أربعة مواسمٍ قضاها كيليان مبابي منذ انتقاله الكبير من موناكو إلى باريس سان جيرمان، استطاع فيها أن يُثبت حجم موهبته في الدوري الفرنسي ودوري الأبطال ومع المنتخب الفرنسي.

114 هدفاً سجلها كيليان مبابي وصنع 55 هدفاً ليُشارك بالتالي فيما مجموعه 169 هدفاً في 154 مباراة لعبها مع باريس سان جيرمان جميع المسابقات بمعدلٍ أعلى من هدف واحد في كل مباراة.

ما الذي يُميّز كيليان مبابي؟

3 أمور رئيسية تجعل كيليان مبابي مختلفاً عن الكثير من المواهب الشابة في كرة القدم الحديثة:

• وعي الحركة في المساحات
• ذكاءه مع الكرة
• التواصل الممتاز مع زملائه

وعي الحركة في المساحات

واحدة من أهم الأمور التي يبرع بها كيليان مبابي هي فهم المساحة وقدرته على التحرك واستغلال الجانب الأعمى للمدافعين Blindside حيث يمتاز بوعيه الكبير لتحركات المدافعين وتحركات زملائه الأمر الذي يجعله دائماً ما يقف في المكان الصحيح.

فمع تواجده أكثر كجناح أيسر، إلا أن قدرته على اللعب كمهاجم وكجناح أيمن منحته فهماً كبيراً للمساحة، وبات أسلوب لعبه يعتمد على البحث الدائم عن المساحات سواءً على الأطراف أو في عمق الملعب أو بين الخطوط، الأمر الذي يجعل من رقابته أمراً صعباً على المدافعين.

ذكاءه مع الكرة

مع استلامه الكرة، يظهر وعي الحركة في المساحات بصورةٍ أكبر حيث دائماً ما يستلم كيليان مبابي الكرة خلف خط الدفاع أو بعيداً عن ضغط الخصم أو في مواجهة 1 ضد 1 مع المدافع، الأمر الذي يُظهر بشكلٍ جيّد سرعته المتفجّرة وقدرته الهائلة على المراوغة.

ذكاءه مع الكرة يظهر في قراراته حينها، حيث يحاول مبابي دائماً اتخاذ القرار الصحيح سواءً في المراوغة أو في الدخول في سباق سرعة مع المدافع، أو التعاون مع زملائه ولعب الكرة من لمسة واحدة ثم التحرك لاستلام الكرة مجدّداً.

التواصل الممتاز مع زملائه

رغم سجله التهديفي الكبير إلا أن كيليان مبابي يمتاز بقدرةٍ ممتازة على التواصل مع زملائه بشكلٍ جيد سواءً بالنزول والتواجد بين الخطوط أو بتمرير الكرة لهم في حال كانت وضعيتهم أفضل منه داخل الملعب، أو للعب الكرة ثم التحرك لاستغلال سرعته في المساحات

إضافةً لذلك، يمتلك كيليان مبابي ذكاءً كبيراً في التحرك لخلق فرص ومساحات للآخرين مستغلّاً سرعته لجذب أحد المدافعين وبالتالي منح زميله فرصة التحرك في المساحة التي يتركها المدافع.

لماذا يعتبر الكثيرون كيليان مبابي حامل شعلة الجيل القادم في كرة القدم؟

لنقارن أولاً بين معدلات أهداف كيليان مبابي وهو في الـ22 من عمره مع أكثر المهاجمين البارعين في الوقت الحالي حينما كانوا في نفس عمره في الدوريات المحلية والبطولات الأوروبية.

هذا الجدول يُبيّن لماذا يتحدّث الجميع عن كون كيليان مبابي هو اللاعب الأول القادر على قيادة مرحلة كرة القدم ما بعد كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، فالفرنسي يحظى بأعلى معدلٍ للأهداف لمهاجم في عمره فيما يتأخر بهدفٍ وحيد عن راؤول غونزاليس مهاجم ريال مدريد الذي سجل 115 هدفاً حين كان في نفس عمر كيليان مبابي.

إضافةً إلى ذلك، فإن السمعة التي بناها كيليان مبابي خلال سنواتٍ قليلة كلاعبٍ يتمتّع بالسرعة والمهارة كانت موازية للسمعة التي بناها كلاعبٍ يتمتّع بقدرٍ رائع من الحسم والظهور في المناسبات الكبيرة، كما أن استمراريته وطموحه المتواصل رغم تحقيقه للكثير من الألقاب الجماعية والفردية مع موناكو وباريس ومع المنتخب الفرنسي تجعل الكثير يُؤمن بأنه سيكون النجم الأول لكرة القدم في السنوات القادمة.

الوجهة القادمة لكيليان مبابي

بعكس ما يراه بروسيا دورتموند في إيرلينغ هالاند -والذي يراه الكثيرون أيضاً منافساً محتملاً لكيليان مبابي على عرش كرة القدم- فإن باريس سان جيرمان يرى في كيليان مبابي مشروعاً للعمر، الأمر الذي يجعل من الصعب جداً أن يتخلّى عنه.

ولكن، مع اقتراب عقده من النهاية في يونيو 2022 وعدم وضوح رغبة مبابي في التجديد من عدمه يرى الكثيرون بأن فرصة خروجه من باريس باتت أقرب من فرص بقاءه خصوصاً وأنه يرغب في تحقيق حلمه واللعب في دورٍ مختلف عن الدوري الفرنسي الذي حقق فيه الكثير من الأرقام والإنجازات مع باريس ومع موناكو قبل ذلك.

باريس سان جيرمان يعلم تماماً أن مبابي لا يُفكّر بالأموال بالدرجة الأولى، فرغم عقده الكبير معهم إلا أن غياب الأضواء عن الدوري الفرنسي تجعل كيليان مبابي يُفكّر كثيراً في الخروج منه واللعب في دورٍ أكثر إثارة وأكثر قدرة على جذب الأنظار.

لا يُمكن الجزم بالوجهة القادمة لكيليان مبابي -رغم الكثير من التقارير التي تحدثت عن ريال مدريد للسير على خطى مثله الأعلى كريستيانو رونالدو- إلا أن الأمور المالية تبدو صعبةً نوعاً ما في الوقت الحالي، إلا في حال أراده الريال بعد نهاية عقده وكان كيليان مبابي متفقٌ على ذلك الأمر الذي يجعلنا نراه موسماً آخر في الدوري الفرنسي.