لم أكن يحلم بأن يكون ضابطاً أو طبيباً أو مدرساً في يوم ما، كان يعود من مدرسته، يتنول قدر من الطعام وينطلق إلى الشارع ليمارس كرة القدم مع أصدقائه، لقد وُلد لكي كون لاعباً لكرة القدم. هكذا يقول الشولو دييجو سيميوني عن نفسه معتّزاً بأصوله الكروية وبمهنته التي يعشقها حتى الموت.
شاهد وتعّلم، أولى نصائح والده له أثناء متابعتهم لمباريات كأس العالم 1978 حينما قاد البوهيمي سيزار لويس مينوتي راقصي التانجو نحو الذهب الأصيل، وقتها تعّلق دييجو كثيراً بدانييل باساريلا وحلم أن يدافع عن ألوان بلاده في يوم ما. كيف يمشي باساريلا، كيف يتحرك، كيف يلعب، لقطات بسيطة ساهمت في تكوين عقل الطفل الصغير، لقد اختار كرة القدم عن إقتناع تام .
سيميوني اللاعب لمن يتذكره كان يشبه إلى حد كبير لاعبي أتليتكو مدريد، روح غير طبيعية وجرينتا هائلة وتدخلاته قوية الي درجة العنف المشروع مع مهارة القيادة، هي فعلا مهارة وليست وظيفة، لأن اللاعب القائد تتوافر داخله جينات غير موجودة في أي لاعب أخر. دييجو كان قائداً داخل الملعب، لذلك تحول إلى قائد آخر خارجه عندما قرر دخول مجال التدريب، ليحصل على فرصة عمره مع أتليتكو مدريد، ويحولهم إلى فريق مغاير تماماً، قوي وعنيف، صلب ومكافح، بطل ومنافس، والأهم من كل ذلك خصم يهابه الجميع، كبيرهم قبل صغيرهم.
يعتقد الكثيرون أن سيميوني بدأ التدريب مع أتليتكو مدريد، كما فعل جوارديولا رفقة برشلونة وزيدان بعد ذلك في ريال مدريد، لكن على العكس تماماً، صعد الأرجنتيني السلم من أوله بل حتى من قبل أوله، لأنه أخذ مغامرة التدريب منذ عام 2006، أي قبل 5 سنوات كاملة من توليه مهمة قيادة الروخيبلانكوس الإسبان في 2021.
لم أكن يحلم بأن يكون ضابطاً أو طبيباً أو مدرساً في يوم ما، كان يعود من مدرسته، يتنول قدر من الطعام وينطلق إلى الشارع ليمارس كرة القدم مع أصدقائه، لقد وُلد لكي كون لاعباً لكرة القدم. هكذا يقول الشولو دييجو سيميوني عن نفسه معتّزاً بأصوله الكروية وبمهنته التي يعشقها حتى الموت.
شاهد وتعّلم، أولى نصائح والده له أثناء متابعتهم لمباريات كأس العالم 1978 حينما قاد البوهيمي سيزار لويس مينوتي راقصي التانجو نحو الذهب الأصيل، وقتها تعّلق دييجو كثيراً بدانييل باساريلا وحلم أن يدافع عن ألوان بلاده في يوم ما. كيف يمشي باساريلا، كيف يتحرك، كيف يلعب، لقطات بسيطة ساهمت في تكوين عقل الطفل الصغير، لقد اختار كرة القدم عن إقتناع تام .
سيميوني اللاعب لمن يتذكره كان يشبه إلى حد كبير لاعبي أتليتكو مدريد، روح غير طبيعية وجرينتا هائلة وتدخلاته قوية الي درجة العنف المشروع مع مهارة القيادة، هي فعلا مهارة وليست وظيفة، لأن اللاعب القائد تتوافر داخله جينات غير موجودة في أي لاعب أخر. دييجو كان قائداً داخل الملعب، لذلك تحول إلى قائد آخر خارجه عندما قرر دخول مجال التدريب، ليحصل على فرصة عمره مع أتليتكو مدريد، ويحولهم إلى فريق مغاير تماماً، قوي وعنيف، صلب ومكافح، بطل ومنافس، والأهم من كل ذلك خصم يهابه الجميع، كبيرهم قبل صغيرهم.

