بعد بداية متذبذبة مع الإسباني أوناي إيمري حصد فيها أرسنال الفوز في 4 مباريات فقط من أصل 13 مباراة، قررت إدارة النادي إقالته وتعيين السويدي فريدي ليونبيرغ مدرباً مؤقتاً للفريق، وقاد السويدي نادي العاصمة الإنجليزية في 6 مباريات لم يفز فيها سوى في مباراة واحدة، ليأتي تعيين ميكيل أرتيتا كشعلة أملٍ قادمةٍ من مانشستر محمّلةً بخبراتٍ جيّدة لمساعد .بيب غوارديولا السابق
بداية أرتيتا مع أرسنال كانت جيدة، ورغم التعادل مع بورنموث والخسارة أمام تشيلسي في أول مباراتين، إلا أن الفريق استطاع الاستمرار دون خسارة في الدوري منذ فوزه على مانشستر يونايتد في الجولة 21، وحتى الخسارة أمام مانشستر سيتي في الجولة 28 -بعد فترة التوقف الطويلة للدوري الإنجليزي- بعد تلك الهزيمة قام أرتيتا بتغيير شكل وأسلوب الفريق الأمر الذي مكّنه من حصد لقب كأس الاتحاد الإنجليزي FA Cup أمام تشيلسي، قبل أن يبدأ الموسم .الحالي بالفوز بلقب الدرع الخيرية أمام مانشستر سيتي
خلال هذا الموضوع، سأتحدث بشكلٍ مفصّل عن كامل مرحلة ميكيا أرتيتا مع أرسنال منذ استلامه تدريب الفريق وحتى الوقت الحالي، والتغييرات التي أحدثها على أسلوب اللعب والمشاكل الدفاعية التي عانى منها الفريق إضافةً لأدوار مسعود أوزيل وكيف افتقدها الفريق .والسر خلف انخفاض أداء بيير إيمريك أوباميانغ
أتى ميكيل أرتيتا إلى أرسنال وهو يحمل الكثير من الخبرات سواءً كلاعبٍ هو أحد خريجي مدرسة La Masia في برشلونة قبل أن يرحل ويتدرب تحت قيادة العديد من المدربين من مدارس مختلفة مثل لويس فيرنانديز وديفيد مويس وأخيراً آرسين فينغر، أو كمساعدٍ للاسباني بيب غوارديولا في مانشستر سيتي، وتلك الفترة صنعت الكثير من الملامح التكتيكية للمدرب الاسباني الشاب
بعد بداية متذبذبة مع الإسباني أوناي إيمري حصد فيها أرسنال الفوز في 4 مباريات فقط من أصل 13 مباراة، قررت إدارة النادي إقالته وتعيين السويدي فريدي ليونبيرغ مدرباً مؤقتاً للفريق، وقاد السويدي نادي العاصمة الإنجليزية في 6 مباريات لم يفز فيها سوى في مباراة واحدة، ليأتي تعيين ميكيل أرتيتا كشعلة أملٍ قادمةٍ من مانشستر محمّلةً بخبراتٍ جيّدة لمساعد .بيب غوارديولا السابق
بداية أرتيتا مع أرسنال كانت جيدة، ورغم التعادل مع بورنموث والخسارة أمام تشيلسي في أول مباراتين، إلا أن الفريق استطاع الاستمرار دون خسارة في الدوري منذ فوزه على مانشستر يونايتد في الجولة 21، وحتى الخسارة أمام مانشستر سيتي في الجولة 28 -بعد فترة التوقف الطويلة للدوري الإنجليزي- بعد تلك الهزيمة قام أرتيتا بتغيير شكل وأسلوب الفريق الأمر الذي مكّنه من حصد لقب كأس الاتحاد الإنجليزي FA Cup أمام تشيلسي، قبل أن يبدأ الموسم .الحالي بالفوز بلقب الدرع الخيرية أمام مانشستر سيتي
خلال هذا الموضوع، سأتحدث بشكلٍ مفصّل عن كامل مرحلة ميكيا أرتيتا مع أرسنال منذ استلامه تدريب الفريق وحتى الوقت الحالي، والتغييرات التي أحدثها على أسلوب اللعب والمشاكل الدفاعية التي عانى منها الفريق إضافةً لأدوار مسعود أوزيل وكيف افتقدها الفريق .والسر خلف انخفاض أداء بيير إيمريك أوباميانغ
الخلفية التكتيكية
أتى ميكيل أرتيتا إلى أرسنال وهو يحمل الكثير من الخبرات سواءً كلاعبٍ هو أحد خريجي مدرسة La Masia في برشلونة قبل أن يرحل ويتدرب تحت قيادة العديد من المدربين من مدارس مختلفة مثل لويس فيرنانديز وديفيد مويس وأخيراً آرسين فينغر، أو كمساعدٍ للاسباني بيب غوارديولا في مانشستر سيتي، وتلك الفترة صنعت الكثير من الملامح التكتيكية للمدرب الاسباني الشاب
فعندما كان أرتيتا مساعداً لغوارديولا في السيتي، كان يعمل مع اللاعبين عن قرب لشرح المفاهيم الرئيسية لأسلوب اللعب، ومنح كل لاعبٍ التوجيه الذي يحتاجه لتحسين أداءه
يشرح أرتيتا عمله القريب من اللاعبين بجملةٍ جميلةٍ توضّح مدى أهمية تنمية العلاقات بين المدرب واللاعبين حيث يقول:
“من المهم أن يشعر اللاعبون بالقدرة على إخبارنا بما يعتقدون بأنهم بحاجةٍ لتحسينه”
يقول أرتيتا عن فترة عمله مساعداً لغوارديولا:
“منذ البداية، كنت مفتوناً بأسلوب عمل بيب وقدرته على نقل أفكاره إلى اللاعبين وإقناعهم بها”
فترة أرتيتا مع بيب غوارديولا والتي امتدت لأكثر من 3 سنوات مع 201 مباراة خاضها الثنائي معاً، وضعت أساساً لأفكار أرتيتا داخل الملعب
في بدايته مع أرسنال، اعتمد أرتيتا على رسم 1-3-2-4، وشاهدنا الفريق يُنفّذ مبادئ وهياكل مختلفة على أرض الملعب، وكان من الواضح أن ميكيل أرتيتا لديه فهم كبير لأفكاره ما نتج .عنه سهولة التطبيق من اللاعبين مع مرور الوقت
البناء والصعود بالكرة في 1-3-2-4
عند البناء، ينزل أحد لاعبي المحور (غالباً تشاكا) للتواجد كثالث المدافعين، مع صعود الظهير الأيسر للأمام وتوسيع الملعب، هذا الأمر يمنح لاعب الجناح الأيسر (أوباميانغ) الفرصة .للدخول للعمق والتواجد في أنصاف المساحات
على الجانب الأيمن، يبقى الجناح متواجداً أكثر على الأطراف من أجل خلق مساحة يتحرك بها لاعب الوسط المهاجم (أوزيل) في أنصاف المساحات، وبالتالي يتواجد كلاً من (أوزيل .وأوباميانغ) في أنصاف المساحات، مع توسيع الملعب من قبل الظهير الأيسر والجناح الأيمن
هذه التحركات يدعمها دخول الظهير الأيمن للعمق Inverted Fullback للتحوّل إلى لاعب وسط لمساندة لاعب الوسط الآخر، ليصبح شكل أرسنال عند البناء أقرب لـ3-4-3.

