يوماً بعد آخر، تُصبح كرة القدم لعبةً أكثر تعقيداً، ولأن فك هذا التعقيد يتطلب العمل على أفكار جديدة أو تطوير أفكارٍ سابقة، عادت فكرة الحارس القشاش Sweeper Keeper للظهور من جديد في العقدين الأخيرين من القرن الماضي، وأصبحت الآن أكثر شيوعاً من قبل، بل ومتطلباً واجباً لدى الكثير من المدربين بعد أن باتت كرة القدم الحديثة تدور حول إدارة المساحة والتحكم بها.
هو حارس مرمى يمتلك القدرة على التحكم في المساحة خلف المدافعين من خلال التقدم والتواجد أقرب لخط الدفاع مستغلّاً قدرته الجيدة مع الكرة والتي تسمح له بلعب الكرات الطويلة أو التواجد كخيار متاح للتمرير لفك الضغط عن لاعبي الدفاع، إضافةً لإمكانياته الذهنية الجيدة في توقع مسار الكرة والخروج لالتقاطها أو إبعادها.
الظهور الأول لفكرة الحارس القشاش كانت من خلال الحارس الإنجليزي ليغ ريتشموند روز أواخر القرن التاسع عشر، مستغلاً حينها القوانين التي تتيح للحارس التحكم بالكرة في نصفه الخاص به ولكن دون أن يحملها، قبل أن تتغيّر القوانين كثيراً حتى الوصول لقانون التسلل في 1925 والذي غيّر كثيراً من طرق اللعب، حيث سمح للمدافعين بالتقدم أكثر للضغط على الخصم بشكل جيد ولكن الأمر عرّض الفرق للتهديد من خلال الكرات الطويلة والبينية، وحينها بات من واجب حراس المرمى أن يكونوا أكثر وعياً للخروج من مناطقهم ومحاولة تشتيت الكرة، ليظهر حينها السوفييتي ليف ياشين والمجري جيولا غروسيكس واللذان اشتهرا بقدرتهما الهائلة على الخروج من منطقة الجزاء ولعب الكرة بأقدامهما.
لاحقاً، أتى يوهان كرويف مدرباً لبرشلونة في 1988، وظهرت من جديد فكرة الحارس القشاش، معتمداً على أفكار الكرة الشاملة الهولندية التي نشأ عليها مع رينوس ميتشلز والتي تعتمد على السيطرة على المساحة، الأمر الذي جعل الأسطورة الهولندية لا يكتفي بأدوار دفاعية فقط للحارس من خلال التقدم وتشتيت الكرة، بل كان يُدخله أيضاً في عملية تدوير الكرة ومحاولة جذب الخصم لخلق مساحات بين الخطوط وفي المناطق المتقدمة من الملعب، وهو ما سار عليه الكثير من المدربين في الوقت الحالي ولعل أهمهم بيب غوارديولا، الذي برز معه فيكتور فالديز في برشلونة ثم أظهر مانويل نوير في بايرن ميونخ بشكلٍ أكثر جرأة مستغلاً قدرات الحارس الألماني الخارقة مع الكرة، وأخيراً البرازيلي إيدرسون في مانشستر سيتي، الذي يُعتبر في الوقت الحالي أحد أبرز الحراس جودةً في لعب الكرة بأقدامهم بالإضافة لمواطنه أليسون بيكر حارس ليفربول وأندريه تير شتيغن حارس مرمى برشلونة.
يوماً بعد آخر، تُصبح كرة القدم لعبةً أكثر تعقيداً، ولأن فك هذا التعقيد يتطلب العمل على أفكار جديدة أو تطوير أفكارٍ سابقة، عادت فكرة الحارس القشاش Sweeper Keeper للظهور من جديد في العقدين الأخيرين من القرن الماضي، وأصبحت الآن أكثر شيوعاً من قبل، بل ومتطلباً واجباً لدى الكثير من المدربين بعد أن باتت كرة القدم الحديثة تدور حول إدارة المساحة والتحكم بها.
