما يجعل استمراره لمدة موسم إضافي أفضل من تركه مجاناً في صيف 2020، ومجموعة ثالثة تعتقد بأن إدارة برشلونة خافت من ردود فعل الجمهور وغضبه، لذلك قررت استمرار ميسي حتى إذا كلفها الأمر مزيداً من المشاكل والمعوقات الاقتصادية، كما حدث فيما بعد فعلياً.
القشة التي قصمت ظهر الرئيس
تلويح ميسي بالرحيل، هجومه الصريح على جوسيب ماريا بارتوميو، تأكيده على سوء مشروع النادي رياضياً واقتصادياً، تصريحات قالها قائد الفريق بشكل علني، على غير عادته، ليحدث ثورة حقيقية داخل النادي، جعلت الجماهير تقتحم كامب نو، تتجمهر أمام البوابات، وتنتظر بارتوميو من أجل الهجوم عليه، والأهم من ذلك نجح في تسريع وتيرة حملة حجب الثقة، بالوصول إلى أكثر من 20 ألف توقيع يطالبون الرئيس وفريقه بالرحيل، مما أدى ذلك إلى وضع ضغط إضافي على بارتوميو، أجبره في النهاية على الرحيل بغير إرادته، وإعلان انتخابات رئاسية مبكرة في يناير 2021.
بالتأكيد بارتوميو لم يكن يريد الاستقالة، كل كلماته وأفعاله أكدت ذلك. الرجل قالها بشكل صريح أنه يرغب في الاستمرار حتى صيف 2021، ومن ثم ترك النادي بعد إغلاق جميع القضايا الشائكة، لكنه لم يقدر على الوقوف في وجه ميسي، ولم يتحمل أبداً الضغط الجماهيري وغضب أعضاء النادي، وحتى أنصاره وأتباعه ومعسكره، لأن تواجده كان يعني شيئاً واحداً فقط، إضعاف أسهم المرشح الجديد المحسوب على “النونيستا”، المعسكر الخاص بساندرو روسيل وبارتوميو وأصدقائهم.
في النهاية قد يقول لك أقرب الناس إليك يجب أن تقف عند هذا الحد، لأن استمرارك بنفس الطريقة سيعني الخراب للجميع، ولست أنت وحدك. هذا هو التصور الحقيقي لنصيحة المقربين من بارتوميو، يجب أن ترحل لأن الوضع أصبح خارج السيطرة، وسيدمر النادي بالكامل في حال استمراره، ولن يؤدي فقط لرحيل ميسي أو حدوث أزمة اقتصادية بسبب الفشل في بيع اللاعبين وتضخم رواتبهم بشكل لا يتناسب بالمرة مع مردودهم.
توقع الجميع بعد رحيل بارتوميو أن الأمور ستكون وردية، ميسي سيتألق ويستمر، ويتحسن علاقته بكومان، والهولندي سيقود الفريق إلى الانتصارات، خاصة مع تردي وضع الريال ونتائجه، لكن كل هذا لم يحدث، حتى بعد مغادرة الرئيس، فالفريق يقدم مستويات سيئة، والمدرب لم يحصل على ثقة أحد، والقائد ميسي أصبح يلعب كتأدية واجب فقط دون روح أو مشاعر، وكأنه يعاقب الجميع على استمراره، ويؤكد حتى من دون أن يتحدث، أنه راحل لا محالة، إن طال الزمن أو قصر.
الجسد لا يرحم
قال ميسي منذ أكثر من عام مقولته الشهيرة بأن الجسد لا يرحم. ظن البعض أن ميسي يكذب ويتجمل، لكنها كانت حقيقة مجردة بأنه لم يعد كالسابق، بسبب السن والعمر والظروف وخلافه. ليو يركض أقل من غيره، سواء بالنسبة للاعبي برشلونة أو لاعبي المنافسين. لا يتعلق الأمر بالكسل أو المكابرة، ولكنه خضوع حقيقي لمقاييس العمر، الأرجنتيني لم يعد يملك لياقة العشرينات، ولا يجيد أبداً اللعب بنسق مرتفع طوال التسعين دقيقة، ولا يعود لمساندة الدفاع، ولا يضغط مثل الذئب الشرس كالسابق، لكنه يركز أكثر على صناعة اللعب والتسجيل والأسيست، والتواجد في نصف ملعب المنافسين.

