خلال هذا المقال، سنتعرض في البداية إلى أسلوب لعب ريال مدريد مع زين الدين زيدان وشرح الأفكار الفنية للمدرب الفرنسي في وسط الملعب وخط الهجوم إضافة للأفكار الدفاعية التي يعتمد عليها، ثم سنتطرق للمشاكل التي عانى منها الفريق خلال الموسم وسنتحدّث أخيراً عن الحلول التي يُمكن أن يستخدمها زيدان من أجل علاج تلك المشاكل خلال الموسم الجديد
خلال موسم 2019/20، اعتمد زيدان على 7 أسماء أساسية تجاوز عدد دقائق لعبها أكثر من .2500 دقيقة
الأسماء التي تحضر في هذه القائمة توضح أن زيدان اعتمد على ثبات خط دفاعه بشكلٍ كبير، بتواجد سيرجيو راموس، رافائيل فاران وداني كارفخال ومن خلفهم تيبو كورتوا، فيما حصل الوافد الجديد فيرلان ميندي على دقائق لعبٍ أكثر من مارسيلو الذي قضى جزءً من الموسم مصاباً
في وسط الملعب، كانت ثنائية توني كروس وكاسيميرو حاضرةً بشكلٍ دائم، في حين كانت إصابة لوكا مودريتش سبباً في حصول فيديريكو فالفيردي على دقائق لعبٍ وصلت إلى 1897 دقيقة ليأتي تاسعاً في ترتيب اللاعبين الأكثر مشاركةً بعد لوكا مودريتش الذي لعب 2021 دقيقة
خلال هذا المقال، سنتعرض في البداية إلى أسلوب لعب ريال مدريد مع زين الدين زيدان وشرح الأفكار الفنية للمدرب الفرنسي في وسط الملعب وخط الهجوم إضافة للأفكار الدفاعية التي يعتمد عليها، ثم سنتطرق للمشاكل التي عانى منها الفريق خلال الموسم وسنتحدّث أخيراً عن الحلول التي يُمكن أن يستخدمها زيدان من أجل علاج تلك المشاكل خلال الموسم الجديد
اللاعبين الأساسيين
خلال موسم 2019/20، اعتمد زيدان على 7 أسماء أساسية تجاوز عدد دقائق لعبها أكثر من .2500 دقيقة

الأسماء التي تحضر في هذه القائمة توضح أن زيدان اعتمد على ثبات خط دفاعه بشكلٍ كبير، بتواجد سيرجيو راموس، رافائيل فاران وداني كارفخال ومن خلفهم تيبو كورتوا، فيما حصل الوافد الجديد فيرلان ميندي على دقائق لعبٍ أكثر من مارسيلو الذي قضى جزءً من الموسم مصاباً
في وسط الملعب، كانت ثنائية توني كروس وكاسيميرو حاضرةً بشكلٍ دائم، في حين كانت إصابة لوكا مودريتش سبباً في حصول فيديريكو فالفيردي على دقائق لعبٍ وصلت إلى 1897 دقيقة ليأتي تاسعاً في ترتيب اللاعبين الأكثر مشاركةً بعد لوكا مودريتش الذي لعب 2021 دقيقة
أدوار كاسيميرو
بدون الكرة
كاسيميرو هو القطعة الأهم في منظومة خط وسط ريال مدريد الدفاعية، حيث يمتاز بذكاء كبير في التمركز لإغلاق المساحات على الخصم، بتحركه بشكلٍ متواصل لسد الثغرات سواءً خلف الظهيرين أو النزول والتواجد بين قلبي الدفاع كمدافع ثالث
البرازيلي هو أكثر اللاعبين قطعاً للكرة في الدوري الاسباني الموسم الماضي بمعدل [2.19 /90 دقيقة] وثالث أكثر اللاعبين قطعاً للكرة في الدوريات الخمس الكبرى بعد ديكلان رايس لاعب وست هام يونايتد وويلفريد نديدي لاعب ليستر سيتي، كما أنه أحد أكثر لاعبي الدوري الاسباني اعتراضاً للكرة بمعدل [1.08 اعتراض/90 دقيقة]، كما يمتلك أحد أعلى معدلات التصدي للتسديدات في الدوري الاسباني الموسم الماضي 2019/20 [2.42 تصدي/90 دقيقة] الأمر الذي يُوضّح قيمته الكبيرة على مستوى الأداء الدفاعي لريال مدريد
تأثير كاسيميرو على أسلوب لعب ريال مدريد يتّضح من ذكاءه في التقدم للأمام في مناطق الخصم مع استحواذ الفريق على الكرة من أجل استعادتها سريعاً في مناطق متقدمة من الملعب والمساهمة في عملية الضغط العكسي، يتّضح ذلك من إحصائية معدل قطع الكرات في نصف ملعب الخصم، حيث يُعتبر كاسيميرو أحد أعلى اللاعبين قطعاً للكرات في الثلث الأخير من الملعب في الدوري الاسباني الموسم الماضي 2019/20 بمعدل [0.35 /90 دقيقة]
عند الاستحواذ
يختلف تمركز كاسيميرو عند استحواذ ريال مدريد على الكرة بحسب أسلوب ضغط الخصم:
ففي حال كان الخصم يضغط بشكلٍ عالٍ، يحاول كاسيميرو الابتعاد عن عملية البناء والتقدم أكثر للأمام مع نزول أحد لاعبي الوسط (عادةً كروس) للخلف للخروج بالكرة بشكلٍ أفضل مما يفعل البرازيلي