ما تعريف الحارس القشاش Sweeper Keeper؟
هو حارس مرمى يمتلك القدرة على التحكم في المساحة خلف المدافعين من خلال التقدم والتواجد أقرب لخط الدفاع مستغلّاً قدرته الجيدة مع الكرة والتي تسمح له بلعب الكرات الطويلة أو التواجد كخيار متاح للتمرير لفك الضغط عن لاعبي الدفاع، إضافةً لإمكانياته الذهنية الجيدة في توقع مسار الكرة والخروج لالتقاطها أو إبعادها.

الجذور التاريخية لفكرة الحارس القشاش Sweeper Keeper
الظهور الأول لفكرة الحارس القشاش كانت من خلال الحارس الإنجليزي ليغ ريتشموند روز أواخر القرن التاسع عشر، مستغلاً حينها القوانين التي تتيح للحارس التحكم بالكرة في نصفه الخاص به ولكن دون أن يحملها، قبل أن تتغيّر القوانين كثيراً حتى الوصول لقانون التسلل في 1925 والذي غيّر كثيراً من طرق اللعب، حيث سمح للمدافعين بالتقدم أكثر للضغط على الخصم بشكل جيد ولكن الأمر عرّض الفرق للتهديد من خلال الكرات الطويلة والبينية، وحينها بات من واجب حراس المرمى أن يكونوا أكثر وعياً للخروج من مناطقهم ومحاولة تشتيت الكرة، ليظهر حينها السوفييتي ليف ياشين والمجري جيولا غروسيكس واللذان اشتهرا بقدرتهما الهائلة على الخروج من منطقة الجزاء ولعب الكرة بأقدامهما.

لاحقاً، أتى يوهان كرويف مدرباً لبرشلونة في 1988، وظهرت من جديد فكرة الحارس القشاش، معتمداً على أفكار الكرة الشاملة الهولندية التي نشأ عليها مع رينوس ميتشلز والتي تعتمد على السيطرة على المساحة، الأمر الذي جعل الأسطورة الهولندية لا يكتفي بأدوار دفاعية فقط للحارس من خلال التقدم وتشتيت الكرة، بل كان يُدخله أيضاً في عملية تدوير الكرة ومحاولة جذب الخصم لخلق مساحات بين الخطوط وفي المناطق المتقدمة من الملعب، وهو ما سار عليه الكثير من المدربين في الوقت الحالي ولعل أهمهم بيب غوارديولا، الذي برز معه فيكتور فالديز في برشلونة ثم أظهر مانويل نوير في بايرن ميونخ بشكلٍ أكثر جرأة مستغلاً قدرات الحارس الألماني الخارقة مع الكرة، وأخيراً البرازيلي إيدرسون في مانشستر سيتي، الذي يُعتبر في الوقت الحالي أحد أبرز الحراس جودةً في لعب الكرة بأقدامهم بالإضافة لمواطنه أليسون بيكر حارس ليفربول وأندريه تير شتيغن حارس مرمى برشلونة.
التأثير الذي أحدثه مانويل نوير على مركز الحارس القشاش Sweeper Keeper
مانويل نوير لم يكن فقط حارس مرمى من الطراز العالمي، بل كان أيضاً لاعب كرة قدمٍ جيد للغاية.
مهاراته الدفاعية وقدرته على تغطية المساحات خلف خط الدفاع تسمح للمدافعين بالتقدم أكثر للأمام وتضييق الملعب على الخصم، كما أن إمكانياته مع الكرة وقدرته الهائلة على التمرير تجعل من الممكن وصفه باللاعب الحادي عشر والذي يمنح فريقه الكثير من الخيارات التكتيكية.
التأثير الأكبر على مانويل نوير كان من خلال بيب غوارديولا الذي استطاع استغلال تلك القدرات بشكلٍ مبهرٍ للغاية، وبات منذ تلك اللحظة مركز حراسة المرمى لا يقتصر فقط على قدرة الحارس على التصدي للكرات بل أيضاً على المشاركة في عملية البناء والصعود بالكرة
نجاح مانويل نوير في تطبيق فكرة غوارديولا جعل المدرب الاسباني يؤمن تماماً بأهمية أن يتواجد معه حارس مرمى بقدراتٍ استثنائية مع الكرة، الأمر الذي جعلنا نرى مانشستر سيتي يدفع 40 مليون يورو من أجل البرازيلي إيديرسون حارس بنفيكا.

