بعد حصوله على لقب الدوري الإنجليزي لموسمين متتالين، عانى مانشستر سيتي هذا الموسم بشكلٍ واضح.
فرغم احتفاظ الفريق بصدارة ترتيب أقوى خطوط الهجوم في الثلاث مواسم الأخيرة من ناحية الأهداف مع ارتفاع تدريجي لمعدل التسديدات، إلا أن هنالك في المقابل انخفاضٌ تدريجي في معدل الاستحواذ على الكرة ومعدل التسديدات على المرمى، إضافةً لزيادة عدد الخسائر التي تعرّض لها الفريق، وارتفاع معدل تسديدات الخصوم على مرماه والأهداف التي استقبلها
من الأمور المهمة التي حدثت لمانشستر سيتي هذا الموسم وكان أثرها واضحاً على الفريق بشكلٍ عام وعلى خط الدفاع بشكلٍ خاص هي الإصابة التي تعرض لها إيميريك لابورت منذ مباراة برايتون في الجولة الرابعة من الدوري، والتي امتدت حتى الجولة 24 قبل أن يعود المدافع الفرنسي تدريجياً للتشكيل الأساسي، وقبل ذلك رحيل قائد الفريق فينست كومباني نهاية الموسم الماضي، الأمر الذي جعل بيب جوارديولا يلجأ إلى فيرناندينيو للتواجد كمدافع بجانب أوتامندي أو ستونز أو إيريك غارسيا.
غياب لابورت المبكر للإصابة أفقد جوارديولا قلب الدفاع الأساسي الذي لم يغب عن الموسم السابق 2018/19 سوى في 3 مباريات، وهو من كان يمنح الفريق صلابة دفاعية أكبر بجانب ستونز، أوتاميندي أو كومباني، كما أفقد خط الوسط لاعب بقيمة فيرناندينيو رغم تعاقد الفريق مع الاسباني رودري قادماً من أتلتيكو مدريد
بعد حصوله على لقب الدوري الإنجليزي لموسمين متتالين، عانى مانشستر سيتي هذا الموسم بشكلٍ واضح.
فرغم احتفاظ الفريق بصدارة ترتيب أقوى خطوط الهجوم في الثلاث مواسم الأخيرة من ناحية الأهداف مع ارتفاع تدريجي لمعدل التسديدات، إلا أن هنالك في المقابل انخفاضٌ تدريجي في معدل الاستحواذ على الكرة ومعدل التسديدات على المرمى، إضافةً لزيادة عدد الخسائر التي تعرّض لها الفريق، وارتفاع معدل تسديدات الخصوم على مرماه والأهداف التي استقبلها

من الأمور المهمة التي حدثت لمانشستر سيتي هذا الموسم وكان أثرها واضحاً على الفريق بشكلٍ عام وعلى خط الدفاع بشكلٍ خاص هي الإصابة التي تعرض لها إيميريك لابورت منذ مباراة برايتون في الجولة الرابعة من الدوري، والتي امتدت حتى الجولة 24 قبل أن يعود المدافع الفرنسي تدريجياً للتشكيل الأساسي، وقبل ذلك رحيل قائد الفريق فينست كومباني نهاية الموسم الماضي، الأمر الذي جعل بيب جوارديولا يلجأ إلى فيرناندينيو للتواجد كمدافع بجانب أوتامندي أو ستونز أو إيريك غارسيا.
غياب لابورت المبكر للإصابة أفقد جوارديولا قلب الدفاع الأساسي الذي لم يغب عن الموسم السابق 2018/19 سوى في 3 مباريات، وهو من كان يمنح الفريق صلابة دفاعية أكبر بجانب ستونز، أوتاميندي أو كومباني، كما أفقد خط الوسط لاعب بقيمة فيرناندينيو رغم تعاقد الفريق مع الاسباني رودري قادماً من أتلتيكو مدريد
ما الفارق الذي حدث في عملية البناء والصعود بالكرة نتيجةً لهذا التغيير؟
في البداية، تواجد فيرناندينيو كقلب دفاع على الجانب الأيسر لم يُعوّض القيمة التي كان يُضيفها لابورت في الصعود بالكرة، حيث كان المدافع الفرنسي أفضل في عملية البناء والصعود بالكرة نظراً لتواجده على الجانب الأيسر (جهة قدمه المفضلة).