أما في حال لم يكن الخصم يضغط عالياً، يبقى كاسيميرو أمام خط الدفاع، للقيام بعملية التدوير والصعود بالكرة، الأمر الذي يمنح مودريتش أو فالفيردي إمكانية الصعود والتواجد بين خطوط الخصم

مساهمات كاسيميرو في الثلث الأخير من الملعب واضحة، حيث منحه زيدان بعض المهام الهجومية للصعود ومحاولة التواجد أكثر في منطقة الجزاء واستغلال نزول كريم بنزيما، أو التواجد خارجها لخلق فرص للتسديد
تحركاته العمودية كانت خياراً هجومياً جيّداً للريال في محاولةٍ لاستغلال إمكانياته الجيدة في الكرات الرأسية، إضافةً إلى الاستفادة منه في الكرات الثابتة
سجل كاسيميرو خلال موسم 2019/20 [4 أهداف] وصنع [3 أهداف]
أدوار توني كروس
في الصعود بالكرة
يتمركز توني كروس على الجانب الأيسر كصانع ألعاب متأخر، ويعتبر صاحب الدور الأبرز في عملية صعود ريال مدريد بالكرة، حيث يعتمد الفريق على قدراته العظيمة في التمرير ورؤيته المميزة للملعب من أجل الصعود للأمام، فهو غالباً ما يتواجد في مناطق منخفضة ليكون متاحاً للتمرير سواءً للمدافعين أو لكاسيميرو في وسط الملعب

وفي حال كان الخصم جيّداً في الضغط على كروس ومنعه من استلام الكرة، يتحوّل ريال مدريد للعب على الجانب الأيمن، عبر خلق مثلثات تمرير بين كارفخال ولاعب الوسط الأيمن والجناح الأيمن، ثم انتظار فرصة تغيير اتجاه اللعب نحو توني كروس الذي يملك حينها الوقت والمساحة لدراسة خياراته للصعود

مع انتقال الكرة للثلث الأخير، يتواجد كروس دائماً في أنصاف المساحات اليسرى ويحاول إفراغ نفسه بشكلٍ مستمر ليحصل على وقتٍ كافٍ ومساحةٍ جيدة للعب الكرات العرضية أو التمريرات البينية أو التسديد على المرمى أو مواصلة تدوير الكرة

في التغطية على صعود الظهير الأيسر وتفعيل الضغط العكسي:
واحدة من أهم المشاكل التي بحث زيدان عن حلولٍ لها، هي المساحات التي يتركها تقدم الظهير الأيسر هجومياً
الفرنسي كان ناجحاً في توظيف توني كروس كصانع ألعاب متأخر في أنصاف المساحات اليسرى الأمر الذي منحه مساحة جيدة بعيداً عن الضغط لدراسة خيارات التمرير ولعب الكرات العرضية، كما منح الظهير الأيسر تغطية جيدة أثناء صعوده، إضافةً إلى ذلك حاول زيدان الإبقاء على كارفخال بأدوار أكثر توازناً بدلاً من أن يصعد باستمرار للأمام
إضافةً إلى ذلك، فإن تواجد توني كروس في أنصاف المساحات اليسرى متأخراً أمام خط وسط الخصم فعّل عملية الضغط العكسي واسترداد الكرة في مناطق مرتفعة من الملعب

الاختلاف بين أدوار لوكا مودريتش وفيديريكو فالفيردي
مع وضوح أدوار كاسيميرو كلاعب وسط أمام خط الدفاع، ووضوح أدوار توني كروس كصانع ألعاب متأخر في أنصاف المساحات اليسرى، تناوب على الجهة اليمنى من الوسط لاعبين اثنين: لوكا مودريتش وفيديريكو فالفيردي
في الغالب، زيدان يستخدم فيديريكو فالفيردي في حال أراد اللعب بشكلٍ أكثر مباشرةً على المرمى، حيث يمتاز الأوروغوياني بسرعةٍ جيدةٍ وقدرةٍ بدنيةٍ ممتازة، إضافةً لقدرته على التحرك بين أنصاف المساحات والأطراف بشكلٍ انسيابي، الأمر الذي يجعله قادراً على تغطية مساحات كبيرة، وبالتالي منحه زيدان حرية أكبر للتجول في الثلث الأخير من الملعب
إضافةً إلى ذلك، يتمتّع فالفيردي بمرونةٍ تكتيكيةٍ مميزةٍ ووعي كبير، الأمر الذي يجعله قادراً على لعب أكثر من دورٍ في نفس المباراة، بين أن يكون لاعب وسطٍ أو جناحٍ أيمن أو حتى محور ارتكازٍ ثانٍ بجانب كاسيميرو في حال أراد ريال مدريد أن يخلق كثافةً دفاعيةً أكبر في وسط الملعب
في المقابل، يستخدم زيدان الكرواتي لوكا مودريتش كلاعب وسط ثالث مع توني كروس وكاسيميرو أمام الفرق التي تتكتل دفاعياً للاستفادة من قدراته المهارية على الكرة إضافةً إلى رؤيته المميزة للملعب لفك التكتلات سواءً عبر الكرات الطويلة أو التمريرات البينية المتقنة
خط وسط مكون من (كاسيميرو – توني كروس – فيديريكو فالفيردي)
مع استمرار ذات الأدوار التي يقوم بها كاسيميرو كلاعب وسط دفاعي وتوني كروس كصانع ألعاب متأخر -والتي سبق وأن فصّلناها بداية حديثنا- يكون دور فالفيردي في هذا الثلاثي متعلّقاً أكثر بالأدوار الهجومية
فالفيردي يمنح ريال مدريد إمكانية أكبر للعب المباشر، حيث يحاول التواجد في أنصاف المساحات اليمنى والتحرك بشكلٍ عمودي باتجاه منطقة الجزاء، أو التحرك قطرياً باتجاه الأطراف وبالتالي خلق فرصة لدخول الجناح الأيمن للعمق، مع التواصل بشكلٍ دائمٍ مع كارفخال وتكوين مثلثات تمرير تسمح لأحدهم في إيجاد مساحة للتحرك خلف خط دفاع الخط