يدرك ميسي جيداً أن كومان ليس الحل بالنسبة للبارسا. جلس معه وتحدث وعرفه جيداً، وحتى من داخله كإنسان قبل أن يكون لاعباً محترفاً، فإنه تأثر سلباً برحيل صديقه سواريز، حتى وإذا كان هذا التصرف غير احترافياً بالمرة، لكن هذا ما حدث. القصد أن الكابتن صار يشعر بالغربة داخل الفريق، لا مدير فني يقتنع بتكتيكه ولا مهاجم يفهمه، مع مجموعة من اللاعبين الشبان الذين يحتاجون إلى سنوات وسنوات للوصول إلى الأفضل.
اعتقدت الأغلبية أن ميسي سيستمر بعد رحيل بارتوميو، لكن منذ الوهلة الأولى كانت حسابات الأرجنتيني مختلفة، وحدث ذلك بوضوح داخل الملعب، فالنجم لديه يقين تام بأن المشروع الجديد لبرشلونة سيحتاج إلى فترة طويلة، وبما أن الجسد لا يرحم، وعمره الكروي لن يزيد عن 3 أعوام، فإن هذه السنوات ستضيع من أجل شرف المحاولة، لذلك فإن استمرار الأرجنتيني محل شك في برشلونة، دون انتظار معرفة الرئيس الجديد.
كومان سيستمر حتى نهاية موسم 2020-2021، وأي مدرب جديد سيحصل على وقت حتى يتعرف على أفكاره، وهناك مجموعة من الأسماء التي سترحل مثل كوتينيو وجريزمان وآخرين، من فشلوا في إثبات شخصيتهم ويتقاضون أموالاً طائلة، وهذا يقودنا حتماً إلى إعادة البناء من تحت الصفر، ولا سن ميسي ولا حتى طبعه الحالي سيتحملان كل هذا الأسى والصبر.
زمن اللعب راح!
لا يزال فيكتور فونت هو صاحب الكلمة العليا في الانتخابات حتى الآن، بسبب حضوره وتصريحاته ومقابلاته ووعوده البراقة. قالها الرجل مؤخراً بأنه أخبر فيران سوريانو، المدير التنفيذي لمانشستر سيتي، بضرورة نسيان ميسي لأنه سيجدد مع البارسا، وسيقنعه تشافي هرنانديز بالاستمرار. ولمن لا يتابع بشكل مفصل، فإن تشافي يعتبر الحصان الجامح بالنسبة لفونت، حيث أنه سيتولى منصب المدير الفني أو المدير الرياضي، في حال فوز المرشح المحتمل بالانتخابات.
يقول تشافي هيرنانديز في وثائقي “مرر الكرة، خذ الكرة” عن أسباب تفوق ميسي على أقرانه، “إنه أفضل منك بقدمه اليمنى والقدم اليسرى والرأس”. إنه أفضل في الدفاع والهجوم، يفهم اللعب بطريقة صحيحة، ويتحرك وفق حاجة زملائه، وتجده عندما تحتاجه. أسرع في التفكير، أفضل عند المراوغة ، أفضل عند المرور.

بالتأكيد تصريحات فونت تعتبر دعاية انتخابية واضحة، لأن الرجل نفسه لم يتحدث مع ميسي، وليو نفسه لا يعرف فونت، مما يجعل استمراره من أجله أمر خيالي، مع كامل الاحترام والتقدير لتشافي. كذلك الحال في فوز لابورتا، الرجل القوي الذي نجح مرتين مع ريكارد وجوارديولا، ويحترمه كثيراً النجوم الكبار مثل ميسي وغيرهم، من الممكن أن يساهم في إقناع اللاعب بالبقاء، لكن سيعود بعدها إلى المربع صفر، لأنه سيحارب عاملي الوقت والزمن، ويحاول صناعة فريق أسطوري في وقت قياسي، حتى يستطيع ميسي تعويض ما فاته في العامين الأخيرين، واللعب بأعلى مستوى تنافسي حتى سن الاعتزال.
يمكن لميسي أن يستمر مع لابورتا بدرجة أكبر من فونت، لأن الأرجنتيني عاطفي بطبعه ويعرف الرئيس السابق جيداً، لكن هذا القرار سيكون بالقلب أكثر من العقل، ومن منطلق “الفريندزون” أي البقاء في الدائرة التي تعرفها بدلاً من خوض تحديات أخرى في مكان آخر، كالبريمرليج مثلاً، لكن قياساً بمردود ميسي الحالي داخل الملعب وتصريحاته الهجومية مؤخراً، ورحيل أقرب الناس إليه وهو لويس سواريز، فإنه لن يضع قلبه أبداً قبل عقله هذه المرة.