وجود فيرناندينيو سهّل بعض الشيء من مهمة الخصم في إغلاق خطوط التمرير على جهة قدمه المفضلة (اليمنى) وإجباره على اللعب بقدمه اليسرى، أو محاولة المراوغة والمرور بالكرة وهو الأمر الذي لا يبرع به البرازيلي كثيراً، إضافةً لذلك، لا يتمتّع رودري بنفس الإمكانية التي يتمتع بها فيرناندينيو في التغطية على صعود المدافع بالكرة، حيث كان البرازيلي يقوم بالتغطية على صعود لابورت بالكرة بشكل جيد جداً

في وسط الملعب، كان الفارق واضحاً بين فيرناندينيو ورودري من ناحية نقل الكرة إلى مناطق الخصم.
فرغم جودة رودري بالكرة تحت الضغط إلا أن معظم تمريراته كانت قصيرة، بعكس فيرناندينيو الذي كان قادراً على لعب تمريرات بينية تكسر خطوط الخصم وتنقل الفريق إلى الثلث الأخير من الملعب

أدوار الظهيرين في أسلوب لعب بيب جوارديولا
من الأمور التي يعتمد عليها بيب جوارديولا هي الأدوار الفريدة للظهيرين في المساهمة في عملية البناء والصعود بالكرة:
- عند البناء: الفكرة الأساسية هي بقاء الظهيرين على حدود الملعب وتوسيع المسافة بينهم وبين قلبي الدفاع من أجل زيادة مسافات الخصم في الضغط على حامل الكرة والتأثير على قدرة لاعبيه على عمل Cover Shadow بالتواجد بين ظهير السيتي وقلب دفاعه، هذا .الأمر يمنح حارس المرمى خيارين على الأقل للتمرير سواءً للمدافع أو للظهير

- عند الصعود بالكرة: يتحوّل السيتي إلى 3 لاعبين في الخلف بتواجد أحد الأظهرة (غالباً والكر) بجانب المدافعين المتقدمين وبقاء الظهير الآخر على الأطراف، هذا التحرك يهدف لتمديد خط الضغط الأول للخصم وتسهيل مهمة تدوير الكرة لجذب الخصم للضغط أكثر .وإيجاد مساحة بين الخطوط لنقل الكرة للأمام

- في الثلث الأخير من الملعب: يهدف بيب جوارديولا من خلال تواجد أحد الأظهرة في العمق إلى خلق كثافة عددية في وسط الملعب مع بقاء الجناح على الأطراف من أجل إيجاد فرص أكبر لمواجهات 1 ضد 1 مع ظهير الخصم.
يمتلك الظهير عند وصوله للثلث الأخير من الملعب حرية أكبر في التواجد في أنصاف المساحات أو على الأطراف بحسب تحرك الجناح، حيث يكون تركيز الفريق على الإبقاء على قاعدة جوارديولا الأهم بتواجد لاعب واحد -على الأقل- على الأطراف للحفاظ على عرض الملعب

اعتماد جوارديولا في الأغلب على والكر كظهير أيمن لقدرته على القيام بأدوار الظهير الطبيعي أو الظهير العكسي أو حتى أدوار قلب الدفاع الثالث، ولكن تبقى المعضلة الواضحة في الظهير الأيسر، حيث يتضح الفارق بين الثنائي بنيامين ميندي وألكسندر زنتشينكو في كون الظهير الفرنسي لا يبرع كثيراً في أدوار الظهير العكسي Inverted Fullback ويفضل دائماً التواجد على الأطراف، في المقابل يساهم زنتشينكو كثيراً في عملية البناء والصعود بالكرة .بدخوله للعمق أكثر من تواجده على الأطراف