تواجد فالفيردي في ثلاثي الوسط يمنح ريال مدريد قدرةً أكبر على تفعيل الضغط العكسي بسبب قدرات فالفيردي الدفاعية الجيدة وقوته البدنية، إضافةً إلى سرعته الكبيرة التي تُمكّنه من العودة للمساندة الدفاعية، كما أنه وجوده يمنح كاسيميرو بعض الحرية الهجومية بسبب قدرتهما على تقديم الأدوار الدفاعية وتبادل المراكز فيما بينهما في بعض فترات المباراة
خط وسط مكون من (كاسيميرو – توني كروس – لوكا مودريتش)
أمام الفرق التي يتوقع زيدان أن تتكتل دفاعياً، غالباً ما نشاهد هذا الثلاثي في وسط الملعب، حيث يحاول لوكا مودريتش خلال عملية البناء والصعود بالكرة التقدم أكثر والتواجد بين الخطوط
مع صعود ريال مدريد بالكرة -وبعكس فالفيردي- لا يبحث مودريتش عن التواجد داخل منطقة الجزاء أو التحوّل للأطراف، ولكن يبقى في أنصاف المساحات خارج منطقة الجزاء في نفس الخط تقريباً مع توني كروس، الأمر الذي يمنح الظهيرين التأمين اللازم للصعود معاً وتوسيع الملعب وبالتالي دخول الجناحين للعمق أكثر

الاختلاف بين أسلوب ريال مدريد بوجود لوكا مودريتش وأسلوب الفريق بوجود فيديريكو فالفيردي
بوجود لوكا مودريتش، يصبح ريال مدريد أقل مباشرةً على المرمى، حيث لم يعد يتمتع الكرواتي بذات القدرة البدنية التي تمتّع بها سابقاً بسبب العمر، وبالتالي تكون أدواره عادةً في التواجد خارج منطقة الجزاء ومحاولة تدوير الكرة وإيجاد فرصة للتمرير باتجاه منطقة الجزاء أو لعب الكرات العرضية
عدم وجود جناح أيمن بقدرة جيدة على التحرك لاستلام الكرة خلف الخطوط وبإمكانيات ممتازة على المرمى يُخفف كثيراً من إمكانية إيجاد مودريتش الفرصة للعب التمريرات البينية نحو منطقة الجزاء، وبالتالي يُصبح هجوم ريال مدريد مركّزاً أكثر على محاولات اللعب التموضعي وخلق مثلثات تمرير في الجانب الأيمن، بعكس وجود فالفيردي الذي يجعل هجوم ريال مدريد أكثر مباشرة على المرمى
يتّضح الفارق الكبير بين أسلوب لعب ريال مدريد مع لوكا مودريتش وأسلوب لعبه مع فيديريكو فالفيردي من خلال إحصائيات معدلات التمريرات التقدمية والتمريرات المفتاحية والتمريرات نحو منطقة الجزاء، إضافةً لمعدلات المراوغة والتسديدات، حيث يتفوّق لوكا مودريتش في معدل التمريرات والتسديدات على المرمى الأمر الذي يوضّح قيمته الكبيرة في وسط الملعب كلاعب قادر على تدوير الكرة والاحتفاظ بالاستحواذ، بعكس فالفيردي الذي يتحرك أكثر بدون الكرة