يعتمد أرسنال في الصعود بالكرة على عدة خيارات، منها:
- خلق مثلثات تمرير على الأطراف لإيجاد مساحة فارغة يتحرك بها أحد اللاعبين بين الخطوط لاستلام الكرة
- الاعتماد على إرسال الكرات الطويلة باتجاه الأطراف، أو التمريرات العمودية لكسر خطوط الخصم
اعتمد أرتيتا خلال عملية الصعود على الذكاء الكبير للألماني مسعود أوزيل في التحرك، حيث بات الألماني قطعةً أساسية في منظومة أرسنال، فالألماني يتمتع بالذكاء اللازم للنزول وخلق مثلثات تمرير تساعد الفريق في الخروج من الضغط، إضافةً لذكاءه في التحرك وإيجاد المساحات بين الخطوط لاستلام الكرة

الثلث الأخير من الملعب
عند صعود أرسنال لمناطق الخصم، يتقدم تشاكا أكثر للتواجد كثالث لاعبي الوسط، ليتحوّل شكل الفريق إلى 5-3-2، حيث يهدف أرتيتا من خلال تواجد 5 لاعبين في المقدمة إلى إشغال كل ممرات الملعب الأفقية (الطرفين – أنصاف المساحات – عمق الملعب) حيث يُركّز الفريق أكثر على نقل الكرة سريعاً من الأطراف إلى العمق والعكس كذلك لتحريك الدفاع حتى إيجاد مساحة يتحرك بها أحد اللاعبين

