وُلد عماد ديالو تراوري في العاصمة الإيفوارية أبيدجان، وانتقل إلى إيطاليا في سنٍ مبكرةٍ مع شقيقه الأكبر حامد لينضموا للعب مع فريق بوكا باركو أحد الأندية الإيطالية المحلية.

لعب عماد مع بوكا باركو منذ سبتمبر 2014، واستطاع إثارة إعجاب العديد من كشافي الأندية الإيطالية بعد أشهرٍ من انضمامه، حيث حقّق لقب هداف إحدى البطولات المحلية المشهورة للشباب والتي كانت تُلعب خلال فترة أعياد الميلاد، ووسط العديد من العروض اختار عماد الانضمام لأكاديمية أتالانتا مطلع 2015.

لعب عماد ديالو أولى بطولاته مع أتالانتا تحت 15 عاماً في بطولة Campionato Giovanissimi Nazionali واستطاع المساهمة في حصول أتالانتا على اللقب بعد أن سجل .هدفاً في المباراة النهائية التي جمعتهم مع روما

تنقل عماد في الفئات السنية لنادي أتالانتا واستطاع احراز لقب دوري الشباب مرتين متتاليتين موسمي 2018/19 و 2019/20 كما حقق لقب السوبر في الموسم الماضي أمام فيورنتينا بعد .مباراةٍ انتهت 2-1 لأتالانتا تمكّن فيها من صناعة هدفي فريقه

ظهوره الأول مع الفريق الأول لأتالانتا كان في 27 أكتوبر 2019، حين حل بديلاً قبل 10 دقائق من نهاية مباراة فريقه أمام أودينيزي وتمكّن من تسجيل هدفه الأول بعد 4 دقائق من .نزوله ليُصبح أول لاعب من مواليد 2002 يُسجّل هدفاً في الدوري الإيطالي

وفي أكتوبر2020، أعلن مانشستر يونايتد التوقيع مع عماد ديالو على أن يكون انضمام الإيفواري للفريق مع بداية سوق الانتقالات الشتوية يناير 2021.

أسلوب اللعب

يلعب عماد ديالو كجناح أيمن بشكلٍ رئيسي، ولكن باستطاعته اللعب أيضاً على الجناح الأيسر .وكذلك كلاعب وسط متقدم، إضافةً لقدرته على اللعب كمهاجمٍ ثانٍ

أبرز ما ستلاحظه عند رؤيتك لعماد ديالو للمرة الأولى هي ثقته الكبيرة في طلب الكرة وثقة زملائه به وبقدرته على الخروج في المواقف الصعبة، فخلال عملية البناء والصعود بالكرة يمتاز بقدرةٍ كبيرة على قراءة اللعب، ويُحاول دائماً أن يكون خياراً متاحاً للتمرير بين الخطوط مع نزوله للتواجد في أنصاف المساحات الأمر الذي يمنح الظهير/الجناح الأيمن فرصة التقدم .والصعود وتوسيع خيارات التمرير لحامل الكرة

مع استلامه الكرة ودخوله للعمق، يُصبح أمام ديالو أكثر من خيار:

• سحب ظهير الخصم معه وبالتالي إفراغ مساحة لتمرير الكرة إلى الظهير المتقدم

• استغلال أنصاف المساحات بين الظهير وقلب الدفاع والتقدم أكثر سواءً للتمرير أو التسديد

قدرة عماد ديالو على اللعب كمهاجم تمنحه إمكانية استغلال المساحة التي يتركها نزول المهاجم الرئيسي، حيث يتحرك ديالو بشكلٍ قطري وبتوقيتٍ مميز لاستغلال ذلك واستلام الكرة والتوجّه .بشكلٍ مباشرٍ للمرمى

الإمكانيات الفنية ونقاط الضعف

أبرز ما يُميّز عماد ديالو هي قدرته على المراوغة، حيث يحظى الإيفواري بمعدل مراوغات يصل إلى [6.6 مراوغة/90 دقيقة] بنسبة نجاح تصل إلى [55%].

إضافةً لذلك، فإن سرعته مع الكرة تجعله قادراً على التفوق في مواجهات 1 ضد 1 وأيضاً 2 ضد 1 في الكثير من الأحيان، حيث يمتاز بقدرته على الاحتفاظ بها قريبةً من أقدامه، الأمر .الذي يُصعّب كثيراً من مهمة الخصم في الحصول عليها

كما يمتاز بذكاءٍ ورؤية مميزة للملعب إضافةً لجودته الكبيرة في التمرير الأمر الذي يمنحه القدرة على أن يكون صانع ألعاب مهم للفريق على الأطراف وفي أنصاف المساحات، حيث يمتلك معدل تمريرات تقدمية يصل إلى [3.80 /90 دقيقة]، ومعدل تمريرات بينية صحيحة يصل إلى [0.64 /90 دقيقة]، إضافةً لامتلاكه معدل تمريرات نحو منطقة الجزاء يصل إلى [3.25 تمريرة صحيحة /90 دقيقة]، علاوةً على ذلك، فإن قدرته على اللعب من لمسةٍ واحدةٍ .تُمكّن الفريق من زيادة رتمه في الثلث الأخير من الملعب

