بعد موسمٍ أول ناجحٍ منح الإدارة الثقة للاستثمار الكبير في سوق الانتقالات الصيفية الماضية، أتى موسم لامبارد الثاني مخيّباً للآمال، وانتهى مبكراً مع نهاية الدور الأول بإقالته وتعيين .توماس توخيل مدرباً للفريق
خلال هذا التقرير، سنتحدث بشكلٍ مفصل حول فلسفة توماس توخيل التدريبية، ونستعرض طرق اللعب التي اعتمدها خلال فترته مع باريس سان جيرمان، ثم سنعرّج للحديث حول .مشاكل فرانك لامبارد مع تشيلسي وكيف من الممكن أن يُعالجها توخيل
يعتمد توماس توخيل على اللعب التموضعي والضغط العكسي، حيث يفضّل دائماً أن يمتلك حامل الكرة خيارين للتمرير على الأقل وكلما زادت الخيارات والحلول قلّت الأخطاء تحت ضغم الخصم، على أن تكون خطوات اللاعبين في مناطق محددة وواضحة عن استلام الكرة .مما يسمح لخطوتهم التالية أن تكون متناسقة مع هيكل الفريق
إضافةً لذلك، يتمتّع توخيل بمرونةٍ تكتيكية كبيرةٍ تجعله قادراً على اللعب بأكثر من شكل داخل الملعب، مع الاحتفاظ بالسمات الرئيسية للكرة التي يُفضّلها.
بعد موسمٍ أول ناجحٍ منح الإدارة الثقة للاستثمار الكبير في سوق الانتقالات الصيفية الماضية، أتى موسم لامبارد الثاني مخيّباً للآمال، وانتهى مبكراً مع نهاية الدور الأول بإقالته وتعيين .توماس توخيل مدرباً للفريق
خلال هذا التقرير، سنتحدث بشكلٍ مفصل حول فلسفة توماس توخيل التدريبية، ونستعرض طرق اللعب التي اعتمدها خلال فترته مع باريس سان جيرمان، ثم سنعرّج للحديث حول .مشاكل فرانك لامبارد مع تشيلسي وكيف من الممكن أن يُعالجها توخيل
فلسفة توماس توخيل
يعتمد توماس توخيل على اللعب التموضعي والضغط العكسي، حيث يفضّل دائماً أن يمتلك حامل الكرة خيارين للتمرير على الأقل وكلما زادت الخيارات والحلول قلّت الأخطاء تحت ضغم الخصم، على أن تكون خطوات اللاعبين في مناطق محددة وواضحة عن استلام الكرة .مما يسمح لخطوتهم التالية أن تكون متناسقة مع هيكل الفريق
إضافةً لذلك، يتمتّع توخيل بمرونةٍ تكتيكية كبيرةٍ تجعله قادراً على اللعب بأكثر من شكل داخل الملعب، مع الاحتفاظ بالسمات الرئيسية للكرة التي يُفضّلها.
شكل الفريق في 2-4-4
في 2-4-4 وعند البناء، يعتمد توماس توخيل على تكوين مثلثات تمرير بين قلبي الدفاع ومحوري الارتكاز، حيث يتحوّل الفريق إلى 3 لاعبين في الخلف مع نزول محور الارتكاز كمدافعٍ ثالث وبقاء محور الارتكاز الآخر أمام الثلاثي، الأمر الذي يمنح الظهيرين فرصة التقدم وتوسيع الملعب مع دخول الجناحين للعمق أكثر.
يهدف توماس توخيل من خلال هذا الشكل إلى خلق تفوّق عددي لمواجهة الخط الأول من ضغط الخصم سواءً كان الخصم يضغط بلاعبين اثنين أو بثلاثة لاعبين، في حين يهدف توسيع الظهيرين للملعب إلى توفّرهم كمنفذٍ للصعود على الأطراف أو لتفكيك التكتل الدفاعي وخلق مساحة يتحرك بها رباعي الهجوم بين الخطوط في نصف ملعب الخصم والتواجد كخياراتٍ .متاحةٍ للصعود بالكرة

يعتمد توخيل في الصعود بالكرة على طريقتين:
- التمريرات العمودية الكاسرة للخطوط
- خلق مثلثات تمرير على الأطراف:
حيث يقترب لاعب الوسط والجناح المتواجدين في تلك الجهة من الظهير حامل الكرة، في حين يتواجد لاعب الوسط الآخر بين الخطوط مع دخول الظهير في الجهة المقابلة للعمق أكثر لتوفير التأمين الدفاعي، حيث يهدف توخيل من خلال ذلك إلى:
- خلق مساحة يتحرك بها المهاجمين خلف الدفاع، حيث يحاول المهاجمون دائماً التحرك بشكلٍ متواصل بين الخطوط وفي أنصاف المساحات لسحب المدافعين
- نقل الكرة إلى الطرف الآخر حيث يتواجد الجناح بعيداً عن الرقابة، لخلق مواجهة 1 ضد 1 أو 2 ضد 1 مع الظهير