مشكلة أرسنال الواضحة خلال تلك الفترة كانت في ترجيح كفة الجهة اليسرى أكثر من الجهة اليمنى، حيث يعاني الجناح الأيمن من نقص الدعم -رغم محاولات أوزيل الدائمة لفعل ذلك- إضافة لعدم تمتّع بيليرين بما يلزم لتقديم أدوار الدعم كلاعب وسط، عكس الجهة اليسرى التي تتضح فيها أهمية أدوار تشاكا الذي يقوم بتغطية صعود الظهير الأيسر ويمنح الدعم اللازم .لأوباميانغ للدخول في أنصاف المساحات
مشاكل الفريق الدفاعية
إضافةً للمشاكل الدفاعية الناجمة عن القرارات الفردية السيئة لمدافعي أرسنال، عانت منظومة الفريق الدفاعية من سهولة اختراق الأطراف بشكلٍ خاص نتيجة تحوّل الفريق في الحالة الهجومية إلى 5-3-2، حيث اعتمدت أغلب الفرق التي واجهت أرسنال لاحقاً على تواجد لاعبين اثنين في المقدمة من أجل خلق مواجهات 2 ضد 2 مع المدافعين عبر إرسال الكرات الطويلة، ورغم الأداء الجيد للحارس الألماني لينو في تقديم أدوار Sweeper Keeper إلا أن الكثير من الخصوم استفادوا من هذا الخلل الواضح في الدفاع

الحل أتى بعد التوقف
بعد استئناف الدوري، خسر أرسنال أول مباراتين أمام مانشستر سيتي ثم برايتون، ليقرر أرتيتا تغيير الرسم التكتيكي من 1-3-2-4 إلى 3-4-3 لمحاولة تأمين دفاعات الفريق بصورةٍ أفضل، وهو ما حدث، حيث انخفض معدل تلقي الفريق للأهداف من (هدف واحد/المباراة) إلى (0.4 هدف/المباراة).
في 3-4-3، اعتمد أرتيتا على ذات النقاط الأساسية المتمثلة في خلق زيادة عددية للصعود بالكرة، ولكن هذه المرة بوجود مدافع رئيسي ثابت، ومع الصعود بالكرة أصبح الفريق يتحوّل إلى 5-2-3 بدلاً من 5-3-2، وهذا الأمر أمّن دفاعات الفريق بشكلٍ جيّد أمام محاولات الخصوم لخلق مواجهات 2 ضد 2 مع دفاع الفريق، مع بقاء فكرة أرتيتا في إشغال كل ممرات الملعب .الأفقية بـ5 لاعبين

شكل الفريق في 3-4-3
.يعتمد أرسنال عند البناء والصعود بالكرة على أكثر من شكل بناء على أسلوب ضغط الخصم
ففي حال كان الخصم يضغط بشكلٍ عالٍ، ينزل مدافعين اثنين للتواجد داخل منطقة الجزاء، مع نزول محوري الارتكاز للتواجد أمامهم، وفي تلك الأثناء يقوم الجناحين الخلفيين بالنزول أكثر مع بقاء الجناحين في مناطق أعلى من الملعب لتثبيت ظهيري الخصم، وبالتالي يُصبح أمام المدافع حامل الكرة أكثر من خيار للتمرير:
- التمرير إلى الجناح الخلفي المتواجد حينها على الأطراف بعيداً عن الضغط
- التمرير العمودي إلى الجناح المتواجد على الأطراف
- تحول مدافع الطرف للتواجد كظهير طبيعي مع دخول الجناح الخلفي في أنصاف المساحات والذي بدوره يقوم بسحب أحد لاعبي وسط الخصم، وبالتالي يتوفر 3 خيارات للتمرير على الأقل للمدافع حامل الكرة:
1. نحو محوري الارتكاز
2. نحو الجناح الخلفي المتواجد في أنصاف المساحات
3. نحو مدافع الطرف الذي تحول ليلعب كظهير طبيعي
إضافةَ لذلك، فإن لاكازيت في كثيرٍ من الأوقات كان ينزل للتواجد بين الخطوط لاستلام الكرة العمودية، مستغلّاً قوته البدنية ومهاراته الجيدة للاحتفاظ بالكرة ونقل الفريق إلى الأمام، كذلك فإن نزوله للخلف يساهم في سحب المدافعين وتوفير مساحة يتحرك بها ساكا أو أوباميانغ خلف .المدافعين لاستلام الكرة من لاعبي الوسط
أما في حال لم يضغط الخصم بشكلٍ عالٍ، وفضّل الاعتماد على الضغط المتوسط أو الضغط .المنخفض، يتغير شكل أرسنال بحسب مناطق ضغط الخصم

حيث يتحوّل أرسنال إلى 4 لاعبين في الخلف مع خيارات واسعة للجناح الخلفي بالدخول للعمق وعمل الزيادة العددية في وسط الملعب، أو البقاء على الأطراف الأمر الذي يمنح الجناح -وغالباً أوباميانغ- فرصة الدخول للعمق ومساندة لاكازيت الذي يتواجد حينها أكثر بين .الخطوط لخلق الزيادة العددية في وسط الملعب

