بعد 5 جولاتٍ من بداية الموسم، تلقّى ليفربول خبراً سيئاً بإصابة فيرجيل فان دايك خلال مباراة الفريق أمام إيفرتون في 17 أكتوبر 2020 بعد اصطدامه بالحارس بيكفورد، هذه الإصابة الطويلة قد تمنع فان دايك من العودة قبل نهاية الموسم -رغم بعض التقارير الطبية التي تتحدّث أنه قد يعود في وقتٍ أقرب من ذلك-.
لم تكن إصابة فان دايك الوحيدة في خط دفاع ليفربول، فقد تبعتها إصابة جو غوميز ثم جويل ماتيب الأمر الذي لم يُبقي على أي مدافع في قائمة الفريق -باستثناء المدافعين الشباب- ما جعلنا نرى ليفربول يلعب بثنائي دفاع مكون من فابينيو وهندرسون.
خلال هذا التقرير، سنستعرض أسلوب لعب ليفربول وكيف اختلف مع غياب فان دايك، ثم سنتطرق للحلول الدفاعية التي قد يبحث عنها كلوب في سوق الانتقالات الشتوية وفق دارسةٍ إحصائيةٍ لأبرز المدافعين في الدوريات الخمس الكبرى:
يعتمد ليفربول على فكرة السرعة واللعب العمودي المباشر، وخلال ذلك تتضّح أدوار فيرجل فان دايك والذي يعتمد عليه كلوب في لعب الكرات الطويلة، حيث يمتاز المدافع الهولندي بأحد أعلى معدلات التمريرات الطويلة الصحيحة في كامل الدوري الإنجليزي.
بعد 5 جولاتٍ من بداية الموسم، تلقّى ليفربول خبراً سيئاً بإصابة فيرجيل فان دايك خلال مباراة الفريق أمام إيفرتون في 17 أكتوبر 2020 بعد اصطدامه بالحارس بيكفورد، هذه الإصابة الطويلة قد تمنع فان دايك من العودة قبل نهاية الموسم -رغم بعض التقارير الطبية التي تتحدّث أنه قد يعود في وقتٍ أقرب من ذلك-.
لم تكن إصابة فان دايك الوحيدة في خط دفاع ليفربول، فقد تبعتها إصابة جو غوميز ثم جويل ماتيب الأمر الذي لم يُبقي على أي مدافع في قائمة الفريق -باستثناء المدافعين الشباب- ما جعلنا نرى ليفربول يلعب بثنائي دفاع مكون من فابينيو وهندرسون.
خلال هذا التقرير، سنستعرض أسلوب لعب ليفربول وكيف اختلف مع غياب فان دايك، ثم سنتطرق للحلول الدفاعية التي قد يبحث عنها كلوب في سوق الانتقالات الشتوية وفق دارسةٍ إحصائيةٍ لأبرز المدافعين في الدوريات الخمس الكبرى:
أسلوب لعب ليفربول وأدوار فان دايك
يعتمد ليفربول على فكرة السرعة واللعب العمودي المباشر، وخلال ذلك تتضّح أدوار فيرجل فان دايك والذي يعتمد عليه كلوب في لعب الكرات الطويلة، حيث يمتاز المدافع الهولندي بأحد أعلى معدلات التمريرات الطويلة الصحيحة في كامل الدوري الإنجليزي.
قدرة فان دايك على لعب الكرات الطويلة منحت ليفربول خيارات أكبر للصعود بالكرة، سواءً عبر إرساله الكرات باتجاه المهاجمين أو لعب الكرات الطويلة باتجاه أحد الظهيرين اللذان يقومان حينها بالتقدم أكثر وتوسيع الملعب.

إضافةً لذلك، يمتاز الهولندي بإمكانيات ممتازة على الكرة تُمكّنه من التقدم بها لكسب المزيد من المساحات وتوسيع خيارات التمرير لنفسه حيث يمتلك معدل تقدم بالكرة يصل إلى [200 متر/90 دقيقة] كما تبلغ دقة تمريراته نحو [90%].

تأثير فان دايك الهجومي في الثلث الأخير من الملعب يتّضح في الكرات الثابتة بشكلٍ خاص، حيث يعتمد عليه ليفربول كهدفٍ لتُلعب له الكرة، معتمداً على مجموعة من التحركات من زملائه لإشغال المدافعين إضافةً لقدرته على تغيير اتجاه حركته بشكلٍ سريع.
