حَمل تعيين أنتونيو كونتي مدرباً لانتر الكثير من الآمال لمشجعي الفريق، وبعد موسمٍ أول صعب تمكّن فيه من الحصول على المركز الثاني لأول مرةٍ منذ موسم 2010/11 يأتي الموسم الجديد بطموحاتٍ أكبر لتحقيق لقب الدوري الغائب عن الفريق منذ 2009/10
خلال هذا التقرير، سنستعرض معاً كيف قام أنتونيو كونتي بتغيير شكل انتر ليستطيع المنافسة على الدوري الإيطالي، وما هي حظوظ الفريق لتحقيق اللقب خصوصاً وأن كل المؤشرات تتحدّث أن فشل كونتي في تحقيق اللقب سيعني رحيله نهاية الموسم:
يعتمد أنتونيو كونتي على رسم 2-5-3 وفيه يتمتّع انتر ميلان بمرونةٍ كبيرةٍ في عملية البناء والصعود بالكرة، نتيجةً لوجود 3 مدافعين، حيث يختلف شكل الفريق خلال عملية البناء اعتماداً على أسلوب ضغط الخصم.
ففي حال اعتمد الخصم على الضغط المتوسط Mid-Block يصبح أمام لاعبي انتر أكثر من خيار للصعود بالكرة:
حَمل تعيين أنتونيو كونتي مدرباً لانتر الكثير من الآمال لمشجعي الفريق، وبعد موسمٍ أول صعب تمكّن فيه من الحصول على المركز الثاني لأول مرةٍ منذ موسم 2010/11 يأتي الموسم الجديد بطموحاتٍ أكبر لتحقيق لقب الدوري الغائب عن الفريق منذ 2009/10
خلال هذا التقرير، سنستعرض معاً كيف قام أنتونيو كونتي بتغيير شكل انتر ليستطيع المنافسة على الدوري الإيطالي، وما هي حظوظ الفريق لتحقيق اللقب خصوصاً وأن كل المؤشرات تتحدّث أن فشل كونتي في تحقيق اللقب سيعني رحيله نهاية الموسم:
البناء والصعود بالكرة
يعتمد أنتونيو كونتي على رسم 2-5-3 وفيه يتمتّع انتر ميلان بمرونةٍ كبيرةٍ في عملية البناء والصعود بالكرة، نتيجةً لوجود 3 مدافعين، حيث يختلف شكل الفريق خلال عملية البناء اعتماداً على أسلوب ضغط الخصم.
ففي حال اعتمد الخصم على الضغط المتوسط Mid-Block يصبح أمام لاعبي انتر أكثر من خيار للصعود بالكرة:
- تقدم المدافعين بالكرة للأمام لكسب المزيد من المساحات.
- صعود ثنائي الوسط للأمام لسحب لاعبي الخصم وبالتالي منح بروزوفيتش مساحة جيدةً ووقتاً أكبر على الكرة.

أما في حال اعتمد الخصم على الضغط العالي High-Block، فإن خيارات انتر في الصعود بالكرة تتعدّد إلى:
- نزول أحد لاعبي الوسط بجانب بروزوفيتش لتكوين ثنائي ارتكاز، وحينها يقوم الجناحين الخلفيين بتوسيع الملعب بشكلٍ أكبر للبقاء كخياراتٍ متاحةٍ للتمرير بشكلٍ دائم.

- تحوّل مدافع الطرف إلى ظهير الأمر الذي يمنح الجناح الخلفي فرصة التقدم أكثر للأمام، وحينها يقترب محور الارتكاز منه لتكوين مثلث مع الجناح الخلفي.

- تقدم المدافع الأوسط للتواجد بجانب بروزوفيتش كمحور ارتكازٍ ثانٍ، الأمر الذي يمنح ثنائي الوسط المتقدمين فرصة التواجد أكثر بين الخطوط وعمل الزيادة العددية.

- لعب الكرات الطويلة باتجاه روميلو لوكاكو والذي يعتمد فيها على بنيته الجسدية القوية للحصول على الكرة وانتظار صعود زملائه.
اعتماد انتر ميلان الأكبر خلال عملية البناء والصعود بالكرة يكون على الكرواتي مارسيلو بروزوفيتش، الأمر الذي توضحّه إحصائيات معدل استهداف اللاعب في التمرير ومعدل استقباله للكرة، حيث يعتمد الفريق على قدرته الكبيرة في طلب الكرة بين الخطوط وإمكانياته الممتازة في التمرير.