وجود ميندي كظهير أيسر يجعل دي بروين يُشارك أكثر في عملية البناء، حيث يعود البلجيكي كثيراً حينها للخلف لمساندة رودري الذي لا يمتلك ذات البراعة التي يمتلكها فيرناندينيو في التمرير بين الخطوط (كما سبق وأن تحدثنا)، الأمر الذي يجعل ديفيد سيلفا وحيداً بين الخطوط ويُسهّل من مهمة الخصم في الضغط عليه والحصول على الكرة خصوصاً مع انخفاض الأداء .البدني للاسباني نتيجةً لتقدّمه في العمر

كيف تأثر الشكل الهجومي مع غياب ليروي ساني؟
من المهم الإشارة إلى أن الأداء الفردي لرياض محرز كان أفضل من أداء ليروي ساني من ناحية معدل التمريرات الحاسمة المتوقعة، ومعدل التسديد على المرمى ومعدل التمريرات .المفتاحية كذلك

ولكن تواجد رياض محرز على الجهة اليمنى كان يعني تحوّل رحيم ستيرلينغ إلى الجهة اليسرى، ورغم ارتفاع معدل تسديدات رحيم على المرمى مقارنة بالموسمين الماضيين نتيجة تواجده كجناح عكسي يدخل للعمق ويسدد بقدمه اليمنى المفضلة إضافة لارتفاع محصلة أهدافه، إلا أن دخوله للعمق كان يعني غياب اللاعب المتواجد على الأطراف حين يتواجد زنتشينكو كظهير أيسر والذي كان يعمل أكثر كظهير عكسي يدخل للعمق لعمل الزيادة العددية، وفي حال تواجد ميندي كظهير أيسر كان وسط الملعب يفقد الدعم اللازم لخلق كثافة عددية كما كان يحدث عند تواجد زنتشينكو، كما انخفض معدل مراوغات رحيم بشكلٍ كبير بسبب انخفاض فرصه في خلق مواجهات 1 ضد 1 كما كان يحدث في الموسمين الماضيين عند تواجده على .الجهة اليمنى كجناح تقليدي

في الموسم الماضي، كان تواجد ليروي ساني على الجهة اليسرى وتواجد رحيم ستيرلينغ على الجهة اليمنى يمنح الثنائي دي بروين وديفيد سيلفا فرصة التواجد في أنصاف المساحات، حيث يقوم الجناحان بتوسيع الملعب وسحب الظهيرين وخلق مساحة لثنائي وسط الملعب للتحرك بها

هذا الموسم، تواجد رياض محرز على الجهة اليمنى ودخوله للعمق كان يسانده ذكاء دي بروين وقدرته على التحرك للأطراف.
ولكن على الجانب الآخر، لم يتمتع غاندوغان أو ديفيد سيلفا بذات القدرة، وبالتالي وفي 3-3-4 كان الأمر يخلق بعض الزخم غير المناسب في أنصاف المساحات بوجود دي بروين ورياض محرز على الجانب الأيمن في بعض الأوقات، ووجود رحيم وغاندوغان أو ديفيد سيلفا على الجانب الأيسر في الكثير من الأوقات

نقطة مهمة تجدر الإشارة إليها وهي سوء الإنهاء لدى مهاجمي الفريق، فرغم ارتفاع معدل التسديدات على المرمى في الدوري مقارنة بالمواسم الثلاث الأخيرة ومعدل خلق الفرص إلا أن مهاجمي مانشستر سيتي كانوا يحتاجون للكثير من الفرص من أجل التسجيل، خصوصاً مع غياب سيرجيو أغويرو بسبب الإصابة