الدفاع وأفكار الضغط رجل لرجل
عند خسارة ريال مدريد للكرة، يُحاول لاعبوه الضغط العكسي بشكلٍ أكثر قوةً وتنظيماً لمحاولة منع الخصم من الارتداد وإجباره على تشتيت الكرة أو استعادتها في مناطق عالية من الملعب
جودة الضغط العكسي تتضح من كون ريال مدريد هو أحد أفضل الفرق في كامل الدوريات الخمس الكبرى في معدل التمريرات المسموح بها لكل إجراء دفاعي (PPDA) وهو ما لم يكن يحدث خارج فترتي زيدان الأولى والثانية، الأمر الذي كان يتسبّب في العديد من المشاكل الدفاعية
يعتمد ريال مدريد خلال عملية الضغط العالي والضغط العكسي على فكرة الرقابة رجل لرجل مع محاولة إغلاق العمق وتوجيه الخصم باتجاه الأطراف أو إجباره على لعب الكرات الطويلة، حيث يحاول كاسيميرو إيجاد التوازن المناسب لرقابة لاعب الخصم مع البقاء أمام خط الدفاع، في حين يبحث توني كروس ولوكا مودريتش أو فيديريكو فالفيردي عن رقابة أقرب لاعب وسط لهم
في المقابل، يبحث بقية اللاعبين عن أقرب لاعب خصم منهم للضغط عليه، ومع توجيه الكرة يتحرك اللاعبون بشكلٍ مستمر وسريع للتغطية على خيارات التمرير للخصم حامل الكرة
وبالتالي، وفي حال لم ينجح لاعبوا ريال مدريد في الحصول على الكرة نتيجة الضغط العكسي، فإن الرقابة رجل لرجل تمنع الخصم عادةً من توفّر الخيارات الجيدة للتمرير، لذلك يحاول الخصم اللعب باتجاه الأطراف وحينها يكون تمركز الظهيرين عاملاً مهماً لاستعادة الكرة، أو لعب الكرات الطويلة والتي تكون قدرة الثلاثي كاسيميرو، رافائيل فاران وسيرجيو راموس عاملاً مهماً للسيطرة عليها
نجاح أسلوب الضغط العالي والضغط العكسي رجل لرجل إضافةً للإمكانيات الكبيرة التي يتمتّع بها حارس المرمى تيبو كورتوا جعلت ريال مدريد ثاني أفضل خطوط الدفاع في الدوريات الخمس الكبرى، حيث استقبل الفريق [25 هدفاً]
بعد استعراض أسلوب لعب ريال مدريد، ما هي المشاكل التكتيكية التي رافقت الفريق؟
خلال موسم 2019/20، اعتمد زيدان على رسم 3-3-4 في 68% تقريباً من دقائق اللعب، في حين اعتمد على رسم 2-4-4 في 7.45% ورسم 1-3-2-4 في نحو 6.67% من دقائق اللعب
في 3-3-4، كانت مشاكل الفريق تتضح أمام الفرق التي تضغط عالياً، حيث تحاول التركيز على ضعف كاسيميرو بالكرة من أجل استعادتها عبر الضغط عليه وقطع خطوط التمرير نحو توني كروس، الأمر الذي يضطر لاعب الوسط الآخر -سواءً كان مودريتش أو فالفيردي- للعودة للمساندة في عملية البناء وبالتالي لا يكون هنالك لاعبٌ يتواجد بين خطوط الخصم لاستلام الكرة، خصوصاً مع غياب إيدين هازارد معظم الموسم بسبب الإصابة، حيث يُفضّل فينيسيوس جونيور التواجد أكثر على الأطراف لاستلام الكرة، بعكس البلجيكي الذي يحاول دائماً الدخول للعمق كمنفذ مهم لاستلام الكرة بين الخطوط، ولذلك يحاول بنزيما دائماً النزول بين الخطوط للربط بين خط الوسط والهجوم

إضافةً لذلك، لم يعد لوكا مودريتش يتمتّع بذات اللياقة والحركية التي كان يتمتّع بها سابقاً حين كان في عمرٍ أقل، الأمر الذي يتّضح من خلال انخفاض معدلات الضغط وقطع واعتراض الكرة مقارنةً في المواسم الماضية

علاوةً على ذلك، فإن أدوار توني كروس تجعله دائماً في مناطق متأخرة أمام خطوط الخصم، كما أنه لم يكن يوماً لاعباً ذا حركية كبيرة
هذا الأمر، جعل كاسيميرو يحصل على وقتٍ أطول على الكرة ومهامٍ أكبر عند البناء، فبالنظر إلى معدلات التمريرات الطويلة والتمريرات التقدمية والتمريرات نحو الثلث الأخير من الملعب ونحو منطقة الجزاء، إضافةً لمعدل محاولات المراوغة، سنجد ارتفاعاً ملحوظاً للبرازيلي خلال المواسم الأخيرة

إضافةً إلى ذلك، انخفضت معدلات التمرير ونسب نجاحها لدى كل من توني كروس ولوكا مودريتش عند مقارنتها بالمواسم الأخيرة