نتيجة لكل ما سبق، تبدو فرص رحيل ميسي أكبر بكثير من استمراره، سواء جاء لابورتا “المرشح الذي يعرفه ميسي جيداً ويحترمه” أو فونت “المرشح الذي لا يعرفه ميسي بشكل مفصل” أو أي شخص جديد من معسكر النونيستا على سبيل المثال، لأن ليونيل سيفكر ألف مرة قبل المقامرة من جديد مع البارسا، حيث سيفكر ألف مرة قبل تجديد عقده والبقاء لفترة إضافية مع الفريق الكتالوني، لأن أي فشل جديد وقتها سيكون نهاية مشوار اللاعب أوروبياً.
هو مشهد أتخيله من الآن قريب من نهاية فيلم الحريف للعبقري محمد خان وبشير الديك، حيث وقف البطل كابتن فارس “عادل إمام” لا يقدر على أخذ نفسه بحرية بعد فاصل من اللعب والركض والتعب، وابنه الصغير بكر يقترب منه ويسأله في شغف: “مش هتلعب تاني يابا” فيكون رد الكابتن والأب والشاب بعد أن صار عجوزاً: “زمن اللعب راح يا بكر”، وهي اللحظة التي سنراها قريباً بين جماهير برشلونة وميسي، لأن العشاق لن يتوقفون عن الأمنيات والطلبات، بينما لم يعد الأرجنتيني طفلاً أو شغوفاً أو حتى شاباً مثل السابق!
الوجهة القادمة؟
عندما قرر ميسي الرحيل في صيف 2020 لم تحدث اتصالات رسمية عديدة، لأن اللاعب كان مرتبطاً بعقد رسمي مع البارسا، ولا يريد أي ناد الدخول في أزمة قضائية مع الكتلان، لكن في صيف 2021 الأمر مختلف تماماً، لأن ليو يمكنه التوقيع مجاناً لأي فريق في يناير القادم دون موافقة برشلونة، لذلك قد يكون الأمر أشبه بالمزاد العلني. ليو يريد الرحيل إلى مكان جديد، وكل دوريات أوروبا والعالم في انتظار توقيعه.

إنتر ميلان، باريس سان جيرمان، مانشستر يونايتد، كلها خيارات ممكنة ومنطقية، لكن مانشستر سيتي سيكون الوجهة الأقرب، لأن جوارديولا يعرفه جيداً ولأن ميسي هو الآخر لديه احترام كبير لبيب. صحيح أن مدرب السيتي نفى هذه الخطوة جملة وتفصيلاً، ويؤكد باستمرار أنه يفضل اعتزال ليونيل في برشلونة لكن وقت الجد كل شيء سيتغير لأن اللاعب نفسه من سيطلب ذلك، لذلك من وجهة نظر مدرب السيتي أن يحصل على خدماته بدلاً من أن يذهب إلى أحد منافسيه، سواء داخل إنجلترا أو خارجها.
يذكرنا هيبويرث في مقالته بالجارديان في وقت سابق بأن البيتلز كانوا أذكياء بما فيه الكفاية ليعرفوا متى يتوقفون، مما يعني أن تراثهم في التسجيل لم يتشوه بسبب سنوات الهبوط الحتمية. “أنت لا تندم أبداً على ترك حفلة في وقت مبكر، لكنك غالباً ما تأسف على البقاء متأخراً”، كما يقول. بالنظر إلى أن ميسي لم يخطئ خطوة، فلماذا يخطئ الآن؟
قد لا يكون بنفس السرعة التي راوغ فيها أكثر من نصف فريق بأكمله ضد خيتافي، بالتأكيد خفته قلت، وتجاعيد وجهه زادت، وحتى حركته لم تعد كالسابق، لكنه لا يزال يرى اللعبة وفق سرعة مختلفة لأي شخص آخر. وطالما استمر في تسجيل العديد من الأهداف، وخلق العديد من البورتريهات الأسطورية، فإن الإجابة على أفضل لاعب في العالم ستبقى كما هي طوال عقد من الزمن، لذلك حتى مع انخفاض مردوده وسوء حالته المزاجية مؤخراً، حذاري من الرهان ضد ميسي، لأن رده سيأتي حتماً، ولن والوعد ربما سيكون خارج برشلونة هذه المرة.