كيف كان تأثير غياب فيرناندينيو دفاعياً على وسط الملعب؟
الفارق الواضح بين رودري وفيرناندينيو هو أن لاعب الوسط الاسباني يحاول الضغط عالياً الأمر الذي يترك مساحةً خلفه، بعكس فيرناندينيو الذي يتمتّع بذكاء وخبرة كبيرة يحاول من خلالها تعطيل الخصم أكثر سواءً بمحاولة التراجع واحتواء حامل الكرة وانتظار مساندة زملائه أو ارتكاب أخطاء تكتيكية في وسط الملعب.
حاول جوارديولا معالجة ذلك عبر التحوّل دفاعياً إلى 2-4-4 بتواجد ديفيد سيلفا بجانب المهاجم، وعودة دي بروين لمساندة رودري في وسط الملعب، ولكن الأداء الدفاعي لديفيد سيلفا لم يكن بالحدة اللازمة لإغلاق خطوط تمرير الخصم نحو وسط الملعب، إضافةً إلى أن صعود رودري للضغط كان يترك مساحة خلفه لم يكن دي بروين قادراً على مساندته لتغطيتها

ما الحل الذي لجأ له بيب جوارديولا لمحاولة علاج تلك المشاكل؟
الحل الذي كان أمام جوارديولا هو الاعتماد على غاندوغان بدلاً من ديفيد سيلفا، والتحوّل أكثر إلى 1-3-2-4 من أجل تحرير دي بروين في الأمام، ومنح الأجنحة فرصة أكبر للتواجد في أنصاف المساحات، إضافةً إلى منح خط الوسط أماناً دفاعياً أكبر بتواجد غاندوغان بجانب رودري.

هجومياً، هذا الأمر خلق مساحات على الأطراف كان يستطيع الفريق حلّها على الجهة اليمنى عبر ذكاء دي بروين في التحرك على الأطراف وتبادل التمركز بينه وبين رياض محرز أو بيرناردو سيلفا، مع دعم جيد من والكر في التحرك أحياناً على الطرف الأيمن، ولكن معاناة الفريق كانت أكثر وضوحاً على الجانب الأيسر بسبب عدم جودة ميندي أو زنتشينكو الكبيرة في مواجهات 1 ضد 1 التي يُحاول بيب جوارديولا خلقها بشكلٍ دائمٍ على الأطراف، وربما لذلك حاول جوارديولا اللجوء أكثر في المباريات الأخيرة من الموسم لتواجد البرتغالي جواو كانسيلو كظهير أيسر للاستعانة بقدرته الجيدة على المراوغة بشكلٍ أفضل من الثنائي زنتشينكو وميندي