كما انخفضت معدلات التمريرات التقدمية والتمريرات نحو الثلث الأخير من الملعب لثنائي الوسط بشكلٍ ملحوظ خلال المواسم الماضية.
هذا الأمر يُوضّح أحد أهم مشاكل ريال مدريد الهجومية، وهي انخفاض معدل الاختراق Penetration مقارنةً بالمواسم الأخيرة، مع انخفاض معدلات التمرير للثنائي لوكا مودريتش وتوني كروس، إضافةً لعدم تمتّع الثنائي الآخر كاسيميرو وفيديريكو فالفيردي بإمكانيات جيدة .في التمرير
ولكن، هل انخفاض معدلات التمرير للاعبي الوسط نحو منطقة الجزاء هي المشكلة الوحيدة التي يعاني منها ريال مدريد هجومياً؟
إحصائياً، ريال مدريد هو صاحب أعلى معدل تسديدات على المرمى في الدوري الاسباني [5.84 تسديد/90 دقيقة] وتاسع أعلى الفرق في كامل الدوريات الخمس الكبرى، ولكن 38.54% من هذه التسديدات كانت تأتي من خارج منطقة الجزاء وهو الرقم الأعلى في الدوري الاسباني، كانت نسبة توني كروس منها 19.82% حيث يعتبر الألماني سادس أعلى اللاعبين في معدل التسديد من خارج منطقة الجزاء في الدوري [1.5 تسديدة/90 دقيقة]
وعند العودة لمشكلة الربط بين خط الوسط والهجوم والتي بدأنا بها حديثنا عن المشاكل التكتيكية لريال مدريد، سنجد أنه مع وجود فينيسيوس وغياب هازارد يضطر كريم بنزيما للعودة للتواجد بين الخطوط لعمل الربط بين خط الوسط والهجوم، الأمر الذي كان فعّالاً في وقتٍ سابقٍ خلال تواجد كريستيانو رونالدو الذي كان يدخل لمنطقة الجزاء مع نزول كريم بنزيما بين الخطوط، الأمر الذي لم يعد يحدث سواءً عند تواجد إيدين هازارد، أو فينيسيوس جونيور، وبالتالي أصبح الفريق يجد صعوبة في اختراق منطقة الجزاء ويصبح التسديد من خارجها الأمر الأكثر تكراراً .في العملية الهجومية
فمبقارنةٍ بسيطةٍ بين معدلات لمس الكرة في منطقة الجزاء بين الثنائي إيدين هازارد وفينيسيوس جونيور في الموسم الماضي والموسم الأخير لكريستيانو رونالدو مع ريال مدريد سنجد أن البرتغالي يتفوّق على هازارد في معدل لمس الكرة داخل منطقة الجزاء، في حين يعلوه فينيسيوس بشيء بسيط، ولكن رونالدو يتفوّق عليهم جميعاً في معدل التسديدات على .المرمى

في المقابل، ارتفع معدل لمس كريم بنزيما للكرة داخل منطقة الجزاء في الموسم الماضي 2019/20 مقارنةً بالموسم الذي قبله من [6.83 لمسة/90 دقيقة] إلى [7.71 لمسة/90 دقيقة] ولكن ظل هذا المعدل أقل حتى من معدل الثنائي إيدين هازارد وفينيسيوس جونيور
ورغم زيادة معدل تسديدات كريم بنزيما في الموسم الماضي مقارنةً بالمواسم السابقة، إلا أنه ظلّ أقلّ بكثيرٍ من معدل كريستيانو رونالدو في الموسم الأخير له مع الفريق

هذه الإحصائيات توضح أن أحد أهم مشاكل ريال مدريد الهجومية تأتي من غياب الربط بين خط الوسط والهجوم، سواءً بسبب انخفاض معدل العمل لدى لوكا مودريتش بسبب العمر والإصابات، أو عدم قدرة فيديريكو فالفيردي على القيام بأدوار الربط وصناعة اللعب خصوصاً وأنه غالباً ما يحاول التحرك بين أنصاف المساحات اليمنى والأطراف، الأمر الذي يجعل كريم بنزيما ينزل دائماً بين الخطوط لمحاولة الربط، ومع وجود فينيسيوس جونيورز الذي يُفضّل استلام الكرة على الأطراف ثم الدخول بها لمنطقة الجزاء يُصبح تدرج ريال مدريد بالكرة أقل .سرعةً بسبب غياب الربط وغياب التواجد الجيد داخل منطقة الجزاء

حاول زيدان حل مشكلة الربط بتواجد إيسكو سواءً على الجانب الأيسر أو الجانب الأيمن أو حتى عبر تغيير الرسم إلى 2-1-3-4 أو 1-3-2-4 ليكون ايسكو خلف المهاجم
كان هذا الأمر ناجحاً جداً في الموسم الأخير من الفترة الأولى لزيدان 2017/18، حيث استطاع ايسكو تكوين هذا الربط بصورةٍ ممتازةٍ للغاية، مع منحه حرية التحرك في وسط الملعب للربط والاحتفاظ بالكرة وانتظار صعود الظهيرين أو لعب التمريرات البينية أو التسديد .من خارج المنطقة
ولكن، عند مقارنة أداء إيسكو بين الموسم الماضي 2019/20 وموسم زيدان الأخير في فترته الأولى 2017/18 سنلاحظ انخفاضاً حاداً في معدلات التمرير والتسديدات للاعب الوسط .الاسباني