إيديرسون منح مانشستر سيتي لاعباً إضافياً في عملية البناء والصعود بالكرة، كما منح الفريق قدرة أفضل في الخروج من الضغط باستخدام كراته الطويلة أو تمريراته البينية الدقيقة، كما أن تقدمه يمنح السيتي أفضلية عددية بين الخطوط خصوصاً مع دخول الظهيرين (أو أحدهما) في وسط الملعب.

الفوائد التكتيكية للحارس القشاش Sweeper Keeper
في كرة القدم الحديثة، يُقضى 80% تقريباً من وقت المباراة في محاولة الفريقين إما التقدم بالكرة أو منع الكرة من التقدم بشكل جيد، وبالتالي أصبحت مهمة المهاجمين لا تقتصر فقط على الحالة الهجومية، بل حتى على الحالة الدفاعية عبر محاولة تقييد خيارات الخصم أثناء محاولته الخروج بالكرة من الخلف، وبالتالي أصبح من المهم جداً أن تكون المرحلة الأولى من الصعود بالكرة على قدرٍ كبيرٍ من الجودة لتجنّب قطعها، الأمر الذي زج بحارس المرمى في .عملية البناء
يقول الاسباني خوان مانويل ليلو مساعد بيب غوارديولا في مانشستر سيتي -والرجل الذي أظهر رسم 1-3-2-4-:
“كل شيءٍ يكون أكثر سهولة عندما يكون التقدم الأول بالكرة نظيفاً”
إضافةً لذلك، فإن امتلاكك لحارس مرمى قادر على القيام بدور الحارس القشاش Sweeper Keeper يمنح خط الدفاع أريحية أكبر في التقدم والصعود أكثر لتضييق الملعب وبالتالي إمكانية أكبر في عملية استرجاع الكرة في مناطق متقدمة واستمرار تدوير الكرة وضغط الخصم لإيجاد مساحات أكبر بين خطوطه
متطلبات الحارس القشاش Sweeper Keeper
- الهدوء
الهدوء سمة مهمة للغاية لقيام حارس المرمى بدور القشاش Sweeper، هذه السمة تمنحه .رباطة جأشٍ مهمة لتعامل مع الضغط وعدم ارتباك أي خطأ
- القدرة على التعامل مع الكرة بأقدامه
كحارس مرمى قشاش، من المتوقع أن يقوم بتمريرات أكثر بكثير من متوسط ما يقوم به أي حارس آخر، سواءً كانت تمريرات قصيرة أو تمريرات طويلة، وبالتالي من المهم جداً أن يكون الحارس قادراً على التحكم بالكرة من ناحية الاستلام والتسليم إضافةً لامتلاكه لرؤية جيدة .للملعب للقيام بالتمرير
- القدرة على التوقع
تحدد هذه القدرة مدى جودة توقع الحارس للحدث وقدرته على التعامل معه، حيث يجب أن يكون حارس المرمى القشاش قادراً على اختيار توقيت التقدم لالتقاط الكرة، إضافةً لوعيه المكاني في الكرات الطويلة، كما أن توقعه الجيد لمسار الكرة وقدرته على التقدم لاستباق حركة .المهاجم يعد أمراً ضرورياً في حال لعب الفريق بخط دفاع متقدم
سلبيات الحارس القشاش Sweeper Keeper
كحال أي فكرةٍ أخرى في كرة القدم، لا يُمكن القول بأن استخدام الحارس القشاش يعتبر أمراً سلبياً بالكلية ولا إيجابياً بالكلية، فكما يمتلك الكثير من المميزات يمتلك أيضاً نقاط ضعف .وسلبيات قد يستغلها الخصم
أولى هذه السلبيات هي أن ابتعاده عن منطقة الجزاء تلغي أفضليته في مسك الكرة بيديه، وبالتالي فإنه في حال وقّت لخروجه بشكلٍ خاطئ قد يتعرض للمراوغة أو يلعب المهاجم الكرة .من فوقه ولا يُمكن له حينها التصدي لها بيديه من خارج المنطقة
إضافةً لذلك، فإن خطأ الحارس في استلام التمريرة من زميله أو في التمرير (خصوصاً التمريرات القصيرة) يعني هدفاً بنسبةٍ كبيرة، حيث لا يمتلك إذا أخطأ سوى الأمل بأن يكون .حظ المهاجم سيئاً ليُضيع الكرة