لماذا اختار بيب جوارديولا مواطنه خوان مانويل ليلو ليكون مساعداً له؟
بعد رحيل ميكيل أرتيتا لتدريب أرسنال، وقع اختيار بيب جوارديولا على أحد الملهمين له وهو خوان مانويل ليلو والذي كان قد تعاقد معه لفترةٍ قصيرة خلال تدريبه دورادوس المكسيكي في عام 2006 ليتعلّم بيب تحت إشرافه.
خوان مانويل ليلو يُعد أحد أبرز الأسماء التدريبية في العالم، فرغم أنه لم يحظَ بمسيرةٍ تدريبيةٍ حافلةٍ بالإنجازات إلا أنه يُعتبر أحد أهم العقول في عالم كرة القدم وتُحسب له براءة اختراع رسم 1-3-2-4 في أوائل التسعينات من القرن الماضي.
جاء اختراع رسم 1-3-2-4 نتيجة العديد من التجارب التي قام بها ليلو على أرض الملعب، ووجد أن هذا الرسم هو المناسب ليمنح المهاجم والثلاثي من خلفه الحرية الهجومية والأمان الدفاعي اللازم بوجود محوري ارتكاز، كما أن ليلو استخدم الكثير من مبادئ اللعب التموضعي في هذا الرسم.
منذ وصول خوان مانويل ليلو إلى السيتي، استخدم بيب جوارديولا رسم 1-3-2-4 في أكثر من مناسبة لتوفير مزيد من المرونة الهجومية بتواجد دي بروين لاعباً حراً خلف المهاجم مع غطاء دفاعي أكبر بتواجد غاندوغان ورودري في وسط الملعب.
لقد منح وجود خوان مانويل ليلو السيتي الكثير من المرونة الهجومية، وأضاف ديناميكيةً جديدةً للفريق رغم الفترة القصيرة التي قضاها.
أسلوب لعب مانشستر سيتي في 1-3-2-4
- البناء من الخلف: وجود محوري ارتكاز بإمكانيات رودري وغاندوغان معاً جعل السيتي أكثر مرونةً في عملية البناء من الخلف، حيث منحت قدرة الثنائي على فهم المساحات بشكلٍ جيد والتواجد في الأماكن الصحيحة كخيارات متاحة للتمرير الفريق سلاسة أكبر في البناء والصعود بالكرة تحت الضغط.
خلال عملية البناء، يقوم قلبي الدفاع بتوسيع الملعب عبر التواجد أكثر على حافتي منطقة الجزاء، في حين يتواجد الظهيرين أكثر بالقرب من حدود الملعب، بهذا الأمر حافظ بيب جوارديولا على أحد المبادئ التي يتّبعها في عملية البناء وهي توسيع المسافة بين الرباعي الخلفي من أجل زيادة مسافات الخصم في الضغط على حامل الكرة.
مع صعود الظهيرين للأمام، يقوم الجناحين بالدخول أكثر للعمق مع خيارات أكبر للنزول لاستلام الكرة، أو التواجد أكثر مع لاعب الوسط المهاجم من أجل زيادة الكثافة العددية بين خطوط الخصم

تمركز محوري الارتكاز في عملية البناء يختلف بحسب ضغط الخصم:
- ففي حال كان الخصم يضغط بشكلٍ عالٍ يقوم أحدهم بالنزول بين قلبي الدفاع ويتواجد الآخر أمام الثلاثي كخيار متاح للتمرير

- أما في حال كان الخصم لا يضغط عالياً أو يستخدم الضغط المتوسط Mid-Block يلجأ بيب جوارديولا لصعود الحارس إيديرسون بين قلبي الدفاع، الأمر الذي يمنح محوري الارتكاز الفرصة للتقدم أكثر في الملعب والتواجد بين الخطوط لاستلام الكرة

- الصعود بالكرة نحو الثلث الأخير من الملعب: التحوّل عند البناء إلى 3 لاعبين في الخلف وتقدم الظهيرين وتوسيعهم للملعب مع دخول الأجنحة للعمق يجعل ظهيري الخصم في حيرةٍ من أمرهم، حيث مع تحوّل السيتي إلى 3 لاعبين في الخلف والمسافات الكبيرة بين اللاعبين تصبح أجنحة الخصم غير قادرة على عمل Cover Shadow والتواجد بين مدافع السيتي والظهير، الأمر الذي يترك ظهيري السيتي عادةً مرتاحين لاستلام الكرة حيث لا يحاول ظهيري الخصم التقدم للضغط عليهم وإلا سيتركون مساحة للأجنحة.
هذا الأمر يجعل اعتماد السيتي الأكبر عند الصعود بالكرة على الظهيرين، والهدف الأساسي من ذلك هو محاولة خلق مواجهات 4 ضد 4 مع مدافعي الخصم، ويتم ذلك عادةً عبر طريقتين:
- صعود الظهير بالكرة ودخول الجناح في أنصاف المساحات: ويعتمد السيتي خلالها على الحركية الكبيرة لرباعي المقدمة، مع خيارات واسعة للتحرك خلف مدافعي الخصم أو التواجد بين الخطوط لاستلام الكرة