في المقابل، لم يحظَ خاميس رودريغز بذات الثقة التي حظي بها إيسكو رغم انخفاض أداءه، حيث لم يُشركه الفرنسي سوى في 5 مباريات بشكلٍ أساسي، و 3 مباريات أتى من دكة البدلاء، ولم يتجاوز مجموع دقائق لعب الكولمبي أكثر من 418 دقيقة لعب خلال موسم 2019/20 ليكون سابع أقل اللاعبين مشاركةً مع الفريق
معضلة كريم بنزيما
بدأ كريم بنزيما موسم 2019/20 بشكل مميز جداً، حيث استطاع المساهمة في 17 هدف في المباريات الـ16 الأولى [ 12 هدف – 5 تمريرات حاسمة]، ولكن بعد ذلك انخفضت مساهماته الهجومية بشكلٍ واضح، حيث عجز عن التسجيل أو الصناعة في 5 مباريات متتالية من 18 ديسمبر 2019 وحتى 26 يناير 2020، وفي المباريات الـ17 الأخيرة ساهم في 12 هدف فقط [9 أهداف – 3 تمريرات حاسمة]
بنزبما هو أحد أكثر اللاعبين المختلف عليهم من قطاعٍ كبيرٍ من جماهير ريال مدريد، بين موقنٍ بأهميته التكتيكية الكبيرة للفريق، وآخرٍ يؤمن بأن تلك الأهمية نفذت بعد رحيل كريستيانو رونالدو
يمتاز كريم بنزيما بلمسة مميزة للكرة وإمكانيات بدنية جيدة تُمكّنه من الاحتفاظ بها أمام المدافعين.
الخريطة الحرارية توضّح حرصه على التواجد بشكلٍ دائمٍ في أنصاف المساحات اليسرى والتواصل مع الجناح والظهير الأيسر، إضافةً لذلك، كان ينزل بشكلٍ متواصل بين الخطوط للمساهمة في عملية الربط بين خط الوسط والهجوم، كذلك فإن نزوله يسحب من خلاله أحد المدافعين وبالتالي يفرغ مساحة لتحرك أحد اللاعبين خلف المدافع.
هذا الأمر كان ناجحاً جداً خلال فترة كريستيانو رونالدو الذي كان تفاهمه مع الفرنسي عاملاً مهماً في خطورة ريال مدريد الهجومية، ولكن غاب هذا التفاهم بشكلٍ كبير سواءً بوجود فينيسيوس جونيور أو إدين هازارد، حيث كان من الواضح أن الثنائي لا يستطيع موائمة تحركاتهما مع تحركات بنزيما سواءً بسبب غياب التفاهم مع فينيسيوس جونيور، أو كون إيدين .هازارد يعمل تقريباً بذات الأماكن التي يعمل بها كريم بنزيما
في الأوقات التي يعاني بها ريال مدريد في البناء من الخلف، يحاول كريم بنزيما النزول بين الخطوط ليكون اللاعب الذي يصعد عليه الفريق بالكرة، وبسبب غياب الأجنحة القادرة على التحرك خلف خطوط الدفاع، كان الأمر صعباً على كريم بنزيما للربط معهم، وبالتالي يصبح انتقال ريال مدريد لمنطقة جزاء الخصم بطيئاً سواءً بسبب غياب الأجنحة القادرة على التحرك .أو كون بنزيما لا يتمتع بسرعةٍ كبيرةٍ لاستلام وتسليم الكرة ثم التحرك نحو منطقة الجزاء
لذلك، شاهدنا الكثير من التمريرات السلبية من ريال مدريد بسبب عدم قدرة الفريق على الانتقال سريعاً إلى منطقة جزاء الخصم، ما يُمكّن دفاعات الخصوم من العودة وإعادة تمركزهم، الأمر الذي يُعيدنا للحديث عن اختلاف الأمر عند تواجد إيدين هازارد -رغم عدم تمتعه بأداء بدني جيد- إلا أنه كان عاملاً مساعداً لبنزيما في عملية الربط بين الوسط والهجوم رغم أن الثنائي كان يعمل تقريباً في نفس المساحة ولكن أظهرا بعضاً من التفاهم في الأوقات القليلة التي لعب .بها البلجيكي
.ومع غياب هازارد، تناوب فينيسيوس جونيور وإيسكو على الجناح الأيسر
الاختلاف بينهما كان واضحاً، حيث يُحاول ايسكو دائماً التواجد في أنصاف المساحات اليسرى وبالتالي يتواجد في ذات الأماكن التي يعمل بها كريم بنزيما، الأمر الذي يترك الجهة اليسرى خالية تقريباً حتى صعود الظهير الأيسر، وحينها يكون أمام خط دفاع الخصم الوقت الكافي لإغلاق المساحات عليه (هذا الأمر كان يحدث أيضاً مع وجود هازارد)، إضافةً لذلك فإن تواجد كريم بنزيما وإيسكو معاً يخلق الكثير من البطئ في الثلث الأخير من الملعب، حيث تصبح .غالب التمريرات سلبية بسبب عدم وجود جناح أيمن قادر على التحرك في المساحة