دفاعياً، فإن نشأته في أكاديمية أتالانتا منحته القدرة على فهم منهجية الضغط وقطع خطوط التمرير، حيث يحظى عماد ديالو بنسبة تفوق في قطع الكرة تتجاوز [65%] كما أنه يمتلك معدل استرداد للكرة يصل إلى [5 مرات /90 دقيقة]، إضافةً لذلك فإن لعبه في أكثر من نظامٍ .مع أتالانتا أظهر انضباطه التكتيكي ووعية الكبير لتمركزه في الحالة الدفاعية

أبرز ما يُعاب على عماد ديالو هو مبالغته أحياناً في المراوغات -وهو أمرٌ طبيعي بالنظر إلى .كونه لاعباً شاباً- الأمر الذي يُفقد فريقه حيازة الكرة في بعض الأوقات

إضافةً لذلك، فإن تفضيله استلام الكرة بقدمه بدلاً من التحرك واستلامها في المساحة يُفقد فريقه في بعض الأحيان المباشرة نحو المرمى، ورغم محاولاته التحسّن من هذه الناحية بشكلٍ واضح خلال الفترة الأخيرة مع أتالانتا إلا أنه لا يزال بحاجةٍ للعمل بصورةٍ أكبر للتحسّن.

ماذا يُمكن أن يُضيف عماد ديالو لمانشستر يونايتد؟

واحدة من أبرز مشاكل مانشستر يونايتد الواضحة هي عدم امتلاك الفريق لجهة يمنى قوية .قادرة على تقديم الإضافة الهجومية

عدم قدرة الفريق على استغلال المساحة في الجهة اليمنى سواءً على الأطراف أو في أنصاف المساحات اليمنى أفقدهم الإبداع في تلك الجهة، وزاد من الحمل على الجهة اليسرى بشكلٍ واضح الأمر الذي جعل شكل الفريق الهجومي متوقّعاً في الكثير من الأوقات، دون نسيان المحاولات المتعددة لسولشاير لإضفاء بعض الحيوية على تلك الجهة سواءً بتواجد بوغبا .لاقتسام أنصاف المساحات مع برونو فيرنانديز أو تحويل راشفورد كجناح أيمن

وبالنظر إلى أسلوب لعب عماد ديالو، فقد يكون الإيفواري الشاب قادراً على حل الكثير من .مشاكل يونايتد في تلك الجهة سواءً من الناحية الدفاعية أو الهجومية

وبالمقارنة مع اللاعبين الذي شغلوا هذا المركز في يونايتد سنجد أن عماد ديالو يمتلك معدلاتٍ أفضل في المراوغة من ماسون غرينوود ودانيال جيمس، ومعدلاً أفضل في التمريرات، إضافةً لأن قدرته على تقديم أدوار صانع الألعاب يمنحه القدرة على استغلال أنصاف المساحات .اليمنى والربط مع محور الارتكاز ولاعب الوسط المهاجم بصورةٍ أفضل

ورغم ذلك، فمن غير المتوقع أن يحظى ديالو مع يونايتد بنفس معدل المراوغات الذي حظي به مع أتالانتا، خصوصاً وأنه لن يُمنح الوقت الكافي مع الكرة بالنظر إلى أساليب الفرق المتعددة وقدرتها على الضغط بشكلٍ جيّد، الأمر الذي يُعوّل فيه سولشاير باعتقادي على عقلية الشاب .الإيفواري وقدرته على التأقلم السريع والتفاهم مع زملائه وتطويع مهاراته الجيدة

النظرة الأولى لعماد ديالو تُخبرنا حجم موهبته الكبيرة كجناحٍ قادرٍ على صناعة الأهداف .وتسجيلها، إضافةً لانضباطه التكتيكي الكبير وقدرته على تقديم الدعم الدفاعي بشكلٍ جيد

ربما عليه العمل قليلاً على الجانب البدني خصوصاً وأن حجم التحديات البدنية في الدوري الإنجليزي مختلفٌ تماماً عنها في الدوري الإيطالي، وقد نجد حرصاً من الإدارة الفنية في .يونايتد على هذا الأمر في البداية

نظرياً، عماد ديالو يمتلك أكثر مما يمتلكه اللاعبون الذين لعبوا على الجناح الأيمن في يونايتد خلال الموسمين الماضيين -باستثناء راشفورد-، ولكن من الصعب أن يتم الزج به بصفةٍ أساسية وقد نجد سولشاير يحاول أن يحظى الإيفواري بدقائق لعبٍ معينة قبل الاعتماد عليه، خصوصاً مع تحسّن التوازن الهجومي بين الجانبين الأيمن والأيسر في المباريات الأخيرة .بتواجد بوغبا في وسط الملعب إضافةً لتواجد راشفورد على الجانب الأيمن

قدرة عماد ديالو على التأقلم مع الأجواء في الدوري الإنجليزي ستُظهرها قدرته الذهنية أولاً قبل العمل الفني في يونايتد، وربما نرى تطوّراً بطيئاً للاعب خصوصاً مع ضغط المباريات .الحالي، ولكن بالتأكيد فإن يونايتد حظي بلاعبٍ يمتلك هامش تطوّرٍ كبير في المستقبل