هذا التنوّع في شكل الفريق عند البناء يضع الخصم دائماً في حيرةٍ من أمره، فلو استطاع الخصم الضغط على قلوب الدفاع ومنع بروزوفيتش من استلام الكرة، تبقى الأجنحة الخلفية خياراتٍ متاحةٍ للتمرير والصعود بالكرة، وفي حال قام الخصم بالضغط عليهم عبر الظهيرين يتحرك لوكاكو ولاوتارو للتواجد خلفهم بشكلٍ ذكي لاستلام الكرة.
إضافةً لذلك، فإن أدوار ثنائي الوسط المتقدم مهمة في تفريغ المساحة لثنائي الهجوم لاستلام الكرة بين الخطوط، سواءً عبر النزول للخلف أو التحوّل للأطراف بهدف سحب لاعبي وسط الخصم.
شكل الفريق في الثلث الأخير من الملعب
هجومياً، يُعتبر انتر ميلان أحد أكثر الفرق توازناً في الاعتماد على الأطراف وعمق الملعب

فخلال عملية الهجوم من العمق، يعتمد انتر ميلان على نزول أحد المهاجمين بين الخطوط لاستلام الكرة، في حين يتحرك المهاجم الآخر خلف خط الدفاع، الأمر الذي يُوفّر للفريق أكثر من خيار لضرب الدفاع:
- نزول لوكاكو لاستلام الكرة وبالتالي سحب المدافع معه وتحرك لاوتارو بشكلٍ قطري في المساحة خلف المدافع.

- نزول المهاجم لاستلام الكرة وتحرك المهاجم الآخر يُثّبت خط الدفاع وبالتالي تُخلق مساحة جيدة بين الخطوط يتحرك بها حامل الكرة مع مساندة ثنائي الوسط له وتواجد أحدهما معه بين الخطوط في حين يقوم الآخر بالتقدم أكثر والدخول لمنطقة الجزاء.

أما في حال اعتماد الفريق على الهجوم من الأطراف، فإن شكل الفريق يتحوّل إلى 4-3-3 وحينها يتحرك لاعب الوسط لتكوين مثلث تمرير مع الجناح الخلفي والمهاجم، الأمر الذي يخلق أكثر من خيار لمهاجمة منطقة الجزاء، منها:
- محاولة خلق مساحة لتحرك الجناح الخلفي أو لاعب الوسط خلف ظهير الخصم عبر فكرة اللاعب الثالث، الأمر الذي يمنحه أكثر من خيار منها لعب الكرات العرضية أو استغلال سرعته ومهارته لمهاجمة منطقة الجزاء.

- محاولة تدوير الكرة على الطرف ثم نقلها للطرف الأخر لخلق مواجهات 1 ضد 1 بين الجناح الخلفي والظهير.

أسلوب الضغط وشكل الفريق الدفاعي
يعتمد انتر ميلان على الضغط المتوسط Mid-Block، والفكرة الأساسية من هذا الضغط هي منع الخصم من العمق وإجباره على التوجّه للأطراف، حيث يعتمد الفريق خلال ذلك على انضباطية ثنائي الهجوم لإغلاق خطوط التمرير نحو وسط ملعب الخصم.
مع توجّه الكرة للأطراف، يقوم الجناح الخلفي المتواجد في تلك الجهة بالتقدم للضغط على حامل الكرة، مع مساندة من المهاجم ولاعبي الوسط في إغلاق خطوط التمرير نحو العمق، وحينها يتحوّل شكل الفريق دفاعياً إلى 4 لاعبين حيث يقوم مدافع الطرف بالتحرك لإغلاق المساحة خلف الجناح الخلفي في حين يقوم الجناح الخلفي المتواجد في الجهة المقابلة بالعودة.

وفي حال لم يستطع الفريق الحصول على الكرة، يعود اللاعبون لمناطقهم والاعتماد على التحوّل إلى 2-3-5، وحينها يمتلك الفريق القدرة على إغلاق العمق بثلاثي وسط ملعب على خطٍ واحد، في حين يمنع تكتل المدافعين الخصم من الاستفادة من الكرات العرضية.

أخيراً، نوعية الصفقات التي أبرمها أنتونيو كونتي منذ قدومه إلى انتر ميلان تُوضّح هدفاً واحداً وعاجلاً له ولمسيري النادي وهو لقب الدوري الإيطالي، الأمر الذي يبدو ضرورياً أكثر من أي وقتٍ مضى هذا الموسم بعد الخروج المبكر من دوري الأبطال.
نظرياً، يمتلك انتر قائمة أسماءٍ قادرةٍ على المنافسة حتى اللحظة الأخيرة على الدوري، وربما سيمنح الفوز الأخير على يوفنتوس الفريق ثقةً أكبر بقدرتهم على تحقيق اللقب الغائب منذ عقدٍ من الزمن، ولكن من المهم أن يُدير كونتي معركته القادمة والتي قد تستمر طويلاً مع غريم المدينة ميلان، خصوصاً وأن انتر خرج من البطولات الأوروبية وتبقت له بطولة الكأس وبطولة الدوري فيما يتواجد ميلان في دور الـ32 من الدوري الأوروبي بالإضافة للدوري والكأس، الأمر الذي سيحاول كونتي استغلاله بكل تأكيد من اجل اعتلاء الصدارة.