في المقابل، يُفضّل فينيسيوس جونيور استلام الكرة بقدمه ثم المراوغة، نفس الأمر مع كريم بنزيما، وبالتالي يفتقد حينها ريال مدريد للاعب القادر على التحرك خلف دفاع الخصم لاستلام الكرة، كما أن التفاهم بين بنزيما وفينيسيوس جونيور لم يصل بعد للحد الأفضل للفريق
على الجانب الأيمن، لم يتمتّع رودريغو بأداءٍ ثابت، كما أن لوكاس فازكيز لا يتمتع بإمكانيات جيدة تُمكنه من تقديم الأدوار اللازمة، إضافةً إلى أن فيديريكو فالفيردي -والذي سبق أن تحدثنا عنه- لا يعمل كجناحٍ قادر على التحرك خلف دفاع الخصم والتفوق في المواجهات 1 ضد 1، وبالتالي، ومع نزول كريم بنزيما بين الخطوط وعدم تمتّع الأجنحة بالقدرة على التحرك في المساحة التي يتركها يُصبح الأمر صعباً على هجوم ريال مدريد
على جانبٍ آخر، من المهم الإشارة إلى أن أداء كريم بنزيما أمام المرمى لا يتمتع بالحسم الكافي
فرغم كونه ثاني هدافي الدوري بـ21 هدفاً بعد ليونيل ميسي الذي سجل 25 هدفاً، وثاني أكثر اللاعبين في معدل التسديد على المرمى، إلا أنه لا يمتلك معدلاً جيّداً في تحويل هذه التسديدات إلى أهداف، فيبلغ معدل أهدافه لكل تسديدة [0.14 هدف/تسديدة]
ما الذي يُمكن لزيدان فعله لتحسين الأداء الهجومي للفريق؟
في البداية، يجب أن يحاول جعل تمركز بنزيما أكثر في عمق الملعب بدلاً من التواجد على الأطراف وفي أنصاف المساحات
تواجد بنزيما في العمق سيمنح الأجنحة المساحة التي يرغبونها من أجل المراوغة، حيث سيكون تواجده هناك عاملاً مهماً في منح الأجنحة فرص خلق مواجهات 1 ضد 1 مع دفاع .الخصم
إضافةً إلى ذلك، يجب تحسين التفاهم بين كريم بنزيما والأجنحة خلال عملية نزوله لسحب .المدافعين
فمن المهم أن يتحرك الجناح بدون الكرة في المساحة التي يُخلّفها نزول كريم بنزيما، حيث .سيمنح ذلك ريال مدريد سرعة أكبر في الهجوم
كما أن أدوار لاعبي الوسط مهمة في العملية الهجومية، فمن المهم أن يتواجد أحد اللاعبين داخل منطقة الجزاء، وهو الأمر الذي يُوفّره فالفيردي بعكس الثنائي كروس ومودريتش، وبالتالي يجب أن يحاول زيدان تفعيل ذلك بصورةٍ أكبر بإعطاء فالفيردي أدواراً أكثر في التحرك العمودي نحو منطقة الجزاء بدلاً من التحرك القطري باتجاه أنصاف المساحات أو .الأطراف
هل يأتي الحل من مارتن أوديغارد؟
في الموسم الماضي 2019/20، قدّم مارتن أوديغارد أداءً مميزاً خلال فترة إعارته مع ريال سوسيداد، حيث أتى تاسعاً في معدل التمريرات المفتاحية في كامل الدوري [2.14 تمريرة/90 .دقيقة] (متساوياً مع توني كروس الأعلى في ريال مدريد)
كما حظي بمعدل مراوغات بلغ [3.35 مراوغة/90 دقيقة] بنسبة نجاح [67%]

اعتمد إيمانول ألغواسيل مدرب ريال سوسيداد في الموسم الماضي على رسم 1-3-2-4 في 47.5% من دقائق اللعب، وفي هذا الرسم كان مارتن أوديغارد يتواجد خلف رأس الحربة، في حين اعتمد على رسم 1-4-1-4 في 27.26% من دقائق اللعب، وفيه كان أوديغارد يتواجد كلاعب وسط ثالث على الجهة اليمنى، كما اعتمد ألغواسيل على رسم 3-3-4 في 25% من .دقائق اللعب وفيه كان يتواجد أوديغارد كجناح أيمن
في رسم 1-3-2-4، كانت أدوار مارتن أوديغارد واضحة في عملية النزول لاستلام الكرة والمساهمة في الربط، وكذلك في التحوّل للأطراف للتواصل مع الظهير الأيمن مع دخول .الجناح الأيمن أكثر للعمق
فخلال عملية البناء، كان أوديغارد ينزل عادةً بين الخطوط لاستلام الكرة واستغلال رؤيته الممتازة للملعب وقدرته الكبيرة على التمرير، وخلال ذلك يحاول سحب أحد لاعبي الخصم .معه وبالتالي إفراغ مساحة بين الخطوط لدخول أحد الأجنحة