صناعة سيميوني
يعتقد الكثيرون أن سيميوني بدأ التدريب مع أتليتكو مدريد، كما فعل جوارديولا رفقة برشلونة وزيدان بعد ذلك في ريال مدريد، لكن على العكس تماماً، صعد الأرجنتيني السلم من أوله بل حتى من قبل أوله، لأنه أخذ مغامرة التدريب منذ عام 2006، أي قبل 5 سنوات كاملة من توليه مهمة قيادة الروخيبلانكوس الإسبان في 2021.
درب سيميوني راسينج، ستوديانتس لا بلاتا، ريفر بليت، سان لورينزو، ثم كاتانيا الإيطالي، وراسينج من جديد، كلها تجارب لم يكتب لها أبداً النجاح الكبير ولم يستمر مع أي منهم أكثر من موسم واحد فقط، لدرجة أنه رحل عن قيادة كاتانيا بعد فترة قصيرة للغاية بسبب النتائج السيئة، وقرر العودة إلى الأرجنتين بلا رجعة من جديد إلى أوروبا، لكنه حصل على مكالمة من إدارة أتليتكو مدريد، النادي الذي لعب له من قبل في التسعينات، ليتراجع عن قناعته السابقة ويقرر العودة مرة أخرى إلى القارة العجوز، لكن هذه المرة بتذكرة إتجاه واحد فقط، حيث أنه في الأغلب لن يرجع إلى بلاده إلا أن يكون مدرباً للمنتخب ولا غير ذلك.
وصل سيميوني في 2011، وقت تفجر ثورة بيب جوارديولا مع برشلونة، وفوز الفريق الكتالوني بكل البطولات الممكنة وغير الممكنة في تلك الحقبة، لدرجة إجبار معظم الفرق الأوروبية على الاستعانة بالمدربين الشبان، من أجل تكرار تجربة الرجل الكتالوني الذي غزا العالم في سن صغير. المهم أن تجربة بيب وبارسا ألهمت إدارة أتليتكو في اتخاذ خطوة شبيهة، بقرارها الرهان على دييجو سيميوني كمدرب صغير في السن، ونجم كبير سابق كلاعب، من أجل انتشال الفريق من دوامة النتائج السلبية، ومحاولة صناعة جيل جديد قادر على استعادة الأمجاد القديمة المنسية منذ سنوات.

لمن لا يعرف بأن سيميوني زار مركز تدريبات برشلونة أيام جوارديولا، وقضى معسكر معايشة داخل النادي. يقول جوارديولا عن تلك التجربة: يعرف الجميع قدوم زيدان وسانيول وأكثر من مدرب فرنسي لي في ميونخ، لكن المفاجأة بالنسبة للبعض أن دييجو سيميوني سبقهم، وقام بعمل فترة معايشة معي في برشلونة”.
عندما كان يدرب في الأرجنتين، قبل توليه مهمة أتلتيكو، وصل سيميوني إلى التدريبات. حضر وراقب وشاهد، ثم جلس معي، والكلام لا يزال لجوارديولا، وقال لي، “لم أحب ذلك، لم أشعر به، لم أتخيله”. وقتها قلت له، “هذا عظيم، هذا جوهر اللعبة، الاختلاف يا صديقي”.

تحدث الشولو بكل شغف عن كرة القدم، عن استخدام الفراغات، عن خلق التفوق بالأرقام، عن التحولات وأهميتها. ماذا تنتظر أن أقول له؟ من المستحيل أن تلعب بشيء لا تؤمن به، من رابع المستحيلات أن تجبر شخص على فكرة لا يحبذها، هنا جوهر هذه المستديرة، أن يعبر كل شخص عن ما بداخله. اذا قمت بتدريب الأتليتي، سألعب بطريقتي الهجومية، وسأجبرهم على تنفيذها، حتى لو تطلب الأمر سنوات. وإذا درب سيميوني برشلونة، سيلعب بطريقته الدفاعية، ولن يغيرها، لأنه لا يؤمن إلا بها.