إضافةً لذلك، يحاول توخيل الاعتماد على تحركات مهاجميه المباشرة خلف الدفاع، الأمر الذي ينتج عنه أمرين:
- لعب الكرات الطويلة خلف خط الدفاع ومحاولة استغلال سرعة المهاجمين
- خلق مساحة بين الخطوط يتحرك بها أحد اللاعبين لاستقبال الكرة البينية

شكل الفريق في 3-3-4
في 3-3-4 وعند البناء، يعتمد توماس توخيل على ذات المبادئ الأساسية للعب التموضعي، مع تقدم الظهيرين ونزول محور الارتكاز للتواجد بين قلبي الدفاع أو أمامهم بحسب شكل الخصم خلال عملية الضغط، في حين ينزل أحد لاعبي الوسط للتواجد بالقرب منه لتوفير نفسه كخيار متاح للتمرير فيما يتقدم لاعب الوسط الآخر للتواجد بين الخطوط كخيار للصعود بالكرة ونقل الفريق للثلث الأخير من الملعب، وخلال ذلك يدخل الجناحين للتواجد في أنصاف المساحات مع خيارات أوسع لتبادل المراكز بينهم وبين المهاجم، واحتفاظ الفريق بذات الأنماط الهجومية المتعلقة بخلق مثلثات تمرير على الأطراف لإيجاد مساحة في دفاع الخصم أو نقل الكرة .للطرف الآخر

أسلوب الضغط وشكل الفريق الدفاعي
يعتمد توماس توخيل على فكرة الضغط العكسي ومحاولة الحصول على الكرة سريعاً بعد فقدانها، وفي حال لم يستطع ذلك يعتمد على الضغط العالي ومحاولة إغلاق العمق عبر قطع .خطوط التمرير وإجبار الخصم على الأطراف ثم الضغط القوي لاستعادة الكرة هناك
واحدة من أهم مميزات فرق توماس توخيل هي المرونة الكبيرة في شكل الفريق أثناء الضغط، حيث يتحوّل الفريق بشكلٍ سلس من 2-4-4 إلى 3-3-4 بحسب شكل الخصم خلال عملية البناء، .الأمر الذي يُصعّب من مهمة الخصم في الخروج بالكرة ويُجبره على الكرات الطويلة

ولكن تبقى نقطة سلبية في أسلوب الضغط هذا وهي المساحات التي تنتج من تقدم الظهيرين معاً للأمام، حيث عادةً ما يحاول الخصم الارتداد عبر إرسال الكرات الطويلة خلفهما، الأمر الذي يحاول توخيل معالجته بالتحول السريع دفاعياً إلى شكلٍ أقرب لـ2-3-5 عبر نزول محور .الارتكاز كمدافع ثالث ما يمنح مدافع الطرف فرصة التوجّه للأطراف للضغط على حامل الكرة

ما هي المشاكل التي عانى منها تشيلسي مع فرانك لامبارد؟
قبل الحديث عن الشكل المحتمل لتشيلسي مع توماس توخيل، سنُعرّج قليلاً على المشاكل التي عانى منها الفريق مع فرانك لامبارد، والتي يُمكن اختصارها إلى 3 أمور رئيسية:
- فقدان غرفة الملابس:
وهو ما تحدثت عنه الصحف في أكثر من مناسبة، وتسبب في غياب الثقة بين لامبارد والعديد .من اللاعبين
- التغيير المستمر في الأسماء والتوظيف:
الأمر الذي نتج عنه غياب التجانس بين اللاعبين داخل الملعب، وبالتالي عدم القدرة على تنفيذ .الأفكار سواءً الهجومية أو الدفاعية
- نظام الضغط الذي يعتمد عليه لامبارد:
واحدة من أهم الأمور الفنية الواضحة طوال فترة فرانك لامبارد مع تشيلسي هو غياب التنظيم في أسلوب الضغط، حيث يحاول لامبارد الضغط عالياً عبر لاعبي الوسط والهجوم دون ..الاهتمام بتقارب خطوطه الأمر الذي يترك فجوة كبيرة بين الوسط وخط الدفاع