الأفكار الدفاعية وأفكار الضغط العالي والضغط العكسي
عند فقدان الكرة، يعتمد أرتيتا على الضغط العكسي لمحاولة استعادتها سريعاً في مناطق الخصم، فبدلاً من أن يتراجع اللاعبون للخلف، يُفضّل الإسباني أن يكون اللاعبون أكثر حدّة في .الضغط العكسي الأمر الذي لا يمنح الخصم حامل الكرة الكثير من الوقت للتفكير
دفاعياً، يعتمد أرتيتا على فكرة الضغط العالي لرجل لرجل، وقطع خطوط التمرير على حامل .الكرة وإجباره على تشتيتها أو ارتكاب الأخطاء
شكل أرسنال الدفاعي في 3-4-3 يهدف أرتيتا من خلاله إلى إغلاق العمق عبر نزول المهاجم لوسط الملعب ومحاولة خلق كثافة عددية في العمق، مع مهام للجناح المتواجد في جهة الكرة للضغط أو عمل تغطية الظهر Cover Shadow لقطع خطوط التمرير.

وفي حال أجبر أرسنال على التراجع أكثر لمناطقه، يتحوّل الفريق إلى شكل 1-4-5 مع أدوار موكلة لأوباميانغ في التحرك بين الجناح الأيسر والعمق في حال وجد فرصة جيدة للارتداد الهجومي ومساندة لاكازيت ليتحول شكل الفريق إلى 2-3-5.

كيف افتقد الفريق لمسعود أوزيل؟ وما هي مشكلة أوباميانغ؟
المشكلة الأكبر التي عانى منها أرسنال منذ بداية هذا الموسم هي ضعف الابتكار لدى لاعبي وسط الملعب، فبالعودة لأدوار مسعود أوزيل التي ذكرناها في بداية الحديث، نجد أن أرسنال افتقد للبراعة الكبيرة التي يتمتع بها الألماني سواءً في التحرك بين الخطوط أو في التمرير، .الأمر الذي يُوضّح رغبة أرتيتا في التعاقد مع حسام عوّار لاعب ليون تحديداً
هذا الغياب أثر على الأداء الهجومي للفريق، الأمر الذي جعل أرسنال أحد أقل الفرق في معدل التسديدات على المرمى في كامل الدوري الإنجليزي حتى الآن، إضافةً لذلك، فإن التراجع .المخيف لأداء بيير إميريك أوباميانغ كان سبباً مهماً في انخفاض الفاعلية أمام المرمى
ربما يُعزى تراجع أداء أوباميانغ للحالة الذهنية للاعب في المقام الأول، ولكن حتى على أرض .الملعب لا تجد بأن أسلوب أرتيتا يُساعد هدافه للتواجد أقرب للمرمى
فعند المقارنة بين تواجد أوباميانغ كمهاجم وتواجده على الجناح الأيسر، سنجد بأن المهاجم الغابوني يحصل على فرص أكبر أمام المرمى عندما يتواجد كمهاجم بحساب معدلات الأهداف المتوقعة xG، ولكن في المقابل معدلات تسجيله الأهداف ترتفع عندما يتواجد على الجناح .الأيسر، وبالتالي فإن مجرد تواجده على الجناح الأيسر ليس السبب الرئيسي لهذا الانخفاض

إذاً ما السبب؟
باعتقادي فإن الأدوار الدفاعية لأوباميانغ بالعودة لمناطق متأخرة جداً من الملعب تخفض كثيراً من تركيزه على المرمى، حيث يضطر لقطع مسافاتٍ أكبر حتى الوصول لمناطق الخطورة، ومع الربط بين مشكلة افتقاد الفريق للاعب الوسط الخلاق وعودة أوباميانغ دفاعياً، سنجد أن المهاجم الغابوني وعند وصوله لمناطق الخصم لا يجد المساندة الكافية من اللاعبين والتي .تُمكنه من التحرك وطلب الكرة في المساحات
رغم الأداء الجيد الذي قدمه ميكيل أرتيتا مع أرسنال في الكثير من المباريات، وقدرته على تغيير أسلوب لعب الفريق بشكلٍ أتاح للاعبين تقديم أداءٍ جيد، إلا أنه ظلّت هنالك الكثير من المشاكل التي ينبغي أن يبحث المدير الفني الاسباني عن حلولٍ لها، لعل أبرزها هو انخفاض فاعلية بيير إميريك أوباميانغ أمام المرمى، إضافةً لغياب الابتكار في وسط الملعب مع إبعاد مسعود أوزيل عن الفريق منذ بداية هذا الموسم الأمور لا تزال تحت سيطرة ميكيل أرتيتا، وربما سيحاول إيجاد بعض الحلول المؤقتة حتى فتح نافذة الانتقالات الشتوية والتي بالتأكيد سيحتاج بها إلى تدعيمات ضرروية في الكثير من المراكز من أجل ضمان مقعد مؤهل لدوري أبطال أوروبا.