الأندردوج وسره الباتع
وصل سيميوني إلى القمة سريعاً مع أتليتكو مدريد، لأن الجميع آمن به وبتجربته وبخطة لعب 4-4-2 التي يطبقها، بالدفاع المتأخر وتقليل الفراغات في وبين الخطوط، واللعب بكثافة وحدة وعنف مشروع في بعض الأحيان، ليحصل النادي على بطولات مهمة ومحورية داخل إسبانيا وخارجها، والبداية كانت مع الدوري الأوروبي عام 2012 ثم السوبر الأوروبي، وكأس إسبانيا عام 2013، ثم بطولة الليجا كأعظم إنجاز في تاريخ سيميوني عام 2014، وبعده وصيف بطل نهائي دوري أبطال أوروبا في نفس العام، وبعدها وضع الفريق اسمه بين الكبار وفرض شخصيته كأحد عمالقة اللعبة منذ ذلك التاريخ حتى اليوم.
أتلتيكو متبعاً استراتيجية الـ “Underdog” أو المستضعف، وهو شخص أو مجموعة في منافسة ما، عادة في المنافسات الرياضية والأعمال الإبداعية، ويتوقع أن يخسرها الناس. ويُطلق على الفريق أو اللاعب المتوقع فوزه (الكلب المفضل). وفي حالة فوز المستضعف يعتبر ذلك مفاجأة.
هذا هو التعريف الأقرب لفريق سيميوني حتى بعد الصفقات الأخيرة وزيادة موارده المالية، ومحاولة تحوله إلى نسخة هجومية. لقد خسر كل المواقع التي كان فيها الطرف المرشح والأقوى، وظهر بشكل أقوى كلما كان الطرف الضعيف أو المستضعف، لذلك كان سيناريو مباراة ليفربول في الموسم الماضي من الدقيقة الأولى حتى الأخيرة مناسباً بشدة للأرجنتيني العصبي المتهور القادم من حواري بيونس آيريس.
فاز سيميوني في معظم الصراعات التي كان فيها الطرف الأضعف أو الأقل جاهزية، حدث ذلك في ليجا 2014، إقصاء برشلونة وبايرن في 2016، الفوز على ريال مدريد في الكأس 2013، والسوبر الأوروبي 2018، وحتى الانتصار التاريخي على ليفربول ذهاباً وإياباً في 2020، وغيرها من المباريات والبطولات والملاحم التي لا تنسى، والتي كان فيها أتليتكو طرفاً أقل على الصعيدين الفني والتقني من منافسيه وخصومه.
يفضل الشولو الإجابة على السؤال بدلاً من كتابته، وهو بذلك يسحب الفرق التي تواجهه إلى مناطقه، يجبرها على الصعود إلى الأمام، ويغلق جميع المنافذ المتاحة بالضبة والمفتاح، ثم يضرب ضربته عن طريق مرتدة سريعة، كرة ثابتة، تسديدة بعيدة، أو جملة خططية متفق عليها في التدريبات، مما يجعله يتفوق وينقل حرب الأعصاب إلى الجهة الأخرى من النهر.
محاولة فاشلة لتغيير الجلد
أتليتكو مدريد يستحق لقب أفضل فريق دفاعي في أوروبا، مقولة لا ترتبط بفوز أو خسارة، بقدر مزجها مع طريقة الدفاع التي يطبقها سيميوني ورفاقه، من خلال التحكم شبه الكامل في الفراغات، وإجبار منافسيه على اللجوء إلى الحلول الفردية، لأن الطريق إلى مرمى أوبلاك مغلق، نتيجة تواجد رباعي دفاعي ورباعي آخر بالوسط مع ثنائي هجومي يتمركز في نصف الملعب من دون الكرة، وبالطبع هذا النجاح يٌحسب لمدربهم سيميوني، الذي جمع كل هذه المهارات الدفاعية الفردية، وأوجدها داخل منظومة جماعية لا تتوقف، قادرة على منافسة الكبار في إسبانيا وأوروبا.
المهم مع الوقت وفشل الفريق في الفوز بالليجا مرة أخرى بعد 2014، والإقصاء المرير والصعب في نهائي 2016 أمام الريال وقبله حتى في 2014، كل هذه العوامل جعلت سيميوني يفكر في تغيير جلده بعض الشيء، بالتوقيع مع أسماء هجومية مميزة وقادرة على الإضافة واللعب في الأمام، مثل توماس ليمار القادم من موناكو، وقبله كاراسكو، غايتان، جاميرو، لوسيانو فييتو، جاكسون مارتينيز، دييجو جوتا، جيلسون مارتينيز، كالينيتش، وألفارو موراتا، وعدد كبير من لاعبي الوسط والمهاجمين والأجنحة التي لم تتألق أو تنجح بالشكل المتوقع، ولم تحقق أيضاً الطفرة المرجوة لهجوم سيميوني ونجاعته التهديفية، مقارنة بصلابته الدفاعية المعهودة.