كيف سيكون شكل تشيلسي مع توماس توخيل؟
في البداية، يجب التأكيد على صعوبة أن يفرض توماس توخيل فلسفته سريعاً على اللاعبين، ولكن المرونة التكتيكية التي يتمتع بها المدرب الألماني قد تمنح تشيلسي حلولاً جيدة لتدارك .بعض أهداف الإدارة للموسم الحالي
كأفراد، يتمتع تشيلسي بنوعية جيدة من اللاعبين خصوصاً في وسط الملعب والهجوم، مع تواجد ظهيرين قادرين على أن يمنحا توخيل ما يحتاجه من إمكانية ممتازة في الصعود .والمساندة الهجومية
تكتيكياً -وبالنظر إلى أسلوب توخيل مع باريس- قد نجده يعتمد على أكثر من رسم منها 3-4-3 .أو 2-4-4 أو 3-3-4 خصوصاً وأن تشيلسي اعتاد على هذا الرسم مع لامبارد

ومع أسلوب لعب توخيل المعتمد على اللعب التموضعي، قد نجد اعتماداً أكبر على جورجينيو في وسط الملعب، وربما سيمنحه كانتي لاعب الوسط الدفاعي القادر على منح الفريق أماناً .دفاعياً أكبر كمحور ارتكاز ثانٍ بجانبه
إضافةً إلى ذلك، فإن قدرة ماسون ماونت على اللعب في أكثر من مركز في وسط الملعب والجناح ستمنح توخيل خيارات أوسع، خصوصاً وأن ماونت يمتلك إمكانيات جيدة على الكرة .وقدرة ممتازة على تقديم الدعم الهجومي داخل منطقة الجزاء
حكيم زياش سيمنحه لاعب الجناح الخلاق القادر على تقديم حلول ممتازة في الثلث الأخير من الملعب بقدرته المميزة في التمرير، إضافةً لأسلوب لعبه الذي يمنحه القدرة على الدخول للعمق ليكون خياراً متاحاً للتمرير بين الخطوط خلال المرحلة الثانية من الصعود بالكرة، فيما سيمنحه بوليسيتش اللاعب السريع القادر على استغلال المساحات، خصوصاً وأن توخيل يعرف .إمكانياته جيّداً حيث سبق وأن قام بتدريبه في دورتموند
تبقى المعضلة الأكبر التي ستواجه توماس توخيل هي في قدرته على توظيف مواطنيه كاي هافيرتز وتيمو فيرنر بشكلٍ يناسب إمكانياتهم، وبنظرةٍ سريعةٍ على الأسلوب الذي تألق به هافيرتز وفيرنر مع أنديتهم السابقة سنجد التالي:
- كاي هافيرتز:
تألق هافيرتز مع بايرن ليفركوزن في أكثر من مركز، سواءً كلاعب وسطٍ ثالث على الجانب الأيمن بحرية كبيرة في النزول والمساندة في صعود الفريق بالكرة، أو في التواجد بين .الخطوط، حيث كان النقطة التي يرتكز عليها الفريق في الثلث الأخير من الملعب

لكن نقطة القوة الأكبر لهافيرتز هي في تواجده في المنطقة 14 (خارج منطقة الجزاء) حيث يفضل دائماً أن يُمنح حرية كبيرة في التحرك وتبادل المراكز مع المهاجم أو مع الجناحين، .الأمر الذي يخلق أكثر من خيار لمهاجمة المرمى
- تيمو فيرنر:
في 2-2-2-4 التي يعتمد عليها ناغلزمان في لايبزيغ، كانت نقطة قوة تيمو فيرنر الأكبر بالتواجد كمهاجم ثانٍ بحرية كبيرة في التحرك على الأطراف أو الدخول للعمق واستغلال .سرعته في مواجهة المدافعين
وبالنظر إلى ذلك، وقياساً على مرونة توخيل الكبيرة قد يكون سبيله الأفضل للحصول على أفضل ما لدى الثنائي هو اللعب بـ2-4-4 بتواجد هافيرتز بجانب فيرنر ومن خلفهم زياش .وبوليسيتش، في حين يتواجد كانتي وجورجينيو كمحوري ارتكاز

حينها سيمتلك توخيل رباعي هجومي قادر على التحرك وتبادل المراكز باستمرار، مع أدوار .الظهيرين في الصعود وتوسيع الملعب والمساندة الهجومية
أخيراً، فإن التقاء توماس توخيل المعروف بصداميته مع الإدارات مع إدارة تشيلسي المعروفة بعدم صبرها على المدربين سيكون مثيراً للاهتمام، ويحتاج توخيل فيه أن يتعامل بشكلٍ جيدٍ مع الإدارة ومع الإعلام الذي بكل تأكيد سيسلط الأضواء على أداء الفريق معه بصورةٍ أكبر مما .كان يحدث في فرنسا، الأمر الذي قد يضعه تحت ضغطٍ كبير منذ البداية
تكتيكياً، توماس توخيل أحد أبرز المدربين في هذا الجانب، ولكن تعامله الذهني مع الإدارة .والإعلام سيكون العامل الفارق خلال مشواره مع تشيلسي