دفاعياً، يعتمد ليفربول على الضغط العالي والدفاع المتقدم، ويظهر حينها ذكاء فان دايك الكبير في التمركز الدفاعي وقدرته على إغلاق المساحات، إضافةً لقدرته الهائلة في الكرات الرأسية الأمر الذي تُوضّحه إحصائيات معدل التفوق في الكرات الهوائية والتي تصل إلى [3.9 /90 دقيقة] بنسبة نجاح تصل إلى [69.6%].
كيف تأثّر أسلوب اللعب بعد غياب فان دايك
التغييرات التي حدثت في ليفربول بعد غياب فان دايك شملت الجوانب الدفاعية والهجومية على حد سواء.
أمام شيفيلد يونايتد اعتمد كلوب على رسم 1-3-2-4 في محاولة لإيجاد فرص أكبر للاختراق الهجومي بتواجد 4 لاعبين في المقدمة، خصوصاً وأن شيفيلد يعتمد دفاعياً على الضغط المنخفض ومحاولة التكتل الدفاعي واللعب على المرتدات.
وأمام السيتي، شاهدنا تحوّلاً مفاجئاً للعب بـ2-4-4 لمحاولة تفعيل الضغط العالي بشكلٍ أكبر على دفاع السيتي ومنعهم من البناء والصعود بالكرة ومحاولة استعادتها في مناطق متقدمة وكان ناجحاً في ذلك قبل أن يتدارك بيب غوارديولا الأمر ويقوم بالتعديل للتأقلم على أسلوب ليفربول.
هذه التغييرات جاورتها تغييرات أخرى على أدوار اللاعبين -وبشكلٍ خاص الظهيرين-.
فخلال تواجد فان دايك، كان كلوب يعتمد على صعودهما أكثر وتوسيع الملعب والتواجد كخيارات متاحة للتمرير بشكلٍ متواصل سواءً خلال عملية البناء أو خلال عملية تدوير الكرة والتحوّل من طرفٍ إلى آخر.
بدون فان دايك، بات روبيرتسون أكثر تحفظاً في الصعود في محاولةٍ لخلق بعض التوازن لمساندة قلبي الدفاع، وبعد غياب غوميز ثم ماتيب أصبح أرنولد كذلك متحفظاً أكثر لخلق توازنٍ إضافي.
إضافةً لذلك، حاول كلوب عدم الاعتماد على الدفاع المتقدم بشكلٍ مبالغٍ فيه، خصوصاً وأن الفريق افتقد لكل المدافعين الثلاثة الأساسيين.
إحصائياً، تأثير فان دايك على أسلوب ليفربول الهجومي توضّحه إحصائيات معدلات التسديد التي انخفضت من [18.5 تسديدة /90 دقيقة] خلال المباريات الأربع الأولى بوجود فان دايك، إلى [15.6 تسديدة/90 دقيقة] بدونه -ربما فارق الـ3 تسديدات لا يبدو ذا أهميةٍ كبيرةٍ ولكنه بالتأكيد سيكون مؤثراً على المدى الطويل-، وربما هذه الإحصائية توضّح أن تركيز الفريق أصبح أكثر على عدم ترك مساحاتٍ في الخلف (بالنظر إلى محاولة الظهيرين التوازن في صعودهما للأمام).
من هو البديل الأمثل لفان دايك؟
خلال هذا القسم، سأتحدث إحصائياً عن أهم الأسماء الدفاعية التي باستطاعتها أن تكون بديلاً مناسباً لغياب فيرجيل فان دايك، وسأحاول تقسيم الأسماء بحسب الإتاحة وقدرة ليفربول على التعاقد معهم.
بحسب نقاط قوة فيرجل فان دايك، ستكون نظرتنا الإحصائية حول البديل المناسب له متعلقة بثلاثة أمور رئيسية:
- الجوانب الدفاعية
- الثنائيات الهوائية
- المساهمة الهجومية: الصعود بالكرة ودقة التمريرات
1- الجوانب الدفاعية:
يعتمد ليفربول على الدفاع المتقدم وصعود الظهيرين للأمام لعمل الزيادة الهجومية، الأمر الذي يجعل الفريق معرّضاً باستمرار لحصول الخصم على الكثير من المساحات الهجومية.