تكتيكياً، لم ينجح الأرجنتيني في إضافة الجزء الناقص إلى كتيبته هجومياً، لذلك فإن أتليتكو يفوز باستمرار عندما يدافع، لكنه يخسر أكثر عندما يطلب منه أن يهاجم أو يتأخر في النتيجة. أبسط مثال على ذلك ما حدث في شامبيونزليج الموسم الماضي، الفريق الإسباني فاز على ليفربول -أفضل فريق في العالم حينها- ذهاباً وإياباً لأنه دافع بشكل أفضل، لكنه خسر وخرج أمام لايبزيج الألماني، حيث كان مطلوباً منه شيء أكبر من الدفاع، والذي لا يعرفه بالمناسبة.
الصيحة الجديدة.. الجمهور عايز كده
أطلق على دييجو سيميوني لقب “الشولو” أحد مدربيه في فترة الشباب وهو فيكتور سبينيتو، وبالمناسبة سبينيتو عمل كمدير فني لنادي فيليز سارسفيلد الأرجنتيني سابقاً، وكان رائداً فيما أصبح يُعرف باسم الـ “الأنتي فوتبول” حيث أنه كان يلعب بطريقة دفاعية مبالغ فيها وقتها، وأثر ذلك بالتأكيد على سيميوني.
تأثر سيميوني بهذا الرجل ولعب بطريقة قريبة عندما صار مدرباً، لكنه في كل ميركاتو صيفي، يحاول ضم عدد من المهاجمين واللاعبين المهاريين، أملاً في تعديل طريقة لعبه بعض الشيء. السبب بالتأكيد ليس فقط تكتيكياً وخططياً، ولكن تسويقياً وتجارياً أيضاً، كما يقول الكاتب جوناثان ويلسون في “جارديان” عند الحديث عن سيميوني.

أتليتكو نوع جديد من “الأندر دوج” لأنه أحد أغنى أندية العالم، يتواجد ضمن العشرين الكبار في كرة القدم من حيث الإيردات، ولديه استثمارات في بلدان آسيوية وأمريكية، لكنه في المقابل يعرف عنه إعلامياً بأنه نادي الكادحين كروياً وتشجيعياً، لدرجة أن أحد المستثمرين الأمريكيين كان ينتقد أتلتيكو لعدم اعتماده على نموذج أكثر توسعية ويعتمد على شراء النجوم، النموذج الذي قد يسمح لهم بأن ينمو إلى أبعد من ذلك، وهو انتقاد يتجاهل طبيعة النادي.
الانتقالات الأخيرة، من بيع الحرس القديم مثل خوان فران، جابي، جودين، فيليبي لويس، واستقدام أمثال جواو فيليكس، يورينتي، توماس ليمار، وآخرين، تؤكد مضي النادي قدماً في اللعب وفق قوانين الاستثمار أيضاً، وجذب الجماهير وعقود الرعاية إليه بكرة القدم الحديثة ونجومها، وهذا ما قاله ويلسون نصاً في هذه العبارة: “تحتاج الأندية الحديثة أن تلعب بطريقة محددة من أجل جذب مزيداً من المشجعين، في البحث عن النمو الاقتصادي، ولكنها قد تضحي بجزء من هوية النادي في سبيل المال وقوانينه الخاصة، حيث أنها ستلعب بأسلوب يفرضه السوق لا المدرب وحده فقط”.
الحقيقة أن هذا الشرح يلخص حالة أتليتكو في آخر موسم على سبيل المثال، صحيح أنه جلب نجوماً مميزين لكنه لا يفوز بالبطولات ولا حتى ينافس عليها، من خلال ابتعاده التام عن المراكز الأولى في الليجا بالموسم الماضي، وخروجه من ربع نهائي دوري الأبطال، لذلك فإن سيميوني قرر تحقيق المعادلة الصعبة هذا الموسم، بالحفاظ على هيكل النجوم الشباب مثل فيليكس ويورينتي، لكن بإضافة لاعبين آخرين لأسلوبه كلويس سواريز وغيره، والجمع بين الدفاع القوي والقدرة على الفوز في المباريات المغلقة، ولنا عبرة بالليجا.