مع انتقال الكرة للثلث الأخير من الملعب، منحه إيمانول ألغواسيل حرية التحرك في المساحة خارج منطقة الجزاء (المنطقة 14) والتحرك في أنصاف المساحات أو تبادل التمركز مع لاعب الجناح، وظهرت قدرة وذكاء أوديغارد في اختيار توقيت التواجد داخل أو خارج منطقة الجزاء لاستقبال الكرة العرضية العكسية للتسديد، حيث يمتلك أوديغارد معدل [1.75 تسديدة/90 دقيقة] يسبقه في ذلك 3 لاعبين فقط من ريال مدريد:
- كريم بنزيما [3.38 تسديدة/90 دقيقة]
- فينيسيوس جونيور [2.57 تسديدة/90 دقيقة]
- توني كروس [1.93 تسديدة/90 دقيقة]

كيف سيلعب مارتن أوديغارد مع ريال مدريد؟
في الموسم الماضي 2019/20، اعتمد زيدان على رسم 3-3-4 في معظم دقائق اللعب، ولو قارنّا ذلك مع قدرة أوديغارد على اللعب كجناح أيمن -كما يلعب مع منتخب بلاده النرويج-، فقد نشاهده يلعب في هذا المركز مع ريال مدريد خلال الموسم مع خيارات أوسع للدخول في أنصاف المساحات ومحاولة لعب الكرات البينية داخل منطقة الجزاء أو الكرات الطويلة باتجاه الطرف الآخر سواءً إلى الجناح أو الظهير الأيسر.
كذلك سيمنح دخوله للعمق أكثر وتواجده في المنطقة 14 خلف رأس الحربة الفرصة لريال مدريد ليقوم بأكثر نمط تمرير مكرر في الفريق وهو محاولة تجميع اللعب على الطرف الأيسر ثم نقل الكرة سريعاً إلى الطرف الآخر، حيث يحاول بنزيما دائماً التواجد في أنصاف المساحات اليسرى وتكوين مثلثات تمرير مع الجناح والظهير الأيسر، الأمر الذي يُجبر الخصم على تكثيف تواجده هناك وبالتالي إفراغ مساحة جيدة على الطرف الآخر يستغلها الظهير الأيمن كارفخال.
حينها، ومع وجود أوديغارد في المنطقة 14 يصبح النرويجي خياراً متاحاً لكارفخال للتمرير له مع خيارات أوسع لأويغارد للتسديد من خارج المنطقة أو لعب الكرات البينية داخل منطقة .الجزاء

هل مارتن أوديغارد هو البديل الشرعي للوكا مودريتش؟
تحدث البعض بأن مارتن أوديغارد هو البديل الشرعي للوكا مودريتش في وسط الملعب، وباعتقادي أن هذا الأمر خاطئ
فرغم تمتّع مارتن أوديغارد بإمكانيات جيدة في الضغط تتضّح من خلال الإحصائيات، إلا أن لوكا مودريتش يتفوّق عليه في معدلات قطع واعتراض الكرة

في المقابل، يتفوّق مارتن أوديغارد في معدلات التمريرات التقدمية، والتمريرات نحو منطقة الجزاء، والتمريرات المفتاحية، وكذلك في معدل المراوغات الناجحة، في حين يتفوّق لوكا مودريتش في معدل التمريرات الطويلة الصحيحة

هذه الإحصائيات توضّح الفارق بين لوكا مودريتش كلاعب وسط قادر على تقديم الأدوار .الدفاعية والهجومية، مقابل مارتن أوديغارد كصانع الألعاب المتقدم
وبالتالي، إذا أراد زيدان تحقيق أقصى استفادة من مارتن أوديغارد فعليه أن يُحاول وضعه في المكان الذي يستطيع من خلاله النرويجي تقديم ذات الأداء الذي قدمه مع ريال سوسيداد في الموسم الماضي كصانع ألعاب حر خلف رأس الحربة مع عدم إعطاءه أدوار دفاعية كثيرة بالنزول للخلف، والاكتفاء بالأدوار الجيدة التي يُقدّمها في الضغط العالي والضغط العكسي في .الثلث الأخير من الملعب
وجود أوديغارد كصانع ألعاب خلف المهاجم سيمنح زيدان اللاعب القادر على تقديم أدوار .الربط المفقود بين الوسط وخط الهجوم
لم يكن أداء ريال مدريد في الموسم الماضي مثالياً، ولكنه أيضاً لم يكن كارثياً ولم يكن تحقيقه للدوري مفاجئاً.
الفريق أظهر ثباتاً رائعاً في تنظيمه الدفاعي وساهم حضور كورتوا الذهني في الحفاظ على .نظافة شباكه في أكثر من مناسبة.
معظم مشاكل الفريق تتعلق بالجانب الهجومي، خصوصاً مع الاعتماد على كريم بنزيما وحده من أجل التسجيل، يتضح ذلك من كون الفرنسي هو ثاني هدافي الدوري الاسباني [21 هدف] يليه في ريال مدريد المدافع سيرجيو راموس [11 هدف] ثم كاسيميرو محور الارتكاز وتوني كروس صانع الألعاب [4 أهداف] ما يعني أن الفترة التي يتوقّف فيها كريم بنزيما عن التسجيل تكون فترة صعبة على هجوم ريال مدريد، وهو ما ينبغي أن يعالجه زين الدين زيدان في الموسم .الجديد إذا أراد الحفاظ على اللقب والمنافسة على دوري الأبطال