أهم مميزات فان دايك التي لا يُمكن قياسها إحصائياً هي ذكاءه الكبير في التحرك وتوقع مسار الكرة، بالرغم أن المدافع الهولندي لا يتمتّع بمعدلٍ كبيرٍ في قطع الكرات [0.53 /90 دقيقة] إلا أن ذكاءه في توقع مسار الكرة يجعله متفوّقاً بخطوةٍ دائماً على المهاجم، إضافةً لأن أدوار التقدم والضغط على المهاجم تتعلق أكثر بمن يُجاوره سواءً غوميز أو ماتيب، وهو ما يتّضح من كون الثنائي يتمتّع بمعدلٍ أعلى في الضغط في الثلث الأول من الملعب مقارنةً بالهولندي خلال الموسمين الماضيين:

2- الثنائيات الهوائية:
في الموسم الماضي، لم يتفوّق أي لاعبٍ على فيرجيل فان دايك في نسبة النجاح في الثنائيات الهوائية، حيث بلغت [81%] بمعدل [4.82 /90 دقيقة].
قدرة فان دايك في التفوق في الثنائيات الهوائية كانت عاملاً مهماً على المستوى الدفاعي وعلى المستوى الهجومي على حد سواء، حيث يُمثل الهولندي خطرأً دائماً في الكرات الثابتة.
3- المساهمة الهجومية: الصعود بالكرة ودقة التمريرات:
بلغت دقة تمريرات فيرجيل فان دايك في الموسم الماضي [90.5%] في حين بلغت دقة تمريراته الطويلة [79.2%] بمعدل [20.2 تمريرة/90 دقيقة]، إضافةً لذلك فقد بلغ معدل تمريراته التقدمية [4.05 تمريرة/90 دقيقة] ومعدل تمريراته نحو الثلث الأخير من الملعب [5.97 تمريرة/90 دقيقة]، في حين بلغ معدل تقدمه بالكرة [443.76 متر/90 دقيقة].
بعد مراجعة أهم إحصائيات فان دايك، سنقارن عبر هذا الجدول البياني بينه وبين أهم الأسماء الدفاعية المرشحة لأن تكون بديلأً له في ليفربول سوءاً على المدى الطويل أو على المدى القصير.

بالنظر إلى الجدول السابق، وعطفاً على معطيات سوق الانتقالات الحالية، يُمكن القول بأن هنالك 3 أسماء رئيسية قد تكون هدفاً واقعياً لليفربول في خط الدفاع:
1- الفرنسي دايوت أوباميكانو (مدافع لايبزيغ الألماني)
2- الهولندي سفين بوتمان (مدافع ليل الفرنسي)
3- البرازيلي جيلسون بريمر (مدافع تورينو الإيطالي)
الثلاثي سيُوفر لليفربول بعضاً مما افتقده بغياب فان دايك من قدرةٍ على لعب الكرات الطويلة الدقيقة إضافةً لإمكانياتهم الجيدة في الثنائيات الهوائية، كما أن معدل أعمارهم الصغير سيجعل منهم صفقاتٍ تؤمّن مستقبل الفريق خصوصاً وأن ليفربول في الأصل يعاني من نقصٍ واضحٍ في الجودة الدفاعية.
في النهاية، ربما يكون للأرقام قدرةً على إيجاد بديلٍ لفان دايك في خط دفاع ليفربول، ولكن في كرة القدم هنالك ما هو أهم من الأرقام. قدرات فان دايك القيادية، ووعيه الذهني داخل الملعب، وذكاءه الكبير في قراءة الكرة يجعل من الصعب تعويضه فردياً إلا من خلال تغييراتٍ عديدةٍ في منظومة الفريق الجماعية، وهو ما يحاول يورغن كلوب فعله منذ إصابة مدافعه، وبالرغم من أن ليفربول لم يخسر سوى في مباراةٍ واحدةٍ حتى الآن منذ غياب فان دايك كانت أمام ساوثامبتون إلا أن المتابع يعلم تماماً تأثير غيابه على شكل الفريق الهجومي والدفاعي والتغييرات التي اضطر كلوب لفعلها لتفادي هذا التأثير.