موسم الخلاص
تعاقد أتليتكو مع سواريز، كوندوبيا، توريرا، وباع توماس بارتي إلى أرسنال بعد دفع الشرط الجزائي في عقده، وأعطى البرتغالي جواو فيليكس حرية الحركة، ليقود الفريق هذا الموسم داخل الملعب رغم صغر سنه. هذه المرة بدأ سيميوني ينوع خططه، صحيح أنه يحافظ على رسم 4-4-2 كأساس في المباريات الكبيرة، لكنه يستخدم هذه الخطة بشكل مغاير، من خلال إعطاء جواو فيليكس حرية الحركة بين العمق والأطراف، كمهاجم إضافي خلف لويس سواريز، وفي نفس الوقت يحميه بواسطة كوكي على اليسار، حتى يتفرغ للهجوم ويبتعد تماماً عن الدفاع والشق الخلفي.
يؤدي أتليتكو بشكل جيد في هذه الخطة التي توفر له كثافة عددية في الوسط، وفراغات ضيقة في وبين الخطوط أثناء الدفاع، مع القدرة على الحسم بواسطة ثنائي الهجوم، لكنه كان يعاني باستمرار في مباريات الليجا أو الشامبيونزليج التي تتطلب منه الهجوم، عندما يواجه منافساً يطبع أسلوبه ويدافع أكثر مما يلعب للأمام.
سيميوني أصبح أكثر براجماتية مع سواريز، فيليكس، ويورينتي، مع تحويله خطة اللعب من 4-4-2 في بعض الأحيان إلى ما يشبه 3-4-2-1، بتواجد سواريز في الأمام، وخلفه الثنائي فيليكس ويورينتي، البرتغالي كلاعب حر بين الطرف والعمق وصانع لعب، والإسباني كـ لاعب وسط هجومي يقطع من العمق إلى منطقة الجزاء مباشرة، مع حماية لهذا الثلاثي بواسطة رباعي آخر يتكون من ثنائي بالعمق وثنائي آخر بالطرف، وخلف كل هؤلاء ثلاثي دفاعي للحماية من المرتدات.

أعطت هذه الخطة أتليتكو بعداً آخر، حيث وفرت للفريق التنوع المطلوب، من خلال فتح الملعب عرضياً بواسطة لودي/ ساؤول وتريبييه، وفي الهجوم لاعب مهاري مثل جواو وآخر سريع وذكي كيورينتي، ومهاجم قناص يجيد اللعب أمام الدفاعات المتأخرة مثل سواريز، المميز جداً في هذا الجانب حتى مع كبر سنه ونقص لياقته، بسبب مكره الكروي وقدرته على إجبار دفاعات الخصم على ارتكاب الأخطاء داخل الصندوق.
نتيجة لذلك أصبح هجوم أتليتكو شرساً ويجيد تسجيل الأهداف والفوز بنتائج عريضة، على سبيل المثال الانتصار على قادش برباعية نظيفة، ثلاثية في شباك سالزبورج أوروبياً، ثلاثية في أوساسونا، سداسية في غرناطة، والأهم من كل ذلك يعتبر هجوم أتليتكو الثاني تهديفياً بعد مرور أول 9 جولات، بتسجيله 17 هدفاً، وحفاظه على سجله كأفضل دفاع باستقباله هدفين فقط، حتى نوفمبر 2020.

يعاني البارسا مع كومان ومن دون إدارة رياضية، بينما الريال لا يتمتع أبداً بمستوى ثابت محلياً وقارياً، ومع خبرة سواريز وانفجار موهبة جواو فيليكس وأهداف يورينتي، جنباً لجنب مع قوة دفاع أتليتكو وخبرة سيميوني الدائمة، فإن أتليتكو مدريد يبقى خياراً حقيقياً للفوز بلقب الليجا هذا الموسم، فعل يفعلها الشولو أم يقع فريسة لتكراره كما جرت العادة في الآونة الأخيرة؟