- تواجد الجناح على الأطراف: وحينها يتقدم أحد محوري الارتكاز للتواجد بين الخطوط لخلق مواجهات 4 ضد 4 مع دفاع الخصم، مع بقاء أحد الظهيرين قرب خط الدفاع من أجل تأمين صعود لاعب الوسط، في حين يقوم لاعب الوسط الآخر بمهمة لعب التمريرات البينية بين الخطوط
وفي كلتا الحالتين، يعتمد السيتي على مرونة الثلاثي خلف المهاجم في التحرك، كما يعتمد على قدرة المهاجم على النزول بين الخطوط وسحب أحد المدافعين مع تحرك أحد الثلاثي في تلك المساحة، أو استغلال توسيع الجناح للملعب وسحبه للظهير والتواجد في أنصاف المساحات

من ضمن الخيارات الهجومية التي وفّرها رسم 1-3-2-4 للسيتي هو القدرة على التحوّل هجومياً إلى 2-2-2-4 بدخول أحد الأجنحة للتواجد بجانب دي بروين مع تحول الجناح الآخر لمهاجمٍ ثانٍ بجانب غابرييل خيسوس.
هذا التحوّل يُمكّن السيتي من خلق زيادة عددية أمام وسط الخصم الذي يحاول التكتل وإغلاق العمق، حيث يُوفّر صعود الظهيرين وتوسيع الملعب الفرصة لتفكيك هذا التكتل وخلق مساحات يتحرك بها لاعبوا السيتي بين الخطوط

- الشكل الدفاعي: يتحوّل السيتي دفاعياً إلى 2-4-4 مع التنوّع بين الضغط العالي High-Block والضغط المتوسط Mid-Block بحسب الخصم أو مجريات المباراة.
يُوفّر هذا الشكل للسيتي قدرة أكبر على الإبقاء على التكتل وإغلاق العمق وتضييق الملعب على الخصم، حيث يمنح وجود لاعبين اثنين على الأطراف (الجناح والظهير) فرصة أكبر لثنائي الارتكاز للبقاء في أماكنهم وإغلاق العمق، في حين يمنح تواجد مهاجمين اثنين فرصة أكبر لإغلاق خطوط التمرير على لاعبي وسط الخصم، وبالتالي الإبقاء أيضاً على محوري الارتكاز في أماكنهم لتأمين خط الدفاع

ربما لم يكن موسم مانشستر سيتي على قدر الطموحات التي كانت تأملها الجماهير بعد أن فقد الفريق مبكراً إمكانية اللحاق بليفربول في الصدارة، وأتى الخروج المرير أمام ليون في دوري الأبطال ليضع الكثير من التساؤلات حول قدرة بيب جوارديولا على الحصول على لقب دوري الأبطال الأول في تاريخ المواطنون.
الفارق كان واضحاً في شكل وأداء الفريق في الدوري هذا الموسم مقارنةً بالشكل والأداء الذي ظهر به في الموسمين الماضيين، وربما يكون للإصابات أثرها الكبير في ذلك إضافةً إلى ما يُمكن اعتباره سوء حظٍ لازم مهاجميه أمام المرمى.
في النهاية، التعديلات التي حاول جوارديولا عملها خلال الموسم للخروج من المشاكل التكتيكية كان تأثيرها الإيجابي واضحٌ على الفريق، وربما سنشهد في الموسم القادم ترسيخاً أكبر لتلك التعديلات، ومع وجود خوان مانويل ليلو قد نشاهد اعتماداً أكبر على رسم 1-3-2-4 مع اعتياد وفهم اللاعبين الجيد له، وسيكون للتعزيزات التي قام بها جوارديولا حتى الآن في سوق الانتقالات أثرها الجيد على الجانب الدفاعي بشكلٍ خاص والذي عانى كثيراً هذا الموسم